أصبتَ يا أستاذ أحمد، بدليل التاريخ الذي يعيد نفسه، وما التاريخ إلا صنع يد الإنسان، أو بالأحرى صنع يد نفسه وداخله، ولنقل قلبِه الذي يحمل - منذ سيدنا آدم الى اليوم- المشاعر نفسها على اختلافها: كره، حب، حقد، بغض، أنانية، أمانة، زيف .... وكلها أخلاق ثابتة في الانسان قديمه وحديثه وهي الأصل في تحريك مجريات الحياة، وما المادي منها والذي يُظهر لنا أن الانسان تغيّر ، ما هو إلا قناع مؤقت ، ولكل عصر قناعه...

شكرا لهذا الطرح المهم أستاذ أحمد الوراق

سلام الله عليكم
فعلا هناك كلام كثير يقال عن التغيير ، فنلاحظ أن كل الناس لا يحبون البقاء على وضع واحد ، فالملل يتسرب إلى النفس كلما استغرقت في ذات الحالة أو الشيء ، هل الإنسان يتغير ؟ من الناحية النفسية على الأقل كثيرا ما نجد أشخاصا تغير نمط تفكيرهم وتغيرت سلوكاتهم ، من الناحية الوجدانية أظن أن التغيير يكون واضحا جدا فكم من شيء محبوب في فترة معينة إلى النفس نجده بعد فترة لا يثير انفعالها وتفاعلها بالقدر الكافي ، صحيح أن الإنسان هو الإنسان و سيبقى انسانا على مر الأيام وتلك حقائق ثابثة لا غبار عليها لكن ذلك لا ينفي أن الإنسان يتطور نحو الأحسن ، وتلك سنة أيضا تؤدي إلى انفتاح الأمل و التعلق بالحياة و تغذية الطموح ، فكل منا يحاول بطريقة أو بأخرى الوصول إلى تميز معين وهذا التميز هو ما يجعله مختلفا عن الآخر ، فيتغير من حالة إلى أخرى .
بل أكاد أجزم أن النفس البشرية تنتقل في الحياة عبر توازنات نفسية ، من توازن معين وفق ظروف و معارف ، إلى توازن آخر متى تغيرت تلك المؤثرات والتفاعلات التي يعيشها .
إن الإنسان عبر عمره يتغير والإنسانية بنفس الشكل فصراع الأجيال حاضر ، فكل جيل يحس أنه أذكى من سالفه وفيها درجة كبيرة من المعقولية ، في حين أن كل جيل يحس أنه حكيم من الجيل الذي يأتي بعده ، فأظن أن تلك الحكمة ماهي إلا إحساس بالوصول إلى درجة من "الكمال " وهي بالضرورة نقصان الطموح أو نوع من ضمور الإيمان بالتغيير ، أو الخوف وعدم القدرة على مواكبة متغيرات الحياة التي يفعلها الجيل الجديد .
أستاذي الفاضل تحية على موضوعك القيم الذي شاركت فيه بمداخلتي المتواضعة