قديم 09-02-2010, 03:01 AM
المشاركة 31
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من المعروف فيزيولوجيا إن المرء يفقد حس البصر قبل فقدانه حس السمع عند بدء النوم أو التخدير (التبنج) أو عند الاحتضار قبيل الموت أو عند هبوط ضغط الأوكسجين في الهواء ( كما يحصل مثلاً عند الصعود إلى الناطق الجبلية العليا أو عند الطيران في الأجواء العليا ) أو عند فقر دم الدماغ ( كما يحصل للصائم مثلاً إن ملأ معدته بغذاء وفير وبسرعة كبيرة أو عند النهوض السريع والمفاجئ من وضع الاستلقاء ) ففي كل هذه الحالات لا يفقد حس السمع إلا بعد فقدان حس البصر بفترة قصيرة.

تأثير السرعة والارتفاع على السمع والبصر:


يولد التسارع أو التعجيل الشديد عند الطيارين أو عند رواد الفضاء أثناء الطيران والارتفاع السريع تجاذباً موجباً يؤثر على البصر ويسبب ضباب الرؤية قبل فقدانها تماماً والإصابة بالعتمة التامة، ولا يفقد الطيار في هذه الأحوال حس السمع كله بل يبقى جزء كبير منه لفترة تالية تبقية باتصال صوتي مع المحطات الأرضية.

الساحة السمعية والبصرية:


يتمكن الإنسان من سماع الأصوات التي تصل إلى أذنيه من كل الاتجاهات والارتفاعات فيمكننا القول: إن الساحة السمعية هي 360، بينما لو ثبت الإنسان رأسه في موضع واحد فلن يتمكن من رؤية الأجسام إلا في ساحة بصرية محدودة تقارب الـ 180 في المستوى الأفقي و 145 في الاتجاه العمودي أما ساحة إبصاره للألوان فهي أقل من ذلك كثيراً، كما أن أشعة الضوء تسير بخط مستقيم دائماً فإذا اعترضها جسم غير شفاف فلن تتمكن من عبوره أو المرور حوله ولكن الموجات الصوتية تسير في كل الاتجاهات ويمكنها أن تلف حول الزوايا وعبر الأجسام التي تصادفها فهي تنتقل عبر السوائل والأجسام بسهولة فيسمعها الإنسان حتى عبر الجدران.

تأثير إصابة الدماغ على السمع والبصر:


من المهم ملاحظة أن حس السمع لكل أذن يتمثل في جهتي المخ فإذا أصيب أحد نصفي الدماغ بمرض ما فلن يفقد المصاب السمع في أي من أذنيه، أما في حالة البصر فيتمثل كل نصف من نصفي العين الواحدة على جهة المخ المعاكسة لها فإذا ما أصيب الدماغ بمرض في أحد نصفيه فقد المصاب البصر في نصفي عينيه المعاكسين لجهة الإصابة.


يتبــــع ~ ~

قديم 09-02-2010, 03:02 AM
المشاركة 32
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
10ـ من المعلوم أن المولود الذي يولد فاقداً لحس السمع يصبح أبكماً بالإضافة إلى صممه ولن يتمكن من تعلم النطق والكلام أما الذي يولد فاقدا لحس البصر فإنه يتمكن من تعلم النطق وبسهولة وهذا. على ما يظهر ـ ترافق لفظ ( الصم ) مع ( البكم ) والله أعلم.

(صم بكم عمي فهم لا يرجعون) البقرة: 18

(صم بكم عمي فهم لا يعقلون) البقرة 171

11ـ عند فقدان حس البصر تقوم المنطقة البصرية المخية بوظائف ارتباطيه فترتبط وظيفياً مع المناطق الارتباطية الدماغية الأخرى فتزيد من قابلية الدماغ على حفظ المعلومات والذاكرة والذكاء، ولا تقوم المناطق السمعية ـ لسبب غير معروف. بمثل هذا الارتباط عند فقدان حس السمع، ولذلك فقد نبغ الكثيرون ممن فقدوا حس البصر، ولم ينبغ أحد ممن فقد حس السمع إلا نادراً مما يدل على أهمية حس السمع والمبالغة في تخصص مناطقه المخية.

12ـ لا بد هنا من الإشارة إلى المحيط الأولي والمجتمع الذي نزل فيه القرآن الكريم إذ إنه تميز بطبيعة سمعية أكثر منها بصرية فليس هناك في الصحاري منبهات بصرية بقدر ما فيها من منبهات سمعية، كما كان مجتمع ذلك العصر مجتمعاً سمعياً أكثر منه بصريا فالآيات القرآنية الكريمة كانت تسمع وتحفظ في الصدور وتتناقل عن طريق الرواة وبالرغم من أن كتاب الوحي كانوا يدونونها إلا أن القرآن الكريم لم يعمم على الأمصار إلا في زمن الخليفة الثالث.

وبقية الأحاديث النبوية الشريفة غير مدونة لوقت متأخر، ولعل السبب في ذلك يعود إلى قلة من كانوا يجيدون القراءة والكتابة إذ قيل إن عددهم في مكة عند أول ظهور الإسلام لم يتجاوز بضعة أفراد، كما أن العرب لم يدونوا شعرهم الغزير حتى وقت متأخر ولكنه كان يحفظ وترويه الرواة ويلقى في الأسواق والمناسبات فيستمع الكل إليه.


يتــبـــــــع ~ ~

قديم 09-02-2010, 03:04 AM
المشاركة 33
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




13ـ وقد خص الله ـ سبحانه وتعالى ـ حس السمع وجهازه ولم يذكر البصر عندما أراد تخصيص أهمية حواس بعض عباده فقال سبحانه وتعالى:

(وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي ءاذانهم وقراً) الأنعام: 25

(يجعلون أصابعهم في ءاذانهم من الصواعق حذر الموت) البقرة: 19

(فضربنا على ءاذانهم في الكهف سنين عددا) الكهف:11

(جعلوا أصابعهم في ءاذانهم واستغشوا ثيابهم) نوح: 7

(لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية) الحاقة: 12

14ـ تؤكد الآية الكريمة الأخيرة على أن الإحساسات الصوتية التي يسمعها الإنسان بأذنيه تصل مستوى الوعي أحسن من تلك التي تصله عن غير طريقهما كالبصر مثلاً.

15ـ الآيات القليلة التي ورد فيها ذكر (البصر) قبل كلمة (السمع) هي تلك الآيات التي تنذر بالعقاب أو تصف الكافرين، وليس في أي منها إشارة لتخلق هذين الحسين أو لوصف وظيفتها أو تطورهما.

(ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم ءاذان لايسمعون بها) الأعراف 179

(وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم) المائدة: 71

(ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما) الإسراء: 97

(أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم ءاذان يسمعون بها) الأعراف: 195



يــتـــبـــــــــع ~ ~

قديم 09-02-2010, 03:06 AM
المشاركة 34
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
16ـ أما عن كثرة المعلومات البصرية التي ترد الجسم بالنسبة للمعلومات السمعية القليلة نسبياً التي تصل إليه فلا بد من أن نعرف أن كثرة المعلومات لا تعني دائماً أنها تولد إدراكاً ومفاهيم أكثر وأعمق في دماغ الإنسان مما تولده المعلومات السمعية على قلتها، فالذاكرة السمعية أرسخ من الذاكرة البصرية، والرموز الصوتية تعطي مدلولات ومفاهيم أكثر من الرموز الضوئية، فمن المعلوم مثلاً أن نطق الكلمة الواحدة بلهجات ونغمات متباينة تنقل للسامع مفاهيم مختلفة، ولو كتبنا الكلمة نفسها بمختلف الصور الخطية لنقلت دائماً لقارئها مفهوماً واحداً لا غير، ومن المعلوم جيداً أن الأفلام الصامتة لا توصل من المعلومات إلا جزءاً يسيراً مما يمكن أن تنقله الأفلام الناطقة.هذه الحقائق العلمية لم تكن معروفة قبل أربعة عشر قرناً، ولم يعرف الكثير منها إلا في العقود الأخيرة من هذا القرن حتى إن من العلماء من كانوا كشفوا الكثير من الحقائق الناصعة التي تبين بكل وضوح وجلاء الإعجاز العلمي في الآيات البينات التي قدمت (السمع) على (البصر) لأسبقيته في الخلق والتطور العضوية والوظيفي، وللمميزات الكثيرة لحس السمع على حس البصر. وصدق الله العظيم القائل ( سنريهم ءاياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) فصلت: 53


//


انتهى ..

بقلم: أ.د. صادق الهلالي

قديم 09-02-2010, 03:10 AM
المشاركة 35
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة - مكة المكرمة

والسماء كالمهل

أ.د. محمد وليد كامل

قسم علوم التربة - كلية الزراعة - جامعة الملك سعود





الأرض التي ندب عليها ويدب عليها كل مخلوق يمشي على بطنه أو يمشي على رجلين أو يمشي على أربع, تتكون من نواة يحيط بها غلاف ويحيط به قشرة, و الغلاف بعضه فوق بعض سفلي وعلوي, وفي الغلاف العلوي نقاط ساخنة ومستعرة, منها تتدفق صخور منصهرة, فقدت تلك الصخور هويتها كما فقدت المعادن فيها تماسكها, فتشكل من تلك الحجارة وما فيها من معادن منصهرة سائلا لزجا متدفقا, يبحث له عن طريق يسلكه فيصعد حتى تتساوى كثافته مع كثافة الوسط المحيط به, عندئذ يسكن في غرف ويتراكم فيها حتى يضيق المكان فيولد ضغطا يدفع به إلى الصعود من جديد نحو سطح قشرة الأرض عبر فوهات تعرف بفوهات البراكين ترجف قشرة الأرض فيضطرب لصوت الرجفة البشر, أهو صوت بركان أم صوت زلزال, إنه صوت صخور القشرة وهي تستعر, وحق لها أن تستعر من حرارة وضغط السائل اللزج المتدفق, وينتشر الصوت قبل ثورة البركان, ثم يختفي حين يظهر السائل اللزج متدفقا في الهواء أو منسكبا فوق الأرض, لقد وضعت الأرض حملها.

كما تضع الأنثى وليدها ـ تمامًا مثل ظاهرة المخاض ـ فالولادة تشترك فيها الأرض والأنثى, أما الأرض فتضع مهلا وأما الأنثى فتضع طفلا, يبرد المهل ويتناقص ضغطه ويتبدل تركيبه وهو يصعد من غرف الانتظار شيئا فشيئا, إذ تشرع ذرات العناصر الكيميائية المتأينة في تشييد الخلايا الأولية للشبكات البلورية, بعضها مكعبي الشكل وبعضها رباعي وسداسي ومعيني وبعضها الآخر أحادي الميل وثلاثي الميل, ويعزى هذا التنوع في أشكال الخلايا البلورية إلى منظومة الحرارة والضغط والتركيب الكيميائي للمهل المتدفق في عمق القشرة, فتشكل ذرات الأوكسيجين المتأينة خلايا الشبكات البلورية المختلفة, أما ذرات العناصر المتأينة غير الأوكسجين مثل السيليكون والألمنيوم والحديد والمغنيسيوم وما شابه فتسكن الفجوات الكائنة في تلك الخلايا, وبذلك تتشكل بلورات المعادن من جديد منها الكوارتز والأورتوز والميكا البيضاء والسوداء, فإن اجتمعت معا في بنية نسيجية متناغمة تشكل ما يعرف بالغرانيت ثنائي الميكا, وتكون البلورات كبيرة وجميلة في صخر الغرانيت المتشكل في عمق القشرة, أما إذا كان التبلور سريعا كما يحصل على سطح القشرة بسبب انخفاض الضغط والحرارة معا, تشكلت صبات من البازلت فيه بلورات إبرية من البلاجيوكلاز والبيروكسين والاوليفين والمغنيتيت والكلسيت, وبذلك تتنوع الصخور بتنوع المهل, بعضها حامضي غني بالسيليس وبعضها قاعدي فقير بالسيليس وبعضها الآخر شديد القاعدية غني بالحديد والمغنيسيوم.


يتبــــع ~ ~

قديم 09-02-2010, 03:12 AM
المشاركة 36
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









تلك هي قصة المهل من الصخر المنصهر إلى الصخر المتشكل, وتمثل تلك القصة دورة حياة ينشط فيها المهل ويسكن ثم يستعيد نشاطه, فما كان خاملا من البراكين قد ينشط بعد حين وما كان نشطا قد يسكن, وهكذا يمضي المهل دورة حياته دون أن تسخر البشرية بعضا من مراحل تطوره لخدمتها, فهل بوسع تقنيات ما بعد القرن العشرين, أن تستخلص الحديد أو الألمنيوم أو السيليكون أو المنغنيز أو ما شابه بصورته النقية من المهل؟ وهل بوسعها أن تستخلص الحرارة من المهل لخدمتها؟ فتلك ثروة معدنية وطاقة حرارية أهملتها البشرية في قرن تحسب أنها قد ملكت فيه العلم والتقنية.
لقد عرفت البشرية مهل الدنيا فخافت منه وابتعدت عنه بدلا من أن تسخره لخدمتها, وربما يقوم هذا المهل يوم القيامة بإحداث الرجفة في الأرض والجبال, فتتحول الجبال بفعل الرجفة إلى كثيب ثم تتحول بفعل المهل المنسكب من باطن الأرض إلى مهيل, وشتان بين مهل ومهيل (يَوْمَ تَرْجُفُ الأرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مّهِيلاً ) ( الآية:14 من سورة المزمل ), ويصحب ذلك ظواهر أخرى تؤكد القيامة مثل تأين الغازات التي تدخل في تركيب الهواء الجوي, وأن تأين تلك الغازات لا يتم بدون طاقة عالية الشدة, عندئذ تصبح السماء يوم القيامة مثل المهل (يَوْمَ تَكُونُ السّمَآءُ كَالْمُهْلِ ) (الآية: 8 من سورة المعارج), أي مثل المهل في حرارته وتأين مكوناته من ذرات العناصر الكيميائية, إذ يختلف مهل الأرض عن مهل السماء في نوعية العناصر الكيميائية.




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



إذا عرفت البشرية ما هو المهل في الدنيا ويوم القيامة في الجبال والسماء فلم لا تخاف العذاب به في الآخرة فتستقيم في سلوكها وفي مظاهر تلك الاستقامة السلوكية أن تتقاسم فيما بينها الماء والغذاء والكساء والمسكن على وفق المنهج الرباني العادل, الغني فيها فقير حتى يصبح الفقير غنيا, وإلا فالشراب والطعام في الآخرة لمن انحرف عن الصراط المستقيم مثل المهل (وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوجُوهَ بِئْسَ الشّرَابُ وَسَآءَتْ مرتفقا) ( الآية 29 من سورة الكهف ) (إِنّ شَجَرَةَ الزّقّومِ (43)طَعَامُ الأثِيمِ (44)كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) (سورة الدخان) وإن صفة الغليان في المهل لا تتحقق إلا إذا تساوى ضغط بخاره مع ضغط الوسط المحيط, فعلى سبيل المثال يغلي الماء حين يتساوى ضغط بخاره مع ضغط الهواء الجوي, ويسجل ميزان الحرارة عندئذ الدرجة 100 درجة مئوية, وينسحب ذلك على السوائل جميعا, فهل أدركت البشرية خطورة الانحراف عن تعاليم رب السموات والأرض وما فيهن من مخلوقات, وهل بوسعها أن تقي نفسها من مهل الدنيا فتسخره لخدمتها, وتتخذ من الإسلام دينا فتقي نفسها من مهل الآخرة.

عرف الإنسان كثيرا من ظواهر الدنيا بالمشاهدة, أما مشاهد القيامة والآخرة فإنها قد وصفت للإنسان في القرآن الكريم كي لا يضيع الوقت لعبا ولهوا, وأن يجعل عمره في البحث عن معرفة الخالق سبحانه وتعالى, وأن تتجسد تلك المعرفة أخلاقا ومعاملات تنفع مخلوقات الله تعالى.



//


انتهى ..


أ.د. محمد وليد كامل

قسم علوم التربة - كلية الزراعة - جامعة الملك سعود

قديم 09-02-2010, 03:16 AM
المشاركة 37
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
معجزة الصلاة في الوقاية من مرض دوالي الساقين

د. توفيق علوان

دوالي الساقين:






نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




إن دوالي الساقين هو خلل شائع في أوردة الساقين، يتمثل في ظهور أوردة غليظة ومتعرجة وممتلئة بالدماء المتغيرة اللون على طول الطرفين السفليين، ومن المؤلم أنها تصيب ما يقرب من عشرة إلى عشرين بالمائة من الجنس البشري. ولقد تعارف العلماء على تصنيف دوالي الساقين إلى ضربين، دوالي ابتدائية ودوالي ثانوية، فأما السبب الحقيقي للدوالي الابتدائية فلم يزل بعد لغزاً غامضاً، ولذا فلقد تنازع مشاهير الجراحة في نظريتين، تشير الأولى منهما بإصبع الاتهام إلى الصمامات داخل الأوردة، حيث يؤدي خللها وعدم إحكامها إلى حدوث الدوالي مباشرة، ولقد أيد هؤلاء العلماء نظريتهم بحجة دامغة، ألا وهي حدوث تلف الصمامات في كل حالة من حالات دوالي الساقين.

لقد كانت نظرية هؤلاء غاية في البساطة إذ قرروا أن تلف الصمام يؤدي إلى زيادة مؤثرة في الضغط على جدران الوريد، ينتقل إلى الرقعة المجاورة إلى أسفل، مما يؤدي إلى انهيار مقاومة الجدار وتمدده، وبعد فترة زمنية طالت أو قصرت نجد أنفسنا أمام صورة تامة ومتكاملة لدوالي الساقين.

وبرغم تتابع الحجج والبراهين على تلك النظرية، فإنها لم تسلم من النقد والتجريح إلى حد إبطالها بالكلية من أولئك الذي تبنوا النظرية المضادة لها والمعتمدة رأساً على افتراض ضعف أصيل ومؤثر كامن في جدر الأوردة المؤهلة للإصابة بالدوالي، مما يجعل الوريد معتمداً في مواجهة الضغوط المتزايدة للدماء المندفعة داخله على قوة الطبقة النسيجية الحافظة من فوقه وعلى مدى سلامة المضخة الوريدية.

هذا عن الدوالي الابتدائية، أما عن الدوالي الثانوية فربما ترتبت على عوامل كثيرة، كالجلطة الوريدية العميقة التي تؤثر مباشرة على قدرة الصمامات على الإحكام، فإذا بها وقد فقدت وظيفتها تماماً، وهكذا تنتقل الضغوط القوية في الأوردة العميقة حال التمرينات العضلية للساقين وبنفس قوتها عبر الصمامات التالفة إلى الطاقم الوريدي السطحي ذو الحماية الهزيلة، فتنهار جدرانه وتتمدد إلى الصورة النموذجية لدوالي الساقين.



يــتبـــــع ~ ~

قديم 09-02-2010, 03:17 AM
المشاركة 38
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مناقشة حول النتائج الإسلامية لهذا البحث:

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة






لما روجعت البيانات الصادرة عن الحاسوب ( الكمبيوتر )، تبين أنها خالية تماماً من أية ورقة علمية تتناول تلك العلاقة المدهشة بين الصلاة ودوالي الساقين.

وليس هذا فحسب بل إن أية دراسة بين الدوالي والتمرينات العضلية الخفيفة، لم تجر قط من قبل، ومن أية جهة علمية عالمية.

ولقد قرر " دافيد كرستوفر" 1981م، أن الضغوط الواقعة على أوردة الطرفين السفليين، وفي أية نقطة منها، ما هي إلا محصلة لثلاثة أنماط من الضغوط المنفردة ألا وهي:

·الضغط الناجم عن قوة الدفع المترتبة على ضخ عضلة القلب.

·الضغط الواقع بتأثير الجاذبية الأرضية إلى أسفل وهو على قدر من الأهمية، يرجع إلى الوضع المنتصب للإنسان، ومن هنا كانت أية نقطة في الجهاز الوريدي تقع تحت مستوى الأذين الأيمن للقلب معرضة إلى ضغط إيجابي يعادل طول المسافة بين تلك النقطة وبين الأذين الأيمن، بحسب القوانين الطبيعية الحاكمة على تلك المسألة.

·الضغط الناتج عن التغييرات الانتقالية المؤقتة،

وهذا الأخير ينشأ ابتداءاً من عدة مصادر، فمثلاً هناك تغييرات مركزية تنشئها تلك الموجات المتعاقبة كرد فعل لعمل القلب، كذا تلك الموجات المكافئة للتغيرات المنظمة في الضغط داخل القفص الصدري كنتيجة لعمل الرئتين تمدداً وانكماشاً. أضف إلى ذلك تغير الضغوط بالأوردة بناء على عمل الانقباضات المتتابعة لعضلات الطرفين السفليين. لما كانت الأوردة السطحية بالطرف السفلي، توشك أن تقف منتصبة من أسفل إلى أعلى دونما تقوية أو إعانة، ولما كان الوريد الصافن الأكبر بالذات هو أطول الأوردة بالجسد الإنساني أجمع، فببساطة تامة يمكن التأكد من أن أشد أنواع الضغوط الواقعة عليه إنما يرجع إلى ضغط الجاذبية الأرضية الفاعل بصورة عكسية لسريان الدم الوريدي.

ولذا فقد صار معلوماً بين العلماء أن دوالي الساقين ما هي إلا خاصية من خصائص الوضع المنتصب للإنسان، حيث ثبت أنه لا يوجد أي نوع من أنواع الحيوانات الأخرى على الأرض تعاني من هذه النازلة.



يتـــبـــــع ~ ~

قديم 09-02-2010, 03:17 AM
المشاركة 39
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





وهناك إجماع على أن الضغط على ظاهر القدم حال الوقوف يتراوح بين (90-120سم/ماء) ولأجل هذا يبرز الدور البالغ الأهمية للمضخة العضلية الوريدية، حيث ينخفض هذا الضغط تحت الإيقاع المنظم للانقباض والاسترخاء المتتابع لعضلات الطرفين السفليين أثناء المشي مثلاً، فإذا بالقيمة وقد بلغت ( 20مليمتر/زئبق) عند مفصل الكعب عقب فترة وجيزة من تحريك الطرفين السفليين.

إن هذه المضخة العجيبة لا تقتصر في نشاطها على هذا الدور الحيوي، بل إنها تتجاوزه إلى تخفيض تراكمات السوائل داخل الأنسجة. تلك التي تؤدي الساقين وبصورة مؤلمة مع طول فترات الوقوف دون أدنى حركة نتيجة لتضاعف الضغط الواقع على الأوردة.

لقد قرر العلماء أن أهم عنصرين رئيسيين ضالعين في تدمير الوردة السطحية وإبراز دوالي الساقين هما: -

العنصر الأول: هو تركيز أعلى قيمة للضغط على جدارات الأوردة السطحية للطرفين السفليين عن طريق الوقوف بلا رحمة ولفترات طويلة.

العنصر الثاني: أن الوريد السطحي المؤهل للإصابة بالدوالي، إنما يكون واقعاً من البداية تحت تأثير مرض عام في الأنسجة الرابطة، يؤدي بدوره إلى إضعاف جدرانه إلى مستوى أقل من نظيره الطبيعي.

والآن يبدو ظاهراً أنه بتكاتف هذين العنصرين معاً في شخص ما تكون النتيجة الحتمية هي إصابته بدوالي الساقين.




يــتبـــــع ~ ~

قديم 09-02-2010, 03:18 AM
المشاركة 40
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
علاقة الصلاة بالدوالي:



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





أما عن تلك المعضلة، فإنه بالملاحظة الدقيقة للحركات المتباينة للصلاة وجدت أنها تتميز بقدر عجيب من الانسيابية والانسجام والمرونة والتعاون، وأعجب أمر أنه بالقياس العلمي الدقيق للضغط الواقع على جدار الوريد الصافن عند مفصل الكعب، كان الانخفاض الهائل لهذا الضغط أثناء إقامة الصلاة مثيراً للدهشة وملفتاً للنظر، فعند المقارنة ما بين متوسط الضغط الواقع على ظاهر القدم حال الوقوف، ونظيره حال الركوع وجد الأول وقد بلغ ما قيمته ( 93.07سم/ماء)، فيما كان الثاني (49.13سم/ماء) فقط، وكما هو ظاهر فإن النسبة لا تزيد إلا يسيراً عن نصف الضعف الواقع على جدران تلك الأوردة الضعيفة، أما متوسط الضغط عند السجود الأول فكان ناطقاً، إذ بلغ فقط (3سم/ماء) وغني عن البيان أن انخفاضه لهذا المستوى، ليس إلا راحة تامة للوريد الصارخ من ضغطه القاسي طوال فترة الوقوف.

أما عند السجود الثاني فكانت القيمة (1.33سم/ماء)، وفي عملية مقصودة لإخلاء الوريد من مزيد من الدماء كي تتحقق بذلك أكمل درجات الاستقرار لهذه الجدران المنهكة تحت الآثار المؤلمة للضغوط عليها، وهذا التغير في الضغط انخفاضاً بين السجود الأول والسجود الثاني، وإن كان ليس بذي دلالة علمية مؤثرة إلا أنه ربما يكون نتيجة لعملية سحب الدماء من الطاقم السطحي للأوردة إلى الطاقم الأعمق كما قدر ذلك بعض العلماء، خصوصاً إذا علمنا أنه بين كل سجدتين يستقر المرء جالساً في اطمئنان وهدوء.


وما دمنا قد ذكرنا جلوس الصلاة فقد وجدنا أن متوسط الضغط الوريدي عنده وقد انخفض إلى ما قيمته فقط (16.73سم/ماء) في تعبير بليغ عن أوضح الدلالات العلمية.

وفي محاولة طريفة لاستبعاد الوقوف تماماً من حركات الصلاة، وحساب متوسط الضغوط الأخرى (ركوع، سجود، جلوس) كانت النتيجة معبرة تماماً حيث وجدت المحصلة (17.55سم/ماء) وهكذا لا تكاد الضغوط في كل ركعة على جدران الأوردة تبلغ 19% فقط من قيمة الضغط أثناء الوقوف.

والحاصل أن الصلاة بحركاتها المتميزة تؤدي إلى أقصى تخفيض لضغط الدم على جدران الوريد الصافن مرتين، الأولى: بذات الأوضاع المؤدية إلى تناقص الضغط حسب معادلة " برنولي" الثانية: بتنشيط المضخة الوريدية الجانبية مما يؤدي إلى تخفيض إضافي للضغوط المذكورة.




يتــبــــع ~ ~


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإعجاز فى القرآن سرالختم ميرغنى منبر الحوارات الثقافية العامة 6 07-07-2019 11:10 AM
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ماجد جابر منبر الحوارات الثقافية العامة 11 06-10-2012 07:51 PM
( 2 ) الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~ أمل محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 60 11-05-2011 09:16 AM
الإعجاز العلمى .. والعجز العلمانى محمد جاد الزغبي منبر الحوارات الثقافية العامة 18 10-30-2010 12:21 PM

الساعة الآن 05:59 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.