قديم 04-19-2012, 11:03 PM
المشاركة 441
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
صبري موسى وفساد الأمكنة ـ فؤاد قنديل

تاريخ المشاركة 26 October 2010 - 03:42 PM
صبري مــوســى ..و " فســاد الأزمنـــة "

فؤاد قنديل *

من لم يقرأ صبري موسى ويستمتع بتلك الأنشودة العذبة من أناشيد الإبداع العربي ، فقد فاته الكثير، وعليه أن يعوض هذا الذي غاب عنه بأن يطالع ما خطه قلم هذا الكاتب الرقيق والمثقف صاحب الرؤية العميقة دون صخب، والذي قدم للمكتبة العربية عدداً من الأعمال الأدبية ذات النفس المتفرد، تأتي فى ذروتها واحدة من أجمل الروايات العربية وهى" فساد الأمكنة " التي اقتحمت مبكراً مسارين جديدين على مستوى الشكل والمضمون، وكانت دون أدنى شك وبالإجماع بللورة فنية لا تزال تشع بهاءها على أفق يتجاوز الخريطة الإبداعية العربية، فعلى مستوى الشكل ارتادت " فساد الأمكنة " عالم الواقعية السحرية قبل أن تبلغنا إبداعات أدباء أمريكا اللاتينية، ووضعت تحت أعين القارئ عالما غريباً ومدهشا ، لم يتم البناء عليه واستثماره بأقلام أخرى إلا فى النادر ، وعلى مستوى الموضوع أنقذت الرواية نفسها - إذا جاز التعبير - من الوقوع فى أسر المعتاد والسائد، سواء بالكتابة عن المدينة أو القرية، ورحلت إلى الصحراء، وبالذات المنطقة المجهولة جنوب الصحراء الشرقية لتقدم لنا عملا فاتنا بكل معنى الكلمة ، ولا يزال هذا العمل وسيظل قادرا على جذب القراء وإمتاعهم بالقدرة ذاتها على الهام الكتاب الشباب
عرفت صبري موسى أواخر السبعينيات عندما دعوته للحضور إلى ندوة كنت أديرها فى شبرا ليتحدث إلى أعضائها عن تجربته الأدبية ، ويومها فوجئت به يحدثني بفرح غامر عن روايتي القصيرة "السقف" التي قرأها مطبوعة بالماستر ..وافق على الحضور ، لكن عدة رحلات صحفية خارج مصر شغلته عن الوفاء ، ولم تسنح الفرصة بعد ذلك إذ توقفت الندوة أوائل سبتمبر 1981 لأسباب سياسية، لكن علاقتنا أخذت فى التصاعد وترسخت فى مجلس إدارة اتحاد الكتاب، حتى أصبحت لا أستطيع تحمل غيابه عنى طويلا وكان معي ومع غيري عطوفاً ونبيلاً وصادقاً ومتعففاً وليس كبعض الكتاب الذين لا يتوقفون عن الكلام عن أنفسهم ، فقد لاحظت تجنبه الدائم لمثل هذا اللون من النرجسية المفرطة ، وصبري عموما قليل الكلام بلسانه ، كثيره بعينيه وإحساسه

إنني لا أستطيع أن أحب كاتبا أعجبني قلمه وصدمتني شخصيته .. ربما أكون مخطئا، لكنني أفضل ألا أرتبط جدا فى علاقات مشتبكة مع كاتب يفتقد القيم مهما كان موهوبا، وصبري من القلائل الذين تعثر لديهم على الكاتب المبدع والإنسان الخلوق.
قرأت للكاتب الكبير صبري موسى من الروايات قبل " فساد الأمكنة " حادث النصف متر " ، وبعدها " السيد من حقل السبانخ " وقرأت له من المجموعات القصصية (وجها لظهر. حكايات صبري موسى. مشروع قتل جارة. السيدة التي والرجل الذي) وقرأت له على حلقات في " صباح الخير " الرحلات التي قام بها إلى البحيرات والى الصحراء وباريس واليونان ، وقد جمعها من بعد فى كتب . ولم تغب عن عيني ولا عن غيري فيما أظن تلك الطبقات السردية التي تمضى فى سلاسة مع تنوع أساليب الطرح معتمدا لغة بسيطة وعميقة ودالة خالية من البلاغة الاستعراضية والتقليدية ، حتى ليمكنني القول إن كتابات صبري مثله ، هادئة فى السطح، موارة في الأعماق ، وتحمل الكثير من الخصوبة والتجديد دون ضجة ، إذ ليس من بين سماته الشخصية محاولة لفت الأنظار على أى نحو ، ويمكن القول انه من الفريق الذي يقول كلمته ويمضي.

ولا تعد كتابته للسيناريو والحوار للأفلام التي ظهرت على مدى عشرين عاما من قبيل "السبوبة" وأكل العيش، ولكنها أولا تنطلق من الاختيار الحر والإعجاب السابق بنصوصها وثانيا لأن ما قدمه فيها من تقطيع سينمائي وبناء درامي وأحداث وحوار ينبثق من رؤية مثقف كبير وإنسان مصري يحس بإحساس المجتمع والناس حسب الفترة التاريخية لكل عمل، وقد استمتعت كما استمتع غيرى بأفلام مثل البوسطجى والشيماء وقنديل أم هاشم وقاهر الظلام وغيرها، ولقد ظللت فترة طويلة أشاهد فيلم الشيماء وهو من أفضل الأفلام الدينية فى اعتقادي وأدهش كيف أخرجه المخرج الراحل حسام الدين مصطفى وهو مخرج قدير له اجتهاداته ، لكن ليس لدرجة اخراج هذا الفيلم الديني الذي يتمتع بشعبية بين الجماهير لا يتمتع بها فيلم آخر، مع كامل الاحترام لكل الجهود المبذولة فى هذا السياق.
كان صبري ولا يزال فى كل الأحوال ذلك الفنان المرهف الذي تربى فى فيض من مشاعر الحب والإحساس بالجمال إبان فترة الطفولة والصبا فى دمياط حيث ولد فى 19 مارس عام 1932، واكتملت التربية نحو الوجدان الراقي فى كلية الفنون التطبيقية ، وتأكد ذلك مع عمله مدرسا للرسم، إلى أن اكتشف فى نفسه حب الكتابة كنتيجة طبيعية لميله الدائم للقراءة .

انتقل للعمل فى جريدة الجمهورية ثم راق له أن يرحل إلى مؤسسة روز اليوسف التي كان قد تعرف إلى عدد من أبنائها وإدراكه أنها الأنسب لمواهبه مع توفر أفق الحرية، وقد بقى الفنان فى الأعماق لا يفتأ يشارك فى كل إبداع أدبي وصحفي وفني فى الرؤية والنسيج واللغة وروح النص، وقد حرص الحرص كله ألا تأكله الصحافة رغم عمله فيها منذ عام 1952، فقد كان متنبها إلى سوسها الذي يمكن أن ينخر فى عروق الموهبة.
لم أكن فى العنوان أقصد أن أسب الزمان، لأنه مثل المكان يتلقى عبث البشر وغواياتهم ، لكني أشير إلى مساحة الفضاء العريض من النسيان التي يتعرض له صبري موسى ، وان كان قد لقي التقدير من الداخل والخارج وترجمت أعماله إلى عدة لغات، لكنه يستحق أن نحتفي بعيد ميلاده وأن نؤنس وحدته، ويستحق أن تقام له الحلقات الدراسية فى هيئة قصور الثقافة وهيئة الكتاب والمجلس الأعلى للثقافة وأن تطبع كتبه وأن تطل عليه عيون الأجيال الجديدة من عشاق الأدب، فرغم المرض الذي يترصده منذ سنوات وتوقفه عن الكتابة، فان أعماله لم تفقد وهجها، وما زالت تفوح بعطرها وتعلن عن حضورها الآسر .. متعه الله بالصحة وأبقاه بيننا كاتباً وإنساناً ومصباحا مضيئا بنور الإبداع الذي لا يعرف الشحوب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* روائي مصري

قديم 04-19-2012, 11:26 PM
المشاركة 442
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
صبري موسي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة



صبري موسي كاتب روائي و صحفي و سيناريستولد بمحافظة دمياط عام 1932 ، عمل مدرساً للرسم لمدة عام واحد ، ثم صحافياً في جريدة الجمهورية، وكاتباً متفرغاً في مؤسسة «روز اليوسف»، وعضواً في مجلس إدارتها، ثم عضواً «في اتحاد الكتاب العرب»، ومقرراً للجنة القصة «في المجلس الأعلى للثقافة» وقد ترجمت أعماله لعدة لغات .
أشهر أعماله
  1. سيناريوهات أفلام * البوسطجي * الشيماء * قنديل أم هاشم * قاهر الظلام * رغبات ممنوعة * أين تخبئون الشمس .
  2. قصص قصيرة * القميص * وجهاً لظهر * حكايات صبري موسي * مشروع قتل جارة .
  3. روايات * حادث نصف المتر * فساد الأمكنة * السيد من حقل السبانخ .
  4. أدب الرحلات * في البحيرات * في الصحراء * رحلتان في باريس و اليونان .
التكريم
  • جائزة الدولة التشجيعية في الأدب عام 1974 .
  • وسام الجمهورية للعلوم والفنون من الطبقة الأولى عن أعماله القصصية والروائية عام 1975 .
  • وسام الجمهورية للعلوم والفنون عام 1992 .
  • جائزة «بيجاسوس» من أميركا، وهي الميدالية الذهبية للأعمال الأدبية المكتوبة بغير اللغة عام 1978 .
  • جائزة الدولة للتفوق عام 1999 .
  • جائزة الدولة التقديرية عام 2003.

قديم 04-19-2012, 11:31 PM
المشاركة 443
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الروائى صبرى موسي : تخليت عن التقاليد الشكلية لفن القصة القصيرة ...



القاهرة - العرب اونلاين - وكالات :

تتسم كتابات الروائى صبرى موسى بالعمق والتغلغل فى النسيج الاجتماعى والقيمى والأخلاقي، نتيجة لرحلاته المختلفة فى كافة أنحاء مصر، فأصبح متسلحاً بمعرفة ميدانية واشتباك حقيقى مع الأشياء فى الكون. وقد كتب بقوة الأدب وروح الأديب المغامر وحرفية الصحافي، مما أضفى على كتاباته عذوبة وجاذبية خاصة، ولم ينفصل فى أعماله الأدبية عن تطورات عصره، فقد عبرت رواية "السيد من حقل السبانخ" عن موضوع التغيير الأخلاقى المطرد على المستوى الإنساني، وهو ما دفعه إلى كتابتها فى إطار مسرحى مرة أخري، وتمنى أن يكون رساماً، فأصبحت الصورة تحتل جزءاً كبيراً من تركيبته، الذهينة والنفسية، واعتمدها كركن أساسى فى نسيج تعبيره الأدبي.

أعدت كتابة رواية "السيد من حقل السبانخ" على حلقات بعد زمن من صدورها، فما الأسباب وراء ذلك؟
نعم انا كتبتها فى إطار مسرحى مرة أخري، لغير سبب، فموضوع الرواية ذاته أصبح موضوعا آنيا كما انه متجدد ومؤرق وجدير بالكتابة المستمرة، وهو موضوع التغيير الأخلاقى المطرد على المستوى الإنساني، مما جعل الإنسان فى مفترق طرق، فالحضارة التكنولوجية الحديثة تعطيه من الوسائل والأدوات ما يجعله يقبل على حياة شديدة الرفاهية، وشديدة الوفرة وهى حكر على عدد محدود من البشر فيما نجد الشريحة الإنسانية الأعظم فى اندحار وفقر ومرض ومعاناة ومن المدهش أن تجد فى كل أدب الخيال العلمى الشائع على مستوى العالم، وكذلك فى الميديا، اهتماما بإبراز هذه الطفرات التكنولوجية، ولكنها تتجاهل تماما أية طفرة على المستوى الأخلاقي، وفى مستوى الوعى والشعور بالإنسان وتقديره وبقليل من هذا التصور يمكن أن نتخيل مستقبل البشرية الذى سيفضى إلى تدنى النوع الإنسانى فى مقابل إعلاء شأن الآلة، أما عن دواعى كتابة الرواية فى شكل مسرحي، فلعلها تكمن فى أن الرواية طبعت أكثر من أربع مرات ولم يعد موجودا منها أى نسخة، فى مقابل تعاقب أجيال جديدة من القراء لم يقرأوها، وفوق هذا يكمن إيمانى بأن العرض المسرحى يستقطب جمهورا أكبر.

رواية "فنجان قهوة قبل النوم" تبدو أسطورية التحقق والكتابة فكنت قد بدأت كتابتها منذ عدة سنوات إلا أنها تبدو عصية على الكتابة. ما سبب تأخر إنجازها كل هذا الوقت؟ نريد ايضا أن نقف على أبرز ملامحها والذاتى والملحمى فيها؟
ربما يعود تأخرى فى إنجاز هذه الرواية، لكونها مركبة بعض الشيء حيث هى مزيج بين روح السيرة الذاتية وسيرة جيل عبر تأملى للحياة وعلاقاتى الإنسانية فيها، وما أنجزته من كتابة فى مشروع هذه الرواية، يصلح لأن يكون ثلاث روايات، فهى أيضا تتضمن تأملى للنصف قرن الأخير، وتجاربى فيه مع الآخرين وما حدث فى مصر، وأنا ليس من طبيعتى إنجاز أعمال ملحمية بل إننى فضلت أن أترك العنان لتداعياتي، كما أننى بطبيعتى لست متعجلا، ويمكن إلى حد ما أن أميل للكسل والتأمل والحركة البطيئة، فضلا عن أنني، حينما أفرغ من العمل الروائى لا أعود إليه، ولا أغير فيه ويظل العمل بعد اكتماله، ملقى أمامي، خاضعا للتأمل والتغيير إلى أن تلح عليّ كتابته النهائية، التى لا رجعة فيها.

أسلوب خاص

ما هو سبب اهتمامك بالصورة وعناصر المشهد وتفاصيله فى القصة والرواية والسينما والتحقيق الصحافى الميداني؟
هذا أسلوب، وهذه طريقة، يختص بهما كل كاتب على حدة، فكل روائى صاحب طريقة، ومصدره الأساسي، هو الحياة، والحياة عمادها الأساسى هو الإنسان، بتصرفاته، وإبداعاته التى تشكل هذه الحياة ومن بينها إبداع الصورة، وربما تجد الصورة أكثر حضورا عندي، لأنها تشكل جزءا كبيرا من تركيبتى الذهنية، بل والنفسية، لأننى كنت أتمنى أن أكون رساما، ولذلك فإنك تجدنى اعتمد الصورة جزءا أساسيا فى نسيج التعبير، حتى أن الموقف عندى يتحول إلى صورة، لها اطارها وعناصرها الداخلية.

كنت قد وصفت جيلكم بأنه الجيل الذى سقط سهوا .. ما دلالة هذه المقولة ؟
هناك تعبير آخر يفسر هذا الوصف وكان للناقد الراحل سيد النساج، حيث وصف جيلنا بانه الجيل الذى سقط بين جيلين، ولكن الوصف امتد. إلا أن جيلنا كان له الفضل فى كسر الحائط الكبير، الذى كان يفصل بينه وبين إمكانية تحققه فى ظل حضور وعنفوان جيل العمالقة، الذين سيطروا على المشهد الروائى والقصصى بل والأدبى بأحقية وجدارة، فكنا أشبه بعصافير بين النسور، وكان سؤالنا: كيف لنا أن نتحقق فى حضور جيل يتربع على قمته العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم ويحيى حقى وسعد مكاوى ويوسف إدريس، وصغارهم إحسان عبدالقدوس ويوسف السباعى وأمين يوسف غراب ويوسف جوهر ومحمود البدوي، وعلى الرغم من هذا، فإننى أكاد أزعم أن جيلنا كان له الفضل فى إرساء جملة من التقاليد الروائية الجديدة التى تجاوزت زمنها، وفى مقابل هذا فإننى لا أنكر أن الكثير من أسماء جيلنا قد سقط فى الطريق لكن بقيت علامات قصصية وروائية مختلفة تدل علينا، ولما هلت علينا رياح الستينيات كنا قد تأكدنا كأسماء فى المشهد الروائى المصري، ونحن فى ذروة التحقق، ومجددون فى أسلوب القصص، تاركين أثرا غائرا لا يمحى رغم تعاقب الأجيال وصولا للجيل الأحدث.

ضمير أحادي

تحمل مجموعة حكايات صبرى موسى عناوين ذات ضمير أحادي، ثم يفاجئنا بتعدد الضمائر والشخصيات داخل العمل الأدبي، فما دلالة ذلك؟
بالفعل تجد فى حكايات صبرى موسى توغلا أكثر فى النسيج الاجتماعى والقيمى والأخلاقى من خلال رحلات عفوية وعشوائية كنت أقوم بها فى أنحاء مصر المختلفة وكانت بالفعل هذه الحكايات تنشر على حلقات فى صباح الخير ومن ثم يمكن القول إنك ستجد صياغتها مختلفة عن المجموعة السابقة عليها أو التى اعقبتها مثل "مشروع قتل جارة". أما تعدد الضمائر والأصوات فيتحقق فى تلك الشخصيات المتحدثة ولقد كان لهذه الحكايات أسلوب سردى خاص، وقد يتأكد لك هذا حينما تقرأ ما كتبه يوسف الشاروني، أو صبرى حافظ، أو مجدى توفيق، أو كمال النجمي، عن هذه المجموعة كما أنك تجد أن أساليب السرد متعددة داخل هذا العمل بل أنك تجد استثمارا لفنون أخرى مثل المسرح والسينما والغناء والموال متخليا تماما عن التقاليد الشكلية لفن القصة القصيرة فهذه المجموعة مغايرة فى أسلوب الحكى وقد كان اختيارى لهذا الأسلوب الذى يدل عليه العنوان هروبا من التهالك النقدى بالهجوم عليها كحيلة فنية مراوغة.

نريد أن نتحدث عن بواعث هذا الحس والمناخ الأسطورى التى تفردت به روايتك "فساد الأمكنة" وهل يمكن اعتبار جولتك الصحافية السابقة على الرواية بين جبال الصحراء الشرقية على مدى عام وكتاباتك الصحافية عنها بمثابة مخاض أول سبق كتابتها؟
استطعت خلال رحلتى للصحراء الشرقية وجبالها أن أتعرف إلى القبائل واعرافها وقوانينها، وهذا خلق لدى نوعا من الحميمية مع المكان، حتى إننى حينما كتبتها على حلقات كتبتها بقوة الأدب، وبروح الأديب ومغامرة وحرفية الصحافي،مما جعل هذه المادة عذبة وجاذبة للقراءة، بل وقادرة على إثارة انتباه المسؤولين تماما مثلما فعلت مع رحلاتى للبحيرات وكان الغرض من رحلتى للبحيرات والحلقات التى كتبتها عنها هو التصدى لدعوة المعونة الأمريكية آنذاك لتجفيف هذه البحيرات، لزراعتها، وقد نجحت حملتى فى صرف نظر المسؤولين عن فكرة التجفيف، ولكن لنعد إلى الصحراء الشرقية فلقد تأسست علاقتى الحميمة مع هذه الأماكن من خلال جولاتى الصحافية وحققت نوعا من المعايشة المباشرة والحقيقية معها، ورحلتى للصحراء بدأت بعد رحيل المحتل الإنجليزى عنها إلى حدود البحر الأحمر، فكانت رحلة لمكان اعيد حديثا لمصر، بعد انتهاء هذه الرحلات واستيفاء الغرض الصحافي، وجدتنى ما زلت مشحونا ومسكونا بخصوصيتها وعبقريتها، خاصة الصحراوية والجبلية منها، على نحو يفوق الغرض الصحافى أو كتابة الرحلات، ورأيت أن عملا روائيا لهو خليق باستثمار وتوظيف هذه الشحنة الروحية والأسطورية فى داخلى عن هذا المكان الجامع لتراث مصرى عربى افريقى رومانى فرعوني، بقبائله المحملة بتراث خرافى لدرجة جعلت المكان أسطوريا والبشر أسطوريين.

عاشق للسينما

نريد أن نتوقف عند تجربتك فى كتابة السيناريو للسينما، فهل يرجع نجاح روايتى "قنديل أم هاشم"، و"البوسطجي"، لأنهما مأخوذتان عن عملين ليحيى حقي، بالإضافة إلى "الشيماء" عن عمل لأحمد على باكثير؟
أريد أن أشير إلى ملاحظة مدهشة يجب أن اذكرها وهى أن الأفلام الثلاثة هذه لم يلحق بها أى تغيير أو تعديل أو تحريف فى السيناريو الذى كتبته وتم تنفيذها حرفيا تقريبا باستثناءات قليلة لا تذكر، وهذا يعكس تفاهما واتساقا بين فكر المؤلف الأصلى وكاتب السيناريو والمخرج، واذكر أن الأفلام الأخرى لم يتم الالتزام الدقيق بما كتبته مثل "رحلة داخل امرأة " و"حادث النصف متر" وغير ذلك، حتى أننى أكاد لا اذكرها، إذا ما تحدثت عن تجربتى السينمائية.

وهل يرجع نجاح وخلود أفلامك المأخوذة عن أعمال يحيى حقى لتعاطفك المسبق معه كروائي؟ نريد أيضا أن نعرف قصة الاعتراض الوحيد ليحيى حقى على فيلم "البوسطجي"
يحيى حقى فنان مبدع ومجدد فى القصة والرواية وعلامة من علامات التجديد كطفرة إبداعية، بل وفى فنون الكتابة جميعاً وأعماله دائماً كانت طازجة ومغرية للسينما ربما لأنه كان كذلك محباً للسينما، ومطلعاً على أحدث تياراتها فى فرنسا، فلما كان رئيساً لمصلحة الفنون، ساعدنا على انشاء جمعية الفيلم، وساعدنا باستعارة أحدث الأفلام الأجنبية فى حينها من السفارات والمراكز الثقافية، ولقد تعلمنا فن السينما بفضل هذا الرجل وأتصور أن حبه للسينما كان وراء كتابة "دماء وطين" المأخوذ عنها "البوسطجي" بل إنه كتبها بالأسلوب السينمائى الذى كان سائداً فى حينها والمتمثل فى الموجة الجديدة فى فرنسا والواقعية الجديدة فى إيطاليا، ولذلك فقد استفاد من التقاليد السينمائية فى التقاليد الروائية وقد شكلت "دماء وطين" إغراء للكثير من السينمائيين وانتشرت الأخبار عن كتابة فيلم عن هذه الرواية ولكن لم تنجح كل المحاولات وانتهى الأمر بقرار يعتبر أدب يحيى حقى لا يصلح للسينما، وكأن هذا الموقف قد ألقى بالقفاز فى وجهى فقبلت التحدى وأعلنت أن الذين قالوا هذا الكلام لم يفهموا أدب يحيى حقي، أو لم يفهموا السينما لأن القاعدة التى تعلمناها أن كاتب السيناريو يستطيع أن يحول سطرين من جريدة يومية إلى حركة سينمائية، والكتّاب آنذاك للسينما لم يلحظوا الفلاش باك فى أدبه والذى لم تكن تعتاده السينما المصرية حينها، وكذلك المونولوج الداخلي، بل اعتاد جمهورها الحدوتة المتواترة الأحداث، أما اعتراض يحيى حقى الوحيد فكان على مشهد النهاية التى تفيد بأن تاجر العسل قد قتل ابنته الوحيدة ليغسل عاره، والتى عبر عنها حقى فى الرواية بانطلاق جرس الكنيسة، وأنا ترجمت هذا فى أكثر من لقطة، حيث الأب يطارد ابنته ثم يقتلها، ثم يحملها ويمر بين الناس الذين يشاهدون هذا المشهد باعتيادية باعتباره مبررا دائماً، وما جعل حقى يعترض هو رقته المفرطة التى لم تحتمل دموية هذا المشهد.

جائزة التفوق، كنت الحاصل الأول عليها، فى أول دوراتها، ثم اعقبتها التقديرية، فلنتحدث عن ترشيحك ودلالة حصولك عليها؟
بالفعل كنت أول الحاصلين على جائزة التفوق، وهذا تقدير أشرف وأسعد به فلما جاءت التقديرية رشحنى اتحاد الكتاب، ضمن اثنى عشر مرشحا، وتم التصويت السرى على هذا، إلى أن وقع الاختيار عليّ وبعد التصويت على التقديرية حصلت على 35 صوتا فيما حصل سليمان فياض علي32 صوتا رغم مجيء اسمى فى المقام الثالث فى الأخبار الصحافية، وهذه تفصيله صغيرة لم يلتفت إليها أحد وأقول إن فى مرحلتنا العمرية هذه أى تقدير يسعد الكاتب، ويشعر أن سيرته لم تكن حرثا فى ماء وتم تقديرها من متخصصين غير أن التقدير الأهم والذى يثير حماس المبدع اكثر هو تقدير القراء الذين نكتبهم ونكتب لهم وبالأخص حينما تنفد نسخ عمل من أعمال المبدع، ويجد من يتصل به ليسأله كيف ومن أين له أن يحصل على نسخة.



سمير الفيل
كاتب مصري
Samir_feel@yahoo.com

قديم 04-19-2012, 11:46 PM
المشاركة 444
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
خارج السطر

تكريم صبري موسي

بقلم ـ مصطفي عبيد
الأحد , 12 يونيو 2011 12:17


وحيدًا لا يزار..


كلوحة بيت قديمة علاها تراب التناسي.

يعيش علي الذكريات الجميلة، ويقاوم داء التجاهل المتوارث لدي أهل مصر منذ عهد الفراعنة.

يكتب.. ماذا يكتب في زمن غطت فيه لافتات الدعاية وعناوين الاثارة علي كلمات الابداع ومدونات الأدب! يقول: ما أصعب أن يتكلم في زمن يعلو فيه ضجيج الملاكمات الفضائية علي مناقشات التعقل!

يصمت مادام لا أحد يهتم، ولا أحد يتحرك، ولا أحد يمد يديه ولا حتي هناك من يلقي إليه نظرة.

يرقد الأستاذ صبري موسي معلم الأجيال، ومبدع الصحراء مريضا منسيا، يعاني وحدته ولا مبالاة الوطن الذي عاش حاملا له الخير وحالما له بالحرية، يأبي الحياء علي المبدع الكبير أن يطالب بالعلاج بعد محنة المرض، وتقهره عزة النفس ألا يسأل الاهتمام من كيانات لا تهتم، ومثقفين لا يعرفون فضيلة الوفاء لأستاذ كبير ألقته الظروف في مصيدة العجز.

كان ومازال أديبا فريدا ينقلنا من زمن التردد إلي زمن الحسم، ويخرجنا من ضباب الحداثة إلي صدق الواقعية.. يعري الحجارة بحكمة جراح متقن، ويمسح غبار البداوة عن صورتنا في فضاء العالم.. يصنع من الكلمات صورا تتداخل لتعيد صياغة أحاسيسنا وأشواقنا.. يترجمنا إلي محبة وحنان وكلام جميل يدل أننا دولة لها حضارة.. أمتعنا وأمتع الملايين بسيناريوهات أفلام عظيمة مثل قنديل أم هاشم، الشيماء، والبوسطجي، وقادنا في رحلات خيالية جميلة برواياته فساد الأمكنة، والسيد من حقل السبانخ، وحادث نصف المتر.

لقد رفض صبري موسي الجنسية الأمريكية عندما منحوه أعظم جائزة أدبية هناك وهي جائزة »بيجاسوس« لأن قلبه لم يتقبل أن يصبح لوطنه شريك حتي لو كان أمريكا، ومع ذلك فقد تركوه وهو يختتم عقده الثامن دون سند مادي أو رعاية أو حتي سؤال.

أي فساد أمكنة أكثر من ذلك؟

كثيرون هم المبدعون الذين واراهم التراب قبل أن تكرمهم مصر.

مات أمل دنقل فقيرًا منبوذًا تحت وطأة السرطان وضغطة النكران، وانتهي الحال بمبدع الوطن الصادق نجيب سرور إلي إلقائه في مستشفي الأمراض النفسية، وتركه يتسول الطعام في أواخر أيامه، وسقط محمود حسن إسماعيل صريع الغربة بحثا عن »لقمة عيش« أفضل في بلد لا يقدر المبدعين.

إن من حق صبري موسي علينا أن نعظمه، ونكرمه، ونعطيه حقه، ونمنحه وفاءنا وتقديرنا وامتناننا علي ما قدم للأدب والكتابة والفن، لنؤكد أن مصر ما بعد 25 يناير تحتضن أبناءها، وتحنو علي مبدعيها وتحفظ الجميل لأقلامها البريئة وتكفل لهم حياة كريمة، والله أعلم.



قديم 04-20-2012, 10:38 PM
المشاركة 445
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
عشاق صبرى موسى يطالبون بتعميم دراسه منهجه فى الجامعات
دينا طلبة النهار : 19 - 01 - 2011


بين شوق وحب ولهفه ودموع استقبل اعضاء جمعيه مؤلفى الدراما الكاتب الكبير صبرى موسى بعد غياب طويل عن عيون اصحابه وتلاميذه وعشاقه ، حيث أقامت له الجمعيه حفل تكريم بالتعاون مع نقابه السينمائيين والمجلس الاعلى للثقافه أول امس الاحد تقديرا لعطاؤه وابداعه المتواصل فى الفكر المصرى والثقافه المصريه عن مجمل اعماله الادبيه والفنيه والشعريه التى اثرى بها الفن والسينما المصريه .
بدء الحفل بكلمه لرئيس الجمعيه الكاتب محفوظ عبد الرحمن صديق عمره والذى نقل كلمه على لسان الاديب بهاء طاهر الذى اعتذر عن الحضور لسفره وقال على لسانه تحيه الى رائد الروايه المصريه لانه استحدث اللغه العصريه لكتابه القصه بعد ان كانت هذه الكلمات يسيطر عليها البلاغه الشكليه،ربطته لغته بالكاتب الكبير يحي حقى واستطاع ان يحول اعماله لسيناريوهات ،خرج عن الجو المألوف فى روايته فساد الامكنه ومثل المساحه الاكبر فى مصر، هورائد اقتحم عالم الخيال واستطاع ان يعبر عن الرساله الحقيقيه للادب كمسعى للحق والخير والجمال .
بعدها كرمه رئيس الجمعيه وسلمه اول درع لها، ورحب رئيس المجلس الاعلى للثقافه عماد ابو غازى بحضور صبرى موسى وقال ان حضوره الى المجلس هو تكريم للمجلس لانه من رواد القصه منذ ان كان عضوا فى لجنه القصه ثم مقررا لها واعطى له درع المجلس ، واعترف مسعد فوده نقيب السينمائيين بتقصير النقابه فى التأخير بالاحتفاء به وقال ان تكريمه لموسى هو لحظه فارقه فى حياته كنقيب وفى حياه النقابه ،فى لحظه فارقه تقدم محفوظ عبد الرحمن بتهنئه موسى واعطى له قلمه فى اعتراف باستاذيته وهو مافعله اغلب الكتاب الذين حضروا للقاء موسى منهم فتحيه العسال وصلاح المعداوى .
وفى احتفاء بحثى اكد الدكتور رؤؤف وصفى ان الخيال العلمى فى روايه "السيد الحقل سبانخ "لابد ان يدرس فى الجامعات لانها مثال مميز للادب فى الخيال العلمى فالكاتب تمكن ان يجعل القارئ مقتنع بان مايقراؤه هو الواقع فى القرن ال24 واضاف انها روايه تستحق الاشاده لان موسى تمكن من شرح الحياه كما لو كانت فى كوكب اخر فى قالب قصصى وتنبأ باشياء هامه فى روايته كان اهمها اطفال الانابيب والاستنساخ لذلك كانت نهايه الروايه صرخه قويه تنادى بالتوقف عن التقدم التكنولوجى لما سيحدثه من تدمير للانسانيه وهذا الامر ايضا تنبأ به صبرى موسى فى روايته فكتاباته تدعو دائما لتقدم الانسان بجانب التقدم التكنولوجى .

تحدثت الكاتبه اقبال بركه عن تاريخها الصحفى الذى جمعها بصبرى موسى بدايه من عملهما معا فى مجله صباح الخير وتلمذتها على يده بدايه من مشواره التأليفى حتى استعاد رغبته فى الانطلاق ليكون علامه فارقه فى تاريخ الروايه العربيه وقالت انه يتميز بعمق افكاره فهو لايحب الكتابه لكنه يدخل معركه شرسه مع الفكره وعندما تفرض نفسها عليه يضطر لكتابتها وحتى الان هناك العديد من الافكار التى بدأها ولم يكتبها منها على سبيل المثال فنجان قهوه قبل النوم "التى بدأ فيها منذ سبع سنوات ولم يكملها.
وصفت اقبال موسى بالدبور الذى ينتقل فى بستان الكتابه بحثا عن الفكره المميزه فكتب القصه والروايه وحولها الى سيناريو نافس فى كتاباته احسان عبد القدوس وكانت روزاليوسف وقتها تنفرد بمدارس ادبيه وموسى واحدا من مؤسسيها .
تحدثت صديقه عمره عن نشاته فى مدينه دمياط التى اثرت على مغامراته الصحفيه فكانت اولى موضوعاته رحله الى الصحراء واثبت خلالها ان مصر لديها كنوز وكتب عن جبال الذهب بمرسى علم وكانت هذه الكتابات سببا فى اطلاق الوادى الجديد حتى انه سجل رحلته على شرائط فيديو بكاميرا 8 مللى وقدم افلام تسجيليه حتى كتب مؤلفه "فساد الامكنه " كما ذهب الى جميع بحيرات مصر ورصد اهميتها للبيئه وبدء قصصه القصيره وكتب روايته "حادث النصف متر "واعيد نشرها عام 74 وحصل عنها على جائزة الدوله التشجيعيه فكان اول كاتب مصرى يحصل على جائزتى السيناريو والحوار فى ادب الخيال عن فيلم البوسطجى وهو اول سيناريو يصدر فى كتاب وتوالت اعماله بقنديل ام هاشم لذلك فهو تجربه لابد ان تدرس فى الصحافه .
وتحدث الكاتب حسين حموده عن قراه فى روايته فساد الامكنه معبرا ان هذه الروايه احتفظت بصفتين وهما الجمال المذهل والسعى لاقتناص ملا يقتنص واكتشاف العالم الفنى .
اما الكاتب الصحفى رامى عبد الرازق تحدث عن تجربته الشخصيه التى ظهرت من خلال قراته ودراسته لروية يحي حقى وبعدها دراسه سيناريو البوسطجى والمقالات التى كتبت عنها والتى اثبتت ان الكاتب صبرى موسى حاله منفرده ووصفه ب"المؤلف الشاب"وهو لقب مازال يطلق عليه حتى الان لان اعماله باقيه بالاضافه الى انها تتسم بروح الشبابيه الصالحه لكل زمان ومكان ولذلك طالب رامى بمنهجت وتعليم اسلوبه فى مدارس السيناريو لانه افضل من حول الروايه الى سيناريو وقال نحن نحتاج فى عصرنا الى كتاب قادرين على هذا التحويل .
كما تحدث الصحفى رمضان بسطويسى عن تجربته مع صبرى موسى فى اجراء حوار نقدى معه عن افلامه وتجربه تحويله الرويات الى سيناريوهات فتحدث عن استخدامه لمنهج موسى فى الخيال العلمى وتدريسه للطلبه فى ماده علم الفلسفه . واختتمت الجلسه بتعليقات من محبيه وعشاقه .
و صرح الكاتب الكبير صبرى موسى عن سعادته من اختيار جمعية مؤلفى الدراما العربية له كاو الالكبيرة بهذا التكريم خاصة وهو اول مكرم يتم اهداء درع الجمعية له
على هامش اللقاء
دموع محفوظ عبد الرحمن التى نزلت وقت تكريمه لصبرى موسى لانها المره الاولى التى يراه منذ مرضه ، وهذا لم يمنعه من اطلاق النكات اثناء الاحتفال حتى انه تحدث عن تونس والوضع العربى باسلوب الاسقاط .
لقاءات جانبيه كثيره جمعت بين الكاتب الكبير واصدقاء العمل والصحافه ابرزهم صلاح المعداوى وزينب صادق .
لقاء خاص مع كرم النجار وبدء خلاله صبرى موسى يتذكر ذكرياته الجميله .
احتفاء غير عادى من القنوات الفضائيه التى تهافتت على اللقاء مع صبرى موسى

==
لماذا نكتب؟
سمير الفيل : روائي مصري
* أكتب لأنني اخترتها مهنة منذ الطفولة ففيها متعة شخصة لي حين ألعب عبر اللغة وأقيم حيوات وأتماهى أحيانا مع شخصياتي فأقوم بأدوار بطولة يصعب علي أن ألعبها بالواقع.
* أكتب لأنني مؤرق بقضايا الوجود . ثمة أسئلة طرحتها مذ كنت طفلا ومازالت تلك الأسئلة مشرعة باتجاه المستقبل بلا إجابة نهائية : لماذا الميلاد والموت ، الحب والكراهية ، الخير والشر ، الصحة والمرض ، الفقر والغنى ؟!
كنت أسير مرة في شوارع مدينتي مع الروائي الفذ صبري موسى ( صاحب فساد الأمكنة ) وقد سألته : لماذا نحن موجودون في الكون؟
التفت إلىّ وصمت طويلا وأجاب بعد فترة : هو سؤال صعب لكننا نحاول أن نجيب عنه من خلال " فعل الكتابة " .
أعتقد أن إجابة أستاذي صبري موسى ممكنة فقضايا الوجود تؤرقنا جميعا . بعضنا يلجأ للدين والبعض الآخر للفلسفة ، وهناك من يتجه للفن لتفسير كثير من القضايا العالقة . روعة الكتابة أنها تقبل كل الاجتهادات بلا استثناء ، وتتيح الفرصة للجميع كي يجيب عن الأسئلة الكبرى الإجابة التي يعتقدها.
* أكتب في كثير من الأحيان لتفريغ طاقة هائلة داخلي لو تركتها لدمرت ذاتي ودمرت من يحيط بي . ثمة قوى شريرة تتلبسني ويكون علي أن أبحث عن مسارب لتبديد تلك الطاقة.
* أدحض الكتابة بالموت. مات الأسطى مصطفى الفيل صاحب محل صغير لصناعة الأحذية بمدينة دمياط وأنا طفل لم أتجاوز العامين. وحين فتحت عيني وجدت مكانه شاغرا. سألت أمي فقالت كلمة واحدة ، لكنها صادمة : مات!
كنت أتسلل إلى قبره بالقرب من شارع صلاح الدين لأسوي الخوص فوق الحدبة وأوسد رأسه بافتراض أنها تجاه القبلة. رأيت أن الكتابة فيها مقاومة للموت .
أفزع حين أواجه الورقة بيضاء فأسعى لتسويدها. لا يمر علي يوم دون كتابة فأشعر دائما أنني في حالة صراع مع الموت. إنه يمثل عنصر عدم وفناء وهلاك قوي بينما الكتابة حياة وامتداد وخلق.
أحيانا أهرب من مواجهة الكتابة ، وأكون في ضيق عظيم حتى يفتح الله علي بالجملة الأولى ثم أذهب مع اللغة والأفكار والأسلوب أنضد حياة بهيجة أختارها بمعرفتي.
في الوقت الذي أتوقف فيه عن الكتابة سيأتيني الموت بسهولة تامة وسأستسلم له بكل أريحية .
==
للاسف طفولة صبري موسى مجهولة رغم ان هناك ما يشير بأنه كان يعاني من قلق وجودي وهو حتما عاش مأزوما لكن الارجح ان نقول بأنه

مجهول الطفولة.

قديم 04-21-2012, 03:40 PM
المشاركة 446
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
62- السقا مات يوسف السباعي مصر
رواية للأديب المصري يوسف السباعي
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

صدرت لاول مرة سنة 1952 م عن دار النشر للجامعيين
يعتبرها الكثير من النقاد أهم رواية كتبها يوسف السباعي وتدور أحداثها في حارة مصرية في العشرينيات
فكرة الرواية

تدور الفكرة الرئيسية في الرواية حول فلسفة الموت ومحاولة الشخصية الرئيسية " المعلم شوشة السقا " للهروب من ذكرى وفاة زوجته الشابة

المفارقة تحدث عندما ينقذ المعلم شوشة شخص ما من الضرب في أحد المطاعم ثم تتوثق علاقته به ويدعوه للإقامه معه في بيته مع حماته وابنه سيد، وهو لا يعلم ان هذا الشخص يعمل في مجال متعلق بدفن الموتى.

ينفر المعلم شوشة من ضيفه في البداية إلا إن الضيف سرعان ما يتمكن من إقناع المعلم شوشة بمواصلة حياتة ونبذ الخوف من الموت، إلا أن أكبر مفارقة تحدث عندما يموت الضيف نفسه فجأة في بيت شوشة فينهار المعلم بسبب ذلك.

بعد فترة يستعيد المعلم شوشة عافيته ويأتيه خبر سار بتعيينه شيخاً للساقيين في المنطقة، إلا أن البيت ينهار فوق رأس المعلم وتنتهي حياته في مشهد قوي ومؤثر.
تحويل الرواية إلى فيلم

حاول المخرج الراحل صلاح أبوسيف تحويل الرواية إلى عمل سينمائي في السبيعينيات إلا إن جميع المنتجين رفضوا المغامرة بإنتاج فيلم يتحدث عن الموت.
تمكن صلاح أبو سيف في النهاية من الحصول على موافقة المنتج والمخرج يوسف شاهين على إنتاج الفيلم بالاشتراك مع شركة ساتبيك التونسية سنة 1977، حيث قام بكتابة السيناريو محسن زايد بالاشتراك مع صلاح أبو سيف.
وقام بالتمثيل فيه : عزت العلايلي، فريد شوقي، أمينة رزق، ناهد جبر، حسن حسين، شويكار، بلقيس وتحية كاريوكا.
إلا إن نهاية الفيلم مختلفة عن نهاية الرواية، حيث تعمد كاتبي السيناريو أن تكون النهاية فيها قدر من التفاؤل.

قديم 04-21-2012, 03:43 PM
المشاركة 447
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
السقا مات
د امين الجندي
المصدر : القصة العربية

وسط كل أعمال يوسف السباعي الرومانسية والوطنية تبقى رواية "السقا مات" بمثابة درته الفريدة ..ليس فقط بسبب تكوينها المتقن وشخصياتها الساحرة ولكن لأنه أضمر فيها معضلة الموت المكتوب على كل الكائنات..
تدور أحداث الرواية في عشرينيات القرن الماضي وسط أحياء شعبية تفوح بتقاليد مصر العتيقة ..بالتحديد في حي الحسينية حيث يقع صنبور المياه الحكومي القائم في زوايا درب السماكين ..يقف أمامه صف طويل عريض من النسوة ذات الصفائح والرجال ذوي القرب ..أحدهم هو المعلم شوشه بطل هذه الرواية الذي يجمع أفضل خصائص ابن البلد بشهامته ورجولته وكريم عنصره رغم ضيق الرزق وكدح المهنة ..صلب العود رغم نحوله ..متدين لا يضيع صلاة ، رزين طويل الصمت ، يغلب عليه الحزن والتفكر ..ويولي اهتماما خاصا بشجرة تمرحنة في السراي المجاور لسبب سوف يتضح فيما بعد .
أما ابنه سيد فهو مجرد صبي في التاسعة من عمره ..شديد الحيوية إلى حد آسر ..مفردات عالمه الطفولي الساحر هي مشاكسة الشيخ كفتة صاحب الكتاب الذي ذاق الويل من شقاوته ..وتسلق أشجار السراي المثمرة لجمع البلح الأحمر والجوافة وزعامة مجموعة من الصبية " حرشه وزكي الحدق " يلعبون الكرة الشراب والبلي الذي يحصده دائما ..أما مشاكله المستعصية فمحاولة الفرار من غسيل الوجه بالصابون الذي يؤلم عينيه رغم إصرار جدته الكفيفة التي ترعاه بعد وفاة أمه .
كانت سعادته لا توصف حينما قرر أبوه المعلم شوشه إخراجه من الكتاب لتلقينه مبادئ مهنة السقا ..كان فخورا برجولته الوليدة ويحاول تقليد الكبار بلهجة رجولية خشنة مثيرا عاصفة من الضحك حيثما ذهب ..وفي مسمط الحاجة زمزم بدرب عجور كان تعرفهما على الشيخ شحاته ..ذلك الكهل لطيف الملامح بشوش الوجه الذي يرتدي جلبابا من الدمور وجاكتة قديمة ..وفي قدميه حذاء بال مربوط بالدوبارة ..وفوق رأسه طربوش أسود منهار الجوانب مائل على حاجبه الأيسر في عياقة لا تتناسب مع مظهره المثير للرثاء ..وكان ذلك الرجل الذي لا يملك من مظاهر الأفندية غير الطربوش والجاكتة لا يكف عن مغازلة الحاجة زمزم بتلعيب حواجبه بطريقة آلية منتظمة هازا رأسه في شبه أسف وطرب : يا ميت ندامة على اللي حب ولا طالشي !.
تأثير تلك المغازلة على المعلمة الضخمة الجثة كان ظاهرا بتمايلها طربا وضحكتها الناعمة نسبيا وهزة رأسها المعصوب بعلامة الرضا ..لكن ذلك لم يشفع له وقت الجد حينما حان تبين إفلاسه عند دفع الحساب..ولم ينقذه من براثن المعلمة المخيفة غير شهامة المعلم شوشه الذي دفع له حسابه لتنشأ علاقة صداقة متينة بينهما تصل إلى حد استضافته في الدار .
وهناك نتعرف على مهنته العجيبة ..مطيباتي جنازات ..يرتدي بذلته السوداء ويلبس الفوطة الحمراء على وسطه – طباعة العرقسوس – ويمسك في يده القمقم ويمشي أمام الجنازات من باب الافتخار حتى يزف الميت لمدفنه ..بعدها ينال نصف ريال من متعهد الجنازات ..وقع ذلك كان ثقيلا على المعلم شوشه الذي بدأ يشعر بالرهبة من صديقه المخيف الذي حاول أن يشرح له فلسفته الخاصة عن الموت والحياة .
" إن وجه الأرض متغير وكل الكائنات محدود أجلها ببداية ونهاية ..هذا المقعد ، تلك اللبلابة ، هذه القطة ..هذا الجلباب ..لكن الإنسان يتملكه الغرور فلا يريد أن يذهب في هدوء ويأبى أن يقارن نفسه بالقطة والمقعد والجلباب ..يكره الموت ويأبى قبوله ويرفض تعوده وترويض نفسه عليه ..في بداية عمله بمهنته كان بكاؤه يشتد عند رؤية الميت رغم سخرية الزملاء القدامى ..بالتدريج صار أقل تأثرا ثم لم يعد يبالى قط حتى ليسير في الجنازة وكأنه في نزهة مستغرقا في أفكاره الخاصة . بعدها بدأ التعود على النزول لداخل المقبرة عازما أن يهزم في نفسه مخافة الموت ..في المرة الأولى تملكته الرجفة حينما لامس لحم الميت البارد وجسده اليابس ولكن بعد لحظات هزم الخوف واقنع نفسه أنه يحمل فخذة خروف أو دجاجة مذبوحة ..أليس كلاهما جسد ميت من لحم وعظم ؟..وحتى المقبرة لم تعد تمثل له سوى مجرد قبو تحت الأرض مليء بالعظام والجيف ..في تلك اللحظة التي أعلن فيها انتصاره على رهبة الموت صار يعتبر نفسه أشجع إنسان في العالم ..لقد احتقر الموت فاحتقر – تبعا لذلك – الحياة ."
حينما انتهى الشيخ شحاته من محاضرته الحارة على صديقه الجديد المعلم شوشه فوجئ بالدموع تنساب على وجنتي الرجل الجلد الصموت في أخاديد وجهه المغضن ..لطالما عذبه تفكيره المتواصل في الموت الذي حصد زوجته الحبيبة منذ تسع سنوات وهي تلد ابنه الوحيد سيد ..ولطالما سهر الليالي يسأل نفسه ، ويسأل السماء والنجوم أيضا : لماذا ماتت ؟..بل لماذا نولد إذا كنا سنموت حتما ؟
من كان يصدق أنها ستموت ؟ بجسدها القوي ووجهها النضير وثغرها الباسم وعينيها الضاحكتين المتلألئتين وشجرة التمر حنة التي زرعتها بيدها الرقيقة في حديقة السراي وكانت سبب تعارفهما ..من يصدق أنها تقبع في حفرة رطبة مظلمة بباطن الأرض مسلوبة الحركة فاقدة الحياة لتصبح بعد حين هيكلا أكله البلى وعظاما نخرها السوس ؟..كان يسأل نفسه في يأس فيستعصى الجواب حتى دخل شحاته أفندي في حياته بمهنته المخيفة وفلسفته العجيبة .
.........................
وتمر الأيام بالجميع بتفاصيلها الكثيرة التي تصنع الحياة ..وأصبح شحاته أفندي ضيفا دائما ومصدر سرور لا ينقطع للأسرة التي يغلب عليها الصمت والوجوم في غيابه..لقد أحبه الكل لشخصيته البشوشة وحبه الواضح للحياة ..سيد وجده صديقا كبيرا يقوم بتعليمه العزف على الناي ويصنع له الطائرات الورقية والكرة الشراب ويبتاع له - من وقت لآخر - أطايب الطعام حينما ينفحه متعهد الجنازات بمنحة سخية ..الجدة الضريرة أحبته من صميم قلبها الطيب المتسامح ..والمعلم شوشه وجد فيه صديقا مخلصا مقبلا على الحياة رغم حرجه من غزله للنساء ..وفي كل مرة يعتذر بأنه لا يملك نفسه حينما يرى صنف الحريم ..على الفور يقوم بتلعيب حواجبه ويبدأ فورا في الغزل " أموت في الملبن أبو قشطة ، هز يا وز "..وعبارات من هذا القبيل ..
الرجل الذي يمتهن الموت كان شديد العشق للحياة ..يعشق الكيف والنساء والطعام الجيد ، ويعيش اليوم بيومه دون أن يحمل هم الغد ..ويتعجب جدا من قهر المعلم شوشة لرغباته متسائلا : ما جدوى الحياة بدونها ؟.
وبرغم إفلاسه المزمن فقد كان مستعدا لدفع خمسين قرشا كاملا ( وهو مبلغ باهظ بأسعار هذه الأيام ) من أجل سهرة حمراء مع عزيزة نوفل صاحبة الجسد الممتلئ الملتف في ملاءة تنحسر عن ثوب أحمر بدت منه ذراعان بيضاوان ناصعتا البياض وكشفت فتحة الصدر عن ملتقى الثديين المكتنزين فإذا ولت وجهها بدا ظهرها أشد تفصيلا وتفسيرا وإقناعا وإغراء واستدعاء ..من أجلها تفاوض مع القواد صاحب الشارب المفتول ، وذهب للعطار ليشتري جوزة الطيب وعود قرح وساوم الجزار على رطل كلاوي بتلو و(توضيبة ) من المخاصي والمواسير ، واقترض قطعة حشيش من زميله الشيخ سيد مخزن المخدرات المتنقل الذي يجلس ويتحرك ويتكلم وكأنه في غيبوبة دائمة ..و( خبط ) عدة جنازات مهلكة من مصر القديمة للمجاورين حتى هده التعب فنام قليلا ليستريح استعدادا لسهرته ..ذلك النوم الذي طال حتى أقتحم عليه المعلم شوشة غرفته فوجده ميتا .
أجل ..مات مشيع الجنازات والساخر من الأموات دون أن يظفر بعزيزته !!!..
.....................
كان وقع ذلك مروعا على الأسرة الصغيرة التي احبته .. في بادئ الأمر شعر المعلم شوشه بالخوف من دخول غرفة الميت ومن لمس الجثة لكنه تذكر قول صاحبه عن الأموات واحتقاره للموت واستخفافه بالجثث . وكمجاملة أخيرة قام بارتداء البذلة السوداء والفوطة الحمراء والطربوش إكراما لمشيع الجنازات في رحلته الأخيرة .. وعزم في نفسه على النزول للمقبرة محاولا أن يهزم رهبة الموت كما فعل صاحبه ..وبالفعل أمسك بالجثة رغم تلك الرجفة - التي هزته - من برودتها ولكنه همس لنفسه : لا تخش شيئا ..إنها لحمة ميت ..مثل فخذة الخروف أو الدجاجة المذبوحة . كانت معركة بينه وبين رهبة الموت ولكنه صمم على الانتصار قائلا لنفسه إنها أنقاض لم تعد لنا بها صلة ..مواد فانية متحللة لا فارق بينها وبين أنقاض الدور وبقايا الأثاثات القديمة ، فعلام الرهبة ؟
ولم يكد المعلم شوشة يسير أول خطواته داخل القبر حتى صدمت قدمه جمجمة ميت راحت تتدحرج على الأرض بصوت مكتوم فكانت قرعته للجمجمة هي دقة الهزيمة ..لقد أنهار الرجل تماما وجثا بالميت على الأرض ودفن رأسه بين كفيه واندفع في نحيب حاد .
كلا ، ليست هذه العظام أنقاضا كأنقاض الدمن ..إنها آثار عزيز غاب ودلائل حبيب فقد ..فما أعز البقايا وأكرم الأنقاض !!!. وأسرع الرجال بوضع الجثة في مكانها وإخراج المعلم شوشة من المقبرة بعد أن انهارت مقاومته وتحطمت أعصابه .
لكن الأيام منحته فرصة أخرى ..لقد جاء زميل لشحاته أفندي يعلنه بجنازة موشكة ..وحينما أخبره بموته وتجاوز الرجل صدمة النبأ طلب منه أن يحل محل شحاتة أفندي كمطيباتي جنازات ..وبسرعة وافق المعلم وارتدى البذلة السوداء والفوطة والطربوش لا لكسب مادي بل لدخول معركة ..لقد خسر الجولة الأولى وها هي تسنح له الفرصة لجولة ثانية وثالثة ورابعة .
في البدء لم تكد عيناه تقع على النعش الملفوف في حرير أبيض حتى اندفع في نوبة بكاء عنيفة رغم نوبة الضحك التي أصابت بقية ( الزملاء ) الذين كانوا ينظرون إليه نظرة كل محترف متمكن في مهنته إلى مستجد غشيم يبدأ المهنة لأول مرة ..وحتى منطق الشيخ سيد ( مخزن المخدرات المتنقل ) بأن الميت مستريح أربع وعشرين قيراط بينما الأحياء في كد ونصب لم يقنعه ..
وتوالت عليه جولات الصراع سريعة متتالية فقوت من مقاومته وزادت من صلابته ..في كل جولة كان يجد نفسه أهدأ أعصابا وأقل حساسية حتى أيقن أنه يسير في طريق النصر غير مبال بهمسات جيرانه الذين قالوا أنه يهوى الأحزان أو أصابته لوثة .
ومرت الأيام وأعتاد الكل ذلك فيما عدا ابنه سيد الذي تشاءم من تلك المسألة البغيضة التي يشتم منها رائحة الموت الكريه الذي أختطف صديقه الكهل شحاته أفندي فيما مضى بلا رجعة ..ولم تقنعه حجج أبيه الذي صارحه بأن هدفه الوحيد هو الاعتياد على وحشة الطريق التي سيقطعها يوما ما .. إنها مسألة ترويض لا أقل ولا أكثر ..كل جامد في الأرض أبقى من الحي فما أضعف مادة الحياة .!! . يموت الكل ويبقى الحي الواحد ..الباقي القوي.
كل هذا لم يكن مقنعا لابن التاسعة الذي لا يتصور فقد أبيه بعد رحيل أمه ..وفي النهاية رضخ المعلم شوشة لدموع ابنه واعدا بالامتناع عن تشييع الجنازات ..ذلك الوعد الذي لم يعصمه من الموت بعد أيام قليلة حينما أصابته وعكة صحية ألزمته الفراش فتصادف انهيار المنزل عليه نتيجة لشق كبير في جدار البيت أهمل علاجه ليموت الرجل الكريم النفس تحت الأنقاض .
كان مشهد الجنازة مؤثرا جدا ..لقد ارتدى الصبي الصغير عدة الشغل التي لطالما ارتداها أبوه ..دس ساقيه في البنطلون الطويل المهرول وأدخل ذراعيه في الجاكتة الواسعة الفضفاضة ووضع الطربوش على رأسه فهبط حتى استقر على أذنيه ليرى الناس قزما يهرول في بذلة سوداء فضفاضة وقد اندفع حاملا القمقم متخذا مكانه أمام النعش فغلبهم التأثر وتفجرت الدموع في عيون الرجال الشداد الغلاظ الذي يحملون الجثة في المحفة .
وبدأت الجنازة سيرها والصبي على رأسها وقد بدا عليه التجلد لولا دمعتان تجريان في صمت على خديه وهو يسترجع قول أبيه منذ بضعة أيام :
" إنها مسألة ترويض لا أقل ولا أكثر ..كل جامد في الأرض أبقى من الحي فما أضعف مادة الحياة !!..يموت الكل ويبقى الحي الواحد ..الباقي القوي "
.........................

قديم 04-22-2012, 11:29 AM
المشاركة 448
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعى
من مواليد 17 يونيو1917 -الدرب الاحمر، القاهرة.
النشأة - الوالد</SPAN>

والده "محمد السباعي" الذي كان متعمقا في الآداب العربية شرعها ونثرها ومتعمقا في الفلسفات الأوروبية الحديثة يساعدها إتقانه اللغة الإنجليزية. السباعي الأب ترجم كتاب (الأبطال وعبادة البطولة) لتوماس كارلايل. وكتب في مجلة (البيان) للشيخ عبد الرحمن البرقوقي. كان "محمد السباعي" الكاتب والمترجم يرسل إبنه الصبي "يوسف" بأصول المقالات إلى المطابع ليتم جمعها، أو صفها، ثم يذهب الصبي يوسف ليعود بها ليتم تصحيحها وبعدها الطباعة لتصدر للناس. حفظ "يوسف" أشعار عمر الخيام التي ترجمها والده من الإنجليزية
وفي أخريات حياته كتب قصة (الفيلسوف). ولكن الموت لم يمهله فتوفى وترك القصة لم تكتمل. وأكمل القصة "يوسف السباعي" وطبعت عام 1957 بتقديم للدكتور "طه حسين" وعاش في أجوائها "يوسف". القصة جرت في حي السيدة زينب، وأحداثها في العقود الأولى من القرن العشرين. وحسن أفندي مدرس اللغة الإنجليزية في مدرسة أهلية هو (الفيلسوف) وصور محمد السباعي أزمة حسن أفندي العاطفية تصويرا حيا.

كان "يوسف" أكبر إخوته في الرابعة عشرة من عمره عندما ، إختطف الموت أباه الذي إمتلأت نفسه بحبه وفاخر أقرانه به وعاش على إسمه الذي ملأ الدنيا ، ولم يصدق أن أباه قد مات. وتخيل أن والده غائب وسوف يعود إليه ليكمل الطريق معه ، وظل عاما كاملا في حالة نفسية مضطربة يتوقع أن يعود أبوه بين لحظة وأخرى. ولهذا كان "يوسف" محبا للحياة يريد أن يعيش بسبب واحد هو ألا يقع إبنه "إسماعيل" في تجربة موت الوالد.

ولد في 10 يونيو عام 1917م. وكان أبوه "محمد السباعي" محبا لأولاده يوسف ومحمود وأحمد. ويقول يوسف بكل الود عن أمه .. (كانت أمي تراني طفلا مهما كبرت ، تسأل دائما عن معدتي .. مليانة واللا فاضية .. كانت مهمتها أن تعلفني وكانت دموعها أقرب الأشياء إليها .. كان يوسف يرى في أبيه مثقفا وفنانا بوهيميا .. ولكن عانى من تنقلات السكن الكثيرة فتنقل يوسف تبعا لها إلى مدراس كثيرة .. وادي النيل، مدرسة الكمال، مدرسة محمد علي، مدرسة الخديوي إسماعيل. حتى حصل يوسف على البكالوريا القسم العلمي من مدرسة شبرا الثانوية عام 1935م.
وكانت الحالة مستورة وعلى (قد الحال) مما يضطره إلى أن يمشي من أقاصي شبرا إلى العتبة على قدميه. وكان قريبا من عمه "طه السباعي" الوزير في فترة من حياته. وتزوج يوسف إبنة عمه "طه" ورزق منها بإبنته "بيسه" وإبنه إسماعيل" والطريف أن "يوسف السباعي" لم يلتحق في مرحلة (التوجيهية) بالقسم الأدبي ، وإنما إلتحق بالقسم العلمي ، وكان أقرب المدرسين إليه الأستاذ "شعث" مدرس اللغة العربية و"الأستاذ" فؤاد عبد العزيز" مدرس الرسم الذي يعاون في إخراج (مجلة شبرا الثانوية) ، وكان يلحتق بالفنون الجميلة قبل أني قدم أوراقه للإلتحاق بالكلية الحربية.
وإلتحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1937م وعام 1940م بدأ بالتدريس لطلبة الكلية الحربية – سلاح الفرسان. وأصبح مدرسا للتاريخ العسكري بالكلية الحربية عام 1943. وأختير مديرا للمتحف الحربي عام 1949. وعام 1956 عين سكرتيرا عاما للمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الإجتماعية. وعام 1957 سكرتيرا عاما لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية. عام 1960 عين عضوا بمجلس إدارة روزاليوسف. ورئيسا لمجلس إدارة دار الهلال ورئيسا للتحرير عام 1971. وأختير عام 1973 وزيرا للثقافة. وعام 1976 رئيسا لإتحاد الإذاعة التليفزيون. ورئيسا لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام ورئيسا للتحرير. وفي 18 فبراير من عام 1978م أسند رأسه على صدر مصر ومات على أثر رصاصات غادرة أطلقت عليه في قبرص.
بداياته الأدبية

في مدرسة شبرا الثانوية كان يجيد الرسم وبدأ يعد مجلة يكتبها ويرسمها وتحولت المجلة إلى مجلة للمدرسة بعد أن أعجبت إدارة المدرسة بمجلة التلميذ يوسف محمد السباعي وأصبحت تصدر بإسم (مجلة مدرسة شبرا الثانوية) ونشر بها أول قصة يكتبها بعنوان (فوق الأنواء) عام 1934 وكان عمره 17 عاما ولإعجابه بها أعاد نشرها فيما بعد في مجموعته القصصية (أطياف) 1946م. وأما قصته الثانية بعنوان (تبت يدا أبي لهب وتب) نشرها له "أحمد الصاوي محمد" في المجلة التي كان يصدرها بإسم (مجلتي) عام 1935 إلى جانب أسماء الدكتور طه حسين وغيره من الأسماء الكبيرة وعام 1945 كانت تصدر في مصر كل يوم سبت (مجلة مسامرات الجيب) صاحـبها "عمـر عبد العـزيز أمين" صـاحب (دار الجيب) التي كانت تصدر أيضا روايات الجيب. ويرأس تحرير (مسامرات الجيب) "الأستاذ أبو الخير نجيب" الذي عرف بمقالاته الساخنة ، وكان يوسف السباعي ضابطا صغيرا في الجيش يكتب قصة كل أسبوع. وكانت المجلة إنتشر لوحة فنية كل أسبوع ويكتب لها يوسف السباعي قصة هذه اللوحة الرائعة التي كانت تدفعنا إلى الإحتفاظ بها. ومن الطريف أنني – وكنت وقت ذاك طالبا بالتوجيهية بأسيوط كتبت للمجلة مقالا بعنوان (مصطفى النحاس المفترى عليه) وأرسلته بالبريد وفوجئت بالمجلة تنشر المقال. ثم مضت السنوات وعملنا مع "عمر عبد العزيز أمين" عندما عملت منذ عام 1962 بالدار القومية للطباعة والنشر وكان هو مستشارا لهذه الدار. أما أبو الخير نجيب فقد قابلته في يناير عام 1948 ، وكان رئيسا لتحرير جريدة (النداء) التي أصدرها "الأستاذ يس سراج الدين" وكان مقرها أعلى عمارة في شارع قصر النيل. وبالمناسبة كنت متهما في قضية المظاهرات بالجامعة وأودعونا سجن الأجانب - بجوار الهلال الأحمر بشارع رمسيس الآن ، وكان هناك أحد المعتقلين العرب من المعتقلين وحملني رسالة على ورق البافرة لتسليمها لأبي الخير نجيب. كان ذلك ونحن نتخذ إجراءات الإفراج وذهبت إليه وأهتم بالرسالة الوافدة من السجن ونشرها وأحدثت ضجة في حينها. وعلى صفحات مسامرات الجيب قرأت ليوسف السباعي قصة (إني راحلة) في يحنها عام 1945م أيضا. وكتب فيما بعد "يوسف السباعي" أنه كان يمشي من مسكنه في روض الفرج إلى مقر مسامرات الجيب بشارع فاروق (الجيش فيما بعد) قرب العتبة على الأقدام. وأصدر (الرسالة الجدية) عن دار التحرير وعمل معه "أحمد حمروش" مديرا للتحرير وعمل معه محمد عبد الحليم عبد الله وفوزي العنتيل ، وعباس خضر ، ثم ماتت الرسالة مثملا ماتت رسالة الزيات القديمة. حصل يوسف السباعي على دبلوم معهد الصحافة – جامعة فؤاد الأول بالقاهرة ورأس مجلس إدارة مؤسسة (روزاليوسف) عام 1961. ورأس تحرير مجلة آخر ساعة عام 1967م ، ورئيسا لمجلس إدارة دار الهلال عام 1971م ، ورئيسا للمجلس الأعلى لإتحاد الإذاعة والتليفزيون. وعام 1977 أختير نقيبا للصحفيين وكان رئيسا لتحرير الأهرام ورئيسا لمجلس الإدارة رحلة طويلة من مجلة مدرسة شبرا الثانوية إلى نقيب الصحفيين.

المناصب العسكرية

تخرج السباعي من الكلية الحربية في عام 1937. منذ ذلك الحين تولي العديد من المناصب منها التدريس في الكلية الحربية. تم تعيينة في عام 1952 مديرا للمتحف الحربي و تدرج في المناصب حتى وصل إلى رتبة عميد.
المناصب الأدبية والصحفية

الأمن الثقافي

أطلق "توفيق الحكيم" لقب "رائد الأمن الثقافي" على يوسف السباعي وذلك بسبب الدور الذي قام به في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الإجتماعية ، ونادي القصة ، وجمعية الأدباء. وهذه المجالس وغيرها لها قصة كتبناها من قبل أمانة للتاريخ الأدبي وغير الأدبي. كان صاحب إقتراح إنشاء المجلس هو "إحسان عبد القدوس" الذي طلب من "يوسف" أن يحصل على موافقة "جمال عبد الناصر" خشية إعتراض عبد الناصر إذا تقدم إحسان بالإقتراح وذلك بسبب بعض الحساسيات بينهما. وبالفعل وضع "يوسف السباعي" قصة إقتراح أمام عبد الناصر الذي وافق على أن يكون "السباعي" السكرتير العام ولا مانع أن يكون إحسان عضوا في مجلس الإدارة وهذا ما حدث. صدر قرار جمهوري بإنشاء المجلس عام 1956 وأن يعين "توفيق الحكيم" عضوا متفرغا للمجلس – بمثابة الرئيس – وأن يكون يوسف السباعي سكرتيرا عاما – في يده كل الأمور. وتكرر الوضع نفسه عند إنشاء (نادي القصة) ورأس يوسف السباعي تحرير (الكتاب الذهبي) الذي تم ضمه فيما بعد إلى دار روزاليوسف. وقد سجل يوسف السباعي واقعة إنشاء نادي القصة. جاءه إحسان عبد القدوس وأبدى إقتراحا بشأن تكوين ناد للقصة والقصاصين. وعند إنشاء (جمعية الأدباء) تولى يسوف السباعي رئاستها.
أثناء مسئولياته المختلفة الثقافية والتنفيذية والأدبية والصحفية عمل على إنشاء عدد من مجلات الأدباء العرب والرسالة الجدية وزهور والثقافة والقصة ولوتس ومختارات القصة الآسيوية الإفريقية ، ومختارات الشعر الآسيوي الإفريقي. وأصدر مجلة لكتاب آسيا وإفريقيا.

وقد شغل يوسف السباعي منصب وزير الثقافة عام 1973،و رئيس مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين. قدم 22 مجموعة قصصية واصدر 16 رواية اخرها العمر لحظة عام 1972، نال جائزة الدولة التقديرية عام 1973 وعددا كبيرا من الاوسمة. لم يكن اديبا عاديا بل كان من طراز خاص وسياسيا على درجة عالية من الحنكة والذكاء. ورأس السباعي تحرير عدد من المجلات منها (الرسالة الجديدة) و(اخر ساعة) و(المصور) وصحـــيفة (الاهرام) وعيّنه الرئيس المصري السابق أنور السادات وزيرا للثقافة وظل يشغل منصبه إلى ان اغــتيل في قبرص في فبراير عام 1978 بسبب تأييده لمبادرة السادات بعقد سلام مع اسرائيل منذ سافر إلى القدس عام 1977.

القيمة الأدبية والنقدية لأعماله

في حين ظل نجيب محفوظ الحائز على نوبل في الآداب عام 1988 ينشر رواياته بغزارة في وجه صمت نقدي واعلامي حتى منتصف الخمسينيات كانت أعمال الكاتب المصري يوسف السباعي الأعلى توزيعا فضلا عن تحويلها مباشرة إلى أفلام يصفها نقاد بأنها أكثر أهمية من الروايات نفسها‚
وبعد أن فرضت أعمال محفوظ نفسها على النقاد تراجع الاهتمام بروايات السباعي الذي ظل في بؤرة الاهتمام الاعلامي والسينمائي وان أخذ كثير من النقاد تجنب الاشارة إلى أعماله باعتبارها نهاية لمرحلة الرومانسية في الادب وانها تداعب احتياجات مرحلة عمرية لفئة من القراء صغار السن
الا ان كاتبا مصريا وصف أعمال السباعي بأنها «واقعية ورمزية»
وقال مرسي سعد الدين في مقدمة كتاب «يوسف السباعي فارس الرومانسية» ان السباعي لم يكن مجرد كاتب رومانسي بل كانت له رؤية سياسية واجتماعية في رصده لاحداث مصر‚
وقالت لوتس عبد الكريم مؤلفة الكتاب الذي صدر مؤخرا بالقاهرة إن دور السباعي في الثقافة المصرية لا يقل عن دوره ككاتب‚ وأشارت إلى وصف الناقد المصري الراحل الدكتور محمد مندور للسباعي بأنه «لا يقبع في برج عاجي بل ينزل إلى السوق ويضرب في الازقة والدروب»
ويعد السباعي ظاهرة في الحياة الثقافية المصرية رغم تجنب النقاد التعرض لاعماله فيما عدا مؤرخي الادب‚ ويكاد ذكره الان يقتصر على أفلام أخذت عن أعماله ومن بينها (اني راحلة) و(رد قلبي) و(بين الاطلال) و(نحن لا نزرع الشوك) و(أرض النفاق) و(السقا مات)‚ كما أنتج التليفزيون المصري مسلسلا عن حياته عنوانه (فارس الرومانسية)
وشددت المؤلفة على أن السباعي «كتب عن فلسطين مثلما لم يكتب أي كاتب أو أديب عربي‚ وفي كل المقالات التي كتبها بعد المـبادرة التاريخية بزيارة القدس (عام 1977) كان السباعي يركز في كل مقالاته على حقوق الشعب الفلسطيني ولم تخل مقالة واحدة من مقالاته من الدفاع عن حق الذين اغتالوه غدرا» في اشارة إلى أحد الفصائل التي خططت للحادث ونفذته.
فلسفته

كان يوسف مؤمناً بأن للأدب دور كبير للتمهيد للسلام في مختلف العصور ، ولم يكتب من خلال نظرية فنية أو سياسية ولو خير من بين مناصبه التي تولاها وبين الإبداع الأدبي لأختار الكتابة كما فعل طوال حياته. جمع بين النشاط العسكري والنشاط الأدبي. وكان على حد تعبير – الدكتور محمد مندور – لم يقبع في برج عاجي وإنما نزل إلى السوق. لم تكن له (شلة) ثنائية أو ثلاثية كما كان عليه الحال على أيام والده ، كانت هناك ثلاثية (محمد السباعي وعباس حافظ وحسين شفيق المصري). وهذه إستمرت لأنها لم تتعرض لصراعات فيما بينهم. وثلاثية (عبد الرحمن شكري ، وإبراهيم عبد القادر المازني ، وعباس محمود العقاد) ، وهذه تمزقت بفعل الخلافات. وثلاثية (طه حسين وأحمد ضيف وزكي مبارك) وهذه تمزقت وبقي منها طه حسين.
ومن الصعب أن نقول أن يوسف السباعي كانت له معارك. قال "يوسف إدريس" منافسه في إنتخابات نقابة الصحفيين أن "يوسف" كان يلقاه مرحبا فاتحا ذراعيه. المعارك فرضت عليه من مخالفيه السياسيين والمذهبيين. قال "عبد الرحمن الشرقاوي" فبعد هزيمة 5 يونيو عام 1967 ، في أحد إجتماعات إتحاد الكتاب العرب وقف مندوب أحد الوفود يطلب عزل يوسف السباعي. وعلى الفور أعلن يوسف إستقالته وإنسحب إلى حجرته وجاء مندوبو الوفود جميعا في مقدمتهم ممثل الحزب الشيوعي وقال .. هذا العضو الذي طالب بعزل يوسف السباعي مفصول من الحزب ، وقد سلم وثائق الحزب للمخابرات المركزية الأمريكية. وعاد يوسف وعادت الوفود إلى الإجتماع لتطرد هذا العضو الذي أثار الزوبعة. وفي إجتماع الكتاب الآسيويين الإفريقيين في سبتمبر عام 1973. كان الإجتماع في (ألما آتا) في الإتحاد السوفيتي وحوالوا عزله فطرح الثقة بنفسه وفاز بأغلبية ساحقة. لم يكن يفرض المعارك على الآخرين. كان يسيبح في الحياة كما يسبح (سبع البحر) على حد تعبير طاهر الطناحي في عالم البحر الواسع المئ بالقصص والأساطير وعجائب الحيوان وصراع الطبيعة للإنسان.

وفاته

أغتيل فىقبرص فى 18 فبراير1978.

قديم 04-22-2012, 01:57 PM
المشاركة 449
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
يوسف السباعي

كان "يوسف" أكبر إخوته في الرابعة عشرة من عمره عندما ، إختطف الموت أباه الذي إمتلأت نفسه بحبه وفاخر أقرانه به وعاش على إسمه الذي ملأ الدنيا ، ولم يصدق أن أباه قد مات. وتخيل أن والده غائب وسوف يعود إليه ليكمل الطريق معه ، وظل عاما كاملا في حالة نفسية مضطربة يتوقع أن يعود أبوه بين لحظة وأخرى. ولهذا كان "يوسف" محبا للحياة يريد أن يعيش بسبب واحد هو ألا يقع إبنه "إسماعيل" في تجربة موت الوالد.

يتم الاب في سن الرابعة عشرة.

يتيم

قديم 04-22-2012, 02:09 PM
المشاركة 450
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
63- تغريبه بني حتحوت مجيد طوبيامصر
تغريبة بني حتحوت

هذا الكتاب صدر عن دار الشروق حيث الملاحم العظيمة والحوادث الجسيمة
وخوض الأهوال وانقلاب الأحوال وتسلط الفأر على القط وركوع الأسد للقرد


==
رواية غاية فى الإمتاع, رحلت معها فى رحلة سحرية إلي تاريخ ما قبل وأثناء الحملة الفرنسية.
تغربت فيها مع بني حتحوت فى ربوع مصر المحروسة من المنيا إلي مدينة مصر - القاهرة- والفيوم وأسوان والأسكندرية , عاصرت أحداث لا تكفي ملايين الجنيهات أن تجسدها أمام عيني فى فيلم كما جسدتها كلمات مجيد طوبيا.

شهدت معيشة أهل بر مصر فى هذة الحقبة ورأيت ظلم وتجبر الغز الأخساء -المماليك- وبطش الروم -الأتراك- ومناوشات الإنجليز و عاصرت هجوم الفرنسيس واحتلالهم المحروسة وهروب المماليك الى الصعيد, رأيت شجاعة الفلاحين الفقراء فى ثورة المنيا وتجولت وسط أهالي القاهرة البواسل فى ثورة القاهرة التى ضرب فيها نابليون الجامع الأزهر بالمدافع, تحصنت معهم فى الحارات بالمتاريس وتسلحت بالشوم وأخيراً انكسرت فى أسى لقلة علمي وتنظيمي , بكيت يوم قتل محمد كريم , وفرحت يوم قتل سليمان الحلبي كليبر ويوم خرج الفرنسيس , وثرت مع المشايخ على الوالى العثماني وأخيراً تعيين محمد علي الثعلب المكير

=
من أجمل الروايات التاريخية التي قرأت على الإطلاق - هي وسمرقند وليون الأفريقي لأمين معلوف- قدمتني لتفاصيل الحملة الفرنسية وآخر أيام المماليك بمصر بشكل مدهش وآخاذ.
==
تغريبة بني حتحوت إلى بلاد الشمال، حيث الملاحم العظيمة والحوادث الجسيمة وخوض الأهوال وانقلاب الأحوال وتسلط الفأر على القط وركوع الأسد للقرد"

اختيرت رواية تغريبة بني حتحوت ضمن أفضل مائة رواية عربية في القرن العشرين كما اختير فيلم أبناء الصمت المأخوذ عن قصته ضمن أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية.
وتحمل الرواية السمات العامة لتغريبة بني هلال، فقد قسمها الكاتب إلى تسعة عشر جزءاً، يشكل مجموعها رحلة بني حتحوت إلى شمال مصر، خلال أواخر عصر المماليك، أيام سيطرة الدولة العثمانية اسما على مصر، وتعرض خلالها أبطال الرواية لما تعرض له بنو هلال في رحلتهم الطويلة إلى تونس، من مصاعب كثيرة، وأهوال عظيمة.‏

المصدر : منتدى الأدباء والكتاب العرب.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 96 ( الأعضاء 0 والزوار 96)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 09:10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.