قديم 09-04-2010, 02:56 AM
المشاركة 101
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ب ـ السماء وأبوابها المختلفة :


يقول الله ـ عز وجل ـ: (ولو فتحنا باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون) الحجر (14 ـ 15).

(يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) الرحمن (31).

لقد استطاع الإنسان أخيراً أن يغزو الفضاء. وقد بدأ ذلك بخروج أول رائد فضاء. يوري جاجارين الروسي ـ في 12 أبريل عام 1961م ـ ثم ساهمت وكالتا الفضاء الأمريكية (ناسا NASA) والسوفيتية بعدة رحلات فضائية. أولها كان إلى القمر بواسطة (أبوللو 11) في 16 يوليو عام 1969م. وقد يكون ذلك فتح لباب من هذه السماء بالعلم والمعرفة والتكنولوجيا التي مكنهم الله ـ عز وجل ـ منها. باباً من السماء (في الغلاف الجوي) حيث عاكسوا قوة الجاذبية الأرضية وأفلتوا منها ووصلوا إلى الفضاء الخارجي حيث تنعدم نسبياً تلك الجاذبية وظلوا فيه يعرجون ورأوا ما رأوا، وأدركوا ما أدركوا أن حالة الليل هي الدائمة في الفضاء (3)، أما الضياء الذي نشاهده حول جرم من الأجرام فهو نتيجة تشتت الأشعة الشمسية المرئية على أن للسماء باباً كذلك يفتح لتسرب وانتقال الأشعة الشمسية المرئية. كما أدركوا واكتشفوا في هذه السماء أبواباً أخرى منها منافذ للأشعة تحت الحمراء ومنافذ للأشعة الراديوية القصيرة جداً جداً.

(High Frequencies; UHF: Ultra High Frequencies VHF: Very) والتي سوف نبسط الكلام عنها في الفقرة الموالية.


يتبع ~ ~

قديم 09-04-2010, 02:58 AM
المشاركة 102
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ج ـ تسرب وانتقال الأشعة الكهرومغناطيسية وامتصاصها وردها


يقول الله ـ عز وجل ـ: (والسماء ذات الرجع). الطارق (10).

(وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن آياتنا معرضون). الأنبياء (32).

لقد ضمن الله ـ عز وجل ـ العيش والنمو لجميع الكائنات الحية بإرسال ـ عبر أبواب من السماء ـ بعض الأشعة الشمسية الضرورية، ولذلك حجب بعضها الآخر الذي هو مضر بها عبر قدرة الرجع والامتصاص للسماء. فكيف يكون ذلك؟ لقد وظف ـ سبحانه وتعالى ـ لهذه الأمر المطاع الغلاف الجوي الأرضي. فالشمس كما نعلم نجم مضيء يفرز بمقدار الأشعة الكهرومغناطيسية Electromagnetique Rayomnenent التالية: الأشعة جاما وأشعة سين (RX:Rayons X) والأشعة فوق البنفسجية (UV:Ultra- Violet) والأشعة المرئية (V: Visible) والأشعة تحت الحمراء (IR:Infra – Rouge) والأشعة الراديوية (Radio). ونعلم أن القسط الأوفر من هذه الأشعة ما بين 0.25m (أشعة فوق البنفسجية) و 1.5m (أشعة تحت الحمراء) مع قيمة قصوية في الأشعة المرئية حوالي 5.0 m (9) و (10).

كما نعلم كذلك أن الأشعة الكهرومغناطيسية تتكون من جسيمات صغيرة جداً بدون كتلة ولا شحنة كهربائية لكن تحمل طاقة كهرومغناطيسية، وتسمى الفوتونات (Photons). وعند تفاعلها مع مادة ما (كيفما كان شكلها: غاز، سائل، أو صلب) تنعكس ويظهر هذا الشيء بألوانه حسب طبيعة مكوناته.

كيف يحدث الامتصاص أو الانتقال (مع الانعكاس)؟. إن الأشعة الكهرومغناطيسية مكونة من أشعة مختلفة تصنف حسب طول موجتها. وعند ولوجها الغلاف الجوي المكون من ذرات وجزيئات يقع تأثير بينهما. وحسب ذبذبة اهتزازهما (اهتزاز الجزيئات الناتج عن التحرك الحراري (Agitation Thermique) واهتزاز الأشعة الناتجة عن طبيعتها (التي منحها إياها الخالق ـ عز وجل ـ يحدث إما امتصاص (Absorption:A) أو انعكاس (Reflexion:R) أو انتقال (Transmission) لهذه الأشعة مع هذه المعادلة (A+R+T=1) أو بنسبة مئوية (نسبة الامتصاص) + (نسبة الانعكاس) + (نسبة الانتقال) = 100% وهكذا في حالة الانتقال التام) حيث تكون A=0 و R=0 تكون الأبواب مفتوحة فتسرب وتنتقل الفوتونات عبرها. وهذا ما يحدث تقريباً للأشعة المرئية حيث تتسرب وتنتقل حتى يدركها الإنسان بعينيه من خلال الانعكاسات التي تقع على الأشياء. في هذه الحالة تلعب الفوتونات المصنفة بطول هذه الموجة أو هذه الذبذبة دور المفاتيح، وتلعب الذرات أو الجزيئات التي ساهمت في هذا الانتقال دور الأبواب. وبما أن الغلاف الجوي طبقات مكونة من جزيئات وذرات منوعة، لذا فهي تشكل أبواباً مختلفة. سيكون إذن التسرب للأشعة الكهرومغناطيسية عبر مفاتيح مختلفة كذلك. وتخص هذه الحالة كلاً من الأشعة المرئية (بقسط كبير لتوفير الضياء والطاقة الشمسية الكهربائية)والأشعة تحت الحمراء (خصوصاً منها البعيدة IR – Lointain: 0.1 mm إلى (25 m) بقسط ضروري للدفء والطاقة الشمسية الحرارية (11) و (12) والأشعة البنفسجية خصوصاً منها UV – A بقسط ضئيل جداً لا ضرر فيه للكائنات الحية ولإنتاج الفيتامين D الضروري للإنسان.


أشعة
Y
RX
UV
V
IR
Radio
طول الموجه
0.58
4.8
0.4
0.75
0.1
ما فوق

0.0058
0.58
4.8
0.4
0.75




الجدول(1) الأشعة الكهرومغناطيسية) تذكر أن إ 1=10000000000/1 متر)

أما في الحالة التي تنتج عنها ذبذبة الاهتزازات بحيث تسمح ـ إما بالانعكاس أو الامتصاص ـ فلا تفتح السماء أبوابها لهذا النوع من الفوتونات، وتخص هذه الحالة كل ما تبقى من الأشعة البنفسجية الخطيرة على الكائنات الحية بقسط كبير خصوصاً منها (UV-B و UV-C) والأشعة الحمراء (m Proche-IR: 0.75 إلى (m3) و Moyen-IR: 3 على (m25) بقسط ضئيل.

نحن لا نرى هذه النوافذ لكن نحس بها من خلال الأجهزة والمراصد والنتائج المحصل عليها، حيث نلاحظ نافذة صغيرة محصورة بين 0.4(m) و 0.75 (m) لتسرب كل الأشعة المرئية تقريباً، ثم نوافذ صغيرة لتسرب مضبوط للأشعة الراديوية الجد قصيرة VHF و (13) UHF. وتستعمل هذه النافذة في الاتصالات اللاسلكية (أرض ـ جو) عبر الأقمار الاصطناعية وتهم المحطات الفضائية والهواتف النقالة ومجالات أخرى مدنية وعسكرية للاتصال والمراقبة والرصد (14).

كما نلاحظ كذلك عدم انتقال الأشعة الراديوية (HF). ويخص هذا الرد الإرسال الإذاعي ومجالات أخرى للاتصال (أرض ـ جو) مدنية وعسكرية في نفس الموجات (16) نفس الشيء يحدث بالنسبة للأشعة البنفسجية والسينية. فهي ترد أو تمتص تقريباً في طبقات الجو الأرضية العليا.

وخلاصة لهذا نقول: إن السماء مكونة من أبواب فردية صغيرة الحجم (حجم الجزيئات أو الذرات) في كثافة متفاوتة حسب الطبقات، لكن إجمالياً فهي تمثل باباً كبيراً مسخراً إما أن يكون مفتوحاً (شفافاً) أو مغلقاً (معتماً) نسبياً أمام الأشعة الشمسية وأصنافها. وتلعب المناخ (سحب، غبار، رطوبة، حرارة، برودة...) الذي يعم منطقة من المناطق دوراً كبيراً في انتقال أو انعكاس أو امتصاص هذه الأشعة.


أشعة راديوية
تردد
طول الموجة
قصيرة HF
30 Mhz : 3 Mhz
100م- 10م
جد قصيرة VHF
300 Mhz : 30 Mhz
10م -1م
جد جد قصيرة UHF
300 Mhz : 300 Mhz
1م-1م
الجدول رقم (2) الأشعة الراديوية Khz=1Khz=1000Hz=1000000




يتبع ~ ~

قديم 09-04-2010, 03:00 AM
المشاركة 103
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
د ـ أبواب أخرى مختلفة الأدوار في السماء وهي غيب لا نعرفه:


لقد تكلم القرآن الكريم عن أبواب عديدة:

(إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط). الأعراف (39).

(يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجاً * وفتحت السماء فكانت أبوابا). النبأ (18 ـ 19).

هناك في السماء ليست بالضرورة الغلاف الجوي الأرضي، ولكن يمكن أن تكون في منطقة ما من مناطق هذا الفضاء الرحب، (لا علم للإنسان بها، ربما بين السماوات والأرض: (ولله غيب السماوات والأرض) النحل (77). فهذه أبواب سخرت لتفتح لأهل الجنة (لأنفس أهل الجنة أو أرواحهم) وتغلق أمام أهل النار.




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


شكل رقم (6) إنتقال الأشعة الشمية بعد التشتت والانتصاص في الأجواء الأرضية

(IAAI) لقد أنعم الله ـ عز وجل ـ على الكائنات الحية بنعم (ظاهرة وباطنة) لا تحصى. ومن هذه النعم تسخير الغلاف الجوي الأرضي لضمان الحياة والأمن والزرق. اقرأ قوله تعالى: (ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة). لقمان (19).


يتبع ~ ~

قديم 09-04-2010, 03:02 AM
المشاركة 104
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



شكل رقم (7) أبواب السماء المفتوحة والمغلقة بالنسبة للأشعة الشمسة

(قل من يرزقكم من السماء والأرض). يونس (31).

وقدر تعالى التركيبة المطلوبة في طبقات هذا الغلاف لتكون منفذاً (باباً مفتوحاً) لتسرب أشعة ما وانتقالها، أو تكون حاجزاً (رجع) لانعكاس أشعة ما، وردها، أو بيئاً مفروشاً لامتصاص أشعة أخرى وتحويلها. كما جعل الله ـ عز وجل ـ الطبقة الجد منخفضة للغلاف الجوي التي تقع على علو لا يتعدى 10 كلم منطقة مهيأة لتنشيط وتفعيل السحب (17) و (18) والغبار والرياح وإرجاع ذلك كله على أشكال من المطر أو الثلوج أو العواصف.





نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




شكل رقم (8) انتقال وانعكاس وامتصاص الأشعة عبر الغلاف الجوي (في حالة معتمة وشفافة)

فعلاوة على تنزيل الماء من المزن ـ الرزق الحيوي الأساسي ـ نجد أن الاتصالات اللاسلكية عبر الأقمار الصناعية أصبحت تجارة ـ جد مربحة ـ في عصرنا هذا، فهذه قنوات فضائية وتلك محطات فضائية للبحث والرصد والمراقبة.

وصدق قوله ـ تبارك وتعالى ـ: (وفي السماء رزقكم). الذاريات (22).



يتبع ~ ~

قديم 09-04-2010, 03:04 AM
المشاركة 105
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أوجه الإعجاز العلمي في هذا الموضوع:


الإشارة الإعجازية الأولى: السماء بناء وزينة ما لها من فروج


لقد وردت في القرآن الكريم آيات بينات كثيرة لها دلالاتها الإعجازية العلمية في كثير من المجالات العلمية المتخصصة. ولقد تطرق العديد من علماء المسلمين الأجلاء ـ جزاهم الله خيراً ـ إلى بعض الآيات ـ التي ذكر فيها موضوع السماوات والأرض. فربطوا بين دلالاتها وبين ما كشف عنه العلم في هذا الميدان.

لقد توصل العلم في عصرنا هذا من خلال المعارف التي جمعت والدراسات التي أجريت، إلى نتيجة ذات أهمية قصوى، تشير إلى نظرية الانفجار الأعظم التي كانت الانطلاقة الأولى لنشأة هذا الكون، وما رافقها من تناثر في أجزائه في كل الاتجاهات، وبالتالي توسع دائم في الكون إلى أجل مسمى. هذا ما أخبرنا به العلم حديثاً، لكن القرآن الكريم كان سباقاً إلى كل هذا، حيث ورد الخبر وحياً في كثير من الآيات الكريمات نذكر منها على الخصوص: (
أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما). الأنبياء (30)

(والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون). الذاريات (47)

(ءأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها * رفع سمكها فسواها). النازعات (27 ـ 28).

كما أشار الحق ـ تبارك وتعالى ـ إلى موضع كيفية تشييد السماء في قوله: (أفلم ينظرا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج). ق (5). فهذه الآية الكريمة لها طابع إعجازي علمي قوي، حيث تؤكد وتكمل ما جاء من إعجاز علمي في الآيات السالفة الذكر، وتوحي بأن السماء (هذا المخلوق الذي من فوقنا) قد بنيت وزينت واتسعت وكبرت بدون أن يكون لها فروج. وكل شيء قد تطور في أجل مسمى إلى ما هو مكتوب له، وأنجز من داخلها بقدر وتقدير من رب العالمين. فلا تشقق ولا ثقوب ـ مع ذلك الإحكام والاتساع ـ في هذه السماء أو تخرج منها، بل هناك فقط ما ينزل منها وما يعرج فيها مصداقاً لقوله تعالى: (
يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها) الحديد (4).

(وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن آياتنا معرضون). الأنبياء (32). ربما العلم ما زال لم يتأكد بعد من هذه التنبؤات العظيمة التي جاء بها القرآن الكريم، فالإنسان بكل ما أوتي من علم وتكنولوجيا لم يصل بعد إلى الحد الأخير من الكون (3). فهو ما زال يبحث ويكتشف كل يوم أموراً أخرى كونية كانت بالأمس غائبة عنه، وينجز قياسات وتجارب، ويجمع معلومات على معلومات، وهي على قيد الدراسة والتحليل. وإن وصل ذات يوم، فسيكون القرآن الكريم مرة أخرى، قد سبق العلم والعلماء (أي الإنسان) في مجال جد جد حساس يتطلب علماً وتكنولوجيا جد جد متطورة، وتنبأ ـ منذ خمسة عشرة قرناً ـ بمعلومات وحقائق لم تكن معروفة للإنسان في ذلك الوقت.

الإشارة الإعجازية الثانية: أبواب من السماء


لقد وضحنا أن السماء (كل السماوات والأرض) نظام مغلق على نفسه فيه من العوالم ما لا يعلمه إلا الله تعالى (Systeme Ferme)، بل لها فروع للتعامل بين أقطارها أو مع بيئة خارجية (إن كانت)، بل لها أبواب محكمة قدر لها قدرها في علم الله الواسع، تفتح وتغلق ـ لمن شاء رب العالمين ـ فهذه أبواب من السماء للأشعة الشمسية وهذه للمطر، وتلك أبواب في عالم الغيب لأهل الجنة والملائكة، وهي أبواب لا يعلمها إلى الله ـ عز وجل ـ وصدق قوله تعالى: (
ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون). الحجر (14 ـ 15).

(إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط). الأعراف (39).

(ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر). القمر (11).

(يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا * وفتحت السماء فكانت أبوابا) النبأ (18 ـ 19).

الإشارة الإعجازية الثالثة: في السماء رزق الإنسان


يقول الله عز وجل: (وفي السماء رزقكم). الذاريات (22).

لقد بنيت هذه السماء، وسخرها الله ـ عز وجل ـ للإنسان. فهي تمطر ماء وتسقط ثلجاً. ومع تطور العلم والتكنولوجيا استخدمها الإنسان في عصرنا هذا لبناء المكوكات الفضائية وفي الاتصالات اللاسلكية عبر محطات أرضية وأقمار اصطناعية، وأسهمت بقسط كبير المحطات الفضائية والهواتف النقالة ومجالات أخرى مدنية وعسكرية للاتصال والمراقبة والرصد في ذلك. وفعلاً أصبح الفضاء مصدراً تجارياً متميزاً، تتقوى به الدول والأمم وتهيمن به على الآخرين.

وخلاصة القول:
لقد خلق الله ـ عز وجل ـ الإنسان وكرمه وفضله بالعقل على سائر المخلوقات، وجعله خليفته في أرضه، وأمره ونهاه، فأمره بأول آية قرآنية أنزلها على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بطلب العلم والمعرفة، وكشف له ـ جزءاً ضئيلاً من علمه الواسع ـ ما كان محتاجاً له ومحجوباً عنه، وأنزل القرآن بالحق تبياناً لكل شيء، وهدى، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأنبأه فيه بشيء من الغيب في الآفاق وفي الأنفس ليرى الناس سبق القرآن للحقائق العلمية التي لم تكتشف إلا في العصور الحاضرة. اقرأ قوله ـ تبارك وتعالى ـ: (
سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق). فصلت (53).



//

انتهى ..

إدريس الأشقـر

قديم 09-04-2010, 05:20 AM
المشاركة 106
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الحبة السوداء.. شفاء من كل داء

د. عبد الجواد الصاوي


تلقى المسلمون أحاديث الحبة السوداء بالقبول واختلف العلماء في شرحها: فمن قائل بأن عموم الشفاء لكل الأمراض والذي يفهم من ظاهر الأحاديث ليس مراداً، وإنما المراد أن فيها شفاء لبعض الأمراض، فهو من قبيل العام الذي يراد منه الخصوص، ومن قائل: أن الأصل حمل العام على عمومه ما لم تكن هناك قرينة قوية صارفة، ولذلك رجحوا وجود خاصية الشفاء بها لكل الأمراض وأثبتت الأبحاث الحديثة أن جهاز المناعة يملك تقديم العلاج الدقيق المتخصص لكل داء يمكن أن يصيب الجسم، من خلال تنشيط المناعة النوعية متمثلة في الخلايا الليمفاوية المنتجة للأجسام المضادة، والخلايا القاتلة المفصلة والمخصصة لكل داء. وأن للحبة السوداء تأثيراً منشطاً ومقوياً لهذه المناعة، فيمكن بذلك أن يكون في الحبة السوداء شفاء من كل داء، وبالتالي يمكن حمل ظاهر النصوص على عمومها. وسنتناول في هذا البحث شرح علمائنا السابقين لهذه الأحاديث، ثم شرحاً مبسطاً لجهاز المناعة، مشفوعاً بملخص لبعض الأبحاث التجريبية في أثر الحبة السوداء على هذا الجهاز، ثم بيان وجه الإعجاز العلمي في هذه الأحاديث.



يتبع ~ ~

قديم 09-04-2010, 05:22 AM
المشاركة 107
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





أولاً: النصوص الواردة وشرحها


ثبت في الصحيحين من حديث أم سلمة عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام (1) والسام: الموت. كما روى البخاري عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام. قلت وما السام؟ قال: الموت(2).



وفي رواية المسلم: ما من داء إلا في الحبة السوداء منه شفاء(3)



يتبع ~ ~

قديم 09-04-2010, 05:23 AM
المشاركة 108
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شرح العلماء السابقين للأحاديث


اختلف علماء المسلمين الأوائل في تفسير هذه الأحاديث بناء على معلومات عصرهم، فقال فريق منهم: أن العموم غير مراد وإنما يراد به الخصوص. فقال المناوي فإن فيها شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة ولكن لا تستعمل في داء صرف بل تارة تستعمل مفردة وتارة مركبة حسب ما يقتضيه المرض وقال ابن حجر العسقلاني مثل الكلام السابق وزارد في كل داء تقديره يقبل العلاج بها فإنها تنفع من الأمراض الباردة وأما الحارة فلا.

وقال الخطابي: هو من العام الذي يراد به الخاص لأنه ليس من طبع شيء من النبات ما يجمع جميع الأمور التي تقابل الطبائع في معالجة الأدواء بمقابلتها، وإنما المراد إنها شفاء من كل داء يحدث بسبب الرطوبة. وقال أبو بكر بن العربي: العسل عند الأطباء أقرب إلى أن يكون دواء لكل داء من الحبة السوداء، فإن كان المراد بقوله العسل فيه شفاء للناس إنما يراد به الأكثر الأغلب، فحمل الحبة السوداء على ذلك أولى. وأما صاحب كتاب تحفة الأحوذي الذي حمل الأحاديث على عمومها فقال وأما أحاديث الباب فحملها على العموم متعين لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيها إلا السام كقوله تعالى
( والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) ثم قال: قال أبو محمد بن أبي جمرة تكلم الناس في هذا الحديث وخصوا عمومه وردوده إلى قوله أهل الطب والتجربة ولا خفاء بغلط قائل ذلك، لأنا إذا صدقنا أهل الطب ومدار علمهم غالباً على التجربة التي بناؤها ظن غالب، فتصديق من لا ينطق عن الهوى أولى من كلامهم.. أ..هـ



يتبع ~ ~

قديم 09-04-2010, 05:26 AM
المشاركة 109
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ثانياً: الجانب العلمي


1ـ الجهاز المناعي(7،5)

يتعرض الإنسان طبيعياً لأنواع مختلفة من البكتريا والفيروسات والفطريات والطفيليات التي تغزونا عن طريق الجلد، أو مجاري التنفس، أو عن طريق القناة الهضمية، أو عن طريق الأغشية المبطنة للعين، أو عن طريق الجهاز البولي وتسبب عدة أمراض خطيرة فيما لو نفذت إلى الأنسجة العميقة في الجسم بالإضافة إلى الأعداد التي تحيا طبيعياً في أجسامنا.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



ولكن من رحمة الله بنا أن جعل لأجسامنا نظاماً خاصة للدفاع عنه ضد الغزو الخارجي لهذه الكائنات الدقيقة وسمومها التي تفرزها في الجسم، وهذا الجهاز يسمى جهاز المناعة. ويقوم الجهاز بوظيفتين متكاملتين لمنع المرض والتخلص من مسببه الغازي للجسم، إما بتحطيمه بواسطة عملية البلعمة، أو بإنتاج أجسام مضادة وخلايا متخصصة متوافقة مع تركيب كل كائن يغزو الجسم، وذلك لضمان القضاء عليه بشكل نهائي. وعليه فالمناعة التي يقدمها هذا الجهاز للجسم يمكن تقسيمها إلى قسمين رئيسيين:

أولاً: مناعة فطرية أو طبيعية
(Natural immunity) وتعتبر خط دفاع أولي للجسم إذ تعمل على منع دخول الغازي، أو إبادته قبل تمكنه من احتلال الأنسجة وتكاثره فيها وتسببه للمرض، وهي مناعة غير نوعية (Non specific) حيث أنها توجد لصد جميع الغزاة من الكائنات الدقيقة والعوامل الخارجية الضارة بكيفية واحدة. وتعمل هذه المناعة وفق الآليات التالية:

1ـ آليات ميكانيكية وفيزيائية وكيماوية تحمي الجسم من هؤلاء الغزاة كالجلد والأغشية المخاطية المبطنة للجهاز التنفسي، والهضمي، والتناسلي، والبولي، وملتحمة العين، وهذه الكائنات للجسم. كما أن في إفرازات الجلد مواد فعالة في قتل الجراثيم مثل حمل اللاكتيك الموجود في العرق، والأحماض الدهنية الموجودة في جلد البالغين، وشمع الأذن المضاد للجراثيم لما فيه من حامض الأوليك، كما تحوي الأغشية المبطنة لمواد قاتلة للجراثيم مثل الخميرة الحالة Lysosome وكذلك مواد قاتلة للفيروسات، هذا فضلاً على ميكانيكية حركة السائل المخاطي في الجهاز التنفسي والذي به يتخلص من الجراثيم والأجسام الغريبة أولاً بأول.



يتبع ~ ~

قديم 09-04-2010, 05:28 AM
المشاركة 110
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



2ـالجراثيم الموجودة بصورة طبيعية في الجسم

Normal flora:وهي جراثيم غير مرضية، تعيش بأعداد هائلة في أمعاء الإنسان وفمه وفي أماكن أخرى، ولها دور بارز في الدفاع عن الجس، إذ تكون وسطاً غير صالح للأنواع المرضية فتقبلها أو تعيق نموها.

3ـبعض المركبات الكيميائية في الدم: والتي تلتصق بالجراثيم الغازية أو السموم وتحطمها مثل الجسيمات الحالة وعديدة الببتيدات الأساسية Basic polypepyides والتي تبطل مفعول أنواع معينة من البكتيريا.

4ـ(Interferons): تنتجها الخلايا حينما تصاب بفيروسات قبل إنتاج الأجسام المضادة،وهذه المواد تسمى مواد مانعة إذ تجعل النسيج يقاوم الإصابة إذا ما تعرض لفيروس آخر فتمنعه من النمو فيقضي عليه الجسم مبكراً.

5ـComplement: يتكون من حوالي عشرين بروتيناً،ووظيفته تنشيط عملية البلعمة لكل من الخلايا البيضاء وخلايا البلعمة، ومعادلة الفيروسات وجعلها غير قادرة على التكاثر، ومحاصرة مكان الالتهاب والغازي في آن واحد، والقضاء على الميكروب قبل تكوين الأجسام المضادة الخاصة.

6ـالبلعمتة Phagocytosis: وتعنى ابتلاع وقتل وهضم الكائنات والمواد الغريبة بواسطة خلايا الدم البيضاء المعروفة بالبلعميات، وهي الوحدات المتحركة لنظام الدفع الجسمي وتتكون هذه الخلايا من نخاع العظام، ثم تنتقل إلى الدم وجميع أنسجة الجسم، وتكمن أهميتها الحقيقية في انتقالها السريع إلى أماكن الإصابة الخطرة لتشكل دفاعاً سريعاً وقوياً ضد الغزاة. وتقوم هذه الخلايا بشل فاعلية هذا الغريب الغازي وتحطيمه وخلايا البلعمة نوعان:

الببلعميات الكبيرة (Macrophages) وتتكون من الخلايا من الخلايا البيضاء وحيدة النواة Monocytes فعندما تدخل الأنسجة تكبر وتتحول إلى خلايا بلعمية كبيرة وتتصل بالأنسجة وتبقى متصلة بها شهوراً أو سنيناً تدافع عنها وتلتهم عدداً كبيراً من البكتيريا والفيروسات والخلايا الميتة والأجسام الغريبة. وتتمركز خلايا البلعمة في مراكز أساسية في الجسم لحمايته من أخطار الغزاة، وتختلف من حيث موقعها ومظهرها وحجمها وحركتها: فتسمى في الكبد: خلايا كوفر، وفي الدم: الخلايا وحيدة النواة monocytes، وفي الرئة خلايا الغبار، أما إذا وجدت في السائل المتكون نتيجة الإلتهاب فتسمى بالبلعم الكبير. ويحتوي الكبد والطحال على أعلى نسبة من البلعم الكبير.

البليعمات (Microphage): وهي كريات الدم البيضاء مثل الخلايا متعادلة الاصطباغ (Neutrophils) والخلايا حامضية الاصطباغ (Eosinophils) وهي أصغر حجماً من البلاعم النسيجية ويتكاثر عددها أثناء الالتهابات الحادة إلى أكثر من 60% من مجموع كريات الدم البيضاء.

تبدأ عملية البلعمة بالانجذاب الكيميائي نحو العامل الغريب ويتم التحامه بالبلاعم بواسطة أرجلها الكاذبة (pseudopodia) حتى يتم احتواؤه داخل الخلية البلعمية، وأثناء ذلك يتم قتل العامل الغريب إن كان حيا نتيجة لإفراز بروكسيد الهيدروجين (H2o2) ومشتقاته. بعدها تبدأ عملية هضمه بواسطة أنزيمات تفرزها حبيبات موجودة في الهيولي (Cytoplasm) ثم يتم عرض جزيئاته على سطح الخلية البلعمية لتتعرف على تركيبه الخلايا اللمفاوية وهكذا تتخلص البلاعم من العوامل المعادية.



يتبع ~ ~


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 0 والزوار 10)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإعجاز فى القرآن سرالختم ميرغنى منبر الحوارات الثقافية العامة 6 07-07-2019 11:10 AM
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ماجد جابر منبر الحوارات الثقافية العامة 11 06-10-2012 07:51 PM
( 2 ) الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~ أمل محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 60 11-05-2011 09:16 AM
الإعجاز العلمى .. والعجز العلمانى محمد جاد الزغبي منبر الحوارات الثقافية العامة 18 10-30-2010 12:21 PM

الساعة الآن 05:50 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.