قديم 11-24-2010, 07:35 PM
المشاركة 81
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (18)



غبيَّة



قالتْ : غبيٌّ تحبُّ الناسَ تُؤثرهمْ
بما لديكَ وتجني غايةَ الألمِ


وأَتبعتْها بألفاظٍ تُمزِّقني
كالسُّمِ يكمنُ في كأسٍ من الدسمِ


فقلتُ : والشوق في عينيَّ ملتهبٌ
لا ينطفي .. وفؤادي ذائبٌ بفمي


ليت التي بادرتْني القولَ قد علمتْ
أني لرؤيةِ عَينيْها أُريق دمي


نعم غبيٌّ لأني كنتُ أجهلها
لم أدرِ يوماً بأني عاشقٌ عَدَمي


يا قصةً كنتِ حتى الأمسِ غامضةً
واليوم قد وضحتْ بالسخفِ والنَّدمِ


خلَّدتُ حسنكِ في شعري فوا أسفي
خلَّدتُ حسناً عديمَ الحسِّ كالصَّنمِ


* * *
لا ..لستِ ليلايَ ..أنتِ الوهم في نظري
يَمرُّ في خاطرِ الأيامِ كالحُلُمِ


غداً سأجمعُ أوراقي وأحرقها
غداً سأكسرُ يا شؤمَ الهوى قلمي


غداً أُريقُ دماء السُّهد أقتله
وأُسلمُ العين للأحلامِ في حرمي


غداً أعود لآمالي أُجدِّدها
وأُسقِطُ الوهم بعد الصحوِ من قممي


فلستُ أُلعوبةً في كفِّ عابثةٍ
ولستُ صيداً بوكرِ الجائع النَّهمِ


لي في حدائقِ نفسي ألفُ مُرقصةٍ
وألفُ مطربةِ في أعذب النغمِ


وأنتِ واحدةٌ من ألف خائنةٍ
عهدَ الهوى في خيالِ الشاعرِ العلَمِ


بيني وبينكِ في التفكيرِ منحدرٌ
لا يستوي النورُ في حالٍ مع الظُّلمِ


هيا اغربي من سمائي أنتِ تافهةٌ
ذكركِ أضحتْ بُعيد الهجرِ كالرِّممِ


أعيشُها لحظاتٍ جدُّ مؤلمةٍ
لأنني كنتُ عمَّا تكتمين عمي


وأنثني أشكرُ الأقدارَ أن كشفتْ
ما كنتِ تُخفين يا لأُضحوكة القيمِ




حماة 24-7-1973




قديم 11-24-2010, 07:46 PM
المشاركة 82
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (19)


الرسالة الأخيرة *



تبرَّمتْ عندما حاولتُ ألثُمها
وعاتبتني بطرفٍ يقتلُ الأملا


أحببتُها منذ كانت طفلةً وكما
لقَّنتُها درسَها .. علَّمتُها الغزلا


وكنتُ أحلمُ أني سوف أملكها
متى تضرَّمَ فيها الحبُّ واشتعلا


حتى استوتْ غادةً ضجَّتْ أنوثتُها
يثيرُ في كلِّ نادٍ حسنها جدلا


ورفَّ في صدرها فرخا مطوَّقةٍ
تعانقا بعد نأيٍ يُلهبُ القُبلا


والثغرُ برعمُ وردٍ لو ظفرْتُ به
لاستغفرَ الله خوفَ الذنبِ وابتهلا


* * *
فقلتُ حسبكِ يا ريحانةً شربتْ
دماءَ قلبي .. ولم تترك به بَلَلا


عيناكِ ما رفَّتِ الأهدابُ فوقهما
إلا لتجعلَ مني في الهوى مثلا


عيناكِ أنشودتا وجدٍ عزفتُهما
على جراح فؤادي .. فانتشى جَذلا


ما السحرُ إلا رفيفٌ من لحاظهما
لو شامَ سحرهما " هاروت " لانتحلا


أو كنتِ في عصرِ " موسى " لارتجى بهما
لولا عصاه سلاحاً يلقفُ الدَّجلا


يا فتنةً لم تدعْ لي في الهوى سبباً
إلا وألفيتُ رسماً فيه أو طللا


أغرقتِني في بحار الشكِّ .. يصرعُني
وهمٌ زرعتُ على أمواجهِ أملا


* * *
عمري قصيدةُ وصلٍ يا مُذوِّبتي
يُعربدُ الشعرُ من صهبائها ثَمِلا


فقلِّبيها إذا ما شئتِ لاهيةً
أو فاحرقيها كما أحرقتِني مللا


إلى متى نقطعُ الأيامَ في سغبٍ ..؟
ونُبعدُ الكأسَ عن أفواهنا خجلا ..؟


إلى متى نحتسي أشواقَنا ألماً ..؟
نخشى الغوايةَ .. نخشى الطيشَ والزللا ؟


* * *
هذي نهايةُ أحلامٍ برِمتُ بها
مرَّ الخيالُ على ميلادها وَجِلا


غداً أعود إلى كهفي وأمسح ما
خطَّتْ يداكِ على جدرانهِ مُثُلا




حماة 28-6-1974


*هذه القصيدة من أقرب القصائد لقلب الشاعر

قديم 11-25-2010, 11:26 AM
المشاركة 83
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (20)



صحوة الحب



ضجَّتْ قوافي الهوى في قلبيَ الضَّجِرِ
وجاءني الوحيُ في تسبيحةِ السَّحَرِ


ألقى عليَّ من التنزيلِ آيتَه
لحناً تُوقِّعهُ قيثارةُ القدرِ


فرحتُ أغزلُ من عينيكِ قافيةً
تلألأتْ في سماء الحبِّ كالدُّرَرِ


* * *
يا صحوةً قبل موتِ الحبِّ أحسبُها
دهراً طويلاً .. ولكن ليس من عُمُري


عرفتُ فيك الهوى الصوفيَّ ينقلني
لعالمٍ فوق هذا الكونِ مزدهرِ


نعمتُ فيه بإخلاصي وتضحيتي
بين الدموعِ وبين الخوفِ والحذرِ


أرنو إليكِ وفي عينيَّ ما عجزتْ
عنه الحروفُ من الأحلامِ والصُّورِ


أُحمِّلُ النظرةَ الخرساء ما حملت
جوانحي من لظىً في القلبِ مُستعِرِ


وكل رفَّةِ هُدْبٍ منك أحسبها
رسالةً تحمل الأشواقَ في خَفَرِ

* * *
يا قصةً في ضميرِ الغيبِ أكتُبها
بأحرفٍ من نداكِ المُسكرِ العَطِرِ


ما إنْ أفاقَ فؤادي بعد رقدته
حتى انبريتِ له بالسحر والخَدَرِ


فرنَّحتُه أفانينُ الهوى وغدا
يحيا على حُلُمٍ في الجفن مزدهر


إذا تجرَّأَ أن يهفو لفاتنةٍ
في غمرةِ اليأس من لقياكِ يا قدري


تشهَّد الشوقُ لم يشركْ بربَّتهِ
وسبَّحَ الوجدُ للأهدابِ والحَورِ


* * *
ومرَّ موسم عمري يا مُعذِّبتي
وحبُّنا لم يزلْ يقتاتُ بالنظرِ


فلا شبابيَ بعد اليومِ مؤتلقٌ
ولا قوافيْ الهوى تنسابُ في وتري


ذوى ربيعُ حياتي بعدما عصفتْ
رياحكِ الهوج في بستانيَ النَّضِرِ


ومرَّ نيسانُ أحلامي على عجلٍ
كأنه خائفٌ من صيفكِ الضَّجِرِ


فلا العنادلُ نشوى في خمائلهِ
ولا النسائمُ سكرى من لمى الزَّهَرِ


ولستُ أرجو شتاءً بعدما انقشعتْ
غيومكِ السود عن شمسي بلا مطرِ


كوني كما شئتِ إني لم أعدْ أبداً
للوهمِ .. للوجدِ .. للتسهيد .. للسَّهرِ


طالَ امتياحي بحورَ الشوقِ واهترأتْ
شباكُ حبيْ ... وضاعَ العمرُ بالسفرِ



حماة 28-8-1974


قديم 11-25-2010, 05:10 PM
المشاركة 84
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (21)



شراع الخيال



يا شراعاً على السرابِ تهادى
أين تمضي وما وراء السرابِ


عُدْ بقلبي لشاطئِ الأمن إني
في بحار الأسى طرحتُ رِغابي


أنتَ أدرى بما لقيتُ وحسبي
يا شراع الخيالِ طول اغترابي


سوف أحيا بقيةَ العمرِ أبكي
في كهوفِ الظلام فجرَ شبابي


يوم أخلصتُ في هوايَ سنيناً
أسكب الوهمَ في كؤوسِ شرابي


وندامايَ صبوتي وحنيني
وانشغالي ولوعتي واضطرابي


أمضغ الهمَّ ، أشرب اليأسَ ، أحيا
في جحيم النوى ومُرِّ العتابِ


أتغابى عن الحقيقةِ حتى
لم يَعُدْ بالهوى يفيدُ التغابي


* * *
يا شراعَ الخيال حسبكَ أني
ضقتُ ذرعاً بموجكَ الصخَّابِ


قهقهاتُ العيون تسخر مني
في ضميري نفاذُها كالحرابِ


وهي في صمتها تودُّ لو انِّي
أصرف العمرَ في بحار العذابِ


* * *
يا شراعي وموج وهميَ يطغى
والأمانيْ تكفَّنتْ بالضبابِ


مزَّقتْ سترها فها هي تبدو
وهواها بألف ألف انقلاب


فاهجرِ البحر يا شراعَ الأماني
إنَّ قلبي يحومُ فوق الشعابِ


جفَّ ورد الخيال في الحبِّ حتى
لم تَعُدْ تورق المنى في رحابي


فإذا أحرفي النديَّةُ ظمأى
لسؤالٍ عن ريِّها وجوابِ


وتلفتُّ لم أجد غير كأسٍ
أفرغتْها الآلامُ ضمن كتابي


وصحا الوجدُ فالأماني ثكالى
نادباتٌ رؤايَ بعد اكتئابي


لم أعدْ أُشرِعُ الخيالَ وأمضي
ضائعَ السَّمتِ .. مُبحراً في العبابِ


فغداً تهدأُ الرياح وأعلو
بجناحيَّ فوق هامِ السحابِ




حماة 20-10-1974




قديم 11-25-2010, 05:21 PM
المشاركة 85
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

أُحمِّلُ النظرةَ الخرساء ما حملت
جوانحي من لظىً في القلبِ مُستعِرِ





هذا البيت اقتبسته من قصيدة ( صحوة الحب )
وهي من أجمل ما قرأت
سأضيف هذا البيت في ( أجمل بيت شعر )
وأضيف القصيدة في مسابقة ( قصائد شعرية )
أشكرك أخي عبد السلام
والله إنها قصائد شعرية جديرة بالقراءة والاهتمام



تحية ... ناريمان

قديم 11-27-2010, 02:30 PM
المشاركة 86
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (22)



طريدةُ الوهم



اشكريني على غبائي فإني
كنتُ أعمى وقد غدوتُ بصيرا


كنتُ أعمى إذْ كنتِ أنتِ عيوني
كل شيءٍ عداكِ كان قشورا


كنتُ طفلاً يا دميتي دونَ عقلٍ
كان لهوي بك الأثير الأثيرا


غير أني أحسُّ حبَّكِ لكن
لا تحسِّينَ بي حبيباً أسيرا


أنتِ من أنتِ ؟ يا طريدةَ وهمي
أنتِ جرحُ الإباءِ صار مريرا


أنتِ صوت الغراب ينقر سمعي
كلما جئتُ كي أنام قريرا


أنتِ أشباح يقظتي ومنامي
صرتُ أخشى جنونها أن يثورا


أنتِ لؤمٌ وخسَّةٌ وصَغارٌ
بعدما كنتِ في ضميري ضميرا


* * *
فتنةٌ أنتِ ... ما عشقتُ هواها
فتنةٌ أصلتِ الفؤاد سعيرا


كم بروحي حدَّثتُها وأسرَّتْ
أضلعي حبَّها النديَّ الطَّهورا


كم عشقتُ السُّهاد فيكِ زماناً
أزرعُ الليل أنجماً وبدورا


كنتُ غرَّاً إذ كان حبُّكِ همِّي
أغتذي منه غبطةً وسرورا


وترعرعتِ تحت ظلِّي وعاشتْ
أمنياتي تخطُّ فيكِ سطورا


أقطف الذكرياتِ من كَرْمِ وهمي
ثم أملي كاس الغرامِ حبورا


أستقلُّ الرجاءَ .. أُشرعُ وجدي
مبحراً أحسب العسير يسيرا


قد سئمتُ الحياة خلف حدودٍ
وسئمتُ الترغيب والتحذيرا


لأُغنِّي للبحر أحلى نشيدٍ
يُرقِصُ الحورَ لحنُه والطيورا


ولهيبُ الجراح يشعلُ شوقي
فيضوعُ القصيدُ منه عطورا


* * *
يا ملاكاً أبى السجودَ لحبي
فهوى جاحداً أثيماً كفورا


كنتِ في أضلعي حناناً غريباً
وضياءً وخمرةً وعبيرا


كنتِ دفئاً أُحسُّه في عظامي
وصفاءً ورقَّةً وشعورا


كنتِ وحياً على لسان القوافي
كنتِ روحاً ... وكنتُ قلباً كبيرا


* * *
وتوهمتُ أنني كنتُ أعمى
وبعينيكِ قد رسمتُ المصيرا


فإذا الشوك في رياضكِ ينمو
يقتلُ الغَرْسَ والشَّذا والزهورا




حماة 23-12-1974



قديم 11-27-2010, 08:20 PM
المشاركة 87
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (23)



لحنُ حبِّها الأخير



لا تسأليني إذا حطَّمتُ قيثاري
فلحنُ حبِّيَ لم تعزفه أوتاري


قضيتُ سبعةَ أعوامٍ أداعبها
بين الدموعِ سجيناً خلف أسوارِ


أعاقر الوهم حتى كاد يصرعني
بأكؤسٍ من حُميَّاه ... وأسراري


معطَّل الحسِّ إلا حين يجمعني
بكِ اللقاء ... فتندى كلُّ أزهاري


وأُسقط الوهم من محراب صومعتي
لمَّا أُرتِّل في عينيكِ أشعاري


وأستحمُّ بآمالي وأُرقصها
كرفرفِ النورِ فوق السلسلِ الجاري


كأنني ... ورؤى عينيكِ ترصدني
أنَّى رحلت بآفاقي " كرادارِ "


فراشةٌ من ظلامِ الليلِ جانحةٌ
إلى الضياءِ لتُشوى في لظى النارِ

* * *
يا قصةً لم يزل يبكي نهايتَها
سكبُ القوافي .. بمُنْهَلٍّ ومدرارِ


شوَّهتِ منها فصولاً كم غفرتُ بها
لكِ الذنوبَ .. وما أغفلتُ أوزاري


وكم وقفتُ بمحرابِ الهوى وجِلاً
أمام عينيكِ محفوفاً بأخطارِ


وأنت عني بنسجِ الصوف لاهيةٌ
وقد تعمَّدتِ إهمالي وإنكاري


وقد يطولُ وقوفي ثمَّ يدفعني
جوُّ السكون لأروي بعضَ أخباري


فتَبسمينَ كمن يهزا .. ويُخجِلُني
هذري .. ويُلجِئُني حُمقي لأعذاري


* * *
واليوم يا صحوةَ الآلامِ في كبدي
قتلتُ حبَّكِ عن عمدٍ وإصرارِ


وبتُّ أرقبُ فيه الحكمَ منفرداً
شهوديَ الدمعُ .. والآهاتُ أنصاري


لعلَّ شرعَ الهوى تقضي عدالتُه
بأنْ أُخلِّصَ من عينيكِ أقداري


ليزدهي أملٌ في ومضِ خاطرتي
وينتشي نغمٌ في لحن مزماري


وتنطفي حُرَقٌ أشعلتِها بدمي
وتنتهي في دنى عينيكِ أسفاري


فأحتسي خمرةَ الإلهامِ تنقلُني
لعالمٍ من صباباتي وأوطاري


وأُسكِرُ الليلَ تغريداً بقافيةٍ
عذراءَ فجَّرها عصفي وإعصاري


وحسبُ قلبيَ ما ودَّعتُ من شَجَنٍ
لا الوجدُ خمري ولا الأوهامُ سُمَّاري



حماة 5-1-1975




قديم 11-28-2010, 09:30 PM
المشاركة 88
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (24)




أجنحةٌ في غَيهبِ القدر




صحوتُ عفوَ الهوى من سكرة العُمُرِ
لا الوجدُ خمري ولا جرحُ النوى وتري


ولا ندامايَ أحلامٌ مجنَّحةٌ
نَدَّيْتُها بدموع السهد والسهر


أنا الذي لم أدع للحبِّ صومعةً
إلا نقشتُ على محرابها سُوَري


وما عبرتُ صحارى الوجد محترقاً
إلا تطايرَ من كُثبانها شرري


وكم أثرتُ من الأشواقِ زوبعةً
صيفيَّةَ السُّحْبِ .. لم يهطل بها مطري


وفي كهوفِ ظلامي كم ضفرتُ له
جدائل النورِ إكليلاً من الصورِ


وطوَّقتْ أحرفي جِيد الجمالِ بما
نضَّدتُه من لآلي السِّحر في السَّحرِ


ولملمتْ أنمُلي دمع النجومِ فما
من دمعةٍ هطلتْ إلا على دُرري


حتى وصلتُ إلى بيداء موحشةٍ
إلا من اليأسِ ظلَّاً يقتفي أثري


أنَّى رحلتُ عيون الغدرِ ترصدني
وحيثما كنتُ ضاق الكون في نظري


ضيَّعتُ فجر شبابي في تألُّقه
أرنو إلى الزهر بين الشوكِ والحجرِ


فأحسد الشوك في سرِّي ويدفعني
حمقي لأقتلعَ الأحجار بالظُّفُرِ


وقد أعود إلى نفسي أعاتبها
وهناً .. وأصلبُ إحساسي على الفِكَرِ


موزَّعُ القلب لم أظفرْ بمؤنسةٍ
يوماً تسائلُ دفءَ الحرف عن خبري


كأنني ما عزفتُ الشوقَ أغنيةً
عذراءَ رنَّحتِ الأنسامَ من سَكَرِ


وما أسلتُ شجوني نهرَ قافيةٍ
ينسابُ عاطفةً في روضيَ العَطِرِ


وما نشرتُ على الشطآنِ أشرعةً
مزَّقتُ آخرها في وحشة الجُزُرِ


وجئتُ بالشيب والإخفاق .. يحملني
موجُ الندامة في دوامةِ السفرِ


تقتاتُ من جَلَدي أشباحُ ذاكرتي
وترتوي من دمائيْ فضلةُ العُمُرِ


لكنَّني ضقتُ بالأيام أقطعها
لا الوجدُ خمري ولا جرحُ النوى وتري


فعدتُ أنسج تحت الليل أجنحةً
غداً سأطلقها في غيهبِ القدرِ




حماة 12-2-1975





قديم 12-01-2010, 06:26 PM
المشاركة 89
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (25)



من وحي مهرجان أبي الفداء



أغفتْ على ساعد الأقدارِ حالمةً
تصبي الزمان بما يُغري ويُصبيها


كأنَّها غادةٌ ضجَّتْ لفتنتها
كل البلاد وودَّتْ لو تُجاريها


لكنَّها وليالي الأنس عامرةٌ
حيناً .. وحيناً تعاني من لياليها


ترفَّعتْ وسمتْ عن كلِّ شائنةٍ
وباتَ يروي جذورَ المجدِ " عاصيها "*


كانتْ ولمَّا تزلْ مهدَ الجمالِ على
مرِّ العصور وصرحاً في تعاليها


تظلَّمَ السِّحرُ لمَّا أن رأى عَجَباً
من سحر فتنتها .. من طيب أهليها


وازورَّ يندبُ حظاً عاثراً عجزتْ
منه الطلاسم في حسنٍ تباهيها


فللنَّواعير أذكارٌ مموسقةٌ
ترقى إلى الله من محرابِ واديها


تستقبل الشمس تحناناً بأدمعها
حتى إذا غربتْ ناحتْ سواقيها


وللصباح تثنٍّ في خمائلها
وللمساء هيامٌ في روابيها


والطيرُ تصدح والأفنان راقصةٌ
مع النسائم تصبيها وتشجيها


فاستلهمِ الوحيَ من محراب عزَّتها
ومتِّعِ الفكرَ في دنيا نواديها


واستوحِ ما شئتَ من آياتِها سوراً
واستنطقِ الصخر ينطقْ بالفدا فيها


واجلسْ إلى " الدهشة "* الممراحِ مستمعاً
لقصةٍ عن " بني أيوب " ترويها


هنا بنينا صروح المجد في زمنٍ
كانت يد الغدر تمضي فيه تشويها


هنا على ضفة العاصي سما علمٌ
عاشتْ حماة بها نُعمى أمانيها


ألقتْ إليه مقاليد الأمور بما
يُرضي العلى والندى والمجد يجريها


" أبو الفداء " " عماد الدين " فانكفئي
يا عصبة الشرِّ قد سلَّتْ مواضيها


ولينقشعْ مدلهمُّ الليل عن بلدي
فالعلم والنور فيضٌ من أياديها


حنا على الفكر كالأجفان يحرسه
بكل ثاقبةٍ في الرأي يُدليها


وأرهفَ السيف باسمِ الله فانتزعتْ
روحٌ ..وروحٌ به قد راح يُحييها


" أبو الفداء " فغنِّي يا عُلى طرباً
وزغردي يا جراحي في الحِمى تيها


* * *

هلَّا أقمتمْ له صرحاً يُذكِّركم
بباذخِ المجدِ يا أحفادَ ماضيها


هلَّا وقفتم سويعاتٍ بحضرته
تستلهمون فنوناً من معانيها


هلَّا أفضتمْ إليه كلما ازدحمتْ
مصائبُ الدهر واربدَّتْ دياجيها


قضيتُ سبع مئينٍ في تذكُّره
أسامر البدر والأمواهَ تمويها


لكنني وفؤادي دائرٌ أبداً
يسقي الحياة رحيق الحبِّ ترفيها


أقول والدمع يروي قصةً عجباً
لمَّا يزلْ ثأرُنا في القدس يمليها


حتى نُعِدْ لهمُ " حطين " ثانيةً
فيوم " تشرين " بعضٌ من تساميها


* * *

لبيكِ .. لبيكِ .. يا " أمَّ الفدا " وصحتْ
منابرُ العزِّ .... واهتزَّتْ نواحيها


وقام كلُّ بليغٍ ماردٍ لَسِنٍ
يروي مآثرَ حاميها وحاديها


من كلِّ حدبٍ إلى " أمَّ الفدا " وفدوا
فلليراع بها همسٌ يُناغيها

وللقوافي على قيثارها نغمٌ
كأنَّ " داود " يشدو في معانيها


هذي الحضارة من كشفٍ ومخترعٍ
لولا العروبة لم تسطعْ دراريها


نحن الهداة وقرص الشمس موردنا
وهم ظلالٌ لنا نجري فَنُجريها


ما غيَّر الدهرُ منا شيمةً عُرِفتْ
نحن الصفيُّون للأخلاق نعليها


والدهر ملعبنا لم نخلِ ساحتَه
إلا لنوسعَ فكرَ الكون توجيها


فإن بغوا باسمها حيناً بلا رَشَدٍ
فللحضارة فينا ما يُعزِّيها


* * *

أستغفر الله يا " أمَّ الفدا " أَبِقتْ
مني الحياةُ .. وحسبي لا أداجيها


فاستغفري الله لي يا جنَّتي فأنا
شادٍ على الأيكِ أشعاري أُغنِّيها


واسلَمْ على شفةِ التاريخ يا وطني
أغرودةً تُسكر الدنيا ومن فيها




حماة 1-12-1974



* العاصي .. نهر يشطر مدينة حماة
وتقوم عليه عشرات النواعير
* الدهشة .. اسم الناعورة التي تجاور
ضريح أبي الفداء




قديم 12-01-2010, 08:13 PM
المشاركة 90
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (26)



ساحرة الدمى







وهواكِ ما ملكَ الفؤادَ سواكِ
حسبي من الدنيا نوال رضاكِ


سبعٌ من السنواتِ أحلم بالمنى
أهفو إليك وأكتوي بلظاكِ


أحرقتُ أيامي على قدمِ الهوى
فرضيتُ ذلِّي تحت عرش علاكِ


وجعلتُ سري في هواكِ مطيَّةً
وسخرتِ مني إذْ بلغتِ مناكِ


لا يا ملاكَ الطهرِ لستُ مغفَّلاً
فدعي غروركِ لستِ أنت ملاكي


ما كنتِ إلا الوهم لفَّ مشاعري
زمناً .. وأسلمها لزيفِ هواكِ


فغدوتُ أخلص ما يكون متيَّمٌ
يهتزُّ من طربٍ لوقعِ خُطاكِ


ويغارُ من كفَّيكِ لو مسحا على
خدَّيكِ أو مسَّتهما شفتاكِ


ومن الوسادة في سريركِ تنتشي
بالطيب يغمرها نديُّ شذاكِ


وأخاف ألسنةَ الوشاةِ فأنثني
لأَردَّ طرفي عنكِ حين لقاكِ


* * *

يا جنَّةَ الأحلام تزرعُها المنى
ألقاً .. ويظلمها طويلُ نواكِ


نَضبتْ أمانيَّ العِذابُ فليس لي
أملٌ بوصلِكِ وارتشافِ لماكِ


وغدتْ خيوط الوهم تنسج قصتي
شعراً يصوغ من الحروفِ حلاكِ


فأنا " وأوهامي وفيضُ مشاعري
ورقيقُ إحساسي وبُعْدُ جناكِ "


أُلعوبتانِ بكفِّ ساحرة الدُّمى
تتواثبانِ على شفيرِ هلاكِ


لمَّا رأيتُهما على شفة الردى
تتأرجحانِ بلحظكِ الفتَّاكِ


آليتُ ألا يستخفَّ بيَ الهوى
ويطير بي شوقي إلى الأفلاكِ


وخشيتُ من نار الصدودِ على غدي
وأنا على وشكِ الصدودِ أراكِ


فكسرتُ قيثاري وجئتكِ أعزلاً
إلا من الآهاتِ عند جفاكِ


لأقولَ .. والآلامُ تسحق أضلعي
كذَبتْ عليَّ كعهدها عيناكِ





حماة 4-1-1974





مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجامع في العروض والقوافي - أبو الحسن أحمد بن محمد العروضي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-28-2014 12:23 AM
ديوان تقي الدين السَّروجي .. ما تبقى من شعره وموشحاته - نبيل محمد رشاد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-25-2014 10:21 PM
الطُّغرائي .. حياته .. شعره .. لاميته - علي جواد الطاهر د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-17-2014 05:52 PM
|| الشاعر فهد العسكر حياته وشعره || ساره الودعاني منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 4 07-19-2011 05:59 AM
ملحمة الدموع - الشاعر محمد الحسن منجد عبد السلام بركات زريق منبر ديوان العرب 5 10-16-2010 05:21 PM

الساعة الآن 11:57 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.