احصائيات

الردود
2

المشاهدات
1815
 
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبدالعزيز صلاح الظاهري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
378

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Jun 2015

الاقامة

رقم العضوية
13953
06-27-2017, 06:43 PM
المشاركة 1
06-27-2017, 06:43 PM
المشاركة 1
افتراضي حذاء جدي
حذاء جدي
كنت اعتقد لوقت قريب ،أن كره جدي للمدن - رغم سكن أبنائه ،وبناته ، وأحفاده فيها - هو رغبة جدي في العزلة ،وحبه سماع حنين ناقة ،هدير جمل، نباح كلب ، وصفير الرياح
لكن ، خلال زيارتي المتكررة له أخذ هذا الاعتقاد يتلاشى ، كان السبب في نسف ما كنت أؤمن به عاده غريبة ، وسؤال لم أجد له جواب
فجدي لا ينتعل حذائه ، بل يدخله تحت إبطه عند تجواله، يضعها تحت احد ركبتيه عند جلوسه ، وأسفل مخدته عند نومه.
لماذا يفعل ذلك ؟!
على كل حال، في صباح احد الأيام ابتعدت عن عيني جدي التي تكره السجائر والمدخنين ، و صعدت تل رمل يشرف على الموقع ، جلست فوق قمته ، وأخرجت سيجارة وأشعلتها ، ومن خلال سحب الدخان رأيت كلبا يحوم حول الخباء وكأنه يبحث عن شيء
فجأة توقف عند حذاء جدي التي تركها على غير عادته ، واخذ يعاينها وبعد أن طاف بنظره في جميع الجهات ، حمل كنزه الثمين بين فكيه ، وغادر مسرعا يصارع كثبان الرمل يختفي ، ويظهر، ثم يختفي ويظهر من جديد بين أمواج الرمل
ضللت أراقبه من مكاني المرتفع وهو يدور ، ويدور في البرية حاملاً حذاء جدي
وأخيرا دخل بين كومة من الأحجار لبقايا جبل ابتلعته الرمال ، وبعد برهة من الزمن خرج بدون الحذاء ، وغادر المكان
فقلت في نفسي ، ماذا يريد هذا الكلب من الحذاء ؟!
ورافق ذلك إشعال سيجارة أخرى ، واستغرقت في تفكير عميق ، وأنا أحدق في تلك الصخور الطافية فوق بحر الرمال
لم يكن تفكيري يتعلق بذلك السؤال ، فالموضوع برمته رغم غرابته لا يستحق ذلك
المهم أني تركت المكان وعدت أدراجي بمجرد ارتفاع الشمس وشعوري بلهيبها ، وعندما وصلت للخيمة وجدت جدي يتصفح الأرض يبحث عن حذائه ، فهو خبير ومشهور بتتبع الأثر
لكن خيوط الجريمة التي رسمت على صفحة الرمل تكفلت الرياح بمحوها
وما أن راني ، سألني : هل رأيت حذائي ؟
أجبت بالنفي
فتركني ، وعاد للبحث عنها ، ولم يتوقف حتى اظلم المكان
وعند عودته ، سألته :

ها، هل عثرت عليها ؟
أجابني بنبرة حزينة : لا
فقلت محاولا مواساته -حذاء قديمة ، ثم إني أراك لا تلبسها فلمَ هذا الغم؟!
نظر إلي وقال بغضب : إنها حذاء أبي ورثها عن جدي، وتركني وقام من مكانه ،ورمى بجسمه المرهق على فراشه
كنت أراقبه طوال الليل ينام على ظهره مدة ،ثم يستدير على جنبه الأيمن فالأيسر، وعند منتصف الليل غفوت
ومع خيوط الفجر الأولى استيقظت على وقع أقدامه كان يدور حول الخيمة كان سارحا بخياله بعيداً ، وكانت عينيه تتلامع فيهما الدموع
نظرت إليه في إشفاق ، لكن رغم إشفاقي وحزني عليه ،التزمت الصمت
لم اخبره عن مخبأ الحذاء ،املآ أن يعود جدي إلينا ، يعود من ظلمة الماضي إلى نور الحاضر ، لكنه لم يفعل ، فهو مازال يسمع غناء وصيحات أبائه الخاصة التي تصاحب الإبل وتطربها وتدب فيها الحماس ، في رحلاتهم الأبدية داخل عالمهم الصحراوي


قديم 06-29-2017, 10:12 AM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قصة من نمط الخيال السحري ولو انها تقوم على حدث واقعي. كتابة سردية جميلة ومشوقة.

قديم 08-09-2017, 05:07 PM
المشاركة 3
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ الفاصل صابر ايوب
الشكر وحده لا يكفي رجل كان همه اسعاد الجميع بتفاعل والتشجيع
اسعدك الله وحفظك


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: حذاء جدي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حذاء ياسر علي منبر القصص والروايات والمسرح . 8 08-09-2014 06:55 PM
باليرينا... بدون حذاء!! ابتسام محمد الحسن منبر البوح الهادئ 6 12-02-2013 10:59 PM
حذاء وطبقية.. قصة قصيرة ترجمتها لكم من السويدية الى العربية نبيلة زاهد منبر الآداب العالمية. 7 12-05-2011 10:00 PM

الساعة الآن 06:04 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.