احصائيات

الردود
2

المشاهدات
6453
 
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي

محمد عبدالرازق عمران is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
850

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة
البيضاء / ليبيا

رقم العضوية
10226
08-15-2011, 02:55 AM
المشاركة 1
08-15-2011, 02:55 AM
المشاركة 1
Talking الشعر الحلمنتيشي
( الشعر الحلمنتيشي )

[justify]هو نوع من الشعر السّاخر الفصيح الذي تتخلله مفردات عاميّة يصوغها الشاعر بدقة وإحكام لتكون مزيجا من النقد اللاّذع والفكاهة .. واسم ( الحلمنتيشي ) ليس له دلالة محددة ولكنه تركيبة غريبة تظهر فيها روح الدعابة .. ومبتدع هذا الاسم واحد من شعراء الفصحى في مصر ، عاش من أواخر القرن التاسع عشر إلى الأربعينيات من القرن العشرين ، اسمه حسين شفيق المصري ، قصائده أشبه برسوم كاريكاتورية يبدأها ببيت لشاعر مشهور ثم يكملها بطريقته ويدخل فيها مفردات عاميّة .. وهناك غيره الكثيرون من الشعراء الساخرين في معظم البلاد العربية ، وأغلبهم من ظرفاء شعراء الفصحى ، وليس بالضرورة أن يسمى ( الحلمنتيشي ) ، ولكن قد يسمى بالشعر السّاخر مثلما هناك الأدب السّاخر .. والشاعر السّاخر يتمتع بموهبتين ، أن يكون شاعرا ، وأن يكون ظريفا خفيف الظّل ، ولكن عليه أن يحذر مما يصيب بعض هؤلاء الشعراء ، فإن بعضهم يبدّد طاقاته ومواهبه في مجالس السّمر لإضحاك الناس ، فيفقد القدرة على الفكر الجّاد الرّصين ، فحاجة الأمّة للجّادين أكثر من حاجتها للسّاخرين .
وسنتناول هنا شئ من الشعر ( الحلمنتيشي ) مثل ماهو معروف في مصر ، حيث تميّز الشعب المصري على مدى التاريخ بروح الفكاهة والظرف حتى في أشدّ الأوقات حلكة ، ويعتقد بعض الباحثين أن هذه الرّوح المرحة هي التي خففت عن المصريين معاناتهم في كثير من المواقف والأحداث الصعبة .. وإذا استعرضنا تاريخ الفكاهة في مصر احتاج ذلك منّا إلى مجلدات .. وسنستعرض هنا بعض لمحات الفكاهة في الشعر المصري المعاصر في القرن العشرين وأبرز فرسان الشعر الفكاهي وزينة منتديات الأدب والسمر في ليالي القاهرة ، وساعد على ذلك أن القاهرة في النصف الأول من القرن العشرين كانت مدينة هادئة محدودة الأطراف فكثرت منتديات الأدب والسمر في بيوت الأدباء وفي المقاهي والفنادق وصالونات الأدب والفن والسياسة وأغلب أهل الظرف والفكاهة يجتمعون كل ليلة ، فيسمرون ويطلقون الفكاهات ، أو يدبرون ( المقالب ) كل منهم للآخر .
وكان من أبرز تلك المنتديات ؛ قهوة ( متاتيا ) بالعتبة ومقهى ( الفيشاوي ) بالحسين ومقهى ( بار اللواء ) و ( اسبلندر بار ) وقهوة ( باب الخلق ) وسط القاهرة .. ويروي الأديب محمد فهمي عبد اللطيف من بعض ذكرياته عن أسمار تلك الفترة في مقهى ( الحلمية ) ويقع في حيّ الحلمية الجديدة وكان يجلس فيه الشعراء محمد المراوي ، وأحمد الزّيني ، وحسين شفيق المصري ، ومحمد الأسمر ، والدكتور زكي مبارك .. أمّا بقية شعراء الفكاهة فكانوا يتفرقون على صالونات الأدب ومقاهي السّمر هنا وهناك وكان منهم كامل الشّناوي ، وعبد الحميد الدّيب ، ومحمد مصطفى حمام ، وإبراهيم ناجي ، وعلي محمود طه ، وغيرهم .. وهذه لمحات عن بعض مواقف وطرائف بعض شعراء الفكاهة المعاصرين في منتديات القاهرة وفي لياليها السّاهرة :

( حسين شفيق المصري )

ظلّ الشاعر الظريف حسين شفيق المصري يضحك ويبتسم للحياة رغم عبوس حياته ، أطلق عليه لقب ( الشاعر الضاحك ) أو ( أبو نوّاس الجديد ) فقد ولد بالقاهرة عام 1882 لأبوين تركيين ، ولكن والده محمد نور كان متلافا فأضاع عزبة له بالقليوبية والكثير من الضياع والدور قبل أن يموت ويترك ولده حسين فقيرا ، فعاش حياته في حيّ السيدة زينب لا يملك إلا قوت يومه فكان كما وصفه محمود السّعدني ( ظلّ حسين شفيق المصري يتدحرج طول حياته ويتقلّب في مهن كثيرة ، من كاتب محام إلى مصحّح في الجرائد إلى زبون دائم أحيانا في مقاهي القاهرة وعلى أرصفتها الشهيرة ، ومن خلال هذه المهن الغريبة استطاع هذا الشاعر العبقري أن يرى أعماق الحياة .. عاش شاعرا صعلوكا : أعزب لم يتزوج مبذرا أنفق نقوده وأنفق صحته وأنفق أيامه وسط صحبته الظرفاء وأهل السمر والظرف وبسبب جمعه لعدّة مواهب ؛ من صحافة وشعر وزجل وسمر سمّاه أحد الأدباء ( ألف صنف ) وأطلق عليه البعض الآخر ( الكشكول ) .. وقد برع حسين شفيق في ( الشعر الحلمنتيشي ) الفكاهي حتى أصبح فارسه الذي لا يشق له غبار .. و ( الشعر الحلمنتيشي ) يعتمد على المفارقة في القول وتطعيم للقصائد الفصحى بتعبيرات عاميّة طريفة .. وقد شاء أن يعارض أشهر القصائد الشعرية القديمة والحديثة وسمّاها ( المشعلقات ) على وزن ( المعلقات ) .. فهو مثلا حين يعارض قصيدة ابن الفارض التي تقول :
سائق الإظعان يطوي البيد طيّ
منعما عرج علــى كثبان طيّ
فيكمل حسين شفيق المصري قائلا :
وإذا لاقيت مــــن أهواه قل
للذي أهواه مـــن يهواك حيّ
***
إنني اشتـــــقت إليه وأرى
من هواه النار تشوي القلب شيّ
***
في فؤادي لحــــبيبي عزبة
زرعت شوقا وفيـها الزرع ريّ
***
وبأرض الحــــب أشجار لها
تمر يأكله المـــــشتاق فيّ
ويعارض قصيدة جرير الشهيرة ( أقلّي اللوم والعتابا ) فيقول ساخرا يعاتب زوجته المسرفة :
أفستانان في شـــــــهر وهذا
عليّ الثوب مـــــن عامين ذابا
***
تريد ملابســــــا في كل يوم
وقد ملأت مـــــلابسها الدولابا
***
وهذا البالطو ألــــــبسه زمانا
طويلا حتى شعــــر البالطو شابا
***
يا ستّي يا عيني يا روحي قولي لي
أما تدرين إنــــــّا ناس غلابا
***
دنا ماهيتي يــــــا دوب تكفّي
ألم تفعل وقــــــد شفنا العذابا
***
وليس أبي ولــــيس أبوك باشا
فلا تتمنظري وتــــقولي ( بابا )
***
أليس أبوك غـــــــلبانا كحالي
وفي الأعياد مــــــا أكل الكبابا
***
فلايميها وديـــــــنك وارحميني
من المصـــــاريف تقلت الحسابا
ولأمير الصعاليك عبد الحميد الديب الكثير من قصائد الهجاء الساخرة اللاذعة ، لم تترك صديقا أو رفيقا له إلا هجاه فإذا أعياه ذلك هجا نفسه تشبها بأبي دلامة ! .. كان صعلوكا ساخرا لم يجد سلاحا يواجه به ظلم المجتمع والناس وسخرية رفاقه من بؤسه ومحنته سوى سلاح الهجاء اللاذع .
طلب ذات يوم من صديقه أن يقرضه عشرة قروش فتهرب منه صديقه لأنه يدرك أن قرضه لن يرد وأن الديب سينفقه في كأس من الشراب الرخيص فأغلظ له القول فأمسك الديب بقلمه وخطّ بضعة أبيات على ورقة أمامه وقال لصديقه متشفيا :
إيه يا عبد الـــــخنا ما أنذلك
عد إلى النّخـــاس تعرف منزلك
***
وتشتم ( الديــب ) وكم من محنة
يشتم ( القديس ) فيها و ( الملك )
هكذا كان الدّيب يصنع من وهمه عظمة ومكانة افتقدها ويجندل كل من يحاول الإساءة إليه بشعر الهجاء وقد زيّن البعض للديب مدح زعيم الوفد مصطفى باشا النحاس لعلّه يعوضه خيرا من مال أو وظيفة ، فقال الدّيب مادحا :
إن الذين يبايــــعونك إنما
يجدون في الزلفى لغيرك عارا
وأنشد الديب ما جادت به قريحته أمام زعيم الوفد الذي اكتفى ورفقته بالتصفيق للديب ، ولم يجد الديب ما يشفي غليله إلا أن هجاه فقال :
راجع زمانــــك أيها الكاس
فاليوم لا نحـــس ولا نحّاس
***
لم يبق من مـجد الزّعامة كله
إلا قميــــص أزرق ولباس
وهي إشارة إلى زي شباب الوفد الموحد أصحاب القمصان الزرق والشورت !
( محمود غنيم )

وللشاعر محمود غنيم الكثير من المسامرات الفكاهية مع شعراء زمانه ، وله العديد من الشعر الفكاهي الطريف منه : أن شاعرا بخيلا أقام مأدبة لأصدقائه على ديك هزيل ، فهجاه محمود غنيم :
تبّا لديـــــكك يا أخي
هُضم الحـديد وما أنهظم
***
ديك هــــزيل الجسم
تركله الجّــرادة بالقدم
***
جلد يحــــيط بأعظم
لا لحم فيـــه ولا دسم
***
في دولــــة الأدياك
كان من السادة أو الخدم
***
خافت يديّ مــن لمسه
فكأنه طــــير الحرم
***
زعمــــــوه روميا
ومنه العـرب تبرأ والعجم
ومن مداعباته الطريفة لصديقه الشاعر محمود الخفيف تلك التورية حين اكتفى بتقديم الشاي الثقيل حين زاره :
أيّها الشاعر جعنا
هات لحما ورغيفا
***
واسقنا شايا ثقيلا
لعن الله ( الخفيفا )

( بيرم التونسي )
ولبيرم التونسي قصائد فكاهية لاذعة أشهرها قصيدته ( المجلس البلدي ) وفي ( مقاماته ) الكثير من الشعر ( الحلمنتيشي ) الفكاهي ومنه قوله :
أنا أفدي التي إذا ما رأتني
داخلا بيتها تـقول تفضّل
***
إن أزر تســقني صباحا
قهوة بنّها عــليه قرنفل
***
وكثيرا ما أطعمتني طبيخا
كله لحمــة وأرز مفلفل
وقال يصف امرأة باريسية :
هل تلبس النسـوان في خلوتها
لبس الرجال ومــثلهم تتقمط
***
في بنطلون وفـــوقه جاكتة
مفتوحة منـــها النهود تلعلط
***
لا ياقة فيــــها ولا تقرفاطة
إلا شريط فوق خــصر يضغط
***
أفكان سحرا ذلــك أم موضة ؟
قل لي فعقلي مــنذ ذاك ملخبط
( محمود عماد )

أحبّ محمود عماد امرأة ضخمة من ذوات المآكم الضخمة فقال فيها :
أمنطاد كيــــانك يـا حبيبي
أم أنك قد طُويـت على كثيب ؟
***
مثلث بحـــيـّز الأرض يكفي
ليمرح فيه أكــثـر من حبيب
***
أحبك قطعة مـــن بعد أخرى
وإلا احتجت فيـــك إلى قلوب
***
يهون الحب تقـــسيطا بجسم
نأى فيه الشمــال عن الجنوب
***
يدور عليك عـــند الصبح قلبي
فيفرغ منك فـــي وقت الغروب
***
أتمشي أم تتدحــرج لست أدري
فحقك أن تسيـــر على قضيب
***
إذا بلد حللـــــت به خصيب
فما هو بعد بــــالبلد الخصيب
( أحمد شوقي )
كانت لأمير الشعراء شوقي مداعبات مع صديقه د. محجوب ثابت ، ومن ذلك أن محجوبا أستبدل بحصانه ( مكسويني ) سيارة حديثة فنظم شوقي قصيدة يعزّي الحصان ويداعب محجوبا :
أدنيا الخيل يــا مكسي
كدنيا النــاس غدّارة ؟
***
لقد بُدّلــت يــا دهر
من الإقبــال إدبـاره
***
فصبرا يا فــتى الخيل
فنفس الـحـرّ صبّاره
***
أحق أن مـــحجوبا
سلا عنك بــفخاره ؟
***
وباع الأبـــلق الحرّ
( بأوفر لاند ) نـعّاره ؟
***
قد أخــتار لك الشّلح
وما كنت لتـــختاره
ويصف براغيث ( محجوب ( بقوله :
براغيث محـجوب لم أنسها
ولم أنس ما طعمت من دمي
***
تشقّ خراطيــمها جوربي
وتنفذ في اللــحم والأعظم
***
ترحب بالضيف فوق الطريق
فباب العـــــيادة فالسّلم
***
قد انتشـــرت جوقة جوقة
كما رُشّـت الأرض بالسمسم
( عبد السلام شهاب )

داعب الشاعر الفكاهي عبد السلام شهاب صديقه الشاعر الدمياطي محمد مصطفى الماحي مشتاقا إلى بطّه الدمياطي اللذيذ فقال :
قد سمعنا عن بطكم ما سمعنا
فأكلنا بالأذن حـــتى شبعنا
***
يا أبا مصــطفى عليك سلام
أفيرضيك أن شبـعت وجعنا ؟
***
وسع الناس كلهم بطّك النّاضج
دهنا ، لكــــنه لم يسعنا ؟
ويتّسع الحديث ويطول ويمتد إذا استعرضنا ألوان الشعر الفكاهي المعاصر ، ولكنها لمحات تصوّر تلك الرّوح الفكهة التي كانت سائدة بين الأدباء والظرفاء والتي كانت تخفف من عناء الحياة ومتاعبها ، فتطبع حياتهم بطابع المرح والتفاؤل وحبّ الحياة .[/justify]
( محمد رضوان / مصر )


* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )
قديم 02-14-2020, 05:53 PM
المشاركة 2
بتول الدخيل
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الشعر الحلمنتيشي
موضوع جميل وفكره جميلة استاذي محمد

باقة ود

تدري وش صاب الخفوق!!..فيه بعض آثار شوق..وبه جروح وبه حروق..وبه سوالف لو تروق!!.وبه نزيف بالحنايا ..من فراقك .. يا هوى قلبي الصدوق

قديم 02-15-2020, 11:39 AM
المشاركة 3
ممدوح الرفاعي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: الشعر الحلمنتيشي
المحترم الأستاذ محمد تعريف جميل لهذا الشعر وتوضيح جيد فكثيرا ما نسمع كلمة حلمنتيشي على سبيل التعبير عن عدم فهم مايقال لنا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الشعر الحلمنتيشي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشعر فيصل أحمد الجعمي ومضات شعرية 9 06-27-2021 10:31 PM
قوافل الشعر عبدالفتاح الصيري منبر الشعر العمودي 3 08-04-2019 03:24 AM
ما الشعر ؟ عمر مسلط منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 12-29-2013 12:02 PM
الشعر أمل سليمان إبراهيم منبر الشعر العمودي 1 10-16-2013 12:59 AM
من الشعر العالمي عبدالله باسودان منبر الآداب العالمية. 4 04-25-2013 02:18 PM

الساعة الآن 03:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.