قديم 01-27-2015, 03:35 PM
المشاركة 51
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قال الشيخ صالح أل الشيخ في كتابه : المصطلحات وأثرها على العلم والثقافة والرأي العام:

لفظ الديانات السماوية لا أصل له في الشريعة، ولا أصل له في كلام أحد من كلام أهل العلم، وإنما الدين السماوي واحد ?إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ?[آل عمران:19] وحتى بعض الخاصة بعض طلبة العلم راج عليه ما يوجد في الجرائد والمجلات وفي الإعلام الديانات السماوية الثلاثة.الدين السماوي واحد ?إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ?، ?وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ[آل عمران:75] وإنما هذه شرائع سماوية مختلفة هذه ملل مختلفة أما الدين لفظ الدين إنما هو واحد، ولا يمكن أن ينسب إلى السماء إلا دين واحد وهو دين الإسلام، أديان الله الثلاثة وليس كذلك، دين الله واحد وهو الإسلام لهذا قال جل وعلا: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا?[المائدة:48]، وقال :مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا.. يعني اليهودية المحرفة ..وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا?[آل عمران:67] وقال :هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ [الحج:78].

انتهى .

قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله
في الهامش من كتابه الإبطال لنظرية الخلط بين دين الاسلام وغيره من الاديان ص45 :


(( ومما شاع خطأ : قولهم : « الأديان السماوية » وإنما هو : « الدين السماوي »

قديم 01-27-2015, 04:04 PM
المشاركة 52
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
احييكم على هذا الحوار الشيق والنفس الطويل والصبر على الحوار الموضوعي البعيد عن التشنج والانفعال.

للاسف لم اتمكن من قراءة كل شيء ولكني اتصور ان فكرة الحوار الاصلية واضحة وهي رفض كل ما ياتي من الغرب خاصة في النطاق الفكري ..وهذا الطرح مصيبة للاسباب التالية:

- ان الفكر والثقافة والحضارة عملية تراكيمة يشترك فيها الناس من كل مكان وكل امة تضيف الى هذا التراكم الثقافي شيء في الزمن الذي تشهد فيه تلك الامة ازدهارا ثقافيا وحضاريا ولذلك لا يمكن القول بأن الفكر الغربي هو ملك الغرب بل هو ملك انساني ولا يعيب احد ان يأخذ منه.

- في مرحلة زمنية معينة كان دور العرب المسلمين في المساهمة في اضافة لبنة مهمة الى صرح الثقافة العالمية والتراكم الثقافي والحضاري العالمي وذلك حينما تولى المسلمون ترجمة الفلسفة اليونانية واضافوا اليها.

-بينما كان الغرب وعلى رأسهم اوروبا يغرقون في ظلمات العصور الوسطى كان العرب المسلمون يلعبون دورا تنويريا مهما وحاسما ولم تستفق اوروبا من الظلام الا بعد ان اخذت عن فلاسفة المسلمين خاصة ابن رشد فكان فكره هو الذي اشعل النهضة.

- هناك الكثير من المؤشرات التي تشير الى ان الغرب حقق حاليا قفزة هائلة في التطور الحضاري ومن ذلك، دون حصر ، عدد الاختراعات التي تظهر يوميا في الغرب بينما يغرق الشرق العربي تحديدا وليس الهندي مثلا في ظلام اشبه بظلام العصور الوسطى ولنفس السبب الذي اوقع اوروبا في الظلام في العصور الوسطي وهي الاخذ بالنقل وتسفيه العقل وكانه تم تبادل الادوار.

- ان التطور الثقافي الغربي ليس حكرا او ملكا لهم ولولا العرب المسلمين لما وصلوا الى ما وصلوا اليه وعليه فان الاخذ مما لديهم امر طبيعي وعكس ذلك عزلة واستمرار لعصر الظلام خاصة انه لا خشية ابدا من ان يؤثر الفكر الغربي على اصول الفكر الشرقي المتين وعلى الاغلب ان الذي سيحصل هو اخذ ما هو نافع مما وصل الىه الغرب من تطور حضاري ولفظ ما هو غث وضار.

- وعلى الاغلب ان الذي سيحدث من خلال هذا التفاعل هو يقظه عربية اسلامية ستؤدي الى استعادة العرب المسلمين دورهم في التطوير الحضاري بعد ان ينهضوا من كبوتهم ومن الظلام الذي اوقعوا به انفهسم بعد ان غيبوا العقل لفترة طويلة بدأت مع موت ابن رشد.

قديم 01-27-2015, 04:37 PM
المشاركة 53
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قبل العودة للإجابة على السؤال المطروح بخصوص حياتنا الفكرية قبل الحملة الفرنسية
أنقل كلاماً للعلامة محمود شاكر من كتابه أباطيل وأسمار .. لعله يعبر عن لسان حال كل متألم على وضع أمتنا
الإسلامية بين الأمم :
«ولهذه الفصول غرض واحد وإن تشعبت إليه الطرق. وهذا الغرض هو ما قلت للأخ الصديق الأستاذ محمد عودة: هو الدفاع عن أمة برمتها، هي أمتي العربية الإسلامية، وجعلت طريقي أن أهتك الأستار المسدلة التي عمل وراءها رجال فيما خلا من الزمان، ورجال آخرون قد ورثوهم في زماننا وهمهم جميعاً كان: أن يحققوا للثقافة الغربية الوثنية كل الغلبة على عقولنا، وعلى مجتمعنا، وعلى حياتنا، وعلى ثقافتنا، وبهذه الغلبة يتم انهيار الكيان العظيم الذي بناه آباؤنا في قرون متطاولة وصححوا به فساد الحياة البشرية في نواحيها الإنسانية والأدبية والأخلاقية والعملية والعلمية الفكرية وردوها إلى طريق مستقيم علم ذلك من علمه وجهله من جهله»

قديم 01-28-2015, 02:08 PM
المشاركة 54
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
النهضة العلمية للأمة قبل مجيء الحملة الفرنسية
على مصر هي من ضمن أسباب مجيء الحملة!



درج المدجنون على تلقين أبناء المسلمين في مراحل التعليم المختلفة
أن الحملة الفرنسية على مصر حفظها الله من كل كيد كانت تنويرية!!
فتحت مصر على العالم الخارجي (الغرب خصوصاً) وكانت البداية لانفتاح سائر الدول العربية والإسلامية على العالم الغربي..
لكن جاء العلامة محمود شاكر ليفجر المفاجأة المدوية عن تلك الحقبة
المنسية ..ماقبل مجيء الحملة ليكشف عن وجود نهضة علمية شاملة
اجتاحت الأمة على يد علماء أفذاذ كل في مجاله .. ففي أصول الدين
ظهر ابن عبد الوهاب لينهض بعلم التوحيد والعقيدة وينفي عن الأمة
خبث الشرك والدجل والخرافة.. وظهر الزبيدي صاحب تاج العروس لينهض بعلم اللغة العربية.. وظهر البغدادي صاحب خزانة الأدب وظهر كذلك الجبرتي الكبير نقل عنه الشيخ محمود شاكر :
((الجبرتي الكبير كان فقيها حنفياً كبيراً نابهاً عالماً باللغة، وعلم الكلام، وتصدر إماماً مفتياً وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، ولكنه في سنة (1144هـ - 1731م) ولى وجهه شطر العلوم التي كانت تراثاً مستغفلاً على أهل زمانه، فجمع كتبها من كل مكان ، وحرص على لقاء من يعلم سر ألفاظها ورموزها، وقضى في ذلك عشر سنوات (1144- 1154هـ)، حتى ملك ناصية الرموز كلها، حتى النجارة والخراطة والحدادة والسمكرة والتجليد والنقش والموازين، وصار بيته زاخراً بكل أداة في كل صناعة يستفيدون من علمه، ومارس كل ذلك بنفسه ..))

ثم يذكر الشيخ محمود شاكر أمراً هاماً جداً له دلالته المدوية..

قال رحمه الله ناقلاً عن تاريخ الجبرتي : (( وحضر إليه (أي والده الجبرتي الكبير) طلاب من الإفرنج وقرأوا عليه علم الهندسة، وذلك في سنة (1159هـ - 1746م) وأهدوا إليه من صنائعهم وآلاتهم أشياء نفيسة، وذهبوا إلى بلادهم ونشروا بها العلم من ذلك الوقت وأخرجوه من القوة إلى الفعل واستخرجوا به الصنائع البديعة مثل طواحين الهواء، وجر الأثقال، واستنباط المياه، وغير ذلك))
الحقيقة المدوية يا سادة أننا كنا قاب قوسين أو أدني من محازاة
النهضة العلمية في الغرب في وقتها .. وكدنا نتساوى لولا مجيء
حملة الفتى الصليبي الماكر بونابرطة !
والتي جاءت من أجل قمع تلك النهضة التي بدت في الأفق وتناقلتها أجهزة الاستشراق والتجسس للغرب الصليبي الذي لم ينس أحقاد الماضي .. وظل يراقب الأمة من طرف خفي .. حتى إذا لاحت عليها بوادر نهضة ما جاء ليقضي عليها..
جاء بونابرت المتنور (وهو ماسوني من الدرجة33 ) لينسف المكتبات ويسرق المخطوطات ويقتل طلاب العلم وليغير شريعة
البلاد بقوانينه الوضعية والتي من أجلها جلب المطابع !
كان الهدف محو الهوية الإسلامية ومسخها بهوية غربية .. أي تدجين الأمة ليسهل فيما بعد استعبادها ..
جاء بالعلماء لينبشوا في أثار الأمم السابقة على الإسلام كي يسهل ذبذبة المصريين المسلمين بين عقيدتهم وبين عقائد أجدادهم الأقدمين الوثنيين ..
ومن هنا نفهم سر دعوة الماسوني جمال الدين الأفغاني
فيما بعد لعوام الشعب بأن يثوروا على كل الغزاة الوافدين حتى العرب المسلمون وأن يعودو إلى أصولهم الفرعونية ..
تاريخ طويل ومرير غفل عنه كثير من أبناء هذه الأمة ..وضع عليه الشيخ العلامة محمود شاكر مبضع الجراح الحاذق ليستأصل به ورم التغريب الخبيث من بين لحم ودم هذه الأمة..ولحمها ودمها دينها و تراثها ..

قديم 01-28-2015, 04:36 PM
المشاركة 55
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الشكر للأستاذ أيوب صابر على المداخلة و المتابعة لهذا الموضوع الذي يكتسي أهمية بالغة جدا ، و نحن هنا إذ نتحاور فنحن لا ننفي المقصد الشريف والنية الحسنة لكل المتدخلين ، بل نريد من الموضوع أن يكون موسعا قدر الإمكان و تظهر الصورة كلية و ليس بعضا من الصورة فقط ، و هذا بالضبط ما جعلني أدخل إلى الحوار ، فمن السهل أن يأتي الفرد بوجهة نظر واحدة و يبني عليها موضوعا لكنه يبقى رؤية خاصة ، و الحوار من حسناته أنه يبين المواقف و يبحث عن أسباب المواقف ، و يقرأ النتائج ، بعيدا عن التوغل في الطائفية أو المذهبية أو تقديس الرأي الذي ينجم عنه بعض التشاحن ، الذي ننأى بهذا المنبر أن يكون موطن تنازع و تنابز ، فهذا المنبر شهادته الأسمى الاعتدال و الابتعاد عن شخصنة الحوار أو السعي لاطلاق أحكام قيمة ، فمهما بدا فيما تقدم من وجود بعض الاختلاف الطبيعي في الرأي فهذا لا ينفي المقصد الشريف لكل المتدخلين . فكلنا في الأخير مسلمون لنا غيرة على أمتنا .
من حق أي شخص أن يتبنى موقفه الذي يراه سالما ، لكنه أيضا يحاول قدر الإمكان أن يبتعد عن رجم اجتهادات الآخرين إذ لكل اجتهاد في زمن معين ظروفه التي يصعب استحضارها كليا .
الآن وصلنا إلى صلب الموضوع الأساس ، و هو قراءة مرحلة مهمة من تاريخنا الذي نعتز به و إلا كنا من أهل العقوق ، كل هؤلاء الذين حاولوا في تلك المرحلة لهم نصيبهم من الصلاح و لهم نصيبهم من الأخطاء ، و ليسوا على كل حال من أهل العصمة ، فلذلك أرجو أن تكون المداخلات مركزة جيدا لعلنا نصل في نهاية الحوار إلى بسط الموضوع بكثير من المهنية ، و بما أمكن من الحيادية ، و اجتناب الأحكام المطلقة ما لم يكن ذلك ضروريا . و بذلك نكون قد وضعنا هنا وثيقة مرجعية يرجع إليها من يبحث في الموضوع ونسأل من الله التوفيق والسداد .

و الشكر يبقى للأستاذ عمرو مصطفى على اختياره للموضوع وتنشيطه بمداخلاته القيمة .

قديم 01-28-2015, 06:13 PM
المشاركة 56
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
في لحظة وفاة الشيخ محمد عبد الوهاب كان المغرب قد تولى فيه الملك " المولى سليمان " الحكم و عمره إذ ذاك 25 سنة ، وكان فقيها عالما ، و توفي قبل احتلال الجزائر أي في سنة 1822 للميلاد ، و قضى في الحكم حولى 32 سنة أي أنه عاصر الحركة الإصلا حية لمحمد بن عبد الوهاب و كذلك الحملة الفرنسية على مصر ، فوحد البلاد وأخضع القبائل التي ثارت على الحكم المركزي إثر تنازع أفراد من العائلة الملكية الحكم .
خلاصة القول في الإصلاح الديني للملك سليمان ، فمنذ توليه الحكم كان مهتما بالإصلاح الديني نظرا لكونه عالما بشؤون الدين وكان الأقرب من أبيه الذي كان بدوره عالما فنجد في نص البيعة التي كتبها علماء "القرويين " جامعة بفاس ما يلي :" .... فتى نشأ في عفة و صيانة، و مروءة و ديانة، و عكوف على تحصيل العلم الشريف..." وكان يحضر الدروس في جامع القروين بل له العديد من المؤلفات .

وكان الملك السعود بن عبد العزيز وجه رسائل إلى ملوك الدول الإسلامية يبين فيها و يدعوا فيها إلى تبني الدعوة الإصلاحية في عام 1226 للهجرة و كان محمد بن عبد الوهاب قد توفي وقتئذ 1206هجرية ، فكان من الملك سليمان يرحمهم الله جميعا أن أرسل علماء المغرب يتعرفون على الدعوة الإصلاحية في وفد ذهب لحج بيت الله الحرام برئاسة
القاضي أبو إسحاق إبراهيم الزداغي . و تضمن أيضا الفقيه أبو الفضل العباسي بن كيران . والفقيه المولى الأمين بن جعفر الحسيني الرتبي. والفقيه محمد العربي الساحلي . فاستقبلوا من طرف الملك المصلح و أضع هنا نصا في الموضوع عن هذا اللقاء في كتاب الاستقصا : "
"وبلغنا أنكم تمنعون من زيارته صلى الله عليه وسلم وزيارة سائر الأموات مع ثبوتها في الصحاح التي لا يمكن إنكارها، وقال: معاذ الله أن ننكر ما ثبت في شرعنا. وهل منعناكم أنتم لما عرفنا أنكم تعرفون كيفتها وأدبها؟ وإنما نمنع منها العامة الذين يشركون العبودية بالإلوهية ويطلبون من الأموات أن تقضي لهم أغراضهم التي لا تقضيها إلا الربوبية "

ولما رجع وفد العلماء و أثبتوا للسطان أن الحركة الإصلاحية هي من صميم السنة كتب رسالة في الموضوع وتبنى جوهر الدعوة الإصلاحية مع اختلاف الأسلوب . حيث ركز كثيرا على الإصلاح التربوي

يقول الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله مجملا ما قالته المصادر التاريخية في هذا الباب في العبارات المركزة التالية :
«ولم يفته –أي المولى سليمان- دعم النشاط الثقافي، بتشجيع العلماء، وبناء نحو ثلاثين مدرسة بالحواضر والبوادي، وجلب المؤلفات من الشرق، والإسهام شخصيا في حركة التأليف والتكوين العلمي، فحفظ أشعار العرب، مع صحاح الحديث وأمهات الكتب، تركيزا للملكة العلمية، بدلا من الانكباب على المختصرات التي تحجز الفكر، وكان من دعاة السلفية التي تستمد من الكتاب والسنة تلك الإشراقة اللماعة التي تطبع الروح الإسلامية ببساطتها ونصاعتها وصفائها».

فمن هذا الجانب كن مطمئنا أستاذي الفاضل ، فلا أحد ينكر دعوة الإصلاح ، لكن لماذا احتاجت الأمة إلى الإصلاح هنا ستعرف ما بلغته الأمة يومها من اضمحلال لبناتها وهيكليتها .

المولى سليمان إيمانا منه بالإصلاح داخل البيت طبق سياسة الاحتراز ، و قاطع الغرب و خاصة الفرنسيين الذين كانوا يستعدون لغزو المغرب و تمركزت جيوشهم في إسبانيا ، فأغلق البلاد في وجه أوربا و تجارها و بضائعها و أوقف تصدير المنتجات المغربية إليها .

يتبع .

قديم 01-31-2015, 12:47 AM
المشاركة 57
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جاءت المحاولة الثانية للإصلاح في المغرب عقب تولي السلطان مولاي الحسن الأول الحكم في 1873 للميلاد 51 سنة على وفاة المولى سليمان ، هذه الفترة عرفت احتلال الجزائر في سنة 1830 كحدث قوي زلزل المنطقة بأكملها و أبان عن الضعف الهائل الذي يعتري الأمة ، فاضطر المغرب للحرب نصرة للأمير عبد القادر الجزائري الذي تربطه علاقة بيعة بالسلاطين المغاربة عندما هاجمته فرنسا عام 1844 ، وكان هذا التاريخ مفصليا حيث انهزم المغرب أمام فرنسا هزيمة مدوية ، أشرت على الفارق الكبير بين القوة شمال المتوسط و جنوبه ، فإذا كانت معركة واد المخازن أجهزت على القوات البرتغالية في عهد عبد الملك السعدي و اكتسب المغرب مهابة كبرى أخرت الأطماع الاستعمارية ، فمعركة إسلي كشفت عن تغير موازين القوى بين الماضي والحاضر ، هذه المعركة أبانت عن عدم نجاح السياسات الإصلاحية التي انتهجها المغرب ، وفرضت شروط قاسية على المغرب وقتها في معاهدة للامغنية ، منها تعوضات قاسية و عدم مساندة المقاومة الجزائرية واقتطاع أجزاء من أرضه كما اضطر المغرب أيضا إلى توقيع معاهدة مع اسبانيا بشروط مجحفة بعد هزيمته في حرب تطوان أمام اسبانيا 1862 .
في المحاولة الإصلاحية الثانية التي تمتد من هزيمة تطوان قام المغرب بإرسال بعثات إلى العديد من الدول و قام بتحديث الإدارة و الجيش و حاول السلطان تدارك الفارق بين المغرب و أوروبا الاستعمارية لكن الشروط المجحفة في المعاهدات أدت إلى السيطرة على اقتصاد المغرب و هذا ما أدى به إلى الوقوع تحت نظام الحماية الإستعماري في 1912 .

خلاصة القول :
محاولات الإصلاح الأولى : كان الجزء الأكبر منها متوجها إلى الإصلاح الديني .
محاولة الإصلاح الثانية غلب عليها الطابع العسكري والتقني و محاولة تحديث الإدارة .


بعجالة هذه أهم محطات الإصلاح في المغرب قبل استعماره .

وفي الجزء الموالي سأحاول أن أتناول تقهقر الدولة العثمانية . لكن قبل ذلك لي بعض الملاحظات حول مداخلتك .

ورد النص التالي في مداخلتك :

((الجبرتي الكبير كان فقيها حنفياً كبيراً نابهاً عالماً باللغة، وعلم الكلام، وتصدر إماماً مفتياً وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، ولكنه في سنة (1144هـ - 1731م) ولى وجهه شطر العلوم التي كانت تراثاً مستغفلاً على أهل زمانه، فجمع كتبها من كل مكان ، وحرص على لقاء من يعلم سر ألفاظها ورموزها، وقضى في ذلك عشر سنوات (1144- 1154هـ)، حتى ملك ناصية الرموز كلها، حتى النجارة والخراطة والحدادة والسمكرة والتجليد والنقش والموازين، وصار بيته زاخراً بكل أداة في كل صناعة يستفيدون من علمه، ومارس كل ذلك بنفسه ..))

هذا النص يجيب بالطبع عن الحالة التي كانت عليها الأمة في تاريخ الجبرتي الأب إذ يؤكد بشكل صريح أن الأمة أهملت العلوم ، فحاول إحياءها .

النص الثاني :
(( وحضر إليه (أي والده الجبرتي الكبير) طلاب من الإفرنج وقرأوا عليه علم الهندسة، وذلك في سنة (1159هـ - 1746م) وأهدوا إليه من صنائعهم وآلاتهم أشياء نفيسة، وذهبوا إلى بلادهم ونشروا بها العلم من ذلك الوقت وأخرجوه من القوة إلى الفعل واستخرجوا به الصنائع البديعة مثل طواحين الهواء، وجر الأثقال، واستنباط المياه، وغير ذلك))

هذا النص يؤكد على حقيقة المجتمع المعرفي و العلمي في الغرب ، فهم يبحثون عن العلوم كيفما كانت وأنا وجدت ، كما يفعلون إلى اليوم وهم الذين يستغلون طاقاتنا وكفاءاتنا بينما لا نزال ننقاش هنا ، أنأخذ منهم أو ننغلق .



تقول نقلا عن الشيخ محمود شاكر :

"الحقيقة المدوية يا سادة أننا كنا قاب قوسين أو أدني من محازاة
النهضة العلمية في الغرب في وقتها .. وكدنا نتساوى "

هذه جملة مبالغ فيها بل هي مجرد تمني ، و لا يوجد ما يعززها في الواقع من القرن الثامن عشر بل قبله إلى اليوم ، فالجامعة في أوروبا بدأت فيها العلمية في القرن السادس عشر . بينما لم نعتمد نحن الجامعة الحديثة إلا في أواخر القرن التاسع عشر مع محمد عبده و الأفغاني .


وشكرا

قديم 01-31-2015, 04:17 AM
المشاركة 58
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحييكم جميعا أولا على النقاش المثمر ..
ولو أنى لاحظت فى بعض الأحيان أن الحوار يتشعب خارج نقطة النقاش الرئيسية ,,
وحتى لا يطول الخلاف فى نقطة التقدم التكنولوجى والتى هى جزء بسيط من التقدم الحضاري فنقول
أن التقدم التكنولوجى ليس فيه مجال للصراعات الحضارية أصلا حيث أن مختلف الحضارات تدين لبعضها البعض فى التقنية والتقدم العلمى ومن العبث ــ كل العبث ــ اعتبار التقدم التكنولوجى تقدما حضاريا فى المجمل بغض النظر عن الجانب الفكرى ,
كما أنه من العبث أيضا المقارنة ومحاولة التفاضل على أساس التقدم التكنولوجى , لأنه كما سبق القول هو أدوار متبادلة عبر التاريخ فكما تقدم الأوربيون فى البداية قبل الإسلام ثم انتكسوا جاء العرب بالإسلام فتقدموا وأهدوا الغرب بالمقابل أساسيات علمية لا زالت قائمة لليوم فى الطب والفلك وعندما تراجع التقدم العلمى العربي تقدم الغرب فقدم لنا المستجدات العلمية .. وهكذا دواليك

فرجاء لا داعى للإغراق فى تلك النقطة فهى دائرة مفرغة

أما أصل النقاش ..
فهو المعنى الحقيقي للحضارة والمقصود به التقدم الفكرى والعقائدى والأدبي , فهذا هو المقياس الباقي منذ آلاف السنين , وهذا هو ما تتفاخر به الأمم
ووجهة نظرنا قائمة على أن الحضارة الإسلامية الفكرية تبز غيرها فى هذا المجال , ليس فقط بسبب نزول الإسلام فى أرضها وانتشاره منها ــ فهذه هبة إلهية ــ ولكن لأن المسلمين قدموا تراثا فكريا على مبانى الكتاب والسنة يعتبر أكبر موروث حضاري للبشرية كما وكيفا

ونقطة خلافنا الرئيسية مع من يناصر الفكر الغربي من المسلمين والعرب أنهم مسخوا أنفسهم بالفكر الغربي واعتبروا أنفسهم سفراء للتغريب فى بلادنا منذ القرن التاسع عشر ..
ولهذا فهنا لفت نظرى قول الأخ ياسر على ..
"الحقيقة المدوية يا سادة أننا كنا قاب قوسين أو أدني من محازاة
النهضة العلمية في الغرب في وقتها .. وكدنا نتساوى "
هذه جملة مبالغ فيها بل هي مجرد تمني ، و لا يوجد ما يعززها في الواقع من القرن الثامن عشر بل قبله إلى اليوم ، فالجامعة في أوروبا بدأت فيها العلمية في القرن السادس عشر . بينما لم نعتمد نحن الجامعة الحديثة إلا في أواخر القرن التاسع عشر مع محمد عبده و الأفغاني .


فهو يعتبر النهضة بدأت مع محمد على والأفغانى ..
ولا أدرى هل تقصد النهضة العلمية أم الفكرية
فذكرك للأفغانى ومحمد عبده يشير للجانب الفكرى ولهذا سأرد فى تلك النقطة
ففي الوقت الذى تعتبر فيه الأفغانى وعبده علامة للنهضة الفكرية أعتبرهما ــ وفق مقياس المفكرين المسلمين المشتهير المتصدين للتغريب ــ من علامات تراجع النهضة الفكرية الإسلامية

والحقيقة وبدون الخوض فى التفاصيل أحب أن أنبه لمشكلة عويصة جدا نقع فيها نحن الشباب من المثقفين
هذه المشكلة هى أن كثيرا منا تأثر بشدة من حملات الإعلام الضخمة منذ الستينيات والتى روجت بشكل مبالغ فيه لثقافة العلمانيين والعصرانيين الذين أحيوا فكر المعتزلة
وتمت صناعة المسلسلات والأفلام والألقاب المفخمة لبعض الشخصيات التى قد لا تساوى مثقال ذرة فى الفكر أو العلم كسلامة موسي مثلا ومثل نصر أبو زيد أو فرج فودة !
أو قد تروج للمبتدعة ومقلدى المستشرقين مثل طه حسين وأحمد لطفي السيد وهكذا سمعنا من يقول عن طه حسين أنه عميد الأدب وعن لطفي السيد أنه أستاذ الجيل وعن محمد عبده أنه الأستاذ الإمام وهكذا وهكذا !!
مع أنك لو سألت واحدا ممن يرددون هذه الألقاب لهؤلاء الناس عن كتاب واحد أو مؤلف واحد له أثر فكرى فلن تجد منه إجابة على الإطلاق
والسبب الرئيسي أن المرددين من الشباب مجرد مقلدين لم يقرئوا لهؤلاء الناس أصلا
وأكاد أجزم أنهم لو طالعوا فكرهم لتراجعت وجهة نظرهم تماما لأن فكر هؤلاء القوم مرفوض رفضا باتا من كل صاحب عقيدة سليمة

وفى نفس الوقت الذى روج الإعلام فى مصرنا لطه حسين والأفغانى ومحمد عبده قام بإهمال أبطال الفكر الإسلامى الحقيقي وردم سيرتهم حتى جهلهم سائر المثقفين كبارا وصغارا إلا قلة بسيطة نقبت وفتشت فقرأت لهؤلاء العمالقة مثل محمود شاكر وشقيقه العلامة أحمد شاكر والشيخ الشنقيطى ورشيد رضا وغيرهم

الخلاصة ..
أرجو من الأخ ياسر على أن يعيد التفكير فى مسألة تقليد التعظيم لأسماء دأب المتغربون على تعظيمها كما أدعوك أخى الحبيب ياسر أن تتأمل فى طبيعة أولئك الذين يؤيدون أفكار محمد عبده وطه حسين وأمثالهم
لو أنك تأملتهم ستجد أنصارهم من عتاة العلمانية فى مصر مثل جابر عصفور وعبد المعطى حجازى وفرج فودة ومن على دربهم ..
النقطة الثانية :
أنت تقول بأن محمد عبده والأفغانى لهم نهضة فكرية فهل لك أن تسرد لى فى نقاط مختصرة إنجازات فكر محمد عبده مثلا وتخبرنى عن الأفكار التى كان يدعو المسلمين أن يطبقوها ؟!
وهل أنت مع هذه الأفكار أم لا ..

قديم 01-31-2015, 12:00 PM
المشاركة 59
ابو ساعده الهيومي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الاساتذة الافاضل
بعد ان قراءت محاورتكم والتي قدمت لي الكثير خطرت على بالي هذه التسالات والتي قد تقدم شيء ولو بسيط للموضوع
1-هل الغرب وماوصل اليه من فكر وانجاز كان القصد منه محو الثقافات الاخرى ومحاربتها او هي محاوله جادة للبحث عن طريق يعيش فيه الجميع بسعادة وامان ؟
2- ولماذا الشرق حاول تقليد حضارتهم رغم مالديه من تراث انساني عظيم ؟
3- لقد افتخر الصيني --- سكان الهلال الخصيب --- المصريون --- الاغريق --- الرومان --- المسلمون --- سكان شبه جزيرة ليبريا --- "من قبل ولم يحسوا بهذا الشعور الان "" !!
ا4- هل الحضارة حطت الان رحالها في الشمال لانها تبحث عن تربه وهواء ينسجم معها ؟
5- وهل تغادر ولن تتردد اذا تلوث هذا الهواء او هذه التربة !!؟

قديم 02-01-2015, 02:27 AM
المشاركة 60
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بالأخ أبو ساعدة الهيومي .

حقيقة أثرت مجموعة كبيرة من النقاط ، وهنا لا نقدم إجابات مطلقة عن أي سؤال بل نقدم قراءة للحدث أما الإجابة في الأخير هي رأي يحتمل الصواب والخطأ في قضايا الفكر .

الغرب فيه مفكرون من كافة الأصناف ، و إن تحدثت عن الهدف الأسمى لما يؤطر السياسة الغربية هو الحفاظ على هيمنتها على العالم بكل الطرق المتاحة و منها كسر شوكة كل الحضارات المنافسة و من بينها الحضارة الإسلامية .

الشرق ليس فيه مقلدين فقط ، بل فيه كل الأصناف لكنها تفتقد الحد الأدنى من الالتزام بمشروع و رؤية واضحة لصياغة خطة العمل .

الشعور بفخر الانتماء لا يمنع النقد الذاتي ، دون أن يتحول إلى جلد الذات و طمس الهوية و اعتبار الذات عاجزة .

الحضارة الآن في مفترق طرق و العالم مقبل على تحولات و تطورات و نقلات نوعية أخرى ، نتمنى أن يكون للأمة موطئ قدم حقيقي في هذه التحولات .

هذا رأيي البسيط و شكرا على مساهمتك و شكرا على المتابعة .


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: المدجنون.. سفراء الغرب الوثني.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رسالةٌ صفراء حمزه حسين ومضات شعرية 12 06-23-2022 07:05 PM
كتاب شمس العرب تسطع على الغرب. محمد أبو الفضل سحبان منبر رواق الكُتب. 12 04-25-2021 01:03 AM
حريق المسجد النبوي 654 هـ أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 4 07-28-2020 07:19 AM
المولد النبوي الشريف عبدالله علي باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 0 12-10-2016 07:59 PM
ماسه صفراء كأنها قطعه سقطت من الشمس تيمه الشمري منبر الفنون. 5 05-26-2011 11:39 PM

الساعة الآن 05:21 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.