مابتُّ أخشى أن تجفَّ محابري
ومدادها من فيض نبع مشاعري
:
أجمِلْ به مِن نبعٍ رافِدٍ للحرفِ الآسِرِ والشعرِ الجميل
تهنئةٌ قلبيةٌ مُستحقةٌ
بهذا الفوز وذاكَ الفيضِ الدّفَّاقِ من اللُّجينِ والنور
دُمتَ والألقَ مع أعينٍ ساحرةِ الاحوِرار

المركز الخامس

الشاعر / عبدالفتاح الصيري


الحوراءُ المنابرية

مابتُّ أخشى أن تجفَّ محابري
ومدادها من فيض نبع مشاعري

في رحلة الشوق المتيم بالعلا
أمضي بأجنحة الخيال الشاعري

والصبح يشرق في فؤادي والضحى
صبَّت ضياها في نهار بصائري

لو شئتُ يا دنيا لأغرقت المدى
شعراً تسير على العباب مواخري

تشدو حروفي للحياة وتصطفي
أبهى المعاني في ثنايا الخاطر

وتصوغ من حلي البديع قصيدةً
عصماءَ ترفل في البيان الساحر

تختالُ في زهوٍ لدى أترابها
حوراءَ تهمس لي: فديتك شاعري

سأخوض مضمار المنابر دونما
وجلٍ وأرجعُ دون أيِّ خسائر

أعددتها في الحال ثم دعوتها
هذا جوادك فامتطيه وسافري

حجّي منابر ما استطعت ويممي
شطراً إليها في صباحٍ باكر

طوفي بأرجاء المقام فإنها
في منهج الإجلال بعض شعائري

هي قبلةُ الأفكار معراجٌ إلى
شرف المعالي في المكان الطاهر

هي روضةُ الأفهام تنشرُ عطرها
وتبثُّ سحر جمالها للناظر

تُسقى بماءٍ سلسبيلٍ نبعه
في مُرتقى ذهن الأديب الماهر

في كلّ نادٍ ذكريات عطائها
نشرٌ تضمَّخ بالثناء العاطر

هي دوحة الآداب تحت ظلالها
عبقُ الأصالة وانبعاثُ الحاضر

هي صهوةُ الفجر المغيرِ على الدجى
في صدر جيشٍ ماله من آخر

جيشٍ بساحات الوغى أسيافه ال
أقلام تضرب في رقاب الكافر

جمعتت شتات ذوي الحجى واستخرجت
أصدافها من كل بحرٍ زاخر

فتحت نوافذها وأيقظت النُّهى
لولا منابرُ ما ارتقيتُ منابري

ولما صعدتُّ إلى المعاليَ شرفةً
ولكاد يُقطعُ في المواهب دابري

ولصارتِ الأقلام تبحت عن يدي
ويدي تفتش عن فمي وحناجري

أأغيبُ عنها؟-لست أقوى- إنما
حبُّ القطيعة من طباع الهاجر

أشتاقُها ما غبتُ عنها لحظةً
كأشدّ من شوق الثرى للماطر

شوقاً يطير مع النسيم كأنما
هوَ في سماء الودِّ ريشةُ طائر

فيها تذكرنا الفحولُ بمن مضى
وتعيدُ أمجاد الزمان الغابر

كالبحتري وابن الحسين وأنجمٍ
من شاعراتٍ في الأُلى كتماضر

يا من تحنُّ إلى لقائك مهجتي
وتسابق البشرى إليك نواظري

لا يسبقنَّك في الرهان فوارسٌ
وتخوضُ فيه على جوادٍ عاثر

كن أشجع الفرسان عند لقائهم
لا يحتفي بالنصر غيرُ الظافر

حييت مجتهدة رائعة
دكتورة ياسمين

ومبارك من القلب إلى أخي الشاعر الرائع عبد الفتاح فوزه

دمت مبدعا

ألف تحية