قديم 06-29-2014, 02:46 PM
المشاركة 1851
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

ان كانت زرقاء اليمامة حقيقة وليست اسطورة فهي يتيمة حتما فالايتام اصحاب بصيرة وبصر استثنائي ويمكنهم ان يروا ما لا يستطيع غيرهم رؤيته ولذلك يستغرب الناس دائما مواقفهم وقرارتهم التي تبدو غريبة للانسان العادي والذي لم تفجر مصيبة اليتم في ذهنه طاقات لا حدود لها كما يحصل عند اليتيم.

قديم 06-29-2014, 03:07 PM
المشاركة 1852
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جون دون (1572 م-1631 م) هو شاعرإنجليزي.زمن اعظم الشعراء الانجليز على الاطلاق يتيم في سن الرابعة.


كان جون دون
-واحداً من أبرز الشعراء الإنجليز في القرن السابع عشر ،
- وكاتباً لامعاً
- ما تزال إلى اليوم قصائده الغزلية وتأملاته الظريفة الساخرة والمريرة ، عادةً تثير الاهتمام .
- وكان إلى ذلك كاهناً وُصفت مواعظه بأنها كانت أفضل مواعظ القرن .
- فهي حقاً تفيض بالحكمة والنصح والأرشاد العمليين ، ترضي النفس والفكر في آن .
- كانت سيرة جون دون مثيرة ومشوقة .

نشأ وترعرع كاثوليكياً رومانياً ، ولكنه اعتنق مذهب الكنيسة الإنجليزية ورافق الإيرال .

سيرته
جون دون (21 يناير 1572—31 مارس 1631) هو شاعر إنجليزي، وواعظ عاش في عهد الملك الملك جيمس الأول وهوممثل للشعراء الميتافيزيقيون في تلك الفترة. اشتهرت أعماله جديرة بواقعيتها وأسلوبها الحسي ومنها سوناتا، شعر الحب والقصائد الدينية، والترجمة لاتينية، والقصائد الساخرة، والمرثيات، والأغاني، وهجاء والخطب. اشتهر لحيوية لغته والمجاز والابتكار، وخصوصا بالمقارنة مع شعر معاصريه.
على الرغم مواهبه الشعرية العظيمة، عاش في فقر لعدة سنوات، وأعتمد اعتمادا كبيرا على أصدقائه الأثرياء. في عام 1615 أصبح هو كاهن الكنيسة الأنغليكانية و، في 1621، تم تعيينه عميد كاتدرائية سانت بول في لندن.
النشأة

ولد جون دون في بريد ستريت في لندن، إنجلترا ، في عائلة كاثوليكية في الوقت الذي كانت فيه الكاثوليكية غير قانونية في إنجلترا.[2] و[دون] هو الطفل الثالث من ستة أطفال. كان والده، واسمه أيضا جون دون، من أصل ويلزي، والأمين العام لشركة تجار الحديد في لندن. وكان والد [دون] كاثوليكي محترم تجنب عدم جذب انتباه الحكومة خوفا من التعرض للاضطهاد بسبب عقيدته الدينية.

توفى والد دون في عام 1576، وترك لزوجته اليزابيث هيوود، مسؤولية تربية الأطفال. كانت اليزابيث هيوود، أيضا من عائلة كاثوليكية، هي ابنة جون هيوود، الكاتب المسرحي، وأخت جاسبر هيوود، المترجم واليسوعي. وهي حفيدة الشهيد الكاثوليكي توماس مور. هذا التقليد الاستشهادي ستستمر بين أقارب دون، فكثير منهم أعدموا أو تم نفيهم لأسباب دينية.على الرغم من الأخطار الواضحة، رتبت عائلة دون لدراسته بواسطة اليسوعيين، الذي قدموا له معرفة عميقة بدينه الأمر الذي جهزه لصراعات دينية أيديولوجية في زمنه] تزوجت والدة دون كم الدكتور جون سيمينجس، وهو أرمل غني لديه ثلاثة أطفال، بعد أشهر قليلة من وفاة والد دون]. في 1577، توفيت والدته، وتلاها اثنان من شقيقاته، ماري وكاترين، في عام 1581.

كان دون طالبا في قاعة هارت، الآن كلية هرتفورد ، أوكسفورد ، من سن 11 عاما. بعد ثلاث سنوات في جامعة اكسفورد تم قبوله في جامعة كمبريدج، حيث درس لمدة ثلاث سنوات أخرى.[7] كان غير قادر على الحصول على شهادة من كلا المؤسسين إما بسبب كاثوليكيته، حيث أنه لا يمكن أن يؤدي قسم تفوق المطلوب من الخريجين.[5]
في 1591 تم قبوله باعتباره طالبا في المدرسة ثافيس القانونية، وهي واحدة من الهيئات التابعة للمحكمة في لندن. في عام 1592 انضم إلى هيئة لنكولن، وهي واحدة من هيئات المحاكم [5]، حيث كان يشغل منصب المشرف على الاحتفالات الملكية. [2] كان شقيقه هنري أيضا طالب جامعي قبل اعتقاله في عام 1593 لايوائه قس كاثوليكي، ويليام هارينغتون، الذي خانه هنري تحت وطأة التعذيب. [2] تعرض هارينغتون للتعذيب بواسطة أداة الرف، وشنق ولكن ليس حتى الموت، ثم تعرض لنزع أمعائه وهو هي مات هنري دون في سجن نيوجيت من الطاعون الدبلي، مما أدى لام يبدأ جون دون في التشكيك في عقيدته الكاثوليكية.[4]
أثناء وبعد دراسته، أنفق دون جزءا كبيرا من ميراثه الكبير على المنساء، والأدب، وتزجية الفراغ، والسفر.[3][5] على الرغم من أنه لا يوجد سجل بالتفصيل على وجه التحديد، حيث سافر، فمن المعروف أنه سافر في جميع أنحاء أوروبا في وقت لاحق وحارب مع إيرل إسكس والسير والتر رالي ضد الأسبان في قادش (1596) والازور (1597)، وشهد خسارة سفينة القيادة الإسبانية، سان فيليبي. [1][4][8] وفقا لإسحاق والتون، الذي كتب سيرة دون فإنه في عام 1640 :
في سن 25 عاما كان على أتم الاستعداد للعمل في السلك الدبلوماسي الذي كان يسعى له.[8] عين السكرتير الأول لحارس الخاتم العظيم، السير توماس إجيرتون، وأقام في منزل إجيرتون في لندن، بيت يورك، ستراند القريب من قصر وايتهول، المركز الاجتماعي الأكثر تأثيرا في إنجلترا.

الزواج بآن مور

خلال السنوات الأربع التالية وقع في حب ابنة شقيق إجيرتون آن مور، وتزوجوا قبل عيد الميلاد [2] في 1601 ضد رغبات كل إجيرتون ووالدها، جورج مور، الملازم في الحصن. وهذا دمر حياته وأدى به إلى إقامة قصيرة في سجن فلييت، بجوار مع الكاهن الذي زوجهم، والرجل الذي كان بمثابة شاهد على زفافهم. أفرج عن دون عندما ثبت ان الزواج صحيح، وسرعان ما تمكن من تأمين الإفراج عن الاثنين الآخرين. يخبرنا التون أنه عندما كتب إلى زوجته ليقول لها عن فقدان منصبه، وانه كتب بعد اسمه : جون دون، آن دون، اون دون. ولم تصالح دون مع حماه حتى عام 1609، وتلقى مال الزواج.
بعد إطلاق سراحه، كان على دون أن يوافق على التقاعد في بيرفورد، ساري. [5] عمل على مدى السنوات القليلة التالية كمحام، واعتمد على ابن عم زوجته السير فرانسيس وولي في استضافته مع زوجته وأطفالهما. ولان آن دون كانت تنجب طفل كل سنة تقريبا، كانت هذه لفتة سخية جدا. رغم أنه يمارس القانون، عمل مساعدا لبمفلتير توماس مورتون، وكان في حالة من انعدام الأمن المالي المستمر، مع نمو الأسرة.[5]
أنجبت آن 12 طفلا خلال 16 عاما من الزواج (من بينهم اثنان ماتوا داخل الرحم، أنجبت عام 1617 آخر طفل لهم)، وأمضت معظم حياتها الزوجية إما حامل أو مرضعة. والعشر أطفال الذين ظلوا على قيد الحياة هم كونستانس، جون، جورج، وفرانسيس، لوسي (على اسم راعية دون لوسي، كونتيسة بيدفورد)، بريدجيت، ماري، نيكولاس، مارغريت واليزابيث. وتوفى فرانسيس، ونيكولاس وماري قبل بلوغ العشرة أعوام. في حالة من اليأس، أشار دون إلى أن وفاة طفل واحد من شأنه أن يعني أفواه أقل لإطعام، لكنه لم يستطع تحمل نفقات الدفن. خلال هذا الوقت كتب دون، ولكن لم ينشر، Biathanatos ، دفاعه عن الانتحار. [6] زوجته توفيت في 15 أغسطس 1617، بعد خمسة أيام من ولادة طفلهما الثاني عشر، الذي ولد ميتا. [دون حزن عميق لها، بما في ذلك كتابة ال 17 السوناتا. [5] لم يتزوج مرة ثانية، وكان هذا غير معتاد بالنسبة للوقت، خصوصا أن لديه عائلة كبيرة.

الوفاة
يعتقد أن مرضه الأخير كان سرطان المعدة. توفي يوم 31 مارس 1631 بعد أن كتب قصائد كثيرة في حياته (على الرغم من انها مخطوطة—فقصائده لم يتم طبعها ونشرها إلا بعد عامين من وفاته)، ولكن بعد أن ترك مجموعة من الأعمال مرتبطه بصراعاته العاطفية والفكرية. دفن جون دون في سانت بول، حيث شيد تمثال تذكاري له (منحوت من رسم له على كفنه)، مع كتابة منقوشة بالاتينية على الارجح ألفها بنفسه.

الأسلوب
اشتهر جون دون بالشعر الميتافيزيقي في القرن السابع عشر. يشير عمله إلى شهية كبيرة للحياة ملذاتها، كما عبر عن مشاعر عميقة. وفعل ذلك من خلال استخدام الاستعارات وخفة الظل والذكاء—كما رأينا في قصائد "الشمس المشرقة" و"خليط قلبي".
يعتبر دون أستاذ في الاستعارة الميتافيزيقية، وهو استعارة موسعة تجمع بين اثنين تختلف اختلافا شاسعا الأفكار إلى فكرة واحدة، وغالبا ما تستخدم الصور.[6] مثال على ذلك هو معادلته للعشاق مع القديسين في "تقديس". على العكس من الأوهام وجدت في الشعر الإليزابيثي الأخرى، وأبرزها Petrarchan الأوهام، التي شكلت clichéd المقارنات بين الأشياء أكثر ارتباطا (مثل وردة والحب)، كنسيتس ميتافيزيقية تذهب إلى عمق أكبر في المقارنة بين اثنين تماما على عكس الأجسام، على الرغم من أن بعض الأحيان في وضع شكسبير 'ق تناقضات جذرية والنقائض الداخل. واحدة من الأكثر شهرة من دون فإنه من الأوهام وجدت في A Valediction: Forbidding Mourning حيث كان يقارن بين المحبين الذين انفصلوا في الساقين اثنين من البوصلة.
وأعمال دون أيضا بارعة، وتوظيف دإط مفارقة، التورية، وبعد دقيقة ملحوظا القياس. قطعاته غالبا ما تكون ساخرة ومثيرة للسخرية، وخاصة فيما يتعلق بالحب والدوافع البشرية. أما المواضيع المشتركة من دون] قصائد هي الحب (وخصوصا في بداية حياته)، والموت (وخصوصا بعد وفاة زوجته)، والدين.[6]
يمثل شعر جون دون تحولا من الأشكال الكلاسيكية للشعر أكثر شخصية.[10] يحسب لدون متر الشعري، الذي كان تنظيما مع تغيير وإيقاعات خشنة التي تشبه كلمة عارضة (وكان لهذا أن أكثر تقليديا الذهن بن جونسون علق قائلا : "دون، من أجل الحفاظ على لهجة لا تستحق التعليق").[6]
بعض العلماء يعتقدون أن دون فإنه من الأعمال الأدبية تعكس الاتجاهات المتغيرة في حياته، مع الشعر والحب والهجاء من شبابه والمواعظ الدينية خلال السنوات التي قضاها في وقت لاحق. علماء آخرون، مثل هيلين غاردنر، والتشكيك في صحة هذا التاريخ—معظم قصائده التي نشرت بعد وفاته (1633). الاستثناء من هو صاحب هذه الذكريات السنوية التي نشرت في 1612، وبناء على الولاءات الناشئة مناسبات نشرت في 1624. خطبه كما مؤرخة، وأحيانا على وجه التحديد من قبل التاريخ والسنة.
عمله تلقى انتقادات كثيرة على مر السنين، ولا سيما فيما يتعلق مستواه الميتافيزيقي.[6] [دون خلفاء فوري في الشعر تميل إلى اعتبار أعماله مع التناقض، في حين أن شعراء الكلاسيكية الجديدة ينظر له كنسيتس عن إساءة استخدام المجاز. انه تم احياؤها لشعراء الرومانسية، مثل كوليردج والاحمرار، رغم أن الأخيرة أكثر احياء في أوائل القرن العشرين من الشعراء مثل اليوت تميل إلى تصويره باعتباره مضادا للرومانسية.[11]

قديم 07-02-2014, 03:43 PM
المشاركة 1853
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

تقول الشاعرة فاطمة ناعوت " كل كاتب يستطيع أن ينتزع منك كلمة «الله»، وأنت تقرأه، كل روائي ينتصر عليك فيهزمك ويجعلك تبكي أو تشرد في سقف الغرفة، كل شاعر يجعلك ترى الأشياء على نحو مختلف بعد الانتهاء من قراءة قصيدته، كل أديب يجعلك تسأل: كيف بنى الرجل هذه الجملة، هو بالضرورة كاتبٌ «داهية»." وانا اقول لها أحسنت الوصف والتعبير فهذه صفات الأيتام فلا بد ان يكون كل كاتب داهية يتيم حتما.

قديم 07-02-2014, 05:56 PM
المشاركة 1854
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جان كوكتو إبن الزمن الباريسي الجميل ... يتيم في سن التاسعة


بكل جنونه وثوراته والتباساته

(في ذكرى رحيله الخامسة والأربعين)

كوليت مرشليان
(لبنان)

رحل الأديب والشاعر والرسام والمسرحي والسينمائي المتعدد جان كوكتو منذ خمسة وأربعين عاماً وتعمل فرنسا على تكريمه هذا العام بأساليب مختلفة، إذ ثمة أبواب كثيرة يمكن طرقها لتذكره وتذكر أعماله والحديث عنه: قصائد، رسوم، مسرحيات، دراسات وضعها هذا الشاب المتعدد المواهب الذي انتقل بسهولة من خشبة المسرح الى صالات الميوزيكهول، الى جبهات القتال... من الجبهة ذات يوم من عام كتب قصيدة الى أحد أصدقائه وأرسلها مع مجموعة رسائل تخبر أحوال الجبهة. حملت هذه القصيدة رائحة شاعر ملهم: "الآن وأنا أعود الى البحيرة/ألتحم بشفافيتها/ أنا نحن، وأنتم أنا..."
* * *
خريف باريس سيقع هذا العام تحت تأثير كوكب مشع اسمه او عنوانه: جان كوكتو. أجل، كوكتو عنوان كبير وهائل، لا يمكن اختصاره، كما يصعب القول: "عثرنا عليه" أو "أخيراً"، هذا هو كوكتو!" شاعر ملتبس، نتاجه ملتبس، قصائده ملتبسة: كل جنون وصخب السوريالية التي عاصرها وانضم اليها على طريقته لم تكن كافية لاحتضان فكره او مشاعره التي حاول قولها بالقلم والريشة والحركة والموسيقى وأيضاً في السينما عبر اقتباسات لكتبه. ذات يوم كتب عنه أحد النقاد: "هو أورفيوس الاغريق المعاصر، لكن هذا لا يكفيه. هو أيضاً أوديب وانتيغون وهورتبيز وتريستان. ولكن هو أيضاً الحيوان الشرس والعنيد والباحث، والأكاديمي الأنيق وابن الشارع والعالم السفلي، هو الأديب المترفع والشاب الوسخ..." كل هذه الصفات الصقت به حين كان شاباً يضج حيوية ونشاطاً في باريس العشرينات وحتى الستينات.

تأثراته
جان كوكتو المولود في الخامس من تموز في منطقة ميزون ـ لافيت في عائلة بورجوازية، لم يكن بعيداً عن الأجواء الأدبية والثقافية العامة منذ صغره. وتأثر أشد تأثير بجده كوكتو الموسيقي الذي كان يقيم الحفلات الموسيقية في دارتهم وكان ذا مستوى ثقافي كبير وسعى الى تثقيف حفيده الذي لمس لديه ميولاً فنية قوية وأول انطلاقة له كانت مع "فريق الـ " وكان يضم ستة موسيقيين فرنسيين محليين حاول معهم ضرب كل التقليد الموسيقي السائد، وأطلق على هذا التيار اسم "نقيض فاغنر" وعبر عن نظريته هذه في المسرحية الهزلية الموسيقية الراقصة: "اعراس برج ايفل". وكان دوماً يعود الى ذكر هذا البرج وكأنه ملازم له في حياته: "أنا المولود مع برج ايفل في العام ذاته: ".

انتحار والده وهو في التاسعة كان الواقعة السوداء في حياته التي صبغت ايامه التالية بأسود الجنازات وأحمر الدم الذي رآه بأم عينه ولم تنج عناوين كتبه بعد ذلك من هذين اللونين القدريين، وستبقى التراجيديا موضع اهتماماته ومصدر الهامه: "دم الشاعر"، "النسر ذو الرأسين"، "صرخة مكتوبة"، "الأولاد الرهيبون"، فرسان الطاولة المستديرة"، "وصية أورفيكوس"، "رقصة سوفوكليس"، "الآلة الشيطانية"... كلها عناوين استخدمها كوكتو ليدل الى عالم رصده واختاره وجمع عناصر من ميتولوجيا وتاريخ وماض وأيضاً من شخصيات تتطلع الى مستقبل ضبابي فيسعى الى صفاء الرؤية ليرصده.

الطفولة

وكوكتو من الشعراء الكبار المحسوبين على طفولة تتأرجح بين وردية وسوداء داكنة. وفي كل ما كتبه، كانت تعود اصداء الوالدة التي اعتنت بالعائلة وحيدة، وفي كل تفصيل يعيشه يعود الى ذكرى من الماضي ترتبط بها فيذكر بذلك بالعديد من الأدباء الذين عانوا "أمراض الطفولة" التي تحولت معهم ابداعات لاحقة: جان ـ جاك روسو، مارسيل بروست، شاتوبريان وغيرهم... عام وكان في التاسعة عشرة، التحق كوكتو بالحياة الباريسية الصاخبة وتحول في تلك الفترة الى متأنق باريسي يلتحق بالمجتمع البورجوازي والثقافي، وكأنه في داخله حاول ان يمثل على الأرض الشخصية التي ابتدعها في كتابه "الأمير العابث".

والعديد من كتب كوكتو في خضم المرحلة السوريالية عرفت انتقادات واسعة وسلبية منها "الآلة الكاتبة" التي صدرت عام وأيضاً "الأهل الرهيبون" لما حملته هذه الكتب من روح ثورية هدامة. لكن هذه المؤلفات بالذات هي التي كانت مسؤولة عن شهرة واسعة وضجة اعلامية أوصلتها الى كل أقطار العالم وبلغات مختلفة.
كوكتو الثوري، المشاكس، المحافظ، الملتبس، الطفل الكبير، الطفل الذي شاب وظل يبحث عن وجوه وأوراق وأسماء ضاعت في الطفولة، هذا "الكوكتو" بالذات استقبلته الصحافة بحفاوة يوم صدور كتابه "الصوت الانساني" وهو مونولوغ مؤثر عبر جهاز التلفون لامرأة تتحدث الى عشيقها الذي تخلى عنها وتحاول استرجاعه بالطرق الشتى في كلمات ومواقف مؤثرة جداً. هذا الكتاب ترجم الى لغات عديدة وجعل كوكتو يجوب كل عواصم الثقافة في العالم كواحد من الشعراء الملهمين. لكنه وبعد نجاحات عديدة في الشعر وفي الرواية وفي المسرح، وكانت السينما في أوج تألقها، ارتد الى عالم الافلام وسحرته هذه اللغة بجمالياتها، وبعد ان كان قد كتب وترجم الشعر في كل المجالات، ألف شعرياً للسينما روائع لم تبق في اطار جمهوره الضيق بل أصبح له الجمهور العريض الذي لم يتمكن من استيعاب كل جنونه الابداعي لكنه تلمس جماليات مغايرة معه. كوكتو المخرج ابدع في "الوثائقي الواقعي لأحداث خيالية خارقة" ـ حسب تلخيصه له ـ لمؤلفه "دم الشاعر" الذي استحوذ على اهتمام المحللين في الطب النفسي، لكنه انخرط أكثر في اللغة السينمائية مع فيلمه الثاني "الجميلة والوحش" عام وبعده في الفيلم "وصية اورفيوس" عام وقد ساعده على انتاجه حينذاك المخرج الشاب فرنسوا تروفو. في هذا الفيلم، وكان كوتو على أبواب السبعينات، وضع كل شعره وأحلامه وأحزانه، كما أظهر الجانب الفانتازي والمهلوس في روحه، وكأنه فيه يرسم وصيته الخاصة، لا وصية أورفيوس الأسطورية". لم يعرف في ذلك الحين فيلمه نجاحاً كبيراً وعلق هو على الموضوع بالتالي: "إنه لغة مستقبلية، وربما ليس هو مصنوعاً لهذا الزمن"... وبالفعل ان الفيلم حمل رائحة أرض غريبة وخاصة ولم تكن له ركائز على أرضية الواقع فبقي معلقاً في عالم كوكتو الصعب والمعقد".

المرأة

عرف كوكتو صداقات فنية وأدبية واسعة النطاق، وأحب المرأة ايضاً عبر سيدتين لكنه اعترف أكثر من مرة "لكنهما لم تحباني!" كان ضعيف الأمل في جذب المرأة ولم يتمكن يوماً من فهم الأسباب على الرغم من أنه تحدث عنها. كان صديقاً وفياً ومولعاً بالمغنية الفرنسية اديث بياف. ويوم ماتت في تشرين الأول وحين علم بالخبر، قال أمام أحد أصدقائه: "انه يومي الأخير على هذه الأرض". وكان بالفعل يرغب في الرحيل معها لدرجة انه أغمي عليه. وقد كتب في "صعوبة العيش":
"الحياة تقودني في طرقات خاطئة أكثر من الموت"... وأيضاً "أرغب في ان أطفئ شعلتي وأدخل الأبدية..."، و"الآن، لست هنا، دائماً لست هنا، كل ما أملكه، يصلني من الطفولة"... وفي كل هذا وفي كل المراحل، كان الشعر في يد كوكتو مشعلاً دائماً. معه اتسع أفق الشعر ولم يعد في اطار القصيدة، معه حط الشعر في المسرح، في الرسم وفي الشاشة الكبيرة التي استخدمها على طريقته ليقول معها ما لم تتمكن الكتب من قوله. لكن هذا القلق الذي رافق جان كوكتو في كل ابداعاته لم يكن في مكانه، إذ إن جماد الورق والكلمات في الكتب قال الكثير ولا زال يقول الكثير عنه. في قصيدة أرسلها للأبدية ورسم لها خطوطاً وتشعبات رغبة منه ان تصل هذه الخطوط الى أبدية منشودة كتب: "اجعلوا اسماءكم تندمج بالأشجار/ اجعلوا اسماءكم تندمج بالجدران/ اجعلوا اسماءكم تندمج بالرمال كي تصمد أمام الأمحاء/ ليس سوى الأسماء التي تبقى/ .وتقوى على سواد الدخان وطبشور الكتابة/ أيها العشاق البديعون/ اقطعوا اسماءكم في هذه الدقيقة (التي تحاول الإيحاء بأنها كانت) ليبدأ موتكم بصياغة دانتيل الأبدية".

سيرة وأعمال

ولد جان كوكتو في تموز في ميزون ـ لافيت في فرنسا في عائلة بورجوازية. له أخت وأخ: مارت وبول.
يمضي طفولة سعيدة خاصة برفقة جده الموسيقي الذي كان ينظّم حفلات موسيقية. لكن سعادة الطفل انتهت مع انتحار والده جورج كوكتو اثر مشادة كلامية مع أحد أقربائه بسبب ديون متراكمة. هذه الحادثة تركت أثرها على الابن وسيعود الى ذكرها مراراً في كتبه.
تجربة قاسية مع الموت من جديد بعد رحيل صديقه ورفيق صفه. يعود الى ذكر الحادثة في كتاباته أيضاً.
بدأ كتابة قصائده الأولى، قصائد مفعمة بالرمزية. يرسب للمرة الأولى في امتحانات البكالوريا.
يرسب ثانية في امتحانات البكالوريا ويقرر عدم العودة الى الدراسة.
ينشر قصيدته الأولى في مجلة "أعرف كل شيء" يذكر فيها حادثة انتحار والده.
يؤسس مجلة "شهرزاد" وتصدر لسنتين متلاحقتين في أول شباط، يصدر ديوانه الأول: "فانوس علاء الدين" وفي أيار يفتتح عمل "الباليه الروسي" الذي كتبه ومعه يدخل عالم الفن ويتعرّف الى الراقص دياغيلي فتربطه به علاقة صداقة قوية.
تربطه علاقة حب بالممثلة مادلين كارلييه لكنها لن تطول. يلتقي الروائي مارسيل بروست في شتاء ذاك العام ويصدر له ديوان "الأمير العابث" في شهر أيار. في تموز ـ آب يكتب مسرحية "صبر بينلوبي".
يبدأ مراسلاته مع الأديبة آنا دو نواي في كانون الثاني. يرسم ملصق العمل الراقص "شبح الوردة". يلتقي شارل بيغي وسترانسكي.
أولى رسائله الى اندريه جيد. يصدر له: "رقصة سوفوكلس" ويرشح الى نيل جائزة الأكاديمية الفرنسية.
يكتب مسرحية "اليزابيت باتر" وينشر "تكريس الربيع" الذي تناولته الصحافة على أنه تحفة أدبية. كما ينشر مقالة نقدية مع صدور رواية بروست "من جانب سوان" في مجلة "اكسيل سيور" تنال اعجاب جميع النقاد لعمقها وجماليتها.
يشارك في نشاطات اجتماعية مع بدء الحرب وينشر رسومه في مجلة "كلمة" تحت اسم "جيم" وهي حول مشاهدات من الحرب.
أول لقاء مع الرسامين: بيكاسو، دورين وبراك... مشاركة في الجبهة في معارك حربية، وبعدها لقاءات أدبية وفنية في باريس: الشاعر أبولينير، وكل رسامي مونمارتر... مراسلة مع اراغون تستمر الى العام ومراسلة مع تزارا حادة في نقاشات حول "الدادائية".
صدور كتابه "بوتوماك"، وعرض العمل المسرحي "أزواج برج إيل" الذي لاقى نجاحاً كبيراً.
عرض مسرحيته "الثور فوق قرميد السطح" ـ انتقل للسكن في منطقة ريفية حيث كتب بغزارة: "انتيغون"، "الخطوة الكبيرة" و"وردة فرانسوا"...
موت مارسيل بروست ورثاء غاستون غاليمار له الذي اعتبر كتاب "توماس المخادع" لكوكتو "إبداع من نوع آخر قد يكمل المسيرة"...
كذلك موت صديقه راديغيه اثر إصابته بمرض التيفوئيد وكانت تربطه به علاقة شاذة لم يحاول أبداً كوكتو التستّر عليها.
يقدم مسرحية "روميو وجولييت" ويؤدي دوراً تمثيلياً فيها. كما يقدم عمله المسرحي "القطار الأزرق".
يصدر له ديوان: "خطاب النعاس الطويل" ويعرض في بروكسل مجموعة كبيرة من رسومه.
صدور "البحار الفقير" ـ يتعرض كوكتو الى التوقيف والسجن بسبب تعاطيه المخدرات. يصدر له "الكتاب الأبيض" من دون توقيع ولا اسم الناشر ويتعرض الكتاب للمنع. يدخل مصح "سان ـ كلو" للمعالجة من الإدمان.
يكتب "الأولاد الرهيبون" في يوماً ـ حسب قوله ـ وينشر " رسماً لنائم". في آذار يقرأ "الصوت الإنساني" في "الكوميديا الفرنسية". يصوّر فيلمه الأول: "دم الشاعر". يعرض عمله المسرحي "الآلة الشيطانية" ويصدر له "شبح مارسيليا".
يقدم عمله المسرحي "مدرسة الأرامل" المكتوبة من أجل الممثلة آرليتي استناداً الى "السيدة المهيبة" لاويس دو بيترون. عرض مسرحية "الأهل الرهيبون" الذي يثير جدلاً كبيراً.
يقدم عمله المسرحي "الشياطين المكرسون" ـ تربطه صداقة قوية مع المطربة اديث بياف.
يعرض عمله "رونو وآرميد" في "الكوميدي الفرنسية" ويعرف نجاحاً كبيراً، كذلك مسرحية "العودة الأبدية".
ينشر ديوانه "شعر" من ضمنه القصائد الطويلة "ثلج" و"الصديق الذي ينام".
يصوّر فيلمه "أسطورة أورفيوس" ويبدأ بكتابة مذكراته: "الماضي المحدد" الذي يستمر به الى نهاية حياته. ويكتب "مذكرات مجهول" و"الرقم " قصيدة طويلة مهداة الى بيار سيغرز.
يُرشح الى مقعد في "الأكاديمية الفرنسية" ويرفض الانتساب الى "أكاديمية غونكور".
في تموز، يقدم "الآلة الشيطانية" في مدينة بعلبك الأثرية بالاشتراك مع الممثلة جان مورو.
انتُخب "أمير الشعراء" في فرنسا.
في تشرين الأول، توفيت اديث بياف ويتأثر بموتها: "انه يومي الأخير على الأرض"، بعد ساعات يتعرض الى أزمة قلبية ويتوفى محاطاً بطبيبه وبابنه بالتبني.
المستقبل
الاربعاء 7 كانون الثاني 2009

قديم 07-02-2014, 06:04 PM
المشاركة 1855
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

الشاعر الملهم هو بالضرورة يتيم ولن يكون غريب ان يكون لديه قدرة على استشراف المستقبل .

قديم 07-03-2014, 12:17 AM
المشاركة 1856
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

القائد الكرزمي الدموي الشغوف بسفك الدماء ويحب ذاته حبا مرضيا وقد يصل به الامر الي جنون العظمة ولا يكاد يسمع او يرى سوى نفسه هو حتما يتيم تعرض لأذى نفسي وجسدي شديد في طفولته، اما القائد الكرزمي الانساني العطوف والذي لا يسرف في القتل ويكون اخر خياراته ، هو حتما يتيم لقي في طفولته من يرعاه ويكفله ويحتضنه ويقف الى جانبه، ويشد على يده، من هنا تأتي اهمية الكفالة والرعاية والدعم والمساندة في صناعة القادة الأسوياء الافذاذ الأقوياء . *

قديم 07-03-2014, 12:04 PM
المشاركة 1857
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سامية العطعوط يتيمة الاب في سن الرابعة عشرة وهي تقول ان اول قصيدة كتبتها جاء بعد موت والدها.

سامية نديم حسن العطعوط، كاتبة وقاصة أردنية من أصول فلسطينية. بدأت شوطها مع الكتابة القصصية منذ أواسط الثمانينات من القرن الماضي، حيث كتبت أول مجموعة قصصية لها ي العام 1984، وصدرت في العام 1986 بعنوان (جدران تمتص الصوت)، ولقيت أصداء واسعة في حينها، وشكّلت لها حافزاً للاستمرار في الكتابة. وقد أصدرت بعدها عدداً من المجموعات القصصية وشاركت في مجموعات شعرية وقصصية مشتركة. ااميز تجربتها القصصية باسلوبها الخاص المتفرد في صياغة الجملة القصصية القصيرة، والتي تعتمد على الفعل والحركة في معظم الأحيان وعلى التكثيف والإيجاز في اللغة. كما تمتاز معظم قصصها باللغة والصور الشعرية دون ابتعاد عن متعة السرد القصصي. وفي أعمالها اهتمت الكاتبة في تطوير الأساليب القصصية، والتنويع في اساليب السرد والموضوعات. وتُعتبر القاصة سامية العطعوط من الرائدات في فن القصة القصيرة جداً والأساليب القصصية الحديثة في الأردن والوطن العربي. محتويات 1 حياتها 2 مسيرتها الأدبية 3 أعمالها
1. حياتها وُلدت سامية العطعوط في مدينة نابلس العام 1957، حيث عاشت طفولتها المبكرة، وكان لحرب حزيران 1967، أثراً كبيراً على حياتها. تلقّت تعليمها في مدارس المدينة، بدءا من راهبات ماريوسف حتى الصف الثاني الابتدائي، ثم في مدارس قرطبة والفاطمية وأنهت المرحلة الثانوية في المدرسة العائشية. انتقلت بعدها للدراسة في الجامعة المستنصرية في بغداد – العراق، حيث حصلت في العام 1979 على شهادة البكالوريوس في الرياضيات المعاصرة، بتفوق. عملت بعد تخرجها في عام 1979 في البنك العربي، في عمان في مجال إدارة المعلومات كمبرمج ثم محلل رئيسي للأنظمة، وفي مجال البحث والتحرير وفي إدارة الموارد البشرية، حتى العام 2005. كما عملت كمحرةة لصفحة العلم والحياة في جريدة الدستور من 1990 وحتى عام 1999. كما عملت في وزارة الثقافة الأردنية على مشروع .....،
2. مسيرتها الأدبية ظهرت عليها ملامح الموهبة الأدبية منذ الصغر، إذ كانت تهتم بالشعر وكتبت أول قصيدة لها بعد وفاة والدها في عام 1971. ومنذ ذلك الحين، عاشت في عوالم الكتب لتطلع على الكلاسيكيات المترجمة لأمهات الكتب وتنوعت قراءاتها ما بين الشعر لشعراء الأرض المحتلة، والفلسفة الوجودية لجان بول سارتر وسيمون دو بوفوار، والتي تأثرت بها كثيراً وكذلك الفلسفة الماركسية وغيرها. تميزت الكتابات القصصية لسامية العطعوط بالتنوع في اساليب الكتابة السردية، وفي تطويع الصور والجمل الشعرية في قصصها. وقد تراوحت قصصها ما بن القصيرة والقصيرة جداً. كانت مجموعة (جدران تمتص الصوت) أولى المجموعات القصصية التي أنجزتها ونشرتها في عام 1986، حيث ظهرت فيها اللغة الشعرية، والجمل القصصية الرشيقة، وتناولت فيها موضوعات الغربة والتغييرات الاجتماعية التي تطال المدن، والإنسان. واستطاعت عبر هذه المجموعة أن تجد لها مكاناً متميزاً في الكتابة القصصية. اما مجموعتها الثانية (طقوس أنثى) فقد شكّلت نقلة نوعية في كتابتها، حيث زاد اهتمامها بقضايا المرأة، وغربة الإنسان في عالم بدأت تتضح معالمه القاسية مع انهيار الاتحاد السوفييتي، فكقسمت مجموعتها إلى ثلاثة أقسام، هي طقوس أنثى، طقوس أميبية وطقوس التمرد، وشاركت في المجموعة المخطوطة في مسابقة الإبداع الفكري لدى الشباب العربي، لتحصل على المركز الأول بها. تابعت الكاتبة سامية العطعوط تطوير أدواتها وأساليبها في المجموعات اللاحقة وهي طروبش موزارت، سروال الفتنة، قارع الأجراس (أنثى العنكبوت) ومجموعتها الخيرة (بيكاسو كافيه). وقد انتقلت في قصصها إلى مستويات جديدة من حيث أساليب السرد، والموضوعات فتناولت القضايا العلمية المعاصرة مثل الاستنساخ والهندسة الوراثية، وقضايا المرأة والقضايا السياسية وأهمها قضية فلسطين في جميع مجموعاتها، كما كان لمعاناة النساء في الوطن العربي حيزاً كبيراً في كتاباتها. وقد امتازت كتاباتها بحرفية عالية ضمن خط تطور تصاعدي في مجال القصة القصيرة، وهي بحسب الدكتور الفيلسوف المصري أنيس منصور عن طقوس أنثى (اكتملت لها أدوات الأداء القوي والفن الجميل، العبارة السريعة والمعاني الطائرة والهدف العلقريب، والنكتة الموجعة لا تفوتها)، وبحسب الناقد المغربي محمد معتصم (كاتبة مبهرة بطريقتها لاسلسة في اقتحام العوالم الداخلية لشخصياتها القصصية المتخيلة في (قارع الأجراس) وبارعة في تعرية التناقض السلوكي لدى الإنسان المعاصر). وخلال تلك الفترة، عملت أيضاً ككاتبة مقالات سياسية وأدبية في صحيفتي الدستور والرأي، وفي منابر أخرى. وكانت عضو في لجنة الشعر لمهرجان جرش لعامي 1990 – 1991، وعضو في رابطة الكتاب الأردنيين والاتحاد العام للكتاب العرب، واتحاد كتاب الإنترنت. شاركت في العديد من الأمسيات واللقاءات والمؤتمرات المحلية والعربية والدولية. وقد تناولت العديد من دراسات الماجستير والدكتوراة أعمالها القصصية، كما تدرّس قصصها في عدد من الجامعات، وتُرجمت بعض قصصها إلى الإنجليزية والإيطالية والفرنسية.
3. أعمالها 3.1 المجموعات القصصية o جدران تمتص الصوت (1986) o طقوس أنثى (1990) o طربوش موزارت (1998) o سروال الفتنة (2002) o قارع الأجراس (أنثى العنكبوت) (2008) o بيكاسو كافيه (2012) رواية مصورة o عالميدان رايح جاي (2013) 3.2 الكتب المشتركة o مجموعات قصصية وكتب مشتركة o مختارات من القصة القصيرة في الأردن: وزارة الثقافة/عمان 1992 o الصوت الآخر: مركز أوغاريت/ رام الله 1999 (مختارات قصصية لكاتبات
:JORDANIAN FICTION – 1993 وزارة الثقافة/عمان
o فضاءات شعرية: سوريا/حلب 1999 o سرد المكان: وزارة الثقافة - عمان o ناجي العلي ... نبضٌ لم يزل فينا – 2012 (مشترك) o المشهد القصصي في الأردن (انطولوجيا) كتاب :JORDANIAN FICTION – 1993 - فهد سلامة - وزارة الثقافة الأردنية كتاب: انطولوجيا القصة القصيرة في الأردن: للدكتورة أمينة أمين عن دار نشر (أو بوكس) الأمريكية، بعنوان سماء مرصعة بالنجوم
Under A Starlit Sky - Jordanian Voices 2010

قديم 07-06-2014, 03:27 PM
المشاركة 1858
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رفاعة الطنطاوي ....يتيم الاب وهو طفل

وُلِدَ رفاعة الطّهطاوي عام 1801 في طهطا من صعيد مصر، وهو من أسرةٍ شريفةٍ أصابتها ضائقةٌ اقتصاديّةٌ في بلدها دفعت بالأب إلى التّنقل من قريةٍ إلى قريةٍ، وعائلته معه، حتى بلغ القاهرة، وكان رفاعة في السّادسة عشر من عمره. وقد توفي عام 1873 رحمه الله .
تتلمذ الطّهطاوي في الأزهر واندمج في صفوف طلاّبه، يقرأ ما يقرأون ويدرس ما يدرسون. لكنّه أفاد بشكلٍ خاصٍ من وجود الشّيخ حسن العطّار. فقد كان الشّيخ العطار يقرأ كتب الجغرافيا والتّاريخ والطبّ والرّياضيات والأدب والفلك. ومع أنّ نظام التّدريس في الأزهر لم يسمح يومها بتدريس مثل هذه الكُتُب، فإنّ الشّيخ لم يلبث أن اختصّ نفرًا من تلاميذه الممتازين، أقرَأَهم ما كان يقرأ ورغّبهم في هذه العلوم الجديدة. ختم الطّهطاوي دروسه في الأزهر وهو في الحادية والعشرين من عمره، وانضم إلى مدرّسيه، وكان مدرّسًا ممتازًا. وعمل إمامًا لِفِرَقِ الجيش العلويّ الجديد، ثم اختير إمامًا للبعثة العلميّة في فرنسا، حتّى أخذ بتدوين أخبار رحلته منذ أن غادر الإسكندرية في رمضان سنة 1241 ه. واستمر على ذلك حتى وطئت قدماه أرض الكنانة بعد خمس سنواتٍ كاملة.
في باريس، أعدّ الطّهطاوي نفسه لا ليرجع إلى مصر إمامًا لفرقةٍ في الجيش، بل ليكون شخصًا نافعًا لوطنه وجماعته. فقد عكف مثل بقية رجال البعثة وبحماسةٍ أشدَّ على تعلّم الفرنسيّة وقراءة الكُتُب المفيدة النّافعة، وترجمة ما استطاع إلى ترجمته سبيلاً، والتّعرف بفنون المعارف والعلوم في دنياه الجديدة، والمقارنة بين الموجود منها والمحرومة منه بلاده ودياره، حتّى إذا حان الحين لعودته، كان قد تحصّن بالعِلم وتقوّى بالمعرفة ووسّع دائرة تفكيره وعمّق طريقة تعبيره وحمل معه الإنطباعات والأفكار الجديدة. تمرّس بالتّرجمة وتدرّب على التّأليف ووعى جماع ما رفع من شأن ديار الأوروبييّن. اعتزم على أن ينقل من الفكر ما استطاع إليه سبيلاً، ومن أساليب النّظر العلمي ما حملته أمانيه.
حين عودته، قارن الطّهطاوي، وهو عالم أزهري طويل الباع في معرفته، بين العلم والعلماء في مصر وباريس، ولكنّه لم يكتف بالمقارنة حاملاً انطباعاته، بل ينقل معها أفكارا لبني قومه. فهو حريص مثلاً على ترجمة الدّستور الفرنسي ترجمةً كاملةً، وكأنه يريد أن يقول لبني قومه إنّ هؤلاء القوم عَرفوا معنى المساواة في الفُرَص والحفاظ على حقّ الفرد والحرّية في المُعتقد والتّفكير والتّعبير. ولا يكتفي بالتّرجمة، بل يعلّق على الأمر مفسرًا.
عاد رفاعة الطهطاوي إلى القاهرة سنة 1831، أي بعد غياب سنواتٍ خمس كاملة. قضى ما تبقّى من عمره في مصر باستثناء سنوات ثلاث قضاها في الخرطوم.
تنوّعت المناصب التي تولاّها في هذه السّنوات: فعمل في مدرسة الطبّ ومدرسة الطّوبجية ومدرسة الألسن والمدرسة الحربيّة وقلم التّرجمة. كان رفاعة قد حمل معه من باريس، بالإضافة إلى مخطوط رحلته، اثني عشر كتاباً نقلها هناك عن الفرنسيّة. وكانت هذه الكُتُب في موضوعاتٍ مختلفةٍ من الأدب والتّاريخ، إلى الجغرافيا والرّياضيات والبحوث العسكريّة. فلمّا عاد إلى مصر، استأنف العمل مُترجمًا مصحّحًا مدرّبًا للمترجمين، مرشداً لهم في اختيار الكُتب، بحيث يُعتَبَر رفاعة حقًا أب النّهضة الفكرية الحديثة في مصر؛ وكان يرمي في كل أعمال التّرجمة إلى زيادة الثّروة االفكرية للمصرييّن، كما أنّه كان يلفت النظر إلى المهم من الأمور.
رفاعة الطهطاوي معلما ومربيا

كان الطهطاوي في كل أطوار حياته معلمًا ومربيًا بالفطرة والسليقة، بدأ حياته شيخًا يتحلق حوله طلبة الأزهر، وأنهى حياته معلمًا للأمة، لا يرى سبيلا لتقدمها إلا بالعلم يتاح لكل الناس لا فرق فيه بين غني وفقير أو ذكر وأنثى، وبذل من نفسه ما بذل من جهد لتحقيق هذا الغرض، ووضع الكتب والمؤلفات التي تعين على ذلك.
ذهب إلى فرنسا إماما للبعثة التي أرسلها محمد علي والي مصر الطموح سنة (1241 = 1826م) لتلقي العلوم الحديثة، فلم تقعد به همته عند حدود وظيفته التي كلف بها، بل سعى من أول لحظة إلى أن يقف على حضارة الغرب وثقافته، وبدأ في تعلم الفرنسية وهو على ظهر السفينة التي تقل البعثة إلى باريس.
وما فعله هذا الشيخ النابه كان وليد قرار قد اعتزمه في نفسه من قبل، بفعل اتصاله بالشيخ حسن العطار الذي تتلمذ عليه وسمع منه عن علوم الفرنسيين الواسعة وفنونهم.
وكان العطار قد اقترب من علماء الحملة الفرنسية وأدرك الهوة الواسعة التي اتسعت بين الغرب والعالم الإسلامي في مجال الحضارة والتقدم. ولم تكن مثل هذه الفرصة تفوت على رفاعة الطهطاوي الشغوف بالمعرفة، المحب للإصلاح، الراغب في الجديد، الداعي إلى الإحياء والتجديد. فانكب على الدرس والتحصيل والقراءة والترجمة، وتحول الإمام الفقيه إلى دارس يتعلم ويبحث، وغدا إمام البعثة أنجب المبعوثين. ولما رجع إلى الوطن أدرك ما يحتاجه البعث والنهوض فتبنى حركة الترجمة المنظمة، وأنشأ مدرسة الألسن، وبعث حياة جديدة في التعليم والصحافة.
النشأة والتكوين الثقافي

في مدينة طهطا إحدى مدن محافظة سوهاج بصعيد مصر، ولد رفاعة رافع الطهطاوي في (7 من جمادى الآخرة 1216 ه= 15 أكتوبر 1801 م)، ونشأ في أسرة كريمة الأصل شريفة النسب، فأبوه ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب. وأمه فاطمة بنت الشيخ أحمد الفرغلي، ينتهي نسبها إلى قبيلة الخزرج الأنصارية.
وقد لقي رفاعة عناية من أبيه، على الرغم من تنقله بين عدة بلاد في صعيد مصر، فحفظ القرآن الكريم، ثم رجع إلى موطنه طهطا بعد أن توفي والده. ووجد من أسرة أخواله اهتماما كبيرا حيث كانت زاخرة بالشيوخ والعلماء فحفظ على أيديهم المتون التي كانت متداولة في هذا العصر، وقرأ عليهم شيئا من الفقه والنحو.
ولما بلغ رفاعة السادسة عشرة من عمره التحق بالأزهر وذلك في سنة (1232 ه= 1817م)، مسلحا بما سبق أن تعلمه على يد أخواله، الأمر الذي ساعده على مواصلة الدراسة مع زملائه الذين سبقوه في الالتحاق بالأزهر. وشملت دراسته في الأزهر الحديث والفقه والتصوف والتفسير والنحو والصرف… وغير ذلك. وتتلمذ عل يد عدد من علماء الأزهر العظام، وكان من بينهم من تولى مشيخة الجامع الأزهر، مثل الشيخ حسن القويسني، وإبراهيم البيجوري، وحسن العطار، وكان هذا الأخير ممن وثق الطهطاوي صلته بهم ولازمهم وتأثر بهم. وتميز الشيخ العطار عن أقرانه من علماء عصره بالنظر في العلوم الأخرى غير الشرعية واللغوية، كالتاريخ والجغرافيا والطب، واستفاد من رحلاته الكثيرة واتصاله بعلماء الحملة الفرنسية.
وبعد أن أمضى رفاعة في الأزهر ست سنوات، جلس للتدريس فيه سنة (1237 ه = 1821 م) وهو في الحادية والعشرين من عمره، والتف حوله الطلبة يتلقون عنه علوم المنطق والحديث والبلاغة والعروض. وكانت له طريقة آسرة في الشرح جعلت الطلبة يتعلقون به ويقبلون على درسه، ثم ترك التدريس بعد عامين والتحق بالجيش المصري النظامي الذي أنشأه محمد علي إماما وواعظا لإحدى فرقه، واستفاد من هذه الفترة الدقة والنظام.
رفاعة في باريس

وفي سنة (1324ه= 1826م) قررت الحكومة المصرية إيفاد بعثة علمية كبيرة إلى فرنسا لدراسة العلوم والمعارف الإنسانية، في الإدارة والهندسة الحربية، والكيمياء، والطب البشري والبيطري، وعلوم البحرية، والزراعة والعمارة والمعادن والتاريخ الطبيعي. وبالإضافة إلى هذه التخصصات يدرسون جميعا اللغة والحساب والرسم والتاريخ والجغرافيا. وتنوع تخصصات هذه البعثة يشير إلى عزم الوالي محمد علي النهوض بمصر والدفع بها إلى مصاف الدول المتقدمة، والوقوف على الحضارة الأوروبية الحديثة.
وحرصا على أعضاء البعثة من الذوبان في المجتمع الغربي قرر محمد علي أن يصحبهم ثلاثة من علماء الأزهر الشريف لإمامتهم في الصلاة ووعظهم وإرشادهم. وكان رفاعة الطهطاوي واحدا من هؤلاء الثلاثة، ورشحه لذلك شيخه حسن العطار.
وما إن تحركت السفينة التي تحمل أعضاء البعثة حتى بدأ الطهطاوي في تعلم الفرنسية في جدية ظاهرة، وكأنه يعد نفسه ليكون ضمن أعضاء البعثة لا أن يكون مرشدها وإمامها فحسب، ثم استكمل تعلم الفرنسية بعدما نزلت البعثة باريس؛ حيث استأجر لنفسه معلما خاصًا يعطيه دروسًا في الفرنسية نظير بضعة فرنكات كان يستقطعها من مصروفه الشخصي الذي كانت تقدمه له إدارة البعثة، وأخذ يشتري كتبًا خاصة إضافية غير مدرجة في البرنامج الدراسي، وانهمك في قراءتها. ومن شدة حرصه على مداومة القراءة والدرس تأثرت عينه اليسرى، ونصحه الطبيب بعدم الاطلاع ليلاً، لكنه لم يستجب لنصحه، واستمر في إشباع نهمه للمعرفة.
وأمام هذه الرغبة الجامحة في التعلم قررت الحكومة المصرية ضم رفاعة إلى بعثتها التعليمية، وأن يتخصص في الترجمة؛ لتفوقه على زملائه في اللغة العربية والثقافة الأزهرية. وقد لقي الفتى النابه عناية ظاهرة من العالم الفرنسي جومار الذي عهد إليه محمد علي بالإشراف العلمي على البعثة، ومن المستشرق الفرنسي الكبير دي ساسي، واجتاز كل الامتحانات التي عقدت له بنجاح باهر، وكانت التقارير التي ترسل إلى محمد علي تتابع أخبار البعثة تخص رفاعة بالثناء والتقدير.
وقبل أن يتقدم رفاعة للامتحان النهائي كان قد أنجز ترجمة اثني عشر عملاً إلى العربية في التاريخ والجغرافيا والهندسة والصحة، بالإضافة إلى مخطوطة كتابه "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" وهو الكتاب الذي ارتبط اسمه به، ووصف فيه الحياة في باريس وعادات أهلها وأخلاقهم، وهو ليس وصفًا لرحلة أو تعريفًا لأمة بقدر ما هو دعوة للارتقاء، وصرخة للبعث والنهوض.
ميدان التعليم

عاد الطهطاوي إلى مصر سنة (1247ه = 1831م) تسبقه تقارير أساتذته التي تشيد بنبوغه وذكائه، وكان إبراهيم باشا ابن محمد علي أول من استقبله من الأمراء في الإسكندرية، ثم حظي بمقابلة الوالي محمد علي في القاهرة.
وكانت أولى الوظائف التي تولاها رفاعة بعد عودته العمل مترجمًا في مدرسة الطب، وهو أول مصري يشغل هذه الوظيفة، ومكث بها عامين، ترجم خلالهما بعض الرسائل الطبية الصغيرة، وراجع ترجمة بعض الكتب، ثم نقل سنة (1349ه= 1833م) إلى مدرسة الطوبجية (المدفعية) لكي يعمل مترجمًا للعلوم الهندسية والفنون العسكرية.
ولما اجتاح وباء الطاعون القاهرة سنة (1250ه = 1834م) غادرها إلى طهطا، ومكث هناك ستة أشهر، ترجم في شهرين مجلدًا من كتاب بلطبرون في الجغرافيا، وعندما عاد إلى القاهرة قدم ترجمته إلى محمد علي، فكافأه مكافأة مالية.
مدرسة الألسن

كان رفاعة الطهطاوي يأمل في إنشاء مدرسة عليا لتعليم اللغات الأجنبية، وإعداد طبقة من المترجمين المجيدين يقومون بترجمة ما تنتفع به الدولة من كتب الغرب، وتقدم باقتراحه إلى محمد علي ونجح في إقناعه بإنشاء مدرسة للمترجمين عرفت بمدرسة الألسن، مدة الدراسة بها خمس سنوات، قد تزاد إلى ست. وافتتحت المدرسة بالقاهرة سنة (1251ه = 1835م)، وتولى رفاعة الطهطاوي نظارتها، وكانت تضم في أول أمرها فصولاً لتدريس اللغة الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والتركية والفارسية، إلى جانب الهندسة والجبر والتاريخ والجغرافيا والشريعة الإسلامية. وقد بذل رفاعة جهدًا عظيمًا في إدارته للمدرسة، وكان يعمل فيها عمل أصحاب الرسالات ولا يتقيد بالمواعيد المحددة للدراسة، وربما استمر في درسه ثلاث ساعات أو أربعا دون توقف واقفًا على قدميه دون ملل أو تعب يشرح لهم الأدب والشرائع الإسلامية والغربية. وقد تخرجت الدفعة الأولى في المدرسة سنة (1255ه = 1839م) وكان عددها عشرين خريجًا، وكانت مترجمات هؤلاء الخريجين قد طبعت أو في طريقها إلى الطبع. وقد اتسعت مدرسة الألسن، فضمت قسمًا لدراسة الإدارة الملكية العمومية سنة (1261ه=1844م)، لإعداد الموظفين اللازمين للعمل بالإدارة الحكومية، وقسمًا آخر لدراسة الإدارة الزراعية الخصوصية بعد ذلك بعامين، كما ضمت قسمًا أنشئ سنة (1263ه = 1847م) لدراسة الشريعة الإسلامية على مذهب أبي حنيفة النعمان لإعداد القضاة، وأصبحت بذلك مدرسة الألسن أشبه ما تكون بجامعة تضم كليات الآداب والحقوق والتجارة.
وكان رفاعة الطهطاوي يقوم إلى جانب إدارته الفنية للمدرسة باختيار الكتب التي يترجمها تلاميذ المدرسة، ومراجعتها وإصلاح ترجمتها.
إغلاق ونفي

ظلت المدرسة خمسة عشر عامًا، كانت خلالها مشعلاً للعلم، ومنارة للمعرفة، ومكانًا لالتقاء الثقافتين العربية والغربية، إلى أن عصفت بها يد الحاكم الجديد عباس الأول، فقام بإغلاقها لعدم رضاه عن سياسة جده محمد علي وعمه إبراهيم باشا وذلك في سنة (1265ه = 1849م)، كما أمر بإرسال رفاعة إلى السودان بحجة توليه نظارة مدرسة ابتدائية يقوم بإنشائها هناك، فتلقى رفاعة الأمر بجلد وصبر، وذهب إلى هناك، وظل هناك فترة دون عمل استغلها في ترجمة رواية فرنسية شهيرة بعنوان "مغامرات تلماك"، ثم قام بإنشاء المدرسة الابتدائية، وكان عدد المنتظمين بها نحو أربعين تلميذًا، ولم يستنكف المربي الكبير أن يدير هذه المدرسة الصغيرة، ويتعهد نجباءها برعاية خاصة.
عود حميد

وبعد وفاة عباس الأول سنة (1270ه= 1854م) عاد الطهطاوي إلى القاهرة، وأسندت إليه في عهد الوالي الجديد "سعيد باشا" عدة مناصب تربوية، فتولى نظارة المدرسة الحربية التي أنشأها سعيد لتخريج ضباط أركان حرب الجيش سنة (1277ه = 1856م)، وقد عنى بها الطهطاوي عناية خاصة، وجعل دراسة اللغة العربية بها إجبارية على جميع الطلبة، وأعطى لهم حرية اختيار أجدى اللغتين الشرقيتين: التركية أو الفارسية، وإحدى اللغات الأوربية: الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية، ثم أنشأ بها فرقة خاصة لدراسة المحاسبة، وقلمًا للترجمة برئاسة تلميذه وكاتب سيرته صالح مجدي، وأصبحت المدرسة الحربية قريبة الشبه بما كانت عليه مدرسة الألسن.
مع التراث

ولم يكتف رفاعة بهذه الأعمال العظيمة، فسعى إلى إنجاز أول مشروع لإحياء التراث العربي الإسلامي، ونجح في إقناع الحكومة بطبع عدة كتب من عيون التراث العربي على نفقتها، مثل تفسير القرآن للفخر الرازي المعروف بمفاتيح الغيب، ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص في البلاغة، وخزانة الأدب للبغدادي، ومقامات الحريري، وغير ذلك من الكتب التي كانت نادرة الوجود في ذلك الوقت.
غير أن هذا النشاط الدءوب تعرض للتوقف سنة (1277ه = 1861م) حيث خرج رفاعة من الخدمة، وألغيت مدرسة أركان الحرب، وظل عاطلاً عن العمل حتى تولى الخديوي إسماعيل الحكم سنة (1279ه = 1863م)، فعاد رفاعة إلى ما كان عليه من عمل ونشاط على الرغم من تقدمه في السن، واقتحم مجالات التربية والتعليم بروح وثابة يحاول أن يأخذ بيد أمته إلى مدارج الرقي والتقدم، فأشرف على تدريس اللغة العربية بالمدارس، واختيار مدرسيها وتوجيههم، والكتب الدراسية المقررة، ورئاسة كثير من لجان امتحانات المدارس الأجنبية والمصرية.
قلم الترجمة

ومن أبرز الأعمال التي قام بها رفاعة في عهد الخديو إسماعيل نظارته لقلم الترجمة الذي أنشئ سنة (1280ه = 1863م) لترجمة القوانين الفرنسية، ولم يكن هناك من أساطين المترجمين سوى تلاميذ الطهطاوي من خريجي مدرسة الألسن، فاستعان بهم في قلم الترجمة، ومن هؤلاء: عبد الله السيد وصالح مجدي ومحمد قدري.
وكان مقر قلم الترجمة حجرة واحدة بديوان المدارس، ولم يحل ذلك دون إنجاز أعظم الأعمال، فترجموا القانون الفرنسي في عدة مجلدات وطبع في مطبعة بولاق، ولم تكن هذه المهمة يسيرة، إذ كانت تتطلب إلمامًا واسعًا بالقوانين الفرنسية وبأحكام الشريعة الإسلامية، لاختيار المصطلحات الفقهية المطابقة لمثيلاتها في القانون الفرنسي.
روضة المدارس

حين عهد إلى الطهطاوي إصدار مجلة روضة المدارس، سنة (1287ه = 1870م) جعل منها منارة لتعليم الأمة ونشر الثقافة بين أبنائها، فقد نظمها أقسامًا، وجعل على رأس كل قسم واحدًا من كبار العلماء من أمثال عبد الله فكري الأديب الكبير، وإسماعيل الفلكي العالم الرياضي والفلكي، ومحمد باشا قدري القانوني الضليع، وصالح مجدي، والشيخ حسونة النواوي الفقيه الحنفي المعروف، وغيرهم. وكانت المجلة تنشر مقالات تاريخية وجغرافية واجتماعية وصحية وأدبية وقصصا وأشعارا، كما كانت تنشر ملخصًا لكثير من الدروس التي كانت تلقى بمدرسة "دار العلوم". واعتادت المجلة أن تلحق بأعدادها كتبًا ألفت لها على أجزاء توزع مع كل عدد من أعدادها بحيث تكون في النهاية كتابًا مستقلاً، فنشرت كتاب "آثار الأفكار ومنثور الأزهار" لعبد الله فكري، و"حقائق الأخبار في أوصاف البحار" لعلي مبارك، و"الصحة التامة والمنحة العامة" للدكتور محمد بدر، و"القول السديد في الاجتهاد والتجديد" للطهطاوي.
وكان رفاعة قد نيف على السبعين حين ولي أمر مجلة الروضة، لكنه ظل مشتعل الذكاء وقاد الفكر، لم تنل الشيخوخة من عزيمته، فظل يكتب فيها مباحث ومقالات حتى توفي في (1 من ربيع الآخر 1290ه = 27 من مايو 1873م).
آثار فكرية

وعلى الرغم من كثرة المسئوليات التي تحملها رفاعة وأخذت من وقته الكثير، فإنه لم ينقطع عن الترجمة والتأليف فيما يعود بالنفع على الأمة، ولم يقض وقته إلا فيما فيه فائدة، وقد وصفه تلميذه النابه صالح مجدي بأنه "قليل النوم، كثير الانهماك على التأليف والتراجم". وقد بدأ رفاعة إنتاجه الفكري منذ أن كان مبعوثًا في فرنسا، ومن أهم كتبه:
مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية
المرشد الأمين في تربية البنات والبنين
أنوار توفيق الجليل في أخبار مصر وتوثيق بني إسماعيل
نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز، وهو آخر كتاب ألفه الطهطاوي، وسلك فيه مسلكا جديدا في تأليف السيرة النبوية تبعه فيه المحدثون. أما الكتب التي قام بترجمتها فهي تزيد عن خمسة وعشرين كتابًا، وذلك غير ما أشرف عليه من الترجمات وما راجعه وصححه وهذبه. ومن أعظم ما قدمه الرجل تلاميذه النوابغ الذين حملوا مصر في نهضتها الحديثة، وقدموا للأمة أكثر من ألفي كتاب خلال أقل من أربعين عامًا، ما بين مؤلف ومترجم.
ولا أجد في وصف رفاعة أفضل مما جاء في بيت لأحمد شوقي رثى فيه علي بن رفاعة الابن الأصغر للطهطاوي، وكان من نوابغ الحياة الفكرية في مصر:
يا ابن الذي أيقظت مصرَ معارفُهُ
أبوك كان لأبناء البلاد أبا
ملاحظة

أهم المراجع:

جمال الدين الشيال: رفاعة رافع الطهطاوي - دار المعارف - القاهرة - 1970م.
حسين فوزي النجار: رفاعة الطهطاوي، رائد فكر وإمام نهضة - الدار المصرية للتأليف والترجمة - القاهرة، بدون تاريخ.
محمد عمارة - رفاعة الطهطاوي رائد التنوير في العصر الحديث - دار المستقبل العربي - القاهرة - 1984م.
مجموعة من الباحثين - ندوة الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي - كلية الألسن - القاهرة 1984م.
عمر الدسوقي - في الأدب الحديث - دار الفكر العربي - القاهرة - 1966م.

قديم 07-07-2014, 02:37 PM
المشاركة 1859
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
غوتفريد فيلهيلم لايبنتز....يتيم الاب في سن السادسة.

(بالألمانية: Gottfried Wilhelm Leibniz) (لايبزغ 1 يوليو (21 يونيو أو. إس.1646 - 14 نوفمبر 1716 في هانوفر). هو فيلسوف وعالم طبيعة وعالم رياضيات ودبلوماسي ومكتبي ومحام ألماني الجنسية.
يشغل لايبنتز موقعاً هاماً في تاريخ الرياضيات و تاريخ الفلسفة. أسس لاينتز علم التفاضل و التكامل الرياضياتي و بشكل مستقل عن إسحق نيوتن، كما أن رموزه الرياضياتية ما زالت تُستخدم و بشكل شائع منذ أن تم نشرها و التعريف بها. قوانينه تلك كـ "قانون الاستمراية" و "قانون التجانس الفائق" كشفت بُعد نظره و لم يتم العمل بها رياضياتياً حتى القرن العشرين. كما أنه كان أحد أكبر منتجي الآلات الحاسبة الميكانيكية، و بينما كان يعمل على إضافة عمليتي الضرب و القسمة لحسّابة باسكال، كان الأول في التعريف بآلة الحساب الدولابية الهوائية، كما أنه اخترع "عجلة لايبنتز" و التي استُخدمت في المتر الحسابي و هو أول آلة حاسبة تم صنعها و إنتاجها بشكل تجاري، كما أنه عدّل النظام الرقمي الثنائي و هو النظام التي تقوم عليه الحواسب الرقمية. أما ما يخص الفلسفة، فقد عُرف عن لايبنتز "تفاؤله" كاستنتاجه بأن هذا الكون هو أكمل خلق لله بحيث لا يمكن أن يوجد أكمل منه. كما أنه كان، بالإضافة إلى رينيه ديكارت و باروخ سبينوزا، أحد أعمدة الفلسفة العقلانية خلال القرن السابع عشر الميلادي. عمله الفلسفي مهد الطريق للمنطق الحديث و الفلسفة التحليلية، و لكنه كان أيضا متعلقاً بإرث الفلسفة المدرسية القروسطية و التي يقوم الاستنتاج -أو الاستنباط- فيها من خلال استعمال العقل و العمل به على المبادئ الأولية و البديهيات و ليس على الدليل التجريبي. قام لايبنتز بمساهمات كبيرة في علم الفيزياء و التقنية كما أنه تنبأ بأفكار ظهرت لاحقاً على أسطح الفلسفة، نظرية الاحتمال، البيولوجيا، الطب، علم الأرض، علم النفس، اللغويات، و علم المعلومات. ألف في الفلسفة، السياسة، القانون، الأخلاق، اللاهوت، التاريخ، و فلسفة اللغة. هذه المساهمات العريضة كانت منشورة و متوزعة ما بين دوريات و عشرات الآلاف من الرسائل و المخطوطات. كتب بلغات عدة أهمها اللاتينية، الفرنسية، و الألمانية.


سيرته الذاتية

الرياضيات

يرتبط اسم لايبنتز بالتعبيرِ "دالة رياضية "(1694)، التي كان يصف بها كل كمية مُتَعَلّقة ب منحنى، مثل ميل المنحنى أَونقطة معينة على المنحنى.
يعتبر لايبنتز مع نيوتن أحد مؤسسي علم التفاضل والتكامل وبخاصة تطوير مفهوم التكامل وقاعدة الجداء، كما طور المفهوم الحديث لمبدأ حفظ الطاقة.
Gottfried Wilhelm Leibniz, (born July 1 [June 21, Old Style], 1646, Leipzig [Germany]—died November 14, 1716, Hannover, Hanover), German philosopher, mathematician, and political adviser, important both as a metaphysician and as a logician and distinguished also for his independent invention of the differential and integral calculus.


Early life and education

Leibniz was born into a pious Lutheran family near the end of the Thirty Years’ War, which had laid Germany in ruins. As a child, he was educated in the Nicolai School but was largely self-taught in the library of his father, who had died in 1652.

قديم 07-11-2014, 02:19 PM
المشاركة 1860
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
دعوة مفتوحة لمحبي الحياة

اذا كان حمورابي صاحب الشريعة ذائعة الصيت، والذي جاء في بدايات الوعي الانساني، وضع شريعته كما يقول هو "من اجل حماية اليتيم والارملة" فما بال الناس هذه الايام تتوانى عن رعاية اليتيم والارملة وقد عرفنا دور اليتيم في صناعة الحياة ؟؟

ان كنت من محبي الحياة فبادر الى كفالة الأيتام وانقل هذه الدعوة لكل أصدقاءك ولنساهم جميعا وسويا في هذه الغاية السامية "صناعة الحياة "..



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 25 ( الأعضاء 0 والزوار 25)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية. ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 1499 11-11-2017 11:55 PM
ما الذي يصنع القائد العسكري الفذ؟؟!! دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 108 12-09-2015 01:17 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 02:40 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.