قديم 09-22-2014, 09:32 PM
المشاركة 131
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله يقول السائل: بعض الناس عندنا يُدعون الشيخية وهي الطريقة، النقشبندية والقادرية وغيرها يجتمعون بالناس في المساجد ويدعونهم إلى التوبة والتوجّد ويقول أحدهم: أنا مأذون لذلك، فيغمضون بعضاً منهم، ويتكلمون بألفاظ مهملة مثل: ها. هي. هو، ويتكلمون بالغيب، فهل لهذه حقيقة وكرامة أم أنها من باب البدع والضلالة؟ نرجو الإجابة على ذلك وفقكم الله.
هذه الطرق وأشبابها كلها من الطرق البدعية، ولا يجوز الموافقة عليها ولا المشاركة فيها؛ لأنها بدع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))[1]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))[2].
وليس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم الاجتماع على: هو هو هو، أو على كلام ليس بظاهر وليس بمعلوم، وإذا كان فيه دعوى علم الغيب صار هذا أعظم نكارة وأخبث عملاً، بل هذا هو الشرك؛ لأن دعوى علم الغيب منكر وكفر، علم الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.
والحاصل أن هذه الطرق الصوفية النقشبندية والقدرية والشاذلية وأشباهها كلها طرق مبتدعة فالواجب تجنبها وعدم الاشتراك فيها، وعلى السائل أن لا يفعل إلا الأمر بالمعروف الذي جاء به النبي صلى الله عليه سلم؛ كذكر الله وحدك أو مع إخوانك، كلُّ يذكر الله بينه وبين نفسه.
أما ذكر الله بصورة جماعية على الطريقة الصوفية، أو قول: هو هو هو، أو: الله الله الله، أو ما أشبه ذلك، أو الإتيان بدعوات منكرة ليس لها أصل، بل فيها ما يدل على دعوى علم الغيب، أو فيها ما يدعو إلى منكر، أو فيها ما يدل على تعظيم المخلوق تعظيماً لا يليق به، بل لا يليق إلا بالله، كل هذا يجوز، وهذه الطرق يجب الحذر منها، ويجب تمييزها، وألا يقر منها إلا ما وافق الشرع المطهر، وما خالف ذلك يمنع منه وينكر، والله المستعان.
[1] سبق تخريجه.
[2] سبق تخريجه.
فتاوى نور على الدرب

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 09-22-2014, 09:33 PM
المشاركة 132
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لمفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله
أسألكم عن الصوفيين، وعن حقيقتهم وخرافاتهم، إذ أننا نسمع كثيراً عنهم، ولاسيما فيما يكتب في كتب محيي الدين بن العربي الصوفي؟
الصوفية أقسام: وهم في الأغلب مبتدعة عندهم أوراد، وعبادات يأتون بها ليس عليها دليل شرعي، ومنهم ابن عربي، فإنه صوفي مبتدع ملحد، وهو المعروف محي الدين بن عربي، وهو صاحب أحداث الوجود، وله كتبٌ فيها شرٌ كثير، فنحذركم من أصحابه وأتباعه؛ لأنهم منحرفون عن الهدى، وليسوا بالمسلمين، وهكذا جميع الصوفية الذين يتظاهرون بعبادات ما شرعها الله، أو أذكار ما شرعها الله مثل "الله, الله, هو, هو, هو" هذه أذكار ما شرعها الله، المذكور والمشروع "لا إله إلا الله، سبحان الله والحمد لله" أما "هو, هو, الله, الله, الله" هذا ما هو بمشروع، وهكذا ما يفعلون من الأغاني التي يرقصون عندها، مثلما يفعل بعضهم أغاني مع الرقص، وضرب آلات اللهو، أو ضرب التنكة، أو صحن، أو جعد، أو غير ذلك، كل هذه لا أصل لها، كلها من البدع، والضابط أن كل إنسان يتعبد بغير ما شرعه الله يسمى مبتدع، فاحذروا، وعليكم بأتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أهل السنة والجماعة الذين يسيرون على نهج النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعلى ما كان عليه في أعماله عليه الصلاة والسلام، يصلون كما يصلي ويصومون كما يصوم، ويحجون كما يحج من دون إحداث البدعة، ومن أهل السنة لديكم الشيخ عبد القادر الأرناؤوط المعروفين بالسنة الشيخ عبد الله علوش المعروف بالسنة عندكم في سوريا، في الأردن الشيخ ناصر الدين الألباني، وجماعة معروفين بالسنة، فأنتم تحروا أهل السنة، واسألوا عنهم وتعلموا منهم، وعلامتهم أنهم يتحرون ما قاله الله ورسوله، ويتحرون سيرة الصحابة وما درجوا عليه ويحذرون البدع. جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير؟ مستمعي الكرام كان لقاءنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 09-22-2014, 09:34 PM
المشاركة 133
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الطرق الصوفية في الإسلام
يقول السائل: هل يوجد أصل للطرق الصوفية في الإسلام مثل الطريقة الرفاعية الخلوتية والبيومية والشاذلية؟ وماذا يجب علينا أن نفعل تجاه هذه الطرق، خاصة أن بعض الجهلاء يقولون: إنه لا يصح التعبد إلا إذا كان للإنسان شيخ.
المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله
ليس للطرق الصوفية أصل في الشرع فيما نعلم، بل هي محدثة وبدع منكرة، وما كان فيها من ذكر شرعي أو عمل شرعي فيما جاء به الكتاب والسنة يغني عنه.
فالواجب على أهل الإسلام أن يتلقوا علومهم وأعمالهم من كتاب الله وعن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا عن الطريق الصوفية.
وما قد يوجد في بعضها من أعمال طيبة أو أقوال طيبة فإنما كانت كذلك لكونها متلقاة عن الله وعن رسوله لا عن الشيخ فلان أو صاحب الطريقة الفلانية، فالحق الذي في طريقة من الطرق الصوفية إنما يقبل؛ لأنه جاء عن الله وعن رسوله، لا لأنها مأخوذة عن الصوفية أو عن شيخ الصوفية فلان أو فلان.
والواجب على المؤمن أن يتعبد بما قاله الله ورسوله وكل ما شرعه الله ورسوله، ولا يعبد بما رآه الشيخ فلان أو صاحب الطريقة فلان، لأن هذه الطرق محدثة، وقد قال عليه الصلاة والسلام –: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))[1]، يعني هو مردود، وقال جل وعلا: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ[2]، وهو صراط الله وما جاء به نبيه صلى الله عليه وسلم من القول والعلم والقعيدة.
فليس لأحد أن يحدث شيئاً ويسميه طريقة الشيخ فلان أو طريقة الشيخ فلان، سواء كان نقشبندياً أو خلوتياً أو قادرياً أو غير ذلك، بل الواجب على المسلمين جميعاً -ومنهم الصوفية- أن يتلقوا أعمال الشريعة وعبادات الشريعة عن ربهم وعن نبيهم محمد عليه الصلاة والسلام، لا على رأي الناس، وقد وضح النبي صلى الله عليه وسلم العبادات بأفعاله وأقواله، ثم بيَّنها أصحابه رضي الله عنهم.
فعلينا أن نتبع ولا نبتدع، وعلينا أن ندعو إلى كتاب الله وإلى سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن نستغني بهما عما أحدث الناس من الصوفية وغيرها.
[1] سبق تخريجه.
[2] سورة الأنعام الآية 153.
فتاوى نور على الدرب المجلد الأول

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 09-22-2014, 10:06 PM
المشاركة 134
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الشيخ محمد مصطفى عبدالقادر _ حفظه الله _ من شيوخ السودان الذين أمضوا أكثر من أربعين سنة في الدعوة إلى الله على نهج السلف نهج لا يقدم فيه على كلام الله و كلام رسوله صلى الله عليه و سلم كلام أحد من الناس ، و هو خبير بالتصوف يشرح لنا مفهموم ( الشطح) عند المتصوفة :

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 09-22-2014, 10:15 PM
المشاركة 135
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
و من باب و شهد شاهد من أهلها نورد كلاماً لأحد دعاة التصوف و هو الطيب بيتي العلوي وه من دعاة المتصوفة المؤمنين بعقيدة وحدة الوجود و هو مقيم بفرنسا و أصله مغربي:
المقامات والأحوال والشطح*
ومصطلحاتها عند المتصوفة (1)
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
م. الطيب بيتي العلوي
مغربي مقيم بفرنسا
باحث في الانثروبولوجيا الدينية والثقافية بباريس
الصراع المذهبي بين البصرة والكوفة
"..يغم ما فعل القوم من الرموز،..فانهم فعلواذلك غيرة على طريق أهل الله عز وجل أن يظهرها لغيرهم ،فيفهموها على خلاف الصواب، فيفتنوا انفسهم ،أو يفتنوا غيرهم.."....أبوالقاسم عبد الكريم القشيرى المتوفى عام751 للهجرة
مقدمة توضيحية
من المتعارف عليه في علم المصطلحات ،أن المصطلح لا يسمى كذلك ،الا اذا كان له مفهوم عرفي يدركه أبناء العلم أوالقبيل الواحد،فاذا لم يكن للمصطلح مدلول مشترك في ادراكه وتصور أبناء الطائفة الخاصة ،أو العلم الواحد، فانه لايرقى الى مستوى المصطلح،.،و قد أشكل الأمر على بعض الباحثين في التصوف(سواء بمنظور علم الاجتماع أو الفقه والدراسات الشرعية والإسلامية) لما لاحظوه من بعض اختلاف، أو تفاوت بصدد المصطلح عند القوم ،هذا الاشكال الذي يعزى الى اختلافات تتصل بالقدر والنوع، أي بالكم والكيف عندهم ،لكون المصطلحات الصوفيةهي من أكثر المصطلحات اللغوية تعقيدا، باعتبارها تمثل نماذج لمفاهيم تكون فريدة في الاشتراك اللفظي، حيث يتحمل المصطلح الصوفي الواحد مجموعة من الدلالات، أو المعاني التي تتمايز أو تتباين مع امكان التلاقي والتداخل فيما بينها، تبعا للأحوال والمقامات،لا بسبب اختلاف المتصوفة في فهم المصطلح ،وانما بسبب اختلاف تفاوت الحظوظ أو الأقدار والأنواع التي يصيبها كل منهم بحسب مقامه واسعداداته، وترقيه الروحي..
والصحيح، ان تنوع دلالة المصطلح أو تغيرها وتبدلها –في التصوف-انما تكون بحسب تغير المقام ،أو المنزلة، أو بتعبير اللغويين، بحسب تغير السياق،وليس بحسب تغير الأفراد كما يظن البعض ،والا لكان تعدد المصطلحات بتعدد الأفراد المتصوفة ،وهذا ما لا يمكن ضبطه وحصره، أما المقامات والأحوال ،فمحصورة ومعروفة يسلك (برفع الواو)في كل منها كل الأفراد من المتصوفة الذين تنطبق عليهم خصوصيات المقام أو الحال أو الشطح،ولهذا، فقد قام كبار المتصوفة أمثال ابن عربي، والشعراني ،وزروق، وابن عجيبة التطواني،وعبد العزير الدباغ ،والكاشاني ،والغزالي ، بتحديد مفاهيمهم ومصطلحاتهم ومنهم من وضع قاموس له بغية الدقة مثل ابن عربي وابن عجيبة والكاشاني
ومن باب التدقيق أقول،بأن مصطلحات القوم تتنوع مدلولات كل واحد منها ،بحسب المقامات والمنازل،أو السياقات المتنوعة والتي هي من التعدد والثراء، بحيث تعد ظاهرة ينفرد بها المصطلح الصوفي وحده، وهو ما لا يحدث في مصطلحات العلوم أو الفنون الأخرى الا نادرا،مما يعدها البعض من عيوب المصطلح العلمي ، اذا المفترض في أي علم من العلوم ،أن يكون لكل مصطلح مدلول واحد، أو بعبارة أوضح،أن يستخدم في الدلالة على حقيقة واحدة متعارف عليها بين العلماء.،
وهذه الخصوصية الصوفية تشكل صعوبة كبيرة لمن ليس له ثقافة صوفية واسعة ،باعتبار تعدد المصطلح الصوفي وتنوعه بحسب المقامات، أو ما يمكن أن نسميه في الدرس الدلالي بالسياقات المبتعدة شيئا فشئا عن المدول اللغوي العام، وقد تنقطع جزئيا في سياقات أخرى بينما قد توغل في الرمز في نوع سياقي آخر...
ولما كان التصوف -كما حاولت توضيحه في فصول سابقة -،هو"سلوك له اطاره النظري والتجريبي،"فان فهم مصطلحاته تعين جيدا في التعرف اليه،.وقد انتبه الى هذا الجانب ،أولئك القدامى الذين اشتغلوا في التأليف والكتابة عن التصوف،.فنجد كتاب "اللمع" للسراج الطوسي، هواحدى أهم المصادر الأم في تاريخ التصوف، والشارح للألفاظ الخاصة الجارية في كلام القوم، يليه عبد الكريم القشيري في "رسالته" المشهورة، ثم "التعرف لمذهب التصوف " للكلاباذي مرورا بالهجويري، فالغزالي ،فالسهروردي،الى أن يصل المصطلح الى نوع من الثبات التي دونته معاجم خاصة بهم ،مع ابن عربي والكاشاني السمرقندي، الى ان يستقر المصطلح نهائيا كمصطلح من المصطلحات العلمية والفنية للحضارة الاسلامية مع الجرجاني، والتهانوي ،وابن عجيبة التطواني، مماقد يساعد الدارس الآتي من حقول معرفية أدبية تعبيرية أخرىمرتبطة بالتصوف مثل الادب 'بشكليه الشعري والنثري) ،،و الفلسفة ،،وعلم الاجتماع و علم النفس لكي يتيسر له فهم ("أعماق التصوف وسيكولوجية المتصوفة" على جميع المستويات الدينية الروحية او –النفسية-الاجتماعية او الابداعية الفنية الصرفة..
ولا بد من التنويه هنا بما للاستشراق وبعض المستشرقين من أفضال في اعادة تحقيق معاجم التصوف فأول تحقيق في هذا المجال ،هو ذلك التحقيق الذي رعته "الجمعية الاسيوية "في البنغال عام 1845م، وأعده "ألويس سبرنغر التيرولي" بعنوان "اصطلاحات الصوفية " لعبد الرزاق الكاشاني –القاشاني- السمرقندي واي اعاد تحقيقه بمصر عام 1992 الدكتور عبد العال شاهين.
وسلسلة المخطوطات بالعربية والفارسية والتركية الخاصة بالمكتبية القيصرية بفيينا-بالنمسا- أو المكتبة الوطنية بباريس و نيويورك ،وهناك مخطوطات أخرى بالمكتبة العامة لجامعة الملك سعود بالرياض،
أما أكثرالمعاجم الأجنبية في التصوف ومصطلحاته توثيقا ووثوقا فهو المعجم الذي وضعه شيخ المستشرقين الفرانكوفونيين "لوي ماسينيون"
الكوفة والبصرة (أوالصراع المذهبي بين الفقه والتصوف)
اذا كانت بغداد "عين العراق ونسيمهاالذي هو أرق من كل نسيم " كما وصفها أحدالفضلاء في (معجم البلدان)فقد فرشت في الماضي الزاهر مجالسها وطرقها ،وساحاتها للمسلم والمسيحي واليهودي والصابئي والبوذي والمجوسي ،وكلهم تجادلوا، وتناوشوافي صراع فكري ثري لم ترق فيه دماء رغم أخطاء معطم خلفائها في حق بعض مفكريها، وبقيت أرضها تضم فسيفساء من الأديان والمذاهب والأقوام تعايشت فيما بينها..
وفتحت مند نشأتها ،مجالسها لأكبر تجمع بشري للزهاد الورعين الصادقين والصابرين على أذى الناس والحكام(لم يعرف له مثيل في أية حضارة أخرى، فالحضارت القوية تفرزدوما متمرديها ) في رقعة كانت تصخب بالثراء الفاحش وكل ما يلزم ،وما لايلزم من أسباب رغد العيش ومن كل شىء سببا،فأداروا ظهورهم لها وكان بامكانهم الايفعلوا ذلك (وكم أبكي ابن السماك والفضيل بن عياض هارون الشيد في مجلسه رافضين هباته !!!!) ومنحت الأمة امام أهل السلف والعلم والتقوى والزهد ابن حنبل، وأئمة التصوف الأوائل الذين تذكر أسماؤهم في أركان الدنيا وبكل لغات اليابسة،مثل الجنيد، ورويم ، والخراز، وحاتم الأصم ،والحافي والكيلاني، ومئات غيرهم ممن ملأوا الأنام وشغلوا الناس، ناهيك عن فحول الشعراء ،وأئمة الفكر والفلسفة والفلك والرياضيات والعلوم الطبيعية في بلاط الرشيد الذين كانوا قناصلته الى العالم ، حيث لم يجتمع في بلاط ملك من ملوك الافرنج مثلهم عددا ومكانة وقيمة..
وفيها أسس البغداديون مدرستهم في الاعتزال التي عرفت بجودة متكلميها، وذكاءقائليها ،وواضعيها،
الا أن البصرة والكوفة تفردتا بخصيتين أساسييتين ،وان التقيتا في كونهما بنيتا في فترتين متقاربتين في الزمن من طرف الفاروق عمررضي الله عنه
البصرة
أما البصرة، فقد ازدهرت فيها الحركة الصوفية المبكرة ،وعرف عنها النظرفي سرالعبادات وأحوال القلوب والمقامات ،وافتخرت بالحسن البصري ورابعة العدوية ،ومدرسة علم النجوم ،روادها ابن سيرين والجبائي ومدرسة اللغة والأدب ،ورائدها الخليل الفراهيدي ومعقل علم الكلام بلا منازع
فانها وقد بزتها الكوفة في مضمار علوم الظاهر ،فقدآلت على نفسها أن تسلك اتجاهين معاكسين لاتجاه الكوفة، فوطنت نفسها على أن تكون معقل"متمردي هذه الأمة "الفكري" من المعتزلة والمتصوفة، فتغرق في "عقلنة المتكلمين" وحواراتهم في أزقتها،وسبقت بذلك عواصم غربية مثل فيينا وباريس حيث شيد المعتزلة فيها كيانهم الفكري، على مقالات تيارين معروفين هما نفاة القدر ومثبتوه(أو التيار القدري والتيار الجبري) حيث نشأ الصراع بينهما على أشده(ونعرف علاقة الفكر"الشيع-معتزلي " ودعمه للتصوف ، في منهجية جدله والتقعيد لنظرياته ،عندما اختط أهل البصرة لأنفسهم، الولع بتتبع آثار العبادات في النفس ،وأعطت رجالا أ سماهم المحاسبي والقشيري "بأرباب القلوب"،وأطلقوا على معارضيهم من الفقهاء بعلماء الرسوم وأحيانا –لسفه بعضهم وهنات خلقية (برفع العين)أطلقوا على الفقهاء اصطلاح علماء القشور-سقوطا في الشطط والسجال العقيم..

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 09-22-2014, 10:16 PM
المشاركة 136
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الكوفة
وكان من الغريب أن توجد في الكوفة القريبة منها حركة الفقه، فهي مدينة أنصار أمير المؤمنين علي وعبد الله بن مسعود، وناهيك بابن أبي طالب وابن مسعود من صحابين جلالين، وفقيهي هذه الأمة ،وكان لابن مسعود مصحفا دونه بيده وجمعه وتوثيقه ، فتعصب له الكوفيون حتى ظهور المصحف العثماني
وتجمع بالكوفة فحول الفقهاء من شيوخ أبي حنيفة وهم بالعشرات ولم يكن لهم نظير بالبصرة، فآلت على نفسها نصرة علي وعلوم الظاهرمعا، ولم تزل تتداولها الهزاهز حتى أذاقهاالحجاج عذاب الهون نحوا من عشرين عاما، ولم تذق طعم الطمأنينة بعد ذلك ، وذاك قدرها مع الصرة وبغداد الى يومنا هذا..وذاك ثمن التمرد والثورة ضد الطغيان..
وخصت الكوفة نفسها بعلوم أحكام الفقه الظاهر، ودراسة الشعائر الدينية ،وتوسيع دائرة الالتزام بالنصوص ،احتماء من جور بني أمية، وطغيان بني العباس وسرفهم، فذاع صيتها في كل مايرتبط بالعلوم الفقهية والشرعية،
فأخذ المتصوفة انطلاقا من البصرة، في ابتداع طرق غير مطروقة ولا مأمونة، معاكسة للتيارالكوفي، فتكلموا في الأحوال والمقامات والشطح ،وأشاروا الى القبض والبسط والخوف والرجاء وغير ذلك من مصطلحات باعدت بينهم وبين أهل الفتيا بالكوفة، بحيث تآمر الكثير من الفقهاء ضد المتصوفة، لما أشكل عليهم أمرهم ومن لغز مصطلحاتهم، فناصبوهم عداء مريرا أدى بالكثير من الطرفين الى نتائج كارثية –وخاصة من المتصوفة من اعدام وتنكيل ،فتحولوا بسبب جهل بعض الفقهاء الى ضحايا،.مما زاد من اقبال العامة عليهم، فتطورأمرهم الى فرق وطرق منظمة، وأخذ صيتهم يعلوا بسبب تأثيرهم ونفوذهم على العوام والنخب المتمردة ،(كما هو الشأن الآن في معظم الأقطار الاسلامية) فاختصوا فيما بعد باحترام بعض خلفاء بني العباس من العصر العباسي الثاني،مع ضعف واستهثار معظمهم، ثم علا صيتهم في فترة المماليك ، واكتسبوا المزيد من الشعبية في الحروب الصليبية ،مما زاد من حنق الفقهاء عليهم
ثم بدأت مرحلة الصراع اللااخلاقي، الذي أظهره الكثير من الفقهاء (لأسباب سياسية أكثر منها فقهية كما هو الشأن الآن )حيث بدأوا في المبالغات في نقل أقاويل الشطحات وتضخيمها (ومازال الشأن كذلك مما استخلصته مع حوار لي مع بعض ألأقطاب المحسوبة على السلفية على قناة تلفزيونية) لاظهارهم بمظهر الملاحدة والمارقين عن الدين..
ولقد سجل لنا التاريخ مواقف المتصوفة العالية وأخلاقهم السامية ،حتى نهاية القرن الخامس الهجري ،حتى قال فيهم أحد أعمدة السلفية الكبار "ابن القيم ،في كتابه مدارج السالكين ما يلي"...واجتمعت كلمة الناطقين في العلم –يقصد التصوف- على أن التصوف هو الخلق...،وأنه علم مبني على الارادة ،فهي اساسه ومجمع بنائه، وهو يشتمل على تفاصيل ،حكام الارادة، وهي حركة القلب ،ولهذا سمي بعلم الباطن......"
ويمكننا القول على أن المرحلة التي استمرت من بداية التصوف حتى القرن الخامس الهجري ،أطلق عليها "بالمرحلة الأولى" التي كان الغالب الأعم على التصوف فيها، هو تفضيل المجاهدات العملية على الجانب النظري لقول "الامير ابراهين بن ادهم البلخي'161للهجرة) المتصوف المعروف"أطلبوا العلم من أجل العمل" والذي قال عنه الثقاة من العلماء أنه كان أفقه عصره"،ومعروف الكرخي(المتوفى عام 200للهجرة) وأبو سليمان الداراني، وآخرون من الذين ذكرهم صاحب الطبقات "السلمي" ومعظهم جمعوا ما بين الزهد والتصوف والفقه، وان كانت قوال بعضهم في المقامات والأحوال لا تعبر في مجملها عن مذهب صوفي واضح المعالم ،بل كانت أقولهم مثلها مثل أقوال الفقهاء الورعين فجاء كلامهم على مضامين تنطوي على تمام الزهد في الدنيا، وطلب الآخرة، ومقاومة الشهوات ،ومغالبة حطام الدنيا وزيفها ، والترهيب والخلوة والجلوة والعزلة والطاعة والصدق والمجاهدة والمعرفة والمحبة التي تحولت فيما بعد الى علم خاص اسمه "علم الأحوال والمقامات"
وفي الدور الثاني للتصوف، أي بعد القرن الخامس الهجري، انتقل الى مرحلة دقيقة، عندما بدأ يتناول أحكام الدين من حيث آثارها في القلوب، وتحليل النفس لتصفيتها، فكان من الضروري أن يتكلموا عن ترقيهم الروحي، عن طريق مصطلحات"اسمها المقامات والأحوال" لكي يصل المريد الى حال"الجذب "أو "الكشف" فسموا أنفسهم بأصحاب المكاشفات، وأصحاب" المعرفة الذوقية" فتحدد في هذه الفترة عند المتصوفة والفقهاء مصلحي "العالم" و "العارف"، لكون العالم هو الذي ينشد المعرفة عن طريق النظر العقلي، ويتخذ الأسلوب المنطقي وسيلة لتحصيلها ،أما العارف، فهو الطالب ،و الساعي الى" المعرفةالكبرى"بأعمال القلبأ وفضلا ومنة من الله –كما يقولون-و بممارسة الرياضات الروحية ،بخلاف متصوفي الدور الأول الذين كانوا لايطلبون سوى الجنة.،.بينا تحول متصوفة الدورالثاني الى نشدان القرب والانس بالله ومحبته ومشاهدته وتجليه، وطلب السعادة الذاتية، تلك السعادة التي يحصل عليها بالمعرفة الذوقية بالقلب ،والوصول الى لذة روحية غامرة ،وهي لذة مسيطرة تغشى نفس الطالب و مريدي المعرفة لدى متصوفي ما بعد الغزالي، ...................

________________
*موقع رابطة أدباء الشام :
http://www.odabasham.net/show.php?sid=21173

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 09-22-2014, 10:18 PM
المشاركة 137
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
(السلم الروحي) عند المتصوفة،
وإشكالية المقامات والأحوال (2)
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
م. الطيب بيتي العلوي
مغربي مقيم بفرنسا
باحث في الانثروبولوجيا الدينية والثقافية بباريس
لقد تكلم أقطاب المتصوفة ،عن طغيان السعادة الغامرة، واللذة العارمة التي يستشعرها العارفون بالله خلال تجربتهم الباطنية القلبية، وأطلقو اعليها اسم المقامات والأحوال والشطح حيث صنفها علم النفس الحديث–جهلا- ضمن حالات الصرع ،أوحالات"باتولجيا"الخلل العصبي (حيث سأفرد لها مبحثا خاصا حول النشوة الصوفية بين التصوف وعلوم الأناسة وخاصة علم النفس الديني وعلم النفس الأعماق)
وتيسيرا لفهم طريق القوم في أحوالهم ومقاماتهم وشطحهم، قام المتصوفة الكبار بتقسيم مسلكهم الى الحق أوالحقيقة الى مراحل ،ولكل مرحلة سماتها وخصائصها، وبها تتميزحتى لا يختلط على السالك في طريقهم (أوالقارئ من الخارج )،ما بين المقام والحال ، فوضعوا لكل مرحلة مقدماتها وهي"الأحوال"،وهي متحولة ومتقلبة ومتغيرة، الى أن يتم للسالك الاقامة في المرحلة على التمام المستقر،ثم ينتقل الى مرحلة أخرى وهو المقام
تعريف اصطلاحي المقام والحال
" الحال....ما يحل بالأسرارمن صفاء الأذكار ولا يزول "....(الطوسي ص411)
" ...وهو معنى يرد على القلب من غير تعمد، ولا اجتلاب ولا اكتساب، من طرب، أو حزن، أو قبض ،أو شوق، أو انزعاج، أو هيبة، أو احتياج ،فالأحوال عندهم مواهب، والمقامات مكاسب ،والأحوال تأتي من غي الوجود ،والمقامات تأتي ببذل المجهود،
وصاحب المقام ممكن (برفع الميم الأولى والفتحة على الثانية)، وصاحب الحال مترق عن حاله،لقول بعض المشايخ"الأحوال كالبروق، فان بقي فحديث نفس" وقالوا "لأحوال كاسمها"،يعني انها كما تحل بالقلب تزول في الوقت
وأشار قوم الى بقاء الأحوال ودوامها، وقالوا انها اذالم تدم ولم تتوالى، فهي لوائح وبواده،ولم يصل صاحبها بعد الى الأحوال...."القشيري ص32)
المقام
"والمقام عبارة عن الطلب على أداء حقوق المطلوب، بشدة اجتهاده وصحة نيته،ولكل واحد من مريدي الحق مقام، كان السبب لهم في ابتداء الطلب،.....لأن المقامات والارادات من تركيب الجبلة ،لا المسلك والمعاملة، كما أخبرنا الله في قوله عز من قائل" وما منا الا له مقام معلوم'(سورة الصافات الاية167"..ويقول الامام الهجويري الفقيه الأشعري شيخ الامام الغزالي في هذا الباب "..فكان مقام آدم التوبة ،ومقام نوح الزهد ،ومقام داوود الحزن ،ومقام عيسى الرجاء، ومقام يحيى الخوف،ومقام محمد الذكر صلوت الله عليهم أجمعين ...."
ويتفق معظم مؤرخي التصوف وواضعي قواميسها في تعريف الأحوال والمقامات، والتمييز بينهما على النحو السابق..،ولكن الخلاف الواضح بين المتصوفة فيهما،انما ينصب على ترتيبهما، أو وضعهما، أو اعدادهما،...
والترتيب يأتي عند البعض تبعا لما عاينه كل سالك من تجربة ومعاناة ابان سلوكه بحسب موهبته واستعداده وصدق طلبه وطاقاته ،كما يرجع الترتيب الى قواعد السلوك التى يدرج عليها المريد في تربيته الروحية من مرب الى آخر، ومن طريقة الى أخرى،.
..وللتفصيل في هذا الباب يرجع الى التقسيم الذي أورده أبو طالب المكي 'المتوفى عام 386للهجرة في كتابه المعروف في علم لرقائق المسمى "بقوت القلوب"

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 09-22-2014, 10:19 PM
المشاركة 138
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تعريف الشطح وحقيقته
أشرت في ما سبق الى أن التصوف منذ بداياته نهج نهجا مستقلا عن الزهد الساذج الذي تميز به بعض الصحابة والتابعين،ثم انقسم بعد ذلك الى مدرستين رئيسيتين، أو اتجاهين متعارضين، وهما :
الاتجاه العراقي المحض، وهي مدرسة بغداد والبصرة ويمثلها "أبو القاسم الجنيد البغدادي"،
والاتجاه الخراساني ،ويمثله أبو يزيد البسطامي ،
ويمكن أن نقول عنهما،أن الاتجاه الاول يمثل 'المقام" أو"التمكين" ،..والاتجاه الثاني يمثله طريق السكر، أو طريق الحال والشطح،
الشطح
أما الشطح فهو الذي انتهى اليه أبو يزيد البسطامي في مواجده عن الفناء عن نفسه،والبقاء في الألوهية،والاتحاد بها، وقد عبر عن هذا الحال بالشطحات
و"الشطح" في لغة العرب هو الحركة
"والشطح " اصطلاحا عند القوم كما يعرفه"الجرجاني"عبارة عن كلمة عليها رائحة رعونة ،ودعوى بحق يفصح بها العارف من غيراذن الهي بطريق يشعر(برفع الياء) بالنباهة
وعرفه السراج صاحب "اللمع" بقوله"ان الشطح كلام يترجمه اللسان عن وجد يفيض عن معدنه مقرون بالدعوى"'ص346 نشرة "نيكولسون"
وعند اجماع القوم"هو تعبيرعن حال وجد فائق للطبيعة لا تستطيع النفس أن تكتم أمره لشدة غلبته ،فتكشف عن حقيقيته،وهي سر بين العبد وربه،فيكون الخطاب بصيغة المتكلم ،اذ يتحدث الواصل على لسان الحق، لأنه صارهو الحق شيئا واحدا كما يقول أصحاب هذه المدرسة.،.. وقد حرم كبار المتصوفة اذاعة سرهذا اللقاء الفريد بين العبد والمعبود ،ومن أذاعه فقد شطح، وهذا ما يفسر موقف كل من الجنيد والشبلي شيخا الحلاج وفتواهما باراقة دمه، وموقفهما ضده أثناء محاكمته ،فهما قد رفضا الصورة أو الشكل، ولكنهما اتفقا معه في المضمون،ولعل ،أكبر من حلل هده الظاهرة وفسرها تفسيراجيداهوشيخ المستشرقين الفرانكوفونيين لوي ماسينيون" في بحثه القيم "بحث في أصول المصطلح الفني للصوفية المسلمين" ص99 باريس عام1922 ، حيث فسر ماسينيون ظاهرة الشطح بقوله "هو احساس المتصوف بأن ثمت "محدثا عاليا هوالذي يلهمه وينطقه"ويضيف كذلك محاولا تأويل ذلك حيث قال" ...فيجري حواربين النفس الخاشعة المستغرقة ،وبين الحكمة الالهية العالية.،.وهناك تتخذ الكلمات عند النفس امتلاأها بحقيقيتها الوقتية،وتسمع في باطنها أحاديث قدسية، ثم تصلح النفس لغتها وفقا لتك الأحاديث، وعلى رصيد الاتحاد الصوفي تقف ظاهرة الشطح،عند هذه الدعوة الى التبادل ،التي توزع العاشقين باستبدال كل منهما دوره بدور الآخر ،وترغب النفس في التعبير"بصيغة المتكلم"ومن غيرشعورمنها بذلك،عن مقاصد المحبوب نفسه،وفي هذا لاشك امتحان لتواضعها ،وانه لختم لاصطفائها"...انتهى كلام" ماسينيون"
وبناء على هذا التحليل يمكن استخلاص ما يلي
ان للشطح عناصر هي
1-شدة الوجد
2-ان يكون الصوفي في حال سكر(بالمفهوم الصوفي طبعا) –وقد أشرت سابقا الى أن السكر هومن أكثر العناصر بعد الوجد تأثيرا في تكوين ظاهرة الشطح، اذ يحدث بعد وارد قوي، فيغيب السالك عن أحاسيسه فتطرب روحه وتنتشي ،فيتصدع قلبه،ويفور وجدانه
3-ممارسة الواصل لتجربة الاتحاد، التي يتم خلالها استبدال الأدوار، فيسمع الواصل في داخل نفسه هاتفا يدعوه الى الاتحاد
4-أن ينطق الواصل بصيغة المتكلم متحدثا باسم الحق،ويكون في حال الغيبة عن الشهود والمحوعن ذاته ،فيقول شاعرهم عز الدين المقدسي
فان كنت في سكري شطح فانني حكمت بتمزيق الفؤاد المفتت
ومن عجب ان الذين أحبهم وقد أعقلوا أيدي الهوى بأعنة
سقوني وقالوا لا تغن ولوسقوا جبال حنين ما سقوني لغنت
ومعنى هذا، أن المتصوف في حال سكره، تنكشف له حقيقته'الآدمية أولا" ،ثم "حقيقيته الكبرى" ،وأنه ليس ثم غير وجه الله،وهو مايقصدون به ب"السقاية"،(أوالسقاية بالدارجة المغربية بنصب السين) حيث وان أسكرت المتصوف هذه الحقيقية، فهو لا يستطيع الزام نفسه بالصمت، وعدم البوح، واذاعة السر (وهنا يكمن الفرق بين الفقير ذو الحال والفقير ذو المقام كما يصر ويؤكد عليها كبار المتصوفة مثل الجنيد والكيلاني والغزالي وابن عربي والشاذلي وزروق وابن عجيبة والشعراني وابن مدين وغيرهم حيث ان ابن عربي ذكرفي كتاب "الوصايا"اياك أن تكون فقيرا ذاحال مثل الحلاج والبسطامي ،فكن فقيرا ذا مقام...."
فالسكر اذن هو الامتداد الطبيعي لحال الوجد، أو التصعيد المباشر لفوران الوجد، ولا علاقة له في هدا بالهذيان أو الهلوسة كما حاول اثباته ابن تيمية وتلامذته المتأخرين (وسنأتي على ذلك لاحقا)
ما هو المقصود "بتبادل الأدوار" في حال السكر ؟؟
لا يمكن لأي مراقب من الخارج الفصل فيما يعتري صاحب الوجد في حال سكره، ولا نملك 'اكلينيكيا"أية وسيلة عملية للتعرف على حقيقة "حال السكر " أو "النشوة الصوفية" عموما سوى ما يقر به المتصوفة أنفسهم بوصف ما يعتريهم أثناء هذا الحال،فيرون أن النفس وهي في حضرة الألوهية،يكشف لها عن سر الاتحاد، وذلك بضرب من" الالقاء في الروع "أو "النفث الروحاني" ،فيطوف بها طائف ،أو يهتف بها هاتف مؤذنا لها بأن تستبدل دورها بدوره، فترفع"الآنية" بينهما ،ويصبحان شيئا واحدا ،والنفس حينما تسكرها غبطتها بمعرفة سر وجودها تتحدث بصيغة المتكلم على لسان الحال.
___________
* رابطة أدباء الشام : http://www.odabasham.net/show.php?sid=21305

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 09-22-2014, 10:40 PM
المشاركة 139
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
و سأعود _ إن شاء الله تعالى ! _ معلقاً حول بعض إشكاليات الطيب بيتي العلوي التي قد يشكل بها على بعضنا ، و مفسرا لما يجب التنبيه عليه .


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-17-2015, 01:12 AM
المشاركة 140
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مناقشة علمية لكتب الصوفية في العصر الحديث ، ناقشها فضيلة الشخ محمد مصطفى عبدالقادر في سلسلة دروس سماها : الردود العلمية على ضلالات الصوفية؟




وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: عين على الصوفية!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النازعون عن الصوفية! عبده فايز الزبيدي منبر الحوارات الثقافية العامة 9 08-21-2013 08:24 PM
اعلام الصوفية واليتم: ما هي نسبة الايتام من بين اصحاب المدارس الصوفية؟ دراسة ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 42 06-15-2013 12:20 PM
الصوفية والتصوف عبدالله باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 5 12-19-2011 06:29 AM
الصوفية والتصوف عبدالله باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 0 12-17-2011 08:16 PM
الصوفية والتصوف عبدالله باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 4 12-17-2011 11:02 AM

الساعة الآن 01:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.