قديم 08-10-2010, 10:12 PM
المشاركة 21
ابتسام محمد الحسن
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: من عجائب الإستغفار - خالد بن سليمان الربعي
أمروا بالاستغفار، وفي الصحيح: «أن النبي  كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا، وقال: «اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام». وقال تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} إلى قوله: {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 198، 199]. وكفارة المجلس التي كان يختم بها المجلس: «سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك»( ).
وقال أيضًا: وخاتمة المجلس: «سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك». إن كان مجلس رحمة كانت كالطابع عليه، وإن كان مجلس لغو كانت كفارة له. وقد روي أيضًا: أنها تقال في آخر الوضوء بعد أن يقال: «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين»، وهذا الذكر يتضمن التوحيد والاستغفار فإن صدره الشهادتان ( ).
* وقال أيضًا: وأما الاعتراف بالذنب على وجه الخضوع لله من غير إقلاع عنه فهذا في نفس الاستغفار المجرد الذي لا توبة معه، وهو كالذي يسأل الله تعالى أن يغفر له الذنب مع كونه لم يتب منه، وهذا يأس من رحمة الله ولا يقطع بالمغفرة له؛ فإنه داع دعوة مجردة، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي  أنه قال: «ما من داع يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا كان بين إحدى ثلاث؛ إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخر له من الجزاء مثلها، وإما أن يصرف عنه من الشر مثلها». قالوا: يا رسول الله: إذًا نكثر. قال: «الله أكثر».
فمثل هذا الدعاء قد تحصل معه المغفرة، وإذا لم تحصل فلابد أن يحصل معه صرف شر آخر، أو حصول خير آخر فهو نافع كما ينفع كل دعاء.

------------

( ) مجموع الفتاوى: (10/88).
( ) مجموع الفتاوى: (10/262).

قديم 08-10-2010, 10:13 PM
المشاركة 22
ابتسام محمد الحسن
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: من عجائب الإستغفار - خالد بن سليمان الربعي
وقول من قال من العلماء: الاستغفار مع الإصرار توبة الكذابين. فهذا إذا كان المستغفر يقوله على وجه التوبة، أو يدعي أن استغفاره توبة وأنه تائب بهذا الاستغفار؛ فلا ريب أنه مع الإصرار لا يكون تائبًا؛ فإن التوبة والإصرار ضدان، الإصرار تضاد التوبة لكن لا تضاد الاستغفار بدون التوبة ( ).
* وقال رحمه الله تعالى: فليس لأحد أن يظن استغناءه عن التوبة إلى الله والاستغفار من الذنوب؛ بل كل أحد محتاج إلى ذلك دائمًا قال الله تبارك وتعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا * لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 72، 73]؛ فالإنسان ظالم جاهل، وغاية المؤمنين والمؤمنات التوبة، وقد أخبر الله تعالى في كتابه بتوبة عباده الصالحين ومغفرته لهم، وثبت في الصحيح عن النبي  أنه قال: «لن يدخل الجنة أحد بعمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل»... ومن ظن أن الذنوب لا تضر من أصر عليها فهو ضال مخالف للكتاب والسنة وإجماع السلف والأئمة؛ بل {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}
[الزلزلة: 7، 8].
وإنما عباده الممدوحون هم المذكورون في قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
[آل عمران: 133-135].


---------------

( ) مجموع الفتاوى: (10/318).

قديم 08-10-2010, 10:16 PM
المشاركة 23
ابتسام محمد الحسن
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: من عجائب الإستغفار - خالد بن سليمان الربعي
* وقال أيضًا: وإذا رأى أنه لا ينشرح صدره ولا يحصل له حلاوة الإيمان ونور الهداية فليكثر التوبة والاستغفار وليلازم الاجتهاد بحسب الإمكان؛ فإن الله يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69]، وعليه بإقامة الفرائض ظاهرًا وباطنًا ولزوم الصراط المستقيم مستعينًا بالله متبرئًا من الحول والقوة إلا به ( ).
* وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن قوله: «ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم والليلة سبعين مرة»: هل المراد ذكر الاستغفار باللفظ أو أنه إذا استغفروا ينوي بالقلب أن لا يعود إلى الذنب؟
فأجاب: الحمد لله؛ بل المراد الاستغفار بالقلب مع اللسان؛ فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له كما في الحديث الآخر: «لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار»؛ فإذا أصر على الصغيرة صارت كبيرة وإذا تاب منها غفرت قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} الآية( ).
* وقال أيضًا: فإن الاستغفار هو طلب المغفرة، وهو من جنس الدعاء والسؤال، وهو مقرون بالتوبة في الغالب ومأمور به، لكن قد يتوب الإنسان ولا يدعو، وقد يدعو ولا يتوب، وفي الصحيحين عن أبي هريرة  عن النبي  فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: «أذنب عبد ذنبًا فقال: اللهم اغفر لي ذنبي. فقال الله تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبًا، فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تعالى: أذنب عبدي ذنبًا فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، قد غفرت لعبدي»

------

( ) مجموع الفتاوى: (11/390).
( ) مجموع الفتاوى: (11/699).

قديم 08-10-2010, 10:17 PM
المشاركة 24
ابتسام محمد الحسن
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: من عجائب الإستغفار - خالد بن سليمان الربعي
وفي رواية لمسلم: «فليفعل ما شاء»، والتوبة تمحو جميع السيئات وليس شيء يغفر جميع الذنوب إلا التوبة؛ فإن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، وأما التوبة فإنه قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، وهذه لمن تاب، ولهذا قال: {لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}: لا تقنطوا من رحمة الله بل توبوا إليه، وقال بعدها: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [الزمر: 54]، وأما الاستغفار بدون التوبة فهذا لا يستلزم المغفرة؛ ولكن هو سبب من الأسباب ( ).
* وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى: وجماع ذلك أن يحاسب نفسه أولاً على الفرائض؛ فإن تذكر فيها نقصًا تداركه إما بقضاء أو إصلاح، ثم يحاسبها على المناهي؛ فإن عرف أنه ارتكب منها شيئًا تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية، ثم يحاسب نفسه على الغفلة؛ فإن كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والإقبال على الله تعالى ثم يحاسبها بما تكلم به أو مشت إليه رجلاه أو بطشت يداه أو سمعته أذناه: ماذا أرادت بهذا، ولمن فعلته، وعلى أي وجه فعلته؟ ويعلم أنه لا بد أن يُنشر لكل حركة وكلمة منه ديوانان: ديوان لمن فعلته، وكيف فعلته؛ فالأول سؤال عن الإخلاص، والثاني سؤال عن المتابعة، وقال تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92، 93]، وقال تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ} [الأعراف: 6]، وقال تعالى: {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ} [الأحزاب: 8]؛ فإذا سئل الصادقون وحوسبوا على صدقهم فما الظن بالكاذبين؟!( ).

------

( ) منهاج السنة النبوية: (6/210).
( ) إغاثة اللهفان: (1/83).

قديم 08-10-2010, 10:18 PM
المشاركة 25
ابتسام محمد الحسن
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: من عجائب الإستغفار - خالد بن سليمان الربعي
* الإصرار على الصغيرة قد يساوي إثمه إثم الكبيرة أو يربى عليها.. وأيضًا فإنه قد يتخلص من الكبيرة بالتوبة والاستغفار ( ).
* يذكر عن النبي : أن كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته: تقول: «اللهم اغفر لنا وله». ذكره البيهقي في الدعوات الكبير وقال: في إسناده ضعف، وهذه المسألة فيها قولان للعلماء – هما روايتان عن الإمام أحمد – وهما: هل يكفي في التوبة من الغيبة الاستغفار للمغتاب، أم لا بد من إعلامه وتحليله؟ والصحيح: أنه لا يحتاج إلى إعلامه بل يكفيه الاستغفار وذكره بمحاسن ما فيه في المواطن التي اغتابه فيها، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، والذين قالوا: لابد من إعلامه، جعلوا الغيبة كالحقوق المالية، والفرق بينهما ظاهر؛ فإن الحقوق المالية ينتفع المظلوم بعود نظير مظلمته إليه فإن شاء أخذها وإن شاء تصدق بها، وأما في الغيبة فلا يمكن ذلك ولا يحصل له بإعلامه إلا عكس مقصود الشارع ؛ فإنه يوغر صدره ويؤذيه إذا سمع ما رمى به ولعله يهيج عداوته ولا يصفو له أبدًا، وما كان هذا سبيله فإن الشارع الحكيم  لا يبيحه ولا يجوزه فضلاً عن أن يوجبه ويأمر به، ومدار الشريعة على تعطيل المفاسد وتقليلها لا على تحصيلها وتكميلها والله تعالى أعلم( ).
* قال ابن القيم رحمه الله تعالى: الفائدة العاشرة ينبغي للمفتي الموفق إذا نزلت به المسألة أن ينبعث من قلبه الافتقار الحقيقي الحالي لا العلمي المجرد إلى ملهم الصواب ومعلم الخير وهادي القلوب أن يلهمه الصواب ويفتح له طريق السداد ويدله على حكمه الذي شرعه لعباده في هذه المسألة؛ فمتى قرع هذا الباب فقد قرع باب التوفيق.
وما أجدر من أمل فضل ربه أن لا يحرمه إياه! فإذا وجد من قلبه هذه الهمة؛ فهي طلائع بشرى التوفيق؛ فعليه أن يوجه وجهه ويحدق نظره إلى منبع الهدى ومعدن الصواب ومطلع الرشد؛ وهو النصوص من القرآن والسنة وآثار الصحابة؛ فيستغفره وسعه في تعرف حكم تلك النازلة منها؛ فإن ظفر بذلك أخبر به وإن اشتبه عليه بادر إلى التوبة والاستغفار والإكثار من ذكر الله؛ فإن العلم نور الله يقذفه في قلب عبده، والهوى والمعصية رياح عاصفة تطفئ ذلك النور أو تكاد ولابد أن تضعفه.

-----------

( ) إغاثة اللهفان: (2/151).
( ) الوابل الصيب: (1/219).

قديم 08-10-2010, 10:20 PM
المشاركة 26
ابتسام محمد الحسن
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: من عجائب الإستغفار - خالد بن سليمان الربعي
يـُتبع ........




مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من عجائب الإستغفار - خالد بن سليمان الربعي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سليمان بن خالد بن الوليد أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 7 04-25-2021 10:09 PM
عجائب الدنيا السبع تركي خلف منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 12 11-17-2019 10:14 PM
عجائب و فوائد ماء زمزم أميرة الشمري منبر الحوارات الثقافية العامة 1 07-16-2011 10:11 AM
عجائب وطرائف الصور خالد الزهراني منبر الفنون. 108 06-05-2011 10:14 AM
عجائب كوكل ايرث تيمه الشمري منبر الفنون. 20 03-06-2011 11:14 PM

الساعة الآن 07:06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.