قديم 06-05-2012, 03:06 PM
المشاركة 831
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الناقد البحريني فهد حسين لثقافة اليوم :
الرواية البحرينية
طامي السميري
إذا كان الشعر يهيمن على المشهد الثقافي في البحرين ، فإن الرواية البحرينية بدأت في السنوات الأخيرة تسجل حضورها ليس كحالة تنافسية للشعر وإنما كخيار إبداعي ينسجم مع معطيات المشهد . لذا نجد أن أسماء شعرية ومن أجناس إبداعية كتبت الرواية . وفي هذا الحوار مع الناقد البحريني فهد حسين نتعرف على ملامح التجربة الروائية البحرينية :
*البعض يرى أن الرواية البحرينية مشغولة بأزمة الهوية ..إلى أي حد كان هذا الانشغال بتوطين الهوية سرديا في الرواية البحرينية وهل هذا يعني ارتداداً إلى الماضي، وهروباً من اللحظة..وهل هذا الهم ساهم في تغييب الرواية التي تعالج اللحظة الحالية ؟
- أولاً ماذا نعني بالهوية المقصودة في هذا السؤال، أهي الهوية المتعلقة بالجنسية أم الدينية أم المذهبية أم العرقية أم الاجتماعية أم القبلية أم العشائرية؟ وهل يمكن أن نحدد الهوية هنا أو نكوّنها بمسيرتنا الثقافية والاجتماعية والفكرية وغيرها؟ وكما أشار أمين معلوف فالهوية مسألة فلسفية جوهرية منذ قول سقراط (اعرف نفسك بنفسك)، لذلك فالهوية أيًا كانت هي في أبسط صورها مجموعة هويات مختلفة المجال والنوع الهدف، وفي الأساس لا تتحدد إلا بعد أن تتكون عبر مسيرة الإنسان في الحياة لهذا فالرواية البحرينية التي بدأت منذ خمسينات القرن الماضي، وتمظهرت بصورة جلية في الثمانينات من القرن نفسه لتكون أكثر وضوحاً وتلقيًا في طرحها للقضايا ذات العلاقة بالواقع البحريني ماضيًا وحاضرًا، ومحاولات لاستشراف المستقبل، حالها في ذلك حال الرواية في الدول الأخرى التي مرت بظروف ومنعطفات وتكونت وفق تراكمات ومعطيات مختلفة الأبعاد، لذلك كان اشتغال الرواية البحرينية بمداخل متعددة، تبعًا لمجموعة من المؤثرات الثقافية والإيديولوجية والسياسية، فهناك من الأعمال الروائية التي عالجت القضايا الإنسانية من منحى البعد النفسي والصراع مع الذات وذات الآخرين، وهناك من أخذ منحى الصراع الطبقي، وآخر وقف عند المسألة الجندرية، وآخر لم يحدد منحاه، وأعتقد أن مشروعه الروائي لايزال بحاجة إلى مسيرة عمل، أم من اهتم بالهوية الاهتمام الجم فهو الروائي فريد رمضان منطلقًا من المهمشين والأقليات والذين ينظر لهم خارج دائرة المركز.
من هنا ناقشت الرواية البحرينية الصراع بين الخير والشر، بين السلطة السياسية وقوى المعارضة، بين الحركة الوطنية والانتداب البريطاني، بين ما هو مقيم في المكان والدخيل عليه، وهذا الإسهام كان منطلقًا من البعد التاريخي للمكان وحالاته، كما هو موجود في الرواية التاريخية عالميًا وعربيًا، ومن هنا كانت الهجرات والانتقال من مكان إلى آخر متواجدة في الرواية البحرينية، مثل: الهولة، ومن جاء من العراق في فترات ماضية. ولكن هذا لا يعني الانكفاء في الماضي، والهروب من مناقشة الحاضر، بل جاءت بعض القضايا ذات الصلة بالواقع المعيش اجتماعيًا وسياسيًا بحكم الحراك المطلبي في البحرين منذ عشرينيات القرن الماضي، كالحديث عن الحركات المطلبية في الثمانيات والتسعينات، وقد برز بصور واضحة في أعمال حسين المحروس وأحمد المؤذن، والعلاقة بين الرجل والمرأة والظروف التي كان ينظر من خلالها إلى هذه العلاقة التي أفرزت في الماضي علاقة غير شرعية في بعض المناطق، وكيفية الإسقاط الرمزي على الواقع المعيش الذي ينظر إلى المرأة ودونيتها أو جعلها في هامش المجتمع مثلما ناقشت ذلك رواية القلق السري لفوزية رشيد، ورواية الرجل السؤال لفتحية ناصر، لذا لا أعتقد أن الرواية البحرينية كانت مغيبة في اللحظة، بل حاولت أن تجد لها مكانًا في المشهد السردي الخليجي، إضافة إلى الولوج بعين الراصد والمتأمل والمتفحص للتراث والتاريخ العربي والإسلامي، حيث انكب الروائي عبدالله خليفة على إصدار أعمال روائية ذات بعد تاريخي، فأصدر من الروايات: رأس الحسين، عمر بن الخطاب شهيدًا، عثمان بن عفان شهيدًا، علي بن أبي طالب شهيدًا، محمد ثائرًا، بالإضافة إلى الواقع الذي يعطيك ملامح الحياة المستقبلية بعد نضوب النفط.
* إذا ما كان هم الهوية حاضرًا في كتابة الرواية البحرينية هل ارتبط حضور هاجس الهوية بالعامل الأيديولوجي. والى أي حد تجد الرواية البحرينية متورطة في الجانب الأيديولوجي؟
- إلى حد ما هناك ارتباط سواء بالحالة الأيديولوجية أم بالحالة الثقافية، وأعتقد ما يكتبه الروائي عبدالله خليفة عن تاريخ البحر والغوص، والحالة الاجتماعية والمعيشية في المجتمع البحريني يشير إلى ذلك الصراع الطبقي في المجتمع، وما يقوم به الروائي فريد رمضان حول الهوية والهجرات من أجل كشف تلك المحاورات التي تدور بين المثقفين والبعض الآخر حول الأصول والتعددية التي تميز المجتمع البحريني، وهذا من بُعد ثقافي أنثربولوجي، أما الروائي عبدالقادر عقيل فإنه كان مهتماً بطرح هذه الهوية في دائرة الحالة الإنسانية المرتبطة بالظروف المعيشية وكما عمل على مناقشة الهوية العربية أيضًا وكذلك الروائية فوزية رشيد، مما يعني أن الهوية التي كانت تطرح في العمل السردي البحريني كان وراءها أكثر من توجه وبُعد ثقافي وفكري.
* على مستوى تقنيات السرد كيف ترى أساليب الروائيين في الاشتغال على هذا الجانب .. هل هناك مغايرة ما تجعلنا نشعر بالفروقات السردية بين روائي وآخر؟
- بالطبع الاختلاف موجود حال أي منطقة والتمايز بين روائي وآخر، المخزن الثقافي والأدبي، والتواصل مع الحراك الأدبي الإقليمي والعربي والدولي يسهم في تعزيز ما يحاول الروائي البحث عنه، ويعمق التجربة في التعامل مع التقنيات السردية والمكونات الروائية، والقياس كذلك على كل التجارب المحلية أو الإقليمية أو العربية أو العالمية، فلو نظرنا إلى ماركيز وإلى باولو إيكويلو فسنجد التباين واضحا في التناول والتقنية والعرض وغير ذلك، وقس على هذا عندكم في المملكة العربية السعودية بين الروائيين أو الروائيات فلا تستطيع أن تقول إن كتابات وتوظيفات الروائية رجاء عالم هي نفسها عند زينب حفني مثلا، وما عند عبده خال من تقنيات هي نفسها عن المحيميد، فليس الوقوف على المكان أو حالة من المجتمع يعني أن الروائي تمكن من نسج هذا المعمار الروائي وتمكن من توظيف التقنيات والمكونات، وعلى هذا فهذا التباين يظهر في كتابة الروائيات والروائيين البحرينيين كما عند غيرهم، فحين تقرأ عملا لعبدالله خليفة أو لفريد رمضان أو لأمين صالح أو لفوزية رشيد أو غيرهم تجد الفروقات بارزة في التكنيك وكيفية توظيف التقنية الروائية، ومدى استطاعة لغة كل كاتب أو كاتبة من نسج هذه الهندسة اللغوية السردية في عالم الرواية، فهناك من يجعل اللغة مرشدًا رئيسًا في حركة البناء الروائي، وآخر يهتم بدلالة المضمون، وثالث يشتغل على بناء الشخصية التي تعطي الحدث مساحة واسعة وذات دلالة رمزية، المهم أن كاتب الرواية لابد أن يكون متمكنًا من صنعة العمل الروائي في إطار معرفي وثقافي وتقني لكي يستطيع أن يوظف المكونات والتقنيات الروائية بصورة تجذب القارئ والمتلقي للنص، ويؤمن الكاتب نفسه بدوره الفعلي والحقيقي له ولعمله في آن واحد.
ليست مغيبة في اللحظة بل حاولت أن تجد لها مكانًا في المشهد السردي الخليجي
* هناك أسماء شعرية كتبت الرواية البحرينية ..أيضا المشهد الثقافي البحريني ميال إلى الشعر أكثر من السرد. هذه المرجعية الشعرية هل ساهمت في تشكيل لغة شعرية في النص الروائي البحريني؟ وهل هناك أسماء انتصرت للغة في تجربتهم السردية؟
- لدينا في البحرين المشهد الشعري أكثر من المشهد السردي، وهو ملحوظ على المستوى الداخلي والخارجي، ولو أقمنا بعد من يكتب السرد لعرفنا الفارق بينهما كبيرًا يكاد يكون واحدًا إلى خمسة تقريبًا أو أكثر. وقس هذا على أعضاء أسرة الأدباء والكتاب، فأكثرهم شعراء، ولكن لا يوجد شاعر كتب رواية البتة، عدا أمين صالح بوصفه كاتب سرد وشاعرًا ومترجمًا وناقدًا سينمائيًا، فله تجارب متعددة في الإبداع، يكتب القصة والشعر والرواية والنص وله أعمال ودراسات ترجمها في المجال السينمائي، وهناك تجربة للشاعر علي الجلاوي ولكن لم تصدر بعد، إضافة إلى هذا هناك من حاول كتابة الرواية وهو في مجال آخر، مثل: الدكتور عبدالله المدني الذي صدرت له رواية مؤخرًا، وكاتب الدراما حمد الشهابي، والكاتب خالد البسام، كما هو بعض كتاب المملكة العربية السعودية مثل: علي الدميني وتركي الحمد، أما البقية وبحسب معلوماتي فإن كتاب السرد لم يكتبوا شعرًا أو كتاب الشعر لم يكتبوا سردًا، وإن كان هنا وهناك بعض الحوارات تشير إلى وجود هذه الحالة فأرى أن هؤلاء الذي هم شعراء ولجأوا إلى هذا النوع من الكتابة فلا يمكن أن نطلق عليهم كتاب رواية باختلاف أمين صالح. أما من حيث اللغة فإنها تتباين في العمل السردي، وتصل إلى اللغة الشعرية تحديدًا عند أمين صالح وحسين المحروس أكثر من غيرهما، وهناك شيء آخر وأعتقد لابد أن هناك أمراً نضعه في عين الاعتبار، وهو الكتابة الإبداعية، حيث هذا العمل ليس سهلا ولا استسهالا، كما هو حادث اليوم إذ تجد الكثير من الأعمال التي توصف نفسها بالرواية وهي مجموعة خواطر وسيرة ذاتية سطحية تسجل ثم تطبع لتكون رواية. الكتابة الروائية لم ولن تكون على هذه الشاكلة، لذلك لابد من وقفة صريحة أمام هذا الكم من الأعمال التي تصدر هنا وهناك وتتلقفها المطابع والناشرون لتكون رقمًا مضافًا للمنجز الإبداعي السردي.
* ربما نقول إن البحرينية تجنبت الفضحائية الاجتماعية وهي الثيمة التي انشغلت بها بعض الروايات في دول خليجية أخرى. قد يعود هذا الأمر إلى كتاب الرواية البحرينية لهم مرجعتيهم الإبداعية وكتبوا الرواية من باب الفن لا من باب الهجاء الاجتماعي. اللحظة الهادئة التي تكتب بها الرواية البحرينية هل حققت عمقا نوعيا في شأن المضامين الروائية البحرينية ؟
- كما قلت أن الكاتب البحريني خاصة الرعيل الأول شعرًا أو سردًا لم يكتبوا من فراغ أو لأجل الكتابة، بل كان لديهم مشروعات إبداعية منبثقة من تطلعات ثقافية أو أيديولوجية أو أنثربولوجية، أو سياسية لذلك ليس الهم أن أفضح الواقع الاجتماعي والمجتمع والحالة المعيشية بقدر ما هو كشف الزيف المخبوء وراء هذا الواقع، لذلك حين ناقش حسين المحروس في رواية قندة ذلك الحي المشهور في منطقة النعيم تناوله ليس لفضحه بل للمحاورة معه، وكشف البواطن الداعية لوجوده، وكيفية تمت محاربته فيما بعد. كما أن الوضع السياسي في البحرين آنذاك كان يدعو إلى مناقشة أمور أكثر مما تناقشه الرواية الحالية في المنطقة، هذا بالإضافة إلى طبيعة المكون الثقافي والاتصال بعالم الكتابة وزاوية الرؤية عند هذا الكاتب أو ذاك، وهنا نطرح السؤال التالي: لماذا التركيز في الرواية النسوية السعودية على الجنس بصورة كبيرة، وبعض من الموروث الديني عند الروائيات الجدد، في الوقت الذي لا ترى هذا المنحى بشكل مباشر في الرواية النسوية الكويتية مثلا؟ أليس يعطينا مؤشرا بأن التجربة الحياتية والأعراف والتقاليد والقبول والمنع في العادات تكمن وراء هذا التوجه أو ذاك؟
* لك دراسة نقدية تختص بالمكان في الرواية . كيف ترى ملامح تشكل المكان في الرواية البحرينية . وماهي ابرز الروايات التي قدمت المكان كبطل في النص ؟
- درست المكان في الرواية البحرينية متخذًا ثلاث روايات كنموذج، هي رواية الجذوة لمحمد عبدالملك ورواية الحصار لفوزية رشيد ورواية أغنية الماء والنار لعبدالله خليفة، وتبين من خلال دراسة هذه الروايات أن هناك اهتمامًا بالمكان المحلي، الداخلي والخارجي، المغلق والمفتوح، العام والخاص، المكان الاختياري والمكان الإجباري، حيث تناولت الروايات الثلاث البيت والغرف والمقاهي والسجون والأسواق والشوارع والبحر، كما تناولت وسائل المواصلات بوصفها أمكنة تنقل، لكن هذه الأمكنة لم تحدها الحدود الجغرافية الدقيقة والمعنية بالبحرين، لذلك يمكنك أن تجعل هذه الأمكنة أو أكثرها في أية دولة أو مكان خارج حدودها المكانية، ويمكن هذا جانب إيجابي وهو تحويل المكان المحلي إلى مكان خارجه يستطيع الكل أن يعيشه وكأنه مكانه. لذلك لا توجد الخصوصية المكانية بصورة جلية عدا المكان المغلق وتحديدًا السجن بنوعيه السياسي والإصلاحي، وبخاصة حينما كانت الأحداث والواقائع تدور في إحدى جزر البحرين وهي (جدة)، لكن في العقد الأخير من القرن الماضي والعقد الأول من الألفية الثالثة برزت أعمال فريد رمضان وحسين المحروس التي تناولت مناطق معينة ومحددة كما فعل ذلك جمال الخياط ومحمد عبدالملك في قلب الحب، مثل: مناطق المحرق والمنامة والنعيم، ولكن لم يكن المكان في حد ذاته هو البطل بقدر ما هي الشخصية التي تتواجد في هذا المكان التي تؤدي دورًا مهمًا في حركة المكان ونموه وتطوره، أو الاتحاد معًا لينموا ويتطورا في آن كما هو في شخصيات رواية السوافح لفريد رمضان.
الرعيل الأول كان لديهم مشروعات إبداعية منبثقة من تطلعات ثقافية
* كيف ترصد التجربة النسائية للمبدعة البحرينية في كتابة الرواية .. وهل ترى ان تلك التجربة مغايرة للتجارب النسائية في دول الخليج العربي ؟
- من دون شك أن أول امرأة بحرينية كتبت الرواية هي فوزية رشيد ولديها إلى هذا الوقت ثلاث روايات منشورة وبعض المجموعات القصصية، بالإضافة إلى ليلى صقر التي أصدرت رواية واحدة وتوقفت، وفتحية ناصر أصدرت ثلاث روايات، وهناك منيرة أسوار ولها وراية واحدة وكذلك هدى عواجي، وهذه الأعمال لا تشكل منعطفًا في الكتابة الروائية على المستوى الإقليمي عدا تجربة فوزية رشيد، ويكمن ذلك في الرؤية والهدف وراء الكتابة عامة، والروائية على وجه الخصوص، وها نحن نرى العديد من الروايات في المنطقة الخليجية تصدر كل عام وتطرح العديد والكثير من القضايا ذات العلاقة بجنس المرأة والعلاقة بينها وبين الرجل من جهة وبينها وبين المجتمع وأعرافه المتنوعة من جهة أخرى، لكن ما الاختلاف بين هذا وذاك، أعتقد لا نزال نراوح العتبة الأولى في الكتابة الروائية النسوية الشبابية ليس لضعف عندهن أو لعدم قدرة، بل هؤلاء النسوة بحاجة إلى قراءة متواصلة في الأعمال الروائية والنقدية المحلية والخارجية العربية والعالمية، سواء إن كان كاتبها رجلًا أم امرأة، وهن بحاجة ملحة إلى تواصل مباشر مع المشهد الأدبي والثقافي من خلال المشاركة في الفعاليات والبرامج الثقافية، وفي المؤسسات الأدبية والثقافية، والنشر في الصحافة، فضلا عن التفكير في مشروع الكتابة نفسها، والرؤية التي تريد عبرها هذه الروائية أو تلك الولوج إلى المجتمع وكشف زيف ما يمارسه وتؤكده أعرافه وتقاليده.

قديم 06-05-2012, 06:44 PM
المشاركة 832
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
قديم 06-05-2012, 06:51 PM
المشاركة 833
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
عبدالله خليفة في حوار استثنائي مفتوح حول: الحراك الاجتماعي في البحرين وعموم الخليج العربي، دور وموقف القوى التقدمية
أجرت الحوار: هيفاء حيدر

من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا – 31 - سيكون مع الأستاذ
عبدالله خليفة حول: الحراك الاجتماعي في البحرين وعموم الخليج العربي، دور وموقف القوى التقدمية.

1 – تشهد البحرين الآن حراكاً مطلبياً جماهيريا واسعاً ينادي بضرورة الإصلاح السياسي الشامل واجهته السلطات بالقمع العنيف واستخدام القوى المفرطة ، كيف تقييم ذلك؟ وما هو دور و موقف القوى اليسارية والتقدمية؟

لقد حدث هذا الحراك في خضم التحركات العربية العارمة في العديد من الدول خاصة في تونس ومصر واليمن، لكن النموذجين الناجحين في تونس ومصر المبهرين الملحميين والمفاجئين واللذين دخلا كلَ بيت وحركا المشاعر والأفكار في كل عائلة نحو الأحداث والتغيير، جعلا الجماعات السياسية المعارضة وخاصة الحركات الشيعية، تتأثر بشدة بما جرى، خاصة وأن لديها جماعات كبيرة من الشباب العاطل والمأزوم إجتماعياً بسبب سياسات النظام البنيوية الفاشلة، أي مسألة العجز عن إعادة هيكلة بُنية الرأسمالية الحكومية الفاسدة، في هذه اللحظة المفصلية من الحراك العالمي الشرقي خاصة لتجاوز هذه البنية التي اصبحت تعرقل التنمية والتطور وحقوق الأغلبيات الشعبية.
التأثر لدى هذه الجماعات والاستنساخ والحمى العاطفية هي من المكونات العميقة لديها، فلم تأتِ تحولاتها نتاج دراسات طويلة، فالُبنى التنظيمية داخل الحركات الشيعية والسنية السياسية عامة تمنع الجدل الداخلي المتطور ودرس التجربة السابقة ونقدها.
وقد قادها التأثر الحماسي بالتجربتين واعتقادها بإمكانية تحقيقهما في البحرين كذلك إلى الدعوة للتجمع والجثوم الاحتجاجي المطول في دوار اللؤلؤة لخلقِِ أزمةٍ عامة.
بطبيعة الحال وعي هذه الجماعة الشبابية لم يدرك الفروقَ بين بُنيتي المجتمعين التونسي والمصري الناضجتين إجتماعياً، وضخامة تواجد الفئات الوسطى والعمالية ووجود توحد وطني ثقافي طويل، وفي تونس خاصة وُجدت طبقةٌ عاملةٌ قوية لها تنظيمٌ نقابي قوي له خبرة هائلة في الصراع الطبقي، وكل هذه الظروف غير موجودة في البحرين، بل توجد فئات ريفية كبيرة مأزومة معيشياً في نظام متعالٍٍٍ عنها، وتتحرك بين مدنٍ فيها فئاتُ سكانٍ من مذهبٍ آخر، ذاتُ درجةٍ من العيشِ مختلفة وبإمتيازات في الوظائف العسكرية خاصة.
وقد عمل الشباب من خلال مواقع الإنترنت الحرة للتجمع في يوم الحب، وهو نفسه يوم إعلان الميثاق الوطني، التي تحتفلُ به السلطةُ كيومِ عيدٍ وطني شكَّل بداية الانعطاف السياسي الكبير في فهم السلطة وقطاع مهم من الشعب كذلك.
أي أن إختيار لحظة التفجير الثوري جاءتْ مناقضةً للحظة الاحتفال بالميثاق، وهو أمرٌ يوفرُ حشوداً من الناس، كما أنه يمثلُ إستهانةً وصفعةً للنظام الذي يحتفلُ بمناسبةٍ عظيمة لديه!
هذا التوقيتُ والاستنساخُ الانقلابي والاستهانةُ ب(المنجزات العظيمة) خلقَ شعوراً بالصدمة لدى الطبقة الحاكمة، مثلما أن الثورات الزاحفة كانت تخلقُ مشاعرَ قلقٍٍ عظيم ورعباً سياسياً، في كل دول مجلس التعاون الراكدة والراقدة على بيض ثمين يقدر بمليارات الدولارات، خاصة في البحرين الصغيرة التي كانت تعتمد على نظامي مصر وتونس، وحين كانت الثورة الشعبية تعصفُ بتونس لم يكن القلق كبيراً، لكن بتفجر الثورة في مصر وزعزعتها لنظام بدا أسطورياً مثل صمود الأهرام تفجرتْ مشاعرُ القلقِِ والخوف!
النظامُ في البحرين عاشَ على حماية الشقيقات الأكبر، وهو نظامٌ يتصفُ بالكارتونية فكأنه فيلم كارتوني حيث ينظر الشيوخ لأنفسهم كأباطرة وبهم حالات عميقة من الشعور بالتقزم وتفاهة الوجود والبخل وهم يدركون طبيعة الكراسي الخاوية التي يجلسون عليها، والمسنودة بأنابيب النفط السعودية، وكرابيج الشرطة الباكستانية والبلوشية والسورية، وبحراسة القاعدة الأمريكية، وحيث الاقتصاد العجيب الفوضوي الذي يعملُ فيه أجانبٌ كأنهم في برج بابل فكلُ الشعوبِ موجودةٌ تلتهمُ ما يمكنُ إلتهامه وإرساله لعائلاتها ومصارفها، وفي قلب العاصمة المنامة هناك قرى رثةٌ تعودُ للقرون الوسطى، وأزقةٌ ضيقة ينحشر البحرينيون داخلها مع الدخان والبؤس وضخامة أعداد الأجانب وبغياب المرافق مثل أحياء الحورة ورأس رمان والجفير والنعيم بالعاصمة. إلا أن يرحمك موقعك الأمني وحصولك على علاقة مع موظف كبير.
التمييز الطائفي السياسي ضد الشيعة نشأ بقوة بعد الثورة الإيرانية وقيام الشباب الشيعي المُسيّس بتدبير الانقلابات المختلفة ونسخ التجربة الإيرانية، وتداخل هذا مع سياسةِ نظام لم يفعل شيئاً عميقاً على تطوير الحارات في قلب المدن فما بالك بالريف المعدم؟
سياسة مجلس الوزراء منذ السبعينيات اعتمدت على إذلال المواطن وتقزيم حضوره وخاصة بعد حل المجلس الوطني، وخلقت (بروليتاريا شيعية) كبيرة فقدتْ الأملاكَ الزراعية والحرف القديمة ولم يبق سوى قدرتها على بيع قوة العمل في سوق لم يوفر لها بيع قوة العمل هذه إلا بأسعار متدنية وأحضرت لها بروليتاريا آسيوية كبيرة تنافسها في المعروض السلعي من بيع قوى العمل وبيع السلع في المتاجر الصغيرة! وحتى بيع قوى العمل لم يتوفر كذلك بسهولة.
ولهذا حين جاء الشيخ حمد ملك البحرين حاول أن يغير هذه السياسة الفاسدة، لكن مع بقاء المسئولين السابقين المسئولين عن بناء هذه البنية المتناقضة الغريبة الفوضوية، وبمجلس منتخب مشدود الرسن لمجلس شورى معين من (مثقفي) النصب والاحتيال. كذلك إستمرت مؤسسةُ مجلس الوزراء في تقليص وخنق دور مجلس النواب والظروف السياسية الجديدة مثل مصادرة النشرات الصغيرة المحدودة الانتشار التي تقوم بها جميعات سياسية كانت تُسمى سابقاً جبهة التحرير الوطني والجبهة الشعبية وحزب البعث وجبهة أحرار البحرين!
وقامت بالتضييق على هذه الجمعيات وحُصرت في أزقة صغيرة ضيقة، ومنعت من الوصول لوسائل النشر والإعلام إلا إذا كانت في حالة مدح أو نقد محدود مُراقب من قبل هذه الأجهزة المرتبطة بالدوائر الرسمية.
ومن جهة أخرى سمحَ مجلس الوزراء لقوى المال أن تتغلغل في الأملاك العامة نهباً وإمتلاكاً ومشروعاتٍ عبر قوى المال الداخلية والخارجية وبتدفق مستمر كذلك من العمالة الأجنبية.
ففجأة رأينا السواحل مملوكة لهذه الجهات أي لأقطاب مجلس الوزراء وابناء الملك حتى صارت الدولة تبحث عن شاطئ واحد لكي يمشي عليه الجمهور في بلدٍ مكونٍ من جزر! وتجد شمالَ مدينة المنامة وهو شريط صغير على سبيل المثال كيف تم إلتهامه تماماً بشكل هائل!
هذه الظروف كلها خلقتْ حالةَ الغضب العارم وكأن القِدرَ الشعبي قد فاضَت وطفحَ الكيل ووجدَ الشباب في الحالات الثورية العربية أسلوباً يمكن تقليده، وكان تقليداً فيه إبتكار ومحدودية وقلة صبر.
الجماعات السياسية الشيعية هي التي أخذت تلعب الدور الرئيسي في الحراك السياسي البحريني منذ عقود، ولا تختلف هذه اللحظة عن التاريخ الماضي، فهي تمتلك تلك البروليتاريا المأزومة الشبابية الواسعة القادرة على التضحية والانتشار، وقد أخذ العمال الشباب والمتعلمون منهم يتغلغلون في الأجهزة الحديثة ويطرحون أشياءَ جديدة ويكتشفون، لكنهم تابعون لولاية الفقيه البحرينية -الإيرانية المزودجة، ومن هنا تغدو علاقاتهم متوترة مع اليسار، فهم يريدون اليسار تابعاً لهم، وأي يسار مستقل ناقد لمستوى وعيهم يعادونه، وبالتالي فإنهم لا يأبهون بالانتقادات المتعلقة ب(الثورة) هذه، وهم يحددون كل مواعيد الحراك وعلى الآخرين أن يكونوا تابعين لهم، رغم ما في هذه التحركات أحياناً من مغامرات وفوضى، لكنهم أنشط وأكثر حيويةً من الجماعات اليسارية التي تجمدتْ وتكلست، وتخصصتْ للخطابات في المقرات والاستعراض والوصول للمنافع والركوب على الموجة وفيها مخلصون ومناضلون قلة فيغدو دورهم نادراً ضعيفاً بشكل عام.

2 – نرى بؤراً ساخنة للحوار حول دول الخليج العربي نود الوقوف معكم على أبعادها في مجالات عدة منها: الصراع الديني الطائفي، وقضايا المرأة و حقوقها، وحرية التعبير والتفكير والتنظيم، الديمقراطية، حقوق العمال....؟
أ – الصراع الديني الطائفي
ثلاثة مذاهب أساسية حالياً في الجزيرة العربية هي: المذاهب السنية، والمذهبية الإثناعشرية والإماميات عامة، والمذهب الأباضي.
جاءتْ هذه المذاهب بعد فشل المذاهب (الثورية) كالخوارج والقرامطة والإسماعيلية والزيدية، قبل قرون، وقام فشل هذه المذاهب بسبب عجزها عن الدخول للمضامين النضالية التوحيدية للإسلام وإلتحامها بالجوانب الاستغلالية المحافظة للقبلية، وثورياتها المغامرة، فجاءت المذاهبُ المحافظةُ السابقةُ الذكر لتشكل تطوراً سلمياً وتنشر قوى الإنتاج في مساحات واسعة، كالمذهب الإثناعشري الذي إنتقلتْ به قبيلةُ عبدالقيس من الحجاز إلى البحرين، فنشرتْ الزراعةَ والصيد البحري من جنوب العراق حتى البحرين، وكذلك جاء تغلغل المذاهب السنية المعتدلة كالشافعية والمالكية التي قامت بالتعايش السلمي مع الإثناعشرية وأسست كذلك تلك المهنية الحضارية.
لكن ظهرت بعد ذلك الحنبلية التي تجسدت بشكل الوهابية وطرحت الهجوم على(أهل البدع) وهي تعبر عن قبائل الغزو والنهب، وجاءت بعد ذلك القبائل السنية التي قفزت على هذه المناطق الرزاعية المتحضرة إلى البحرين – الجزر والكويت وقطر والإمارات، مؤسسة دولاً وفي البحرين الجزر إصطدمتْ بالفلاحين أهل الأرض.
وهذا أدى في مناطق الصراع الاقتصادي السياسي كالبحرين إلى الصراع الطائفي الطبقي، الذي أخمدتْ الحركةُ الوطنية شكلَهُ الطائفي، لكنه إستعرَ بعد ولاية الفقيه. في قطر لم تكن ثمة تنوعات وساد المذهب الوهابي المحافظ، وهكذا فإن لكل بلد حراكه الاجتماعي الفقهي – السياسي الخاص.
في زمن التحرر الوطني(العلماني) التحقتْ المذاهبُ الإسلامية بالحركات الاجتماعية كرديفٍ مساعد، وفي زمن أزمة الرأسمالية الحكومية الراهنة بعد ضرب تيارات الحركات الوطنية تحول الرديفُ إلى حركة أساسية للاستيلاء على الرأسمالية الحكومية المأزومة في حين يتطلب الأمرُ نشؤ نظام رأسمالي ديمقراطي تعددي بدلاً من صراع الطوائف لكن الخليج غير ناضج لهذا بعد، والمرحلة التالية ستكون تداخلاً بين القوى الاجتماعية، حيث ستتحول الفئات الوسطى المُهمّشة إلى بداية تكون الطبقات الوسطى، وهذا مشروطٌ بهزيمة فكرة ولاية الفقيه السني والشيعي والحكم المطلق.


ب: قضايا المرأة وحقوقها
النساء مرتبطات بالقوى التحديثية وأوضاعها، فلكما ازدهر نمو هذه القوى تنامت حقوق النساء، فالحركات الدينية تعبر عن بنية الاقطاع، التي همشتْ النساءَ وحولتهن إلى أدواتِ إنتاجٍ منزلية وجوار، وهناك ضعف أساسي في القوى الوسطى بسبب هيمنة الدول ورأسمالياتها الحكومية التي إحتاجت لخروج النساء الجزئي، لكن هذه الرأسماليات كانت تسحق الأرياف والبوادي، والطبقات الشعبية عموماً والتي وجدت في اليسار ثم في الدين مظلات الحماية، فأنتشرتْ الحركات المدافعة عن النساء وحرياتهن زمن اليسار وتراجعت في زمن إستعادة الأفكار الماضوية. وحتى الأشكال الإسلامية المحافظة كانت تمثل لهذه الأوساط الريفية والبدوية أشكالاً من الدفاع عن النساء وسلامتهن ولكن بعقلية السيد.
يحدث الآن التركيب الجدلي بين النهضة والحداثة والجذور العربية الإسلامية الإنسانية فتتصاعد حركات النساء المطالبة بالحقوق متعاضدة مع حركات النضال العامة.


ج – الحريات، التنظيمات، العمال، حقوق العمال الخ..
كل هذه القضايا ترتبط بنمو وفاعلية الفئات الوسطى والعمالية وفي الخليج يتم ذلك من خلال الأفكار الدينية المحافظة في الغالب، ولهذا لا تستطيع أن تحدث إنجازات وتحولات للشعب في المنطقة، فهذه التيارات ذكورية محافظة تضطهد الزوجات والأمهات والنساء عامة، ولم تستطعْ إنتاجَ ثقافة ديمقراطية، فهي محدودة القراءة، ولا تنتج كتابات فكرية تحليلية، ومن جهة أخرى فهي عاطفية تعتمد على الفورات الوقتية.
فنجد أن التنظيمات الدينية طائفية تريد برلمانات وتحولات(ديمقراطية) تصعد ثقافتها الدينية المحافظة، أي أنها تريد الاستيلاء على خيرات الرأسماليات الحكومية مع تشكيل هيمنة سياسية على المجتمع. والدول تريد المحافظة على الهيمنة، فالبدائل الديمقراطية العميقة غير موجودة، في الحكومات وفي المعارضات على صعيد الخليج بسبب أن الفئات الوسطى والعمالية التحديثية العلمانية الواسعة كما في تونس ومصر غير موجودة هنا.
أنها تريدُ المحافظةَ على رجعيتها ولكن في نظام ديني دكتاتوري على الطريقة الإيرانية. والأنظمة متخلفة فاسدة، فالشعوب العربية هنا بين نارين.
نرجو أن تتغلب الحركات الشبابية المناضلة في الوقت الراهن على هذه السلبيات.
أما العمال العرب خاصة اليدويون منهم فهم في ظروف سيئة خاصة في البحرين وبعض مناطق السعودية حيث الأجور المتدنية والأعمال الصعبة، أما العمال الأجانب البروليتاريون فهم في ظروف اسوأ لكن لديهم تجمعاتهم الكبيرة القادرة على الإضرابات الفاعلة، وخلايا شيوعية مناضلة بينهم لتغيير معيشتهم، بخلاف العرب.


3– ما هي أبرز التحولات التي تعصف اليوم بدول الخليج العربي؟ وكيف ترى أوجه الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي هل من فرصة حقيقية اليوم لذلك؟

قلب دول الخليج العربي هي البحرين المعاصرة، والبحرين القديمة: الإحساء والقطيف، هنا نجد أغلبية شيعية فقيرة وأنظمة بدوية إرستقراطية، وقامت الحكومتان في البحرين والسعودية على تحجيم الطائفة، وعدم القيام بإصلاح زراعي وتوزيع الأراضي الزراعية على الفلاحين ورفع مستوى القرى المعيشي والتعليمي والثقافي، فكان أن ظهرت التحولات الدراماتيكية العنيفة، وإستغلَّ رجالُ الدين هذه الفجوة، والمستقبل غامض وحاد، وهذا يعتمد على مدى تطور القوى الديمقراطية داخل إيران والدول العربية في الخليج، وإزاحة خيار المواجهة الاجتماعية، فالتناقضاتُ الاجتماعية والسياسية تتفجرُ في كل حدب وصوب، وبين الساحلين العربي والفارسي.
الآن ظهرت طبعةٌ جديدة من ولاية الفقيه أكثر إصراراً على إسقاط الأنظمة المحافظة في الخليج، وكأنها تعكس تطرف الحرس الثوري الإيراني، وتوجهه للمجابهة على صعيد المنطقة.
عمليات الإصلاح تتجمد أكثر فأكثر وتمزقُ الدولَ الخليجية خاصةً الصغيرة يُطرح بقوة، ونمو الإصلاح يعتمد على مدى نشاط القوى الديمقراطية الليبرالية الحكومية والوسطى، وخاصة في السعودية تحديداً فهي الدولة القادرة على فعل ذلك، كلننا نراها الآن شبه مشلولة!


4- ما هو الدور الذي يلعبه الإسلام السياسي اليوم في الصراعات التي تعيشها الحكومات الخليجية مع شعوبها في هذه المرحلة؟

لقد وضحتُ بشكلٍ مسهبٍ دورَ الحركات المذهبية السياسية المحافظة خاصة الشيعية منها، أما الحركات السنية فهي تعمل في ظلال الحكومات، ما عدا القاعدة ذات المشروع الإقصائي الكامل، والحركات السنية نمت في دوائر الدول الرسمية، خاصة بعد تصاعد قضية ولاية الفقيه، فزادتْ من نشاطاتها وتحالفاتها مع الحكومات خوفاً من الانقلابات والإطاحة بظروفها المعيشية الجيدة.
وكرستها الحكومات وصعَّدت من أدوارها وحضورها في المجالس المنتخبة والجيوش، وفي الحياة الاجتماعية والسياسية عامة، وكل الحركات الدينية المذهبية المحافظة تشتغلُ على إنتاجِ شعاراتٍ فقهية قديمة ولا تشتغل على إنتاج معرفة إسلامية نهضوية، فلا توجد الإتجاهاتٌ الإسلامية المتنورة التي تعمل على مرجعية الحضارة الإسلامية وليس على مرجعية الطائفية، كما في مصر وتركيا، وهي تعبيرٌ عن ضيق منسوب الفئات الوسطى الخليجية وجذورها الريفية المتخلفة والبدوية المتعصبة.


5 – كيف ترى اليوم أثار التحرك والهبة الجماهيرية في مصر وتونس والدول العربية الأخرى في التسريع بالتحولات نحو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية؟ وهل سيكون لها دور ايجابي في استنهاض قوى اليسار في العالم العربي؟

لقد كتبتُ بشكل مطول عن التحركات والثورتين في تونس ومصر، في جريدة أخبار الخليج البحرينية في نفس الأيام التي حدثت فيها، وعرضتُ في هذه المقالات عن سببيات في تفجر هذه الهبات الجماهيرية العظيمة، والآن حدث إنتقال لهذه الهبات في البحرين واليمن وليبيا.
لقد بدا واضحاً أن الأنظمة الشمولية العربية ذات القطاعات العامة الفاسدة النازفة لثمار قوى العمل والإنتاج الشعبية، تواجهها الطبقات العمالية والقطاعات الخاصة بقوة وشجاعة هائلة، وهما تمثلان مشروعا اليسار واليمين الإنتاجي.
إنفتاح الأحداث على الديمقراطية وصعود المشروع الرأسمالي الخاص وبعض الحقوق الاقتصادية للطبقات الشعبية، هي السمات العامة للمرحلة، وتمثل الأجيال الشابة مشروع الرأسمالية الخاصة أما بشكل تحديثي وأما بشكل ديني، لكن الأحداث تفرج عن اليسار وحرياته في النضال والظهور ويكفي في هذه المرحلة إتساع الحريات وعمليات الإنتاج العميقة، دون توقف اليسار المفترض عن تحليل المرحلة وتقديم برامجه وكسب الجماهير

قديم 06-05-2012, 06:54 PM
المشاركة 834
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ليس صراعاً طائفياً قومياً

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



عبدالله خليفة
الحوار المتمدن - العدد: 3702 - 2012 / 4 / 19 - 09:01


منذ أن صارعت القوى القومية المذهبية في إيران الاتجاهات الليبرالية الضعيفة ونَحّتها وصعّدت من عناصر الدكتاتورية والفاشية، ولم تستطع القوى الدينية المشاركة معها كذلك من تغيير المنحى العسكري المتصاعد، أُخذت المنطقةُ لأزمةٍ خطِرة مناطقية عالمية متفاقمة.

إن العناصرَ الريفية المسيّسة المتخلفة الوعي البحرينية التي اندفعت بحدة لتأييد هذا المنحى واصلت جلبه مكونةً مجموعةً من المآسي لها ولبلدها. ولم تكن في قدرتها من تصعيد الفهم الديمقراطي العلماني وكذلك لم يساعدها العلمانيون السابقون الذين تراجعوا عن علمانيتهم في سبيل الحراك اليومي الحماسي ذي النتائج الوخيمة.

وقد وصل هذا المنحى على المستوى الإيراني وعلى مستوى المنطقة إلى حافة الهاوية، وتكشف عن وجهه الدكتاتوري الدموي ضد شعبه وشعب سوريا وغدا مغامرات لصنع السلاح النووي وضرب تطلعات الشعوب في الحرية والسلام والديمقراطية.

ومن يركز في أنه صراعٌ مذهبي فهو صاحبُ رؤيةٍ مسطحة خطرة كذلك.

ومن يقل إنه صراع قومي عربي فهو لا يدرك المسألة تماماً.

تواجه الشعب الإيراني وبقية شعوب المنطقة رأسمالية دولة عسكرية ضخمة ترفض أن تعود للسلمية والعقلانية.

فالمسألة ليست مذهبية ولا قومية.

إنه صراعُ الشعوب ضد الفاشية الحربية المتصاعدة في طهران، إنه نضال الأمم من أجل العيش المشترك وتطور الديمقراطيات والحقوق الشعبية فيها والسلام والتقدم.

لكن الفاشية ماهرةٌ في خداعِ الشعوب والطبقات وتفكيك الصلات بين الجماهير في كل الدول، وجرها للصراعات وتفجير عرى أوطانها.

إنها ماهرةٌ في العزف على الأوتار التي تفجرُ ينابيعَ الدماء وبحيرات الجثث، وتخريب تطورها السلمي، والهجوم على نضالاتها وثوراتها حين تشكل خطراً على تغلغلها ومشروعات سيادتها الدموية.

إن أي محاولات لتضييق الخناق عليها وعزلها لن تجدي نفعاً من دون تصاعد وتيرة الإصلاحات في كل دولة، واعتبار الناس مواطنين متساوين، ومن دون تفعيل الأحزاب والجماعات الديمقراطية والتقدمية في كل بلد، ومن دون تغيير حياة الجماهير الشعبية ذات الظروف المادية الثقافية الصعبة.

إن هزيمة المشروعات العسكرية العدوانية الخطِرة على الوجود والحياة وشروط الطبيعة من مناخ ومياه وأراض، يُستوجَبُ من الدول ليس جلب المعدات الكافية للدفاع فقط بل توسيع حقوق الناس ووعيهم، ليروا أنهم يقاومون تهديداً خطِراً على عيشهم ووجود أطفالهم، فلابد من سحب هذا البساط الكثيف من تحت الأقدام، ليروا أننا في المحنة سواء، وفي خطر الفاشية العسكرية نعيش بلاءً واحداً.

المخطوفون من هيمنة هذه الفاشية مثل المتضررين من تخريبها ومؤامراتها وتغلغلها.

فلينظروا إلى ما كان من عيشهم المشترك الذي لم يخلُ من مشكلات بطبيعة الظروف وتفكك القوى، وكيف صار الآن مذابح دموية في كل بقعة من العراق، وهجوماً إجرامياً هائلاً في سوريا، وتهديد السلاح وجبروت الطغيان في لبنان، وشعوب تعاني في البحرين والسعودية واليمن.

يريدون جرنا ليقتل بعضنا بعضا.

هذه هي خواتيم مسلسل ولاية الفقيه، حين يقبض الجنرالات على مصير الناس ويحدثون عسكرة متصاعدة ويعتمدون على المغامرات.

هذه هي خواتيم ولاية الفقيه خندقان يتذابح فيهما المسلمون.

هؤلاء يدعون إنها تلك الطائفة وأولئك يزعمون إنها هذه الطائفة.

وأناسٌ يقولون إنها القومية الفارسية.

وأناسٌ يقولون إنها الصفوية.

لا، ليستْ كل هذه، إنها الفاشية العسكرية!

وكل الأصابع تشير إلى هناك إلى الحرس الفاشي، إلى العسكر المجنون بخيلاء السلطة، ونشر الأسلحة، وعبادة السلاح النووي.

ركب الجنرالاتُ على ظهور الحركات الدينية والسياسية وامتطوها متجهين بها للحروب والدماء.

صعّدوا في الناس مشاعرَ الاختلاف والكراهية، داسوا على القيم الدينية والسلام العظيم ولكن إلى أين؟ وأي مآس جديدة سوف يجلبونها على الشعوب؟

أشياء كبيرة وخطِرة قادمة ولابد لها من تحالف واسع النطاق بين البشر والشعوب


قديم 06-05-2012, 07:00 PM
المشاركة 835
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
اهم الاحداث الحياتية التي اثرت في تكوين عبد الله خليفة

للاسف لا يوجد تفاصيل عن حياة عبد الله خليفة لكننا نستطيع ان نستشف من روايته من اين جاء فهذه الرواية كما يصفها احدهم " تعبر عن الصراع الاجتماعي علىأطراف مدينة في بيئة شعبية، وتصور الجوع والفقر والحرمان " فهل عاش عبد خليفه الحرمان والفقر والجوع؟ وهل جربه في طفولته فكان سببا في تدفق طاقاته الابداعية .

مجهول الطفولة.

قديم 06-05-2012, 07:07 PM
المشاركة 836
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
104- الباب المفتوح لطيفة الزيات مصر


رواية الباب المفتوح للكاتبة و الصحفية دكتورة لطيفة الزيات
الرواية تدور حول ليلى فتاة من الطبقة المتوسطة تعانى تمزق بين العادات البالية و الرغبة فى حياة متفتحة حرة و تعرض الكاتبة الى ان الحب القائم على التفاهم و قوة الشخصية من جانب الرجل لا يتعارض مع تحرر المراة بل يدعمه
الرواية شديدة القوة و التاثير و فيها جانب من الرومانسية و الرقة معا و تعتبر من افضل 100 رواية عربية
اتمنى انها تعجبكم و تفيدكم


الرابط


قراءة ممتعة

قديم 06-05-2012, 10:06 PM
المشاركة 837
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الباب المفتوح

by لطيفة الزيات, Latifa Zayyat
الباب المفتوح

The Open Door is a landmark of women's writing in Arabic. Published in 1960, it was very bold for its time in exploring a middle-class Egyptian girl's coming of sexual and political age, in the context of the Egyptian nationalist movement preceding the 1952 revolution. The novel traces the pressures on young women and young men of that time and class as they seek to free themselves of family control and social expectations. Young Layla and her brother become involved in the student activism of the 1940s and early 1950s and in the popular resistance to continued imperialist rule; the story culminates in the 1956 Suez Crisis, when Gamal Abd al-Nasser's nationalization of the Canal led to a British, French, and Israeli invasion. Not only daring in her themes, Latifa al-Zayyat was also bold in her use of colloquial Arabic, and the novel contains some of the liveliest dialogue in modern Arabic literatur

قديم 06-05-2012, 10:21 PM
المشاركة 838
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الدكتورة لطيفة الزيات (8 أغسطس 1923 - 11 سبتمبر 1996) روائية مصرية ماركسية.




تعريف

من مواليد دمياط ٨ أغسطس ١٩٢٣. أستاذ الأدب الإنجليزي بكلية البنات جامعة عين شمس سابقاً ، حائزة على جائزة الدولة التقديرية للأدب عام ١٩٩٦، كانت رمزاً من رموز الثقافة الوطنية والعربية وإحدى رائدات العمل النسائي في مصر ، لها سجل حافل بالريادة فى جميع المجالات التي خاضتها والعديد من الأعمال الأدبية.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لطيفة الزيات


الحياة العملية

إمتدت خبرتها إلى مدن عديدة بحكم عمل والدها في مجالس البلديات ، ولكنه توفي عام 1935 ، وهي في الثانية عشرة من عمرها. وتميزت بالقدرة الفائقة على مكاشفة النفس والتعبيرات عن الذات. وإحتفظت برؤيتها كمناضلة مصرية وليس كمجرد أنثى حتى في فترات خطبتها وزواجها. تعلقت بالماركسية وهي طالبة بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول وعلى حد قولها: "كان تعلقي بالماركسية إنفعاليا عاطفيا" ، أي أنها إعتنقت الماركسية وجدانيا ومع هذا كان أول مشروع زواج لها مع "عبد الحميد عبد الغني" الذي إشتهر بإسم "عبد الحميد الكاتب" وسوف نعرض له تفصيلا فيما بعد. ولم يكن ماركسيا تحت أي ظرف من الظروف ، بل كان يمضي جزءا كبيرا من نهاره وليله في أحد المساجد ، ويحفظ التاريخ الإسلامي بدرجة جيدة. وإرتبط الإثنان بخاتم الخطوبة. ولم يقدر لهذا المشروع أن يتم ولكن "لطيفة" بثقافتها وشخصيتها وجمالها تركت آثارها على نفسية "عبد الحميد الكاتب" ، وقد سجل هو بنفسه هذه الإنفعالات في مقال باكر له في الصفحة الأخيرة من جريدة (أخباراليوم) تحت عنوان (خاتم الخطوبة). ثم دخلت تجربة ثانية أكثر ملاءمة لفكرها وطبيعتها ، فإرتبطت بالزواج بأحمد شكري سالم .. الدكتور في العلوم فيما بعد ، وهو أول شيوعي يحكم عليه بالسجن سبع سنوات ، وتم إعتقال أحمد ولطيفة عام 1949 تحت ذمة القضية الشيوعية. وإنفصلا بالطلاق بعد الحكم علي "شكري" وخروجها من القضية ، وكان محاميها مصطفى مرعي.
وتأتي قمة التناقض بين اليسار واليمين بزواجها من "الدكتور رشاد رشدي" يميني المنشأ والفكر والسلوك. ولم تترد لطيفة الزيات أن تقول لمعارضي هذا الزواج: "إنه أول رجل يوقظ الأنثى في" ، وعندما إشتدوا عليها باللوم قال: "الجنس أسقط الإمبراطورية الرومانية". والتجارب الثلاث جزء مهم من تاريخ "لطيفة الزيات" وحياتها وشخصيتها ، ونحن سنتناوله من هذه الزاوية. "ثريا أدهم" الطالبة الماركسية و"حسين كاظم" العامل الماركسي نسيهما من يكتبون تاريخ الحركة الوطنية. وهما أول من أختير لسكرتارية اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال. ثريا أدهم كانت وظلت ماركسية. ومن حقها هنا أن نسجل لها أنها كانت أول طالبة أختيرت لسكرتارية اللجنة الوطنية. أما "لطيفة الزيات" فقد دخلت اللجنة بتنحي الوطني المناضل الماركسي "سعد زهران" عن موقعه في اللجنة كممثل لأحد التنظيمات الماركسية ، وذلك لإتاحة الفرصة للطيفة الزيات وتشجيعا للطالبات في الكفاح الوطني. وعلى أية حال فإن "لطيفة الزيات" ظلت في اللجنة لفترة محدودة لأن اللجنة نفسها عاشت مدة وجيزة من (17-19 فبراير عام 1946) تصاعدت المحاولة للتنسيق بين حركة الطلاب وحركة الطبقة العاملة. وتشأت (اللجنة) بدعم أساسي من (اللجنة التنفيذية العليا للطبة) التي كانت وفدية وبقيادة "مصطفى موسى" ، وكانت قد أعلنت في ديسمبر عام 1945. وتوحدت جهود لجنة الطلبة الوفديين مع ممثلين لحلقات ماركسية ثلاث هي (الفجر الجديد) التي كانت تؤمـن بقيادة الوفد للحركة الوطنية ، وتنظيم (إسكرا – الشرارة) و"الحركة المصرية للتحرر الوطني – حدتو" ، وقد إنتهت (اللجنة الوطينة العليا للطلبة والعمال) علي يدي "إسماعيل صدقي" ضربته في 11 يوليو عام 1946. وإنتهت اللجنة بعد فترة جيزة من تكوينها (ستة أشهر) وإختلف المحللون حول أسباب عدم إستمرار اللجنة. قبل إن أحد أهم الأسباب هم عزلتها الكالمة عن (الفلاحين) ، فلم تأخذ شكل (الجبهة الوطنية) ، وقيل أن الصراع بين المجموعات الماركسية الثلاث داخل اللجنة مما وضع العراقيل أمام حركة اللجنة ، وإنتهت عندما وجه إليها "إسماعيل صدقي" ضربته الشمهورة ، وهذا ما حدث بعد 23 يوليو عام 1952 ، ونشأت فكرة تشكيل (لجان الجبهة) ، وبدأت الإحتفالات السوفسطائية بين الجماعات اليسارية .. هل هي جبهة وطنية أم ديموقراطية أم شعبية ، وإبتعدت عناصر القوى الشعبية عن هذه المناقشات العقيمة وإنتهى الأمر بضربات من نظام يوليو على المحاولات الوليدة لتكوين الجبهات المتصارعة.


السياسة والرجال

في مناخ (اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال) ظهر النشاط السياسي للطيفة الزيات. وكانت قد إنضمت لهذه اللجنة بعد أن إنضمت إليها "ثريا أدهم" ، ويبدو أن إنضمام "لطيفة" للجنة مكان "سعد زهران" كان بدافع الصراع بين الجماعات اليسارية المختلفة. وفي كل المراحل التي مرت بها "لطيفة الزيات" سياسيا وفكريا صاحبتها تجاربها العطافية. وكان لكل تجربة وضع خاص: • لطيفة الزيات . الماركسية عضو اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال والتي إقتحمت المظاهرات وظهرت مواهبها الخطابية. ونشأت العلاقة مع "عبد الحميد عبد الغني" والطريف أنه نموذجا مختلفا عن نموذج لطيفة. عبد الحميد عبد الغني في مرحلة التعليم الثانوي بمدرسة المنيا الثانوية كان زميلا للويس عوض (الدكتور لويس عوض فيما بعد) ، وكان "لويس عوض" و"عبد الحميد عبد الغني" يكتبان في جريدة محلية بالمنيا ، "لويس" يوقع مقالاته ب"العقاد الصغير" إذ نشأ معجبا بعباس محمود العقاد كاتب الوفد الجبار ، وتأثر "لويس" بوالده "حنا خليفة عوض" الوفدي والمحب لسعد زغلول باشا. وكان "عبد الحميد" يكتب بتوقيع "عبد الحميد الكاتب" وهو الإسم الذي ظل يستخدمه فيما بعد ذلك. كان "عبد الحميد عبد الغني" دبلوماسيا وعلى صلة بمنظمات الأمم المتحدة وكان أمامه مستقبل مشرق. وإرتبط "عبد الحميد" بالخطبة مع "لطيفة" ، وكانت هي ماركسية متحمسة ولها جاذبية في الحديث والشكل ، ولكن "عبد الحميد" كانت له طبيعة مختلفة .. الدين في وجدانه ، والسلوك الديني طلع به ، يصلي الفروض المختلفة. ملازم لمسجد السيدة زينب أو مسجد السيدة نفيسة ، وقد كتب "مصطفى أمين" أن "عبد الحميد عبد الغني" ضاعت منه فرصة إختياره وزيرا للخارجية ، إذ أنه كان وقت ذاك ملازما لأحد المساجد نهار وليلا ، فتم إختيار شخصا آخر للوزارة لصعوبة الإتصال به.
وعندما كان "عبد الحميد الكاتب" رئيسا لتحرير جريدة أخبار اليوم قال عن قصته التي نشرها في فترة سابقة بعنوان (خاتم الخطبة) أن بطلة القصة الحقيقية هي "لطيفة الزيات". وعن سبب عدم اتمام الزواج، قال: إفترقنا .. لأنها لم تستجب لتخفيف ميولها الماركسية ، ولم يستجب هو لتخفيف سلوكه المخالف للماركسية. وقد رجح أن عاملا أخر كان علاقتها مع زميلها "أحمد شكري سالم".
أحمد شكري سالم كان من رعيل المثقفين الماركسيين الذين تركوا بصماتهم على الساحة الفكرية والثقافية المصرية، مثل شهدي عطية الشافعي، د. عبد المعبود الجبيلي، د. أنور إسكندر عبد الملك، محمد سيد أحمد. وكان من أوائل الشيوعيين المصريين في الفترة الحديثة. وصدر الحكم عليه بالسجن 7 سنوات (1949-1956) تزوج "لطيف الزيات" قبل أن يقبض عليه ، وطلقها بعد أن حكم عليه. وداخل السجن خفف من إرتباطه التنظيمي بمجمـوعته اليسـارية ، ولكنه لم يخفـف من تعلقه بلطـيفة .. وكان يقول كلما جاء ذكرها .. (دي لطيفة!!).
زواجها من "الدكتور رشاد رشدي" الكاتب المسرحي والأستاذ الجامعي والذي أصبح مستشارا ثقافيا للرئيس أنور السادات .. هذا الزواج أصابها بالتمزق بين أنوثتها التي فجرها "الدكتور رشاد" ، وبين حرصها على أن تبقى ماركسية حتى ولو كانت (ماركسية مسخسة) حسب وصف "الدكتـور لويس عـوض" لها في كتابه (دليل الرجل الذكي..).
وخاضت إنتخابات إتحاد الكتاب وفازت بعضوية مجلس الإتحاد ، ولكنها لم تكرر التجربة مرة أخرى ، وأختيرت عضوا بمجلس السلام ، وعضوا بلجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة. وفي فترة سابقة أشرفت على الملحق الأدبي لمجلة الطليعة – مؤسسة الأهرام. وحصلت على درجة الأستاذية عام 1972م ، ورأست قسم النقد الأدبي والمسرحي بمعهد الفنون المسرحية – وهي لا تنكر ولا أحد ينكر أن زواجها من "الدكتور رشاد رشدي" كان خيرا وبركة وفترة إزدهار لها في الدراسة وفي العمل وفي العلاقات الزوجية. والمؤكد أن هذا الزواج جر عليها النقد الحاد القاسي من رفاقها القدامى الذين كان يؤلمهم زواج اليسار باليمين. ولقد حرصت هي على أن تحتفظ بصورتها الماركسية ولو للذكرى والتاريخ .. وبصراحتها المعروفة عنها قالت بعد طلاقها من الدكتور رشاد:
ها أنا أبرأ .. أو على وشك أن أبرأ .. أخاف أن ترتد كينونتي الوليدة إلى الرحم. هل كان هو مشروع عمري الذي إنقضى أم السعادة الفردية هي المشروع؟! كانت السعادة الفردية هي مشروعي الذي حفيت لتحقيقه. وجننت عندما لم يتحقق. أنا صنيعة المطلقات. وأسيرة سنوات أدور في المدار الخطأ. لا أملك القدرة على فعل أتجاوز به المدار الخطأ لسنوات تسلمني فيها إلى الشلل الهوة الرهيبة بين ما أعتقد وبين الواقع المعاش. بين الحلم والحقيقة أخاف أن ترتد كينونتي الوليدة – إلى الرحم.
هكذا قالت بعد أن برئت .. لم تزل تتمسك بما كانت تعتقد والحاكم يعرف هذا .. فإعتقلها في سبتمبر 1981 وتم الإفراج عنها في 13 يناير 1982. وليس لأحد حاجة عندها. ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بأول حجر.
وفاتها

ظلت تناضل حتى رحلت في 11 سبتمبر سنة 1996 بعد أن أصابها سرطان الرئة. وأصابتها الدنيا بحرمانها في سنواتها الأخيرة من الزوج والولد أو البنت.


أعمالها

تتسم أعمال "لطيفة الزيات" القصصية والروائية بمعرفة صحيحة بالحياة ، وبالتكوين النفسي للنماذج الإنسانية وبالمتناقضات الإجتماعية التتي تتحرك في إطارها وتتفاعل معها. أصدرت ستة مؤلفات إبداعية:
  • "الباب المفتوح" – رواية (1960) .. وظلت بلا إبداع 26 سنة.
  • "الشيخوخة" وقصصا أخرى – مجموعة قصصية (1986).
  • "حملة تفتيش" – أوراق شخصية) وهي سيرة ذاتية (1992).
  • "بيع وشراء" مسرحية (1994).
  • "صاحبة البيت" – رواية (1994).
  • "الرجل الذي عرف تهمته" (رواية قصيرة) (1995).

الفتاة المصرية المستقلة

تاريخ "لطيفة الزيات" زاخر بمواقفها الوطنية وبسلوكها الواثق المستقل. كان لها وجهة نظر مستقلة في الزواج. رفضت أسلوب الزواج التقليدي عن طريق الخاطبة او عن طريق صديقات الأسرة. كانت دائما تتحدث عن مظاهرات الطالبات ضد الإحتلال. وشاركت في كثير من مظاهرات الطلبة والطالبات. وإذا نظرنا إلى مشروع خطبتها وزواجها من "أحمد شكري سالم" وزواجها من "د. رشاد رشدي" اليميني جميعها كانت بإرادتها المستقلة ، وكذلك الطلاق كان حسب رغبتها الخالصة. البعض حاول أن يتتبع "لطيفة الزيات" منذ شبابها ، فنظروا إلى ما كتبته في عملها الأول (الباب المفتوح عام 1960) ، ورأوا في وصفها إلى "ليلى" على أنه قريب إلى وصف نفسها:
"في السابعة عشرة أصبحت ليلى ممتلئة الجسم ، متوسطة القامة ، مستديرة الوجه دقيقة الملامح في إستواء ، عريضة الجبهة ، عيناها عسليتين عميقتان شديدتا البريق وإذا إبتسمت إرتفعت وجنتاها الورديتان إلى أعلى ، وضاقعت عيناها حتى أصبحتا خطا رفيعا من نور يلمع. وإذا ما إطمأنت ضحكت بكل وجهها. كان وجهها يشع بالإنطلاق والحيوية والإشراق".
وهي صورة قريبة منها للذين لم يروها.
ومن عملها (الشيخوخة) التي كتبتها بعد 26 عاما من التوقف عن الكتابة (1986). نتأمل فقرة بعنوان (ملاحظات نهائية تكتب لكي لا تنسى) وللقارئ أن يستخلص منها ما يحلو له:
"في أعماق كل منا ترقد رغبة كامنة في الموت ، في الإنزلاق إلى حالة اللا شئ ، والتحفف من عبء الوجود الإنساني والمسئولية الإنسانية تجاه الذات والآخرين."
"تتضح هذ الرغبة في السعي إلى التوصل إلى مطلق ما يغلي المكان والزمان ، وإلغاء المكان والزمان لا يتحقق إلا في حالة الموت. ولا ينبغي أن تخيفنا هذه الرغبة فالإنسان الذي يعيها قادر على تجاوزها."
"العلاقات الإنسانية الحميمة تساعدنا على الخلاص. وتساعدنا على الوصول إلى معنى الحياة."
كتبت "لطيفة الزيات" هذه الحكم أو ما يشبه الحكم وعمرها 63 ثلاثة وستون عاما .. عمر الحكمة والتأمل.
المصادر
  • محافظة دمياط - مشاهير وأعلام
  • د. أحمد عبد الله: الطلبة والسياسة في مصر.
  • أميرة خواسك: رائدات الأدب النسائي في مصر.
  • كتاب في جريدة: عدد 6 يوينو 2000م (الشيخوخة وقصص أخرى).
  • د. لطيفة الزيات: (حملة تفتيش – أوراق شخصية 1992).
  • لمعي المطيعي: جردية الوفد (الدكتور رشاد رشدي) 7 ديسمبر 1999.
  • لمعي المطيعي: "موسوعة هذا الرجل من مصر"، القاهرة: دار الشروق، 2005.

قديم 06-05-2012, 10:23 PM
المشاركة 839
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
لطيفة الزيات
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

لطيفة الزيات روائية ، وأديبة وناقدة , أولت اهتماماً خاصاً لشئون المرأة وقضاياها. ولدت لطيفة الزيات، في مدينة دمياط بمصر، في 8 أغسطس، عام 1923،في مدينة دمياط (مصر), وتلقت تعليمها بالمدارس المصرية،ثم بجامعة القاهرة. بدأت عملها الجامعي منذ عام 1952, وحصلت على دكتوراه في الأدب من كلية الآداب، بجامعة القاهرة عام 1957. شغلت مناصب عديدة، فقد انتخبت عام 1946، وهي طالبة، أميناً عاماً للجنة الوطنية للطلبة والعمال، التي شاركت فى حركة الشعب المصري ضد الاحتلال البريطاني. تولت رئاسة قسم اللغة الإنكليزية وآدابها خلال عام 1952، إضافة إلى رئاسة قسم النقد بمعهد الفنون المسرحية، وعملها مديراً لأكاديمية الفنون. كما شغلت منصب مدير ثقافة الطفل، رئيس قسم النقد المسرحي بمعهد الفنون المسرحية 1970 - 1972، ومديرة أكاديمية الفنون 1972 - 1973




ولادتها

من مواليد دمياط ٨ أغسطس ١٩٢٣. أستاذ الأدب الإنجليزي بكلية البنات جامعة عين شمس سابقاً ، حائزة على جائزة الدولة التقديرية للأدب عام ١٩٩٦، كانت رمزاً من رموز الثقافة الوطنية والعربية وإحدى رائدات العمل النسائي في مصر ، لها سجل حافل بالريادة فى جميع المجالات التي خاضتها والعديد من الأعمال الأدبية.
حياتها العملية

إمتدت خبرتها إلى مدن عديدة بحكم عمل والدها في مجالس البلديات ، ولكنه توفي عام 1935 ، وهي في الثانية عشرة من عمرها. وتميزت بالقدرة الفائقة على مكاشفة النفس والتعبيرات عن الذات. وإحتفظت برؤيتها كمناضلة مصرية وليس كمجرد أنثى حتى في فترات خطبتها وزواجها. تعلقت بالماركسية وهي طالبة بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول وعلى حد قولها: "كان تعلقي بالماركسية انفعاليا عاطفيا" ، أي أنها إعتنقت الماركسية وجدانيا ومع هذا كان أول مشروع زواج لها مع "عبد الحميد عبد الغني" الذي إشتهر بإسم "عبد الحميد الكاتب" وسوف نعرض له تفصيلا فيما بعد. ولم يكن ماركسيا تحت أي ظرف من الظروف ، بل كان يمضي جزءا كبيرا من نهاره وليله في أحد المساجد ، ويحفظ التاريخ الإسلامي بدرجة جيدة. وإرتبط الإثنان بخاتم الخطوبة. ولم يقدر لهذا المشروع أن يتم ولكن "لطيفة" بثقافتها وشخصيتها وجمالها تركت آثارها على نفسية "عبد الحميد الكاتب" ، وقد سجل هو بنفسه هذه الانفعالات في مقال باكر له في الصفحة الأخيرة من جريدة (أخباراليوم) تحت عنوان (خاتم الخطوبة). ثم دخلت تجربة ثانية أكثر ملاءمة لفكرها وطبيعتها ، فإرتبطت بالزواج بأحمد شكري سالم .. الدكتور في العلوم فيما بعد ، وهو أول شيوعي يحكم عليه بالسجن سبع سنوات ، وتم اعتقال أحمد ولطيفة عام 1949 تحت ذمة القضية الشيوعية. وإنفصلا بالطلاق بعد الحكم علي "شكري" وخروجها من القضية ، وكان محاميها مصطفى مرعي.
وتأتي قمة التناقض بين اليسار واليمين بزواجها من "الدكتور رشاد رشدي" يميني المنشأ والفكر والسلوك. ولم تترد لطيفة الزيات أن تقول لمعارضي هذا الزواج: "إنه أول رجل يوقظ الأنثى في" ، وعندما إشتدوا عليها باللوم قال: "الجنس أسقط الإمبراطورية الرومانية". والتجارب الثلاث جزء مهم من تاريخ "لطيفة الزيات" وحياتها وشخصيتها ، ونحن سنتناوله من هذه الزاوية. "ثريا أدهم" الطالبة الماركسية و"حسين كاظم" العامل الماركسي نسيهما من يكتبون تاريخ الحركة الوطنية. وهما أول من أختير لسكرتارية اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال. ثريا أدهم كانت وظلت ماركسية. ومن حقها هنا أن نسجل لها أنها كانت أول طالبة أختيرت لسكرتارية اللجنة الوطنية. أما "لطيفة الزيات" فقد دخلت اللجنة بتنحي الوطني المناضل الماركسي "سعد زهران" عن موقعه في اللجنة كممثل لأحد التنظيمات الماركسية ، وذلك لإتاحة الفرصة للطيفة الزيات وتشجيعا للطالبات في الكفاح الوطني. وعلى أية حال فإن "لطيفة الزيات" ظلت في اللجنة لفترة محدودة لأن اللجنة نفسها عاشت مدة وجيزة من (17-19 فبراير عام 1946) تصاعدت المحاولة للتنسيق بين حركة الطلاب وحركة الطبقة العاملة. وتشأت (اللجنة) بدعم أساسي من (اللجنة التنفيذية العليا للطبة) التي كانت وفدية وبقيادة "مصطفى موسى" ، وكانت قد أعلنت في ديسمبر عام 1945. وتوحدت جهود لجنة الطلبة الوفديين مع ممثلين لحلقات ماركسية ثلاث هي (الفجر الجديد) التي كانت تؤمـن بقيادة الوفد للحركة الوطنية ، وتنظيم (إسكرا – الشرارة) و"الحركة المصرية للتحرر الوطني – حدتو" ، وقد إنتهت (اللجنة الوطينة العليا للطلبة والعمال) علي يدي "إسماعيل صدقي" ضربته في 11 يوليو عام 1946. وإنتهت اللجنة بعد فترة جيزة من تكوينها (ستة أشهر) وإختلف المحللون حول أسباب عدم إستمرار اللجنة. قبل إن أحد أهم الأسباب هم عزلتها الكالمة عن (الفلاحين) ، فلم تأخذ شكل (الجبهة الوطنية) ، وقيل أن الصراع بين المجموعات الماركسية الثلاث داخل اللجنة مما وضع العراقيل أمام حركة اللجنة ، وإنتهت عندما وجه إليها "إسماعيل صدقي" ضربته الشمهورة ، وهذا ما حدث بعد 23 يوليو عام 1952 ، ونشأت فكرة تشكيل (لجان الجبهة) ، وبدأت الاحتفالات السوفسطائية بين الجماعات اليسارية .. هل هي جبهة وطنية أم ديموقراطية أم شعبية ، وإبتعدت عناصر القوى الشعبية عن هذه المناقشات العقيمة وإنتهى الأمر بضربات من نظام يوليو على المحاولات الوليدة لتكوين الجبهات المتصارعة.






نشاطاتها
  • عضو مجلس السلام العالمي نالت الدكتوراه في الأدب في جامعة القاهرة سنة 1957.
  • تعرضت للاعتقال سنة 1981 ايام الرئيس انور السادات فكتبت سيرة ذاتية بعنوان حملة تفتيش عن ظروف اعتقالها.
من مؤلفاتها
  • الشيخوخة - (قصة)
  • صاحبة البيت (قصة)
  • حركة الترجمة الأدبية في مصر .
  • مقالات في النقد الأدبي .
  • الباب المفتوح (رواية) عولجت سينمائيا من بطولة فاتن حمامة واخراج صلاح أبو سيف.
وفاتها

قديم 06-05-2012, 10:24 PM
المشاركة 840
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
لطيفة الزيات (1923 - 1996)
روائية ، وأديبة وناقدة , أولت اهتماماً خاصاً لشئون المرأة وقضاياها. ولدت لطيفة الزيات، في مدينة دمياط بمصر، في 8 أغسطس، عام 1923،في مدينة دمياط (مصر), وتلقت تعليمها بالمدارس المصرية،ثم بجامعة القاهرة. بدأت عملها الجامعي منذ عام 1952, وحصلت على دكتوراه في الأدب من كلية الآداب، بجامعة القاهرة عام 1957.

شغلت مناصب عديدة، فقد انتخبت عام 1946، وهي طالبة، أميناً عاماً للجنة الوطنية للطلبة والعمال، التي شاركت فى حركة الشعب المصري ضد الاحتلال البريطاني. تولت رئاسة قسم اللغة الإنكليزية وآدابها خلال عام 1952، إضافة إلى رئاسة قسم النقد بمعهد الفنون المسرحية، وعملها مديراً لأكاديمية الفنون. كما شغلت منصب مدير ثقافة الطفل، رئيس قسم النقد المسرحي بمعهد الفنون المسرحية 1970 - 1972، ومديرة أكاديمية الفنون 1972 - 1973.


كانت لطيفة عضو مجلس السلام العالمي، وعضو شرف اتحاد الكتاب الفلسطيني، وعضو بالمجلس الأعلى للآداب والفنون، وعضو لجان جوائز الدولة التشجيعية في مجال القصة، ولجنة القصة القصيرة والرواية. كما أنها كانت عضوا منتخبا في أول مجلس لاتحاد الكتاب المصريين، ورئيس للجنة الدفاع عن القضايا القومية 1979، ومثلت مصر في العديد من المؤتمرات العالمية.


أشرفت على إصدار وتحرير الملحق الأدبي لمجلة الطليعة ، ونالت لطيفة الزيات الجائزة الدولية التقديرية في الآداب عام 1996.

ومثلما اهتمت لطيفة الزيات بالعمل الثقافي, كان لها اهتمام بالعمل السياسي العام, فانتخبت -وهي طالبة- عام 1946 أمينًا عامّا للجنة الوطنية للطلبة والعمال التي قادت حركة الشعب المصري ضد الاحتلال البريطاني.

وفي عام 1979, شاركت في تأسيس لجنة الدفاع عن الثقافة القومية وتولت رئاستها.

تابعت الكاتبة الإنتاج الأدبي في مصر بالنقد والتحليل والتقييم, وأولت اهتمامًا خاصّا لشؤون المرأة وقضاياها.

وحصلت على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1996.

تتسم أعمال لطيفة الزيات القصصية والروائية بمعرفة حميمة بالحياة: بالتكوين النفسي للنماذج الإنسانية, وبالتناقضات الاجتماعية التي تتحرك في إطارها وتتفاعل معها.
وفي تلك الأعمال, تعيد الكاتبة إنتاج الواقع الاجتماعي, وتدخل معه في حوار, وتعلن موقفًا إزاءه.

فضلاً عن عدد من المؤلفات النقدية والمؤلفات الأكاديمية والترجمات,
أشرفت على إصدار وتحرير الملحق الأدبي لمجلة الطليعة ، ونالت لطيفة الزيات الجائزة الدولية التقديرية في الآداب عام 1996.

نشر لها العديد من المؤلفات الأكاديمية، والترجمات، كما صدر لها مؤلفات إبداعية، منها:

(الباب المفتوح) (رواية, 1960),
(الشيخوخة وقصص أخرى)
(مجموعة قصصية, 1986),
(حملة تفتيش - أوراق شخصية)
(سيرة ذاتية, 1992),
(بيع وشرا) (مسرحية, 1994),
(صاحب البيت) (رواية, 1994),
(الرجل الذي عرف تهمته) (رواية قصيرة, 1995) .
إضافة إلى العديد من الأبحاث، في النقد الأدبي الإنكليزي والأمريكي، وساهمت بالكتابة في المجلات الأدبية.
توفيت لطيفة الزيات عام 1996.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 0 والزوار 14)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 06:22 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.