احصائيات

الردود
0

المشاهدات
2613
 
نبيل عودة
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


نبيل عودة is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
244

+التقييم
0.05

تاريخ التسجيل
Aug 2011

الاقامة

رقم العضوية
10276
08-02-2014, 11:03 AM
المشاركة 1
08-02-2014, 11:03 AM
المشاركة 1
افتراضي ورطة جنرالات اسرائيل

ورطة جنرالات اسرائيل

نبيل عودة



جبهة عربية ضد الفلسطينيين. هذا هو التفسير الوحيد لما أدلى به الأمير السعودي تركي الفيصل، قائد المخابرات السعودية السابق. اضافة لذلك الموقف المصري، الذي يصب لصالح العدوان الإسرائيلي، الصمت العربي المدوّي، اذا صحّ التعبير، بذلك بدأت تتشكّل في العالم العربي جبهة معادية للفلسطينيين ومؤيّدة لما ترتكبه إسرائيل من مجازر ضدهم. قال الأمير تركي بلا خجل: ان حماس مسؤولة عن الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة. على الأقل كان المسؤولون العرب سابقا يستعملون اوراق التين للتغطية على عوراتهم السياسية، وما أكثرها... اليوم بعد ان تحول الربيع العربي الى نقيضه لم يعد القادة العرب بحاجة لتغطية عوراتهم الخلقية والسياسية.
الآن تظهر الحقائق بوضوح، النكبة الفلسطينية أيضا كانت حسب تفسيرات أمراء وزعماء العرب نتاج مسؤولية الفلسطينيين، لذلك جاءت الجيوش العربية لتسلّم فلسطين وتساهم في تشريد "المعتدين الفلسطينيين". حسب ما هو معروف، كانت هناك خطة صهيونية من القرن التاسع عشر تعرف بحرف (N) الضلع الأول هو الساحل الفلسطيني الضلع الأوسط يشير الى منطقة السهول الخصبة داخل فلسطين، والضلع الثالث يشير الى المنطقة الجبلية الغنية بينابيع المياه. المستهجن ان قرار التقسيم كان تماما حسب حرف (N)، اي حسب المشروع الصهيوني. "الجيوش العربية" لم تدخل الى المناطق التي كانت ضمن حصة الدولة اليهودية، اكتفوا باستعراضات عسكرية بلا فعل مقرر واشتهرت في فلسطين جملة قائد الجيش العراقي "ماكو أوامر"، حين كان يرد على مطالب المقاتلين الفلسطينيين بالدعم او المساعدة العسكرية وللتاريخ الجيش العراقي لم يدخل في أية معركة جديّة، مجرّد إطلاق عدة قذائف والانسحاب!! وهناك مذكرات بدأت تظهر لكتّاب فلسطينيين من داخل إسرائيل، تكشف هذه الحقائق.
كان واضحا ان المشروع الصهيوني جاء ليضمن استمرار انظمة العمالة، ليوفر الحماية لدول أقامها الاستعمار، هنا لا بد من التأكيد على دور اتفاقية "سايكس- بيكو"، وهي اتفاقية سرية وُقِّعت في ايار 1916 بينبريطانيا و فرنسا و روسيا القيصرية. في روسيا قامت الثورة البلشفية وخرجت عمليا روسيا من إطار الاتفاق، تقاسمت الدولتان الاستعماريتان بريطانيا وفرنسا حسب "سايكس بيكو"، الاراضي العربية الواقعة بين ايران و البحر الأبيض المتوسط. حصة فرنسا كانت منطقه سوريا، حصة بريطانيا شملت العراق الجنوبي وحيفا وعكا. بالنسبة للأراضي بين المنطقتين اتفق على ان تكون منطقة لدولة عربية مقبلة، بحيث يخضع القسم الشمالي منها لفرنسا والقسم الجنوبي لبريطانيا. واتفق ان تقام لفلسطين ادارة دولية، عمليا اقيمت القاعدة المادية لنشوء جسم جغرافي سياسي يضمن تقسيم العالم العربي ويحافظ على استقراره (اقرأ استمرار تخلفه وخضوع أنظمته لإملاءات استعمارية)، لذا ليس بالصدفة ان قال احد قادة الحركة الصهيونية ان "الصهيونية هي هدية اوروبا للشعب اليهودي". والهدايا لا تقدم مجانا من المستعمرين!!
السعودية لم تتنصّل رسميا من تصريحات أميرها تركي الفيصل. ما أراه ان المشروع الصهيوني أنجز مهمته كاملة، العالم العربي اصبح اسما بلا مضمون. ان فشل الربيع العربي، كان لغياب قوى اجتماعية سياسية منظمة، نتيجة القمع الذي واجهته منظمات المجتمع المدني في العهود الساقطة، لكن يبدو ان الربيع يقودنا الى واقع أكثر سوءا... حتى تستعيد مجتمعاتنا المدنية قدراتها على إعادة ضخّ الدم الجديد بعروقها.
هل حقا توجد رؤية استراتيجية عربية للمستقبل؟ من تفيد مثل هذه الخطة اذا وجدت؟ مصر تبتعد منذ السادات عن أي فعل سياسي قومي، اي ان قلب العالم العربي (مصر) لم تعد تشغله اي قضية تتعلق باحتلال اراض عربية بعد ان "استعاد" حصته. السعودية بما تملكه من قدرات هي لضمان بقاء عرش آل سعود، من هنا طرح مشروع ان يتحول الجيش المصري وقوى عسكرية عربية اخرى الى قوة عسكرية ضامنة لأمن الخليج العربي والسعودية على رأسها.
اي لا ربيع عربي ولا شتاء عربي، بل "محيط متجمد عربي" يضمن استمرار وجود العالم العربي خارج التاريخ الانساني.
قد يبدو استرسالي بعيدا عما يجري في قطاع غزة اليوم. "تهمة" حماس الكبرى انها نجحت ببناء جيش منظَّم، انتبهوا لما يقوله الجنرال الإسرائيلي غازيت: "يجب التعاطي مع حماس كدولة تمكنّت من بناء جيش منظَّم بشكل ممتاز ولديها جيش يملك هيئة أركان حرب ممتازة وقيادة عسكريّة استعدّت للحرب بشكلٍ مُذهلٍ".
نحن في فترة تفرض علينا إعادة تنظيم تفكيرنا، الجيوش العربية الرسمية فشلت حتى اليوم في إنجاز ما أنجزته حماس من إدارة لحرب في مواجهة أضخم آلة عسكرية وأقواها في الشرق الأوسط وعالميا أيضا، رغم الحصار المفروض عليها ورغم قلة الوسائل القتالية المتطورة لديها.
قبلها حزب الله فاجأ العالم العربي بأسلوب مواجهة عسكرية لا سابق لها في الجيوش العربية. للأسف غرق اليوم في حرب أهلية مدمرة للدولة في سوريا.
اذن هل بقيت آمال ملموسة، على المدى البعيد، لمستقبل عربي مختلف؟
ما الذي يمنع ممثل العائلة المالكة السعودية من تحميل حماس مسؤولية الجرائم التي ترتكبها إسرائيل؟ هل من حساب للجماهير العربية التي أغرقتها أنظمتها بالفقر المدقع والاستبداد السلطوي والديني؟
من هنا يظهر القادة العرب بعوراتهم مكشوفة... مصر تستنكر استعمال إسرائيل المفرط للقوة (ما شاء الله).. وإعلامها يتّهم حماس بالمسؤولية عن سقوط الضحايا الفلسطينيين. السعودية تلحق ربعها على لسان تركي الفيصل.. إسرائيل تعلن بوضوح ان السيسي هو أفضل ضمانة لأمنها، وان ما يعنيه مصلحة مصر. هل مصلحة مصر ان تغيب عن الواقع العربي؟ ان تسلِّم مفاتيح العالم العربي لإحدى القوى المتصارعة على منطقة النفوذ في العالم العربي: إسرائيل، تركيا أو ايران؟
لكن المفاجأة ان حماس لم تهرب... هذا أمر غير مفهوم بعد لا للعرب اولا ولا لإسرائيل ثانيا... ويبدو ان الأمريكان ايضا تفاجأوا.. لذلك تتلعثم سياساتهم في الشرق الأوسط. أعطوا الضوء الأخضر لإسرائيل للدخول الى غزة.. لكنهم طالبوا بعد تورُّط إسرائيل بخسائر غير محسوبة ان يوقف القتال فورا. الضغط الأمريكي وصل لدرجة تبادل التهم بين إسرائيل وحليفتها الدولية الوحيدة لدرجة ان كيري اتّهم نتنياهو "بالعناد وعدم الفهم".. تطور القتال وتحوله الى مجازر ضد المدنيين، أربك إسرائيل وأربك الغرب المؤيد لها.. لذا هناك تراجع امام الضغوط الأمريكية والغربية، ربما أيضا خوفا من القطيعة مع الولايات المتحدة والغرب، حتى وزير خارجية بريطانيا حذّر إسرائيل من انها "تفقد دعم الغرب لها".. اليوم نتنياهو يتوجّه الى الحليف الأمريكي طالبا تدخّله للوصول الى اتفاق وقف اطلاق نار.
ما الذي تغير في ساحة المواجهة وفرض هذا التغيير على موقف إسرائيل بالأساس؟
لم نتوهّم بقوة تنظيم صغير لا يملك الا أدوات تكاد تكون بدائية امام التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية، بمواجهة أسلحة طيران وبحرية وبرية حسنة التدريب والجاهزية القتالية، تملك إسرائيل القوة لمحو غزة عن الخارطة الجغرافية، السؤال ما الثمن الذي ستدفعه؟ من هنا المفاجأة الاستراتيجية التي اجترحتها حماس، من هنا سقطت حسابات جنرالات إسرائيل وقادتها السياسيين. الذي يستمع اليوم لتصريحاتهم لا يفهم ما هو هدفهم الأبعد.. الطائرات تقصف المنازل والجوامع والمستشفيات والمدارس... يتحدّثون عن قصفهم لمئات الأهداف العسكرية، هل صارت شبكات المجاري في غزة أهدافا عسكرية؟؟ هل صار أطفال غزّة ونساؤها وشيوخها ومختلف المواطنين المسالمين أهدافا عسكرية؟
ليس صعبا على إسرائيل احتلال غزة، السؤال أي انتصار سيكون؟!.. التاريخ العسكري يعلّمنا ان بعض الانتصارات أوصلت المنتصرين الى حضيض أبشع من الهزائم.
المراقب لتطور الأحداث في حرب غزة يرى بوضوح ان جنرالات إسرائيل يواجهون أكبر فشل في تاريخهم العسكري.. لذا ينتقمون بدون تفكير من المدنيين الفلسطينيين.. وباتوا بحاجة ماسّة لحبل إنقاذ سياسي من حليفهم الأمريكي!!
آخر ما نشرته وسائل الاعلام الإسرائيلية يكشف عن بداية خلافات حادة وتوتر شديد بين القادة العسكريين للجيش والقادة السياسيين وتبادل الاتهامات بينهم حول القصور (الفشل) فى انجاز المهام العسكرية.
ظاهرة "حرب الجنرالات" والصدام بين الجهاز العسكري والقادة السياسيين ليست جديدة في إسرائيل، شهدناها بعد فشل الحملات العسكرية وأبرزها حرب اكتوبر 1973، الحرب اللبنانية الأولى 1982 والحرب ضد حزب الله 2006 في لبنان... ويبدو اننا أمام مشهد جديد قريبا!!

nabiloudeh@gmail.com



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ورطة جنرالات اسرائيل
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أنت حقا في ورطة !!!!!!!!!! محمد أبو الفضل سحبان منبر القصص والروايات والمسرح . 12 12-26-2019 04:24 PM
قراءة في كتاب 10 خرافات عن اسرائيل ياسر حباب منبر رواق الكُتب. 2 10-22-2019 01:53 PM
الصحراء فى عيون اسرائيل ابراهيم امين مؤمن منبر القصص والروايات والمسرح . 0 05-16-2019 09:18 AM
ثلاثة احدات في الذاكرة من استقلال اسرائيل نبيل عودة منبر الحوارات الثقافية العامة 0 04-14-2013 07:43 PM
هل تعلم أن علم اسرائيل موجود على جهازك؟؟ محمد بيشو نور المقهى 2 10-27-2011 09:18 PM

الساعة الآن 02:59 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.