احصائيات

الردود
4

المشاهدات
2957
 
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي


عبدالحكيم ياسين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
155

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Sep 2007

الاقامة

رقم العضوية
3999
12-11-2018, 01:21 AM
المشاركة 1
12-11-2018, 01:21 AM
المشاركة 1
افتراضي فبركة

فبركة

زارني ذات يوم صديقي الصحفي البارع الذي يستطيع كما يقال تركيب أذن الجرة أينما شاء
كصانع الفخار عندما يعمل في صنع جرة جديدة ..المهم..بالصدفة كان عندي صديق آخر
يعارض كل فكرة وينكر كل عبرة وكنت أحبه لأنه كان في النهاية يذعن للمنطق ويسلم
للحجة الدامغة..وكنا نتحدث عن الفبركة..ماذا تعني وهل هي ممكنة..واختلف الصديقان
ولم يصلا لقناعة مشتركة..فغيرا موضوع الحديث وراحا يسألان عن نباتاتي المزهرة وعن استخداماتها..
إلى أن قال الصحفي..ماهذه النبتة الشائكة..لماذا لا تقتلعها وترميها بعيدا..ألا ترى أنها
تشوه المنظر..قلت ضاحكا:هذه نبتة(القرصعنة)وهي مفيدة جدا..فيمكن صنع طبق سلطة رائعة منها
عندما تكون غضة ويمكن طبخها وهي مفيدة كشراب ..قال وهويشرد بعيدا..لم أستطع فهم وجود
زهرة ياسمين رائعة بجوار هذه الأشواك المرعبة..ثم همس فجأة..أليست شديدة الصلابة..قلت:نعم..قال: وكيف
يمكن أن تلين؟قلت:ينقعون النباتات عادة في الماء عندما يريدون لها أن تنحني..قال:هل أستطيع
تجربة الأمر..قلت:ماالمانع..وقصصت له فرعا طويلا من النبتة ينتهي بأشواك حادة ورحت إلى المطبخ
أتفقد الشاي..وعدت بالشاي ونسيت أن أسأله ماذا فعل بالغصين..وبعد انفضاض جلستنا التي طالت كثيرا
وكنت خلالها أتغيب لجلب شيء ما أو لاستكمال عمل ما..لاحظت اختفاءزهرة الياسمين..ولم أنتبه إلى أنها
في جوف كأس الشاي الذي شربه الصحفي..وكنت قد حدثته عن الشاي بالياسمين وكم هي لذيذة..
ومرت الأيام..ووقعت في يدي المجلة التي يحرر فيها زاويته الشهيرة..كان قد رسم زهرة ياسمين
وقد تسلقت أغصانها نبتة شائكة وكتب بضعة أبيات أتذكرها على الشكل الآتي:
--------------
العنوان:طعنة

ألقتْ رياحُ الصدفةِ
يوماً ببذرةِ شوكةِ
في شقّ صخر ضيق
وبحضنِ أجملِ زهرةِ
حتىّ همى غيث السما
وأطلّ رأس الحبّةِ
وتسلّق الساق التي
حضنته حضن الطفلةِ
وسقته أعذب مائها
ووقته كلّ أذيةِ
لكنّه جحد الجميل -
ومااستحى من خسّةِ
وبنصله طعن الوفا
وأراق عطر الوردةِ
فادعو عليه ولاتروا
بأسا بأيّة لعنةِ
-----------------
وقدتأثرت بجمال الأبيات وببلاغة العبرة فكتبت له أمتدح إبداعه..فسألني على الهاتف
إن كنت أملك الوقت لاستقباله في أول عطلة تتاح لنا فرحبت به دون تردد..وجاء..
وجلس يحدثني عن أبياته التي أعجبتني وما يختبئ خلفها..قال:أتظن صاحبك الذي أستصعب
الفبركة سيصدق مافعلت بالشوكة والياسمينة..قلت:هل تعيد لي القصة إذا سمحت..قال:
باختصار..نبتتك المفيدة نقعتها بالماء حتى لانت ولففتها حول ساق الياسمينة حتى وصلت
أشواكها إلى مستوى الزهرة فغرست الأشواك في الزهرة ثم التقطت لها الصور ..وبعد ذلك
رميت النبتة الشائكة بعيدا وقطفت الزهرة وشربتها مع الشاي..وكتبت ماكتبت كما قرأته
في المجلة..فجعلت النبتة البريئة مجرمة وافترست الزهرة..وفزت بقصة استحقت مديحك
أنت وآخرين نقموا على الشوكة وغدرها..فهل اتضح لك الآن ماذا تفعل الفبركة..قلت له:
أنا لم أتدخل في حديثكما ياصديقي وأعلم أن الحقائق تظهر غالبا في الوقت المناسب
وأن عدالة السماء تتحقق مهما طال الزمن..وأن الدنيا دار عمل والآخرة دار حساب..فمن
أراد النجاة هناك تزود لهاومن يريد عدالة في الأرض عليه أن يبدأ بنفسه وأن يجتهد قولا
وعملا لتحقيقها ..وشكرا لأنك حاولت أن تشرح الفبركة..وأظنك قد تتفق معي رغم قصتك الجميلة
بأن الأمور أكثر تعقيدا ..وأنصحك ألا تكشف عما فعلت..فالقصة الأولى جميلة..وتستحق أن تكون
عبرة..أما ماستكشف عنه فهو كريه ولن تحصد منه إلا النفور..ضحك الصحفي وقال سأفكر ..وناولني
قرصا مدمجا فيه صور فوتوغرافية لنبتةالقرصعنة وهي تطعن الياسمينة..وانصرف....

مع تحيات عبدالحكيم ياسين


الصور المرفقة
نوع الملف: jpg طعنة.JPG‏ (17.6 كيلوبايت, المشاهدات 10)
قديم 05-10-2019, 11:37 AM
المشاركة 2
أماني عبدالعزيز
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: فبركة
مبدع حقا سيدي عبد الحكيم

جمال البسمات يساوي جمال الحياة
قديم 05-24-2019, 08:42 PM
المشاركة 3
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: فبركة
أشكر ثناءك الكريم سيدتي اماني

قديم 05-31-2019, 06:01 PM
المشاركة 4
إيلي عماد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: فبركة
صديقي ياسين ...... الفبركة ...هي العالم

...نصحو ....ونغفو ....ومابينهما ..مفبرك ... لاأدري ولكن هي كذلك

دمت صديقي

قديم 06-03-2019, 04:01 PM
المشاركة 5
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: فبركة
صديقي إيلي..كتب لي اعز صديق عندي نفس الكلام على صفحتي على الفيس..قد تكون هناك درجة مما يمكن تسميته فبركة في كل مانراه..ولكن أن تصل الى هذا الحد..لاأظن أن الأمر يتكرر كثيرا..فالحياة تحتاج..لما هو عكس ذلك لتستمر..وهي تقوم على أكتاف من لايفبركون..هذا ماأعتقده..حتى الآن..تحياتي لك صديقي


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:43 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.