قديم 10-01-2010, 06:50 PM
المشاركة 21
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أغائبة ً عنّي، وحاضرة ً معي !
( ابن زيدون )



أغائبة ً عنّي، وحاضرة ً معي !

أناديكِ، لمّا عيلَ صبريَ، فاسمعي

أفي الحقّ أن أشقى بحبّكِ، أوْ أرَى

حَرِيقاً بأنفاسي، غَرِيقاً بأدمُعي؟

ألا عَطْفَة ٌ تَحْيَا بِهَا نَفْسُ عَاشِقٍ

جَعلتِ الرّدى منه بمرْأًى وَمَسمَعِ؟

صليني، بعضَ الوصلِ، حتى تبيّني

حقيقة َ حالي، ثمّ ما شئتِ

قديم 10-01-2010, 06:51 PM
المشاركة 22
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أفاضَ سَماحُكَ بَحرَ النّدَى ؛
( ابن زيدون )



أفاضَ سَماحُكَ بَحرَ النّدَى ؛

وَأقْبَسَ هَدْيُكَ نُورَ الهُدَى

وَردَّ، الشّبابَ، اعتِلافُكَ، بعَدَ

مُفَارَقَتي ظِلَّهُ الأبْرَدَا

وما زالَ رأيُكَ، فيّ، الجَميلَ،

يفتِّحُ لي الأملَ الموصَدَا

وحسْبيَ منْ خالدِ الفخْرِ أنْ

رضيتَ قبوليَ، مستعبَدَا

وَيا فَرْطَ بأوِي، إذا ما طلَعْتَ،

فَقُمْتُ أُقَبّلُ تِلكَ اليَدا

ورَدّدْتُ لَحظِيَ في غُرَّة ٍ،

إذا اجْتُلِيَتْ شَفَتِ الأرْمدَا

وطاعة ُ أمْرِكَ فرضٌ أرَا

هُ مِنْ كُلّ مُفْتَرَضٍ، أوكَدَا

هيَ الشّرْعُ أصبحَ دِينَ الضّميرِ،

فلوْ قَدْ عَصاكَ لقَدْ ألْحَدَا

وحاشاي منْ أنْ أضلّ الصّرَاطَ،

فَيَعْدُونيَ الكُفْرُ عَمّا بَدَا

وأخلِفَ موعدَ منْ لا أرَى

لدَهرِيَ، إلاّ بهِ، موعِدَا

أتاني عِتابٌ متى أدّكِرْ

هُ، في نشواتِ الكرَى ، أسهدَا

وَإنْ كانَ أعقبَهُ ما اقْتَضى

شفاءَ السّقامِ، ونقعَ الصّدَى

ثناءٌ ثنَى ، في سناء المحـ

ـلّ، زُهْرَ الكواكِبَ لي حُسَّدا

قريضٌ متى أبغِ للقرضِ منْهُ

أدَاءً أجِدْ شأوَهُ أبْعَدَا

لوِ الشّمسُ، من نَظمهِ، حُلّيتْ،

أوِ البدرُ قامَ لهُ منشِدَا

لضاعفَ، منْ شرفِ النّيِّرَيْـ

ـينِ، حَظّاً بهِ قارَنَ الأسْعَدُا

فديْتُكَ مولى ً: إذا ما عثرْتُ

أقالَ، ومَهْمَا أزِغْ أُرشَدَا

رَكنْتُ إلى كرمِ الصّفْحِ منهُ،

فآمَنَني ذَاكَ أنْ يَحْقِدَا

وآنسْتُ سُوقَ احْتِمالٍ أبَى

لمستبضعِ العذرِ أن يكسدَا

شَفيعي إلَيْهِ هَوَى مُخْلِصٍ،

كَما أخْلَصَ السّابِكُ العَسْجَدَا

ومنْ وصلي هجرة ٌ لا أعدُّ،

لحالي، سِوَى يَوْمِهَا مَوْلِدَا

وَنُعْمَى ، تَفَيّأتُهَا أيْكَة ً،

فشكْرِي حمامٌ بهَا غرّدَا

تباركَ منْ جمعَ الخيرَ فيكَ،

وأشعرَكَ الخلقَ الأمجدَا

مضاءُ الجنانِ، وظرفُ اللّسانِ،

وَجُودُ البَنَانِ بِسَكْبِ الجَدَا

رأى شيمتَيكَ لمَا تستحقّ،

وقفّى ، فأظفرَ إذْ أيّدَا

ليهنِكَ أنّكَ أزكَى الملوكِ

بفيءٍ، وأشرفُهُمْ سودَدَا

سوى ناجلٍ لكَ سامي الهمو

مِ، داني الفواضلِ، نائي المَدَى

همامٌ أغرُّ، رويْتَ الفخارَ

حديثاً، إلى سروِهِ مسندَا

سَلَكْتَ إلى المَجْدِ مِنْهاجَهُ،

فقدْ طابقَ الأطرَفُ الأتْلَدَا

هوَ اللّيْثُ قلّدَ منْكَ النِّجَادَ،

ليَوْمِ الوَغَى ، شِبْلَهُ الأنْجَدَا

يعدُّكَ صارمَ عزمٍ ورأيٍ،

فترضِيهِ جرّدَ أوْ أغمِدَا

وما استبهمَ القفلُ في الحادثَا

تِ، إلاّ رآكَ لَهُ مِقْلَدَا

فأمطاكَ منكبَ طرفِ النّجومِ؛

وأوْطَأَ أخمصَكَ الفرْقَدَا

فلا زلتُمَا، يرفعُ الأوْلِيَا

ءَ ملكُكُمَا، ويحطّ العِدَا

وَنَفْسِي لِنَفْسَيْكُمَا البَرّتَيْـ

ـنِ، من كلّ ما يتوقّى ، الفدَا

فَمَنْ قال: أنْ لَسْتُمَا أوْحَدَيْـ

ـنِ في الصّالِحاتِ، فَما وَحّدَا

قديم 10-01-2010, 06:51 PM
المشاركة 23
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أفَدْتَني، مِنْ نَفائسِ الدُّرَرِ،
( ابن زيدون )



أفَدْتَني، مِنْ نَفائسِ الدُّرَرِ،

ما أبْرَزَتْهُ غوائصُ الفكرِ

مِنْ لفْظَة ٍ قارَنَتْ نَظِيرَتَهَا،

قرانَ سقمِ الجفونِ للحورِ

أبْدَعَها خاطِرٌ، بَدائِعُهُ،

في النّظْمِ، حازَتْ جَلالَة َ الخطَرِ

العِطْرُ مِنْها سَرَى لهُ نَفَسٌ،

منْ نفسِ الرّوْضِ، رقّ في السّحرِ

يا رَاقِمَ الوَشْيِ، زَانَهُ ذَهَبٌ،

رَقْرَقَ إذْ رَفّ مِنهُ في الطُّرَرِ

وناظِمَ العقدِ، نظمَ مقتدرٍ،

يفصِلُ، بينَ العيونِ، بالغُرَرِ

لي بالنّضالِ، الذي نشطَتْ لهُ،

عَهْدٌ قَدِيمٌ، مُعَجِّمُ الأثَرِ

هلْ أنصِلُ السّهْمَ في الجفيرِ، وقد

تعطّلَتْ فوقُهُ منَ الوتَرِ

ما الشّعرُ إلاّ لِمَنْ قَرِيحتُهُ

غَرِيضَهُ النَّورِ، غَضَّهُ الثّمَرِ

تَبْسِمُ عَنْ كُلّ زاهِرٍ أرِجٍ،

مثلَ الكمام ابتسمْنَ عنْ زهرِ

إنّ الشّفِيعَ الهُمّامَ، سَوّغَهُ اللّـ

ـهُ اتّصَالَ التّأييدِ بالظّفَرِ

الفَاضِلُ الخُبْرِ في المُلُوكِ، إذا

قَصّرَ خُبْرٌ عَنْ غايَة ِ الخبَرِ

نجلُ الّذي نصحُهُ وطاعَتُهُ

كَالحَجّ، تَتْلُوة ُ بَرّهُ العُمَرِ

شاهدُ عهدِي لكَ الصّحيحُ، بإخـ

ـلاصٍ نأى صفوُهُ عنِ الكدرِ

مشيتُ في عذليَ البرَازَ لمَنْ

لمْ يَرْضَ، في العُذْرِ، مِشية َ الخَمَرِ

وقُلْتُ: مَطْلُ الغَنيّ وِرْدٌ مِنَ الـ

ـظُّلْمِ، يلقّى ملاوِمَ الصَّدرِ

وَلي مَعاذِيرُ، لَوْ تَطَلّعُ في

ليلِي سرارٍ، أغْنَتْ عنِ القمرِ

منْهَا اتّقائي لأنْ أكونَ أنَا الـ

ـجالِبَ، مَا قلتُهُ، إلى هجرِ

لكنْ سيأتيكَ مَا يجوِّزُهُ

سَرْوُكَ، دأبَ المُسامِحِ اليَسَرِ

فاكتَفِ منْهُ بنظرة ٍ عننٍ،

لا حظّ فيه لكرّة ِ النّظَرِ

قديم 10-01-2010, 06:53 PM
المشاركة 24
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أقدَمْ، كما قَدِمَ الرّبيعُ الباكرُ،
( ابن زيدون )



أقدَمْ، كما قَدِمَ الرّبيعُ الباكرُ،

واطْلُعْ، كما طَلعَ الصّباحُ الزّاهِرُ

قسماً، لقد وفّى المُنى ، ونفى الأسَى ،

مَنْ أقْدَمَ البُشرَى بِأنّكَ صَادِرُ

ليُسَرّ مُكْتَئِبٌ، وَيُغْفَى ساهِرٌ،

ويراحَ مرتقبٌ، ويوفيَ ناذرُ

قَفَلٌ وإبْلالٌ، عَقِيبَ مُطِيفَة ٍ

غشيَتْ، كمَا غشيَ السّبيلَ العابرُ

إنْ أعنَتَ الجسمَ المكرَّمَ وعكُها؛

فلَرُبّما وُعِكَ الهِزَبْرُ الخَادِرُ

ما كانَ إلاّ كانجلاء غيابة ٍ،

لبِسَ، الفِرِنْدَ بها، الحُسامُ الباترُ

فلتغْدُ ألسنة ُ الأنامِ، ودأبُهَا

شكرٌ، يجاذبُهُ الخطيبَ الشّاعرُ

إن كان أسعدَ، من وصولكَ، طالعٌ،

فكذاكَ أيمنَ، من قُفُولِكَ، طائرُ

أضْحَى الزّمانُ، نَهارُهُ كَافُورَة ٌ،

وَاللّيلُ مِسْكٌ، منْ خِلالِكَ، عاطرُ

قَد كانَ هجري الشّعرَ، قبلُ، صَريمة ً،

حَذَرِي، لذلكَ النّقدِ فيها، عاذِرُ

حتى إذا آنسْتُ أوْبَكَ بارئاً،

صفَتِ القريحة ُ واستنارَ الخاطرُ

عيٌّ، قلبْتَ إلى البلاغة ِ عيَّهُ؛

لولا تقاكَ لقلتُ: إنّكَ ساحرُ

لقّحتَ ذهني، فاجنِ غضّ ثمارِه؛

فالنّخلُ يحرزُ مجتناهُ الآبرُ

كم قد شكرْتُك، غبّ ذكرِك، فانتشَى

متذكّرٌ مني، وغرّدَ شاكرُ

يَا أيّهَا المَلِكُ، الّذِي عَلْياؤهُ

مثلٌ، تناقَلُهُ اللّيالي، سائرُ

يا منْ لبرْقِ البشرِ منهُ تهلّلٌ،

ما شِيمَ إلاّ انْهَلّ جُودٌ هَامِرُ

أنتَ ابنُ مَن مجدَ المُلوكَ، فإن يكُنْ

للمجْدِ عينٌ، فهوَ منْها ناظرُ

ملكٌ أغرُّ، ازدانَتِ الدّنيا بهِ،

أبْنَاكَ في ثبجِ المجرّة ِ قبّة ً؛

فَهَنَاكَ أنّكَ للنّجُومِ مُخاصِرُ

وَتَلَقّ، من سِيمَتك، صِدْقَ تَفاؤلي،

فهمَا المؤيَّدُ بالإلهِ الظّافرُ

قديم 10-01-2010, 06:54 PM
المشاركة 25
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أكْرِمْ بِوَلاّدَة ِ ذُخْراً لِمُدّخِرٍ
( ابن زيدون )



أكْرِمْ بِوَلاّدَة ِ ذُخْراً لِمُدّخِرٍ

لوْ فَرَّقتْ بَينَ بَيْطارٍ وعَطّارِ

قالوا: أبُو عامِرٍ أضْحَى يُلِمُّ بها،

قلتُ: الفراشة ُ قد تدنو من النّارِ

عَيّرْتُمُونا بأنْ قَد صارَ يَخْلُفُنا

فِيمَنْ نُحِبّ وما في ذاكَ مِنْ عارِ

أكلٌ شهيٌّ أصبْنَا منْ أطايبِهِ

بَعْضاً وبَعْضاً صَفَحْنَا عَنهُ للفَارِ

قديم 10-01-2010, 06:54 PM
المشاركة 26
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألا ليتَ شعري هلْ أصادِفُ خلوة ً
( ابن زيدون )



ألا ليتَ شعري هلْ أصادِفُ خلوة ً

لَديكِ، فأشْكو بعضَ ما أنا وَاجِدُ؟

رعى اللهُ يوماً فيهِ أشكُو صبابَتي،

وأجفانُ عيني، بالدّموعِ، شواهدُ

قديم 10-01-2010, 06:55 PM
المشاركة 27
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألا هَلْ لَنا مِنْ بَعدِ هذا التّفَرّقِ
( ابن زيدون )



ألا هَلْ لَنا مِنْ بَعدِ هذا التّفَرّقِ

سَبيلٌ فَيشكو كُلُّ صَبٍّ بما لَقي؟

وقدْ كُنتُ أوْقاتَ التّزَاوُرِ في الشّتا

أبِيتُ على جَمرٍ من الشّوقِ مُحرِقِ

فكيفَ وقد أمسيتُ في حالِ قطعة ٍ

لقدْ عجلَ المقدارُ ما كنت أتقي

تَمُرُّ الليالي لا أرى البَينَ يَنقَضِي

ولا الصبر من رقِ التشوق معتقي

قديم 10-01-2010, 06:56 PM
المشاركة 28
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألمْ ترَ أنّ الشّمس قد ضمّها القبرُ؛
( ابن زيدون )



ألمْ ترَ أنّ الشّمس قد ضمّها القبرُ؛

وأنْ قَد كفانا، فقدنَا القمرَ، البَدرُ

وأنّ الحيَا، إنْ كان أقلع صوبُهُ،

فَقَدْ فاض للآمالِ في إثْرهِ البحرُ

إساءة ُ دَهْرٍ أحسنَ الفِعلَ بَعدَها،

وَذنْبُ زمانٍ جاء يَتْبَعُهُ العُذْرِ

فلا يَتَهنّ الكَاشِحونَ، فما دَجا

لنَا اللّيلُ، إلاّ رَيْثما طلعَ الفجرُ

وإنْ يكُ ولّى جهورٌ، فمحمّدٌ

لعمرِي لنعمَ العلقُ أتلفَهُ الرّدى

فبانَ، ونعمَ العلقُ أخلفَهُ الدّهرُ

هَزَزْنَا بهِ الصّمصامَ، فالعزْمُ حَدُّهُ،

وحليتُهُ العليا، وإفرنْدُهُ البشرُ

فَتًى يَجْمَعُ المَجدَ المُفَرَّقَ هَمُّهُ،

وينظَمُ، في أخلاقه، السّودَدُ النّثرُ

أهابَتْ إلَيهِ بالقُلوبِ مَحبّة ٌ،

هيَ السِّحرُ للأهوَاء، بل دونها السّحرُ

سرتْ حيثُ لا تسرِي من الأنفسِ المُنى

ودَبّتْ دَبِيباً لَيسَ يُحسِنهُ الخَمرُ

لبسنا لدَيْهِ الأمنَ، تندى ظلالُهُ،

وزهرة َ عيشٍ مثلَما أينعَ الزّهرُ

وعَادَتْ لَنا عاداتُ دُنيا، كأنّها

بها وسنٌ، أوْ هزّ أعطافَها سكرُ

مَلِيكٌ، لَهُ منّا النّصيحة ُ والهَوى ؛

ومنهُ الأيادي البيضُ والنِّعمُ الخضرُ

نُسِرّ وَفاءً، حِينَ نُعلِنُ طاعَة ً،

فَما خانَهُ سِرٌّ، ولا رابَهُ جَهْرُ

فقُلْ للحَيارى : قد بدا علَمُ الهُدى ؛

وللطّامعِ المغرورِ: قد قضيَ الأمرُ

أبا الحزمِ! قد ذابَتْ عليكَ من الأسَى

قلوبٌ مُناها الصّبرُ، لو ساعدَ الصّبرُ

دَعِ الدّهرُ يَفجعْ بالذّخائرِ أهلَهُ،

فما لنفيسٍ، مذ طواكَ الرّدى ، قدرُ

تَهُونُ الرّزَايا بعَدُ، وهيَ جَلِيلَة ٌ؛

ويُعرَفُ، مُذْ فارَقْتَنَا، الحادثُ النُّكرُ

فقدْ ناكَ فِقْدانَ السّحابَة ، لم يَزلْ

لها أثرٌ يثني بهِ السّهلُ والوعرُ

مساعيكَ حليٌ لليّالي مرصَّعٌ؛

وذكْرُكَ، في أردانِ أيّامها، عطرُ

فلا تبعدَنْ ! إنّ المنيّة َ غاية ٌ،

إلَيها التّناهي طالَ، أوْ قَصُرَ، العُمْرُ

عَزَاءً، فدَتْكَ النّفسُ عنه، فءن ثوَى

فإنّك لا الواني، ولا الضَّرَعُ الغُمْرُ

ومَا الرّزْءُ في أن يودَع التُّرابَ هالكٌ،

بلِا لرّزْء كلّ الرّزْء أن يهلكَ الأجرُ

أمامَك، من حِفْظِ الإلَهِ، طَليعَة ٌ؛

وَحَوْلَكَ، من آلائِه، عَسكرٌ مَجرُ

ومَا بِكَ مِنْ فَقْرٍ إلى نَصْرِ نَاصرٍ،

كفَتكَ، مِنَ اللَّهِ، الكلاءة ُ وَالنّصرُ

لكَ الخيرُ، إنّي واثقٌ بكَ شاكرٌ

لمَثنى أياديكَ، التي كفرُها الكفرُ

تَحامَى العِدا، لمّا اعتَلَقْتُكَ، جانبي،

وقَالَ المُناوِي: شبّ عن طوْقه عَمرُو

يلينُ كلامٌ، كان يخشنُ منهمُ،

ويفتُرُ نحوِي ذلكَ النّظرُ الشّزرُ

فصَدّقُ طُنوناً لي وَفيّ، فإنّني

لأهْلُ اليَدِ البَيضاء مِنكَ، ولا فخرُ

ومنْ يكُ، للدّنيا وللوفْرِ، سعيُهُ،

فتقريبُكَ الدّنيا، وإقبالُكَ الوفْرُ

قديم 10-01-2010, 06:57 PM
المشاركة 29
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألمْ يأنِ أنْ يبكي الغمامُ على مثلي،
( ابن زيدون )



ألمْ يأنِ أنْ يبكي الغمامُ على مثلي،

ويطلبَ ثأرِي البرقُ منصلتَ النصلِ

وَهَلاّ أقَامَتْ أنْجُمُ اللّيلِ مَأتماً،

لتندبَ في الآفاقِ ما ضاعَ من نثلي

ولَوْ أنصَفتَني، وهيَ أشكالُ همّتي،

لألقَتْ بأيدي الذّلّ لمّا رأتْ ذلّي

ولافترقَتْ سبعُ الثّريّا، وغاضَها،

بمطلعِها، ما فرّقَ الدّهرُ من شملي

لعمرُ اللّيالي ! إنْ يكنْ طال نزْعُها

لقد قرطَستْ بالنَّبلِ في موضعِ النُّبلِ

تَحَلّتْ بآدابي، وإنّ مآرِبي

لسانحة ٌ في عرضِ أمنيّة ٍ عطلِ

أُخَصُّ لفَهمي بالقِلى ، وكأنّما

يبيتُ، لذي الفهمِ، الزّمانُ على ذحلِ

وأجفَى ، على نظمي لكلّ قلادة ٍ،

مُفَصَّلَة ِ السِّمطَينِ، بالمَنطقِ الفصْلِ

ولوْ أنّني أسطيعُ، كيْ أرضِيَ العدا،

شَريْتُ ببعضِ الحلمِ حظّاً من الجهلِ

أمَقْتُولَة َ الأجفْانِ! مَا لكَ وَالهاً؟

ألمْ تُرِكِ الأيّامُ نجْماً هوَى قَبْلي؟

أقِلّي بُكاءً، لستِ أوّلَ حُرّة ٍ

طوتْ بالأسَى كشحاً على مضض الثّكلِ

وَفي أُمّ مُوسى عِبْرَة ٌ أنْ رَمَتْ بهِ

إلى اليَمّ، في التّابوتِ، فاعتَرِي وَاسلى

لعلّ المليكَ المجملَ الصُّنعِ قادراً

له بعد يأسٍ، سوفَ يجملُ صنعاً لي

وللهِ فينا علمُ غيبٍ، وحسبُنا

به، عند جوْرِ الدّهرِ، من حَكَمٍ عَدْلِ

هُمَامٌ عَريقٌ في الكِرَامِ، وقَلّما

ترَى الفرعَ إلاّ مستمدّاً من الأصلِ

نَهُوضٌ بِأعْباء المُرُوءة ِ وَالتّقَى ؛

سحوبٌ لأذيالِ السّيادة ِ والفضْلِ

إذا أشْكَلَ الخَطْبُ المُلِمُّ، فءنّهُ،

وَآراءهُ، كالخَطّ يُوضَحُ بالشّكلِ

وذو تدرإٍ للعزمِ، تحتَ أناتِهِ،

كمُونُ الرّدى في فَترة ِ الأعينِ النُّجلِ

يرفُّ، على التّأميلِ، لألاءُ بشرِهِ،

كما رَفّ لألاءُ الحُسامِ على الصّقْلِ

محاسنُ، ما للحسنِ في البدرِ علة ٌ،

سِوى أنّها باتَتْ تُمِلّ فيَسْتَملي

تغِصُّ ثنائي، مثَلما غصّ، جاهداً،

سِوارُ الفتاة ِ الرّادِ بالمِعصمِ الخَدلِ

وتغنى عنِ المدحِ، اكتفاءً بسروِها،

غنى المقلة ِ الكحلاء عن زينة ِ الكحلِ

أبَا الحزمِ ! إنّي، في عتابِكَ، مائلٌ

على جانبٍ، تأوِي إليهِ العُلا سهلِ

حمائمُ شكوى صبّحتكَ، هوادِلاً،

تنادِيكَ منْ أفنانِ آدابيَ الهدْلِ

جوادٌ، إذا استنّ الجيادُ إلى مدى ً

تمطّرَ فاستولى على أمدِ الخصلِ

ثَوَى صَافِناً في مَرْبطِ الهُونِ يشتكي،

بتصهالِهِ، ما نالَهُ من أذى الشّكْلِ

أفي العَدْلِ أنْ وافَتكَ تَتْرَى رَسائلي

فلمْ تتركَنْ وضعاً لها في يديْ عدلِ؟

أعِدُّكَ للجلّى ، وآملُ أنْ أرَى ،

بنعماكَ، موسوماً، وما أنا بالغفْلِ

وما زالَ وَعدُ النّفسِ لي منكَ بالمُنى ،

كأنّي به قد شمتُ بارقة َ المحلِ

أأنْ زعمَ الواشونَ ما ليسَ مزعماً

تعذِّرُ في نصرِي وتعذرُ في خذلي؟

وأصدى إلى إسعافكَ السّائغِ الجَنى ؛

وأضحى إلى إنصافِكَ السّابغِ الظلّ

ولو أنّني واقعتُ عمداً خطيئة ً،

لما كانَ بدعاً من سجاياكَ أن تُملي

فلمْ أستَترْ حَرْبَ الفِجارِ، ولم أُطعْ

مُسَيلمة ً، إذ قالَ: إنّي منَ الرُّسْلِ

ومثليَ قدْ تهفو بهِ نشوة ُ الصِّبَا؛

وَمثلُكَ قد يعفو، وما لكَ من مثلِ

وإنّي لتنهَاني نهايَ عنِ الّتي

أشادَ بها الواشي، ويعقلُني عقلي

أأنكُثُ فيكَ المدحَ، من بعدِ قوّة ٍ،

ولا أقتدي إلاّ بناقضة ِ الغزْلِ !

ذمَمْتُ إذاً عهدَ الحياة ِ، ولم يزَلْ

مُمِرّاً، على الأيّامِ، طَعمُهَا المحَلي

وما كنتُ بالمُهدي إلى السّودَدِ الحَنَا

ولا بالمُسيء القولِ في الحسنِ الفعلِ

ما ليَ لا أُثني بِآلاء مُنْعِمٍ،

إذا الرّوْضُ أثنى ، بالنّسيمِ، على الطّلّ

هيَ النّعلُ زلّتْ بي، فهل أنتَ مكذبٌ

لقيلِ الأعادي إنّها زَلّة ُ الحِسْلِ؟

وهلْ لكَ في أن تشفعَ الطَّولَ شافعاً

فتُنجحَ مَيمونَ النّقِيبة ِ، أوْ تُتْلي؟

أجرِ أعدْ آمِن أحسنِ ابدأ عُدِ اكفِ

حُط تحفّ ابسطِ استألِفْ صُن احم اصْطنع أعلِ

منى ً، لوْ تسنّى عقدُها بيدِ الرّضَا

تيسّرَ منها كلُّ مستصعبِ الحلّ

ألا إنّ ظَني، بَينَ فِعلَيكَ، وَاقِفٌ

وُقوفَ الهوَى بينَ القَطيعة ِ وَالوَصْلِ

فإنْ تمنَ لي منكَ الأماني، فشيمة ٌ

لذَاكَ الفَعالِ القَصْدِ والخُلقِ الرَّسلِ

وإلاّ جنيتُ الأنسَ من وحشة ِ النّوَى

وَهَولِ السُّرَى بينَ المَطيّة ِ والرّحلِ

سيُعْنَى بِمَا ضَيّعتَ مِنّي حافِظٌ؛

ويلفى لما أرْخَصْتَ من خطرِي مغْلي

وأينَ جوابٌ عنكَ ترضَى به العُلا،

إذا سألَتْني بعدُ ألسنة ُ الحفلِ؟

قديم 10-01-2010, 06:58 PM
المشاركة 30
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أما في نسيمِ الرّيحِ عرفٌ معرِّفُ
( ابن زيدون )



أما في نسيمِ الرّيحِ عرفٌ معرِّفُ

لنا هل لذاتِ الوَقفِ بالجِزْعِ مَوْقِفُ

فنَقضِيَ أوْطَارَ المُنى مِنْ زِيَارة ٍ،

لنَا كلفٌ منها بما نتكلّفُ

ضَمَانٌ عَلَيْنَا أنْ تُزَارَ، وَدُونَها

رقاقُ الظُّبَى والسّمهرِيُّ المثقَّفُ

غيارى يعدّونَ الغرامَ جريرة ً

بها، والهوى ظلماً يغيظُ ويؤسفُ

يَوَدّونَ لَوْ يَثْنِي الوَعيدُ زَمَاعَنا؛

وهيهاتَ ريحُ الشّوقِ من ذاكَ أعصفُ

يسيرٌ لدى المشتاقِ، في جانبِ الهوى ،

نوى غربة ٍ أو مجهلٌ متعسَّفُ

هلِ الرَّوعُ إلاّ غمرة ٌ ثمّ تنجلي؛

أمِ الهولُ إلاّ غمّة ٌ ثمّ تكشفُ ؟

وَفي السِّيَرَاء الرّقْمِ، وَسطَ قِبَابِهمْ،

بعيدُ مناطِ القرطِ أحورُ أوطفُ

تَبَايَنَ خَلْقاهُ، فَعَبْلٌ مِنَعَّمٌ،

تأوّدَ، في أعلاهُ، لدنٌ مهفهفُ

فللعانكِ المرتجّ ما حازَ مئزرٌ؛

وَللغُصُنِ المِهْتَزّ ما ضَمّ مِطْرَفُ

حَبِيبٌ إلَيْهِ أنْ نُسَرّ بِوَصْلِهِ،

إذا نحنُ زرنَاهُ، ونهْنا ونسعَفُ

وَلَيْلَة َ وَافَيْنَا الكَثيبَ لِمَوْعِدٍ،

سُرَى الأيمِ لمْ يُعْلَمْ لمَسرَاهُ مُزْحَفُ

تَهَادى أناة َ الحَطْوِ، مُرْتَاعَة َ الحَشا،

كمَا رِيعَ يَعْفُورُ الفَلا المُتَشَوِّفُ

فَما الشّمسُ رَقّ الغَيمُ دون إياتها،

سوَى ما أرَى ذاكَ الجَبِينُ المُنْصَّفُ

فديتُكِ ! أنّى زرتِ نورُكِ واضحٌ،

وعطرُكِ نمّامٌ وحليُكِ مرجفُ

هبيكِ اعتررْتِ الحيّ، واشيكِ هاجعٌ،

وفرعُكِ غربيبٌ، وليلُكِ أغضفُ

فأنّى اعتسفَت الهولَ خطوُكِ مدمجٌ

وَرِدْفِكِ رَجرَاجٌ وَخَصرُكِ مُخطَفُ

لجاجٌ، تمادي الحبّ في المعشرِ العِدا،

وَأَمٌّ الهَوَى الأفقَ الذي فيه نُشْنَفُ

وَأنْ نَتَلَقّى السّخْطَ عانينَ بالرّضَى

لغيرَانَ أجْفَى ما يُرَى حينَ يَلطُفُ

سَجايا، لمَنْ وَالاهُ، كالأرْى تُجنى ،

فَيُومىء طَرْفٌ، أوْ بَنَانٌ مُطَرَّفُ

خليليّ ! مهلاً لا تلومَا، فإنّني،

فؤادي أليفُ البثّ، والجسمُ مدنفُ

فأعْنَفُ ما يَلقَى المُحبُّ لحَاجَة ً

على نفسهِ في الحبّ، حينَ يعنَّفُ

وإنّي ليستهوينيَ البرقُ صبوة ً،

إلى برقِ ثغرٍ إنْ بدَا كاد يخطفُ

وما ولعي بالرّاحِ إلاّ توهّمٌ

لظَلْمٍ، بهِ كالرّاحِ، لوْ يُترَشّفِ

وتذْكرُني العقدَ، المرنَّ جمانُهُ،

مُرِنّاتُ وُرْقٍ في ذُرَى الأيك تهتِفُ

فما قيلَ من أهوَى طوى البدرَ هودجٌ

ولا صانَ ريمَ القفرِ خدرٌ مسجَّفُ

ولا قبلَ عبّادٍ حوى البحرَ مجلسٌ،

ولا حملَ الطّودَ المعظَّمَ رفرَفُ

هوَ الملكُ الجعدُ، الذي في ظلالِهِ

تكفّ صروفُ الحادثاتِ وتصرفُ

هُمَامٌ يَزِينُ الدّهْرَ مِنْهُ وَأهلَهُ؛

مليكٌ فقيهٌ، كاتبٌ متفلْسفُ

يَتِيهُ بِمَرْقَاهُ سَرِيرٌ وَمِنْبَرٌ،

وَيَحْمَدُ مَسْعَاهُ حُسامٌ وَمُصْحَفُ

رويتُهُ في الحادثِ الإدّ لحظة ٌ؛

يذلّ لهُ الجبّارُ، خيفة َ بأسِهِ،

ويعنو إليهِ الأبلجُ المتغطرِفُ

حذارَكَ، إذْ تبغي عليهِ، من الرّدى ،

وَدُونَك فاستَوْفِ المُنى حينَ تُنصِفُ

ستعتامُهمْ في البرّ والبحرِ، بالتّوَى ،

كتائبُ تزجى ، أو سفائنُ تجدَفُ

أغرُّ، متى نَدرُسْ دَوَاوِينَ مَجدِهِ

يَرْقْنَا غَرِيبٌ مُجمَلٌ أوْ مُصَنَّفُ

إذا نحنُ قرّطناهُ قصّرَ مطنبٌ،

ولمْ يتجاوزْ غاية َ القصدِ مسرفُ

وأروَعُ؛ لا الباغي أخاهُ مبلَّغٌ

مناهُ، ولا الرّاجي نداهُ مسوَّفُ

ممرُّ القوَى ، لا يملأ الخطبُ صدرَه،

وليسَ لأمرٍ فائتٍ يتلهّفُ

لهُ ظلُّ نعمَى ، يذكرُ الهمُّ عندهُ

ظِلالَ الصِّبا، بل ذاكَ أندى وَأوْرَفُ

جحيمٌ لعاصيهِ، يشبّ وقودُه،

وجنّة ُ عدنٍ للمطيعينَ تزلفُ

مَحاسِنُ، غَرْبُ الذّمّ عَنها مُفَلَّلٌ

كَهامٌ، وَشَملُ المَجدِ فيها مؤلَّفُ

تَنَاهَتْ، فعِقدُ المَجدِ مِنها مُفصَّلٌ

سَنَاءً، وَبُرْدُ الفَخرِ منها مُفَوَّفُ

طَلاقَة ُ وَجْهٍ، في مَضَاءٍ، كمِثلِ ما

يروقُ فرندُ السيفِ والحدُّ مرهفُ

على السّيفِ مِن تِلكَ الشّهامة ِ مِيسَمٌ،

وَفي الرّوْضِ من تلكَ الطّلاقَة ِ زُخرُفُ

تعودُ لمنْ عاداهُ كالشرْيِ ينقفُ

يراقبُ منهُ اللهَ معتضدٌ، بهِ

يَدَ الدّهْرِ، يَقسو في رِضَاه وَيَرْأفُ

فقُل للمُلوكِ الحاسِديهِ: متى ادّعى

سِباقَ العَتِيقِ الفائِتِ الشأوِ مُقِرفُ

ألَيْسَ بَنُو عَبّادٍ القِبْلَة َ الّتي

عليها لآمالِ البريّة ِ معكفُ؟

مُلوكٌ يُرَى أحيائهم فَخَرَ دَهرِهمْ،

وَيَخْلُفُ مَوْتَاهُمْ ثَنَاءٌ مُخَلَّفُ

بِهمْ باهَتِ الأرْضُ السّماءَ فأوْجُهٌ

شموسٌ، وأيدٍ من حيا المزن أوكفُ

أشارحَ معنى المجدِ وهو معمَّسٌ

وَمُجْزِلَ حظّ الحمد وَهوَ مُسفَسِفُ

لعمرُ العدا المستدرجيكَ بزعمهمْ

إلى غِرَّة ٍ كادَتْ لها الشمسُ تُكسَفُ

لَكالُوكَ صَاعَ الغَدرِ، لُؤمَ سجيّة ٍ،

وكيلَ لهمْ صَاعُ الجزَاء المُطَفَّفُ

لقد حاولوا العظمى التي لا شوَى لها،

فأعجلهُمْ عقدٌ من الهمّ محصفُ

وَلَمّا رَأيتَ الغَدْرَ هَبّ نَسِيمُهُ،

تلقّاهُ إعصارٌ لبطشِكَ حرجَفُ

أظَنّ الأعادي أنّ حَزْمَكَ نَائِمٌ؟

لقد تعدُ الفسلَ الظُّنونُ فتخلفُ

دواعي نفاقٍ أنذرتْكَ بأنّهُ

سيشرَى ويذوِي العضوُ من حيثُ يشأفُ

تحمّلتَ عبءْ الدّهرِ عنهم، وكلّهمْ

بنعماكَ موصولُ التّنعّمِ، مترفُ

فإنْ يكفُرُوا النّعْمَى فتِلكَ دِيَارُهمْ

بسيفِكَ قاعٌ صفصَفُ الرّسْمِ تنسفُ

وطيَّ الثّرَى مثوى ً يكون قصارهُمْ،

وَإنْ طالَ منهُمْ في الأداهمِ مَرْسَفُ

وَبُشرَاكَ عِيدٌ بالسّرُورِ مُظَلَّلٌ،

وبالحظّ، في نيلِ المُنى ، متكنَّفُ

بَشِيرٌ بِأعْيَادٍ تُوَافِيكَ بَعْدَهُ،

كما يَنسُفُ النّظمَ المُوالي، وَيَرْصُفُ

تُجَرِّدُ فِيهِ سَيْفَ دَوْلَتِكَ، الّذي

دماءُ العِدَى دأباً بغربَيْهِ تظلَفُ

هُوَ الصّارِمُ العَضْبُ الذي العَزْمُ حدُّه،

وحليتُهُ بذلُ النّدى والتعفّفُ

همامٌ سمَا للملْكِ، إذْ هوَ يافعٌ،

وتمّتْ لهُ آياتُهُ، هوَ مخلِفُ

كرِيمٌ، يَعُدّ الحَمدَ أنْفَسَ قِينَة ٍ،

فيُولَعُ بالفِعلِ الجَميلِ، وَيُشغَفُ

غدَا بخميسٍ، يقسِمُ الغيمُ أنّهُ

لأحفَلُ منها، مكفهرّاً، وأكثفُ

هوَ الغَيمُ من زُرْقِ الأسِنّة ِ بَرْقُهُ،

وللطّبْلِ رعدٌ، في نواحيهِ، يقصِفُ

فَلَمّا قَضَيْنَا مَا عَنَانَا أدَاؤهُ،

وَكلٌّ بما يُرْضِيكَ داعٍ، فَمُلْحِفُ

قَرَنَا بحَمْدِ اللَّهِ حَمْدَكَ، إنّهُ

لأوْكَدُ ما يُحْظى لدَيْهِ، وَيُزْلَفُ

وَعُدْنَا إلى القَصْرِ، الذي هوَ كَعبة ٌ،

يُغادِيهِ مِنّا نَاظِرٌ، أوْ مُطَرَّفُ

فإذْ نَحنُ طالَعْنَاهُ، وَالأفقُ لابِسٌ

عجاجتَهُ، والأرضُب بالخيلِ ترجُفُ

رَأيْناكَ في أعْلى المُصَلّى ، كَأنّمَا

تَطَلّعَ، من محْرَابِ داودَ، يُوسُفُ

ولمّا حضرْنا الإذْنَ، والدّهرُ خادمٌ،

تُشِيرُ فيُمضِي، وَالقَضَاءُ مُصَرِّفُ

وصلْنا فقبّلْنا النّدى منكَ في يدٍ،

بها يُتْلَفُ المَالُ الجسيمُ، ويُخلَفُ

لقد جُدتَ حتى ما بنَفسٍ خَصَاصَة ٌ،

وأمّنْتَ حَتى ما بِقَلْبٍ تَخَوُّفُ

وَلَوْلاَكَ لم يَسهُلْ من الدُّهرِ جانبٌ؛

وَلا ذَلّ مُقْتَادٌ، وَلا لانَ مَعطِفُ

لكَ الخيرُ، أنّى لي بشكركَ نهضة ٌ؟

وَكيفَ أُودّي فرْضَ ما أنتَ مُسلِفُ؟

أفَدْتَ بَهِيمَ الحالِ مِنّيَ غُرَّة ً،

يُقَابِلُها طَرْفُ الجَمُوحِ فيُطرَفُ

وبوّأتَهُ دنيْاكَ دارَ مقامة ٍ،

بحَيْثُ دَنا ظِلٌّ وَذُلّلَ مَقْطِفُ

وكمْ نعمة ٍ، ألبستُها، سندسيّة ٍ،

أُسَرْبَلُها في كلّ حِينٍ وأُلْحَفُ

مَوَاهِبُ فَيّاضِ اليَدَيْنِ، كَأنّمَا

من المُزْنِ تُمرَى أوْ من البحرِ تُغزَفُ

فإنْ أكُ عبداً قد تملّكْتَ رقَّهُ،

فأرفَعُ أحوالي، وأسْنى وأشرفُ


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من شعراء العصر الأندلسي ( ابن زيدون )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من شعراء العصر الأندلسي ( إبن هانئ الأندلسي ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 47 09-07-2020 11:45 PM
من شعراء العصر الأندلسي ( حيدر بن سليمان الحلي ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 17 01-10-2012 08:19 PM
ابو الوليد أحمد بن زيدون الأندلسي عبدالله باسودان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 10 12-12-2011 09:14 PM
من شعراء العصر الأندلسي ( عبد الجبار بن حمديس ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 67 10-21-2010 03:17 PM
من شعراء العصر الأندلسي ( ابن خفاجة ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 105 10-07-2010 10:50 PM

الساعة الآن 04:25 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.