قديم 06-06-2012, 12:22 PM
المشاركة 851
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مدن الملح. عبدالرحمن منيف
المصدر Pen

خماسية مدن الملح، رائعة عبدالرحمن منيف الشهيرة، هنا تجدوها مرفوعة
1- التيه.
2- الأخدود.
3- تقاسيم الليل والنهار.
4- المُنبَتّ.
5- بادية الظلمات.


قديم 06-06-2012, 12:22 PM
المشاركة 852
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
في ذكرى رحيل عبد الرحمن منيف:

الشخصية في رواية "مدن الملح"
د. نبيه القاسم
مهما اختلفت الآراء تظل الشخصية هي التي تستحوذ على الاهتمام لدى تناول اي عمل ابداعي، واذا كانت شخصية البطل في الرواية، كما عرفناها في روايات زولا وبلزاك، قد تلاشت في القرن العشرين، فإن الرواية العربية ظلت تستأثرها وتتميز بها حتى اواسط السبعينيات، وكانت الكثير من الدراسات الادبية تتمحور حول شخصية البطل وتهتم بتصنيفاته، وتُهمل جوانب النص الابداعي الاخرى.
وقد اهتم عبد الرحمن منيف في رواياته الاولى بشخصية البطل مثل: روايات قصة حب مجوسية، شرق المتوسط، حين تركنا الجسر، النهايات، رغم انه كان قد وزع البطولة على شخصيتين في روايته الاولى الاشجار واغتيال مرزوق. بينما قصد عدم وجود مثل هذا البطل المركزي الوحيد في رواية مدن الملح.
لا نستطيع في رواية مدن الملح ان نشير الى شخصية محددة على انها الشخصية الرئيسية التي حولها تدور معظم الاحداث وتتشكل الرواية. فرواية مدن الملح تحوي على عدد كبير من الشخصيات، منها المهمة التي تأخذ دورا مهما في الاحداث، ومنها الثانوية التي تلعب دورا اقل اهمية، او مجرد تذكر او تؤدي دورا هامشيا. ولكن كل هذه الشخصيات معا تشكل هذا العالم الواسع الذي ترسمه الرواية.
هذا يعني ان منيف في روايته هذه تأثر بتحوّل موقف النقد الغربي من دور شخصية البطل في الرواية حيث حاول هذا النقد اهمال الشخصية الرئيسية وحتى الغاء دورها كليا، واستغنى عن دور البطل الرئيسي المُوجه للاحداث والشاغل لها، وهو نفسه يفسر هذا التحول في الموقف بقوله: "إن بطل الرواية الفرد، الذي يملأ الساحة كلها، وما الآخرون الذين يحيطون به الا ديكورًا لابرازه واظهار بطولاته، ان هذا البطل الوهمي الذي سيطر على الرواية العالمية فترة طويلة، آن له ان يتنحى، وأن لا يُشغل الا ما يستحقه من مكان وزمان". (الكاتب والمنفى، ص 76)العديد من الشخصيات في مدن الملح تظهر وتختفي بعد ان تقوم بدورها ولا تُذكر ابدا، واصبحت الرواية عبارة عن بانوراما كبيرة متناسقة متكاملة تتوالى فيها الاحداث وتتداخل وتتباعد، ومثلها ايضا الشخصيات التي تقوم بادوارها. وذلك بخلاف ثلاثية نجيب محفوظ، حيث للشخصيات وللاحداث استمرارية واضحة.
وكما في ثلاثية نجيب محفوظ لا توجد الشخصية المتفردة التي تشغل دور البطولة الفردية وانما كل افراد عائلة "السيّد" تقوم بدور البطولة، هكذا ايضا في رواية مدن الملح لم تعد البطولة تقتصر على واحد او اثنين من شخصيات الرواية، وانما اصبحت تتوزع على العديد من الشخصيات التي تحرك الاحداث وتدفعها، ولم تعد تحتمل تلك الصفات المثالية النموذجية للغير، وانما نجد فيها صفات مكروهة ومنفّرة، وقد نجد النموذجين المتناقضين معا في الوقت نفسه، يتصارعان ويحاول احدهما السيطرة على الآخر.
اهمية الشخصية ومدى تأثيرها ودورها في العمل الابداعي، كل هذا يتقرر من خلال فعل الشخصية في النص نفسه، ومع ان الاهتمام لم يعد يتركز بالبطولة الفردية، اي الشخصية المركزية في الرواية التي تتمحور حولها باقي الشخصيات والاحداث، الا ان الشخصية تستطيع ان تفرض الاهتمام بها، مهما كان دورها صغيرا ام كبيرا، من خلال فاعليتها في النص والعلاقات التي تقيمها مع باقي الشخصيات ومع عناصر النص الاخرى، حيث تفرض وجودها وتمنع امكانية حذفها او تجاهلها.
المشترك الوحيد بين عشرات الشخصيات التي تظهر على مسرح الاحداث في رواية مدن الملح انها كلها تسير نحو مستقبل مجهول، نحو النهايات ونحو التيه في بحر من الظلمات، وقد يكون الكاتب قد هدف الى ذلك من خلال اختياره لاسماء اجزاء الرواية. هذه الشخصيات التي تبدو على مسرح الاحداث، منها التي تشق طريقها واثقة من خطواتها وهي لا تدري انها تدفع بنفسها نحو التيه والظلمات والنهاية، ومنها المهزومة التائهة التي تريد تأمين ما يضمن بقاءها في الحياة لا اكثر، ومنها التي لا تجد امامها من حيلة، امام التغير الهائل الذي تشهده في المكان والزمان، الا البكاء والتحسر على الذي كان ولن يعود.
ومن هذه العشرات من الشخصيات التي تظهر وتختفي وينساها القارئ بمجرد ان انتهى دورها، ومنها التي تأخذ قسطا في تطور الفعل ودفع الاحداث ولكنها تكون محدودة في مدى فاعليتها، ومنها شخصيات تفرض وجودها وتدفع بديناميتها ووهجها الاحداث وتظل عنصر جذب وتأثير حتى لو انها اختفت عن المسرح. مثل متعب الهذال الذي رغم اختفائه بعد تدمير وادي العيون في الجزء الاول (التيه، ص 106) من رواية مدن الملح ظل يفرض وجوده على الناس والاحداث لعشرات السنين.
تراكم الشخصيات وعددها الكبير وتوالي الاحداث وتفجرها وانتشارها في كل الاتجاهات والامكنة عبر الازمنة غير المحددة، ليس وحده الذي يميز رواية مدن الملح عن روايات عبد الرحمن منيف الاولى، ففي الروايات الاولى كانت الشخصيات محددة الهوية والتوزيع، واضحة المعالم والاهداف، والاحداث رغم ضخامتها واهميتها الا انها محددة واضحة، والاماكن يمكن التعرف عليها، والزمان يتمحور في زمان القهر العربي الذي يعيشه الانسان العربي منذ خمسينات القرن العشرين.
ما يميز رواية مدن الملح انعدام وجود شخصية المثقف الفاعلة والمحركة التي كانت البارزة بين شخصيات الروايات الاولى، بينما برزت وبقوة الشخصية الشعبية القريبة من الشخصية الملحمية التي افتقرت اليها شخصيات الروايات الاولى وان كانت شخصية "عساف" بطل رواية النهايات تُشكل مدخلا مهما في بلورة الشخصية الشعبية الملحمية التي ظهرت في رواية مدن الملح.
لقد توزعت الشخصيات في الروايات الاولى ما بين الشخصيات المثقفة والشعبية التي تواجه السلطة الحاكمة الظالمة رغم ان الشخصية السلطوية انحصرت في الموظفين الصغار والسجانين الذين لم يكونوا الا ادوات محركة فاقدة للتميز في ملامحها وعملها وفكرها مما ابقاها في حدود النكرات، ولم تبرز في شكل الحاكم الكبير صاحب الفكر والخطة والهدف، بينما في رواية مدن الملح اخذت الشخصية السلطوية مكانها المركزي والفعال في صنع الاحداث وتطورها، وتوزعت على عشرات الشخصيات، من الموظف الصغير حتى تصل الى السلطان بنفسه.
كذلك ظهرت في رواية مدن الملح الشخصيات العديدة التي لم تنتم الى المكان وانما هي وفـَدت اليه طمعا في كسب الغنى والمال، ووجودها كان له الأثر على تغير المكان وتشكله من جديد، ومثل هذه الشخصيات لم تظهر في روايات منيف الاولى.

قديم 06-06-2012, 12:24 PM
المشاركة 853
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رائعةعبد الرحمن منيف مدن الملح
(1)
تمثل رواية “مدن الملح” بأجزائها رواية “ملحمية” فريدة من نوعها في الرواية العربية، وإذا كانت ثلاثية نجيب محفوظ تقول تحولات الطبقة الوسطى المصرية وظهورها وتسلمها زعامة مصر، فإن رواية “مدن الملح” تقدم خطاب النفط وأثره في الصحراء العربية، هذا الأثر الذي طال الإنسان والمكان معاً،
كيف تستطيع أن تلخص أحداث عدة سنوات في شهر أو أقل؟
عندما بدأت في قراءة مدن الملح لم اكن أتوقع أن أنهمك فيها جيداً، ربما لطولها أو لما تحمله من بعض اللهجات المحلية، ولكن عندما قرأت منها أكثر من 200 صفحة لم أستطع الفكاك منها.
من أراد أن يفهم التاريخ، ويفهم كيف يفكر الناس فلا يفوت على نفسه هذه الملحمة العظيمة. عندما نفكر في اسم الرواية (مدن الملح) فسوف نعتقد أن هذا الاسم مرّ عدة مرات خلال الرواية، ولكن عندما نقرأها نجد أنه لم يمرّ إلا مرة واحدة فقط وفي الجزء الخامس وفي النصف الأخير منه.
مدن الملح، تاريخ، وفلسفة، فترة انتهت ولم تنته بعد! فترة عشناها ونعيشها. هي دراسة بأسلوب آخر، بأسلوب ملحمي روائي عن أثر النفط في الجزيرة العربية منذ ظهوره وحتى الآن. قد يتخوف البعض من هذه الرواية لما تحمله من أمور سياسية يجب أن لا تظهر حسب اعتقاد البعض، ولكن مالم يظهر اليوم سيظهر غداً بصوت أعلى من المتصور. ولكن الفائدة أجل وأعظم في هذه الرواية من أحداث السياسة فيها. فعندما يتحدث منيف عن أحداث يومية فهو لايحاول ملئ الأوراق بحشو فارغ لا مقصد منه، وإنما هو تلخيص لنظرة، أو وجهة نظر سائدة أو كائنة في تلك الفترة. أما كيف استطاع منيف أن يكتب كل تلك العظمة، فأحتاج لفترة لأعرف ذلك. ويبدوا أن كلامي عن الأحداث لن يكون له نهاية إن بدأت فيه، وسأترك هذا الأمر لاحقاً إن أردت ذلك، ولكني الآن أكتب بعد أن انتهيت من الرواية رأيي ورؤاي فيها. فليست رواية فقط. هل ملحمة. هي تاريخ. هي دارسة. هي سياسة. هي عظمة لا استطيع أن أعبر عنها بكلمات يسيرة.
للرجل الباحث عن التاريخ أن يجد فيها مايسره، ويشبع نهمه المعرفي في هذا المجال، وليس ذلك فحسب، وإنما أحداث الفترة محللة تحليلاً شاملاً ليس من وجهة نظر واحدة وإنما من عدة أوجه، فوجهة نظر الحاكم في أمر يفعله، ووجهة المسؤول المباشر للأمر، ووجهة نظر الطبقة المعنية بهذا الأمر، ووجهة نظر الشعب العادي، ووجهة نظر الأغنياء والفقراء. وحتى وجهة نظر الجهات الخارجية، سواء من الدول الصديقة أم من الأعداء أم من المحايدين. إن مدن الملح ليست مسيئة للمنطقة بذكر تلك الأحداث، وإنما باحثة عن حقيقة، أو بمعنى باعثة للحقيقة في تلك الحقبة من الزمن.
للرجل الاجتماعي الباحث في علم الاجتماع أن يجد فيها بغيته، فيجد كيف هي نظرة المجتمع حيال الأحداث، وكيف تتصرف الشعوب حيال مايمر بها، وهل هو على الجميع أم على البعض، وكيف أن هناك شذوذاً قد يقع فلا يقاس على الكل. وصاحب المصلحة مختلف عن من لامصلحة له، ورؤى الناس حسب أفهامهم وعقولهم وثقافتهم وأعمارهم.
قد أكتب لاحقاً عن الرواية أو أحداث الرواية تفصيلاً، ولكني أود الآن أن أقول، يجب أن لا تُهمَل هذه الرواية على الرف قراءة، فبادروا في قرائتها الآن
(2)
غالباً لا أحب الخوض في السياسة، ولكني بنفس الوقت لا أؤيد أن يطمس التاريخ، أو يمنع من الوصول للقراء، وقد يكون المنع أحد أهم أسباب الانتشار، فنجد الكثير من المؤلفين الجدد يضمنون كتبهم شيئاً من مثلث الممنوعات (الجنس، الدين، السياسة)لكي يضمنوا منع كتبهم، وبذلك يضمنوا الانتشار والشهرة.
مدن الملح، خماسية تحكي ثورة النفط في الجزيرة العربية، وقيام دولة عظيمة على هذا المنبع؛ النفط. وبقيامها تغيرت حضارة هذه المنطقة، وتغير البشر فيها. وهذا دائماً مايقع عند قيام أو تغير الدول أو أنظمة الدول.
عندما تسألني عن رأيي حول الرواية فلن أستطيع الإجابة بوضوح، كل ما استطيع أن أقوله أنها مدهشة حقاً، ويلزم كل قارئ أن يقرأها، خصوصاً من يعيش في المنطقة المعنية في الرواية، إنها الجزيرة العربية. الرواية أو عندما نريد الحق الملحمة، خماسية؛ أي تتكون من خمسة أجزاء. وكل جزء يحمل اسماً فرعياً. فالجزء الأول هو (التيه) والثاني (الأخدود) والثالث (تقاسيم الليل والنهار) والرابع (المنبت) والخامس (بادية الظلمات)

قديم 06-06-2012, 12:24 PM
المشاركة 854
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مدن الملح
النيل والفرات:
نبذة:
هل ينسج عبد الرحمن منيف روايات... أم أنه يسجل تأريخاً لأحداث شهدتها بلاد عربية سمّاها على صفحاته... أم أنه يسطر فلسفة الحياة التي حاكتها يد الحياة... أم أنه يعيد من خلال أعماله... ذكرى النفس الملحمي في الأعمال الروائية... إنه كل هذا وذاك... فالمنيف بأعماله تلك فتح أفقاً رحباً لعالم الرواية العربية. فأتت تجربته الروائية بمجملها لتكون أوسع وأجرأ تجربة روائية عربية تناصية ولتكون أكثر تطوراً في حدود معرفتنا بالرواية العربية.
مثلت كل رواية لوحة إنسانية اجتماعية ابتداءً من مدن الملح بفصولها الأربعة؛ التيه، والأخدود، وتقاسيم الليل والنهار، والمُنْبَتّ، وبادية الظلمات، ومن ثم شرق المتوسط، وأرض السواد، والنهايات... كلها روايات عكست في جزئياتها... فكر متوقد... وخيال مترع، ونفس ملحمي، روائي تاقت إليه الرواية العربية، وتحدث في رواياته عن كل شيء... نسج الحدث من خيوط التاريخ وأسبغ عليه حلة الخيال ليقول بأن "ذاك الغيم جاب هذا المطر" وليقول بأننا لم نشارك في تلك الحياة... ولكننا نحيا من أجلها اليوم، وليحدث بأن العالم، كل العالم، في ذلك الزمن الرجراج، المليء بالتوقع والاحتمالات، البطيء كسلحفاة، السريع المتغير كبرق السماء... يتلفت، يتساءل... يترقب بخوف؛ الغد الذي سيأتي...
لأن في ذلك الزمن كل شيء مطروح، القارات تقسم المناطق والشعوب تجزأ أو تلحق، تبعاً لرغبات الأقوياء، والملوك والسلاطين يخترعون للتو اللحظة ليتولوا الأمور، أو يحكم عليهم بالنفي إلى الجزر البعيدة لكي يموتوا هناك منسيين وبصمت... هكذا تداخلت هذه المعاني في رؤاه المنسحبة في ثنايا خيوط نسجه الروائي... ولكن في كل رواية كان للحدث بعده التاريخي والاجتماعي والسياسي والفلسفي.
فمدن الملح بتسلسلاتها الخمس وفي سياقها إيقاع حزين وعمق اجتماعي فكري سياسي، طرحت مسائل كانت قائمة ومطروحة، ولكنها الآن أيضاً ما زالت مطروحة وهي أن العرب، كأناس عاديين، وقفوا تحت الظلم من كل جانب من الغرباء ومن جانب قادتهم وحكامهم في نفس الوقت... ومن خلالها قال ما يجب أن يقال عن أثر الآلة النفطية في بلاد النفط العربية... فَصَوّر عبرها صدمة الحداثة في مجتمعات العالم الثالث.
وإلى أرض السواد رحل فكتب عن العراق التي ضمت أقدم الحضارات... تلك العراق ذكّر بأنها لم تكن قفراً، وبالتالي فإن الشخصية العراقية لم تتكون خلال قرون قليلة من الزمن... أحب المنيف العراق، أحب الناس والأرض ودجلة وبغداد وكركوك والموصل والبصرة والبادية... أحب الطبيعة وقسوتها، وفي أرض السواد يعلن عبد الرحمن منيف، حبه للعراق وأهلها، للهجتهم، لتلميحاتهم، وثورياتهم، ولأمثالهم وسخريتهم فكانت كلها معاني، تداخلت في الأحداث المتسارعة في مناخ تاريخي اجتماعي سياسي، روت عن فترة زمنية كانت بداياتها مع أطماع إنكلترا، الإمبراطورية المنهزمة، بهذا الموقع الهام وآثاره ليكون لها محطة على طريق الهند... وتتعاقب الأحداث... ويرسم من خلالها المنيف مدى كره العراقيين لأي تدخل أجنبي، فوسم تضامنهم ضمن صور كثيرة... لتصل روايته بأجزائها الثلاث إلى رسم صورة غير مسبوقة عن العراق.... فكان همه الأول فيها أن يرسم الشخصية العراقية قبل أن يعمل على رواية تشكل الأحداث ذروتها... وليكون الحدث في "أرض السواد" هو العراق.
وفي رواية "النهايات" عالم تحركت أحداثه في خطوط تتوازى فيها الوقائع والرموز... فهي على مستواها الوقائعي تعود بك إلى تجربة أهل "الطيبة" إلى انتمائهم إلى الجذور... وذهولهم إزاء الحب والموت... وفي مستواها الرمزي تعود بك إلى اكتشاف الإنسان، أينما كان، إلى انتمائه إلى هذه القوى... إلى هذه القوى الغامضة في الكون التي تجعل من الحب والموت أعنف وأخصب ما في الطبيعة كلها... و"النهايات" مرتبة عميقة الأنغام للجنّة التي بقيت حاضرة في أذهان القرية... والمنيف باختياره الطيبة، هذا الاسم لقريته، هو اختيار رمزي، لأن كل قرية هي طيبة بالنسبة لأهلها... والطيبة في "النهايات" تجمع بين معنى طيب المذاق والهواء والطبع، وبين معنى البقاء... والطيبة هي العائشة الحية في وجدان عاشقها... دائماً لا تموت.
والمنيف بعد كل هذا وذاك... ذاك القادم من صخب الإنسان، المتحدث بلسانه عن أشياء في أعماق جهل فلسفتها... وعن أشياء في حياته... خاف حديثها... وعن أحداث تاريخية في ماضيه... مغيبة في دهاليز الذاكرة... أقضت مضجعه... فتناساها.

قديم 06-06-2012, 12:38 PM
المشاركة 855
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عبد الرحمن منيف> Quotes


من اقوال عبد الرحمن منيف
إذا كان الناس يفضلون, في بعض الأوقات, تذكّر الأيام الجميلة من الماضي, فإنّ الأيام القاسية يصبح لها جمالٌ من نوع خاص, حتى الصعوبات التي عاشوها تتحول في الذاكرة إلى بطولة غامضة, ولا يصدقون أنهم احتملوا ذلك كله واستمروا بعد ذلك !”
عبد الرحمن منيف

لا تظن الهدوء الذي تراه في الوجوه يدل على الرضا .. لكل إنسان شيء في داخله يهزهُ ويعذبه. ”
عبد الرحمن منيف
==
النوم يتخلى عن الانسان فى احدى حالتين : الحب أو الموت

==
من شعور الوحدة يتولد الخوف والرهبة والانتظار ورغبة التخفي والصراخ والاتحاد مع شيء ما وآلاف المشاعر الأخرى التي تعجز عنها كل الكلمات ..
حتى في الأوقات التي يكون الإنسان مع الآخرين, يحس أنه في الصحراء وحيد , وأنه يواجه عدوًا أقوى منه آلاف المرات .. وهذا العدو لا يمكن أن يُقاوم , لكن من الضروري مصادقته , أو الاحتيال عليه , والاذعان إلى شروطه ..”

==
من يقرأ الماضى بطريقة خاطئة سوف يرى الحاضر و المستقبل بطريقة خاطئة أيضا ، و لذلك لا بد أن نعرف ما حصل كى نتجنب وقوع الأخطاء مرة أخرى ، و من الغباء أن يدفع الانسان ثمن الخطأ الواحد مرتين

==
في هذه الدنيا كل شئ يتغير إلا الفقر و الفقراء، الفقر يبقى فقراً و الفقراء يزدادون.”

==
لو ان الموت ، أو الاحساس بالموت ، يكون قريبا و قويا بالنسبة للبشر ، كما هو فعلا ، لأصبح الانسان أرقى ، لكن أكثر براعات هذا المخلوق ، منذ أقدم العصور و حتى الآن : كيف ينسى أن الموت قريب منه هكذا


==
ان الانسان مهما كان قويًا، لا يعادل ذبابة اذا كان وحيدًا !”

==
سأبتسم ، الانسان يستطيع أن يبتسم ،
والابتسامة ارادة حتى لوكانت حزينة !

==
وجود الالم او عدم وجوده يتوقف على حاله الوعي.”


==
الأصعب ليس أن يموت المرء . بل أن يموت الذين حوله كلهم و يبقى هو حيا

==
ماهو الانسان اذا لم يكن له تاريخ وذاكره؟؟

==
الألم اقوى محرك في هذه الحياة.بوسعه أن يدمر الأنسان بقدر ما بوسعه ان ينقذه

نحن بشر هذه الارض لانعرف غير البكاء منذ ساعة الميلاد وحتى ساعة الرحيل.لانعرف سوى ان نبكي ،الا نستطيع ان نفعل شيئا اخر؟؟


=
اللحظة الراهنة هي الحبيبة, و هي المصيبة. و لكن روح الانسان شيء يتخطى اللحظة الراهنة,باستمرار.
روح الانسان تصّر على الجموح إلى البعيد - البعيد في الماضي أو المستقبل.”

==
الذاكرة لعنة الإنسان المشتهاه ولعبته الخطرة، إذ بمقدار ما تتيح له سفراً دائماً نحو الحرية، فإنها تصبح سجنه. وفي هذا السفر الدائم يعيد تشكيل العالم والرغبات والأوهام
عبد الرحمن منيف, Cities of Salt

==
افضل ميزة يتميز بها الانسان في قدرته على النسيان، وهذا ما سوف احاول ان اتقنه بعد الان

قديم 06-06-2012, 12:42 PM
المشاركة 856
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

عبد الرحمن المنيف



ولد
29 مايو1933

بـعمّان

توفي
في24 يناير2004

بـ دمشق

الجنسية
السعودية
نوع أدبي
رواية





عبد الرحمن المنيف (29 مايو 1933 - 24 يناير 2004) اسمه الكامل: عبد الرحمن إبراهيم المنيف, ينتمي إلى قرية قصيبا شمال مدينة بريدة[1] بمنطقة القصيم الواقعة وسط المملكة العربية السعودية, كان والده من كبار تجار العقيلات الذين اشتهروا برحلات التجارة بين القصيم والشام واسم شهرته ((عبد الرحمن المنيف)).
يعد عبد الرحمن المنيف أحد أهم الروائيينالعرب في القرن العشرين؛ حيث استطاع في رواياته أن يعكس الواقع الاجتماعي والسياسي العربي، والنقلات الثقافية العنيفة التي شهدتها المجتمعات العربية خاصة في دول الخليج العربي أو ما يدعى بالدول النفطية, ربما ساعده في هذا أنه أساسا خبير بترول عمل في العديد من شركات النفط مما جعله مدركا لاقتصاديات النفط، لكن الجانب الأهم كان معايشته وإحساسه العميق بحجم التغيرات التي أحدثتها الثورة النفطية في صميم وبنية المجتمعات الخليجية العربية.
يعتبر منيف من اشد المفكرين المناوئين لأنظمة كثير من الدول العربية. من أشهر رواياته "مدن الملح" التي تحكي قصة اكتشاف النفط في السعودية وهي مؤلفة عن 5 أجزاء، ورواية شرق المتوسط التي تحكي قصة المخابرات العربية وتعذيب السجون.



نشأته وتعليمه

ولد عبد الرحمن المنيف في عمان - الأردن عام 1933 من أب سعودي ومن أم عراقية. درس في الأردن إلى أن حصل على الشهادة الثانوية ثم انتقل إلى بغداد والتحق بكلية الحقوق عام 1952 ثم انخرط في النشاط السياسي هناك, انضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي إلى أن طُرِد من العراق مع عدد كبير من الطلاب العرب بعد التوقيع على حلف بغداد عام 1955 لينتقل بعدها إلى القاهرة لإكمال دراسته هناك. في عام 1958 انتقل إلى بلغراد لإكمال دراسته فحصل على الدكتوراه في اقتصاديات النفط لينتقل بعدها إلى دمشق عام 1962 ليعمل هناك في الشركة السورية للنفط ثم انتقل إلى بيروت عام 1973 ليعمل هناك في مجلة البلاغ ثم عاد إلى العراق مرة أخرى عام 1975 ليعمل في مجلة النفط والتنمية. غادر العراق عام 1981 متجهاً إلى فرنسا ليعود بعدها إلى دمشق عام 1986 ويقيم فيها حيث كرس حياته لكتابة الروايات، تزوج منيف من سيدة سورية وأنجب منها ،عاش في دمشق حتى توفي عام 2004, وبقي إلى آخر أيامه معارضاً للإمبريالية العالمية، كما اعترض دوماً على الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 رغم أنه كان معارضا عنيفا لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وتخرج من جامعة بلغراد في صربيا.
مؤلفاته


1- الروائية:
  1. التيه
  2. الأخدود
  3. تقاسيم الليل والنهار
  4. المنبت
  5. بادية الظلمات
2- غير الروائية:
  • لوعة الغياب - 1989
  • الكاتب والمنفى وآفاق الرواية العربية - 1991
  • سيرة مدينة - عمان في الأربعينات - 1994
  • الديمقراطية اولاً.. الديمقراطية دائما- 1995
  • القلق وتمجيد الحياة (كتاب تكريم جبرا)- 1995
  • مروان قصاب باشي: رحلة الحياة والفن - 1996
  • عروة الزمان الباهي - 1997
  • بين الثقافة والسياسة - 1998
  • جبر علوان.. موسيقا الألوان - 2000
  • ذاكرة للمستقبل - 2001
  • رحلة ضوء - مقالات 2001
  • العراق هوامش من التاريخ والمقاومة - 2003
  • أسماء مستعارة (قصص قصيرة) 2006
  • الباب المفتوح (قصص قصيرة) 2006
ربما يكون عمله الأبرز هو رواية (مدن الملح) في خمسة أجزاء : يصف الجزء الأول التغيرات العميقة في بنية المجتمع البدوي الصحراوي بعد ظهور النفط، في الأجزاء الثاني يبدأ بوصف رجال الأعمال الذين وفدوا على المنطقة الخليجية ودخولهم في تحالفات مع حكام المنطقة، الأجزاء الثلاثة الخيرة تصف التحولات والتفاعلات السياسية في شبه واضح مع تاريخ حكام آل سعود، هذه الرواية صنفته سريعا كمعارض لنظام الحكم السعودي ومنعت رواياته من دخول المملكة العربية السعودية -سمح بنشرها مؤخرا في معرض الكتاب بالرياض- وكثير من الدول الخليجية.
الرواية الأخرى التي أحدثت ضجة في العالم العربي كانت (شرق المتوسط)، التي تعتبر أول رواية عربية تصف بجرأة موضوع التعذيب في السجون خاصة التعذيب التي تمارسه الأنظمة الشمولية العربية التي تقع في المنطقة العربية وشرق المتوسط.
لاحقا ألف منيف جزءا آخر من شرق المتوسط أسماه : (الآن..هنا) أعاد به الحديث عن التعذيب في السجون لكنه صورها هنا في بيئة أقرب لبيئة مدن الملح الخليجية.
ارتبط منيف بصداقة عميقة مع روائي عربي آخر هو جبرا إبراهيم جبرا، توجت هذه الصداقة مؤخرا برواية ثنائية، قد تكون من الأعمال الأدبية النادرة التي تكتب من قبل شخصين ربما على مستوى العالم، والنتيجة كانت (عالم بلا خرائط)، التشابك والتناسق الفني لهذه الرواية كان على درجة عالية يستحيل معها التصديق بأن هذا العمل مؤلف من قبل شخصين اثنين.
من أواخر أعماله : (أرض السواد) التي أراد ان يتحدث فيها عن تاريخ ومجتمعات العراق.
حادثة تخريب قبره

هدم أجزاء من قبر الروائي عبد الرحمن منيف الواقع في مقبرة الدحداح في العاصمة السورية دمشق، حدث ذلك في أواخر شهر مايو من عام 2007 ميلادية دون التعرض إلى رفاتة. أدت هذه الحادثة إلى نشوء العديد من التكهنات عن أهداف وغايات الفعلة وماهي طبيعتهم.[2]،
مقالات خارجية
مقابلة وثائقية مع عبد الرحمن المنيف / قناة العربية

قديم 06-06-2012, 12:43 PM
المشاركة 857
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عبد الرحمن منيف

Author profile


born
January 01, 1933 in عمّان, Jordan

died
January 24, 2004

gender
male

website
http://www.munif.org/

genre
Literature & Fiction, Politics, Short Stories


About this author
edit data

Abdelrahman Munif

ولد عبد الرحمن منيف في عام 1933 في عمان، لأب من نجد وأم عراقية. قضى المراحل الاولى مع العائلة المتنقلة بين دمشق وعمان وبعض المدن السعودية. أنهى دراسته الثانوية في العاصمة الاردنية مع بدء نشاطه السياسي وانتمائه لصفوف حزب البعث اذي كان يتشكل حديثاً . التحق بكلية الحقوق في بغداد عام 1952. وبعد توقيع " حلف بغداد" في عام1955 طُرد منيف مع عدد كبير من الطلاب العرب الى مصر.

تابع دراسته في جامعة القاهرة ليحصل على الليسانس في الحقوق. في عام 1958 اكمل دراسته العليا في جامعة بلغراد - يوغسلافيا ، حيث حاز على درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية، اختصاص اقتصاديات النفط عام 1961. عاد الى بيروت حيث انتخب عضواً في القيادة القومية لفترة اشهر قليلة. في عام 1962 انتهت علاقته السياسية التنظيمية في حزب البعث بعد مؤتمر حمص وما لابسه من اختلافات في...moreAbdelrahman Munif

ولد عبد الرحمن منيف في عام 1933 في عمان، لأب من نجد وأم عراقية. قضى المراحل الاولى مع العائلة المتنقلة بين دمشق وعمان وبعض المدن السعودية. أنهى دراسته الثانوية في العاصمة الاردنية مع بدء نشاطه السياسي وانتمائه لصفوف حزب البعث اذي كان يتشكل حديثاً . التحق بكلية الحقوق في بغداد عام 1952. وبعد توقيع " حلف بغداد" في عام1955 طُرد منيف مع عدد كبير من الطلاب العرب الى مصر.

تابع دراسته في جامعة القاهرة ليحصل على الليسانس في الحقوق. في عام 1958 اكمل دراسته العليا في جامعة بلغراد - يوغسلافيا ، حيث حاز على درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية، اختصاص اقتصاديات النفط عام 1961. عاد الى بيروت حيث انتخب عضواً في القيادة القومية لفترة اشهر قليلة. في عام 1962 انتهت علاقته السياسية التنظيمية في حزب البعث بعد مؤتمر حمص وما لابسه من اختلافات في الممارسة والرؤيا. في العام 1963 تم سحب جواز سفره السعودي من قبل السفارة السعودية في دمشق تذرعاً بانتماءاته السياسية ولم يعاد له حتى وفاته في 2004.

عام 1964 عاد الى دمشق ليعمل في مجال اختصاصه في الشركة السورية للنفط ،" شركة توزيع المحروقات" وفي مرحلة لاحقة عمل مديراً لتسويق النفط الخام السوري. عام 1973 استقر في بيروت حيث عمل في الصحافة " مجلةالبلاغ " لبضعة سنوات غادر بيروت عام 1975 ليستقر في بغداد، حيث عمل كخبير اقتصادي ومن ثم تولى اصدار مجلة تعنى باقتصاديات النفط وهي " النفط والتنمية" التي كان لها صدى كبير. استمر حتى العام 1981 حيث اندلاع الحرب العراقية الايرانية انتقل الى باريس حيث تفرغ للكتابة الروائية بشكل كامل فكانت " مدن الملح " باجزائها الاولى من اهم نتاجاته حيث غادرها في بداية 1987 عائداً الى سورية . عام 1987 استقر في مدينة دمشق ليتابع الكتابة ، متنقلاً بين دمشق وبيروت حتى وفاته في 24 كانون الثاني لعام

قديم 06-06-2012, 12:44 PM
المشاركة 858
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رسالة الدكتوراة للأستاذ نبيه القاسم:
الفن الروائي عند عبد الرحمن مُنيف
د. بطرس دلِّة
جريدة "الاتحاد" 7.10.2010
أصدر الدكتور نبيه القاسم حتى الآن العديد من الكتب، تبحث جميعها في الحركة الثقافية والسياسية والاجتماعية في بلادنا، وقدم وما زال كذلك، خدمة كبيرة للحركة الثقافية كما كرّس قسما من مقالاته الكثيرة لنقد ما يصدر من أنتاج أدبي في البلاد.
ونحن ليس لدينا أدنى شك في مدى إطلاع الدكتور نبيه القاسم على مختلف المناهج النقدية في اللغة العربية وفي اللغات العالمية على تعدّد هذه المناهج، ولذلك فهو يقف اليوم في طليعة النقاد في بلادنا. لذلك كله، نجده حريصا جدا على ألا يقع في أيّ سَهو أو خلط لأكثر من منهج نقدي في عمله هذا ومن هنا فقد تمحورت دراسته على عالم عبد الرحمن منيف في ثلاث تقنيات أساسية وهي:
المكان، الزمان والشخصية باعتبار هذه التقنيات الوحدات الأساسية التي شكلت بنية الرواية المنيفيّة وأبرزت التميّز في تناول عبد الرحمن منيف لها، كما ركّز في بحثه على إيجاد اختلاف عن غيره من الروائيين الذين سبقوه أو عاصروه على حدّ سواء.
أكاديمية البحث:
من أجل الدقّة الأكاديمية اضطر الدكتور نبيه القاسم إلى تجميع عدد هائل من المراجع، بلغ عددها كما هو مبين في نهاية البحث مائتين وخمسين مرجعا أكثرها باللغة العربية والقسم الآخر باللغات الغربية.
وكان قد أصدر منذ عام 1979 احد عشر كتابا في النقد الأدبي ومجموعتين من القصص القصيرة، وعشرين كتابا هي عبارة عن مجموعة أبحاث في التاريخ، الثقافة والمجتمع وأضاف ثلاثة كتب في تدريس النصوص الأدبية وقواعد اللغة العربية ونافذة على الأدب العربي الحديث.
فماذا وجد في الروائي عبد الرحمن منيف ؟
عبد الرحمن منيف من مواليد عمان عاصمة الأردن عام 1933 لأب سعودي من نجد وأم عراقية، درس الحقوق في جامعة بغداد وتفرّغ للعمل السياسي في المعارضة منذ عام 1952. فطرد من بغداد والتحق بجامعة القاهرة ليُتابع دراسته هناك. ولكنه سافر إلى بغداد عام 1958 حيث تخرّج بلقب دكتور في العلوم الاقتصادية، النفط والأسعار والأسواق عام 1961.
تنّقل بعدها بين سوريا ولبنان والعراق ثم هاجر إلى فرنسا حيث تفرّغ للإنتاج الأدبي، إلا أنّه عاد إلى سوريا بعد خمسة وعشرين عاما أي عام 1986 وبقي في دمشق حتى وفاته في 24 كانون الثاني سنة2004.
لمّا كان الدكتور عبد الرحمن منيف خبيرا في النفط والاقتصاد فقد لمس ما تُمارسه الشركات الأجنبية على السلطات في الدول العربية من قمع واستغلال، لذلك رأى أن يعبر عن نقمته على هذا الاستغلال عن طريق كتابة الرواية. وذلك لأنّ الرواية تستطيع ملامسة القضايا الأساسية التي يحتاجها الكثيرون إلى التعرف والتفاعل معها لكي يروا أنفسهم وما حولهم بشكل أفضل وربما أعمق مما تبدو للوهلة الأولى (منيف 1998، ص 178) (وفي الرواية ص 20).
يقول الدكتور نبيه القاسم في هذا التوجّه للروائي منيف :" هكذا انطلق منيف في عمله الروائي الأول الأشجار واغتيال مرزوق 1973 يكشف عورة الحكام والمؤسّسة السياسية الحاكمة من خلال تناوله نموذجين يُمثلان الإنسان العربي هما: المثقف الحالم الذي يتوهم أنّه قادر على تغيير وضع المجتمع اعتمادا على ثقافته وقدراته وحده فقط، والإنسان الكادح المسحوق الذي يُعاني من أجل حياة أفضل"(ص20-22).
من خلال دراسته لشخصية منيف وتوجهه السياسي في رواياته الأولى وجد فيه مفكرا يحارب العنف والقمع كما يهاجم الأنظمة العربية المسؤولية عن هزيمة عام 1967 مؤكدا أنّ العرب قد هُزموا في هذه الحرب قبل الهزيمة في روايته حين تركنا الجسر من عام 1976 وذلك بسبب ظلم النظام الديكتاتوري العربي الذي يحرم المواطن العربي من حريته!
كما وجد فيه روائيا ثائرا، فمنيف أراد أن يصوّر ما يشغله بشكل أساسي في عصره وناسه، ولذلك تحوّل إلى لسان حال المثقف الإنسان العربي العادي والشعبي . من هنا نراه يُحاول المساهمة في عملية التغيير الجذري في المجتمع العربي عن طريق الرواية(ص27). ونحن نعرف كقراء أنّ التغيير الجذري في علاقات الإنتاج هو الثورة بحد ذاتها كما عرّفها كارل ماركس في كتابة رأس المال الصادر عام 1848 عندما أصدر مع صديقه فردريك أنجلز البيان الشيوعي.
ومع ميله الشديد لانجاز التغيير الجذري فإننا نرى أنّ عبد الرحمن منيف يعود إلى التراث في روايته النهايات سنة 1977 غير مهتم بأساليب السّرد الروائي الحَداثي ولا بالمنجزات الشكلية محاولا إضفاء نوع من الواقعية على أحداث التاريخ(ص29).
يؤكد الدكتور نبيه القاسم إن عبد الرحمن منيف يبحث في العلاقة الجدلية بين الوجود الإنساني في الإطار الكلي وبين خبرة الإنسان العربي. ويصل بالتالي إلى خلاصة مفادها إن وجود هذا الإنسان لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال المكان من جهة والروح والفكر أي الزمان من جهة أخرى(ص 31)
هذا العمق في البحث لا يمكن أنْ يصدر إلا عن ناقد متمرس في فهم أصوات كل رواية فهما جذريا حتى ولو أنّ الروائي جنّد الأماكن مثلا والحيوانات والزمان معا كأبطال في رواياته! ولم ينس منيف أن يؤكد على دور المرأة ليجعلها بطلة أيضا في رواياته.

قديم 06-06-2012, 12:45 PM
المشاركة 859
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع،،\
الشكل والمضمون:
يحاول الدكتور نبيه القاسم إبراز دور الشكل في خدمة المضمون لدى عبد الرحمن منيف. فكل عمل روائي هو بناء شكلي أولا وقبل كل شيء إما الزمكانية والشخصية فهي مفاهيم شكلية تكون أساس كل عمل قصصي أو درامي يسخرها الروائي من أجل إيصال المضامين التي يطرحها في رواياته (ص36) فالمكان له وظيفتان عنده:
الأولى إضفاء الجو الواقعي الحقيقي على العمل الإبداعي<
والثانية تحميل المكان مضمونا روحانيا متعدّد الدلالات، ويُضيف وظيفة ثالثة هي ذكر المكان دون تحديد ذكر ملامح مميزة له (ص52).
وإذا ذكرنا المكان فيجب ألاّ تغيب عن بالنا العلاقة الجدلية بين هذا المكان وبين الإنسان لان كلّ منهما يتأثر بالثاني بشكل أو بآخر بحيث لا تكون هناك قيمة لأي منهما دون الآخر.
ولما كان المكان والإنسان توأمين في العمل الروائي فإن الزمان هو ثالثة الأثافي، وهو يتمازج مع المكان ليكونا وحدة متماسكة في الشكل والمضمون لكل رواية. ولما كانت هذه العلاقة بين هذه الأقانيم الثلاثة علاقة جدلية إذن فإنه لا يجوز الفصل بينها بأي شكل من الأشكال(ص59).
لو أخذنا الصحراء في رواية "رجال في الشمس "1963 لغسان كنفاني مثلا أو رواية "حارة البدو" لإبراهيم خليل أو "الطاحونة السوداء" لبندرعبد الحميد 1984 أو "البحث عن سماوات جديدة" لياسين عبد اللطيف 1989 لوجدنا بادية الشام مسرحا لجميع هذه الروايات كذلك رواية مدن الملح لعبد الرحمن منيف 1984. هي بحق رواية الصحراء وملحمتها الكبرى ( ص 43-44).
فالبداوة في هذه الروايات تبدو قيمة ومشاعر وأخلاقا وسلوكا فحتى عندما يغادر البدوي صحراءه تبقى هذه الصحراء ملاصقة له تؤثر في كل سلوك جديد يكتسب من البيئة الجديدة(ص119).
فالمكان وحده يستطيع أن يكشف نفسية الشخصية ويُعرّيها أمام الآخرين لأنّ الشخصية يجب أن تكون صريحة في المواجهة والكشف وبشكل صادق وإلاّ فكيف نُفسّر العلاقة بينهما؟!
في المضمون يبحث الدكتور نبيه القاسم في موضوع الزمن كعنصر أساسي لكتابة الرواية، ويؤكد انه لا يمكن إدراك هذا الزمن مستقبلا بعيدا عن العناصر الأخرى! وعبد الرحمن منيف يتلاعب بالزمن بغض النظر عن كون هذا الزمن خارجيا أو داخليا!
في روايته شرق المتوسط 1972 يحاول عبد الرحمن منيف تجاهل التحديد الزمني لوقوع الأحداث. وقد لمسنا ذلك في سرد الأحداث المتتالية والصعبة التي تتوالى على رجب وأهل بيته غير محدودة بزمن معين. ونستطيع أن نستنتج إن كل الأحداث التي مرت برجب وعائلته مثلا كانت قد حدثت قبل تاريخ 1972!
أن هذا التلاعب بالزمن يحمل في طياته خطورة، أي الخطأ في ترتيب التسلسل الزمني.
يتحدث الدكتور نبيه القاسم عن عملية الاسترجاع المتعلقة بالزمن. ويقول:
"هناك ثلاثة أنواع من الاسترجاع: خارجي، وداخلي ومزجي ! والهدف من هذا الاسترجاع الزمني هو عودة إلى الماضي وذلك من أجل سدّ ثغرات كان قد خلقها سرد القصة يجب أن تكون قد حدثت وانتهت في الماضي.
إنّ كاتبا روائيا كبيرا كعبد الرحمن منيف يتّخذ الزمن والتلاعب فيه محورا أساسيا في تشكيل المكان والشخصيات وطرق تفكير هذه الشخصيات . يلخص القاسم هذا الفصل بقوله، (ص220).
ومنيف في تعامله مع الزمن لم يتحجّر عند منهج معين، ولم يسلك مسلكا واحدا، وإنما استفاد من كلّ الأساليب والمناهج، واتّبع مختلف التقنيات السردية مما وفّر له الحرية في الاختيار والتعامل، وأكسبه القدرة على أن يُقدّم الأفضل والأكمل( ص-220)
الفصل الثالث مُكرّس لدور الشخصية في الرواية
يعتقد عبد الرحمن منيف أنّ هناك علاقة جدلية بين الشخصية الروائية والواقع. وبما أنّ بعض النقاد يعتقدون أنّ الشخصية مُستمَدة من الواقع، وليس من الخيال (ص227) فهو عندما يكتب عن شخصية معينة نراه يأخذ شخصا حقيقيّا يُغيّر الكثير من ملامحه في حين يُبقي على الجانب المهم من حقيقة هذا الشخص. فالحقيقة هي مزيج بين الحقيقة والابتكار .(ص251)
يقسم نبيه القاسم الشخصيات إلى نوعين هما: الشخصية المسطحة وهي الشخصية البسيطة و الشخصية المدوّرة التي لا يمكن التعبير عنها بجملة واحدة أو حتى أكثر من جملة، هذه الشخصية المدوّرة تكشف حقيقة ذاتها وتنمو قليلا قليلا من خلال السّرد، والشخصية المُحبّبة هي التي تتّصف بالعُمق!
إنّ تعريف الشخصيات إلى عميقة وسطحية، يتعلق بموقف تلك الشخصية منا! فإمّا أن تُفاجئنا مفاجأة مقنعة وإما ألا تفاجئنا مطلقا! ومع ذلك فإننا لا نستطيع الاستغناء عن أي من الشخصيتين لأنهما ضروريتان لتطوّر السرد وإكسابه جمالا معينا وتشويقا أكبر في نفس الوقت.
عند معالجته للشخصية العربية فانه اهتم بتصوير بعضها مهزومة منهارة، وغيرها قويّة وسيّدة الموقف، هذه النماذج موجودة وقائمة في كل مجتمع ولا يشذ عنها المجتمع العربي الذي عاش فيه منيف!
ما ميّز إحدى رواياته عن غيرها من الروايات يتعلّق بشخصية المرأة، فالمرأة كما نعرف تُشكل عنصرا هامّا في كلّ عمل إبداعي. أمّا عند منيف فلم تحصل المرأة على دور بطولي مع أنّه جعل لها فعاليّة وتأثيرا قويين في رواياته. ففي روايتيه "حين تركنا الجسر" و "النهايات" يهمل منيف العنصر النسائي بشكل مُتعمّد، وذلك لأنّ هاتين الروايتين تتّخذان الصّيد موضوعا تدور حوله أحداثُها. والصيد هو رياضة ذكوريّة نادرا ما تُمارسها المرأة إلا في حالات شاذّة(ص 287).
كانت الشخصية في الرواية العربية حتى أواسط السبعينات تلعب دور البطولة، ولذلك فإنّ نَقد الروايات التي سبقت هذه الفترة تمركز في شخصية البطل وتصنيفاته مُهملا جوانب النص الإبداعي.
وعند منيف كما يستنتج صديقنا الدكتور نبيه القاسم لا نستطيع أنْ نُشير إلى شخصية رئيسية في خماسيّة "مدن الملح" مثلا. ففي هذه الخماسيّة عدد كبير من الشخصيات المهمة والثانوية لا يوليها منيف اهتماما كبيرا لأنه على حدّ تعبير المؤلف تأثر بالنقد الغربي الذي أهمل الشخصية الرئيسية حتى انه ألغى دورها كليّا واستغنى عن دور البطل المركزي(ص298).
تتعدّد الشخصيات، وتتنوّع في أعمال عبد الرحمن منيف، وذلك في بحثه وراء الشخصية النموذجية التي يريدها مثالا يتقمصه جيل الشباب في أيامنا ويقلدونه
بعد أن يحمله قيما وصفات يراها منيف مناسبة، أو يُبعده (أي يبعد الشباب )عن النموذج السيئ ! وهو في كل الحالات يجعل الشخصية متغيرة. دائبة البحث عن كل جديد ، تؤثر في الأحداث وتتأثر بها وتعمل على الاستيعاب والتعلم والاستفادة وهو شأن الروائي الناجح.
ومما يميز الشخصية النسائية لدى منيف أنّ النساء في رواياته يفتقدن للمشاعر والعواطف ( باستثناء الشيخة زهوه ووداد الحايك)، لأنهن يقمن بوظائفهن التي رسمت لهن كزوجات أو أمهات أو بنات أو أخوات، أمّا العواطف المتدفقة والأنوثة المميّزة والحب الجارف والعشق الفاضح فلا مكان لها في نفوس هذه الشخوص. فكأنّهنّ قد قُدِدن من جبال الملح، نساء ليس لهن وظيفة في الحياة، غير رفع أرجلهن للنكاح أو الولادة.(النابلسي 1991 ص457)(ودكتور نبيه القاسم ص 207).
أخيرا ما لمسناه في الدراسة الأطروحة هو اللفتة العميقة إلى الجوانب الفنية في روايات عبد الرحمن منيف، ومحاولة تقريب أدبه إلى القراء العاديين، وإبرازه ككاتب متميز له بصماته وتأثيره في تطوير الرواية العربية حيث أخذ من التراث العربي الكلاسيكي وطوّره بحيث يتمشى مع النقد الغربي وأساليب الكتابة الغربية في عصر الحداثة والعولمة.
للدكتور نبيه القاسم نقول : بوركت جهودك يا أخي، فأنت تفاجئنا بين الحين والآخر بما يُبدعه قلمك وتُثري وتُؤثث مكتباتنا بأبحاثك المميّزة التي تقف هذه الدراسة منها في المكان الأول

قديم 06-06-2012, 12:45 PM
المشاركة 860
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الروائي الأديب عبد الرحمن المنيف

ولد عبد الرحمنمنيف في عام 1933 في عمّان, لأبٍ من نجد وأم عراقية. أنهى دراسته الثانوية فيالعاصمة
الأردنية, ثم التحق بكلية الحقوق في بغداد عام 1952. وبعد عامين منانتقاله إلى العراق, طرد منيف منها في عام 1955, مع عدد كبير من الطلاب العرب, بعدتوقيع (حلف بغداد); فواصلَ دراسته في جامعة القاهرة
تابع عبد الرحمن منيفدراسته العليا منذ عام 1958 في جامعة بلغراد, وحصل منها في عام 1961 على درجةالدكتوراه في العلوم الاقتصادية, وفي اختصاص اقتصاديات النفط, وعمل بعدها في مجالالنفط بسورية
في عام 1973, انتقل منيف ليقيم في بيروت حيث عمل في الصحافةاللبنانية, وبدأ الكتابة الروائيةبعمله الشهير (الأشجار واغتيال مرزوق)
في عام 1975, أقام في العراق, وتولى تحرير مجلة (النفط والتنمية) حتى عام 1981, الذي غادرفيه العراق إلى فرنسا حيث تفرغ للكتابة الروائية. وفي عام 1986, عاد منيف مرة أخرىإلى دمشق, ..حيث يقيم

صدر لعبد الرحمن منيف عدد من الروايات: (الأشجار واغتيال مرزوق) (1973), (قصة حب مجوسية) (1974), (شرق المتوسط) (1975), (حين تركنا الجسر) (1979), (النهايات) (1977), (سباق المسافات الطويلة) (1979), (عالم بلا خرائط) (كتبت بالاشتراك مع جبرا إبراهيم جبرا, 1982), خماسية (مدن الملح): (التيه) (1984), (الأخدود) (1985), (تقاسيم الليل والنهار) (1989), (المنبت) (1989), (بادية الظلمات) (1989), و(الآن هنا) أو (شرق المتوسط مرة أخرى) (1991), (لوعة الغياب) (1989), (أرض السواد) (1999). كما صدرت لمنيف مؤلفات في فن الرواية, ومؤلفات أخرى في الاقتصاد والسياسة
حاز على جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية للرواية عام 1989 وعلى جائزة القاهرة للإبداع الروائي التي منحت للمرّة الأولى عام 1998

خسرت الثقافة العربية والفكر والأدب العربي
الدكتور عبد الرحمن منيف، أحد أبرز المفكرين والأدباء العرب
الروائي الذي كتب لفلسطين وللقضايا العربية ، حاملاً نبوءة فكرية لم
َ يحصل في عالمنا العربي من
نكبات وآلام وجراح.
انتقل إلى عالم أفضل يوم السبت الموافق 24/1/2004


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 28 ( الأعضاء 0 والزوار 28)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 04:49 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.