قديم 10-08-2010, 11:17 PM
المشاركة 61
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألا يا ابنة َ الحيَّينِ مالي ومالَكِ
( الشريف المرتضى )


ألا يا ابنة َ الحيَّينِ مالي ومالَكِ
وماذا الذى ينتابنى من خيالكِ ؟
هجرتِ وأنتِ الهمُّ إذ نحنُ جِيرة ٌ
وزرتِ وشحطٌ دارنا من دياركِ
فما نلتقي إلاّ على نَشوة ِ الكرَى
بكلّ خدارى ٍّ من اللّيل حالكِ
يفرّق فيما بيننا وضحُ الضّحى
وتجمعنا زهرُ النّجومِ الشّوابكِ
وما كان هذا البذلُ منك سجيَّة ً
ولا الوصلُ يوماً خَلَّة ً من خِلالِكِ
فكيفَ التقينا والمسافة ُ بيننا
وكيف خطرنا من بعيدٍ ببالكِ ؟
وقد كنتِ لمّا أوسعونا وشاية ً
بنا وبكمْ آيستنا من وصالكِ
فلم يبقَ فى أيماننا بعد ما وهتْ
عقودُ التَّصابي رُمَّة ٌ من حبالِكِ
وليلة بتنا دون رملة ِ مربخٍ
خطوتِ إلينا عانكاً بعد عانِكِ
وما كان مَن يستوطنُ الرَّملَ طامعاً
وأنتِ على وادى " القرى " فى مزاركِ
ولمّا امتطيتِ الرّملَ كنتِ حقيقة ً
بغير الهدى لولا ضياءُ جمالكِ
تزورين شُعثاً ماطَلُوا اللّيلَ كلَّه
على أعوجيَّاتٍ طِوالِ الحوارِكِ
إذا خِفْنَ في تِيهٍ من الأرضِ ضَلَّة ً
ولا ضوءَ أوْقَدْنَ الحصَى بالسَّنابِكِ
سلامٌ على الوادي الذي بانَ أهلُهُ
ضُحيّاً على أُدْمِ المطيِّ الرَّواتِكِ
وفيهنّ ملآنٌ من الحسنِ مفعمٌ
يفئُ بعزمِ النّاسك المتماسكِ
يتاركنى وصلاً وبذلاً ونائلاً
وموضعهُ فى القلب ليس بتاركى
إذا افْتَرَّ يوماً أو تبسَّمَ مُغرباً
فعن لؤلؤٍ عذبٍ نقى ّ المضاحكِ
أبى الرّشفَ حتّى ليس يثنى بطيبه
بُعَيْدَ الكَرى إلاّ فروعَ المساوِكِ
ولمّا تنادوا غفلة ً برحيلهمْ
فما شئتَ بين الحى ّ من متهالكِ
ومن معقولٍ يشكو الفراقَ وواجمٍ
ومِن آخذٍ ما يبتغيهِ وتاركِ
مَضَوا بعد ما شاقوا القلوبَ ووكَّلوا
بأعيننا فيضَ الدّموع السّوافكِ
عشيّة َ لاثوا الرّبطَ فوق حدوجهمْ
على مثلِ غزلان الصّريمِ الأواركِ
يحدّثنَ عن شرخ الصّبا كلَّ من رأى
تماماً لهنَّ بالثّدِيِّ الفَوالِكِ
ألا إنَّ قوماً أخرجوكُنَّ قد بَغَوا
وسَدُّوا إلى طُرْقِ الجميلِ مَسالكي
هُمُ منحونا بِشْرَهمْ ثمَّ أَسْرجوا
قلوباً لهمْ مملوءة ً بالحسائكِ
تَرى السِّلْمَ منهمْ بادياً في وجوههمْ
وبينَ ضلوعِ القومِ كلُّ المعاركِ
وما نَقَموا إلاّ التّصامُمَ عنهمْ
وصَفحي لهمْ عن آفكٍ بعد آفكِ
وإنّى َ ألقى القولَ بالسّوءِ منهمُ
بمَدْرَجِ أنفاسِ الرِّياحِ السَّواهكِ
وأسترُ منهمْ جانبَ الذَّمِّ مُبْقياً
على خارقٍ منهمْ لذاك " وهاتكِ "
إذا كنتُمُ آتاكُم اللهُ رُشْدَكمْ
تودّون ودّاً أنّنى فى الهوالكِ
فمنْ ذاكُمُ أعددتُمُ لذمارِكمْ
إذا قمتمُ فى المأزقِ المتلاحكِ ؟
ومَن ذا يُنيلُ الثّأرَ عفواً أكفَّكمْ
وتظفركمْ أيّامه " بالممالكِ " ؟
ومن قوله يومَ الخصومة ِ فيكمُ
يبرِّحُ بالخصمِ الألدِّ المماحِكِ
ومَن دافَعَ الأيّامَ عن مُهَجاتِكمْ
وهنَّ أخيذاتُ لأيدى المهالكِ ؟
رأيتكمُ لا ترشحون لجاركمْ
من الخير إلاّ بالضّعافِ الرّكائكِ
يبيتُ خميصاً فى القضيض وأنتمُ
كظيظون جثّامون فوق الأرائكِ
تَنوبكُمُ أو شِلْوُهُ للمناهكِ
وإنْ الذى يمريكمُ لعطائهِ
لمستمطرٌ رفدَ الأكفّ المسائكِ
ألا هلْ أرى فى أرضِ بابلَ أدرعاً
تصول بأسيافٍ رقاقٍ بواتكِ ؟
وهلْ أردنْ ماءَ الفراتِ قبيلة ً
بلا ظمأٍ مشلولة ً بالنّيازكِ ؟
يعُجُّ القنا بالطَّعنِ في ثُغَراتها
عجيجَ المطايا جُنَّحاً للمباركِ
وهلْ أَنافي فجٍّ من الأَرض خائفٌ
أذودُ بأطراف القنا للصّعالكِ ؟
فمن لي على كسب المحامِدِ والعُلا
ورغمِ الأعادي بالصَّديق المشاركِ

قديم 10-08-2010, 11:18 PM
المشاركة 62
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألا يا قومُ للقدرِ المتاحِ
( الشريف المرتضى )


ألا يا قومُ للقدرِ المتاحِ
وللأيّامِ ترغبُ عن جِراحي
و للدنيا تماطلُ بالرزايا
مطالَ الجربِ للإبلِ الصحاحِ
تُسالمني ولي فيها خَبِيءٌ
أَغَصُّ عليه بالعَذْبِ القَراحِ
و يا لملمة ٍ نزعتْ يميني
وَ حصتْ بالقوادمِ منْ جناحي
فتنتُ بها ومنظرها قبيحٌ
كما فتنَ المتيمُ بالملاحِ
ألا قلْ للأخاريرِ من قريشٍ
وسُكَّانِ الظّواهِرِ والبِطاحِ:
هَوَى من بينكمْ جبلُ المعالي
و عرنينُ المكارمِ والسماحِ
وجبَّ اللهُ غاربَكمْ فكونوا
كظالعة ٍ تحيد عن المراحِ
يُدَفِّعُها مُسوِّقُها المُعَنَّى
و قد شحطَ الكلالُ عن البراحِ
وغُضّوا اللَّحْظَ عن شَغَفٍ إليهِ
فما لكُمُ العَشيَّة َ مِنْ طَماحِ
غُلِبْناهُ كما غُلِبَ ابنُ ليلٍ
و قد سئمَ السهادَ على الصباحِ
فقلْ لمعاشِرٍ رَهبوا شَباتي
وما تَجني رماحي أو صِفاحي
رِدُوا من حيثُما شِئْتُمْ جِمامي
فإني اليومَ للأعداءِ ضاحِ
ورُوموني ولا تخشَوْا قِراعي
فقد أصبحتُ مُستَلَبَ السِّلاحِ
وقودوني فما أنا في يديكمْ
على ما تَعهدون من الجِماحِ
و لا تنتظروا مني ارتياحاً
فقد ذهب ابن موسى بارتياحي
فللسببِ الذي يشجى التزامي
وللسَّببِ الّذي يُسلي اطِّراحي
لواني ما لواني عن مرادي
وحالَ الدَّهرُ دونَ مَدَى اقتراحي
فلا دوٌّ تخبُّ به ركابي
و لا جوٌّ تهبُّ به رياحي
فَمَنْ للخيلِ يقدِمُها مُغِذًّا
ينازعنَ الأعنة َ كالقداحِ ؟
ومَنْ للبيضِ يُولِغُها نَجيعًا
من الأعداء في يومِ الكفاحِ ؟
ومَنْ للحربِ يُقِدُ في لَظاها
إذا احْتَدَمَتْ أنابيبَ الرِّماحِ؟
و منْ لمسربلٍ في القدَّ عانٍ
على وجلٍ يذادُ عن السراحِ ؟
ومن للمال يَعْصي فيه بَذْلاً
أساطيرَ العواذلِ " واللواحي " ؟
و من لمسوفٍ بالوعد يلوى
ومَطروحٍ عنِ الجَدوى مُزاحِ؟
هيَ الدُّنيا تُجَمْجمُ ثمَّ تأتي
مِنَ الأَمْرِ المبرِّحِ بالصِّراحِ
تنيلُ عطية ً وتردُّ أخرى
و تطوى الجدَّ في عينِِ المزاحِ
فمنْ يعدى على أمَّ الرزايا
إذا جاءتْ بقاسية ِ الجِراحِ؟
سلامُ الله تنقلهُ اللّيالي
و يهديهِ الغدوُّ إلى الرواحِ
على جدثٍ تشبث من لؤيٍّ
بينبوعِ العبادة والصَّلاحِ
فتى ً لم يروَ إلاّ من حلالٍ
و لم يكُ زادهُ غيرَ المباحِ
ولا دَنِسَتْ له أُزُرٌ بعارٍ
ولا عَلِقَتْ له راحٌ براحِ
خفيفُ الظهرِ من " حملِ " الخطايا
وعُريانُ الصَّحيفة ِ من جُناحِ
مَسوقٌ في الأمورِ إلى هُداها
ومَدْلولٌ على بابِ النَّجاحِ
مِنَ القوم الّذين لهمْ قلوبٌ
بذكرِ اللهِ عامرة ُ النَّواحي
بأجسامٍ من التقوى " مراضٍ "
لمبصرِها وأديانٍ صِحاحِ
بنى " الآباءِ " قوموا فاندبوهُ
بألسنة ٍ بما " تثنى " فصاحِ
وإنْ شئتمْ له عَقْرًا فشلُّوا
نفوسَ ذوي اللقاحِ عن اللقاحِ
أصابَكَ كلُّ مُنْهَمِرٍ دَلوحٍ
" وحاملُ " كلَّ مثقلة ٍ رداحِ
وروَّاك الغَمامُ الجُون يَسْري
بطيءَ الخَطْوِ كالإِبلِ الرِّزاحِ
ترابٌ طاب ساكنهُ فباتتْ
تأرَّجُ فيهِ أنفاسُ الرِّياح
غنيٌّ أنْ تجاورهُ الخزامى
وتُوقَدُ حوله سُرُجُ الأقاحي

قديم 10-08-2010, 11:19 PM
المشاركة 63
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألا يا لَقومي لاعْتنانِ النَّوائبِ
( الشريف المرتضى )


ألا يا لَقومي لاعْتنانِ النَّوائبِ
وللغُصنِ يُرمى كلَّ يومٍ بشاذِبِ
ولَلنّاسُ إمَّا ظاعنٌ حانَ يومُهُ
وإمَّا مقيمٌ لاجْتراعِ المصائبِ
وزَوْرُ المنايا إنْ حَميناهُ جانبًا
أتانا كأنْ لمْ يُحْمَ من كلّ جانبِ
يَعُطُّ علينا كلَّ سَرْدٍ مضاعفٍ
ويَخطو إلينا كلَّ بابٍ وحاجِبِ
وكم هاربٍ منْ أنْ يلاقِيَهُ الرّدى
مُغِذِّ، ولكنْ لا نَجاءَ لهاربِ
نُقِلُّ اعتبارًا في الزَّمانِ تَغابيًا
وأبصارنا مملوءَة ٌ بالعجائِبِ
ونَصبو إلى وِرْدِ الحياة ِ، وصرفُها
يذودُ بنا عنها "ذيادَ" الغرائبِ
بُلينا من الدّنيا بِخِلْفٍ مُجَدَّدٍ
وإنْ درّ أحياناً بأيدي الحوالبِ
ونَظْما إلى ما لا يزالُ يُذيقُنا
لُعابَ الأفاعي أو شِيالَ العقاربِ
وخلٍ تولّى الموتُ عني بشخصِهِ
تَوَلِّيَ مُمتدِّ النَّوى غيرِ آيبِ
كأنّي لمّا صكّ سمعي نَعِيُّهُ
صُكِكْتُ بمسنونِ الغِرارينِ قاضِبِ
وفارقني مِن غيرِ شيءٍ أَرابَه
وصدُّ "المقاصي" غيرُ صدِّ المعاتبِ
طَواهُ الرَّدى طيَّ الرِّداءِ وعُطِّلتْ
مغاني الحِجا منه وغُرُّ المناقبِ
خليليَّ قُوما فانْدُبا مَنْ بقربهِ
لَهَوْتُ زماناً عن سماعِ النوادبِ
ويا لَهْفَتي منهُ على ذي مَوَدَّة ٍ
بريءِ الأديمِ من قروفِ المعايبِ
نسيبيَ بالوِدّ الصحيحِ وأقْربي
وصاحبيَ الأذى إذا ازوَرَّ صاحبي
ومنْ كنتُ لا "أفضي" له بخليقة ٍ
ولا أشتكي منه اعْوجاجَ المذاهبِ
ولمّا بَلَوْتُ الأصدقاءَ ووُدَّهُمْ
خلَصْتُ إليه من خلالِ التَّجاربِ
فأعْلَقْتُ قلبي منه مِلْءَ جَوانِحي
وأغلقتُ كفِّي منه مِلءَ رواجبي
شققنا له في الترابِ بيتا كأنما
شققناهُ منْ وجدٍ به في الترابِ
وهِلْنا عليهِ من جوانبِ قبرِه
ثرى ً طابَ لمّا مسَّ طيبَ الضّرائبِ
أيا ذاهبًا بُقِّيتُ للحزنِ بعدَه
ألا إننّي حزناً عليكَ كذاهبِ
تُوُفّيتَ دوني غير أنّك هالكاً
توفيتَ آمالي وغُلْتَ مطالبي
فأصبحتُ فرْدَ الشّخص لولا تلّفٌ
يزورُ بسارٍ من همومٍ وسارِبِ
ولَوْ أنَّ غيرَ الدّهرِ رابَكَ بالرَّدى
عَجلنا إليه بالقنا والقواضبِ
ودافع عنك الضّيمَ حتى "يزيغه"
رِجالٌ من لوى ّ بن غالبِ
إذا ما دُعوا طاروا إالى حومة ِ الوغى
على كلّ "معروقَ الجناجِنِ" شازِبِ
جريئون ركّابون إمّا تنمّروا
رِقابَ المنايا أو ظهورَ المعاطِبِ
وكم لهُمُ في بابِ كلّ عظيمة ٍ
قراعُ أكفٍّ أو زِحامُ مناكبِ!
سقَى الله قبرًا كنتَ حَشْوَ ضَريحهِ
غزيرَ الحَوايا مُستهلَّ الهيادِبِ
تَقَعْقعُ في جوِّ السّماءِ رُعودُه
ويوقِد فيه البرقُ نارَ الحُباحبِ
وإنْ مزَّقَتْ عنه الشَّمالُ بُرودَه
على عَجَلٍ حاكتءه أيدي الجنائبِ
وماليَ أستسقي الغمامَ لقبرِهِ
وقد نُبْتُ عنه بالدّموعِ السّواكبِ

قديم 10-08-2010, 11:20 PM
المشاركة 64
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألاّ أرِقْتَ لضوءِ برقٍ أَوْمضا
( الشريف المرتضى )


ألاّ أرِقْتَ لضوءِ برقٍ أَوْمضا
مازارَ طرفي ومْضُهُ حتّى مضَى
أمسى يشوقني إلى أهل الغضا
شوقاً يُقلِّبني على جمرِ الغضا
ومنَ البليَّة ِ أنَّ قلبَكَ عاشقٌ
من لم تنل وهو الرضا منه الرضا
ما ضَرَّ مَن أَضحى يصرِّحُ صدُّهُ
بملالة ٍ لو كان يوماً عَرَّضَا
ألِفَ الصُّدُودَ فما يُرى إلاّ امرءاً
مُتَجَنِّياً أو عاتباً أو مُعرِضا
للَّهِ موقفُنا بخَيْفِ مَتالِعٍ
نشكو التفرق ما أمض وأرمضا
ووراءَهمْ قلبٌ مُعَنَّى بالهوى
ماضحّ من سقمِ الغرام فيمرضا
ومحرِّضٍ بعثَ النَّوى فكأنَّه
يوم أعتقنا للنوى ماحرضا
ولقد أتانى الشيب في عصر الصبا
حتى لبست به شباباً أبيضا
لم ينتقصْ منِّي أوانَ نزولِهِ
بأْساً أطالَ على العُداة ِ ”وعرَّضا”
فكأنَّما كنتُ امرءاً متبدِّلاً
أثوابه كرهَ السوادَ فبيضا
ياصاحبيّ تعزّيا عن فاعلي ال
معروف فالمعروف فينا قد قضى
وتعلّما أن ليس يحظى بالغنى
إلاّ امرؤٌ سِيمَ الهوانَ فأَغمضا
والعيشُ دَينٌ لا يُخافُ غريمُهُ
مطلا به وقضاؤه أن يقتضى
قد قلت للمنضين فيه ركابهم:
يكفيكم من زاده ما أنهضا
مالي أراكم واللبُّانة فيكمُ
تَرْضون في الدُّنيا بمالا يُرتَضَى
إنْ كان رَوْضُ الحَزْنِ غَرَّكُمُ فقدْ
أضحى يصوح منه ماقد روضا
أو مابنته يد الزمان لأهله
فهْوَ الذي هدمَ البناءَ فقوَّضا
لاتغبنوا آراءكم بثميلة ٍ
نَكْداءَ تأخذُها الشِّفاهُ تَبَرُّضا
فمعوَّضٌ عن نَزْرِ ماءِ حيائِهِ
بكثيرِ مابلغَ الغِنَى ماعُوِّضا
كم ذا التعلّل بالمنى وإزاؤنا
رام إذا قصد الفريصة أغرضا
يرمي ولا يدري الرمى ّ وليته
لمّا أرادَ الرَّمْيَ يوماً أنبضا
والنفس تنكر ثم تعرف رشدها
فاطلبْ شفاءَك من يَدَيْ مَن أمرضا
أينَ الذين تَبَوَّءوا خِططَ العُلا
وقضى على الآفاق منهم من قضى ؟
وجروا إلى غاي المكارم والعلا
ركْضَ الجواد سَعَى فأدركَ مركضا
تندى على غلل العفاة أكفهم
فيعود منهم مثريا من أنفضا
وإذا أهبت بهم ليوم عظيمة ٍ
حمَّلتَ أعباءَ العظيمة ِ نُهَّضا
من كل قرم لا يريد ضجيعه
إلا سناناً أو حساماً منتضى
وتراهُ أنَّى شئتَ من أحوالهِ
لايرتضى إلا الفعال المرتضى
دَرَجوا فلا عينٌ ولا أثرٌ لهمْ
فكأنهم حلمٌ تراءى وانقضى

قديم 10-08-2010, 11:21 PM
المشاركة 65
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألم تسألِ الطللَ الدارسا
( الشريف المرتضى )


ألم تسألِ الطللَ الدارسا
وكنتَ به واقفاً حابسا
وقد كان عهدي بهِ ضاحكاً
فكيفَ استحالَ بِلى ً عابسا
و ما لكَ مستوحشاً وسطهُ
وما كنتَ إلاّ به آنسا
ألا أينَ من كنتُ أرنو إليهِ
طويلاً وكنتَ له حارسا
وياليتني حينَ قابلتُهُ
دُرِسْتُ ولم أرَهُ دارسا
فكَمْ قد رأيتُ غزالاً به
لثوب الصبا والهوى لابسا
يَميسُ دلالاً وكم في الغصو
نِ ما لستُ أرضى به مائسا
سُقيتَ الرَّواءَ فقد طالما
سقيتَ فرويته خامسا
و لا زال مرُّ نسيمِ الريا
عليك كَلِيلَ الشَّبا ناعسا
و لا فرستكَ نيوبُ الزما
ن فقد كنتَ دهراً لها فارسا
ومَن كان عزّاً لبدرِ السَّماءِ
ءِ بأخمصهِ أبداً دائساً ؟
ولاكانَ هادمَ مايَبتنيهِ
و كنتُ على غيره شامسا
وكان لعيني الصَّباحَ المنيرَ
ـرَ فقوموا انظروا ليليَ الدامسا
فأيّ فتى ً لم يكن في بحا
ر أنعمهِ القائمَ القامسا
وقد كان غصنُ النَّقا مُورِقاً
فأصبح من بعده يابسا
ونَوءُ الرِّماحِ وبيضُ الصِّفا
عاد بنا جامداً جامسا
مضى عجلاً كضياء الزناد
كنتُ له قادحاً قابساً
كأنّ لقلبيَ منه الحريقَ
عليه وفي عينيَ الناخسا
و من عجبٍ أنني حين خا
ب طبيَّ وعاد به خائسا
رحلتُ به نحوَ دارِ البِلى
جِهاراً وأعطيتُه الرَّامسا
فلا سكنوا بعده منزلاً
و لا شمتوا بعده عاطسا
ولا نَبَّهوا لنظامِ المديـ
ـحِ في أحدٍ بعدَهُ هاجسا
عليك السلامُ وإنْ كنتُ منْ
لقائك طولَ المدى آيسا
و خذْ من دموعي الغزار التي
أكون بها أبداً نافسا
و قد ضاع بعدك من ذدت عنـ
فبيني وبين خطوب الزمان
حروبٌ ذكرتُ لها داحسا
ولولا جنونُ مقاديرِهِ
لما سبقَ الرّاجلُ الفارسا
و لا كان هارم ما يبتنيـ
وقالعُ أغراسهِ غارسا
سقاني وياليتَ لم يسقِني
وأسْمنَني وكسا أعظُمي
وعادَ لها عارقاً ناهسا

قديم 10-08-2010, 11:22 PM
المشاركة 66
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألم تَرَني في كلِّ يومٍ وليلة ٍ
( الشريف المرتضى )


ألم تَرَني في كلِّ يومٍ وليلة ٍ
أحِنُّ إلى مَن لا يحنُّ حنيني؟
وأندبُ مرموساً بملساءَ قفرة ٍ
فياليتنى ناديتُ غيرَ دفينِ
كأنّي وقد قُطِّعتَ عَنيَ هالكاً
تقطَّعَ منِّي أكْحَلي ووَتِيني
فَرَتْ نائباتُ الدّهرِ أغصانَ دَوْحَتي
ولاقَ أُصولي ما أصابَ غُصوني
فإن يقيتْ بعدَ القرينِ حُشاشتي
قليلاً فإنّى لاحقٌ بقرينى

قديم 10-08-2010, 11:22 PM
المشاركة 67
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألوماً على لومٍ وأنتمْ بنجوة ٍ
( الشريف المرتضى )


ألوماً على لومٍ وأنتمْ بنجوة ٍ
منَ الذَّمِّ إلاَّ ما ثَوى في الضَّمائرِ
فليتكُمُ لمّا أتيتُمْ بسَوْءَة ٍ
و لا عاذرٌ منها أتيتمْ بعاذرِ
و ما كنتُ أخشى منكمُ مثلَ هذه
و كم من عجيبٍ بين طيّ المقادرِ
و لما قدرتمْ بعد عجزٍ أسأتمُ
وكم عفَّ عن سوءٍ بنا غيرُ قادِرِ
و ما نافعٌ منا وحشوُ قلوبنا
قبيحٌ من البغضاءَ حسنُ الظّواهِرِ
فلا بَرِحَتْ فيكمْ خطوبُ مَساءَة ٍ
ولاحُجِبَتْ عنكمْ نُيوبُ الفواقِرِ
وما زلتُمُ في كلِّ ما تَحذرونَهُ
و إن حاص قومٌ عن أكفَّ المحاذرِ

قديم 10-08-2010, 11:23 PM
المشاركة 68
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألَمَّ خيالٌ من أُمَيْمَة َ طارقُ
( الشريف المرتضى )


ألَمَّ خيالٌ من أُمَيْمَة َ طارقُ
ومن دونِ مَسراه اللّوى والأبارِقُ
ألمَّ بنا لم ندرِ كيفَ لِمامُهُ
وقد " طالما " عاقته عنّا العوائقُ
فللهِ ما أولى الكرى فى دجنّة ٍ
جفتها الدّرارى " طلّعٌ وبوارقُ "
نَعِمْنا به حتى كأنَّ لقاءَنا
وما هو إلاّ غاية ُ الزُّورِ صادقُ
" فما زارنى " فى اللّيل إلا وصبحنا
تُسَلُّ علينا منه بِيضٌ ذَوالِقُ
فكيف ارتضيتَ اللّيلَ والليلُ مُلْبِسٌ
تضلُّ به عنّا وعنك الحقائقُ ؟
تُخيِّلُ لي قُرْباً وأنتَ بنجوة ٍ
" وتوهمنى " وصلاً وأنت المفارقُ

قديم 10-08-2010, 11:24 PM
المشاركة 69
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أما آنَ للسَّلوانِ أنْ يردَعَ الصَّبّا
( الشريف المرتضى )


أما آنَ للسَّلوانِ أنْ يردَعَ الصَّبّا
ولا لدنوّ الهجر أن يُبعد الحبّا
لقد أنكر الدهر العَثور صبابتي
وقد كان ألقى مهجتي للهوى خرْبا
ولمّا وَقَفْنا للوداع انْتَضتْ لنا
يدُ البَيْنِ بَدرًا مزَّقَتْ دونَهُ السُّحْبا
فأبصرتُ عرساً بين بُرديه مأتمٌ
وأوليتُ بِرًّا عادَ عندَ النَّوى ذَنْبا
وقد كنت أخشى وثبة الدّهر بيننا
ونحن من الإشفاق نستوعر العَتْبا
فكيف وقد خاض الوشاة حديثنا
وأضحَوا لنا من دون "أترابنا" صَحبا
سقى اللهُ أكنافَ اللوى مُرْجَحِنَّة ً
سحاباً يظلّ "الهضبُ من جوده خَضبا"
وأطلقَ أنفاسَ النَّسيم بجوِّهِ
فكم كَبِدٍ حرّى تَهَشُّ إذا هبّا
فعهدي بهِ لا يَهتدي البينُ طُرْقَه
ولا تَطْرقُ الأحزانُ مِن أهلهِ قَلبا
حَمَتْهُ اللّيالي عن مطالبة الرّدى
ولم أدرِ أنّ الدّهر يجعله نَهْبا
ومن ذا الذي لا يفتق الدّهر رَتْقَه
ولا تُنزل الدنيا بساحته خَطْبا؟!
بربِّك يامزجي المطّية هل رعتْ
رِكابُك في سَفحِ الحِمَى ذلك الرَّطْبا؟
وهل كَرِعتْ من ذلك الحيِّ كَرْعَة ً
فقد طالما شرّدتَ عني به كَرْبا
وهل لعبت أيدي السيول بحَزْنه
وهل "سَفَت الأرواح" من سهله التُّربا؟
غرامي بأهلِ الْجَزْعِ منكَ بِنَجْوة ٍ
ولو جُزته أعيا الرّكائب والرّكْبا
شربتُ خليطَ الودِّ منهم ومَحْضهِ
فلستُ أُبالي إنْ سَقَوا غيريَ الضَّرْبا
وفيهنَّ بيضاءُ العوارض لم تلُثْ
خِمارًا ولم تعرفْ مناكبُها العَصْبا
أبحتُ هواها من سَرارة ِ مهجتي
حمى ً لو حَمَتْه همتّي لم أكن صبّا
فإن تكن الأيام "أمْحَلْنَ" وصْلَنا
فإنَّ بقلبي مِن تذكُّرها خِصْبا
عذيريَ مِن مُسْتَعْذِب صابَ بِغْضَتي
وقد وردتْ خَيلُ الصَّرى منهلاً عذْبا
"تحكّمَ" منه الضِّغنُ لمّا رعيته
رياضَ حلومٍ لم يكن نبتها عُشبا
كأنّ اللّيالي كافلاتٌ بعمرهِ
فإن قلت قد شابت ذوائبهُ شبّا
إلى كم أغضُّ الطَّرفَ منه على القَذَى
وأهلنا من حلمي قلائصَه الجَرْبي
وهَبْتُ له صَبري على هَفَوَاتِهِ
ولولا عطائي ما تملَّكَها كَسْبا
وأقسم أنِّي لو مددتُ له يدي
لطالَ على حَوْباءة ٍ تسكُنُ الجَنبا
أيا حاسدي كسب العُلا اكتسب العُلا
فإنّ المعالي ليس تأخذها عصبا
ركبتُ له والخيلُ "منك" بريئة ٌ
وأَخْصَبَ في رَبْعي وكنتَ له جَدْبا
وقلّبتُ أطراف القنا في طِرادِه
وقلبُك في شُغلٍ بتقليبهِ القُلْبا
إذا المرء لم تستصحب الحزمَ نفسُهُ
أقامت سَجاياهُ على نفسهِ إلْبا
وليسَ ينالُ المجدَ إلاّ ابنُ همَّة ٍ
أبَتْ أنْ يكون الصّعبُ في نفسه صعبا
وكم لائمٍ في المجد لا نصحَ عنده
جعلتُ جوابي عن ملامتهِ تبَّا
يلوم علي أنّي أحِنّ إلى النّدى
وليس عابَ النّدى عندي العُتبى
وما مال إلاّ ما سبقت به ردى ً
فأعطيتُه أو ما شفيتُ به صَبّا
وعندي لمن رام ابتلائيَ همة ٌ
تَرى بُعْدَ طُرْقِ المَكْرُماتِ هوَ القُربا
"مُهذِّمَة ٌ" لا يخطب الهزلَ جِدُّها
ولا تملأ الرَّوعاتُ ساحتَها رُعبا
لها شفرة لا يَكْهَمُ الدّهرُ غربَها
ولن تتركَ الأيامُ في شفرة ٍ غَرْبا
وليلٍ كأنّ البدرَ في جَنَباتِهِ
أخو خَفَرٍ يُدْني إلى وجهه سِبّا
خرقتُ حواشيه بخرقاءَ جَسْرة ٍ
ترى الصِّدقَ في عينيكَ ما وجدتْ كِذْبا
مسهَّدَة ٌ لا يطعمُ النومَ جَفنُها
ولا تبلغُ الغايات من صبرها العُقبى
إذا ما استمرَّتْ في الشّكيم تلوكُه
كسا مشفراها عاريات الرُّبا عُطبا
أقولُ إذا أَقنى الدُّؤوبُ تَجَلُّدي:
ألا ربَّ تَصديع ملكتُ به الشِّعبا
ولا بدَّ لي من نهضة ٍ في لُبانهٍ
أُميتُ القَنا فيها وأُحْيِي بهِ النَّحْبا
فإنْ أبلغِ القُصوى فشيمة ُ ماجدٍ
وإن تنبُ أسيافي فلن أدع الضّربا

قديم 10-08-2010, 11:24 PM
المشاركة 70
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أما الحبيب فقد فزنا بزورتهِ
( الشريف المرتضى )


أما الحبيب فقد فزنا بزورتهِ
في ليلة ٍ لاقَذَى فيها سِوى القِصَرِ
فبتُّ أدني إلى قلبي ومن بصري
مَن حلَّ عندي محلَّ القلب والبصرِ
لم يطعمِ الغمضَ قلبٌ فيه مقتسمٌ
و إنه لقريرُ العين بالسهرِ
كم بين إذْ أنا في تعذيبهِ سهري
وبينَ إذْ أنا في تقبيلهِ سَمري
لاأشكرُ الدَّهرَ أولى في الزَّمان يداً
" ثم " استردّ الذي أولاه في السحرِ


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من شعراء العصر العباسي ( الشريف المرتضى )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من شعراء العصر العباسي ( ابن المعتز ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 70 02-09-2021 10:12 PM
من شعراء العصر العباسي ( أبو تمام ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 74 11-26-2019 11:55 AM
من شعراء العصر العباسي ( بشار بن برد ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 39 11-10-2010 08:34 PM
من شعراء العصر العباسي ( ابن الرومي ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 132 10-15-2010 11:00 AM
من شعراء العصر العباسي ( أبو نواس ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 58 09-27-2010 03:42 PM

الساعة الآن 02:04 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.