احصائيات

الردود
28

المشاهدات
12271
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
12,766

+التقييم
2.41

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
05-31-2014, 05:05 PM
المشاركة 1
05-31-2014, 05:05 PM
المشاركة 1
افتراضي سمات الأيتام قبل الولادة وخصائص مخرجاتهم الابداعية: دراسة بحثية
سنحاول اولا رصد 10 من المبدعين الأيتام قبل الولادة لهذه الدراسة ثم نحاول التعمق في دراستهم لاستكشاف :
- ما طبيعة السمات الشخصية التي نجدها لدى هؤلاء ؟ مثل الذاكرة الفوتوغرافية لدى الامام الشافعي؟
- وهل هذه السمات مشتركة ؟
- ثم ما هي المجالات الابداعية لديهم ؟ وما هي خصائص مخرجات عقولهم الابداعية ؟
- ثم هل يمكن الاستنتاج بان اليتم قبل الولادة يؤدي حتما الى سمات معينة بعضها على الاقل مشتركة وان هناك حتما اثر لليتم المبكر على الشخصية والقدرات الابداعية!!؟؟
- وأخيرا وليس آخراً هل يؤدي اليتم قبل الولادة الى اعلى حالة من حالات الإبداع او الى الإبداع في اعلى حالاته ؟ *


قديم 06-01-2014, 12:18 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اليتيم قبل الولادة رقم 1


بن جونسون
هذا الكاتب الانجليزي يتيم قبل الولادة بشهر او شهرين كما تقول سيرته باللغة الانجليزية وسيكون واحدا من بين مجموعة من الأدباء سنخضعهم لدراسة نحاول فيها التعرف على خصائص أدب الأيتام من سن مبكرة جداً وتحديدا قبل الولادة .
Ben Jonson


بن جونسون Ben Jonson أو Benjamin Jonson؛ (ح. 11 يونيو 1572 - ت. 6 أغسطس 1637)، هو كاتب مسرحيات وشاعر وممثل إنگليزي معاصر لشكسبير، وناقد فني. ترك أثراً باقياً في الشعر الإنگليزي والمسرح الكوميدي. اشتهر بمسرحياته الساخرة كل رجل في مزحه (1598)، ڤولپون أو الثعلب (1605)، الخيميائي (عام 1610)، التي استلهم أحداثها من فترة الطاعون في لندن، بارتولوميو فير: كوميديا (1614). كما شاتهر بشعر الغنائي. يعتبر أعظم مسرحيي الأدب الإنگليزي بعد شكسبير.[1]

النشأة

المعلم في مدرسة وستمنستر، وليام كامدن زرع النبوغ الفني في بن جونسون.

الشاعر الاسكتلندي وليام درموند، من هوثورن‌دن، كان صديقاً مقرباً من جونسون.
وُلد في وستمنستر بعد وفاة أبيه بشهر واحد، وعمد تحت اسم بنيامين جونسون. وأسقط من اسمه حرف الهاء تمييزاً لشخصه، ولكن دور الطباعة ظلت تستخدمه، ولو أنه مات، حتى 1840، ولا زال يظهر على لوحة معلنة على جدران كنيسة وستمنستر. وكان الزوج الأول لأمه قسيساً. وكان زوجها الثاني بناء بالأجر. وكانت الأسرة فقيرة معدمة. وكان على بن أن يشق طريقه إلى التعليم بصعوبة بالغة. وما كانت إلا الشفقة التي ملأت قلب صديق بصير لتزوده بالمال ليلتحق بمدرسة وستمنستر، وساق.ه حظه إلى الوقوع تحت إشراف "وكيلها" المؤرخ العالم الأثري وليام كامدن، وانصرف إلى الدراسات القديمة، مع عداء أقل من العادي، وأحب شيشرون وسنكا، وليڤي وتاكيتوس، وكونتليان، وزعم بعد ذلك، واضح أنه على حق- " أنه يعرف من اليونانية واللاتينية أكثر من شعراء إنجلترا جميعهم " على أن "مرحه" السريع الاهتياج والإثارة، وعالم لندن الخشن العنيف بلا حدود، هما اللذان حالا دون أن يدمر تعليمه فنه.[2]
وبعد تخرجه في وستمنستر التحق بكمبردج حيث "بقي- كما يقول أول مؤرخ لحياته- أسابيع قليلة، لحاجته إلى مورد رزق آخر "، وأراد له زوج أمه أن يكون صبي بناء، وقد نتخيل بن جونسون وهو يتصبب عرقاً ويضطرب لمدة سبع سنين دأباً، وهو يرص الطوب ويفكر في الشعر. ثم فجأة خرج إلى الحرب، وانساق في تيارها، واندفع إليها بنشاط وحيوية أكثر منه إلى صناعة البناء. وخدم في الأراضي الوطيئة، وبارز جندياً من الأعداء، فصرعه، وسلبه ما معه، وعاد إلى الوطن يروي قصصاً مفصلة. وتزوج وأنجب أطفالاً، وارى منهم التراب ثلاثة أو أكثر. ووقع الشجار بينه وبين زوجته فهجرها لمدة خمس سنوات، ثم عاد وعاش معاً عيشة ينقصها الوفاق والانسجام حتى ماتت. ولا تعرف كليو نفسها كيف كان بن جونسون- زوجها- يدبر معاش الأسرة.
ويكون السر أعمق حين نعلم أنه أصبح ممثلاً عام 1597، ولكن تفجرت منه أفكار مشرقة وأشعار لبقة. واهتز فرحاً حين دعاه توم للمشاركة في رواية جزيرة الكلاب ولا شك في أنه حمل نصيبه من المسئولية في "المادة المثيرة للفتنة والتي تتضمن قذفاً وتشويهاً للسمعة "التي وجدها مجلس الشورى في الرواية. وأمر المجلس بوقف التمثيل وإغلاق المسرح والقبض على المؤلفين. أما ناش الذي كان خبيراً عتيقاً بمثل هذه المآزق، فقد قضى نحبه في بارموث. ووجد جونسون نفسه في السجن، ولما كان نظام السجن يقتضيه أن يدفع نفقة طعامه وإقامته وأصفاده فقد اقترض أربعة جنيهات من فيليب هنسلو، فلما أطلق سراحه انضم إلى فرقة هنسلو (وشكسبير) المسرحية عام 1597.
صعوده
وبعد سنة كتب ملهاته الهامة الأولى: كل رجل في مزحه ورأى شكسبير يمثل فيها المسرح "الجلوب". ومن الجائز أن المؤلف المسرحي العظيم (شكسبير) لم يستسغ مقدمة الرواية التي اقترحت- على الرغم من النموذج السائد- إتباع الوحدات الكلاسيكية، أو التقليدية القديمة، وحدة العمل والزمان والمكان، لا أن:
تجعل طفلاً، ملفوفاً الآن في قماطه، ينهض حتى يستوي رجلاً ويطوي، بلحية وملابس حداد، ستين عاماً مضت، إنك سوف تسر اليوم إذ تشهد رواية يجب أن تحتذي مثالها كل الروايات، رواية ليس فيها كورس ينطلق بك فيما وراء البحار، ولا عرش ينهار، مما يفرح له الأولاد... بل فيها أعمال، ولغة مثل تلك التي يستخدمها الناس، وأشخاص ممن يجب أن تنتقيهم الملهاة، إذ كان لها أن تصور الزمان، وتسلي الناس بحماقات الإنسان لا بالجرائم.
وهكذا أدار جونسون ظهره للمزاح أو الهزل الأرستقراطي في ملهيات شكسبير الأولى، وللجغرافيا والكرونولوجيا وتعيين تواريخ الأحداث وترتيبها وفقاً لتسلسلها الزمني الخارقتين في المسرحية "الرومانتيكية"، وأتى بأكواخ لندن إلى المسرح، وتخلى عن ثقافته ومعرفته الواسعتين الخارقتين ليبرز إبرازاً مشهوداً لهجات الطبقات الدنيا وأساليبها. وكان أبطال الرواية رسوماً كاريكاتورية أكثر منها ابتكارات فلسفية معقدة، ولكنهم يعيشون، وكانوا تافهين لا قيمة لهم، ولكنهم من بني الإنسان، ولم يكونوا معقولين ولا مهذبين، ولكنهم لم يكونوا قتلة ولا سفاحين.
وكان اللاتينيون قد استخدموا لفظة Umore لتعني "الرطوبة" أو السائل، كما استخدمت تقاليد أبقراط الطبية لفظة Humor لتدل على أربعة سوائل في الجسم- الدم، البلغم، الصفراء السوداء، والصفراء الصفراء. وتبعاً لغلبة الواحدة أو الأخرى من هذه المواد في جسم الإنسان، كان يقال إنه ذو "مزاج" دموي، (متفائل)، أو بلغمي (بارد)، أو سوداوي (مكتئب)، أو صفراوي (سريع الغضب) أما جونسون فقد حدد تفسيره لهذا الاصطلاح:
عندما تتملك إنساناً صفة بعينها، وتسيطر على كل أحاسيسه وأنشطته وقواه، حتى تسير كلها في اتجاه واحد- فهذا ما يمكن أن يقال عنه بحق "المزاج" (Humour) وظهرت الكلمة في التصوير المرح للكابتن بوباديل، وهو تحدر مباشر من رواية باريس "المحاربون الأمجاد"، ولكنه يمور موراً "بمزاجه" الخاص به المميز له، ومرحه غير الواعي- فهو دوماً شجاع إلا عند الخطر، مندفع إلى القتال إلا عندما يتحداه أحد، فهو رب السيف المكنون في غمده.
واستقبلت الرواية استقبالاً حسناً، وكان في مقدور بن الآن أن ينغمس في حماقات السباب وشهواته على نطاق أوسع، وكان فرجاً بالثقة، مزهواً بأنه شاعر يتحدث إلى اللوردات في أنفة وكبرياء، ويقف راسخ القدمين، يتعجل التمتع ويستسيغ الصراحة والمرح الصاخب، ويغوي النساء من آن لآن، ولكنه أخيراً (كما قال لدروموند) "آثر جور الزوجة على خفر الخليلة "- وهجر التمثيل، وعاش عيشة طائشة على قلمه، وازدهر لبعض الوقت بتأليف التمثيليات التنكرية للبلاط، وتلاءمت الأشعار الخيالية التي نظمها مع المناظر التي صممها جونز، ولكن بن كان حاد الطبع، فكثرت مشاجراته. ففي عام نجاحه الأول اشتبك مع أحد الممثلين، وهو جبرييل سبنسر، وبارزه وقتله، فأودع السجن بتهمة القتل عام 1598. ومما زاد الطين بلة، أنه ارتد إلى الكاثوليكية في السجن، ولكنه مع ذلك حوكم محاكمة عادلة، وأجيز له أن يدفع "بالحصانة الأكليريكية" لأنه تلا "المزامير" باللاتينية "كما يفعل رجال الدين". وأطلق سراحه بعد أن وشم إبهامه بحديد محمي بحرف T، حتى يمكن في الحال اكتشاف أنه مجرد عائد، إذا ارتكب جريمة القتل مرة ثانية، وظل بقية حياته مدموغاً بأنه مجرم.
وبعد سنة قضاها مطلق السراح أعيد إلى السجن من أجلي دين عليه لم يسدده. ومرة أخرى أطلق سراحه بكفالة هنسلو. وفي 1600 سعى جونسون وراء تسديد ديونه بكتابة رواية كل رجل خارج مزحه. وأثقل الملهاة باقتباسات زخرفية كلاسيكية، وأضاف إلى أشخاص المسرحية ثلاث شخصيات استخدمت كفرقة للتعليق على الأحداث، وأمطر بوابل من المذمة والقدح، البيوريتانيين الذين "كان الدين بين طيات ثيابهم، والذين حلقوا شعر رءوسهم أقصر من شعر حواجبهم" ولوح بمعرفته وعلمه للكتاب المسرحيين الذين كانوا يحطمون "وحدات أرسطو". وبدلاً من الروايات الرومانتيكية المستحيلة الحدوث حول اللوردات الذين لا يصدق وجودهم، عرض جونسون أن يكشف للندن عن ذاتها بلا هوادة ولا رحمة:
فليواجهوا مرآة كبيرة قدر كبر المسرح الذي نمثل عليه، ولسوف يرون فيها علل العصر ونقائضه. مشرحة تشريحاً دقيقاً مفصلاً في كل ناحية فيها، في شجاعة لا تلين ولا تفتر، وفي ازدراء لأي خوف.
وصنعت الرواية من العداوات أكثر مما جلبت من أموال. وليس من يوصي اليوم بقراءتها. ولما لم يكن جونسون راضياً عن جمهوره الصاخب في مسرح الجلوب، فإنه كتب ملهاته الثانية عربدة سينثيا (1601) لفرقة من الممثلين الشبان ونخبة صغيرة من الجمهور في مسرح "Black Friars"، وأحس دكرو مارسون أن الرواية تناولتهما بالهجاء. ولما استشاطت فرقة تسمبرلين غضباً لمنافسة أولاد مسرح "Black Friars" لها، أخرجت في 1602 رواية دكر "Satiromastix" (ضرب المؤلف الهجاء بالسياط) وفيها تشهير بجونسون أنه سفاح وبناء تلفه مغرور متحذلق، جسمه مليء بالبثور. وانتهى الشجار بتبادل المديح وتقارض الثناء. وابتسم الحظ لبعض الوقت. واستضاف أحد المحامين النابهين بن جونسون في بيته وأرسل ارل بمبروك إلى الشاعر عشرين جنيهاً "ليشتري بها كتباً". وما أن أصبح في أمان من الفقر والحاجة حتى أمسك بالقلم محاولاً تأليف "مسرحية مأساوية"، موضوعها "سيجانوس" الصديق الشرير الأثير لدى تيبريوس. واعتمد في روايته بدقة على كتابات تاكيتوس وسوتونيوس وديو كاسياس وجوفينال، وأخرج تحفة رائعة ثقافية فيها بعض مناظرها مؤثرة (الفصل الخامس- 10 مثلاً) وأبيات من الشعر الرائع. ولكن جمهور المشاهدين كره الخطب الطويلة والتوجيه الأخلاقي الممل الصادر عن شخصيات تعوزها الحيوية. وسرعان ما سحبت الرواية من المسرح. وطبع جونسون النص، وأورد على الهامش مراجعه القديمة مع بعض ملاحظات باللاتينية. وتأثر لورد أوبيني Aubigny، فهيأ للمؤلف المخزون مأوى آمناً لمدة خمس سنوات.


صفحة العنوان في أعمال بنيامين يونسون The Workes of Beniamin Ionson (1616)، أول مطبوعة بمقاس فوليو تضم مسرحيات
وعاد جونسون إلى الحلبة في 1605 بأعظم رواية له ڤولپون أو الثعلب، هاجم فيها، في هجاء مقذع شهوة المال التي اجتاحت لندن. وكما هو مألوف في الملهاة- من عهد بلوتس إلى رواية The Admirable Crichton- فإن محور الرواية هو خادم ماهر. ويحضر الخادم موسكا (ذبابة بالإيطالية) إلى سيده البخيل فولبون (الثعلب) الذي يدعى أنه مرض مرضاً شديداً، مجموعة من صيادي الميراث بالوصية- فولتوز: نسر، ثم كورباتشيو: غراب، ثم كورفينو: غراب أسحم- وكل منهم يترك للسيد المريض (الثعلب) هدية ثمينة، على أمل أن يسمى وريثاً له. ويتقبل "الثعلب كل هدية بتمنع جشع، إلى حد استعاره زوجة كورباتشيو لليلة واحدة. وينتهي الأمر بأن يخدع الخادم موسكا سيده فولبون حتى يعينه هو وريثاً وحيداً له، ولكن بناريو (الطبيعة الطيبة)، يكشف الحيلة، ويرسل مجلس السناتو في البندقية كل الممثلين تقريباً إلى السجن. وجعلت هذه المسرحية، آخر الأمر، راود مسرح الجلوب يركعون بين يدي جونسون.
الانحدار
وسرعان ما انتقل من نجاح إلى محنة، فقد اشترك مع مارستون وتشابمان في مسرحية إيستوارد هو، (1605) واعتقلت الحكومة المؤلفين على أساس أن الملهاة أساءت إلى الاسكتلنديين. وهدد المعتقلون بقطع أنوفهم وآذانهم، ولكن أفرج عنهم دون أن يمسوا بأذى، واشترك بعض ذوي المقامات الرفيعة- مثل كامدون وسلدن- في المأدبة التي أقامها الثالوث الذي استرد حريته. ثم، في 7 نوفمبر 1605، استدعى جونسون إلى مجلس الشورى، باعتباره كاثوليكياً يمكن أن يكون لديه معلومات عن مؤامرة البارود. وعلى الرغم من أنه كان قد تناول العشاء مع المدبر الرئيسي كاتسبي، قبل ذلك بشهر، فإنه تفادى كل تورط في المسألة. ولكن في 9 يناير 1606 دعي إلى المحكمة بوصفه متمرداً مخالفاً للقانون. ولما كان فقيراً معدماً إلى حد لا يستطيع معه دفع غرامة مجزية، فإن المحكمة لم تتشدد في الاتهام. وفي 1610 ارتد إلى المذهب الأنجليكاني، في حماسة بالغة إلى حد أنه أتى على كل ما في كأس النبيذ حين جلس إلى "العشاء الرباني".
وفي تلك السنة أخرج أشهر مسرحياته الخيميائي، وهجا فيها، لا مجرد الخيمياء (محاولة تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب)، وهذه مسألة تافهة، بل هجا كذاك ألواناً كثيرة من الدجل والخداع التي غزت لندن بالشعوذة. إن سير أبيقور مأمون واثق من أنه وقف على سير الكيمياء القديمة فيقول:
"الليلة سأحول كل ما في بيتي من معدن إلى ذهب، وفي الصباح الباكر أرسل إلى كل المشتغلين بالقصدير والرصاص ليبيعوني ما لديهم من هذا وذاك، وأرسل إلى لوثبري من أجل كل ما فيها من نحاس.... ولسوف أشتري ديڤونشاير وكورنوال، وأجعلهما مثل جزر الهند الشرقية تماماً. فإني أريد أن أكون لي من الزوجات والخليلات مثل ما كان لسليمان، الذي كان عنده خاتم مثل ما عندي. وسيكون لي بفضل إكسير الحياة ظهر قوي صلب مثل هركيوليز، فأصرع من الأعداء خمسين في الليلة الواحدة. أما المتملقون لي فسيكونون من الكهنة، الأطهار الوقورين، الذي يمكن أن أستحوذ عليهم بمالي.... وسيقدم لي اللحم في أصداف هندية وأطباق مصنوعة من الذهب ومرصعة بالعقيق والزمرد والصفير والياقوت الأزرق والأحمر. أما ألسنة الشبوط (سمك نهري)، والسنجاب، وكعوب الأبل... والفطر العتيق، والصدور المكسوة بالدهن لخنزيرة سمينة حامل، والتي قطعت لتوها.... فسأقول عنها لطباخي "هاك الذهب" فتقدم، ولتكن فارساً.
وقلّما كان سير أبيقور تافهاً، ولكن بقية أشخاص الرواية كانوا حثالة، وكان كلامهم بغيضاً بما احتوى من معالجة موضوعات الدعارة القذرة، وإنه لما يدعو إلى الأسى والحسرة أن نرى بن المثقف خبيراً بهذا الغثاء وتلك النفاية، وبلغة الأكواخ واللصوص المتشردين. وهاجم البيوريتانيون مثل هذه الروايات تجاوزاً، فانتقم منهم جونسون بتصويرهم في صور كاريكاتورية ساخرة في رواية بارثولوميو العادل عام 1614.
وأخرج مسرحيات هزلية أخرى كثيرة مفعمة بالحياة ممتلئة بالعكارات. وتمرد هو نفسه في بعض الأحيان على واقعيته الخشنة، في مسرحية "الراعي الحزين" وأطلق لخياله العنان ليسرح دون مبالاة:
إن وطء أقدامها لا يثني ورقة عشب،
أو يهز الطائر الأزغب في عشه
ولكنها مثل الرياح الغربية الخفيفة انطلقت مسرعة
وحيثما ذهبت تعمقت جذور الأزهار
وكأنما زرعتها بأقدامها العطرة.
ولكنه ترك الرواية دون أن يكملها، وقصر رومانتيكيته، (أو خياله وعواطفه)، بقية حياته، على أن أغنيات رقيقة تأثرت في ملهواته، مثل الجواهر وسط القاذورات، من ذلك أنه في ملهاة الشيطان حمار (1616)، يغني فجأة:
هل شهدت إلا سوسنة متألقة تنمو
قبل أن تمسها الأيدي الخشنة؟
هل شاهدت إلا تساقط الثلوج
قبل أن تلطخها التربة؟
أو لم تلمس فراء السمور
أو ريش البجعة قط؟
وهل نشقت رائحة براعم الورد البري
أو رائحة الناردين وهو يحترق؟
وهلا تذوقت شهد النحلة؟
أوه! يا لبياضها، أوه! يا لرقتها، أوه! يا لحلاوتها؟

وأجمل من هذا بالطبع، أغنية "إلى سليا To Celia" التي سرقها من اليونانية من فيلوستراتوس، وحولها بدقة وبراعة إلى "اشربي من أجلي أنا وحدي بعينيك".
وبعد موت شكسبير أصبح جونسون الرئيس المعترف به لجماعة الشعراء. وأصبح شاعر البلاط غير المتوج في إنجلترا- ولو أنه لم يعين رسمياً، ولكن الحكومة اعترفت به في معظم الأحوال، ومنحه معاشاً سنوياً قدره مائة قطعة ذهبية. وأدرك الأصدقاء الذين التفوا حوله في حانة مرميد أن طبيعته الطيبة الجافة تختفي وراء مزاجه الحاد ولسانه السليط، فأفادوا من حديثه المثمر، وهيأوا له أن يلعب دور الزعامة كما كان الحال مع سميه في القرن التالي.
وكان بن آنذاك بديناً، كما سيكون الحال مع سميه صمويل جونسون فيما بعد، وما كان أكثر وسامة ولا رشاقة، وكم حزن على "كرشه الفظيع" ووجهه المتجعد المملوء بالبثور نتيجة الأسقربوط. وقل أن زار صديقاً دون أن يكسر كرسياً. وفي 1624 نقل الندوة إلى "حانة الشيطان Devil Tavern" في شارع فليت، وهناك التقى بنظام مع جماعة نادي أپولو الذي كان قد أسسه هو من قبل، ليتزودوا بالطعام والشراب والدعابة وثمار الفكر، وكان لجونسون مقعد مرتفع في أحد طرفي الغرفة له درابزين يؤدي بجسمه الضخم إلى العرش. وجرى العرف على تسمية أتباعه "قبيلة بن"، وكان من بينهم جيمس شيرلي وتوماس كارو وروبرت هرك، الذين سموه القديس بن".
الوفاة
وكان جونسون في حاجة إلى صبر أيوب، وهو غير مفطور على الصبر، ليحتمل الفقر والمرض في السنين التي كان يتحطم فيها. وقدر أن كل رواياته لم تدر عليه إلا مبلغاً يقل عن مائتي جنيه كان ينفقها بسرعة، ويتضور جوعاً طيلة الأيام التي لا يعمل فيها. وكان يفتقر إلى شيء من الحاسة أو الخبرة المالية التي جعلت شكسبير خبيراً في اقتناء الأملاك الثابتة أو العقار، وتابع شارل الأول صرف المعاش المخصص لجونسون، ولكن عندما خفض البرلمان المخصصات الملكية. لم يكن المعاش يدفع دائماً. على أن شارل أرسل إليه مائة جنيه في 1629 وقرر رئيس كهنة وستمنستر وجماعة الرهبان فيها خمسة جنيهات "لمستر بنيامين" جونسون في أيام مرضه وفاقته ولم تصب رواياته الأخيرة أي نجاح، وذبلت شهرته، واختفى أصدقاؤه، وقضت زوجته وأولاده نحبهم، وما جاءت ستة 1629 حتى عاش وحيداً قعيداً، ملازماً الفراش بسبب الشلل، مع سيدة عجوز تتولى العناية بأمره. وظل يعاني من المرض والفقر ثماني سنوات أخرى، ودفن في وستمنستر، ونقش جون يونج على حجر يواجه القبر. العبارة المشهورة:
"أي بن جونسون الفذ"
ولم يبق منها إلا الكلمتان الأوليتان. ولكن أي إنجليزي مثقف متعلم يستطيع أن يكمل العبارة.
-
الستارة: بن جونسن تحت ظلال شكسبير ..يان دونالدسون يدون حياة بن جونس
*

*
*

ترجمة: أحمد هاشم
عن: ساتردي أيج*
ولد بن جونسن في عام 1572 ، عاصر شكسبير وكان من أهم الكتاب في تلك الحقبة، كتب مسرحيات مهمة مثل فولبن والخيميائي، تلك الأعمال كانت تجمع بين الكوميديا وحصافة العقل،


*هجائية وذات سخرية لاذعة بشكل ذكي تختلف عن أعمال شكسبير.* وكان جونسن كاتبا موسيقيا مرموقا ايضا، تتسم أعماله بالوضوح والبساطة التي تحدث تأثيرا عالي النبرة. فيما يخص الشعر، فقصيدته التي كانت مرثية الى طفله الأول الذي توفي مبكرا تعتبر من أهم القصائد وخاصة على مستوى اللغة حيث ان جونسن وضع أفضل ما لديه.” خطيئتي أنني أحببت أكثر من طاقتي/ هذا الطفل المحبوب “ وكما أشار دونالدسون في كتاب السيرة الذي صدر مؤخرا، ان جونسن سعى لإدخال نوع من الأدب الجليل الى نصه. ويرى الناقد جون دراين، ان بين جونسن هو أكثر الشعراء صوابا، رغم انه – يضيف – شكسبير كان الأكثر ذكاءً، لكن جونسن حقا رائع، شاعر حواري بامكانه ترتيب عبارات حول حفلة عشاء أو بيوت ريفية بصيغة سجع نثري وبشكل جيد لا تبدو مملة. وجونسن صور ببلاغة وبشكل هائل وحاد التجربة الذاتيه، وايضا استطاع فرض شخصيته كمبدع على الأوساط الأدبية في عصره. علما انه كان غير معني بالأضواء وليس له ذاك الشغف في الظهور وكان يقول او يسمي ذلك “ استنكار خشبة المسرح “ على عكس مجايله شكسبير الذي كان يعد ويتابع أكثر من عمل في وقت واحد عندما كان المسرح يمثل شاشة التلفاز في وقتنا الحاضر.
كل تلك الخواص وغيرها ستكون في كتاب السيرة الذي قام باعداده وعقب عليه الكاتب يان* دونالدسون تحت عنوان ( حياة بين جونسن ). وقد وضعه بصورة منسقة ورائعة ذات معلومات قيمة حيث ثمة اقتباسات واستشهادات في كل نقطة مهمة او منعطف في حياة بين جونسن. دونالدسون كان رائعا في تتبع والتقاط الأحداث الجوهرية خاصة في حياة بين جونسن الأبداعية وفي طريقة ما ربما بغموض في بعض المواقع وكأنه ينوه أو يرى ان
جونسن هو أهم كاتب انكليزي على الأطلاق، وهنا لابد من القول، أي شخص معني أو يريد تتبع حياة بين جونسن عليه ان لا يفوت قراءة هذا الكتاب. صدر عن أكسفورد يونيفرسيتي بريس بسعر 94. 48 $.*

----
من أقواله :
- لدى الفن عدو اسمه الجهل.

- ليست السعادة الحقة في تعدد الأصدقاء، بل في قيمتهم واختيارهم.

- أكبر جحيم أن يكون المرء سجينا للخوف.

- لا تخجل من فضائلك، فالشرف حلية يلبسها الرجل الخيِّر في كل الأوقات.

- لا يعرف قُوَّته من لم يتعرض للمِحَن.

قديم 06-02-2014, 01:29 PM
المشاركة 3
فارس كمال محمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الف شكر لك ايها الانسان الكبير على المجهود العظيم وعلى ما تنقله من المعارف والمعلومات .. نسخت مضمون المقال لمراجعته لاحقا .. وفقكم الله للخير واعانكم على اتمام مشروعكم في اثبات الفكرة التي طرحتموها .. ودمت لنا استاذا وصديقا واخا تعودنا على قراءة الجديد بمقالاته اليومية في منتدانا الكريم

قديم 06-05-2014, 02:58 PM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحباً استاذ فارس
وأهلا وسهلا بك متابعا لهذه الدراسة وربما يمكنك تقديم المساعدة باقتراح اسماء لأيتام قبل الولادة

قديم 06-05-2014, 03:19 PM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ملخص السمات والصفات لليتم قبل الولادة رقم 1 جونسون:

- لقد كان جونسون أحد أفضل الطلاب في المدرسة
- وقد أسس شهرة لاسمه بسبب دراساته الكلاسيكية،
- التحق بالقوات المسلحة وكان مقاتلاً شجاعاً بعد أن ترك كلية القديس جون في كامبرج
- إلا أنه وعلى الرغم من تركه الدراسة فقد حاز على درجة الماجستير في الآداب،
- في عام 1592 عاد من الخارج دون أن يكون في جيبه فلس واحد بعد عام من التحاقه بالمسرح والعمل مع فيليب هنسلو.
- لم يكن بن جونسون كاتباً مسرحياً فقط، بل كان شاعراً وناقداً.
- لقد كان يدافع عن حرية الشاعر ويؤمن بأن القوانين الكلاسيكية- بطريقة ما- ينبغي أن لا تقيد حرية الشاعر في التفكير والتخيل،
- نلاحظ في العديد من كتاباته النقدية كيف يوضح أن الشعر والفن قد سبقا القوانين الكلاسيكية،
- كما أنه يرى أن كلاً من الشعر والفن والمسرح يلعب دوراً كبيراً جداً في المجتمع، وهذا الدور غالباً مايكون دوراً أخلاقياً.‏
- ولكي نوضح هذا لابد من العبور على مسرحية فولبوني أي «الثعلب» كوميديا العدالة الإلهية التي تتمحور حول حب المال، وكيف أن الله سوف ينجي الشرفاء والأبرياء ويعاقب المذنبين.‏
-ظلت سيرته باقية بعد موته مائة عام على الأقل، وضاهت سمعة صديقه وليم شكسبير وتأثيره.
- كان جونسون يعمل باهتمام ويقضي مدة طويلة تبلغ السنتين تقريبًا في كتابة العمل المسرحي الواحد.
- وكان فخورًا بمعرفته باللغة الإغريقية واللاتينية.
- كان ينتقد بشدة الكتاب المسرحيين الآخرين، بمن فيهم شكسبير نفسه، لأخطائهم وإهمالهم الذي شاهده في كتاباتهم.
- كان جونسون أول كاتب مسرحي يعد طبعة من أعماله الخاصة للنشر عام 1616م، -
- وبادر بالمطالبة بأن تكون الدراما نوعًا من الأدب.
- كان جونسون أيضًا مؤسس أول ناد أدبي في ميرميد تافيرن بلندن. وكان من ضمن أعضائه والتر رالي وكتاب المسرحيات فرانسيس بيومونت وجون فليتشر.
- كانت أول مسرحية مهمة له كل الرجال في مرح (1598م) وهي كوميديا واقعية ساخرة عن الحياة في لندن، وفيها كل شخصية تستحثها صفة أو ميزة واحدة، مثل الغيرة.
- وفي كوميديا جونسون الساخرة المتأخرة مثل فولبوني (1606م)؛ المرأة الصامتة (1609م)؛ الكيميائي (1610م)، أصبح المرح من مظاهر الفشل الإنساني العالمي، مثل الطمع والجهل والخرافة.
- كتب جونسون أكثر من 30 مسرحية مقنعة لبلاط الملك جيمس الأول وبلاط الملك تشارلز الأول. وظهركثير من شعره الجيد في هذه العروض.
- تأثر شعر جونسون بالشعراء الرومانيين، مثل هوراس؛
- أما أغنيته الشهيرة اشرب لي بعينيك فقط، فتُبيِّن أسلوبه الكلاسيكي بشكله ومفرداته البسيطة،
- كما تبين مرثيته لابنه ذي السبع سنوات المهارة نفسها التي استخدمها ليخفي حزنه العميق.
- ربما يعرف الكثيرون ( بن جونسون ) الناقد والشاعر وكاتب الدراما الانجليزي ، لكنهم يجهلون معاناته التي اثرت في اعماله فاكتست كوميدياته الرائعة برداء التراجيديا القاسي ،
- هذا الرجل الذي تكبد السجن والحرمان
- ومنح الاعجاب والتقدير كعلامة في تاريخ الأدب الانجليزي ،
- يفخر بأعدائه كما يفخر بأصدقائه ..
- ثم يعترف الجميع بأستاذيته وتفوقه .
- وتعلم المعني الحقيقي للتراجيديا في صباه اذ كان بروتستانتي .. حكم عليه بالسجن بل وحرم من املاكه اثناء حكم ( ماري تيودور ) الكاثوليكي ، وبعد مرور شهر علي ولادة جونسون اصبحت أمه معدمة بوفاة أبيه .
-تعلم بمدرسة ( وستمنستر)
- *وتكفل بمصاريف دراسته (وليم **كامدين ) *أستاذه في المدرسة ،
- وعقب انهاءه لدراسته اختار جونسون أن يعمل كأجير في البناء *مثل زوج أمه مفضلا ذلك علي استكمال تعليمه العالي في الجامعة وما يترتب علي ذلك من تكاليف لا قبل له بها ،
- ثم *تركها ليلتحق بالجيش فيما بعد ويخدم في الفلاندرز حتي عام 1592 عندما عاد الي انجلترا ليقابل ( آن لويس ) زوجة المستقبل وهو ماحدث بعد سنوات قليلة وبالتحديد في 14* - 11-* 1594 ،
- ليعود الي تجارة البناء مرة أخري ويكتب الشعر الي جانب البناء ويرزق بطفله الوحيد عام 1596 واصفا اياه بأنه أحسن قطعة شعرية !
- واخيرا تراجع جونسون عن العمل في البناء ليعمل كممثل وكاتب في فرقة ( فيليب هنسلوي المسرحية* بلندن ،
- وتتوالي معاناته التراجيدية اذ زج به في السجن عقب عرض أولي أعماله المسرحية *( آيل أوف دوجز ) بسبب أسلوبها الهجومي الذي اهداها لملهمه ومعلمه وصديقه وليم كامدين ،
- ولكن ما ان وصل جونسون لهذا النجاح* حتي واجهته المشاكل مرة أخري مع القانون ، ففي اثناء مبارزة في حقول ( شوردث ) قتل جونسون رفيقه الممثل *جبريل سبنسر عن طريق الخطا وعوقب جونسون علي جريمته في سجن *( أولد بيالي *، حيث استطاع النجاة من حبل المشنقة بصعوبة بعد مرافعة دافع فيها عنه احد رجال الدين ويطلق سراحه بعدها في مقابل مصادرة كل املاكه ووضع وصمة الاجرام علي ابهامه .*
- وعقب اطلاق سراحه , عرض له أول عرض لمسرحيته الجديدة ( كل انسان علي غير هواه ) مما كان سببا لاحتفال كبير ،
- لكن سعادته لم تدم حيث مات ولده عام 1603 بالطاعون وهو لم يزل في السابعة ، تاركا في نفس جونسون صدمة كبيرة عاش علي اثرها حياة بوهيمية .
- لكن سرعان ما تمالك نفسه مرة أخري فانكب علي تأليف الملاهي ومسرحيات الأقنعة للبلاط بل وكلف رسميا بهذه المهمة ليقوم بها في كل المناسبات القومية الهامة مما أهله ليكون شاعر البلاط* الأول .*
- وقد ظهر ذكاء جونسون وفطنته ومعرفته الواسعة وتعدد مصادره في مسرحيات الأقنعة التي ألفها ،اذ فيها قدم *أحسن ما انتجه من الشعر الغنائي علي الاطلاق بالاضافة الى كوميدياته الباقية التي كتبت بين عامي (* 1605 – 1614 ) مثل مسرحية* ( الثعلب * *)* ، والتي كتبها عام 1605 ومسرحية الكيميائي وكتبت عام 1610 وهما من الكوميديات المتحررة والتي تعد قمة ما قدم جونسون من كوميديا اذ لاقت كلتا المسرحيتين اعجابا شديدا في العصر الحديث وكذا في عصر جاكوبين .
- تلي هذا النجاح الساحق لكلا المسرحيتين مشاركة بن جونسون لكل من ( جورج شابرمان )و (وليم مارستين ) ليكون معهم فريقا مسرحيا ويبدأ اولي انتاجه بمسرحية ( اتجه الي الشرق).
- لقد كانت معاناة جونسون التراجيدية واضحة من خلال حياته اذ عندما قدم مسرحيته الكوميدية ( الشيطان حمار) عام 1616 ، نال هجوما لم ينقطع مما جعله يائسا ومحجكا عن تقديم أي عمل مسرحي لمدة تسع سنوات مكتفيا بعمله كشاعر للبلاط بالاضافة الي المعاش الحكومي الذي خصص له .
- وفي الرابعة والخمسين من عمره بدأ جونسون رحلته الي اسكتلندا لمدة عام سيرا علي الأقدام ، وفي أثناء رحلته سجل أحد المؤرخين حوارات معه ووصفه فيها بأنه ( - - محب كبير
- يطري علي نفسه ،
- يدين الآخرين ويسخر منهم ،
- يفضل أن يخسر صديقا علي أن يفقد دعابة،
- وهو طيب بشكل مؤثر
- كما أنه غضوب بنفس الدرجة ،
- يرفض أن يكتسب حقدا أو أن يحتفظ بالحقد في داخله ،
- ولكن اذا تحدث عن نفسه فانه مريض بالخيال المسيطر علي عقله دائما . )
- بعد عودته من اسكتلندا منح بن جونسون درجة الماجستير الفخرية في الفنون من جامعة اكسفورد ،
- كما حاضر في كلية جريشام *بلندن عن الشعر الغنائي.
- اذ مع حلول عام 1628 وعقب تعيينه مؤرخا* لمدينة لندن ، اصيب جونسون بسكتة دماغية عنيفة تركته مشلولا قعيدا ، ولم يتوان أصدقاؤه ومحبوه عن رعايته الي جانب المساعدات المالية التي قدمها له الملك ،
- وفي السادس من اغسطس عام 1637 توفي *بن جونسون* بعد سلسلة من المضاعفات التي اصيب بها نتيجة لمرضه ودفن في مقبرة ويست منستر آبي التاريخية تحت لوح حفر عليه عبارة ( يا* بن جونسون الفذ ! ) ،
- وقد كرمه معجبوه وأصدقاؤه بأشعار تذكارية بعنوان* ( Jonsonus Virbius ) *صدرت عام 1638 .
- وبالرغم من موته فما زال العالم يحتفظ بمسرحيته ( حكايات الرعاة الحزينة ) ، والتي لم تكنمل وقد صدرت عام 1641 كمسرحية يتيمة لأب ميت.
- ورغم جولاته الفاشلة وعداءاته الكثيرة الا أنه كان زعيما وقائدا للعديد من الكتاب وشعراء المستقبل الذين داوموا علي الاجتماع في حانه *بحي* ( Cheapside ) بلندن وعرفوا باسم (أبناء بن جونسون *)والذين سموا بعد ذلك باسمه ، وقد ضمت هذه المجموعة كتابا عظاما مثل روبرت هيريك وتوماس لاريو وسير جونه سوكلنج وريتشارد لوفلايس
- ان بن جونسون الناقد والمؤلف والشاعر الذي لم يتلق تعليما جامعيا حقيقيا قد اثرت كتاباته لسنوات عديدة علي أجيال متعاقبة ،
- كعلامة في تاريخ المسرح والأدب بشكل عام
- وكرائد لفن الكوميديا
- لقد اكتسب بن جونسون في الحقيقة عددا لانهائيا من الأصدقاء والأعداء ، وربما لانعرف الا القليل عنه ،
- اذ يعد بالنسبة للكثيرين واحدا من أكثر الكتاب المسرحيين غرابة علي
-على الرغم من بروز نجم شكسبير آنذاك, كان جونسون يعد شخصية رئيسة في عالم الأدب.
- ساهمت في تطوير المسرح البريطاني كما فعل شكسبير على اقل تقدير خلال السنوات التي تم فيها تقديم مسرحياته أول مرة.
- ‏أوضح دونالدسون في مذكراته أن بن جونسون فعل ما في وسعه ليرقى بالمسرح, ويغير من مكانة المؤلف المسرحي في بدايات العصر الحديث في إنكلترا،
- كما دافع بجرأة عن شرف المهنة وحقوق ملكية المؤلف.
- فقد أراد أن يخلق من المؤلف المسرحي شخصية لها كيانها, لذلك حرص على أن يتم إبراز اسم المؤلف على نحو واضح, ليتسنى للقارئ فيما بعد, التعرف إلى الكاتب من خلال العمل نفسه, عبر اللغة والطريقة اللتين تميزان إبداع كل كاتب.
- مما لا يدع مجالاً للشك فإن جونسون أفضل قراءة من شكسبير بتأكيد العديد من النقاد والأدباء، على الرغم من تقاطعهما بعدة أمور, لعل أبرزها البداية المتواضعة لكليهما.
- تمكن بفضل ذكائه من احتلال مكانة له في أفضل المدارس في لندن.
كان ضليعاً بعدة لغات لعل اللاتينية واحدة منها. وربما لذلك أوجب البعض عقابه لعدم محافظته على لغته الأم، وتمادى آخرون في اتهامه بالابتعاد عن لهجته.
- وعن كتاباته في المسرح, تشير المذكرات إلى أن نجمه بدأ بالصعود عام 1598 عندما كتب مسرحية "كل رجل في روحه"
- ثم بدأ بكتابة مسرحيات هجائية ساخرة هاجم فيها المسرحيين الآخرين وعلى نحو خاص مارستون وديكر.
- وفي عام 1603 كتب مسرحية تراجيدية ثم كتب مسرحية كاثلين ومسرحية الثعلب وأخرى بعنوان المرأة الصامتة وغيرها من المسرحيات Sejanus ‏
- ورغم ذلك التعدد في الأعمال المسرحية، فإنه تذمر يوماً قائلاً: إنها بالكاد تقيه من العوز والذل على حد تعبيره ومن مناشدة مصادر روحه وإلهامه من أجل التماس القليل من المال، ولأن السير على هذا المنوال لم يكن حرفة مربحة, فقد كان التفكير في نشر أعماله أمراً لا مفر منه.
- في مذكرات دونالدسون مختارات رائعة من شعر بن جونسون التي نظم الكثير منها, إما لتمجيد رعاة الفنون والأدب، وإما لوصف التمثيليات التي تتخللها الموسيقا والغناء التي كثيراً ما شاعت في القرنين الـسادس عشر والسابع عشر, إضافة إلى قصيدته الشهيرة إلى سيليا التي قدم فيها الحب في أجمل صوره .
- يعتبره كثيرون ند شكسبير
- تم العمل على تجميع اعماله في مجلد استغرق العمل فيه بعد 20 عاما من بدء العمل على المشروع. وشارك فريق من 60 باحثا وأكاديميا في العمل على المطبوع الذي يقع في 5000 صفحة وسبعة اجزاء ونحو 2.5 مليون كلمة.
- وسيصدر العمل هذا العام عن مطبعة جامعة كامبردج وتتوفر نسخة الكترونية منه في عام 2013. ويضم المطبوع بأجزائه السبعة 17 مسرحية و36 قطعة كُتبت خصيصا للبلاط الملكي ومئات القصائد والرسائل وملاحظات عن أعمال مفقودة ومواد اكتُشفت حديثا.*
- ويقود المشروع البروفيسور الفخري في جامعة ملبورن ومارتن بتلر من جامعة ليدز وديفيد بفنغتون من جامعة شيكاغو.
- اشتهر جونسن بأعمال كلاسيكية عديدة بينها فولبوني والعدالة الإلهية والخيميائي وكل رجل في مرحه ثم كل رجل خارج مرحه، وجزيرة الكلاب التي أُغلقت مسارح لندن بسببها لتحريض كاتبها على النظام القائم فكلفه ذلك ستة اشهر في السجن.
- ولفت بن جونسن انتباه ملوك انكلترا فأصبح الكاتب الرئيسي للأعمال الاستعراضية الترفيهيه في بلاط جيمس الأول وبلاط تشارلس الأول بين 1572 و1637.
- كان جونسن شخصية مثيرة للجدل ويمكن ان يبادر المسرحيون بوحي من نشر اعمال الكاملة وتجدد الاهتمام به الى احياء درر من تأليفة مثل كاتيلاين ، وهي مأساة موضوعها النشاط الهدام والتمرد والمؤامرة.
- ورغم استقبال المسرحية بالصفير وصيحات الاحتجاج في عرضها الافتتاحي عام 1611 فانها اصبحت من اكثر المسرحيات شعبية في زمنها لكنها لم تُمثل على المسرح منذ القرن السابع عشر.
- أحد أساطين الأدب والمسرح الإنجليزي
- بن جونسون منافس شكسبير الأول و معارضه الشعري ,
- ان فن بن جونسون كما هو جلي في عمله الساحر فولبوني لهو جمع بين رؤية موليير في ثياب شكسبير ,
- فلقد حوى بن جونسون بين فصاحة التعبير لدى شكسبير و قوة التهكم لدى موليير*

- - بن جونسون Ben Jonson أو Benjamin Jonson؛ (ح. 11 يونيو 1572 - ت. 6 أغسطس 1637)، هو كاتب مسرحيات وشاعر وممثل إنگليزي معاصر لشكسبير، وناقد فني.
- ترك أثراً باقياً في الشعر الإنگليزي والمسرح الكوميدي.
-اشتهر بمسرحياته الساخرة كل رجل في مزحه (1598)، ڤولپون أو الثعلب (1605)، الخيميائي (عام 1610)، التي استلهم أحداثها من فترة الطاعون في لندن، بارتولوميو فير: كوميديا (1614). كما اشتهر بشعره الغنائي.
- يعتبر أعظم مسرحيي الأدب الإنگليزي بعد شكسبير.
المعلم في مدرسة وستمنستر، وليام كامدن زرع النبوغ الفني في بن جونسن
- صار يعرف من اليونانية واللاتينية أكثر من شعراء إنجلترا جميعهم "
- على أن "مرحه" السريع الاهتياج والإثارة، وعالم لندن الخشن العنيف بلا حدود، هما اللذان حالا دون أن يدمر تعليمه فنه.
- عمل في مجال البناء يرص الطوب ويفكر في الشعر.
- ثم فجأة خرج إلى الحرب، وانساق في تيارها، واندفع إليها بنشاط وحيوية أكثر منه إلى صناعة البناء.
- وخدم في الأراضي الوطيئة، وبارز جندياً من الأعداء، فصرعه، وسلبه ما معه، وعاد إلى الوطن يروي قصصاً مفصلة.
- تزوج وأنجب أطفالاً، وارى منهم التراب ثلاثة أو أكثر.
- ووقع الشجار بينه وبين زوجته فهجرها لمدة خمس سنوات، ثم عاد وعاش معاً عيشة ينقصها الوفاق والانسجام حتى ماتت.
- ولا تعرف كليو نفسها كيف كان بن جونسون- زوجها- يدبر معاش الأسرة.
- ويكون السر أعمق حين نعلم أنه أصبح ممثلاً عام 1597،
- ولكن تفجرت منه أفكار مشرقة وأشعار لبقة.
- واهتز فرحاً حين دعاه توم للمشاركة في رواية جزيرة الكلاب ولا شك في أنه حمل نصيبه من المسئولية في "المادة المثيرة للفتنة والتي تتضمن قذفاً وتشويهاً للسمعة "التي وجدها مجلس الشورى في الرواية.
- وأمر المجلس بوقف التمثيل وإغلاق المسرح والقبض على المؤلفين. أما ناش الذي كان خبيراً عتيقاً بمثل هذه المآزق، فقد قضى نحبه في بارموث. ووجد جونسون نفسه في السجن، ولما كان نظام السجن يقتضيه أن يدفع نفقة طعامه وإقامته وأصفاده فقد اقترض أربعة جنيهات من فيليب هنسلو، فلما أطلق سراحه انضم إلى فرقة هنسلو (وشكسبير) المسرحية عام 1597.
- وبعد سنة كتب ملهاته الهامة الأولى: كل رجل في مزحه ورأى شكسبير يمثل فيها المسرح "الجلوب".
- رواية يجب أن تحتذي مثالها كل الروايات، رواية ليس فيها كورس ينطلق بك فيما وراء البحار، ولا عرش ينهار، مما يفرح له الأولاد... بل فيها أعمال، ولغة مثل تلك التي يستخدمها الناس، وأشخاص ممن يجب أن تنتقيهم الملهاة، إذ كان لها أن تصور الزمان، وتسلي الناس بحماقات الإنسان لا بالجرائم.
- وهكذا أدار جونسون ظهره للمزاح أو الهزل الأرستقراطي في ملهيات شكسبير الأولى، وللجغرافيا والكرونولوجيا وتعيين تواريخ الأحداث وترتيبها وفقاً لتسلسلها الزمني الخارقتين في المسرحية "الرومانتيكية"، وأتى بأكواخ لندن إلى المسرح، وتخلى عن ثقافته ومعرفته الواسعتين الخارقتين
- ليبرز إبرازاً مشهوداً لهجات الطبقات الدنيا وأساليبها.
- وكان أبطال الرواية رسوماً كاريكاتورية أكثر منها ابتكارات فلسفية معقدة، ولكنهم يعيشون، وكانوا تافهين لا قيمة لهم، ولكنهم من بني الإنسان، ولم يكونوا معقولين ولا مهذبين، ولكنهم لم يكونوا قتلة ولا سفاحين.
- لقيت روايته قبولا لكنه ما لبث ان هجر التمثيل، وعاش عيشة طائشة على قلمه، وازدهر لبعض الوقت بتأليف التمثيليات التنكرية للبلاط، وتلاءمت الأشعار الخيالية التي نظمها مع المناظر التي صممها جونز،
- ولكن بن كان حاد الطبع، فكثرت مشاجراته. ففي عام نجاحه الأول اشتبك مع أحد الممثلين، وهو جبرييل سبنسر، وبارزه وقتله، فأودع السجن بتهمة القتل عام 1598.
- مما زاد الطين بلة، أنه ارتد إلى الكاثوليكية في السجن، ولكنه مع ذلك حوكم محاكمة عادلة، وأجيز له أن يدفع "بالحصانة الأكليريكية" لأنه تلا "المزامير" باللاتينية "كما يفعل رجال الدين". وأطلق سراحه بعد أن وشم إبهامه بحديد محمي بحرف T، حتى يمكن في الحال اكتشاف أنه مجرد عائد، إذا ارتكب جريمة القتل مرة ثانية، وظل بقية حياته مدموغاً بأنه مجرم.
- وبعد سنة قضاها مطلق السراح أعيد إلى السجن من أجلي دين عليه لم يسدده. ومرة أخرى أطلق سراحه بكفالة هنسلو.
- وفي 1600 سعى جونسون وراء تسديد ديونه بكتابة رواية كل رجل خارج مزحه. وأثقل الملهاة باقتباسات زخرفية كلاسيكية، وأضاف إلى أشخاص المسرحية ثلاث شخصيات استخدمت كفرقة للتعليق على الأحداث، وأمطر بوابل من المذمة والقدح، البيوريتانيين الذين "كان الدين بين طيات ثيابهم، والذين حلقوا شعر رءوسهم أقصر من شعر حواجبهم" ولوح بمعرفته وعلمه للكتاب المسرحيين الذين كانوا يحطمون "وحدات أرسطو".
- وبدلاً من الروايات الرومانتيكية المستحيلة الحدوث حول اللوردات الذين لا يصدق وجودهم، عرض جونسون أن يكشف للندن عن ذاتها بلا هوادة ولا رحمة: فليواجهوا مرآة كبيرة قدر كبر المسرح الذي نمثل عليه، ولسوف يرون فيها علل العصر ونقائضه. مشرحة تشريحاً دقيقاً مفصلاً في كل ناحية فيها، في شجاعة لا تلين ولا تفتر، وفي ازدراء لأي خوف.
- صنعت الرواية من العداوات أكثر مما جلبت من أموال. وليس من يوصي اليوم بقراءتها.
- ولما لم يكن جونسون راضياً عن جمهوره الصاخب في مسرح الجلوب، فإنه كتب ملهاته الثانية عربدة سينثيا (1601) لفرقة من الممثلين الشبان ونخبة صغيرة من الجمهور في مسرح "Black Friars"، وأحس دكرو مارسون أن الرواية تناولتهما بالهجاء.
- وابتسم الحظ لبعض الوقت. واستضاف أحد المحامين النابهين بن جونسون في بيته وأرسل ارل بمبروك إلى الشاعر عشرين جنيهاً "ليشتري بها كتباً".
- وما أن أصبح في أمان من الفقر والحاجة حتى أمسك بالقلم محاولاً تأليف "مسرحية مأساوية"، موضوعها "سيجانوس" الصديق الشرير الأثير لدى تيبريوس. واعتمد في روايته بدقة على كتابات تاكيتوس وسوتونيوس وديو كاسياس وجوفينال، وأخرج تحفة رائعة ثقافية فيها بعض مناظرها مؤثرة (الفصل الخامس- 10 مثلاً) وأبيات من الشعر الرائع.
- ولكن جمهور المشاهدين كره الخطب الطويلة والتوجيه الأخلاقي الممل الصادر عن شخصيات تعوزها الحيوية. وسرعان ما سحبت الرواية من المسرح. وطبع جونسون النص، وأورد على الهامش مراجعه القديمة مع بعض ملاحظات باللاتينية. وتأثر لورد أوبيني Aubigny، فهيأ للمؤلف المخزون مأوى آمناً لمدة خمس سنوات.
-عاد جونسون إلى الحلبة في 1605 بأعظم رواية له ڤولپون أو الثعلب، هاجم فيها، في هجاء مقذع شهوة المال التي اجتاحت لندن.
- وسرعان ما انتقل من نجاح إلى محنة، فقد اشترك مع مارستون وتشابمان في مسرحية إيستوارد هو، (1605) واعتقلت الحكومة المؤلفين على أساس أن الملهاة أساءت إلى الاسكتلنديين.
-ثم، في 7 نوفمبر 1605، استدعى جونسون إلى مجلس الشورى، باعتباره كاثوليكياً يمكن أن يكون لديه معلومات عن مؤامرة البارود. وعلى الرغم من أنه كان قد تناول العشاء مع المدبر الرئيسي كاتسبي، قبل ذلك بشهر، فإنه تفادى كل تورط في المسألة.
- ولكن في 9 يناير 1606 دعي إلى المحكمة بوصفه متمرداً مخالفاً للقانون.
- ولما كان فقيراً معدماً إلى حد لا يستطيع معه دفع غرامة مجزية، فإن المحكمة لم تتشدد في الاتهام.
- وفي 1610 ارتد إلى المذهب الأنجليكاني، في حماسة بالغة إلى حد أنه أتى على كل ما في كأس النبيذ حين جلس إلى "العشاء الرباني".
- وفي تلك السنة أخرج أشهر مسرحياته الخيميائي، وهجا فيها، لا مجرد الخيمياء (محاولة تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب)، وهذه مسألة تافهة، بل هجا كذاك ألواناً كثيرة من الدجل والخداع التي غزت لندن بالشعوذة.
- هاجم البيوريتانيون مثل هذه الروايات تجاوزاً، فانتقم منهم جونسون بتصويرهم في صور كاريكاتورية ساخرة في رواية بارثولوميو العادل عام 1614.
- وأخرج مسرحيات هزلية أخرى كثيرة مفعمة بالحياة ممتلئة بالعكارات.
- وتمرد هو نفسه في بعض الأحيان على واقعيته الخشنة، في مسرحية "الراعي الحزين" وأطلق لخياله العنان ليسرح دون مبالاة.
- ولكنه ترك الرواية دون أن يكملها، وقصر رومانتيكيته، (أو خياله وعواطفه)، بقية حياته، على أن أغنيات رقيقة
- وأجمل من هذا بالطبع، أغنية "إلى سليا To Celia" التي سرقها من اليونانية من فيلوستراتوس، وحولها بدقة وبراعة إلى "اشربي من أجلي أنا وحدي بعينيك".
- وبعد موت شكسبير أصبح جونسون الرئيس المعترف به لجماعة الشعراء.
- وأصبح شاعر البلاط غير المتوج في إنجلترا- ولو أنه لم يعين رسمياً، ولكن الحكومة اعترفت به في معظم الأحوال، ومنحه معاشاً سنوياً قدره مائة قطعة ذهبية.
- وأدرك الأصدقاء الذين التفوا حوله في حانة مرميد أن طبيعته الطيبة الجافة تختفي وراء مزاجه الحاد ولسانه السليط، فأفادوا من حديثه المثمر، وهيأوا له أن يلعب دور الزعامة كما كان الحال مع سميه في القرن التالي.
- وكان بن آنذاك بديناً،
- وما كان أكثر وسامة ولا رشاقة، وكم حزن على "كرشه الفظيع" ووجهه المتجعد المملوء بالبثور نتيجة الأسقربوط. وقل أن زار صديقاً دون أن يكسر كرسياً.
- وفي 1624 نقل الندوة إلى "حانة الشيطان Devil Tavern" في شارع فليت، وهناك التقى بنظام مع جماعة نادي أپولو الذي كان قد أسسه هو من قبل، ليتزودوا بالطعام والشراب والدعابة وثمار الفكر، وكان لجونسون مقعد مرتفع في أحد طرفي الغرفة له درابزين يؤدي بجسمه الضخم إلى العرش.
- وجرى العرف على تسمية أتباعه "قبيلة بن"، وكان من بينهم جيمس شيرلي وتوماس كارو وروبرت هرك، الذين سموه القديس
- وكان جونسون في حاجة إلى صبر أيوب، وهو غير مفطور على الصبر، ليحتمل الفقر والمرض في السنين التي كان يتحطم فيها.
- وقدر أن كل رواياته لم تدر عليه إلا مبلغاً يقل عن مائتي جنيه كان ينفقها بسرعة، ويتضور جوعاً طيلة الأيام التي لا يعمل فيها.

قديم 06-06-2014, 02:18 PM
المشاركة 6
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ...ملخص سمات بن جونسن وصفات مخرجات عقله الابداعية اليتيم قبل الولادة رقم 1 بن جونسون
- وكان يفتقر إلى شيء من الحاسة أو الخبرة المالية
-ولم تصب رواياته الأخيرة أي نجاح، وذبلت شهرته، واختفى أصدقاؤه، وقضت زوجته وأولاده نحبهم، وما جاءت ستة 1629 حتى عاش وحيداً قعيداً، ملازماً الفراش بسبب الشلل، مع سيدة عجوز تتولى العناية بأمره.
- وظل يعاني من المرض والفقر ثماني سنوات أخرى، ودفن في وستمنستر، ونقش جون يونج على حجر يواجه القبر. العبارة المشهورة:"أي بن جونسون الفذ"
ولم يبق منها إلا الكلمتان الأوليتان. ولكن أي إنجليزي مثقف متعلم يستطيع أن يكمل العبارة.
-عاصر شكسبير وكان من أهم الكتاب في تلك الحقبة،
- كتب مسرحيات مهمة مثل فولبن والخيميائي، تلك الأعمال كانت تجمع بين الكوميديا وحصافة العقل،*هجائية وذات سخرية لاذعة بشكل ذكي تختلف عن أعمال شكسبير.*
- وكان جونسن كاتبا موسيقيا مرموقا ايضا، تتسم أعماله بالوضوح والبساطة التي تحدث تأثيرا عالي النبرة.
- فيما يخص الشعر، فقصيدته التي كانت مرثية الى طفله الأول الذي توفي مبكرا تعتبر من أهم القصائد وخاصة على مستوى اللغة حيث ان جونسن وضع أفضل ما لديه.”
- وكما أشار دونالدسون في كتاب السيرة الذي صدر مؤخرا، ان جونسن سعى لإدخال نوع من الأدب الجليل الى نصه.
- ويرى الناقد جون دراين، ان بين جونسن هو أكثر الشعراء صوابا، رغم انه – يضيف – شكسبير كان الأكثر ذكاءً، لكن جونسن حقا رائع، شاعر حواري بامكانه ترتيب عبارات حول حفلة عشاء أو بيوت ريفية بصيغة سجع نثري وبشكل جيد لا تبدو مملة. - وجونسن صور ببلاغة وبشكل هائل وحاد التجربة الذاتيه،
- وايضا استطاع فرض شخصيته كمبدع على الأوساط الأدبية في عصره.
- علما انه كان غير معني بالأضواء وليس له ذاك الشغف في الظهور وكان يقول او يسمي ذلك “ استنكار خشبة المسرح “ على عكس مجايله شكسبير الذي كان يعد ويتابع أكثر من عمل في وقت واحد عندما كان المسرح يمثل شاشة التلفاز في وقتنا الحاضر.
- دونالدسون كان يرى بانه هو أهم كاتب انكليزي على الأطلاق.
بن جونسون Ben Jonson أو Benjamin Jonson؛ هو كاتب مسرحيات وشاعر وممثل إنگليزي معاصر لشكسبير، وناقد فني.
- ترك أثراً باقياً في الشعر الإنگليزي والمسرح الكوميدي.
- اشتهر بمسرحياته الساخرة كل رجل في مزحه (1598)، ڤولپون أو الثعلب (1605)، الخيميائي (عام 1610)، التي استلهم أحداثها من فترة الطاعون في لندن، بارتولوميو فير: كوميديا (1614).
- كما اشتهر بشعر الغنائي.
- يعتبر أعظم مسرحيي الأدب الإنگليزي
- وكان الزوج الأول لأمه قسيساً. وكان زوجها الثاني بناء بالأجر.
- وكانت الأسرة فقيرة معدمة.
- وكان على بن أن يشق طريقه إلى التعليم بصعوبة بالغة.
- وما كانت إلا الشفقة التي ملأت قلب صديق بصير لتزوده بالمال ليلتحق بمدرسة وستمنستر،
- وانصرف إلى الدراسات القديمة، مع عداء أقل من العادي، وأحب شيشرون وسنكا، وليڤي وتاكيتوس، وكونتليان، وزعم بعد ذلك، واضح أنه على حق- " أنه يعرف من اليونانية واللاتينية أكثر من شعراء إنجلترا جميعهم "
- على أن "مرحه" السريع الاهتياج والإثارة، وعالم لندن الخشن العنيف بلا حدود، هما اللذان حالا دون أن يدمر تعليمه فنه.
- وتزوج وأنجب أطفالاً، وارى منهم التراب ثلاثة أو أكثر.
- ووقع الشجار بينه وبين زوجته فهجرها لمدة خمس سنوات، ثم عاد وعاش معاً عيشة ينقصها الوفاق والانسجام حتى ماتت.
- ولا تعرف كليو نفسها كيف كان بن جونسون- زوجها- يدبر معاش الأسرة.
- ويكون السر أعمق حين نعلم أنه أصبح ممثلاً عام 1597،
- ولكن تفجرت منه أفكار مشرقة وأشعار لبقة..


قديم 06-16-2014, 01:57 AM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السير إسحاق نيوتن اليتيم قبل الولادة رقم 2

ولد إسحاق نيوتن في 25 ديسمبر 1642 (وفق التقويم اليولياني المعمول به في إنجلترا في ذلك الوقت، الموافق 4 يناير 1643 وفق التقويم الحديث).[1] في مزرعة وولسثورب في وولسثورب-كلوستروورث, في مقاطعة لينكونشير، بعد وفاة والده بثلاثة أشهر، الذي كان يعمل مزارعًا واسمه أيضًا إسحاق نيوتن. جاء والدته المخاض وولدت إبنها بعد ساعة أو ساعتين من منتصف الليل وكان القمر في تلك الليلة بدرًا، ونظرًا لولادته مبكرًا فقد كان طفلاً ضئيل الحجم حتى أن امرأتان كانتا تعتنيان بأمه أُرسلتا لجلب الدواء من الجوار ولكنهما بدلاً من أن تسرعا في جلب ذلك الدواء قررتا أن تستريحا في الطريق ظنًا منهما أن الطفل المولود ربما قد فارق الحياة بسبب حجمه.[7] وقد وصفته أمه حنا إيسكوف بأنه يمكن وضعه في الكوارت. وعندما بلغ الثالثة من عمره، تزوجت أمه وانتقلت للعيش في منزل زوجها الجديد، تاركةً ابنها في رعاية جدته لأمه والتي كانت تدعى مارغريت آيسكوف.[8] لم يحبب إسحاق زوج أمه، بل كان يحس بمشاعر عدائية تجاه أمه لزواجها منه.

ومن عمر الثانية عشر إلى السابعة عشر، التحق نيوتن بمدرسة الملك في جرانتهام، وقد ترك نيوتن المدرسة في أكتوبر 1659، ليعود إلى مزرعة وولسثورب، حيث وجد أمه قد ترملت من جديد، ووجدها قد خططت لجعله مزارعًا كأبيه، إلا أنه كان يكره الزراعة.[10] أقنع هنري ستوكس أحد المعلمين في مدرسة الملك أمه بإعادته للمدرسة، فاستطاع بذلك نيوتن أن يكمل تعليمه. وبدافع الانتقام من الطلاب المشاغبين، استطاع نيوتن أن يثبت أنه الطالب الأفضل في المدرسة.[11] اعتبر سيمون بارون-كوهين عالم النفس في كامبريدج ذلك دليلاً على إصابة نيوتن بمتلازمة أسبرجر.
في يونيو 1661، تم قبوله في كلية الثالوث بكامبريدج كطالب عامل،[13] وهو نظام كان شائعًا حينها يتضمن دفع الطالب لمصاريف أقل من أقرانه على أن يقوم بأعمال مقابل ذلك. في ذلك الوقت، استندت تعاليم الكلية على تعاليم أرسطو، التي أكملها نيوتن بتعاليم الفلاسفة الحديثين كرينيه ديكارت، وعلماء الفلك أمثال نيكولاس كوبرنيكوس وجاليليو جاليلي ويوهانس كيبلر. في عام 1665، اكتشف نيوتن نظرية ذات الحدين العامة، وبدأ في تطوير نظرية رياضية أخرى أصبحت في وقت لاحق حساب التفاضل والتكامل. وبعد فترة وجيزة، حصل نيوتن على درجته العلمية في أغسطس 1665، ثم أغلقت الجامعة كإجراء احترازي مؤقت ضد الطاعون العظيم. على الرغم من عدم وجوده في كامبريدج،[14] شهدت دراسات نيوتن الخاصة في منزله في وولسثورب في العامين اللاحقين تطوير نظرياته في حساب التفاضل والتكامل[15] والبصريات وقانون الجاذبية. وفي عام 1667، عاد إلى كامبردج وزامل كلية الثالوث. كانت زمالة الكلية تتطلب أن يترسم طالبي الزمالة ككهنة، وهو ما كان نيوتن يرجو تجنبه لعدم اتفاق ذلك مع آرائه الدينية. لحسن حظ نيوتن، لم يكن هناك موعد نهائي محدد لأداء ذلك، ويمكن تأجيل الأمر إلى أجل غير مسمى. أصبحت المشكلة أكثر حدة في وقت لاحق عندما انتخب نيوتن لوظيفة أستاذ لوكاسي للرياضيات المرموقة. كان لابد له من الرسامة ليحصل على تلك الوظيفة، إلا أنه تمكن من الحصول على إذن خاص من تشارلز الثاني ملك إنجلترا لاستثنائه من ذلك.[16]

ملخص لصفات وسمات اليتيم قبل الولادة رقم 2 نيوتن:
- السير إسحاق نيوتن (25 ديسمبر 1642 - 20 مارس 1727)
- عالم إنجليزي يعد من أبرز العلماء مساهمة في الفيزياء والرياضيات عبر العصور
- وأحد رموز الثورة العلمية.
- شغل نيوتن منصب رئيس الجمعية الملكية،
- كما كان عضوًا في البرلمان الإنجليزي،
- إضافة إلى توليه رئاسة دار سك العملة الملكية، وزمالته لكلية الثالوث في كامبريدج
- وهو ثاني أستاذ لوكاسي للرياضيات في جامعة كامبريدج.
- أسس كتابه الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية الذي نشر لأول مرة عام 1687، لمعظم مبادئ الميكانيكا الكلاسيكية.
- كما قدم نيوتن أيضًا مساهمات هامة في مجال البصريات، وشارك غوتفريد لايبنتز في وضع أسس التفاضل والتكامل.
- صاغ نيوتن قوانين الحركة وقانون الجذب العام التي سيطرت علي رؤية العلماء للكون المادي للقرون الثلاثة التالية.
- كما أثبت أن حركة الأجسام على الأرض والأجسام السماوية يمكن وصفها وفق نفس مبادئ الحركة والجاذبية. و
- عن طريق اشتقاق قوانين كبلر من وصفه الرياضي للجاذبية، أزال نيوتن آخر الشكوك حول صلاحية نظرية مركزية الشمس كنموذج للكون.
- صنع نيوتن أول مقراب عاكس عملي،
- ووضع نظرية عن الألوان مستندًا إلى ملاحظاته التي توصل إليها باستخدام تحليل موشور مشتت للضوء الأبيض إلى ألوان الطيف المرئي،
- كما صاغ قانون عملي للتبريد ودرس سرعة الصوت.
- بالإضافة إلى تأسيسه لحساب التفاضل والتكامل،
- ساهم نيوتن أيضًا في دراسة متسلسلات القوى ونظرية ذات الحدين،
- ووضع طريقة نيوتن لتقريب جذور الدوال.
- كان نيوتن مسيحيًا متدينًا، لكن بصورة غير تقليدية.
- فقد رفض أن يأخذ بالتعاليم المقدسة للأنجليكانية،
- ربما لأنه رفض الإيمان بمذهب الثالوث. أمضى نيوتن أيضًا أوقاتًا طويلة في دراسة الخيمياء وتأريخ العهد القديم، إلا أن معظم أعماله في هذين المجالين ظلت غير منشورة حتى بعد فترة طويلة من وفاته.

شبابه
أضافت أعمال نيوتن لمعظم فروع الرياضيات، ولعل أهمها المخطوطة المنشورة عام 1666م حول موضوع حساب التفاضل والتكامل.[17] وقد وصف إسحاق بارو في رسالة بعث بها لعالم الرياضيات جون كولينز في أغسطس 1669، قائلاً:[18] «من أعمال السيد نيوتن، وهو زميل في كليتنا، وهو صغير جدا ... لكنه عبقري فوق العادة وماهر في مثل هذه الأمور.»
دخل نيوتن في نزاع مع غوتفريد لايبنتس حول أسبقية تطوير حساب التفاضل. يعتقد معظم المؤرخين المعاصرين أن نيوتن وليبنيز كلاهما طور حساب التفاضل والتكامل بشكل مستقل. هناك من يقول بأن نيوتن لم ينشر أي شيء تقريبًا عن الموضوع حتى عام 1693، ولم يتم نشره كاملاً إلا في عام 1704، في حين نشر لايبنتز عمله كاملاً في عام 1684. إلا أن هذا القول يغفل ما تضمنه كتاب نيوتن الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية المنشور عام 1687، من أسس ومبادئ حساب التفاضل والتكامل، إضافة لما ورد في كتابه "حول حركة الأجسام في المدارات" المنشور عام 1684. إلا أن عمل نيوتن في الأساس اعتمد على حساب التفاضل في صورة هندسية، بناءً على قيم محددة لنسب تلاشي الكميات الصغيرة: وشرحها في كتابه الأصول الرياضية تحت عنوان "طريقة النسب الأولى والأخيرة"،[19] شارحًا لم وضع شروحاته في تلك الصيغ.[20]
لهذا السبب، فإن كتاب الأصول الرياضية يوصف في العصر الحديث بأنه "كتاب متخم بنظرية حساب التفاضل والتكامل وتطبيقاتها"[21] كما استخدم طريقة أو أكثر من هذا الحساب في كتابه حول حركة الأجسام في المدارات عام 1684.[22] وكذلك في أبحاثه حول الحركة في العقدين التاليين لعام 1684
تردد نيوتن في نشر حساب التفاضل والتكامل لأنه كان يخشى الجدل والنقد.[24] كان نيوتن على علاقة وثيقة بعالم الرياضيات السويسري نيقولا فاشيو دي دوييه، الذي بدأ في إعادة كتابة كتاب نيوتن الأصول الرياضية في عام 1691، بما يتوافق مع أعمال لايبنتز.[25] إلا أنه في عام 1693، تدهورت العلاقة بين دوييه ونيوتن، ولم يكتمل الكتاب. بدءً من عام 1699، اتهم أعضاء آخرون في الجمعية الملكية (التي كان نيوتن فيها عضوًا) لايبنتز بسرقة الأفكار، ووصل النزاع لذروته عام 1711، عندما أعلنت الجمعية الملكية في دراسة أن نيوتن هو المكتشف الحقيقي لحساب التفاضل، وأن لايبنتز محتال. إلا أن هذه الدراسة أصبحت مجال شك، بعدما تبين فيما بعد أن نيوتن نفسه هو كاتب تلك الدراسة. هكذا بدأ الجدل المرير الذي شاب حياة كل من نيوتن وليبنيز، حتى وفاة الأخير في عام 1716.[26]
ينسب أيضًا لنيوتن نظرية ذات الحدين، الصالحة لأي أس. كما اكتشف هويات نيوتن وطريقة نيوتن، التي تصنف منحنيات الأسطح المكعبية (متعددة الحدود من الدرجة الثالثة في متغيرين، التي قدمت مساهمات كبيرة لنظرية الفروق المحدودة)، وكان أول من استخدم رموز الكسور ووظف الهندسة التحليلية لاستخلاص حلول للمعادلة الديوفانتية. قرّب نيوتن القيم الجزئية للمتسلسلة المتناسقة باللوغاريتمات (مستبقًا صيغة أويلر-ماكلورين). وكانت أعمال نيوتن حول المتسلسلات اللا نهائية مستوحاة من أعمال سيمون ستيفين.[27]
وفي عام 1669، تم تعيين نيوتن أستاذ لوكاسي للرياضيات بناء على توصية من بارو. في تلك الفترة، كان يشترط في أي زميل لكامبريدج أو أكسفورد أن يتم رسامته كاهنًا أنجليكانيًا. إلا أن وظيفة أستاذ لوكاسي للرياضيات، لم تكن تشترط أن يكون صاحبها نشطًا في الكنيسة. استنادًا إلى ذلك، التمس نيوتن من تشارلز الثاني ملك إنجلترا أن يعفيه من الرسامة كشرط للالتحاق بتلك الوظيفة، وهو ما قبله الملك. وبذلك، تجنب نيوتن الصدام بين قناعاته الدينية والعقيدة الإنجيلية.
البصريات

قديم 06-16-2014, 05:08 PM
المشاركة 8
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع .... نيوتن

من عام 1670 حتي عام 1672، ألقى نيوتن محاضرات في علم البصريات.[30] خلال هذه الفترة، درس انكسار الضوء، وأوضح أن الموشور المشتت يمكنه تحليل الضوء الأبيض إلى ألوان الطيف المرئي، وأنه باستخدام عدسة وموشور آخر يمكن إعادة تجميع الطيف متعدد الألوان إلى الضوء الأبيض.[31] يزعم العلماء المعاصرون أن فكرة تحليل الضوء وإعادته إلى صورته القديمة، استلهما نيوتن من أعماله الخيميائية.[32]
كما بيّن أن الضوء الملون لا يغير خصائصه عن طريق فصل شعاع ملون، وتسليطه على الأشياء المختلفة. وأشار إلى أنه بغض النظر عن ما إذا كان الضوء انعكس أو تشتت أو انتقل، فإنه يبقي باللون نفسه. وهكذا، لاحظ أن اللون هو نتيجة تفاعل الأشياء مع الضوء الملون بالفعل، لا أن الأشياء هي من تولد اللون. وهذا ما يعرف باسم نظرية نيوتن للألوان.[33]


صورة توضح اكتشاف نيوتن لتحليل الموشور المشتت للضوء الأبيض إلى ألوان الطيف المرئي.
من خلال هذا العمل، استنتج نيوتن أن عدسات أي مقراب عدسات ستعاني من تشتيت الضوء إلى ألوان (الزيغ اللوني). بناءً على هذا المفهوم، صنع مقراب باستخدام مرآة تعمل كعدسة شيئية لتجاوز هذه المشكلة.[34][35] كان التصميم أول مقراب عاكس عملي (يعرف اليوم باسم مقراب نيوتن[35])، متضمنًا حل مشكلة مادة المرآة المناسبة وتقنية التشكل. صنع نيوتن مراياه من تركيبة خاصة لمادة عالية الانعكاسية، مستخدمًا حلقات نيوتن للحكم على الجودة البصرية لمقراباته. في أواخر عام 1668،[36] استطاع صنع أول مقراب عاكس عملي. وفي عام 1671، طالبته الجمعية الملكية بشرح مقرابه العاكس.[37] شجعه اهتمامهم على نشر أفكاره عن الألوان، التي شرحها باستفاضة في كتابه البصريات. وعندما انتقد روبرت هوك بعض أفكار نيوتن، شعر نيوتن بالإهانة لدرجة أنه انسحب من المناقشة العامة. كان بين نيوتن وهوك مراسلات قليلة في الفترة بين عامي 1679-1680، عندما عيّن هوك لإدارة مراسلات الجمعية الملكية، كانت المراسلات بهدف طلب موافقة نيوتن على إعادة تمثيل أفكاره في الجمعية الملكية،[38] لإثبات أن الشكل البيضاوي لمدارات الكواكب ناتج عن قوى جاذبية تتناسب عكسيًا مع مربع نصف القطر (انظر قانون الجذب العام لنيوتن وحول حركة الأجسام في مدارات). لكن العلاقة بين الرجلين ظلت فاترة حتى وفاة هوك.[39]


رسالة من نيوتن إلى د. ويليام بريجز يعلق فيها على كتاب بريجز "نظرية جديدة للرؤية" عام 1682.
ادعى نيوتن أن الضوء يتكون من جسيمات تنحرف من خلال تسريع حركتها في وسط أكثر كثافة. استخدم نيوتن نموذج مشابه للموجات الصوتية لشرح النمط المتكرر للتفكير للانعكاس والانتقال خلال الأغشية الرقيقة. غير أن الفيزيائيين لاحقًا فضلوا، الوصف الموجي البحت للضوء لنماذج التداخل وظاهرة الحيود. واليوم تتشابه ميكانيكا الكم والفوتونات وفكرة ازدواجية الموجة والجسيم بشكل طفيف مع فهم نيوتن للضوء.
في فرضيته حول الضوء عام 1675، افترض نيوتن وجود أثير مضيء لنقل القوى بين الجزيئات. أثار تعرف نيوتن على هنري مور اهتمامه بالخيمياء. استبدل نيوتن الأثير بفكرة وجود قوى غامضة تعتمد على الجذب والتنافر بين الجسيمات. وفي عام 1704، نشر نيوتن كتابه البصريات، والذي شرح فيه نظريته عن الضوء. واعتبر أن الضوء يتكون من جسيمات دقيقة للغاية، وتكهن بأنه من خلال نوع من التحويلات الخيميائية
«"الجسيمات الكبيرة والضوء يمكن تحويل أحدهما إلى الآخر، ... وربما لا تتلقى الأجسام معظم طاقتها من جسيمات الضوء التي تدخل في تكوينها؟"[40]»
أشار مقال بعنوان "نيوتن والموشورات وكتاب البصريات"[41] إلى أن نيوتن في كتابه البصريات، كان أول من رسم رسمًا تخطيطيًا لتمدد الأشعة عبر الموشور. وفي نفس الكتاب، وصف نيوتن عبر الرسوم البيانية، استخدام مصفوفات الموشورات المتعددة. وبعد 278 سنة من شرح نيوتن للموضوع، أصبحت أشعة الموشورات المتعددة المتوسعة أساسية في تطوير عرض الخط الطيفي في الليزر القابل للتوليف. أيضًا، قاد استخدام الموشورات الموسعة لحزم الأشعة إلى وضع نظرية التشتت عبر الموشورات المتعددة.[41]
الميكانيكا والجاذبية[عدل]


نسخة خاصة بنيوتن من كتابه الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية, عليها تعديلات بخط يده لإضافتها في النسخة الثانية من الكتاب.
في عام 1679، عاد نيوتن لمواصلة أعماله حول الميكانيكا السماوية، والتي تشمل الجاذبية وتأثيراتها على مدارات الكواكب، وفق قوانين كبلر لحركة الكواكب. دفع نيوتن إلى مواصلة العمل في هذا المجال، المراسلات التي كانت بينه وبين هوك عامي 1679-1680، بعد تعيين هوك مديرًا لإدارة مراسلات الجمعية الملكية، بخصوص موافقة نيوتن على عمل محاكاة لأعمال نيوتن لتوضيحها أمام الجمعية الملكية.[38] كما استعاد نيوتن اهتمامه بالمسائل الفلكية بعد ظهور مذنب في شتاء 1680/1681، والذي تناقش حوله مع جون فلامستيد.[42] بعد المراسلات المتبادلة مع هوك، أثبت نيوتن أن الشكل البيضاوي لمدارات الكواكب سببه تناسب قوى الجاذبية عكسيًا مع مربع نصف قطر المسافة. أبلغ نيوتن نتائجه إلى إدموند هالي وإلى الجمعية الملكية في بحثه حركة الكواكب المكون من حوالي 9 ورقات تم نسخها في سجل الجمعية الملكية في ديسمبر 1684.[43] احتوى ذلك البحث على النواة التي طورها ووسعها نيوتن لتصبح كتابه "الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية".
نشر كتاب الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية في 5 يوليو 1687 بتشجيع ودعم مادي من إدموند هالي. في هذا العمل، وضع قوانين نيوتن للحركة التي ساعدت على إحداث الكثير من التطويرات خلال الثورة الصناعية التي سرعان ما أصبحت الأساس الذي تقوم عليه التقنيات غير النسبية حتى وقتنا الحاضر. وفيه أيضًا، استخدم لأول مرة مفهوم الجاذبية، وحدد قانون الجذب العام لنيوتن. كذلك، استخدم طريقة تشبه حساب التفاضل والتكامل للتحليل الهندسي 'النسب الأولى والأخيرة'، توصّل بها إلى الاستدلال التحليلي الأول (على أساس قانون بويل) لتقدير سرعة الصوت في الهواء. ومفترضًا الشكل الكروي للأرض، توصّل إلى كون الاعتدالات ناتجة عن انجذاب القمر للأرض، لتبدأ دراسة تأثير الجاذبية على الحركة غير المنتظمة للقمر. كما قدم نظرية لتحديد مدارات المذنبات، وغير ذلك من المساهمات.
قدم نيوتن بوضوح نموذجه حول مركزية الشمس في النظام الشمسي، حيث أدرك انحراف الشمس عن مركز النظام الشمسي.[44] كما استنكر أن يكون مركز النظام أو أي نظام في حالة سكون.[45] أدى تسليم نيوتن بوجود قوة قادرة على التأثير عبر مسافات شاسعة إلى تعرضه لانتقادات بدعوى أنه ينجّم في العلم.[46] في وقت لاحق، في الطبعة الثانية من كتابه الأصول الرياضية عام 1713، رفض نيوتن بشدة هذه الانتقادات في خاتمة الطبعة، ذاكرًا أنهم رفضوا الأمر دون أسباب، مذيلاً كلامه بعبارته الشهيرة "hypotheses non fingo" (أنا لا أختلق الفرضيات).[47] وقد انتشر كتابه الأصول الرياضية دوليًا،[48] مما أكسبه عددًا من المعجبين منهم عالم الرياضيات سويسري المولد نيقولا فاشيو دي دوييه، الذي تكونت بينهما علاقة متينة، انتهت فجأة عام 1693 بالتزامن مع تعرض نيوتن لانهيار عصبي.

قديم 06-16-2014, 11:49 PM
المشاركة 9
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شيخوخته[عدل]


إسحاق نيوتن في شيخوخته عام 1712.
في العقد الأخير من القرن السابع عشر، كتب نيوتن الكتابات الدينية التي تتعامل مع التفسير الحرفي للكتاب المقدس. من المحتمل أن تكون اعتقادات هنري مور حول الكون ورفض الثنائية الديكارتية قد أثرت على أفكار نيوتن الدينية. بعث نيوتن بمخطوطة إلى جون لوك شكك فيها في وجود الثالوث، ظلت هذه المخطوطة غير منشورة حتى عام 1785، أي بعد أكثر من نصف قرن من وفاته.[50][51] وفي وقت لاحق، كتب نيوتن "التسلسل الزمني للممالك القديمة" الذي نشر عام 1728، و"ملاحظات على نبوءات دانيال ورؤيا القديس يوحنا" المنشور عام 1733، أي أنهما نشرا بعد وفاته. كما كرّس أيضًا قدرًا كبيرًا من وقته لدراسة الخيمياء. كان نيوتن أيضًا عضوًا في برلمان إنجلترا عامي 1689-1690 وعام 1701، ولكن وفقًا لبعض المصادر، أن تعليقاته الوحيدة كانت فقط للشكوى من برودة الجو وطلب أن يتم غلق النوافذ.[52]
في عام 1696، انتقل نيوتن إلى لندن لتولي منصب مدير دار سك العملة الملكية. عندئذ، تولى نيوتن مسؤولية إصلاح وإعادة سك عملة إنجلترا. ثم أصبح نيوتن رئيس نفس الدار بعد وفاة رئيسها توماس نيل عام 1699، وهو المنصب الذي شغله نيوتن حتى وفاته.[53][54] اهتم نيوتن بوظيفته الجديدة مما دعاه للاستقالة من وظيفته الجامعية في كامبريدج عام 1701. وفي عام 1717 ووفق قانون الملكة آن، أدار نيوتن عملية تحويل الجنيه الإسترليني من هيئته الفضية إلى الهيئة الذهبية من خلال تحديد القيمة التبادلية المقابلة للذهب من الفضة. مما جعل الجنيهات الفضية القديمة تذاب وتشحن خارج بريطانيا. وفي عام 1703، اختير نيوتن رئيسًا للجمعية الملكية وزميلاً للأكاديمية الفرنسية للعلوم. في منصبه كرئيس للجمعية الملكية، عادى نيوتن عالم الفلك الملكي جون فلامستيد، عندما أرغمه على نشر كتابه الفلكي "وصف مواقع النجوم" قبل أن ينهيه، وهو الكتاب الذي استخدمه نيوتن في دراساته.[55]


الشعار الشخصي للسير إسحاق نيوتن[56]
في أبريل 1705، منحته الملكة آن لقب سير خلال زيارتها لكلية الثالوث في كامبريدج. ومن المرجح أن منحه لقب فارس كان بناءً على اعتبارات سياسية مرتبطة بالانتخابات البرلمانية في مايو 1705، لا اعترافًا بإنجازاته العلمية ولا لخدماته في دار سك العملة.[57] أصبح نيوتن بذلك ثاني عالم يحصل على اللقب بعد السير فرانسيس بيكون.
قرب نهاية حياته، أقام نيوتن في كارنبري بارك بالقرب من وينتشستر مع ابنة أخته لأمه وزوجها، وحتى وفاته في 1727.[58] وقد قامت على خدمته ابنة أخته كاثرين بارتون كوندويت التي شغلت منصب مديرة منزله في شارع جيرمين في لندن، والتي كان يُكن لها محبة شديدة.[59][60]
توفي نيوتن أثناء نومه في لندن يوم 20 مارس 1727 (31 مارس 1727 وفق التقويم الحديث[1])، ودفن في دير وستمنستر. ولكونه أعزب، أنفق نيوتن الكثير من ثروته على أقاربه خلال السنوات الأخيرة من حياته، وتوفي دون وصية. بعد وفاته، تم فحص شعر نيوتن ووجد آثار للزئبق، والتي من المرجح أنها ناجمة عن تجاربه الخيميائية. لذا، فإنه يمكن تفسير غرابة أطوار نيوتن في أواخر حياته، لإصابته بالتسمم بالزئبق.[61]
ما بعد وفاته[عدل]
يرى عالم الرياضيات جوزيف لوي لاغرانج أن نيوتن كان أعظم عبقري عاش في أي وقت مضى.[62] كان نيوتن نفسه متواضعًا فيما يخص إنجازاته، وهو ما ظهر في رسالته إلى روبرت هوك في فبراير 1676:
إن توصلت لشيء، فذلك لأني أقف على أكتاف العمالقة.[63]
يختلف المؤرخون حول مقصد نيوتن من تلك العبارة. البعض يرى أنها جاءت في وقت كان فيه نيوتن وهوك في نزاع حول الاكتشافات في مجال البصريات، وأن نيوتن كان يقصد بالعبارة السخرية من هوك (الذي يقال أنه كان قصيرًا وأحدبًا).[64][65] وعلى النقيض، يرى آخرون أن نيوتن استخدم عبارة "أقف على أكتاف العمالقة" التي كانت شائعة في تلك الفترة، بعد أن استخدم الشاعر جورج هربرت هذه العبارة في إحدى قصائده عام 1651، حيث قال "قزم على أكتاف عملاق يرى أبعد من الاثنين"، وبذلك قياسًا يصف نيوتن نفسه قزمًا يقف على أكتاف هوك.
كما كتب نيوتن لاحقًا في مذكراته:
أنا لا أعرف كيف أبدو للعالم، غير أني أرى نفسي كصبي يلعب على شاطئ البحر، أتسلى من حين لآخر بإيجاد حصاة ناعمة أو قوقعة جميلة للغاية، لكن في الواقع هناك محيط كبير من الحقائق غير المكتشفة ما زال خلفي.[66]
كان ألبرت أينشتاين يحتفظ بصورة لنيوتن على جداره جنبًا إلى جنب مع صور فاراداي وماكسويل.[67] وإلى اليوم، لا يزال نيوتن له تأثيره على العلماء، كما يتضح من دراسة استقصائية أجريت عام 2005 عندما سأل أعضاء الجمعية الملكية عمّن كان تأثيره أكبر على تاريخ العلم، نيوتن أو أينشتاين، فاختاروا نيوتن لمجمل أعماله.[68] وفي عام 1999، في استطلاع رأي 100 من أهم علماء الفيزياء اليوم، اختاروا أينشتاين "كأعظم عالم فيزياء في أي وقت مضى" تلاه نيوتن، وفي استفتاء آخر على موقع PhysicsWeb كان نيوتن في الصدارة.[69]


تمثال نيوتن المعروض في متحف التاريخ الطبيعي في جامعة أوكسفورد.
وضع نصب لنيوتن عام 1731 في دير وستمنستر، في الجهة الشمالية من الدير بالقرب من قبره. نفذ هذا النصب النحات مايكل ريسبريك من الرخام الأبيض والرمادي من تصميم المهندس المعماري وليام كينت،[70] منقوش على قاعدته باللاتينية*:
هنا يرقد إسحق نيوتن، الفارس، الذي بقوة وهبها له الله في عقله، وبالمبادئ الرياضية التي وضعها بنفسه، اكتشف مسارات وأشكال الكواكب، ومسارات المذنبات، ومد وجزر البحر، واختلاف أشعة الضوء وما لم يتصوره عالم آخر من قبل، خصائص الألوان الناتجة. دأبه وإيمانه وحكمته، في عرضه لطبيعة وقدم وقداسة الكتاب المقدس، أظهر بفلسفته عظمة الله العظيم، وأظهر بساطة الإنجيل. كبشر نسعد بوجود شخص ما كهذا زيّن وجود الجنس البشري! ولد في 25 ديسمبر 1642، وتوفي في 20 مارس 1726/7.[70]
وفي عام 1795، صنع ويليام بليك تمثالاً ملونًا من النحاس لنيوتن.[71] وبين عامي 1978-1988، صمم هاري إيكليستون صورة لنيوتن ظهرت على السلسلة D من الجنيه الإسترليني الصادر عن بنك إنجلترا، يظهر فيها نيوتن يحمل كتابًا وبرفقته مقراب وموشور وخريطة للمجموعة الشمسية.[72] ولنيوتن تمثال ينظر فيه إلى تفاحة عند قدميه، موجود في متحف التاريخ الطبيعي في جامعة أوكسفورد. إضافة إلى تمثال كبير من البرونز، صنعه إدواردو باولوزي عام 1995، معروض في ساحة المكتبة البريطانية في لندن.


تمثال لنيوتن أمام المكتبة البريطانية من تصميم إدورادو باولوزي عام 1995.


تمثال نيوتن الموضوع في كنيسة كلية الثالوث في كامبريدج.
وقد قال فيه الشاعر الإنجليزي ألكسندر بوب:
الطبيعة وقوانين الطبيعة ظلت خاملة متخفية في الظلام،
حتى قال الله لنيوتن كن فأضاءت كلها.
وقد وصف ويليام ووردزوورث تمثال نيوتن الرخامي في كلية الثالوث في كامبريدج، قائلاً:[73]
تمثال نيوتن الرخامي المنصوب في كنيسة كلية الثالوث بموشوره ووجهه الصامت، دليل أبدي على وجود عقل جال في بحور الفكر الغريبة وحده.
كما ذكره الشاعر ويليام بليك في كتابه "أورشليم: عودة العملاق ألبيون"[74]
وفي السينما، كان الجدل حول أسبقية اختراع التفاضل والتكامل بين نيوتن وليبنيز موضوع فيلم صدر عام 2010 بعنوان "اختراع التفاضل والتكامل".[75] وفي عام 1999، صدر فيلم وثائقي حول سبع علماء بعنوان "أنا وإسحاق نيوتن".[76][77]
حياته الشخصية[عدل]
على الرغم من صعوبة إثبات ذلك، إلا أنه من المعروف أن نيوتن مات بكرًا، وفق ما ذكره عالم الرياضيات تشارلز هوتون[78] والاقتصادي جون مينارد كينز[79] والفيزيائي كارل ساغان.[80] وادعى الكاتب والفيلسوف الفرنسي فولتير، الذي كان في لندن وقت جنازة نيوتن، أن هذه المعلومة أكيدة، حيث كتب قائلًا: "لقد أكد لي الطبيب والجراح اللذان كانا معه وقت الوفاة ذلك"[81] (ذكرا أنه أخبرهما بذلك وهو على فراش الموت[82][83]). وفي عام 1733، أعلن فولتير على الملأ أن نيوتن "لم يكن لديه رغبة أو ميل، نحو أي امرأة".[84][85]
كان نيوتن صديقًا وطيدًا مع عالم الرياضيات السويسري نيقولا فاشيو دي دوييه، الذي قابله في لندن حوالي عام 1690.[86] إلا أن علاقتهما انقطعت فجأة ودون أسباب واضحة عام 1693.
أفكاره الدينية[عدل]
 مقالة مفصلة: أفكار نيوتن الدينية


قبر نيوتن في دير وستمنستر.
يرى عدد قليل من المؤرخين، إن نيوتن كان يؤمن بالنظرية الأرثوذكسية الشرقية حول الثالوث بدلاً من العقيدة الغربية التي تراها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والانجليكانية ومعظم الطوائف البروتستانتية.[87] إلا أن هذه النظرية فقدت مؤيديها في الآونة الأخيرة في ظل وجود أوراق نيوتن اللاهوتية،[88] حيث يصنف معظم العلماء نيوتن باعتباره موحدًا لا ثالوثيًا.[89] كان نيوتن يرى عبادة المسيح كإله أنها عبادة أصنام، وأنها الخطيئة الكبرى. ويقول المؤرخ ستيفن سنوبيلين عن نيوتن "كان إسحاق نيوتن مهرطقًا لكنه ... لم يسبق له أن أعلن على الملأ قناعاته الدينية المتطرفة. فقد أخفى أفكاره بدقة جعلت العلماء لا يزالون يتناقشون حول معتقداته الشخصية." كما أكد سنوبيلين أن نيوتن كان على الأقل متعاطفًا مع طائفة السوسينيين (كان يملك وقرأ على الأقل ثمانية من كتبهم)، فهو من المحتمل آريوسي[88][89][90][91] وبالتأكيد لا ثالوثي. يستدل على ذلك برفض نيوتن تلقينه التعاليم المقدسة وهو على فراش الموت.
وعلى الرغم من أن وضعه لقوانين الحركة والجاذبية الكونية كانا أعظم إنجازاته، إلا أنه حذر من استخدامها بهدف تصوير الكون كآلة. فقال: "تفسر الجاذبية حركة الكواكب، ولكنها لا تفسر من الذي يجعلها تتحرك. فالله يحكم كل شيء ويعرف كل شيء وما يمكن أن يكون."[92] ومع شهرته العلمية، درس نيوتن الكتاب المقدس وكتابات آباء الكنيسة. وكتب نيوتن نقدًا للنصوص، أبرزها "وصف تاريخي لتحريفين مهمين للكتاب المقدس". وأكد أن صلب يسوع كان في 3 أبريل 33م.[93] وحاول دون جدوى العثور على الرسائل المخفية داخل الكتاب المقدس.
آمن نيوتن أن العالم يسير وفق صيغة منطقية، لكنه رفض ضمنيًا أفكار غوتفريد لايبنتس وباروخ سبينوزا حول وجود حياة في كل مادة. رأى نيوتن أدلة على وجود تصميم في نظام العالم، وأصر على أن العناية الإلهية ضرورية لإصلاح النظام والمحافظة عليه.[94] لهذا سخر ليبنتز منه قائلاً: "إن الإله العظيم عليه أن يعبأ ساعته من وقت لآخر: وإلا ستتوقف. يبدو أنه لم يفعل ما يكفي لجعلها حركة دائبة.[95]" دافع صموئيل كلارك تلميذ نيوتن بقوة عن موقف نيوتن في مراسلات كانت بينه وبين ليبنيز. وبعد قرن، كتب بيير لابلاس في كتابه "الميكانيكا السماوية" تفسيرًا طبيعيًا لسبب دوران الكوكب بصورة منتظمة، زاعمًا عدم الحاجة للتدخل الإلهي.[96]
رأى نيوتن الله خالق عظيم لا يمكن إنكار وجوده في وجود كل هذه العظمة في الخلق.[97][98][99] رفض نيوتن ثيوديسيا لايبنتز الذي استبعد مشاركة الله في الخلق، قائلاً بأنه في مثل هذه الحالة يكون الإله ملكًا بالاسم فقط، ووضعه على بعد خطوة واحدة من الإلحاد.[100] وفي مخطوطة كتبها عام 1704، وصف نيوتن محاولاته لانتزاع المعلومات العلمية من الكتاب المقدس، وقدر أن نهاية العالم لن تكون قبل عام 2060.[101]


رسم تخطيطي لنيوتن لجزء من هيكل سليمان من كتابه التسلسل الزمني للممالك القديمة، المنشور في لندن عام 1728.
كتب نيوتن عن هيكل سليمان، وكرس فصل كامل في كتابه التسلسل الزمني للممالك القديمة عن ملاحظاته بشأن المعبد. كان مصدر نيوتن الأساسي لمعلوماته، وصف الهيكل في سفر الملوك الأول في نسخة عبرية من الكتاب المقدس، ترجمها بنفسه.[102] وقد اعتقد نيوتن أن النبي سليمان هو من صمم الهيكل بتوجيه إلهي.[103] كما اعتقد نيوتن أنه مثلما كانت هناك حكمة مقدسة في كتابات الفلاسفة القدماء والعلماء، كذلك لا بد أن الكتاب المقدس يحتوي على حكمة مقدسة مخفيّة وفق شفرة معقدة إذا تم حلها سنتمكن من فهم كيفية عمل الطبيعة.[104]
كان نيوتن يعتبر نفسه واحدًا من مجموعة اختارها الله للقيام بمهمة فهم الكتاب المقدس.[105] دعاه اعتقاده هذا لكتابة اطروحات عدة بشأن هذا الموضوع، أبرزها دليل غير منشور بعنوان "قواعد تفسير كلمات ولغة الكتاب المقدس". لذا، فقد أمضى الكثير من حياته يسعى وراء اكتشاف شفرة الكتاب المقدس، وركّز في عمله على تفسير رؤيا يوحنا، معتبرًا أن تفسيراته ستضع الأمور في نصابها في مواجهة ما اعتبره "الفهم المحدود للكتاب المقدس".[106] كما نشر في عام 1754، بعد 27 عامًا على وفاته، اطروحته "وصف تاريخي لتحريفين مهمين للكتاب المقدس"، التي دلل بها على سوء فهم الكتاب المقدس.
في عام 2003، أولت وسائل الاعلام في جميع أنحاء العالم اهتمامها بوثائق غير معروفة وغير منشورة منسوبة إلى إسحاق نيوتن، يشير فيها إلى اعتقاده بأن العالم لن ينتهي قبل عام 2060. وقد تصدر الخبر الصفحات الأولى لعدد من الصحف مثل دايلي تيليغراف ويديعوت أحرونوت، كما نشرت مقالة عن الموضوع في مجلة التاريخ الكندية.[107]
دار سك العملة الملكية[عدل]
كمدير ثم كرئيس لدار سك العملة الملكية، قدّر نيوتن حجم العملة المزيفة المتداولة خلال فترة عملية إصلاح العملة الإنجليزية عام 1696 بحوالي 20*% من حجم العملة المتداولة. كان تزييف العملة يعد خيانة عظمى للمملكة المتحدة يعاقب عليها المجرم بالشنق والسحل وتقطيع الأوصال. إلا أن تقديم دليل الإدانة كان أمرًا صعبًا للغاية. ومع ذلك، أثبت نيوتن أنه كفؤًا لهذه المهمة.[108] فقد تنكر في زي مرتادي الحانات، وجمع الكثير من الأدلة بنفسه.[109] وتمكن في الفترة من يونيو عام 1698 وحتى عيد الميلاد لعام 1699، من إثبات التهم على 28 مزورًا للعملة بنجاح.[110]
وكنتيجة لتقرير كتبه نيوتن في 21 سبتمبر 1717 إلى مفوضي الخزانة الملكية، تم إصدار مرسوم ملكي يتعلق بنظام التحويل بين العملات الذهبية والفضية صدر في 22 ديسمبر 1717، يمنع تبادل الجنيه الذهبي بأكثر من 21 شلنًا من الفضة.[111][112] أدى ذلك لحدوث أزمة نقص في الفضة التي استخدمت لدفع ثمن الواردات، في حين كانت الصادرات يدفع ثمنها ذهبًا، مما أدى إلى انتقال بريطانيا من العمل بمعيار الفضة إلى المعيار الذهبي. وما زال الأمر محل نقاش إن كان نيوتن قصد فعل ذلك أم لا.[113]
قوانين الحركة[عدل]
مواضيع في الميكانيك الكلاسيكي
ميكانيكا كلاسيكية

قانون نيوتن الثاني
السكون أو الإستاتيكا | علم الحركة أو الكينماتيكا | علم التحريك أو الديناميكا |ميكانيك هاملتوني | ميكانيك لاغرانج

مصطلحات رياضية
جسيم نقطي | نظام إحداثي | متجه | جسم جاسيء

علم السكون
توازن ميكانيكي | قيد ميكانيكي | مبرهنة لامي | إجهاد القص | انفعال | إجهاد

علم الحركة
حركة انتقالية | حركة دورانية | سرعة | تسارع | سرعة خطية | سرعة زاوية | تسارع خطي | تسارع زاوي

علم التحريك
قوانين نيوتن الثلاثة للحركة | طاقة حركية | طاقة كامنة | قوة | متجه | زخم أو كمية الحركة | دفع القوة | عزم | عطالة | عزم العطالة | عزم زاوي | تصادم | سقوط حر | ثقالة | قذف (فيزياء)

قوانين الحفظ
بقاء الكتلة | بقاء القيمة | بقاء الطاقة | تكافؤ المادة والطاقة | مبرهنة نويثر | معادلة الاستمرار | لاتباين أو صمود

 مقالة مفصلة: قوانين نيوتن للحركة
في كتابه الأصول الرياضية، وضع نيوتن قوانين الحركة الثلاثة الشهيرة، وفيها:
قانون نيوتن الأول (المعروف أيضًا باسم قانون القصور الذاتي) الذي ينص على أن "يظل الجسم على حالته الحركية (إما السكون التام أو الحركة في خط مستقيم بسرعة ثابتة) ما لم تؤثر عليه قوة تغيره هذه الحالة."
قانون نيوتن الثاني ونصه "إذا أثرت قوة أو مجموعة قوى على جسم ما فإنها تكسبه تسارعًا يتناسب مع محصلة القوى المؤثرة، ومعامل التناسب هو كتلة القصور الذاتي للجسم".
تعارض القانونان مع فيزياء أرسطو، التي كانت تنص على أنه لا بد من وجود قوة لاستمرار الحركة. وقد تم تكريم اسم نيوتن بإطلاق اسمه على وحدة القوة في النظام الدولي.
وخلافًا لفيزياء أرسطو، كانت فيزياء نيوتن صالحة للتطبيق على الكون الخارجي والقوى الأرضية. ووضعت الطبيعة المتجهية لقانون نيوتن الثاني علاقة هندسية بين اتجاه القوة والطريقة التي يغير بها الكائن عزمه. قبل نيوتن، كان يفترض لأي كوكب يدور حول الشمس حاجته لقوة تدفعه لمواصلة تحركه. وأوضح نيوتن بدلاً من ذلك أنه يكفي وجود عامل جذب إلى الداخل من الشمس. وحتى بعد عقود عديدة من نشر كتابه الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية، لم تكن الفكرة مقبولة عالميًا، وفضّل الكثير من العلماء مثل رينيه ديكارت نظرية الدوامات.[114]

قديم 06-18-2014, 11:03 PM
المشاركة 10
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نيوتن اعظم عالم على وجه الارض
كتب: ياسر أنور
> كتابات «نيوتن» الدينية تحدث شرخا كبيرا فى جدار الأساطير التقليدية
> «نيوتن» يتنبأ بنهاية العالم بعد عام 2060
> موجة الإلحاد الغربى الجديد تتحطم أمام حقيقة التوحيد
> الموحدون فى أوروبا وأمريكا يقودون حركة إصلاح دينى تتفق مع القرآن
هل هناك صراع أو على الأقل تعارض بين صحيح الدين وصحيح العلم؟ وهل ينبغى على العالم أن يتخلى عن دينه لكى يبدو بالمظهر العلمى والعقلانى اللائق فى عصر ما بعد الحداثة؟ ولماذا يصر كثير من العلمانيين العرب على الترويج لبضاعة غربية منتهية الصلاحية ملخصها أن الدين -لا العسكر- هو العائق الوحيد أمام التقدم التكنولوجى للدرجة التى جعلت بعضهم يجهر دون خجل بأن الأديان بلا استثناء مجرد خرافة اخترعها الإنسان فى وقت من الأوقات كان فيها عاجزا عن تفسير كثير من الأشياء التى تحدث حوله، وأنه لم يعد هناك مكان لأسطورة الدين فى مواجهة حقيقة العلم!
فى واقع الأمر فإن أزمة العلمانيين العرب هى أزمة نفسية بالإساس؛ فهم على المستوى العلمى مجرد أبواق وببغاوات تردد دون وعى ما يقدمه العقل الغربى الحديث كمسلّمات لا تقبل الجدل وبدون أن يكون هناك موقف نقدى من تلك الأفكار على الرغم من أن كثيرا منها ساقط القيمة واضح التفاهة، إنها الهزيمة النفسية إذن فى بعض الأحيان، والعمالة فى أحيان أخرى؛ فكثير من المراكز البحثية والمؤسسات الثقافية على مستوى العالم -ومنها العالم العربى- تخضع لتوجيه أجهزة المخابرات للترويج لأفكار ما على حساب أفكار أخرى، كما جاء فى كتاب «من دفع ثمن الزمار؟» أو who paid the piper? للمؤلفة البريطانية «فرانسيس ستونر سوندرز» Frances Stonor Saunders ، لذلك لم يكن موقف هؤلاء العلمانيين أنصاف المثقفين انهزاميا فحسب، بل وانتقائيا أيضا، حيث لم يكن لهم دور سوى استيراد نفايات الأفكار الغربية التى لا تلبث أن تلفظها مجتمعاتها، وتطؤها بأقدامها فى الوقت الذى يطبل فيه هؤلاء المرضى هنا فى مجتمعاتنا العربية لتلك الأفكار المتهالكة التى صارت حفريات فى متحف التاريخ!
والعجيب أنهم لم يوجهوا كلمة نقد واحدة إلى حكم العسكر، وهو السبب الحقيقى لتخلف المجتمعات العربية، بل على العكس من ذلك تحالفت هذه الكائنات الطفيلية -كعادتها- مع حكم العسكر الاستبدادى والمتخلف والرجعى لتحقيق مكاسب شخصية، ولتذهب الأوطان إلى الجحيم! لقد افتضح أمرهم إذن، وهم يعلمون أن أية عملية ديمقراطية ستطيح بهم دائما أمام الإسلاميين، لذلك فهم أول من يكفر بالحل الديمقراطى وإن تظاهروا بخلاف ذلك.
وهم على مر التاريخ لم يكونوا أكثر من متسولين يرتدون البزات المستوردة دون أن يكون لديهم مشروع وطنى حقيقى إلا التقاط الصور بجوار النساء الجميلات. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد من استيراد المنتجات السياسية والفكرية المعلبة على الرغم من اختلاف السياق التاريخى بين المجتمعات الغربية والعربية، بل تجاوز ذلك إلى استيراد الأفكار العقدية أيضا، وعلى رأسها موجة الإلحاد الغربى التى بدأت تتخذ طابعا علميا ومؤسسيا، خاصة بعد أن تولى إدارتها وتوجيهها مجموعة من العلماء الملاحدة، منهم «سام هاريس» Sam Harris* و«ريتشارد دوكنز» Richard Dawkins* وغيرهما، وقد أطلق على الموجة الجديدة من الإلحاد اسم new atheism* أو «الإلحاد الجديد» على غرار new liberalism وnew Darwinism ، وكأنها صارت مذهبا عالميا جديدا. لقد كان كتاب «سام هاريس» المعنون بـthe end of faith : Religion، terror،and the future of reasons أو «نهاية الإيمان: الدين، والإرهاب ومستقبل العقل» والصادر عام 2004، وما أعقبه من (تسونامى الكتب) الإلحادية الأخرى لـ«دوكنز» وغيره، أثار مهمة فى تراجع المسيحية فى أوروبا والولايات المتحدة، وهذا أمر منطقى؛ فقد كان السبب الرئيس فى تأليف هذه الكتب هو عدم قدرة الكتب المقدسة لدى العالم الغربى على الصمود أمام ضربات العلم المتتالية، كما أن الأساطير العقدية المنتشرة فى صفحات هذه الكتب لم تعد مقبولة ولا مقنعة للعقل الغربى الحديث، لكن أزمة العلمانيين العرب المنهزمين دائما أمام العقل الغربى أنهم يهرولون دون تريث أو تعقل لتقديم تلك البضاعة غربية الصنع إلى مجتمعاتنا التى ليس لديها أية مشكلة أو خصومة بين دينها وإيمانها مع العلم، فإذا كانت الكنيسة الغربية قد حاكمت العلماء وأحرقت بعضهم لأنهم توصولوا إلى نتائج تخالف الكتاب المقدس، فإن ديننا الذى نؤمن به يوجب علينا البحث والتمحيص ومناقشة كل القضايا ومنها قضية الألوهية على أسس علمية سليمة. بل إن قضية الإلحاد ذاتها والتى بدأت تضع بعض المساحيق العلمية على وجهها الدميم من أجل منحها شيئا من الجمال الصناعى، ليست قضية جديدة، بل هى إحدى القضايا القديمة التى ناقشها القرآن بهدوء ومنطقية فى قوله تعالى: «وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ» (الدخان:24).
ومن القضايا التى ناقشها القرآن أيضا قضية تعدد الآلهة، وعرضها بشكل علمى باهر يوصل إلى التوحيد حتما بالضرورة والمنطق، وهو الأمر الذى ينسجم مع الفطرة السليمة التى لم تشوه. لكن المثير للدهشة أن كثيرا من كبار العلماء الغربيين توصلوا إلى النتائج نفسها التى ذكرها القرآن فيما يتعلق بقضية وحدانية الله، ومن هؤلاء العلماء، أعظم عالم عرفته البشرية وهو «إسحاق نيوتن» واضع علم التفاضل والتكامل وصاحب نظرية الجاذبية وقوانين الحركة الشهيرة، وهى القوانين التى غيرت العالم، حتى إن الأقمار الصناعية التى تدور حول الأرض، والمركبات الفضائية التى تغزو بعض الكواكب ما زالت تنطلق وفق قوانين «نيوتن».
لقد كان لنيوتن أعظم أثر علمى فى البشرية ما جعل «مايكل هارت» مؤلف كتاب الخالدون مائة أعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم، أو The 100: A Ranking of the Most Influential Persons in History
يضعه فى المرتبة الثانية مباشرة بعد النبى وقبل المسيح عليه السلام! وقد بلغ الإعجاب بنيوتن أن كتب الشاعر الإنجليزى «ألكسندر بوب» هذا المقطع الشعرى الرائع عن نيوتن: "Nature and nature"s laws lay hid in the night. God said، Let Newton be and all was light
الطبيعة وقوانينها كانت مختبئة ليلا، فقال (الله) ليكن نيوتن، فأضاء كل شىء.
وإذا كان لنيوتن هذا الأثر العلمى الفذ على العلم والعالم، فإن دوره الدينى أيضا كان بارزا، بل إن نيوتن كتب فى القضايا الدينية أكثر بكثير مما كتبه فى القضايا العلمية ،
وكانت كتاباته الدينية تدور حول قضيتين أساسيتين: التوحيد، وتفسير النبوءات، وخاصة الموجودة فى سفر دانيال. لم يقتنع نيوتن بالتثليث، بل اعتقد أن الفقرات التى تشير إليه مقحمة على النصوص الأصلية، وقد جاء فى موسوعة المعارف البريطانية ما يلى:
*In the early 1690s he had sent Locke a copy of a manuscript attempting to prove that Trinitarian passages in the Bible were later day corruptions of the original text
*When Locke made moves to publish it، Newton withdrew in fear that his anti-Trinitarian views would become known
فى أوائل عام 1690، أرسل «نيوتن» إلى «جون لوك» نسخة من مخطوط يحاول فيه أن يثبت أن فقرات التثليث فى الإنجيل كانت تحريفات متأخرة أضيفت للنص الأصلى. وعندما بدا «لوك» فى التحرك لكى ينشر ذلك، انسحب نيوتن خشية أن تنكشف آراؤه ضد عقيدة التثليث. ومن أقوال نيوتن عن الله سبحانه وتعالى:
He is eternal، infinite omnipotent and omniscient
إنه هو الأبدى السرمدى القدير العليم.
حتى وهو يتحدث عن الجاذبية وقوانينها، أصر نيوتن على أن حركة الكواكب حول الشمس لم تكن لتحدث لولا المشيئة الإلهية. لقد توصل نيوتن إلى وحدانية الله من خلال خلق هذا الكون ونظامه الشمسى، وهى الطريقة التى يستخدمها القرآن دائما لإثبات أهم قضيتين على مر التاريخ وهما: وجود الله، ووحدانيته،ما دفع المؤلف الشهير «كارين أرمسترونج» أن يقول فى كتابه History of God** أو، «تاريخ الله» ص 133:When people deny the existence of God today they are often rejecting the God of Newton، the origin and Sustainer of the universe P 133:
إن الناس عندما ينكرون وجود الله فى هذه الأيام، فإنما يرفضون غالبا إله نيوتن خالق ومدبر هذا الكون. ويضيف «أرمسترونج» فى الكتاب نفسه قائلا:
Like Descartes، Newton had no time for mystery، which he equated with ignorance and superstition. He was anxious to purge Christianity of the miraculous، even if that brought him into conflict with on such crucial doctrines as the divinity of Christ. During the 1675 he began a serious theological study of the doctrine of the Trinity and came to the conclusion that it had been foisted on the Church by Athanasius in a specious bid for pagan converts. Arius had been right: Jesus Christ had certainly not been God and those passages of the New Testament that were used to "prove" the doctrines of the Trinity and the Incarnation were spurious. Athanasius and his colleagues had forged them and added them to the canon of scripture
ومثل ديكارت، فإن نيوتن لم يكن لديه وقت للألغاز التى اعتبرها مساوية للجهل والخرافة.. لقد كان مشغوفا بتنقية المسيحية من الأساطير ولو أدى ذلك إلى تصادمه مع المسائل العقدية الحاسمة مثل ألوهية المسيح. وفى أثناء عام 1675، بدأ سلسلة من الدراسات المتعلقة بالتثليث، وخلص إلى نتيجة مفادها أن التثليث قد تم دسه للكنيسة من خلال (القديس) «أثاناسيوس» فى صفقة غادرة مع الوثنيين لكى يعتنقوا المسيحية. لقد كان* «أريوس» محقا فى قوله بأن يسوع المسيح ليس هو الله، وفى أن هذه الفقرات فى العهد الجديد -والتى تم استخدامها لإثبات عقيدة التثليث والتجسد- إنما هى فقرات مزيفة.. لقد قام «أثاناثيوس» ورفاقه بتزويرها وإضافتها إلى نصوص الكتاب المقدس.
والعجيب أن نيوتن لم يكن وحده هو من يؤمن بالتوحيد فى عصره؛ فقد كان معه رائد التنوير فى أوروبا «جون لوك» وغيرهما، كما كان هناك قبلهم طائفة ممن تمردوا على التعاليم التقليدية، وحاولوا القيام بحركات إصلاحية داعية إلى عقيدة التوحيد، ما أدى إلى تكوين منظمات فى كثير من دول أوروبا وأمريكا وكندا، باتوا يعرفون الآن باسم (الموحدون ) أو Unitarians ، ومنهم كثير من المشاهير والمسؤلين، كما أنهم يزدادون يوما بعد يوم.
لقد كان نيوتن نموذجا للعالم الحقيقى العبقرى المتصالح مع ذاته؛ فلم يكن يخجل من أن يبدو بمظهر المتدين حتى وهو يصوغ أعظم قوانين عرفتها البشرية، فقد كان ينسب كل شىء إلى الخالق العظيم، ليس هذا فحسب، بل كان مؤمنا بيوم القيامة حتى إنه كان مشغولا بالنبوءات وبوقت نهاية العالم حتى قدم توقعه بأن ذلك لا يمكن أن يكون قبل عام 2060. وبغض النظر عن السبب وراء تأثر نيوتن بعقيدة التوحيد هل هو إطلاع نيوتن على ترجمات القرآن، أم فطرته وعبقريته العلمية، أم تأثره بأريوس والآريوسيين (الموحدون المسيحيون)، فإن الحقيقة التى لا تقبل الجدل هى أنه لا تعارض بين صحيح الدين وصحيح العلم، وأن موجة الإلحاد الحالية لا يمكن أن تكون بديلا للتوحيد، بل هى موجة ضد الأساطير، وأن الفرصة الآن سانحة كما لم يحدث من قبل أمام العالم الإسلامى لإقامة حوار علمى وعقلى مع العالم الغربى الذى أصبح مهيئا لقبول عقيدة التوحيد رغم أنف الملاحدة العرب الذين ليس لديهم أى رصيد علمى غير الشعوذة والأمراض النفسية وربما العمالة لجهات مشبوهة.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: سمات الأيتام قبل الولادة وخصائص مخرجاتهم الابداعية: دراسة بحثية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية. ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 1499 11-11-2017 11:55 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
اثر الحضارة العربية والإسلامية في الأدب العالمي- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 30 08-21-2013 11:24 AM

الساعة الآن 06:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.