قديم 09-25-2010, 12:42 AM
المشاركة 271
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تنبيه و تفصيل:
نود أن ننبه إلى أن الميسر هو كما قال السعدي ( هو كل المغالبات التي يكون فيها عوض من الطرفين من النرد والشطرنج، وكل مغالبة قولية أو فعلية بعوض ) [25]أو كما عرف الشيخ يوسف القرضاوي ( هو كل ما لا يخلوا اللاعب فيه من ربح أو خسارة ) أيا كان نوع ذلك الميسر أو آلته، إذ العبرة كما يقول الأصوليون بالحقائق والمعاني وليس بالألفاظ والمباني.
ثم إن الخلاف الذي يحكى عن العلماء في تحريمه أو كراهته أو حتى إباحة بعض صوره تابع لدخول الصورة المسئول عنها في الميسر أو عدم دخوله، ووجود بعض علل التحريم في الصورة كالإلهاء عن ذكر الله وعن الصلاة أو ضياع الوقت ونحوها أو عدمه، فما كان فيه مخاطرة أو خسارة وربح فهو محرم، وما سلم من ذلك وألهى عن ذكر الله وعن الصلاة وأدى العداوة والبغضاء حرم لذلك، وأما ليس من الأول ولا من الثاني من أنواع الألعاب والمغالبات تردد بين الإباحة والكراهة.
أضرار الميسر الدينية والدنيوية:
أن التعرف على الحكم التشريعية فيما يأمر به الإسلام أو ينهى عنه لاسيما فيما يتعلق بأمور المعاملات لمما ينشط على الالتزام بشرع الله ويعين عن الانقياد له , ولذلك عودنا الشارع الحكيم الإشارة إلى بعض تلك الحكم، ومن ذلك ما نص الله عليه في القرآن الكريم و أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة المطهرة من مفاسد وأضرار الميسر في الدين والدنيا وعلى الفرد والمجتمع، وهذه جملة من تلك المفاسد والأضرار في مطلبين:

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 12:42 AM
المشاركة 272
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أضرار الميسر الدينية:
هناك مفاسد دينية كثيرة تترتب من تعاطي الميسر والقمار ومنها:
1- أن في الميسر إثما كبيراً: قال تعالى { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع و إثمهما أكبر من نفعهما}، وهذا يقتضي كونه حراما في الشريعة الإسلامية إذ الحرام هو ( المنهي عنه على الجزم، المثاب على تركه، والمعاقب على فعله، وهو مأخوذ من الحرمة وهي ما يحرم انتهاكه ) [26]،وقد سقنا فيما مضي من الأدلة القاضية على تحريم الميسر من الكتاب والسنة ما يغني عن إعادته هنا.
فتعاطي الميسر إذن عمل يستحق فاعله عقاب الله تعالى ويعرضه لسخطه، وإثم الميسر أعظم بكثير مما قد يحصله من المال وعرض الدنيا الزائل لقوله تعالى { وإثمهما أكبر من نفعهما }، والله تعالى لم يجعل الحرام طريقا للكسب ولا سببا للسعادة في الدنيا، ولذلك رد على من ساوى بين البيع والربا فقال سبحانه { وأحل الله البيع وحرم الربا } [27]،بل إن تقوى الله تعالى وفعل أوامره واجتناب نواهيه هي سبب كل خير في الدنيا والآخرة قال تعالى { إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين } [28]وقال تعالى { ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب } [29]وقال تعالى {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا} [30]وقال تعالى { ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا } [31]
2- إن الميسر قرين الشرك وشرب الخمر : وهذه الصفة مما يزيد قبحه شرعا، فالمنهيات على درجات، واقتران منهي من المنهيات بأكبر الكبائر في الذكر يزيده قبحا وسوء، وقد نهى الله عن الميسر وقرنه بكبائر أخرى وعلى رأسها الشرك بالله تعالى فقال {إنما الخمر والميسر والأنصاب و الأزلام...} الآية. والأنصاب عند غير واحد من السلف حجارة كانوا يذبحون قرابينهم عندها، وأما الأزلام فهي قداح كانوا يستقسمون بها [32]،وكل ذلك من الشرك وهو أعظم ما عصي الله به ولا يغفر الله لمن مات عليه قال تعالى{ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا } [33].
ولعل من حكم اقتران الميسر بالشرك والخمر بيان شناعته لمن تزين له نفسه تعاطيه، فإن كثيرا من الناس لانتشار الميسر وكثرة المبتلين به من العوام والخواص، وما يتعود من سماع أو قراءة أخباره في وسائل الإعلام قد يهون عليه خطره ويسهل عليه اقترافه مع أنه قد يمتنع عن شرب الخمر وقد لا يشرك بالله تعالى، وهذا منتهى الغباوة والغفلة فما الفرق بين أنواع المعاصي، إذا كانت كلها تعبر عن استهانة بأمر الله ورسوله، وتكشف عن ضعف في الإيمان يعاني منه الإنسان.
2- إن الميسر رجس: قال تعالى { إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس...} الآية ( والرجس في كلام العرب كل مستقذر تعافه النفس، وقيل إن أصله من الركس وهو العذرة والنتن ) [34]والقذارة أو النجاسة قد تكون حسية أو معنوية ومثال الأول الأعيان النجسة فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بحجرين وروثة فأخذ الحجرين وألقى الروثة فقال إنها ركس [35]،وأما القذارة أو النجاسة المعنوية فمثل الكفار والمشركين الذين قال الله تعالى فيهم { إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا }[36]وظاهر النصوص الواردة في ذم الميسر من القرآن والسنة يدل على نجاسته الحسية والمعنوية معا، مما يوجب على المسلم التنزه عن تعاطيه وملامسة آلاته، وغشيان مجالسه.
وكون الميسر رجسا يقتضي كون ما يحصله الإنسان من المال بواسطته خبيثا مثل مهر البغي وحلوان الكاهن، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، فلو حج به، أو تصدق به على الفقراء والمساكين، أو بنى به مساجد، أو وقف أوقافا، فكل ذلك لا يقبله الله منه، وأكله من هذا المال قد يجعل دعوته غير مستجابة، لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر المرسلين فقال { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم } [37]ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ) [38]
4- إن الميسر من عمل الشيطان: قال تعالى في وصف الخمر والميسر... { رجس من عمل الشيطان } ( الذي هو أعدى الأعداء للإنسان، ومن المعلوم يحذر منه ويحذر مصائده وأعماله خصوصا الأعمال التي يعملها ليوقع عدوه فإن فيها هلاكه، فالحزم كل الحزم البعد عن عمل العدو المبين والحذر منها والخوف من الوقوع فيها ) [39].
والشيطان حريص على إغواء بني آدم وإبعادهم عن رحمة الله بما يزين لهم من الشرك وسائر المعاصي { قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين } [40]وللشيطان في إغواء الناس وسائل وأساليب مختلفة فهو يستفزز من استطاع بصوته و يجلب عليهم بخيله ورجله {قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزائكم جزاء موفورا واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا } [41]ومما يعدهم الشيطان الفقر فيقول لهم إن أنتم التزمتم بشرع الله في البيع والشراء وسائر وسائل الكسب لافتقرتم، فالربا والميسر والغش والسرقة مما لا بد منه في زمننا هذا قال تعالى {الشيطان يعدكم الفقر والله يعدكم مغفرة منه وفضلا }. [42]
5- إن الميسر من موانع الفلاح: ومن أضرار الميسر أنه من موانع الفلاح، وذلك بمجرد ارتكابه بدون استحلال فيمنع من مطلق الفلاح لما يسحقه من يلعب بالميسر من غضب الله وعذابه لأنه من كبائر الإثم، و يمنع من الفلاح مطلقا إذا استحل الميسر وكذب الله ورسوله، ورمى الشريعة بالضيق والقصور فيخرج بذلك من الإسلام، ويستحق الخلود في النار والعياذ بالله، قال تعالى { بلى من كسبت سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } [43].
وإذا تأملنا في حالة كثير من البلاد التي ابتلاهم الله بهذه العادة السيئة وجدناهم وصلوا إلى هذه الدرجة من محاربة الله ورسوله، حيث أذنت الحكومات بممارستها ونظمت عملياتها، وصنفت مؤسساتها من مؤسسات التنمية الوطنية، وتنشر أخبارها وإعلاناتها في مختلف وسائل الإعلام، والأشد من ذلك ما تشهده من سكوت تام للعلماء والدعاة عن إنكار هذا المنكر ومحاربته، حتى ليخشى أن يعم الله الجميع بمؤاخذته إذا جازى عباده بما يقترفون، اللهم غفرا.
6- إن الميسر يصد عن ذكر الله وعن الصلاة: إن متعاطي الميسر يهدرون أوقات غالية في ممارسة اللعب بوسائل الميسر من أوراق أو كعاب وغيرها...، وبمتابعة أخبار الفائزين والخاسرين، ويضيعون الجمع والجماعات، ويعرضون عن مجالس ذكر الله و حلق العلم، ويغفلون عن المواعظ وعن تذكر الموت وعذاب القبر وعن أهوال الآخرة، فتصبح معيشتهم ضنكا بما يخسرون من أموالهم وبما يضيعون من أعمارهم ويفوتون من مصالحهم، ويحشرون يوم القيامة – إن لم يغفر الله لهم – عميانا إلى عذاب الله وغضبه قال تعالى{ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى } [44].
ومن الملاحظ أن أكثر الناس تعاطيا للميسر هم الجهال و العصاة قاصري العقول من الناس، ويقل فيهم المثقفون ومرتادي المساجد وحلق الذكر مصداقا لقوله تعالى { وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون } [45]قال أبو العالية ( إن الصلاة فيها ثلاث خصال فكل صلاة لا يكون فيها شيء من هذه الخلال فليست بصلاة: الإخلاص، والخشية، وذكر الله، فالإخلاص يأمره بالمعروف، والخشية تنهاه عن المنكر، وذكر الله القرآن يأمره وينهاه... ) [46].


~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 12:42 AM
المشاركة 273
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مفاسد الميسر الدنيوية:
كما أن للميسر مفاسد تتعلق بدين المرء وتعرضه لغضب الله وعذابه يوم القيامة، فكذلك فإن له مفاسد تتعلق بالحياة الدنيا فتعكرها وتنغص صفوها، وقد أشار القرآن الكريم إلى بعض تلك المفاسد، كما أن بعضها مشاهدة وملموسة من واقع الحياة اليومية للمشتغلين بالميسر، وهذه بعض تلك المفاسد الدنيوية:
1- إن الميسر يسبب العداوة والبغضاء بين الناس:
يعد التآلف و التحابب بين أفراد المجتمع الواحد من عوامل قوة ذلك المجتمع وأسباب تقدمه ونموه، لأنهم يكونون كالجسد الواحد، كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم المجتمع الإسلامي الملتزم بتعاليم الكتاب والسنة ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) [47]ومجتمع كهذا يتعاون أفراده على كل بر يعين على مصالح الدنيا وكل تقوى ترضي الله ورسول الله، قال النووي معلقا على الحديث ( هذه الأحاديث صريحة في تعظيم حقوق المسلمين بعضهم على بعض، وحثهم على التراحم والتلاطف والتعاضد في غير إثم ولا مكروه ).[48]
والميسر بأنواعه وأشكاله عادة سيئة تؤدي انتشاره في المجتمع إلى العداوة والبغضاء قال تعالى { إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة في الخمر والميسر } و قال الإمام الطبري رحمه الله ( يقول تعالى ذكره إنما يريد لكم الشيطان شرب الخمر والمياسرة بالقداح ليعادي بعضكم بعضا ويبغض بعضكم إلى بعض فيشتت أمركم بعد تأليف الله بينكم بالإيمان وجمعه بينكم بأخوة الإسلام ) [49].
ووجه ذلك - والله أعلم - أن الميسر لا يخلوا من ربح أو خسارة، وكلاهما حاصل على نحو باطل لا يقره دين ولا عقل، وليس كربح التجارة أو خسارتها، لأن التاجر المسلم أو العاقل يعترف بقضاء الله وقدره، ويسلم بنهاية الصفقات حسب المقدمات الصحيحة التي تمليها طبيعة العرض والطلب، أما المقامر فيسعى وراء خيال وسراب ويركض خلف حظ موهوم، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، فيعض على أنامل الحسرة، ويلتفت فإذا حوله مياسروه يسخرون بملء أفواههم لما ربحوه من أموال الناس بالباطل، فهل بعد ذلك يتصور بين الفريقين مودة أو رحمة، لا وهيهات !!
2- إن الميسر من عوامل انتشار البطالة:
الواجب على الحكومات والدول الناصحة لرعاياها أن توفر لها فرصا حقيقية للعمل والتكسب، وذلك بإقامة مصانع كافية تستوعب السواعد القوية من المواطنين والكفاءات العالية من الباحثين والعلماء، وإيجاد مزارع واسعة تكفي الفلاحين والمزارعين، وتيسير تجارة رائجة يصفق بها الأغنياء في الأسواق، فتتحقق الكفاية لعامة الشعب وتقل البطالة، وتقضى على الجريمة ويعم الأمن في ربوع البلاد.
قال الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله ( والمقصد الشرعي في الأموال كلها خمسة أمور: رواجها، ووضوحها، وحفظها، وثباتها، والعدل فيها، فالرواج دوران المال بين أيدي أكثر من يمكن من الناس بوجه حق، قال تعالى { وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله}[50] وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما مسلم يزرع زرعا أو يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة ) [51]وقال أيضا { إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها } [52]... ) [53].
ولا شك أن الميسر لا تمت إلى واحد من هذه المقاصد بصلة، بل إن شيوعه في المجتمع يعطل الصناعات ويخسر التجارات وتهلك المزارع، كيف لا، والشياطين تعد الشذج من الناس بالغنى الفاحش والثراء الطاغي بمجرد مشاركة في لعبة الميسر، ولذلك فإنك لا تدخل مصنعا إلا وجدت العمال منهمكين وفي أوقات العمل على أوراق الميسر، ولا ترى مزارعا إلا وفي يده تلك الأوراق، وكذلك التجار في الأسواق، والأطباء في المشافي، فمتى يتفرغ هؤلاء لما هم مهيئون له من واجبات !!
3- إن الميسر يساهم في تفشي الجريمة:
إن صالات القمار، أو قل إن مجتمعات القمار لا تخلوا في أغلب الأحيان من جرائم السرقة والقتل ومن الشرب والخلاعة و الميوعة، قال بن سيرين في تعريف الميسر ( كل لعب فيه قمار من شرب أو صياح أو قيام فهو من الميسر ) [54].
أما السرقة فلأن المشاهد للعبة الخمار وكيف يخسر هذا بسرعة وكيف يربح ذلك في طرفة عين تستهويه العملية فيود المشاركة فيها بأي طريق ممكن، وغالبا ما يلجأ إلى السرقة لإشباع تلك الرغبة العارمة، واعتبر ذلك في الأولاد الذين يتقامرون بالجوز والكلل وغيرها، فإنهم يسرقون الأموال من آبائهم وأمهاتهم ليشترون بها تلك الأغراض التي يتقامرون بها مع زملائهم.
وأما القتل فلما يسوء بعضهم أن يذهب ماله هباء في دقيقة واحدة وربما تعب وكد في تحصيله، فيشتاط غضبا، فينتحر هو، أو يقتل أصحابه ليسترد ما ذهب من ماله.
أما الشرب والخلاعة والميوعة فهو نصيب الفائز الخاسر من المقامرين، لإن الله تعالى يمحق الربا ويربي الصدقات، فالمال الحلال يسهل إنفاقه في الوجه الحلال بل الواجب والمندوب، وأما المال الحرام فيستهلكه صاحبه فيما يضره من شهوتي الفرج والبطن، ولهذا فإن صالات القمار في أغلب الأحيان أوكار للرذيلة والمخدرات.
4- في الميسر أكل لأموال الناس بالباطل:
ومن مقصود الشارع في الأموال أيضا كما يقول بن عاشور رحمه الله ( الوضوح، والحفظ، والعدل، والإثبات ) ويستمر - رحمه الله - في شرح تلك المقاصد قائلا: (وأما وضوح الأموال فذلك إبعادها عن الضرر والتعرض للخصومات بقدر الإمكان، ولذلك شرع الإشهاد والرهن في التداين، وأما حفظ المال فأصله قول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل...} [55]وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس ) [56]،أما إثباتها فهو تقريرها لأصحابها بوجه لا خطر فيها ولا منازعة، أما العدل فيها فذلك بأن يكون حصولها بوجه غير ظالم وذلك إما أن تحصل بعمل مكتسبها، وإما بعوض من مالكها أو بتبرع وإما بإرث ومن مراعاة العدل حفظ المصالح العامة ودفع الأضرار ) [57].
ومال الميسر كسب رخيص يكتنفه الغموض من كل جانب، ولا يعرف الرابح من أين جاءه الربح ولا يدري الخاسر من أين أتاه الخسران، ولا يمكن تقريره بوجه لا منازعة فيها، ولذلك يدلون إلى الحكام ليأكلوا فريقا من أموال الناس بالباطل، أما مقصد العدل فهو أبعد المقاصد عن الميسر، فالميسر هو الظلم بعينه، إذ بواسطته يأكل الناس بعضهم أموال بعض بغير وجه حق، ومهما قال لك المقامر في حرية ممارسته لهذه العادة السيئة، فإنه لا يطيب نفسا بما يخسر من مال.



~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 12:43 AM
المشاركة 274
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الخاتمة:
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على خير من دعا إلى الإيمان وعمل الصالحات، أما بعد فقد تم ما نوينا تقييده عن أضرار الميسر الدينية والدنيوية، وتوصلنا بفضل الله تعالى وتوفيقه إلى النتائج التالية:
1- الميسر هو ( هو كل المغالبات التي يكون فيها عوض من الطرفين من النرد والشطرنج، وكل مغالبة فعلية أو فعلية بعوض ).
2- أن حكمه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو الحرمة، لقوله تعالى ( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )، وقوله صلى الله عليه وسلم ( من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه )
3- من أضرار الميسر على دين المرء: أنه إثم، ورجس، ومن عمل الشيطان، ومن موانع الفلاح ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة ) قال تعالى{ يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون } [58]
4- ومن أضراره الدنيوية: أنه يوقع العداوة والبغضاء بين الناس، وينشر البطالة، ويفشي الجريمة في المجتمع، وهو طريقة لأكل أموال الناس بالباطل.
5- وكل ذلك مما أخبر الله في كتابه ومن أصدق من الله حديثا، والمجتمعات البشرية اليوم يعاني من ويلات كل هذه الأضرار والمفاسد، ولا منجى و لا مفر من ضنك الحياء وضيق المعاش الذي هم فيه إلا بالتوبة الصادقة والرجوع إلى الله والتمسك بكتابه وسنة رسوله. والله المستعان.
يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي:
الهوامش:
[1] - تفسير القرآن العظيم 2 / 92 للإمام إسماعيل بن عمر ابن كثير ط دار الفكر – بيروت1401 هـ [2] - المصدر نفسه 2 / 92. [3] - المصدر نفسه 2 / 92 [4] - تفسير الطبري 2 / 385 للإمام محمد بن جرير الطبري ط دار الفكر – بيروت 1405 هـ [5] - تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن تأليف اعلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي ص 98 ط مؤسسة الرسالة – بيروت [6] - الحلال والحرام ص 273 للشيخ يوسف القرضاوي. [7] - المصدر نفسه 277 [8] - سورة البقرة 219 [9] - تفسير القرآن العظيم 1 / 256 مصدر سابق [10]- المائدة: 90, 91 [11] - الأنعام: 145 [12] - التوبة: 95 [13] - الأعراف:71 [14] - أضواء البيان 2 / 405 تأليف الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ط دار الفكر – بيروت 1415 هـ [15] - المصدر نفسه 2 / 405 [16] - البقرة: 188[17] - تفسير السعدي ص 88 [18] المصدر نفسه ص 88 [19] صحيح مسلم 4/ 1770 ط دار إحياء التراث العربي – بيروت [20] - شرح النووي على مسلم 15 / 16 ط دار إحياء التراث العربي – بيروت 1392 هـ [21] - رواه الحاكم في المستدرك، وقال ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) 1 / 114 لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري ط دار الكتب العلمية – بيروت 1411هـ ورواه غيره. [22] شرح الزرقاني على الموطأ 4 / 455 لمحمد بن عبد الباقي الزرقاني ط دار الكتب العلمية – بيروت 1411 هـ [23] - سنن البيهقي الكبرى 10 / 213 للإمام البيهقي نشر / مكتبة دار الباز – مكة المكرمة 1414 هـ [24] انظر: لسان العرب 1 / 729 لابن منظور ط دار صادر ـ بيروت [25] - تفسير السعدي ص 98[26]- روضة الناظر وجنة المنتظر 1 / 126 للشيخ عبد القادر بن أحمد بن بدران ط مكتبة المعارف – الرياض [27] - البقرة: 275[28] - يوسف: 90 [29] - الطلاق: 2 [30] - الطلاق:4 [31] - الطلاق: 5[32] تفسير القرآن العظيم 2 / 93 [33]- النساء [34] أضواء البيان 1 / 426 [35] صحيح البخاري 1/ 70 ط دار ابن كثير – بيروت 1407 هـ [36] - التوبة: 28 [37] - المؤمنون: 51[38] - صحيح مسلم 2 / 703 ط دار إحياء التراث العربي – بيروت [39] - تيسير الكريم المنان للسعدي 243[40] - الأعراف 16، 17 [41] الإسراء: 63، 64 [42] سورة البقرة 268[43] -سورة البقرة: 81 [44] - طه: 124[45] - العنكبوت: 45 [46] - تفسير القرآن العظيم 3 / 416 [47] - صحيح مسلم 4 / 1999[48] - شرح النووي على مسلم 16 / 139 [49] - تفسير الطبري 7 / 32 [50] سورة المزمل الآية 20[51] - رواه البخاري ومسلم. [52] - البقرة: 122[53] - مقاصد الشريعة الإسلامية ص 464 تأليف العلامة محمد الطاهر بن عاشور ط دار النفائس للنشر والتوزيع – الأردن 1421 هـ [54] - تفسير الطبري 2 / 385 للإمام محمد بن جرير الطبري – مصدر سابق [55] سورة النساء الآية 29 [56] - سنن الدارقطني 3 / 26 ط دار المعرفة – بيروت 1386 هـ [57] مقاصد الشريعة الإسلامية ص 473 فما بعدها ( بتصرف )[58]- المائدة: 90, 91

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 12:44 AM
المشاركة 275
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أثر القرآن الكريم في سلوك العرب وغير العرب







نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[SIZE=\"4\"]الشيخ الدكتور إسماعيل عبد الرحمن[/SIZE]
أستاذ أصول الفقه المشارك بجامعتي
الأزهر الشريف والملك سعود بالرياض




[SIZE=\"4\"]الحمد لله الذي نزل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيرا والصلاة والسلام على من أيده الله عز وجل بالقرآن مبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه الذين اتخذوا القرآن منهجا ودليلا. ما أَحْوَجَنَا اليوم إلى الرجوع إلى القرآن الكريم، لا لِنتلوه، ولا لِنَحْكم به، ولا لِنستمع إليه، ولا لِنتدبره، ولا لِنَحفظه، ولا لِنُبَيِّن وجوه إعجازه ولا لِنَدْرِسَه ونقف على بَعْض أسراره، وإنَّمَا لِجَمِيع ذلك وغَيْرها مِنْ أسرار القرآن وعجائبه التي لا تنقضي.. ففي الحديث الذي يعدِّد بَعْض أنواره وأسراره[COLOR=\"#0000ff\"] { فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَنُورُهُ الْمُبِينُ وَالذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وَهُوَ الَّذِي لاَ تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ، وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسِنَةُ، وَلاَ تَتَشَعَّبُ مَعَهُ الآرَاءُ، وَلاَ يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلاَ يَمَلُّهُ الأَتْقِيَاءُ، وَلاَ يَخْلَقُ بِكَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُه } [/COLOR]يُرَاجَع: سُنَن الدارمي 2/526 ومشكاة المصابيح 1/661. [/SIZE]

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 12:45 AM
المشاركة 276
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[SIZE=\"4\"]لقدْ وقف المسلِمون الأُول مِنْ سلف هذه الأُمَّة على دُرَر القرآن الكريم ورسالته، فطبعوا طبائعهم وسلوكهم بمنهجه، وتعلَّموا مِنْ مأدبته، وتأدَّبوا بأدبه ؛ ففي الحديث [COLOR=\"#0000ff\"]{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ ؛ فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ.. إِنَّ هَذَا حَبْلُ اللَّهِ، وَهُوَ النُّورُ الْمُبِينُ وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، عُصِمَ مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَنَجَا مَنِ اتَّبَعَهُ، لاَ يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، وَلاَ يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبُ،وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُه }.[/COLOR] أَخْرَجَه الدارمي 2/525 وابن أبي شيبة 6/125 وعبد الرزاق 3/375. وفي ذلك يقول القرطبي رحمه الله تعالى:" شبّه القرآن بصنيع صنعه الله عزّ وجلّ لِلناس لهم فيه خَيْر ومَنَافع ثُمّ دعاهم إليه، يقول " مأدَبَة " و" مأدُبَة ": فمَنْ قال " مأدُبة " أراد الصنيع يَصنعه الإنسان فيدعو إليه الناس، ومَنْ قال " مأدَبة " فإنّه يذهب به إلى الأدب يَجعله " مفعلةً " مِنَ الأدب ".هـ. تفسير القرطبي 1/6. [/SIZE]

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 12:45 AM
المشاركة 277
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[SIZE=\"4\"]ولِذَا فإنّ العرب المسلِمين السابقين في الإسلام أول مَنْ تأدَّبوا بأدب القرآن، وإن استطعتَ أنْ تُعَبِّر بمَنْ رَبَّوْا أنفُسَهم وفْق منهج السماء عِنْدما تَمَسَّكوا بالكتاب والسُّنَّة فسادوا الدنيا وملأوا الأرض نوراً وعدلاً، وعمروها بنشر راية التوحيد وإبادة ظلمات الكفر والشِّرْك والجاهلية والعداوة والبغضاء، فأصبحوا بنعمة الله تعالى موحّدين إخواناً متحابين، أقوالهم وأفعالهم وأخلاقهم متسقة ومستمدة مِنَ الكتاب والسُّنَّة. لقد كان للقرآن الكريم – وما زال وسيظل بإذن الله تعالى إلى قيام الساعة – الأثر الأقوى والأول في تقوية روابط الإيمان بالله عزوجل وترسيخ عقيدة التوحيد والدعوة إلى كل خلق فاضل وكريم والنهي عن رذائل الأخلاق ومساويها , بدا ذلك واضحا عند نزول القرآن بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلمفأثر التأثير الإيماني والسلوكي في أخلاق العرب وعاداتهم وسلوكهم وعقيدتهم وكذا غير العرب في عصر الإسلام الأول وفي عصوره المتتالية حتى إذا وصلنا إلى عصرنا الحاضر تأكيدا لهذا الدور القرآني حينما يقدم الكثيرون من العلماء والمفكرين والباحثين على اعتناق الإسلام بعد وقوفهم على بعض الإعجازات العلمية للقرآن أو حتى مجرد الوقوف على ترجمة معاني القرآن الكريم. ولذا فإنا سنوجز هذا الأثر في سلوك العرب وغير العرب وغير المسلمين في عصرنا الحاضر فيما يلي:[/SIZE]

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 12:45 AM
المشاركة 278
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[SIZE=\"4\"]أولا: أثر القرآن الكريم في سلوك العرب إذا أردنا أن نقف على أثر القرآن الكريم في سلوك العرب فإنا نلحظه على مستويين: مستوى الأفراد ومستوى جماعة العرب. أما تأثير القرآن الكريم في سلوك الأفراد: فإنا نستطيع أنْ نقف على تأثير ووقْع تلاوة أو سماع بَعْض آيات القرآن الكريم على سلوك وعقيدة ومنهج بَعْض الأفراد العرب في أول أمْر الإسلام مِنْ خلال هذه النماذج النموذج الأول: عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان رأساً مِنْ رءوس الكفر يحارب كُلَّ مَنْ أَسْلَم، وعِنْدما عَلِم بإسلام أخته فاطمة وزَوْجِها سعيد بن زَيْد ـ رضي الله عنهما ـ ذهب غاضباً لِلانتقام مِنْهُمَا، ولَمَّـا دخل وجد معهما صحيفةً مِنَ القرآن فيها مِنْ أوَّل سورة طه حتى قوله تعالـى [COLOR=\"#0000ff\"]{إِنَّنِى أَنَا اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِى وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِى } سورة طه الآية 14[/COLOR]، فأَسْلَم مِنْ فوره وتَغَيَّر سلوكه في كُلّ شئون حياته يُرَاجَع: الطبقات الكبرى 3/268. النموذج الثاني: سَعْد بن معاذ رضي الله عنه الذي كان مُشْرِكاً وعِنْدما عَلِم بقدوم مصعب ابن عمير رضي الله عنه قَبْل الهجرة لِلدعوة إلى الإسلام ذهب إليه ومعه حَرْبَتُه لِمَنْعِه وعِنْدما قرأ عَلَيْه مصعب رضي الله عنه قوله تعالى [COLOR=\"#0000ff\"]{ حم * وَالْكِتَـبِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَـهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون } سورة الزخرف الآيات 1 - 3،[/COLOR] فأَسْلَم في حِينه رضي الله عنه وأَسْلَم قومُه بإسلامه. يُرَاجَع: حياة الصحابة 1/170, 171 وسيرة ابن هشام 2/52، 53. [/SIZE]
[SIZE=\"4\"]وأما تأثير القرآن الكريم في سلوك جماعة العرب: فإنه يُمْكِن الوقوف على الأثر التربوي بمعناه الواسع ـ لِيَشمل التربية الروحية والأخلاقية ـ لِلقرآن الكريم في جماعة العرب الأُول مِنْ خلال شهادة أحد العرب وأشرافهم ـ ألا وهو جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ـ التي ألقاها أمام النجاشي رضي الله عنه عِنْدما كانوا مهاجرين إليه. وفيها يقول رضي الله عنه:[COLOR=\"#0000ff\"]" أَيُّهَا الْمَلِكُ.. كُنَّا قَوْماً أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ ؛ نَعْبُدُ الأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ وَنُسِيءُ الْجِوَارَ وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْنَا رَسُولاً مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنَ الْحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَـارِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّورِ وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ وَقَذْفِ الْمُحْصَنَاتِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ تَعَالَى وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَمَرَنَا بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَام ".[/COLOR] يُرَاجَع: البداية والنهاية 4/182، 183.[/SIZE]
[SIZE=\"4\"]ومِمَّا تَقَدَّم يَتَّضِح أنّ جعفراً رضي الله عنه حَصَر أهمّ الأخلاق الفاسدة عِنْد العرب في ستّة، وهي: 1- عبادة الأصنام، وأيّ تَدَنِّي لِلعقل حينما يَسجد لِمخلوق دونه أو مِثْله ؟! 2- أكْل الميتة، وفيها مِن المضرّة ما فيها. 3- إتيان الفواحش، وهو مَعْنى واسِع يَشمل كُلّ ما يفحش ويُنْكِره العقل السليم مِن الزنا واللواط وما شاكلهما. 4- قَطْع الأرحام، وهو أحد أسباب تَفَرُّق المجتمع وتَشَتُّته. 5- الإساءة إلى الجار. 6- أكْل القويِّ الضعيفَ، وهو قاعدة الغابة ؛ فلا أمان فيها لِضعيف. كَمَا حصر في المقابل أهمّ الأخلاق التي ربّاهم الإسلام عليها ودعاهم إليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وهي في مجموعها مستمَدَّة مِن الكِتَاب والسُّنَّة، وهذه الأخلاق هي: [/SIZE]

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 12:45 AM
المشاركة 279
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[SIZE=\"4\"]هي: [/SIZE]
[SIZE=\"4\"]1- عبادة الله تعالى وحْده وعدم الإشراك به جَلّ وعَلاَ. [/SIZE]
[SIZE=\"4\"]2- صِدْق الحديث وأداء الأمانة. [/SIZE]
[SIZE=\"4\"]3- صلة الرحم وحُسْن الجِوَار. [/SIZE]
[SIZE=\"4\"]4- الكفّ عن المَحَارم والدِّماء. [/SIZE]
[SIZE=\"4\"]5- النهي عن الفواحش وقوْل الزور وأكْل مال اليتيم وقَذْف المحصَنات. [/SIZE]
[SIZE=\"4\"]6- إقامة الصلاة وأداء الزكاة والصيام.[/SIZE]
[SIZE=\"4\"] ثانيا: أثر القرآن في سلوك غَيْر العرب لقدْ كان القرآن الكريم عظيم الأثر في سلوك غَيْر العرب..[/SIZE]
[SIZE=\"4\"] ويكفي دليلاً على ذلك النموذجان التاليان: [/SIZE]
[SIZE=\"4\"][COLOR=\"#0000ff\"]النموذج الأول: النجاشي رضي الله [/COLOR]عنه الذي كان مَلِكاً لِلحبشة ورأساً مِن رءوس النصرانية، عِنْدما قرأ عَلَيْه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه صدراً مِنْ سورة مريم بَكَى حتى أخضلَتْ لِحْيَته، وبكت أساقفتُه حتى أخضلَتْ لِحاهم حين سمعوا ما تلا عليهم، ثُمّ قال لهم النجاشي رضي الله عنه: إِنَّ هَذَا وَالَّذِي جَاءَ بِهِ عِيسَى عليه السلام لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَة. يُرَاجَع: سيرة ابن هشام 1/349 .[/SIZE]

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 12:46 AM
المشاركة 280
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
النموذج الثاني: جنوب شَرْق آسيا التي لَمْ تُفْتَحْ بسيف ولا قِتَال ؛ وإنَّمَا دَخَلَهَا الإسلام عَنْ طريق التجار المسلِمين الذين تعاملوا مع تجار هذه البلاد فلمسوا في سلوكهم وأخلاقهم ما يَدفعهم إلى المسارَعة إلى اعتناق هذا الدين الذي يقوم ويعتمد على الكِتَاب والسُّنَّة. يُرَاجَع: حاضر العالَم الإسلامي 1/339 .

ثالثا: الأثر القرآني المعاصر في سلوك غَيْر المسلِمين إنّ أيّ امتداد لِلإسلام في شتّى بقاع المعمورة يُعَدّ امتداداً لِنُورَيِ القرآن والسُّنَّة وتأكيداً على أنّه الكِتَاب الحقّ المُنَزَّل مِنْ حكيم حميد. كَمَا أنّ هذا الامتداد الإسلامي اليوم خاصّةً في دُوَل أوروبا والأمريكيتيْن واستراليا مِنْ أَقْوَى الأدلة على صلاحية هذا الكِتَاب لِكُلّ زمان ومكان وقُدْرَته على مخاطَبة عقول الإنسانية في أَزْهَى عصور تَقَدُّمِهَا. ويكفي أنْ أدلِّل بنموذجين لِغَيْر المسلمين المعاصرين كان القرآن الكريم سبباً في تربية وتهذيب أنفُسهم، وذلك بالعودة بهم إلى رحاب التوحيد والإيمان:

~ ويبقى الأمل ...

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإعجاز فى القرآن سرالختم ميرغنى منبر الحوارات الثقافية العامة 6 07-07-2019 11:10 AM
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ماجد جابر منبر الحوارات الثقافية العامة 11 06-10-2012 07:51 PM
( 2 ) الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~ أمل محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 60 11-05-2011 09:16 AM
الإعجاز العلمى .. والعجز العلمانى محمد جاد الزغبي منبر الحوارات الثقافية العامة 18 10-30-2010 12:21 PM

الساعة الآن 02:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.