احصائيات

الردود
4

المشاهدات
2636
 
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


ياسر علي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,595

+التقييم
0.38

تاريخ التسجيل
Dec 2012

الاقامة

رقم العضوية
11770
09-10-2013, 06:23 PM
المشاركة 1
09-10-2013, 06:23 PM
المشاركة 1
افتراضي العذراء
اليوم سترجع إلى بيت أهلها بعد أن أنهت مدة حدادها على زوجها الذي قضى بعد حادثة سير . خمس سنوات في عهدته علمتها أن السنين ثقيلة على النفس الموجوعة ، أربعة أشهر وعشرة أيام وهي تحس أنها تحررت من قيد خنق فيها الأنوثة ، اختلطت فيها مشاعر حزن إنسانة فقدت رفيق بؤسها و فرحة من عتقت رقبتها من سجن رهيب فجأة . اليوم يحق لها التطيب و زخرفة يديها و رجليها بالحناء ، اليوم رجعت إليها الحياة في انتظار فارس يواسي جفاء يبس مشاعرها .
خمس سنوات و هي تكبح غضبتها و تدوس أنوثتها و تمحق كبرياءها ، خمس سنوات كانت فيها تمني النفس بالسراب مصدقة كذبات نفسها ، خمس سنوات تبيت فيها على حال وتستيقظ على حال . بين الفينة والفينة تسمع غمزا من عائلة زوجها و حتى من جاراتها و أحيانا من أقاربها ، يكاد الكل يصفها بالعقيم . يوما بلغ بها السعار مبلغه ، شدت زوجها في عنقه شدا مؤلما حتى كادت تعصر عينيه ، فهوت باكية نائحة و هو لا يملك إلا الصمت ردا لما يدور حوله . حاولت مرة أخرى و تجرأت طالبة الطلاق فقال لها : " متى رأيت نفسك مستعدة ، فأنا جاهز " . تعلم أنه يستجيب لكل طلباتها وتعلم أن حبا عميقا كان يربط بين قلبيهما حتى افترسته الحقيقة ، و بقرت كل مخزونه من الصمود .
أفرغت رئتيها متأففة ، كمن تخلص أخيرا من عقبة كانت تحول بينه و بين الحياة ، جمعت حقيبتها و وضعت نظارتين شمسيتين ثم نزلت السلالم مودعة شقتها التي أذاقتها لوعات مريرة . أقفلتها و هي تقبر جزءا من ماضيها ، تريده أن يبقى محبوسا هناك . نقرت باب الجزء السفلي من المنزل لتودع أم زوجها ، استقبلتها بعين دامعة و تعانقتا عناقا حارا ، عناق من فقدت ابنها و تفقد آخر ذكرياته و مكلومة تخلصت من آلامها و تتخلص من آخر ذكرياتها .
تقدم سعيد وهو يسمع دعوات أمه لها و هي تغادر:" ألم تخبريها أني راغب بالزواج منها ؟ " فردت عليه أمه : " أنت مجنون فهي عقيمة . " سمعت ما دار بينهما وهي تغلق الباب وراء آخر اللسعات فغادرت المبني .
سمعت نداء وراءها يعلو شيئا فشيئا فتوقفت رجلاها عن المسير وصل إليها يلهث قائلا : هل تقبليني زوجا؟ أكملت طريقها دون أن تجيبه ، فألح عليها : أنا أعرفك منذ خمس سنوات و أنت تعرفينني ، وليس هناك فرق كبير بيني و بين أخي ، فهو يكبرني بعامين فقط ، و أنت تعلمين سلوكي ، وكل ما لا يناسبك فأنا قابل للتغيير .
فردت عليه :" كانت معرفتي بأخيك أكثر من معرفتي بك فاتضح لي بعدها أني ما كنت أعلم شيئا ، لكن جبلت على الصبر و أريدك أن تعلم أنني لا أريد أن أبقى عذراء مدى الحياة . "


قديم 09-28-2013, 08:17 PM
المشاركة 2
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:70%;"]

هي قصة تحمل نبض الواقع الذي تعيشه الكثير من الزوجات
وهنا قرات محاورة مع النفس
وهروبا من واقع
والبحث عن الأمل

الأديب ياسر علي
رائع في حرفك في طريقة السرد
لكنني اتسال لماذا وضعت نظارتين شمسيتين ..؟؟؟

تقديري
[/tabletext]

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 09-29-2013, 04:59 PM
المشاركة 3
آية أحمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
قرأت هنا صبرا، وإخلاصا وحبّا كبيرا من زوجة
ضحّت بسعادتها لولا تدخّل القدر، وكانت نهاية
القصة من الروعة ما جعلنا نعيد كل حساباتنا
لنصطدم بحقيقة أخرى لم نحسب لها حسابا...

مبدعة طريقة سردك وساحرة لغتك يا ياسر...

تحياتي ...

قديم 10-01-2013, 07:56 PM
المشاركة 4
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:70%;"]

هي قصة تحمل نبض الواقع الذي تعيشه الكثير من الزوجات
وهنا قرات محاورة مع النفس
وهروبا من واقع
والبحث عن الأمل

الأديب ياسر علي
رائع في حرفك في طريقة السرد
لكنني اتسال لماذا وضعت نظارتين شمسيتين ..؟؟؟

تقديري
[/tabletext]


سعيد بحضورك الراقي يا أميرة الإبداع
ربما وضعت النظارتين لإخفاء لغة العيون التي تحمل طابع الجدية خصوصا أنها أصبحت حرة .
و ربما أحست باسترجاع حياتها و ارتأت أن تغرد على ألحان الموضة
و ربما فقط لكونها تريد أن تحس بالتغيير .



قديم 10-01-2013, 08:01 PM
المشاركة 5
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قرأت هنا صبرا، وإخلاصا وحبّا كبيرا من زوجة
ضحّت بسعادتها لولا تدخّل القدر، وكانت نهاية
القصة من الروعة ما جعلنا نعيد كل حساباتنا
لنصطدم بحقيقة أخرى لم نحسب لها حسابا...

مبدعة طريقة سردك وساحرة لغتك يا ياسر...

تحياتي ...


قد يلام البعض على تقبل وضع غاية في السوء رغم أنه يمتلك من البدائل الكثير ، لكن ينسون أن التجربة التي يعيشعها الفرد أحيانا في التضحية هي امتحان على قدرته على تقبل المسار والإيمان بأن هناك قوة أخرى لا يغمض لها جفن ترعى من لا يمتلك رعاية نفسه و آمن بأن لها مدبرا حكيما .

شكرا جزيلا أستاذة آية



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: العذراء
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طيبة العذراء منى عائض البدراني منبر الشعر العمودي 15 04-01-2012 01:24 AM
الطريق العذراء/ The road not taken ريم بدر الدين منبر الآداب العالمية. 6 08-09-2011 10:50 PM
العذراء والدم محمد محضار منبر القصص والروايات والمسرح . 4 01-29-2011 02:37 AM

الساعة الآن 06:29 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.