قديم 02-03-2014, 01:08 PM
المشاركة 21
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...فلنهدم مدارس التجهيل ونشيد مدارس التفكير

من هنا تأتي أهمية إعمال العقل، ليرى الصورة الحقيقية للأفكار، واعتقد أفلاطون بضرورة أن يتعلم الأطفال في المدارس كيف يضبطون رغباتهم، وينمّون شجاعتهم، وأن يستخدموا عقولهم ليصلوا إلى الحكمة.

وقد رأي أفلاطون أن تربية الأطفال شيء أخطر من أن يترك لتقدير كل عائلة أو أسرة بمفردها، وذلك لأنه لا يمكن أن تعلم الأسرة الأطفال ما يجب أن يتعلموه من أجل الوصول إلى المعرفة، القائمة حسب رأيه على استنباط الأفكار بوساطة العقل، وكي تنتج المدارس فلاسفة يمتلكون الحكمة، ليكونوا جديرين بحكم المدينة الفاضلة. المهم أن أفلاطون أدرك خطورة أن ينحصر التعليم في العائلة، لأن مثل هكذا عملية تعليمية تورث الطفل ما لدى الآباء من معلومات أو مهن في أطر تقليدية محصورة، فيظل المجتمع أسير محدودية التفكير غير القائم على المعرفة الحقيقية والحكمة، ويظل ضحية العادات والتقاليد التي تقتل الإبداع والأفكار، ويظل لسان حال الأطفال يردد "هذا ما وجدنا عليه آباءنا".

وقد كان لأفلاطون غرض آخر من تأسيس المدارس أكثر سموًّا ومثالية، ويتمثل ذلك الغرض في تعليم الأطفال كيف يفكرون، وكيف يستخدمون عقولهم، ليكونوا جديرين بالعيش في المدينة الفاضلة التي تخيلها، وظن أنه لا يمكن إلا أن يحكمها ويديرها الفلاسفة المتنورون الذين أصبحوا قادرين على تشغيل عقولهم، لأنهمهم الذين يرون الأمور على حقيقتها، وهو ما يؤكد أهمية دور المدارس والتعليم عنده.

وعلى اثر ذلك ازدهرت الحضارة وترك الإغريق أرثا حضاريا مهولاً ظلت البشرية تنهل منه عبر العصور والى عصرنا الحاضر رغم انه تعرض للإهمال والمقاومة والرفض في فترات زمنية وصفت بالظلامية كانت السيطرة فيها للمؤسسات الدينية ممثلة بالكنيسة في العصور الوسطى والتي رفضت الأخذ بالعقل كوسيلة للمعرفة وحاربت التفكير العقلي.

واشتد صراع الكنيسة مع الفلاسفة العقليين، لأنهم ظلوا على قناعاتهم أن العقل هو مصدر كل معرفة واعتقاد ديني، بينما آمنت الكنيسة بأنه لا يمكن للعقل أن يصل إلى بعض الحقائق الموحى بها. وبعد اتساع نفوذ الكنيسة وسلطتها، وتعمق تأثيرها ونفوذها، على مختلف جوانب الحياة، أمرت في العام (529م) بإغلاق أكاديمية أفلاطون في أثينا، و ظهر أمر منح البركة الذي اعتبرأول قانون كهنوتي، ولذلك يعتبر العام (529م) رمز وضع الكنيسة يدها على الفلسفة الإغريقية، وهو ما يعني سيطرة الأصولية الدينية على مقاليد الأمور بما في ذلك التعليم والفكر والتأويل، وتزامن ذلك مع سيطرة الكنيسة على المدارس، التي أصبحت تدار وتوجه من خلال الأديرة.
وقد ظلت الكنيسة والأديرة تسيطر على التعليم والمدارس لمدة أربعة قرون منذ اغسطينوس حيث بنيت أول جامعة غبر مرتبطة بالكاتدرائيات في العام (1200م) زمن القديس توما الإكويني، ومثل ذلك بداية تحرر الفكر في أوروبا التي كانت تخضع للمسيحية ومن ثم بزوغ عصر النهضة.

ولنا أن نتخيل ما تكون عليه الثقافة والفكر، إضافة إلى نظام الدراسة في تلك المدارس، في ظل مثل تلك السيطرة للكنيسة، وما طبيعة المناهج التي كانت تدرس فيظل تلك الأفكار الأصولية القائمة على مثل تلك المبادئ الدينية، التي تعمقت في تطرفها في ظل غياب الفلسفة العقلية، والمدارس الأفلاطونية، والمناهج البحثية... يمكننا أيضًا أن نتخيل ما كان عليه دور المعلم والمتعلم في ظل تلك الأفكار عن الإنسان، وكيف كان ينظر إلى الطالب متلقي العلم... ذلك لأن الكنيسة تبنت فكرة أن الوحي أغنى الناس عن كل أراء البشر وبخاصة في شأن الدين، لاعتقادهم أن ما جاء به الوحي يحتوي على كل ما كان يحتاج إليه الإنسان من التعليم والإرشاد.

لا شك أن مثل ذلك الجو الأصولي القائم على فكرتي تمرد البشر، والعقاب الذي فرضه الله على الإنسان كنتيجة لتمرده، أثرت في طبيعة الفكر والثقافة إلى حد بعيد، ومثل إلغاءً للعقل ودوره في الثقافة والمعرفة والعملية التربوية على وجه الخصوص... وهذا مثال آخركيف كان ينظر للإنسان في ذلك العصر بناء على ما ورد في سفر أيوب (( إلى عمق الله تتصل أم إلى نهاية القدير تنتهي؟ هو أعلى من السماوات ، فماذا عساك أن تفعل؟ أعمق من الهاوية، فماذا تدري؟ أطول من الأرض طوله، وأعرض من البحر ...أما الرجل ففارغ عديم الفهم، وكجحش الفرا يولد الإنسان ) سفر أيوب(11:7 -12).

ولا شك في أن ذلك شكل تراجعًا كبيرًا في تسخير العقل من أجل الوصول إلى المعرفة، مما أثر سلبًا على الإنتاج الإبداعي، وبالتالي حدث التراجع الحضاري الإنساني في تلك الفترة الزمنية المظلمة، ولذلك فإن الليل الطويل الذي دخلته أوروبا في ما يسمى بالعصور الوسطى،عصر الظلام، والذي امتد ألف سنة، ما هو إلا نتيجة مباشرة لذلك الجو الظلامي الذي خلق تخلفًا في مختلف المجالات، بعد أن تم تعطيل العقول، ومحاربة المفكرين، والفكر المستنير بشتى الوسائل، وربما تكفير المفكر، ومعاقبته إذا خرج في أطروحاته عما تقوله الأفكارالدينية.

ولكن وبينما غرقت أوروبا في تلك الظلامية على كافة الأصعدة، ازدهرالتعليم والتعلم في المجتمع الإسلامي، إثر ولادة الإسلام عام (632م)، فلم يجد المسلمون تناقضًا بين الفكر الديني وأفكار الفلاسفة العقلانيين...حتى أن المسلمين الأوائل هم الذين حافظوا على تراث المفكرين الإغريق، بعد تشديد الكنيسة قبضتها، وتكفير الفلاسفة ونبذهم، وهم الذين ترجموا كتب الفلاسفة الإغريق وعلومهم، وعملوا على تطويرها.

ولا شك في أن ذلك القبول للفكر الفلسفي العقلاني، والمنهج الأرسطي والأخذ به، أثر بدوره بصورة إيجابية على النظام التعليمي في الإسلام ككل، من حيث المناهج، والتعليم، ودور المعلم ، وبالتالي ازدهرت العلوم وتطورت بشكل مذهل. ولم يتراجع التعليم في البلاد الإسلامية، كما أن العلوم، والبحث العلمي، والتقدم الحضاري ظلت مزدهرة في البلاد الإسلامية في العصور الوسطى، إلى أن برز أئمة مسلمون تبنوا أفكارًا أصولية من حيث رفضهم للفلسفة، ومنطق الفلاسفة العقلانيين ومناهجهم.

وبالتالي أثرت أطروحات هؤلاء الأئمة سلبًا على النشاط العقلي والفكري والفلسفي في العالم الإسلامي، فتراجعت العلوم، وتراجعت الحضارة، بعد عصر ابن رشد، وهي ما تزال في تراجع في المجتمعات الإسلامية، نظرًا لاستمرار انتشار وتأثير وسيطرة ذلك التفكير الأصولي وتأثيره وسيطرته، وأثر ذلك بالتالي على مختلف مناحي الحياة، وعلى رأسها النظام التعليمي، ومناهجه والذي هو المحرك الأساس لتأهيل العلماء والباحثين.

وفي المقابل عادت أوروبا لتستعيد زمام المبادرة في تصدرالتطور الحضاري، والتقدم العلمي والنهضة، بعد تخلصها من سيطرة الكنيسة المطلقة،والعودة إلى الأخذ بمناهج البحث والتفكير العلمية العقلانية، وقد ساهمت أعمال ابن رشد تحديدًا في تلك النهضة، وساعدت في إحياء الفكر الفلسفي العقلاني في أوروبا، حيث أعيد اكتشاف بعض كتابات أرسطو بمساعدة الفلاسفة المسلمين، مما أحيا الاهتمام بالعلوم الطبيعية، وأثر من جديد في النظم التعليمية في أوروبا وأدى إلى نهضة غير مسبوقة قائمة على كم هائل من الاختراعات المبدعة التي ما كان للعقل البشري أن ينتجها لو ظلت الكنيسة هي المسيطرة.

ومن الأدلة على ذلك، مثلاً، ما حصل من رفض الكنيسة لاستنتاجات كوبرنيكس عن دوران الأرض حول الشمس، وعودة الكنيسة لرد اعتبار العالم جاليلو الذي كفرته، وكادت أن تنفذ فيه حكم الإعدام، لولا أنه تراجع عن أفكاره ظاهريًّا في المحكمة، لإنقاذ نفسه، ليخرج مرددًا " لكنها تدور، لكنها تدور"، وقد جاء رد اعتباره بعد أربعمائة عام من تاريخ إصدار الحكم ضده، وبعد أن أثبت العلم الحديث صحة استنتاجاته العلمية بشكل قطعي.

لا شك في أن المتأمل والمتعمق في ما سبق يرى أهمية دور العقل والتفكير في المعرفة، وأهمية دور المفكرين العقلانيين في التطور الحضاري، ويرى بجلاء خطورة سيطرة المؤسسات الأيديولوجية ضيقة التفكير،على التعليم والمناهج التعليمية.

وفي ظل تراجع التطور والحضارة في البلاد الإسلامية، وفي المقابل النهضة والتقدم الهائل في البلاد الغربية، لا بد من إعادة النظر في كل ما يتعلق بالفكر والتفكير والمناهج والعملية التعليمية، وربما إعادة إحياء المدارس على الطريقة الأفلاطونية، وهي المدارس التي تأخذ بتفعيل الأنشطة العقلية، ولا بد إذن من إعادة الاعتبار للعقول، ووضع مناهج تقوم على تنشيط التفكير، وتوليد العقول، مع ضرورة إخضاع كل ذلك للتجارب العلمية والبحثية والميدانية والحسية، ولا بد من إصلاح الوضع التعليمي في البلاد التي تشهد تراجعًا في التفكير، وأن يؤخذ بالاعتبار في ذلك دور المعلم، والإداري، والمبنى الدراسي، والفصول، والمنهاج، والكتاب، وطريقة التقويم، والامتحانات، وغيرها من الأمور التي تشتمل عليها العملية التعليمية، وجعلها تتمحور حول تحرير العقول، وأهم من ذلك حفظ كرامةالإنسان الباحث، ومنحه الفرصة للبحث والتعمق في طرح الأسئلة في جو حر، يمكن الإنسان من الإبداع بدون خوف وهذه هي الضمانة الوحيدة لتحقيق مزيد من التقدم لما فيه خير الإنسانية.

انتهى المقال.

قديم 02-04-2014, 09:58 AM
المشاركة 22
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
يقول ماركس " الدين افيون الشعوب " فهل هو كذلك فعلا؟

- وهل سبب تخلف الشرق مقابل تقدم الغرب ناتج عن هيمنة الفكر الديني على كل مناحي الحياة في المجتمعات في الشرق بينما اصبح الدين قضية ثانوية في المجتمعات الغربية الحاضرة؟

قديم 02-04-2014, 01:19 PM
المشاركة 23
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هذا الخبر يظهر مدى التقدم الذي كان عليه الشرق في زمن غرق الغرب في ظلامات العصور الوسطى...
وحتما حدث عكس ما يقوله الخبر حيث ظن ابناء الشرق ان في جهاز التلفزيون- وهو احدى ثمرات التقدم والنهوض الغربي- شياطين عند مشاهدتهم هذا الجهاز على الرغم من اختلاف المعطيات...
--------------------------------------------------

ظهور عظام إمبراطور سحره هارون الرشيد بساعة

الثلاثاء 4 ربيع الثاني 1435هـ - 4 فبراير 2014م
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة ساعة الرشيد كما أعادوا إنتاجها وتمثال شارلمان الذهبي






لندن - كمال قبيسي
بعد 26 سنة أبحاث واختبارات بألمانيا على عظام وجدوها تحت إحدى الكاتدرائيات، تم الإعلان بأنها تعود لشارلمان العظيم "أب الأوروبيين" وأعظم ملوكهم، وإمبراطور الدولة الرومانية المقدسة "ملك الفرنجة" الذي استلبسه العجب من ساعة جاءته هدية من هارون الرشيد، فسحرته بتحرك منظومتها من دون طاقة، وظن من في قصره أن فيها شيطانا، فحطموها في ظلمات الجهل الأوروبي قبل 1200 عام.


-----------
فهل "الدين افيون الشعوب " كما يقول ماركس؟

- وهل سبب تخلف الشرق مقابل تقدم الغرب ناتج عن هيمنة الفكر الديني على كل مناحي الحياة في المجتمعات في الشرق بينما اصبح الدين قضية ثانوية في المجتمعات الغربية الحاضرة؟

قديم 02-05-2014, 10:06 AM
المشاركة 24
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
يظهر التاريخ مدى فداحة الخطأ الذي كانت عليه الكنيسة في القرون الوسطى وحتى في عصر النهضة في التعامل مع العلماء على الاقل في حالات محددة معروفة للجميع مثل حالة كوبنرنيكس وحالة جاليلو ...
ولا شك ان هذه الحالات تؤكد على خطورة الدور الرجعي الذي يمكن ان تلعبه المؤسسات الدينية في وأد مخرجات العقول حتى وان كانت قائمة او مقرونة بالادلة العلمية والثوابت العملية...
وهي بذلك تكون عامل حاسم في اعاقة النهوض والتقدم في جميع المجالات...

بناء عليه :
- الم يصدق ماركس في مقولته ان الدين افيون الشعوب؟

- الا يجب فصل الدين عن الدولة حتى لا تلعب المؤسات دورا رجيعا في حركة النهوض والتطور لا يتم ادراك مخاطرة واضراراه الا بعد مرور قرون من الزمن؟

- هل يكمن تقدم الغرب وتأخر الشرق في هذه الجزئية تحديدا؟

- هل تعلب المؤسسات الدينية الدور الاخطر في الحفاظ على الوضع القائم status quoوتكبح التقدم والنهوض؟


- هل هذا هو العنصر الاهم في جعل الغرب متقدما والشرق متخلفا؟

قديم 02-10-2014, 01:15 AM
المشاركة 25
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الدين أفيون الشعوب ؟

لو انطلقنا من هذه القولة لألغينا القيم بالمجمل كما نلغي الحساب والجزاء ، آنئد فقط سنشرع لكل شيء وفق منطق القوي ، إذ ذاك ستسود الهمجية المفرطة والفتنة الحقيقية . تصور أن يحس الإنسان استقلالية الفعل و نلغي "الضمير" أو بالأحرى محرك الفعل الإنساني المسير للحياة الاجتماعية و التخفيف من الأنا المتعالية ، تصور أن لا تكون هناك قوة موجهة للفعل الإنساني تتحكم في سلوكياته ، تصور أن يترك الإنسان لمصيره ، لا أعتقد أن الفرق الحقيقي بين الإنسان و المخلوقات الأخرى ما هو إلا التدين الواعي ، أي التدين الاختياري ، و القبول بالعبودية لله بحب .

ربما أن خطأ ماركس هنا هو اعتباره الدين مجرد طفرة تطورية للفكر البشري ، و مرحلة الشيوعية سينتفي فيها هذا الفكر و يعود الإنسان إلى المشاعة البدائية . ربما كان محقا لأنه في آخر أيام الدنيا و الفناء سيأتي على قوم لا يعبدون الله إطلاقا ، إذ ستوفر لهم الطبيعة كل مستلزمات العيش و ستحجب عنهم فكرة التدين لانعدام التدافع الخلاق و الثنائيات الأخلاقية التي يشتغل بها الضمير ، فتضمر العقيدة استعدادا للفناء .

لا أعتقد أن الدين مجرد أفيون كما يعتبره ماركس ، بل هو المحرك الحقيقي للطبيعة الإنسانية ، فمتى غاب الدين غابت الانسانية بالمجمل ، فالإنسان ليس هو حيوان ناطق ولا حيوان اجتماعي ولا حيوان مفكر ، بل حيوان متدين بالأساس .

لكن هل للفكر الديني منزلقات و انحرافات هذا ما يمكن التسليم به ، فكل فكر يحجم الحريات المطلقة للإنسان فهو بالأساس منحرف ، لأن الله ما خلق الإنسان عبدا له إلا ليحرره من كل أصناف العبودية ، فتنائية العبد والحر متجسدة في العبودية لله و الحرية المطلقة مع الغير . وهنا جوهر حرية التفكير و حيرة الفعل اللتان تساهمان في رقي الإنسان وتطوره نحو الأفضل .

إن الاستغلال الإيدلوجي للدين هو المصيبة العظمى التي تغرق المجتمعات في التخلف ، فعندما يكون الدين مطية للنفوذ و مطية للاستغلال هنا الانحراف الذي يعصف بكل أسباب التقدم . فالدين جاء بالدعوة إلى الله بالحسنى ، و يخاطب الفطرة برفق ، و لا يستلزم التعصب أبدا ، فكل تحريف للدين جهة التعصب هو انحراف حقيقي عن التدين ، لا أعتقد أن الأديان شرعت الاعتداء على الغير يوما ، بل وضعت قواعد تنهى عن العدوان ، و ما كان الدين يوما يحاكم النوايا و لا حتى الأفعال التي لا تضر بالغير و تعتدي على حرماته .

فمثلا حتى في الزنا لا تنفد حدوده إلا على من أراد التحلل من خطئه ، أو من مارس الزنا جهارا أمام الملإ معتديا على المجتمع و ضوابطه الأخلاقية التي لا يمكن أن تسير الحياة الاجتماعية إلا بها . فما بالك أن تحاكم شخصا لأنه اعتقد أن الكرة الأرضية تدور ، فهذا انحراف في التدين لا يتحمل الدين وزره بل يتحمل تلك الخطيئة هؤلاء الذين استغلوا الدين لممارسة الظلم .

إذن هل الدين أفيون الشعوب ، بالطبع لا فهو دين حرية مطلقة لا كما يعتبره البعض ، فالدين بالأساس نظام مرن جدا ، و لو لم يكن كذلك لكان للخاصة بدل العامة ، لكن مع كل أسف هؤلاء الخاصة الذين يعتبرون أنفسهم حماة للدين هم الذين يشيعون الانحراف في التدين .

العلمانية هي حل مؤقت لتصحيح التدين ، فعندما جاءت العلمانية في الغرب جاءت لتضع حدا للانحراف الذي وقع في الفهم الديني ، وجاءت لابعادهم عن مركز القرار ، لأنهم أساؤوا للدين و أساؤوا للمجتمع ، فإذا كانت العلمانية حققت النجاح في ظل الحرية المطلقة للفرد فلأنها قريبة من جوهر الدين واعتمدت أسسه الحقيقية ، و هي مراعاة حرمة الآخر في الإطار القانوني المنظم للحياة الاجتماعية ، و إطلاق الحريات و اعتبار التدين شأنا خاصا بالفرد .

فهل العلمانية تعادل الالحاد و تعادي الدين بالطبع لا ، هذا منطق خطير يتبعه البعض ويكيل الاتهامات يمينا و يسارا ، فلو استرجعنا حتى العصر الاسلامي الأول ، لم يكن الخلفاء رجال دين بالمعنى الصرف للكلمة ، فبعضهم تاجر ذو منطلق اقتصادي والآخر قائد سياسي و رائد في القيادة وغير ذلك ، و لم تنشأ الجماعات الدينية إلا بمنطق العصبية العرقية في الاسلام ، وهذا منطق لا يحب البعض سماعه لأنه يريد لنفسه السمو الذي جاء الإسلام ليجعل السمو في التقوى التي لا يعلمها إلا الله .

فهل الدين ضد التقدم? لا ، وهل العلمانية هي الحل? ربما تكون بعضا من الحل وليست كل الحل ، فالحل إذن هو رؤية "متفتحة" و متجددة للدين كدافع لتنشيط الحياة الدنيوية أيضا ومشروع مجتمعي متكامل مستند على العلوم والإيمان بالقدرة على الفعل وتقديس العمل .

قديم 02-10-2014, 10:55 AM
المشاركة 26
مباركة بشير أحمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
قد يصيب الدين اعوجاجا من لدن أهله الذين ضيَعوه ،وذاك مرجعه إلى ضعف الوازع العقائدي ،والإنشغال بالجانب المادي ،كأولوية مبنية عليها المتطلعات الفردية والأهداف .لكن الحل لايكمن في الإنصياع للعولمة التي ما أراد لها التعميم مبدعوها إلا لقصد الهيمنة لما يمتلك العالم العربي ،الإسلامي من ثروات فكرية واقتصادية ، بدليل أنهم يرتقون نحو الأفضل في شتى المجالات ،بيد أن العالم النامي ،لا يزال يحبوا على تراب النكسات المتتالية .فما الجدوى من العولمة إذا ما ا لحال هو الحال ،ولم،،، ولن تطال الشرق راحة التغيير الإيجابي ؟

قديم 02-12-2014, 12:32 AM
المشاركة 27
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
العولمة

العولمة آخر ما وصل إليه النظام الرأسمالي سياسيا واقتصاديا ، و استندت على الثورة المعلوماتية كركيزة أساسية في الاقتصاد واستغلت هذه الطفرة الإلكترونية لتجعل من العالم قرية صغيرة يسهل التلاعب بها و تغيير خرائطها سياسيا لبعثرة الأوراق من جهة و إعادة تنظيمها وفق أهداف الرأسمالية العالمية .
إذا كانت الحرب العالمية الثانية قد كان لها الفضل في إحياء النظام الرأسمالي في طبعته الأمريكية ، و استولت أمريكا على مراكز نفوذ الدول الاستعمارية ، وانتقلت الرأسمالية من الامريالية الاستعمارية إلى الامبريالية الناعمة ، بشقها الاقتصادي المتوحش و أديولوجيتها المعلنة المتمثلة في الحرية والديمقراطية و حقوق الإنسان واتخذت من الأمم المتحذة مظلة لتنفيد برنامجها المتمثل في الهيمنة على العالم بدون تكلفة مرهقة ، و بدون حروب مكلفة قد تأتي بنتائج عكسية خصوصا بعد إعلان الاتحاد السفيوياتي دولة نووية ، ففضلت أمريكا الحرب الباردة الاستنزافية على الحرب الحقيقية وحاصرت الروس بقوة و أدخلتهم في منافسة شرسة على الصعيد العلمي و التكنولوجي و الحربي ، مستثمرة غنائمها من الحرب العالمية الثانية من مخزونات الامبراطوريات الاستعمارية ، و أسواقها ، و جعلت كل اقتصاديات دول أوربا الغربية تابعة لاقتصادها . مخضعة البحار و الطرق التجارية لأساطيلها المدنية و الحربية التي حققت النصر على النازية و مستولية على أغلب ممرات التجارة العالمية .
مع فشل روسيا في التعافي من آثار الحرب العالمية و ازدياد إنفاقها على دعم الأحزاب الشيوعية و بيروقراطية إدارتها و تحولها إلى ديكتاتورية طاغية ، و تحكم الولايات المتحدة في المؤسسات المالية العالمية ، استفحلت الأزمة الاقتصادية في روسيا و اضمحل الاتحاد السفياتي بسرعة البرق و انهار المعسكر الاشتراكي .

مع هذا المعطى الجديد الذي هيأت له أمريكا خططا كثيرة للانتقال إلى النظام العالمي الجديد وحيد القطب أو ما يصطلح عليه بالعولة السياسية ، بدأت أمريكا في دخول مواقع الروس في أوربا الشرقية و فككت يوغزلافيا و تشيكوسلافاكيا و كبداية لتطهير أوربا و اختلقت عدوا جديدا أمام انحصار الشيوعية و هو الخطر الأخضر المتمثل في الصحوات الإسلامية و أخرجت بإتقان هليودي أحداث الحادي عشر من سبتمبر مستغلة تعطش المسلمين لنصر معنوي و للإعلان عن وجودهم التاريخي الذي توارى عن الأنظار منذ تفكك العتمانيين ، وتحول تركيا إلى علمانية أتاتوركية موغلة في التبعية . فهيأت أمريكا الأسباب للسيطرة على الدول المستعصية في فترة الحرب الباردة كأفغانستان و الصومال و اليمن و العراق و ليبيا و سوريا ، و إيران التي خسرتها إبان الحرب الباردة .
اشتغلت أمريكا على ثلاثة مستويات ، أولها الحرب الاقتصادية بتلاعبها بأسعار الطاقة و الحصار الاقتصادي للدول التي تدور خارج فلكها ، والضغط على الدول لتحرير اقتصادياتها لإضعاف تحكم الدولة في الأسواق " سياسة الخصخصة و سيطرة الشركات الكبرى العابرة للقرات على شريان إقتصاديات الدول" . المستوى الثاني الحرب الإعلامية والثقافية ، تغيير المناهج الدراسية و عولمة القيم الرأسمالية ، والحد من الخصوصية ، وتغريب الانتماء ، والتدخل في سياسات الدول عبر بوابة حقوق الانسان و خرق السيادة الوطنية بالعدالة الدولية . تفتيت لحمة الدول باسم حقوق الأقليات . و أخيرا على المستوى العسكري ، احتلال بعض الدول مباشرة و الاستيلاء على مقدراتها .
لولا الأزمة الإقتصادية في أوخر العشرية الأولى للقرن الواحد والعشرين التي ضربت قطاع الاتمان والرهن العقاري لاستمر الغزو المباشر للعديد من الدول ، لكن أمريكا لم توقف سياستها بل صدرت الأزمة إلى أوربا و من ثم إلى جميع دول العالم و كانت ضريبتها قاسية على دول الشرق الأوسط بالدرجة الأولى حيث عصفت بالعديد من الدول و جعلتها في شبه حرب أهلية دائمة و استغلت أمريكا الوضع الذي هيأت له كل الظروف لتنفيد سياساتها بلا حروب من جديد .
العولة لم تكن سياساتها موجهة للشرق الأوسط بقدرما هي موجهة إلى الصين والهند كدولتان تشكلان خطرا على الوجود الغربي ، فكل سياسات أمريكا في الشرق الأوسط وأفريقيا موجهة ضد النفوذ الصيني المتنامي و هي تحاول اختراق الثقافة الصينية و محاصرة اقتصادها المتنامي بشكل غريب ، و لعل أزمة جنوب شرق آسيا شاهد على قدرة المافيا الرأسمالية على الإطاحة بالاقتصاديات التي قد تشكل خطرا عليها . فكل هذه الحرب الضروس ما هي إلا إحكام الطوق على الاقتصاد الصيني وضربه في الصميم متى تم اقتحامه من الداخل بواسطة الشركات العملاقة .
و لعل المهدي المنجرة في ربطه في الحرب الحضارية بين القيم الشرقية والأسوية المتقاربة دليل على أن العولمة ظاهرها موجه للعالم الإسلامي و باطنها موجه للأسيويين لكون العالم الاسلامي لا يشكل خطرا حقيقيا على الغرب ، كما تشكله الثقافة الأسيوية المبنية على تقديس العمل و الإيمان بالذات .

قديم 02-16-2014, 03:21 AM
المشاركة 28
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هل الفعالية السياسية ستكون لها نتائج على التقدم ؟

لا أعتقد أن الفعالية السياسية تأتي من الخواء والفراغ ، و لا يمكن لفكرة مهما بلغت من الجودة أن تصنع التاريخ ؟

لو استقرأنا تجربة ألمانيا النازية رغم تقدمها العلمي والتكنولوجي لم تستطع البقاء كنظام ، ولو بقيت بعد الحرب العالمية لكانت ألمانيا إلى اليوم دويلة ضعيفة إقتصاديا و سياسيا ؟ ذلك لأن صنع امبراطورية لا يتأتي بإعلان الإستقلالية السياسية الكلية عن القوى المؤثرة في العالم أي الدول الكبرى ، و أعتقد أن الاتحاد السوفياتي نال نفس مصير ألمانيا النازية ، رغم فوزه في الحرب ، ذلك لأنه حاول كما حاولت النازية استباق الأمر و إعلان الامبراطورية بدون مقومات الهيمنة . و هو السيطرة على مقومات نهضة الدول و أظن أن أمريكا أيضا قد تعاني من نفس المصير إن لم تجد من يفرمل تهور بعض صانعي قراراتها . فلو استمرت سياسة المحافظين العدائية مع العالم بأجمعه لعجل بذهاب الامبراطورية الأمريكية ، التي لم تكن في الأصل غير نسخة منقحة للامبراطورية الإنجليزية .

عندما نتأمل الفكر القومي العربي اليساري و حتى الصحوة الإسلامية اليمينية أو حتى الأنظمة القطرية في العالم العربي والإسلامي سنلاحظ بشكل جلي نوع من التقوقع على الذات وانتشار ثقافة كراهية الآخر بشكل أو بآخر و جرعة زائدة من أنانية ثقافية تهيمن حتى على الطبقات المثقفة . وهذا عامل حساس يغذي ثقافة النفور و النزوع إلى الهامش و في الوقت ذاته يغذي نوعا من السذاجة و يبعد الفكر الموضوعي و يسهل السقوط في فخ المؤامرات ، التي يضيع بواسطتها الجهد و تنحرف الأهداف ، و يصيب الرؤية بنوع من الضبابية و تداخل الأوليات .

لكي نزرع آمال التقدم لابد من الاستفادة من دروس التاريخ ، فلو أخذنا نموذج الصين فهي نأت بنفسها عن الحرب الباردة رغم تمسكها بالشيوعية ، و اختارت البراغماتية و النمو الناعم ، فحتى اليوم لا تزال الصين تلعب في هامش السياسات الغربية و لم تعلن العداء للغرب كما فعل البلاشفة ، وتمارس الاكتساح الناعم للعالم بخطط حكيمة . فغالبا ما نسمع عن الحياد الصيني و هو موقف سياسي مهم يمنحها هامشا كبيرا من المناورة لأخذ قسطها من الكعكات الغربية ، بإمكاناتها البشرية البشرية والعلمية و الصناعية . لو تأملنا النمور الأسيوية التي ذابت سياساتها في الأديولوجية الغربية ، ولم تنخرط في الحرب الباردة بمقدراتها فهي استطاعت أن تبني دولها و تنتشل شعوبها من الفاقة و التخلف و تترصد تقلبات العالم لتعلن عن وجودها ولو إقليميا .

يستعصي وجود نموذج في التاريخ الحديث عن دولة أو مجموعة إقليمية تمكنت من بناء التقدم مع رغبة في الاستقلال عن القوى المهيمنة ، بل هناك على الدوام براغماتية سياسية تحافظ على المكتسب و تبحث عن تنمية بجهد أقل . تجارب القومية العربية كلها سقطت في فخ الحرب الباردة ورأينا بأم أعيننا كيف انهارت أنظمتها بدون أن تأسف عليها حتى شعوبها ، رغم أنها خاضت حروبة كبيرة ضد الهيمنة الامبريالية ، وحافظت على كيان العروبة كثقافة ، ومرد ذلك أنها خاضت حروبا لا تعنيها وهي لتوها انعتقت من الاستعمار المباشر و لم تمنح نفسها فرصة بناء الذات ، مما اضطرها إلى تغليب القول على الفعل ، فخطبها النارية المؤججة للعواطف ذهبت أدراج الرياح و بقيت الحقيقة المرة أن مقومات الدولة غائبة فعليا .

لو نظرنا إلى البديل الإسلامي و هنا أقصد حركات الإسلام السياسي ، لوجدناها تغترف من الفكر القومي نبرته النارية بدون حتى ظهر مسنود كما وقع للقوميين أيام الاتحاد السوفياتي ، فهي في العراء تعلن عداءها لكل ما هو خارجي ، ثقافة و سياسة و أسلوب حياة ، مما يبين أنها غير مستعدة للبناء بقدرما هي تسير إلى مزيد من العزلة و التموقع خارج التاريخ ، فمشروعها مجرد كلام أو ظاهرة صوتية لا ترقى إلى مستوى المسؤولية و الفعل السياسي ، فعندما تقدم على ممارسة سياسية يجب اكتساب المرونة اللازمة للفعل السياسي .

سنأخذ نموذجين للدول الإسلامية التي تحاول بناء دولها و اقتناص الفرصة لرفع أسهمها في عالم اليوم .

نبدأ بإيران على سبيل المثال : فإيران كانت على الدوام تعلن عداءها لأمريكا ، لكن هذا لم يمنعها من التعاون مع أمريكا في غزو العراق و أفغانستان ، فبدل أن تساند المقاومة في هذه الدول جاءت من جانب القوي لأنه يخوض حروبا هي في حاجة إليها لإضعاف شوكة منافسيها الإقليميين و لتكون في نفس الوقت هذه المقاومات و و الدول الناشئة فيها من تخوض الحروب نيابة عنها ، كما يفعل نظام المالكي و نظام كرزاي ، فكلاهما يساهمان في قوة إيران ، و الجماعات المنعوتة بالإرهاب تقوام المشروع الأمريكي ، فكلهم في الأخير يصبون في مصلحة إيران . و ضد إسرائل لم ترسل إيران قواتها ولا جيوشها رغم ما تعلنه من عداء مع الصهاينة ، بل صنعت من يخوض معهم الحروب وفق رغبتها ليكون مجرد ورقة ضغط . فهي كلما أحست بدنو الخطر ، تعقل صانعوا سياستها و أعادو الدفء إلى علاقاتهم مع الغرب .

لا أعتقد أنه لولا النوايا التوسعية لإيران في المنطقة و تأثرها الكثير بالقومية العربية من حيث الخطاب نظرا للتقارب الثقافي لكانت مسيرة إيران التنموية بلغت أضعاف ما وصلت إليه اليوم و لكان نفوذها أعظم من أن تساوم عليه .

إذا أخذنا النموذج التركي الذي أسسه أتاتورك و خلفاؤه العسكريون ، الذين اختاروا العلمانية كإديولوجيا لقربهم من أوربا فقاموا بتحديث الدولة و انتهجوا سياسة الحداثة و بفضلها بنوا ثقافة و صناعة و سياسة و مؤسسات اقتصادية قادرة على المنافسة ، وعندما جاء البديل الإسلامي الحداثي و قطع مع ثقافة الفساد و ناهض البيروقراطية مستفيدا من الأزمة الاقتصادية الغربية ليزيد من نموه و من تطور الدولة التركية التي تكتسح سلعها كل الأسواق العربية و الدولية بنعومة ، رغم خطابات أردغان النارية إلا أن الفعل يبقى في صالح الدولة التركية و لا يمكن لتركيا أن تخوض حروب الآخرين بمقدراتها تماما كما تفعل إيران ، وما تلك الخطب النارية في حد ذاتها إلا من مخلفات الثقافة القومية عند العرب . لكون جمال عبد الناصر كان يمثل رمزا للصمود والنضال في الشرق و ربما في العالم . لكن تلك العواطف لا تقوم بها الدول ، فالدولة تبنيها القدرة على توجيه الفعل إلى مصدر النمو والتقدم و ليس إلى ثقافة انتحارية .

و يبقى السؤال لماذا تقدم الغرب و تأخر الشرق مطروحا ؟ إلى حين .

قديم 02-16-2014, 01:01 PM
المشاركة 29
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ ياسر المحترم

تقول ضمن مداخلتك بتاريخ 14/1/2014 :

" التقدم يبدو شيئا أقرب إلى الخيال في عقولنا نحن الأمة المؤمنة بالتخلف ، هذا لأننا آمنابما لا يدع مجالا للأمل أننا متخلفون، و أصبحنا بدون وعي أقرب إلى الإيمان بأننالا نستحق إلا التخلف ، فكثيرا ما توطنت في أذهنانا فكرة أن الإنسان الغربي يتميزعلينا بميزات شتى، والواقع غير ذلك بكثير، فالأجناس لهم نفس القدرات، فمفتاحالتقدم هو بأيدينا متى آمنا أننا قوم يمكنه أن يصل إلى درجة أرقى.
-السؤال الذي يمكن استنباطه من هذه المداخلة هو سرهذه الحالة الذهنية التي تصفها هنا؟

- أي ما الذي يجعل التقدم في عقولنا اقرب إلى الخيال؟ ولماذا تؤمن الأمة بالتخلف؟

- وما سبب هذه الفكرة التي توطنت في أذهاننا كما تقول بأن الإنسان الغربي يتميز علينا؟

- وان كنت ترى بأن الأجناس لهم نفس القدرات فما الذي يجعل الغرب أكثر تقدما اذا؟

- وهل آمن الإنسان الغربي بأنه أكثر تقدما فحصل التقدم؟ أي هل هي مجرد حالة ذهنية؟ أم أن الأمر أعمق من ذلك وله ارتباط بالواقع الثقافي والحضاري الملموس بمجموعه؟

- هل فعلا أن مجرد الإيمان بأن مفتاح التقدم هو بأيدينا سوف نصل إلى درجة ارقي؟ أم أن هناك شروط واقعية وموضوعية يجب أن تتحقق حتى يحدث هذا التقدم والقضية أعمق من كونها حالة نفسية أو ذهنية بل أن هذه الحالة الذهنية هي نتاج عن التخلف الذي يفرض نفسه؟

- فما الحل الذي يمكن أن ينشل الأمة من حالة التخلف هذه؟ وما هي المعيقات التي تمنع تحقق هذا الوعي الضروري لتحقيق التقدم حسب مداخلتك؟

قديم 02-18-2014, 03:01 PM
المشاركة 30
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ ياسر

وتقول في نفس المداخلة " وهنا لا أقصدتلك المبادرات الفردية على إيجابيتها ، بل أقصد أن تكون مؤسساتنا على استعدادلاحتضان الفكر التقدمي . ولا أقصد هنا تقدمية إديولوجية ، فلا أعتقد أن الإديولوجياو حمولتها التوعوية قادرة على أن تضمن التقدم لأي شعب من الشعوب ، بل تعتبر ذلكالسند الذي من خلاله يمكن تهييء الأجواء لإنزال سياسات معينة هي التي يمكن أن تصبفي مجرى التقدم .
من خلال استقراء أولي ، نلحظ أن فرنسا مثلا بنت و استقتتقدمها في ظل إديولوجيات مختلفة ، من نظام إقطاعي مرورا بالثورية و رجوعا إلىديكتاتورية نابوليون و انتقالا إلى الديموقراطية . و ألمانيا أيضا مرت بذات المراحلتقريبا ، و كذلك بالنسبة انجلترا ، و حتى أمريكا بنت تقدمها في ظل حرب ضروس بينالشمال و الجنوب ، و ذهابا إلى روسيا بنت تقدمها في ظل القيصرية و مرورا بالشيوعيةو وصولا إلى الليبرالية ، و الصين تخلصت من تخلفها في ظل الشيوعية و غذت نفسهبالانفتاح الاقتصادي و اقتصاد السوق الموجه .

- إذا هذا الجزء من المداخلة يوضح بل ويقدم دليل بأن الايدولوجيا ليست عامل مهم في التقدم وعليه فلا بد أن هناك أسباب محددة اخرى جعلت هذه الدول تتقدم على الرغم من طبيعة الايدولوجيا السائدة. أليس كذلك؟

- ولو دققنا في تاريخ هذه الدول التي ذكرتها تحديدا لوجدنا عاملا مشتركا مهما بينها كلها... وأتصور هذا العامل مهم جدا في دفع المجتمع إلى الإبداع على المستويات الفردية والجماعية وهذا العامل هو الحروب التي عصفت بهذه الدول سواء الحروب الأهلية أو الحروب الإقليمية والعالمية ..

- والحرب بحد ذاتها ليست مهمة في هذا المضمار لكن المهم هو ما تخلفه هذه الحروب من أيتام وموت وبؤس وشقاء ومعاناة ومأسي وهي عوامل تصنع الحياة وتصنع المبدعين والقادة الافذاذ وبالتالي فان التقدم يكون حصيلة لهذه الظروف المأساوية وما ينتج عنها من نمو ابداعي وقفزات لا يمكن ان تتحقق في حالة السلم.

يتبع،،


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: لماذا تقدم الغرب وتأخر الشرق؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كوكب الشرق بالحبر الجاف ابتسام السيد منبر الفنون. 10 05-24-2021 07:24 PM
طرابلس الشرق تاريخ وحضارة إيلي عماد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 22 01-10-2020 04:21 PM
صور من الشرق في إندونيسيا علي هزايمه منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 1 07-16-2019 03:06 AM
عن تقدم الشعر عبدالله علي باسودان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 0 03-18-2016 05:58 PM
هل العرب عاجزون عن التأثير في المشهد الدولي ؟ لماذا ؟ وما العمل ؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 7 08-08-2014 11:39 PM

الساعة الآن 05:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.