احصائيات

الردود
0

المشاهدات
3669
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
08-12-2010, 03:27 PM
المشاركة 1
08-12-2010, 03:27 PM
المشاركة 1
افتراضي وجها لوجه -5- حوار مع الروائي المغربي محمد غالمي
من مغربنا العربي ، أرض تزخر بنهضويين من كتاب و أدباء و علماء و مفكرين أثروا مشهدها الثقافي
كان لي شرف اللقاء مع أستاذي محمد غالمي و بالرغم من ضغط العمل لديه إلا انه منحني بعضا من وقته لأحصل منه على هذا الحوار

ريم بدر الدين: هل من الممكن سيدي أن تقدم لنا سيرة ذاتية وسيرة ابداعية؟
ـ محمد غالمي: خريج المركز التربوي لتكوين الأساتذة.. أمارس التدريس بالتعليم الثانوي.. بثانوية مولاي إسماعيل التأهيلية بمدينة قصبة تادلة بالمملكة المغربية.. مهتم بكتابة القصة والرواية والمسرح.. ذو عضوية معلقة برفوف إتحاد كتاب المغرب، لأسباب لا يعلمها إلا القيمون على الدار!!!!

من مؤلفاتي المتواضعة: نزيف القناديل (رواية) ـ الإخطبوط المجنح (م.قصصية) ـ والعملان منشوران في كتابين.

ومن مؤلفاتي التي لم يكتب لها النشر بعد: عذراء سراييفو (رواية) ـ قاهرة الجدران الإسمنتية (رواية) ـ فرسان الجحيم (م.قصصية)
ريم بدر الدين: يقول أريستوتال أن الأدب هو تقليد الواقع وأن الأدب يجب أن يؤدي رسالة ما و ألا يكون من منطلق الأدب للأدب فقط ، ماهي رؤيتك للموضوع ؟ هل يقدم الادب رسالة ..يكشف و يعري الحقائق ؟ يطرح حلول؟ أم انه فقط إخراج لكوامن النفس و شطحات العقل بغرض الإمتاع الفكري و العاطفي و إظهار المقدرة الإبداعية للكاتب لغويا و بيانيا؟
محمد غالمي: رؤيتي للموضوع لا تخرج عن إطار تلك الرؤية النقدية التي بني عليها السؤال إذ أراها أقرب إلى الصواب. إن الأدب الراقي لا يكون إلا بحرا زاخرا وعالما رحبا ساحرا.. يتمثل الواقع، وما يتوقع حدوثه في الواقع، وينقل ذلك، بغض النظر عن طبيعة التيمة والدلالة العامة، في حلة أدبية راقية، مفعمة بصور قشيبة زاهية .. حينئذ تبلغ العملية الإبداعية الناسخة للواقع ذروتها.. وأدب من هذا القبيل لا يخلو من رسالة إنسانية خالدة تؤرخ لمختلف التناقضات والتحديات التي قد تعصف بالإنسان والقيم والحضارة أو ترقى بها .. وفي رأيي المتواضع فإن كل جنوح عن هذا التوجه الذي يمزج بين واقع محتمل الحدوث ولغة أدبية أنيقة، يعتبر عديم الصلة بعالم الأدب.. وبالتالي قد يولد أدبا عقيما معزولا، كذلك الذي يتبنى مناصروه الطريقة البرناسية التي تبنت المذهب الأدبي والفلسفي المناوئ للرومانسية والذي يعتبر الفن غاية في ذاته لا وسيلة للتعبير عن الذات..

ريم بدر الدين: الرواية و القصة هما أكثر النواع الأدبية انتشارا في العالم
وفيما يفضل القارىء الغربي الرواية الطويلة نجد في عالمنا العربي تفضيلا للقصة القصيرة من قبل القراء ربما لقصر نفس القارىء العربي ...هل هذه القصة القصيرة في عالمنا العربي تؤدي الغرض المرجو ؟ هل صعدت إلى مراقي القدرة الاحترافية أم انها لازالت في طور الهواية ؟
بناء على السؤال السابق عندما استحضر اسماء كتاب القصة القصيرة في عالمنا العربي لا يحضرني الا بضع اسماء اثبتت وجودها من امثال محمد مستجاب و المخزنجي و الكيلاني و زكريا تامر فيما تزخر مكتبتنا بكتاب رواية عمالقة كمحفوظ و الغيطاني و الطيب صالح و مستغانمي...هل هذا يعني قصورا في اداء القصة القصيرة مع انها النوع المفضل للشعب العربي كمادة قرائية؟
محمد غالمي: لا أحد ينكر القفزة النوعية التي حققتها القصة القصيرة، وأصبحت أكثر انتشارا، إذ في بدايتها فرضت وجودها في تمثيل المرجعيات الاجتماعية والتاريخية، واستصراخ قيم إنسانية شتى... واعتبر القاص مصلحا اجتماعيا لما يراه من مظاهر الخلل في كل البنيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. ومن هؤلاء الرواد أذكر ـ ليس على سبيل الحصر ـ محمد لطفي جمعة، والرافعي ومحمود تيمور ويوسف إدريس ويحي حقي وسعد مكاوي، محمد سعيد الريحاني ومحمد بنيس ومحمد زفزاف من المغرب. والواقع القصصي الراهن يشهد بتدفق كم مهول من الكتابات القصصية التي تنشر يوميا على صفحات الجرائد والمجلات فضلا عن المواقع الإلكترونية. وبلغت القصة منتهى الذروة، إذ احتلت المرتبة الثانية في سلم الإبداع العربي منفردة بشكلها الفني المواكب روح العصر ومستجداته؛ مثل التكثيف وتوظيف اللغة الشعرية في نسج الحدث وعنصر المناجاة أو الحوار الذاتي وسبر أغوار الإنسان .. وبناء على ما ذكرت كان من الطبيعي أن تستقطب القصة عددا كبيرا من القراء والمهتمين بالشأن القصصي. وفي المقابل نلفي نفرا من القراء يشيحون بوجوههم عن القصة ـ لقصور فيهم ـ بعد تحررها من النمط الكلاسيكي وارتدائها زيا حداثيا أضحى صعب المنال في غياب ثقافة معرفية وإبداعية.. والعامل الآخر الذي شوش على القصة وجعل نفرا آخر يشح عنها.هو امتلاء الساحة الثقافية بأشباه قصاصين غزوا الساحة بإنتاج ضحل وسلعة هجينة منفرة، وأسباب هذا الانفلات الثقافي الغريب لا يحصى لها عد...وخلاصة القول فإن الإبداع الراقي ، رواية كان أو قصة، ما يزال في كامل عافيته متوهجا، وما تزال الساحة ولله الحمد تحفل بنخبة من المبدعين الأكفاء وشحوا صدر الثقافة العربية بقلادة من تبر لا تصدأ.. قلادة نواتها الإنسان وصراعه في الوجود.. المرحوم نجيب محفوظ سيد الرواية العربية بلا منازع، غسان كنفاني، إميل حبيبي،حنان الشيخ، إبراهيم الكوني، حسين داوود، سحر خليفة، والجزائري الطاهر وطار والسوداني الطيب صالح وغيرهم لا يحصى..
ريم بدر الدين :هل من المناسب في الأدب أن يعكس الكاتب الواقع بحذافيره سلبا أو ايجابا من الناحية السياسية و الاجتماعية و البيئية و الاقتصادية ؟ أم يجمل به النزوع نحو الرمزية بما يستثير ذكاء القارىء؟
محمد غالمي: الأديب لا يعتكف إلا في محراب الأدب.. والأدب مجال خصب بشفافية صوره وعذوبة ألفاظه الحبلى بقضايا إنسانية، نفسية واجتماعية ودينية ووطنية.. والسارد المثالي من يستقي مادة مسروده من محيطه وبيئته، ويقتلعها من نفسه ومما حوله من الكائنات..ثم يحيلها على مخبر خياله فتنبثق كائنا مكتمل الأوصاف، مختزلا عالما مليئا بالدروس والعبر.. وذلك في نظري المتواضع هو الأدب الراقي، رواية كان أو قصة. أما أن ننقل الواقع بحده وحذافيره، كما أشرت سابقا، فإننا لا نعدو أن نكون مجرد ساعي بريد يحمل رسائل أو مؤرخ ينقل حقائق استنادا إلى أرقام ومعطيات جاهزة.. وهذا التوجه لا يمت إلا الإبداع بصلة..

أما توظيف الرمزية وسائر الفنون البلاغية الخالية من كل حس إنساني وحضاري، واستعمالها لأجل المتعة وتذوق الحس الجمالي النفسي والطبيعي، فهذا توجه تحلل بلا ريب من كل التزام ومسؤولية إنسانية وحضارية.. وقد ندد روجروم بسفيلد، وهو من دعاة الفن للفن، بأولئك الذين يرون أن الواقعية هي الأمانة في تصوير الأحداث والشخصيات، وإن كانت هذه الرؤية تاريخا حقيقيا موكولا لمن يكون ملما بأطوار الحادثة التاريخية
ريم بدر الدين: الشق الثاني من حوارنا يختص بالتعليم الذي يشكل لك مهنة أساسية ...كمعلم ما رأيك في سير العملية التربوية في عالمنا العربي و ما هي آفاقها ؟ هل لنا من نهضة مع هذه النظم التعليمية الحالية ؟ أيلزمنا ثورة شاملة ام إصلاح؟
محمد غالمي:موضوع التربية والتعليم في غاية الحساسية ولا يجادل اثنان في كون العملية التعليمية التعلُمية هي أساس رقي المجتمعات وإكسير حياتها، ودعامة متينة لنهضتها العمرانية والاقتصادية والسياسية والأخلاقية.. وفيما يتعلق بسؤالك التربوي أقول، بكل صدق ومن وحي التجربة وبناء على ما يتوفر لدي من معطيات، بأن منظومتنا التربوية كدار لقمان ما فتئت على حالها، ما تزال في منأى عن ممارسة دورها الريادي التعبوي والتأهيلي، ما دامت مؤسساتنا التعليمية عبارة عن حقل تجارب مفتوح على جميع الواجهات لنظريات ومناهج غريبة عن بيئتنا و أصالتنا وكل مقوماتنا الثقافية والحضارية. ليس عيبا أن نستفيد من أحدث النظريات الغربية ونستأنس بها لبناء صرخ تربوي عتيد، ولكن أن نجعل الناشئة حقل تجارب لها من دون إخضاعها لعملية استقراء وفرز غثها من سمينها، فتلك عين العيوب ومنبع التشوهات.. وحتى نتجنب كل العوامل المعيقة لتفعيل إصلاح تربوي جاد وهادف، فلا بد من توفير إرادة سياسية وتدبير عقلاني لتحديد معالم آفاق منظومة تربوية سليمة. لا محالة من إعادة النظر في مناهج وبرامج المواد التعليمية على عدة مستويات منهجية وتربوية وتقنية، وذلك لاستهداف الغايات الأساسية ذات الأولوية؛ مثل ترسيخ قيم المواطنة وتنمية روح المسئولية.. وغايتنا أن تحظى منظومتنا التعليمية بأهمية قصوى، في ظل سياسة إصلاحية شاملة تعتمد الجودة النوعية وتتبنى برامج ومناهج متناغمة..

ريم بدر الدين: يهاجر العقل العربي إلى الغرب فيما يسمى اصطلاحا بهجرة الأدمغة ..هل هي نظمنا السياسية و الاجتماعية السبب وراء هرب هذه العقول ؟
محمد غالمي :قضية هجرة الأدمغة طاعون تفشى في كل معاقل التخلف حيث تغيب كل سياسة اقتصادية حكيمة ورشيدة.. فانسداد آفاق الشغل بعد سنين من معانات التحصيل.. مؤسسات جامعية تحرص على تفريخ العاطلين دون اعتبار ما هدر من مال في سبيل تكوينهم وتأهيلهم.. وقد يحالف الحظ بعضا ممن رحم ربك فيحظى بشغل مخيب للآمال، مهنة لا تناسب الكفاءة العلمية والدرجة التعليمية...ظروف عمل سيئة.. هزالة أجور لا تماثل المستوى المعرفي، ولا تسمن ولا تعني من جوع .. أمام هذه الإكراهات لم تجد جحافل الأدمغة من بد سوى التحليق بعيدا إلى العالم الآخر المتميز برفاهيته العلمية والتكنولوجية والاقتصادية.. هناك يجد الدماغ الفار كرها جميع شروط العمل والعيش الكريمين.. وتبقى الأدمغة المهاجرة استثمارا ثمينا يعرف الغرب كيف يجني تماره.. هذه مع كامل الأسف مصيبتنا..


ريم بدر الدين: تكلمنا كثيرا عن النهضة و مقومات نشوؤها و لكن كل مشروع نهضوي ما إن يصل لنقطة معينة حتى يتوقف او يتهاوى برمته ..ما السبب برأيك ؟ هل لنا من نهضة بحق ؟ ام أننا لا نستحق؟
محمد غالمي: لا نهضة ولا مشروع نهضوي لنا ما دمنا لا نملك زمام أمورنا.. ونتصرف بكامل حريتنا.. وأغلب مشاريعنا النهضوية تخضع لتوجيهات مقيدة بشروط يمليها الغرب بما يتمشى وفلسفته ويخدم مصالحه.. وما أكثر المشاريع التي أجهضت أو أجهز عليها في المهد لأنها معادية لمصالح الأخر.. الأمة العربية غنية بثروات تسيل اللعاب، غنية برجالها الأفذاذ.. غنية بقيمها السامية، ولكن التفرقة والتمزق والتشرذم والأنانية والاستكبار جعلها فريسة في يد الكبار، ورمى بمشاريعها في مهب الريح..

أخيرا لا يفوتني أن أشكر للأستاذ محمد غالمي استضافته و هذا الحوار الذي استفدت منه كثيرا و تعرفت على مبدع من بلادي العربية أتشرف به
شكرا لك أستاذي الكريم
حوار ريم بدر الدين
‏11:28 ص ‏31/‏10/‏2007


 

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: وجها لوجه -5- حوار مع الروائي المغربي محمد غالمي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شهقات عشتها مع نص رواية عذراء سراييفو للروائي المغربي محمد غالمي رشيد عانين منبر القصص والروايات والمسرح . 2 06-21-2020 03:17 AM

الساعة الآن 08:43 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.