.
1-
تأخذُ مِشرطاً وتسُنّ أطرافهُ برويّةٍ وإخلاصٍ ,
تقومُ بشدّ صدركَ وأبرازِ قلبك , وأنتَ واعٍ بما تفعلهُ ,
لستَ بحاجةٍ لأيّ حدَسٍ يُنبئكَ ماهيّة الطّريق ,
جازمٌ بما أملاهُ عقلك مؤمنٌ بشرعيّة التّجربة ؛
فلمَ تتأوّهُ لخطٍّ أحدثتَهُ أنتَ بقلبك ؟
ولماذا تقذفُ المِشرطَ ... برويّة وإخلاص ؟!
احنِ هامتك ..
تمعّن هذا الخطّ ؛
واحذر أن تبحثَ السّبب .. أكانَ عقلكَ أم المِشرط .!
2-
يمتهنُ السّيرَ وسطَ الطّريق , يُصغي لأحاديثِ المّارة ,
يُحدّقُ بالوجوهِ متفرّساً تقاسيمها .. كاذبها من صادقها .
يأخذُ فقط ما طالتهُ أُذُنه من أكذبِها ,
يصعدُ الرّصيفَ يُلمّعها بمنديلِ كهنوتِ الصّداقة ؛
يعودُ بأضغاثِ تنجيمٍ مُهالٍ بالوداعة ,
فيقُصّها كرؤىً لهُ على إخوته ..
ويُصدّقونهُ بكلّ بجاحة .!
هوَ وإخوته ..
لا ضيرَ أن يبحثوا لهُ أو لهم عن سبب ,
ولا خيرَ ألاّ يحيدوا عن غيابةِ جُبّ أو حطب .!
3-
ضِـلّيل .. يُجيدُ البُكاء ويُتقنُ الإبكاء ,
يستطيعُ بأيّ أداةٍ أن يستلهمَ ويجهش ,
ولا يهتمّ بحقوق أدواته وقداسة بعضها , ومدى تعلّقه وصلته بها .
يستحضرُ مَصاباً لهُ على هيئةِ أداة - كفقدِ أبيه - ,
ويُحفّز مآقيه لتُفرز دموعاً .
الدّموع حقيقيّة ؛
لكنّهُ يوظّفها في استمالةِ نوناته شفقةً .. فقُربة .!
هوَ وحواءَهُ ..
ابحثا أو لا تبحثا ؛
فأيّ خيارٍ سيتوفّر لكما .. كفيلٌ بالفَلَق .!
.