قديم 10-12-2010, 07:31 AM
المشاركة 21
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أبا جعفر هل أنت قابلُ شاعرٍ
( ابن الرومي )


أبا جعفر هل أنت قابلُ شاعرٍ
كذوبٍ يُريد الانقياد إلى الصدقِ
مضت حقبة ٌ وهو الخبيث مآكلاً
يحاول طيب الرزق من مطلب الرزق
وقد كان ممن يشهدُ الزور مرة ٌ
بأنزرِ منزورٍ وما ذاك بالطلقِ
ويعرض علق الصدر من حُرِّ شعره
على القوم لا يدرون ماقيمة العلقِ
أحلَّ حرامَ المدح في غير أهله
فجوزي حرماناً فلم يؤتَ من حذقِ
وليس له من توبة غيرُ مدحه
ذكياً كريم الفرع مثلك والعرقِ
فأعتقه من رق المذلة إنه
على ثقة ٍ في نفسه منك بالعتقِ

قديم 10-12-2010, 07:47 AM
المشاركة 22
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أبا جعفر واصفحْ عن الفاء إنها
( ابن الرومي )


أبا جعفر واصفحْ عن الفاء إنها
تزيدك في جَعْرٍ من الأَفِّ جانبا
رأيتك للفعل الجميل مُجانباً
فآليت لا ألقاك إلا مجانبا

قديم 10-12-2010, 07:48 AM
المشاركة 23
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أبا جعفرٍ لا زلت مُعطى ً وواهبا
( ابن الرومي )


أبا جعفرٍ لا زلت مُعطى ً وواهبا
ومُكْسِبَ أموالٍ رِغابٍ وكاسبا
طلبتُ كساءً منك إذ أنت عاملٌ
على قرية ِ النعمان تُعطى الرغائبا
فأوسعتَني منعاً إخالُك نادماً
عليه وفي تمحيصه الآن راغبا
فإن حَقَّ ظني فاستقِلْني بمُتْرَصٍ
يقيني إذا ما القُرُّ أبدى المخالبا
وإن كان ظنِّي كاذباً فهْي هفوة ٌ
وما خلتُ ظني فيْئة َ الحُرِّ كاذبا
وما كان مَنْ آباؤك الخيرُ أصلهُ
ولُبُّكَ مَجْناهُ ليمنعَ واجبا
فعجِّل كسائي طيِّباً نحو شاكرٍ
سيُجنيك من حُرِّ الثناء الأطايبا
وسلِّم من التخسيسِ والمطلِ بُغيتي
تكنْ تائباً لم يُضحِ راجيه تائبا
أجِبْ راغباً لبَّى رجاءَك إذ دعا
إليك وعاصَى فيك تلك التجاربا
ولا تَرجِعنَّ الشِعرَ أخيبَ خائبٍ
فما حَقُّ مَنْ رجَّاك رُجعاهُ خائبا
ويا سَوْأتا إن أنت سوَّدتَ وجهَهُ
فأصبحَ معتوباً عليه وعاتبا
يذُمُّك مظلوماً وتلحاهُ ظالماً
هناك فيستعدي عليه الأقاربا
فإنَّ احتمالَ الحُرِّ غُرماً يُطيقه
لأَهونُ من تحويلِ سِلْمِ مُحارِبا
عجائبُ هذا الدهر عندي كثيرة ٌ
فيابن عليٍّ لا تَزْدني عجائبا
وإنّ اعتذاراً منكَ تِلقاءَ حاجتي
لأَعجبُ من أن يصبح البحرُ ناضبا
ودَعْنيَ من ذكر الكساءِ فإنه
حقيرٌ ودع عنك المعاذيرَ جانبا
نصيبيَ لا يذهب عليك مكانُهُ
فتَلْقى غداً نَصْباً من اللَّوم ناصبا
رَزئنا جسيماً من لِقائك شاهداً
فعوِّض جسيماً من حِبائك غائباً
رأيتُ مواعيدَ الرجال مواهِباً
وما حَسَنٌ أن تَسْترِدَّ المواهبا
رجاءٌ وأَى عنك الرجاءَ فلا يكن
رَخاءٌ من الأرواح تَقْرو السباسبا
علينا بنُعماكُمْ منّ الله أنعُمٌ
فلا تجعلوها بالجفاءِ مصائبا
وَلاَتَكُ أُلهوباً من البرق خُلَّباً
فما زِلتَ شُؤْبوباً من الودْق صائبا

قديم 10-12-2010, 07:49 AM
المشاركة 24
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أبا حسن إنني ناصحٌ
( ابن الرومي )


أبا حسن إنني ناصحٌ
وقلَّ لك النصحُ أن تُرْفدَهْ
أما تتطيّرُ من أن تكُو
ن تُقْصِي امرءاً واسمه مَسعدَهْ
بلى إن في ذاك مُطَّيَّراً
فقرِّبْهُ تَبْعُدْ به المنْكده
أفي خَزَريٍّ رفضتَ امرءاً
يَقِلُّ له أن لو استعْبَدَهْ
فيا ليتَ شعري إذا غاب عنْ
ك من ذا كفى بَعْدَه مشهدَهْ
أُعيذك من أن يَرى حاسدٌ
صنائعك الغُرَّ مستفسَدَهْ
وما قلتُ قَولي لشكري يداً
يدَاها ولا مستميحاً يَدَه

قديم 10-12-2010, 07:49 AM
المشاركة 25
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أبا حسن طال المِطال ولم يكن
( ابن الرومي )


أبا حسن طال المِطال ولم يكن
غريمك ممطولاًوإني لَصابرُ
وقفت عليك النفس لا أنا وارد
على طول أيامي ولا أنا صادر
إذا كنتَ تنسى والمذكِّر غائب
وتدفع أمري والمذكِّر حاضر
فيا ليت شعري والحوادث جمة
متى تُنجز الوعد الذي أنا ناظر
عذرتك لو كان المطال وقد سقَى
جنابي ربيعٌ من سمائك باكر
فأمَّا ولم يُبللْ جنابي بقطرة ٍ
فما لك مني في مطالك عاذر
وإن كنتُ لا ألحاك إلا بهاجسٍ
تَناجَى به تحت الصدور الضمائر
متى استبطأ العافون رِفدك أم متى
تقاضاك أثمانَ المحامد شاعر
لِيهنىء رجالاً لا تزال تجودهم
سحائب من كلتا يديك مواطر
تظل تُجافي المن عنهم تَحفِّياً
وقد غتَّهم معروفُك المتواتر
منحتهُمُ مالاً وجاهاً كلاهما
لهم منه حظ يملأ الكف وافر
وعطَّلْتَني عمّا غَمرتهُمُ به
ورَيْعيَ أزكى ريعٍ ما أنت عامرُ
عُنِيتُ بهم حتى كأنك والدٌ
لهم وهم دوني بنوك الأَصاغر
وغادرتني خلف العناية ضائعاً
وللهِ ماذا يا ابن يحيى تُغادِر
أراني دها شِعري لديك اقتصارُهُ
عليك وإن لم تبتذله المَعاشر
وإن لم يُنَوِّه ربه باسم نفسه
فأنت له من أجل ذلك حاقر
ولم أر شيئاً أخلقتْه صيانة
سِوايَ وشعرِي مُذْ بدَتْ لي المَناظر
ولو شئتُ لم تَذهب على حَوَّلِيَّتي
هَناتٌ لأسماء الرجال شواهر
وقُوفٌ على بابٍوتشييعُ موكبٍ
وإنشاد جُمَّاعٍوتلك مَقادر
ولو أنني أرضى بهن خلائقاً
لأضحى لي اسم بطرفِ الشمس باهر
ولكنني أُعطي الصيانة حقّها
فهل ذاك للأحرار عندك ضائر
يخوفني من ذاك أنك إنما
تخُصُّ بجَدْواك القوافي الحواسر
ويُؤْمنني من ذاك أن لستَ جاهلاً
فتسترُ بالأسماء ما أنت ساتر
على أَنني قد جاش صدري جيْشة
فقلت وقد تعصي الحليمَ الهواجر
أرى الدهر في نصر الأباطيل مُجلباً
وفي الله يوماً للحقائق ناصر
ألم تحزنِ الأداب حزناً يَشفُّها
وتجري له منها الدموع البوادر
قوافٍ مصوناتٌ تُقرَّب دونها
قوافٍ بأبواب الرجال سوافر
أما وأبي أبكارِ شعرٍ عقائلٍ
نُكِحن بلا مهروهن مهائر
لئن أُحظِيَتْ يوماً عليهن ضَرة ً
لمَا هُنَّ من تُحظَى عليه الضرائرُ
وإنك لَلْمرءُ الجَليُّ بصيرة
ولكن مع الأهواء تَعشَى البصائر
وقد قيلكم من رشدة ٍ في كريهة ٍ
ومن غَيَّة ٍ تُلقَى عليها الشراشر
وكم أَمة ٍ ورهاءَ قد فاز قِدحها
بما حُرِمتْه السيدات الحرائر
ومن دونِ ما قد سُمْتني في كرائمي
يقول امرُؤٌنعم البُعولُ المقابر
وما كنَّ في بعلٍ بِجِدِّ رواغب
ولو كان كُفءَ الشمس لولا المفاقر
سيسأَلني الأقوام عما أَثبْتني
به فبماذا أنت إياي آمر
أأخبرهم بالحق وهْي شَكِيَّة
أم الإفكِفالإسلام عن ذاك زاجر
وإن امرأً باع الثناء من امرىء ٍ
فباء بحرمان وإثمٍ لخَاسر
أتحرمني الجدوى وأطريك كاذباً
فتحظَى وأشقَى بالذي أنا وازر
شهدت إذاً أني لنفسي ظالم
وأنك إن كلفتَني ذاك جائر
وهبني كتمتُ الحق أو قلتُ غيرهُ
أتخفَى على أهل العقول السرائر
أبى ذاك أن السر في الوجه ناطق
وأن ضمير القلب في العين ظاهر
وحسبك من شكواي في كلِّ مجلسٍ
نَئيمي وأنفاسي عليك الزوافر
وصمتيومطِّي حاجبيوإشاحتي
بوجهي إذا سمَّى ليَ اسمك ذاكر
سُئِلتَ فلم تحرم سواي وإنه
لوِتْرٌ وإني لو أشاء لثائر
ولكنّ عفوي عفوُ حرٍّ ولم يكن
ليسبقَني لولاه بالوتر واترُ
ولو ثُوِّبتْ تلك المدائحُ أُلحِقتْ
بها أخرياتٌ للثواب شواكر
إذا أُنشِدَتْ قال الأُلى يسمعونها
ألا ليتنا لمُنْشديها منابر

قديم 10-12-2010, 07:50 AM
المشاركة 26
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أبا حسنٍ خانَ ذاك النبيذ
( ابن الرومي )


أبا حسنٍ خانَ ذاك النبي
ذَ عِرقٌ تفصَّد منه العروقُ
غدا وهو تَرعفُ منه الأنو
فُ كرهاً وتشرقُ فيه الحلوقُ
وروحي تتوقُ إلى غيره
وأنت إلى العُرف عندي تتوق
فصلني بدستيجة ٍ عذبة ٍ
فأني إليها مشوق مشوق
أصلك بدستيجة مثلها
من الخلِّ تغلو وللخلّ سوق
لابدّ منها وأنت الذي
بصغرى أياديه تقضَى الحقوقُ

قديم 10-12-2010, 07:51 AM
المشاركة 27
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أبا حسنٍ صِلْ حاجتي بوصالها
( ابن الرومي )


أبا حسنٍ صِلْ حاجتي بوصالها
وإلا فدعْ لي صفحتي بِصقالِها
بدأتَ بمعروفٍ فثنّ بمثلِه
حميداً وأطلقْ حاجتي من عقالِها
وإلا فاعتِق طامعاً من مطامعٍ
يروح ويغدو عانياً في حبالها
بذلتُ لك التقريظَ غيرَ مماطلٍ
لا تبلُني في حاجتي بمطالها
فعنديَ بذلُ الشكر عندَ قضائها
وعنديَ بذل العذر عند اعتلالها
متى تكسُني من حاجتي ثوب نفعِها
فأنت الفتى المكسوُّ ثوبَ جمالها
جرت سننٌ للفاعلين ذوي العلا
وأنت حقيق يا ابنهم بامتثالها
فجدْ لي بوجهٍ صونُه في ابتذاله
وكم من وجوه صونها في ابتذالها
وما من علاءٍ في يدٍ عند ملكها
ولكنه لاشكّ عند فعالِها
فعجّل ولا تمطلْ بما أنت أهلُه
فخيرات أفعال الفتى في عِجالها
وما لرجال المخلفين عداتِهم
من الفَعِلات الزُّهْر غير انتحالها

قديم 10-12-2010, 07:52 AM
المشاركة 28
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أبا حسنٍ قد قلتَ لو كان فَعّالٌ
( ابن الرومي )


أبا حسنٍ قد قلتَ لو كان فَعّالٌ
فحسبُك قد سارتْ بخَطْبك أمثالُ
وأصبح ماقد قلتُه وثوابُهُ
عناؤك والحرمانُ والقيل والقالُ
ظللتَ على شرّ الحجارة ِ عاكفاً
وليستْ لعُبّادِ الحجارة ِ أعمالُ
ذهبتَ وإسماعيلُ في غير مذهبٍ
وأكثرُ تُبّاعِ المطامِع ضُلالُ
فمنّاكَ ظنٌّ أن تنالَ نوالَه
ومَنَّاهُ ظنُّ أن تدومَ له الحالُ
وأنَّى يُرَى للَّهِ إهمالُ مُفسدٍ
وأنى يُرى للفضل في الناس أفضالُ
تمنيتُما مالا يكونُ فأقصِرا
فقد لاح من غَراءَ كالفجر إقبال
تجلّتْ سليمانية ٌ عَبدليّة ٌ
يُحقَّقُ فيها للمحقين آمالُ
فلا يتعاظمْك الدَّعيُّ وحالهُ
وإن للأحلام في النوم أهوالُ
كأني به في محبسٍ وثيابُهُ
من العُمر والنعماء والعزّ أسمال
غلائلُهُ الأمساحُ يأكلنَ جلدَهُ
وحليتُهُ أقياد سُخطٍ وأغلالُ
يُغَنيه بعد المُسمعاتِ إذا مشى
حديدٌ له منه سوارٌ وخلخالُ
كأني به قد قيلَ بعدَ ذهابِه
ذميماً وقد لفَّتهُ نارٌ وأنكالُ
تردَّى مُضيعُ الماءِ والمال في لظى
وَغَالتهُ من أفعالِه الشنعِ أغوال
فلا ذاقَ عفوَ اللَّه عرة ُ دولة
نبيهُ المخاري للخبائثِ أكَّالُ
وضيعُ المباني شامخُ الأنفِ طامحٌ
قصيرُ المساعي للكبائر حَمَّال
أضاع وخان الفيء واستضعف الورى
وأصبح يغتال الملوك ويحتال
كتضييعه ماءَ الرجالِ وخونِه
وليست لأرحام المخانيثِ أحمالُ
ولو أن فحلاً كان يحبلُ مرة ً
إذن ناله مما تَجلّل إحبال
فأزهق مكرُ اللَّهِ ذي الحَوْلِ مكرَهُ
عقاباً ومكرُ اللهِ للمكر قتّالُ
وأصبحَ يبكيهِ نساءٌ وصبية ٌ
تَساندَ أيتامٌ عليهم وأرمالُ
وماعجبٌ أن خانتِ الماء رَملة ٌ
ولا مُنكَرٌ أن ضَيّع الماءَ غِربالُ
وقد كان رَجَّى غلطة ً من أميرنا
وهل يملك الدنيا مَسيحٌ ودجال
وكنا نراه كاتباً أو مؤاجراً
فواثَبنا منه الوليدُ وبَلاَّل
وما كان إلا ثعلباً كان حَينُهُ
فأودى به عَبْلُ الذراعين رِئبال
فأصبحَ مطوياً لمثواهُ أربعٌ
تباعٌ ومشروباً لمثواه أرطال
صيامٌ شُرْبٌ يستحثُّ كؤوسَه
أراعدُ بالخابور نوقٌ وأجمال
لقد خُلّطتْ فيه البذورُ بحقِها
إذا خلّطَ التدبير أهوجُ بطال
ولاتبتئس بالعسر فاليسرُ بعده
وهل دونَ ماترجوه باللَّه أقفال
لعلك واللَّهُ المبلّغُ أن تُرى
وآمالك الممطولة الوعدِ أموال
بأيدي بني وهبٍ فإنَّ سحابَهَمْ
سَحابٌ يعمُّ الناسَ بالغيث هَطّالُ
أوليتك تنقادُ الأماديحُ فيهمُ
وليست على الأفكارِ منهن أثقالُ
لكل بديلٍ حين يخلو مكانُهُ
وما لبني وهب من الناس أبدال
هُمُ جبلُ اللهِ الذي لو أزالَهُ
وحاشاهُمُ مازال للأرضِ زلزال
وهم آمناتُ اللَّهِ بين عباده
فلو فُورِقوا مافارق الناسَ بلبال
ولم يُخلَقوا أبطالَ عَسفٍ وشدة ٍ
ولكنَّهُمُ بالرفِق واللينِ أبطالُ
وليسوا بأجذالِ الطعانِ ذوي القنا
ولكنهم للطعن بالرأي أجذالُ
وبالرأي لا بالرمحِ والسيفِ مُصلتاً
تَواصلُ أوصالٌ وتنبتُّ أوصالُ
يسوسونَ أقلاماً خماصاً بطونُها
وهم وهْي أشباه من الخمص أشكالُ
خِماصٌ بأيديهم خِماصٌ عَفائفٌ
عن الغَيّ لم يخبث لهاقطُّ آكالُ
علي أنهم جوداً بحارٌ زَواخرٌ
وإن طولبوا بالحلمِ يوماً فأَجبال
ميامينُ يُضحَى من تولَّوا أمورَهُ
مَلياً بأن يُجبى له الحمدُ والمالُ
عليك وليَّ العهدِ بالقوم إنهم
إذا وُكّلوا بالملك لم يكُ إخلالُ
ولم يكُ في تلك الظهارة ِ سُبْهٌ
ولم يكن في تلك البطانة ِ إدغال
ويَهنيك أن أصبحتَ دنيا وجنة ً
فأصبحتِ الدنيا بدنياك تختال
ولازلتَ جارَ المجد في رأس هضبة ٍ
تفوتُ الردى ما حَلَّت الهضبَ أوعال
حياتك تخليدٌ وعيشُك نعمة ٌ
وبُرداك إعظامٌ وتاجُك إجلالُ
وفيك منَ الخيراتِ ما رام رائمٌ
وما ارتاد مُرتادٌ وما اقتال مُقتال
وإن رفرفتْ يوماً عليك مُلمَّة ٌ
فرفرف جبريل عليك وميكال
وياطالبَ المعروفِ من غيرِ وجهه
إليهم فثَمّ النيْلُ لاشك والنالُ
إليهم فما بدءُ الوفادة ِ غُمَّة ٌ
عليهم ولاعودُ الزيادة إملالُ
هنالك أعراقٌ كرامٌ وأوجهٌ
وِسامٌ وأخلاقٌ جسامٌ وأفعالُ
أناسٌ إذا علُّوا رأوا أن علَّهم
عُفاتَهمُ تلك الفواضلَ إنهالُ
وما القومُ بالجهّال بل أهل سؤددٍ
تغابوا ولاحوهم على ذاك جهل جهالُ
كرام إذا همُّوا بتشييد سؤددٍ
نسوا عنده ما شيَّد العم والخالُ
كأنهمُ ما ورّثوا ما كفاهُمُ
وقد شاد أعمام بُناهم وأخوالُ
تبارى لهم مدح ومنح كلاهما
وإنْ رغِم الحسادُ في الأرض جوَّالُ
وإمَّا عَراهم مادحوهم تحاشدوا
لتصديقهم فالقول للفعل مُنثال
إذا استُنْطِقُوا قالوا وإن سئلوا سالوا
وإن ساوروا نالوا وإن طاولوا طالوا
تُصاغُ بنعمَى آلِ وهبٍ أجِنَّة ٌ
ويُغذى بها من بعد ذلك أطفالُ
ويكتهلُ الشبانُ تحت ظلالها
وتهرَم أجيالٌ عليها وأجيال
وإنَّ عبيدَ اللَّه للرَّأْسُ منهمُ
ولولا مكان الرأْسِ لم تك أوصال
تلافي عبيدُ اللَّه دينَ محمدٍ
فداوتْهُ كفَّاهُ وفي الدينِ إعضالُ
وردَّ بناء الملكِ سوراً مشيَّداً
وقد بقيت منه رسومٌ وأطلالُ
أبو القاسم المقسومُ في الناس عَوْنُهُ
إذا اقتسم الآفاقَ خوفٌ وإمحالُ
فتى ً لم يزلْ يسعَى لدُنْ كان ناشئاً
لتنجَزَ آمال وتمطل آجال
وتبذل كفَّاهُ عقائلَ ماله
ليسكتَ سُؤَالُ وينطقَ عذّالِ
إذا حالتِ الأفعالُ ألفيْتَ فعلَهُ
وأُولاهُ إحسان وأُخراه إجمالُ
كسا المجدَ من أبرادهِ بعدَ عُرْبِهِ
وحلَّى العلا من حَلْيه وهي أعْطالُ
وأيُّ ابنِ تدبيرٍ وراعي رعية ً
ووالي رُعاة ٍ حين تنهال أجوالُ
أخو الرأي والعزم اللذين كلاهما
شهابٌ سماويٌّ وأبيضُ قصَّال
له عزماتٌ لاتُفاتُ بفرصة ٍ
وفيه أناة قبل ذاك وإمهالُ
يبادرُ إلا أنّه غيرُ مرهَقٍ
ويملي فلا الإمهال إذ ذاك إهمالَ
فلا في تأنّيه المبادىء إِغفالٌ
ولافي تلافيه العواقبَ إعجالُ
مدحتُ به مَنْ لامعاناة ُ مدحه
عناءٌ ولاتقويلُ راجيه إعوالٌ
وقاهُ وقاءٌ مَنْ يدُ اللَّهِ محصِنٌ
لنعماه أَنْ يغتالها الدهرَ مغتالُ
ومُتّعَ بابنْيهِ وبالسُّؤْلِ فيهما
لتكرمَ أفعالٌ وتحسُنَ أقوالُ
ولاخُلّيُوا من ثروة ٍ وسماحة ٍ
لِتُقْسَمَ أنفالٌ وتُصْلَح أحوالُ
ولا عُرّيا من نجدة ٍ وسلامة ٍ
لِتْنَجَابَ أهوالٌ وتؤمنَ أوجالُ
يروْنَ العطايا في المكارمِ والعلا
فرائضَ محكوماً بها وَهْيَ أنفالُ
غيوثٌ لها ضوءُ الشموسِ وإنها
شُموسٌ لها صوْبٌ مِلثٌّ وأظلالُ

قديم 10-12-2010, 07:52 AM
المشاركة 29
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أبا حسنٍ لا زلتَ منّا على قُربِ
( ابن الرومي )


أبا حسنٍ لا زلتَ منّا على قُربِ
على غير تلك الحالِ في الخوفِ والرعبِ
سقى اللَّهُ أيامَ الصيام وإن مضتْ
بغير الذي نَهوى من الأكل والشربِ
على أنها قد أحسنت في اجتماعنا
وإدنائها قلباً يميلُ إلى قلبِ
أقلِّبُ طَرفي في ربيعٍ مُبَكِّر
من العلمِ والآدابِ تترى وفي الكتبِ
لقاؤك للأبدان روح وراحة ٌ
وما كل من تلقاهُ بعدك ذا لُبِّ
صرفتَ قلوبَ الناسِ عن كلِّ صاحبٍ
إليك بما أُلبستَ من قِلَّة ِ العُجْبِ
إذا نحن فارقنا حديثَك خِلتَنا
نَرد إلى الأَسماع نوعاً من السَّبّ
وإن نحن عبّرنا عن الحقِّ قصَّرَتْ
حُلُومُ أناسٍ عن مقامي وعن ذبّي

قديم 10-12-2010, 07:53 AM
المشاركة 30
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أبا حسنٍ لم أمْسِ من حال بالكمْ
( ابن الرومي )


أبا حسنٍ لم أمْسِ من حال بالكمْ
وإن كنتُم تُمسون من حالِ باليا
أتَنْسونَ من يَرْعَى لكمْ كلَّ ليلة ٍ
نجومَ القوافي والنجومَ التَّواليَا
تُذيقوني حتى إذا ما تَشَوَّقَتْ
مُنايَ بدا لي مُنْكُ ما بدا ليا
فتذويقُ إشباعٍ هَذَى اللَّه سعيكمْ
وإلا فحسماً يتركُ القلبَ ساليا
أمبتورة ٌ عندي صنيعة ُ كاملٍ
وقد شَهِدَتْ آراؤه بكماليا
فتى ً زيدَ في الأخلاقِ والخَلْقِ بسطَة ً
بأمثالها نالَ الرجالُ المعاليا
أتمَّ له الإحسانُ حُسْنَ روائهِ
وأضحى من الإحسان والحُسْنِ حاليا
يقول لمنْ يلحاه في بَذْلِ مالِهِ
أَأُنْفِقُ أيامي وأُمْسِك ماليا
نسبناهُ والقوم الكرام إلى العُلى
فكان صريحاً والكرامُ مَواليا
لعَمْري لئن أضحى يَسُرُّ زمانَه
سناءٌ لقد ساءَ السنينَ الخواليا
ولم يَخْلُ من شوقٍ إلى وجهه غدٌ
فلا انصرفَ الأمسُ المُودَّع تاليا
فداهُ أُناسٌ أرخَصَ الحمدَ بُخْلُهم
وأعلى عطاياهُمْ فأضحتْ غواليا
يُجِدُّون أثواباً وما يَرْتَضُونها
ويَرْضُونَ أعراضاً رِماماً بواليا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من شعراء العصر العباسي ( ابن الرومي )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من شعراء العصر العباسي ( ابن المعتز ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 70 02-09-2021 10:12 PM
من شعراء العصر العباسي ( أبو تمام ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 74 11-26-2019 11:55 AM
من شعراء العصر العباسي ( بشار بن برد ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 39 11-10-2010 08:34 PM
من شعراء العصر العباسي ( أبو العتاهية ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 24 10-25-2010 08:29 AM
من شعراء العصر العباسي ( أبو نواس ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 58 09-27-2010 03:42 PM

الساعة الآن 03:56 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.