احصائيات

الردود
1

المشاهدات
1894
 
سمير الاسعد
من آل منابر ثقافية

سمير الاسعد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
34

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
May 2016

الاقامة

رقم العضوية
14615
08-02-2016, 02:59 PM
المشاركة 1
08-02-2016, 02:59 PM
المشاركة 1
افتراضي آهات حجر
هذه قصة كتبت قبل التاريخ الحالي بسنوات قد تكون باسلوب قصصي وصفي وهي مشاهد في مجملها حقيقية حصلت في فلسطين وبالتحديد عام 1989 ايام انتفاضة الحجارة تظهر ما يقوم به الاحتلال من اجل طرد اهل فلسطين وانهاء قضيتهم وكيفية تطور الشخصية النضالية الفلسطينية التي يمثلها حجر .


أنا الحجر "صلدم " سمعت ورأيت العجب في حياتي ، رأيت القوي يأكل الضعيف ، رأيت العدل ينقلب ظلما ، رأيت المسيء يؤخذ بالأحضان ، ورأيت الظالم يبجل والمظلوم يشنق بجرم غيره . وكل هذا يهون اتجاه ما حصل لي وما زال ولو بشكل آخر . إن قصتي غريبة بدأت يوما عندما قام صبي صغير بحملي وهو يقبلني بحنان كأنني جزء من معبد مقدس يؤدي له صلواته بخشوع ، أتلاحم مع يدي هذا الصبي الصغير الذي القاني معه على فراشه وضمني إليه حتى الصباح ، وعندما أشرقت شمس يوم جديد حملني وشدد قبضته علي واختبأ خلف بيت تحيط به الأشجار ينتظر شيئا ما لم افهم كنهه في البداية ، فجأة وبعد هتاف انطلق من حنجرته قذفني من يده بجبروت جبار محترف حتى اصطدمت برأس شخص يلبس ملابس عسكرية يقود ثلة من الجنود على الشارع المقابل مدججون بسلاح حديث ، أصبت جبهة ذلك الجندي فارتج بقوة وسقط أرضا يسبح بدمائه وهو يصرخ من الألم ، سقطت جانبا وبدأت ارتجف من الخوف منتظرا ما سيحدث ، ولكن ما حدث كان شيئا لم أتوقعه يوما ما ، حيث قام أصدقاء ذلك الجندي بإطلاق رصاص أسلحتهم المجنونة ذات الصوت المزعج اتجاه المكان الذي أطلقت منه وهم يصرخون بغضب ، وعلى ما أتوقع كانت صرخاتهم شتائم مسعورة . لم يكتف الجنود بما فعلوا لأنهم لم يصيبوا أحدا وزاد جنونهم عندما هرب ذلك الصبي دون أن يستطيع احد إمساكه ، عندها تراكض الجنود بسرعة إلى الموقع الذي أطلقت منه اتجاههم وبدئوا بإحاطة البيت الذي كان الصبي يقف خلفه ، قام احدهم بالطرق على الباب بشكل هستيري ، وعندما لم يفتح الباب ، أطلق عليه شيئا عجيبا أظنه قنبلة من نوع ما حيث لمع ضوء مخيف يخطف الأبصار وفرقع صوت أظنه أصابني أنا الحجر بالصمم. فتح الباب على مصراعيه واقتحم الجنود البيت ، سمعت بعدها صرخات نسائية وأصوات تحطيم وتناثر زجاج وصياح الجنود ، اختلطت الأصوات على شكل ضجيج يصلصل بإزعاج . لقد كانت هناك معركة شرسة داخل البيت خرج إثرها الجنود وهم يسحبون شابا يحاول جاهدا التخلص منهم ، ولكن ركلاتهم له وضربهم الذي لا يرحم بالهراوات وأعقاب البنادق حال دون ذلك . عندها لم يستطع الشاب المقاومة أكثر فسقط على الأرض وبدأ الجنود بجرجرته بقوة اكبر وهم يدوسون على جميع أجزاء جسده ، الذي رأيته بعد ذلك كان الأغرب حيث خرجت امرأة أظنها أمه ووراءها صبية أظنها أخته أو زوجته حيث ارتمت الأم فوق ابنها لترد عنه الضربات وهي تصرخ وتصيح وتبكي بحرقة ، ولكن ويا للدهشة قام احد الجنود برفعها من شعرها ولكنها عضته من ذراعه فأطلق صرخة أشبه بعواء كلب ، وبدا أشبه بغول أسطوري وهو يضرب الأم بالاشتراك مع جميع رفاقه ، وعندما حاولت الصبية عمل شيء ما ضربها احدهم على رأسها ببندقيته فأفقدها الوعي .
فجأة وكأنما الأرض انشقت ، امتلأت المنطقة بنساء من مختلف الأعمار ، تراكضن اتجاه الجنود وبدأت معركة أخرى حيث استماتت النسوة على تخليص الشاب من بين أيديهم واستمات الجنود على اخذ الشاب حتى ابتدأت سيارات عسكرية بالاقتراب من المكان وكثر عدد الجنود ، فأطلقوا الرصاص في الجو وتحت أقدام النساء مما اضطرهن إلى التراجع مع نظرات الحقد والشتائم وقليلا من الدموع . تمركز بعض الشبان على تل مرتفع بعيدا عن أيدي الجنود وعن احتمال الإمساك بهم أو إصابتهم ، هتفوا وشتموا بنفس اللغة التي يتكلم بها الجنود ، أطلق الجنود بعض الرصاصات اتجاههم ومن ثم انطلقوا بسياراتهم عائدين من حيث أتوا يحملون معهم فريستهم الثمينة تلاحقهم اللعنات وبعض الحجارة التي كانت تنهمر من أيدي شبان مختبئين . امتلأ المكان بعدد كبير من أهالي القرية وأكثرهم كانوا يدخلون البيت الذي وقعت فيه الحادثة ونظرات الغضب على وجوههم ويطلقون الشتائم ويتوعدون بالانتقام ، بعد لحظات قام شبان وأطفال يشاركهم بعض الشيوخ وكبار السن بوضع الصخور على عرض الطرقات على شكل متاريس ، واستعانوا بالبراميل الفارغة وأخرى مملوءة بالتراب والصخور الصغيرة وذلك لعرقلة دخول الجنود إذا حاولوا اقتحام القرية كما هو متوقع منهم . بعد مغيب الشمس قام الشبان بتوزيع أنفسهم على أماكن متفرقة حيث تحصنوا بها متسلحين بإخوتي من الحجارة إضافة إلى الزجاجات الفارغة . ومع اندفاع ظلام الليل الجارف ابتدأت اسمع اصواتا تأتي من مكبرات صوت بدأت تقترب حيث فهمت أن ركاب السيارات العسكرية التي بدأت بالظهور يطلبون من أهل القرية التزام بيوتهم لان هناك ما يسمى بحظر التجول وحتى إشعار آخر . انتشرت السيارات داخل القرية وابتدأت الحجارة تنهال عليهم بكثافة ، فأطلقوا الرصاص والغازات والقنابل ذات الصوت المرتفع والقنابل المضيئة . اختلطت الأصوات والمشاعر بشكل غريب واستمرت المعركة وقتا طويلا ثم ساد الهدوء التام بعد أن انسحب الجنود خارج القرية ، أطفأت جميع الأنوار وعم الصمت ، فالوقت تجاوز منتصف الليل بكثير .
.. كي تعرفوني أكثر سأخبركم نبذة عن حياتي : اسكن إحدى قرى فلسطين ارض أجدادي ، فانا حجر فلسطيني وكذلك الأمر بالنسبة لأهل القرية ، ولكن الجنود ليسوا كذلك فهم اليهود وقد اغتصبوا فلسطين منذ زمن ليس ببعيد وشردوا أهلها وقتلوا كثير منهم ، نسفوا المدن والقرى وأقاموا على أنقاضها ما تسمى بدولة إسرائيل . وما حصل اليوم وكل يوم هو الانتفاضة بمعنى الثورة من قبل الشعب الذي انتمي إليه ضد اليهود المغتصبين ، ولان الشعب لا يمتلك الأسلحة كالتي يمتلكها عدوه ، فقد قام باستخدامنا نحن الحجارة كسلاح قوي ، فنحن أشداء أقوياء ننفع وقت الشدائد ونرتبط مع الشعب بدم واحد ومصير مشترك .
بدأت أفكر بعمق بما حصل هذا اليوم وتساءلت ; لماذا قام الجنود باقتحام ذلك البيت واعتقال الشاب على الرغم من انه لم يقترف جرما ورغم رؤيتهم لذلك الصبي الذي قذفني اتجاههم ؟ ولماذا ضربوا المرأة ؟ أتقتضي الرجولة ضرب النساء ؟ وكيف يغتصب الإنسان أرضا ليست له ؟ واتجه تفكيري اتجاها آخر حيث بدأت أفكر بمصيري كحجر ، هل سيقوم الجنود باعتقالي مثلا ؟ وهل يستطيعون تمييزي علما أن الحجارة تتشابه ؟ اعترف بأنني وللآن أخاف بل ارتجف رعبا حين أتخيل نفسي بين أيدي الجنود وهم يهزون رؤوسهم دلالة على معرفتهم بأنني السبب في تحطيم رأس رفيقهم ، ويكشرون عن أنيابهم التي تشبه أنياب الذئاب الجائعة . بقيت هذه الهواجس تراودني حتى طلوع الشمس ، فما كدت أغفو قليلا حتى استيقظت فزعا على أصوات السيارات العسكرية وأصوات الجنود والرصاص المتدفق من الرشاشات وقنابل الغاز الخانق ، لقد اقتحم العدو القرية مرة أخرى بشكل مبيت . سيأخذون بثأرهم من كل شيء ، ارتجفت ، فأنا المطلوب الأول لهم . انتظرت والقلق يقتلني ، اكتشفت أن المقتحمين مشغولون عني ، فقد بدءوا يطرقون أبواب البيوت ويقفزون على سطوحها والى داخل حرماتها يخرجون الرجال والأطفال ويجبرونهم بقوة السلاح على إزالة الحواجز والمتاريس عن الطرقات بأيديهم العارية، ورأيتهم يقيدون أيدي شبان وراء ظهورهم ويسحبونهم داخل سياراتهم حيث يعصبون أعينهم وينطلقون بهم إلى السجون والمعتقلات . فجأة وبرغم الانتشار العسكري المكثف بدأت الحجارة والقضبان الحديدية والزجاجات الفارغة تتساقط على أماكن تجمعات جنود العدو . إنهم شبان الانتفاضة الأحرار بدءوا المقاومة . ابتدأ إطلاق الرصاص من جديد علما انه لم يقف ، وارتفعت حناجر الشبان بهتاف " الله اكبر " . ابتدأ الزحف والتراكض والقتال وارتفعت أصوات نسائية بالزغاريد ، ومن بعيد انتشر دخان اسود كثيف عرفت انه ناتج عن إطارات مشتعلة ، واختلط مع الغازات السامة والمسيلة للدموع التي أطلقها العدو ، زحف العرق على الأجساد وعبق الجو برائحة الموت كأنما خرجت من القبور ، وكأنها القيامة .
... جنون ما أراه ، يهرب الجندي من سيل الحجارة المتدفق نحوه ، يطلق الرصاص ولكن شلال الحجارة لا يقف ، كر وفر ، استطيع أن أرى الشبان ومعظمهم ملثم بالكوفيات الفلسطينية الوطنية التي تشاركهم نضالهم .
لا اصدق ما أرى واسمع ، فإخواني من الحجارة يقاتلون قتال الأبطال ويتحدون المخترعات التكنولوجية يا للفخر ، أطفال .. وحجارة ... وزنود شبان تواجه المدافع وأسلحة الدمار وتتحدى اعتى وأشرس واجبن شعوب الأرض قاطبة .
ما أراه الآن يدعو إلى التقزز ، فالجنود يطلقون النار على خزانات المياه على أسطح المنازل التي يشرب منها البشر ويثقبونها ، ويطلقون النار على الأعمدة ومصابيح الكهرباء يحطمونها ويطلقون الغازات داخل المنازل يخنقون النساء والأطفال . حتى الكلاب لم تنجو من براثنهم لأنها تنبح عليهم ، صدقوا فالحيوانات تقاتل مع أصحابها كل بطريقته . المعركة مستمرة وعلى أشدها ولكن ما هذا ... ؟ إنني امتلأ رعبا لأنني أرى وجوها مألوفة ، إنها وجوه الجنود الذين أصبت رفيقهم بالأمس . إنهم قادمون اتجاهي وجوههم إلى الأرض يبحثون عني ، ولكن أيعرفونني ؟ أيستطيعون تمييزي ؟ انتبهت الآن أنني ملطخ بالدماء ، إنها دماء الجندي ، كيف لم أر ذلك من قبل ؟ على حين غرة انتابني إحساس غريب ، شعرت أنني احقد عليهم بشكل لا يوصف وشعرت أنني لم اعد ارتجف ولم اعد أخافهم ، ما الذي غيرني هكذا ؟ ربما كانت قسوتهم وربما رؤيتي لأهل القرية بصمودهم الجبار ، وربما لأنني فلسطيني صاحب حق وهم مغتصبون وعلى باطل . اقتربوا أكثر ، وقف احدهم فوقي ، ابتسم بحقد لم أر له مثيل ، أغمضت عيني لئلا أرى يده تلتقطني ، مد يده .. ولكن توقع من أهل فلسطين ما لا يتوقع أبدا ، حجر آخر انبثق من الفراغ بسرعة عجيبة اتجه نحو رأس الرجل ، سمعت صوت الاصطدام ، ارتجاج عنيف أصاب الجندي وتخيلت الأرض ترتجف من تحتي كأنها تضحك بشماتة ، لم اعد أرى وجهه بوضوح فالدم يغطيه وهو ينزف بقوة ، سكن جسد الجندي بعد ارتجافه عنيفة ، اعتقد انه مات بحجر من يد مباركة لشاب يأخذ بالثار . قفز الجنود بجنون وأطلقوا الرصاص بغزارة فأصابوا الشاب ، شعرت بالأرض تميد من تحتي ، تزلزل ، ترتجف وتعرب عن غيظها وحقدها الدفين داخل ثناياها وتخيلتها تصرخ وتقول " إن دماء ابني ترويني وتكفيني لأشعلها نارا تحت أقدامكم وافجر براكيني في وجوهكم ، فدماء كل صهاينة الأرض لا تعادل قطرة دم واحدة من ابن فلسطين الخالد " . استمر الجنود بإطلاق الرصاص رغم إصابة الشاب ، أصبح جسده كالمصفاة وامتلأ بالثقوب . أية وحشية وأية سادية !!!
صوت يجلجل قادم من بعيد ظهرت جرافة ضخمة كأنها عملاق أسطوري ، بدأت بحفر التراب وصنعت حفرة عظيمة ، حملتني ورفاقي إلى الأعلى واقتربت من الحفرة ، وبكل قسوة رمتنا داخلها . إنها تهيل علينا التراب ، تدفننا ، لماذا ؟ .. لقد فهمت وفهمنا جميعا أننا السلاح الخطير الذي ارهبهم وهز كيانهم ، وحسب ظنهم فهذه هي الطريقة المثلى للتخلص منا .

... أنا الآن اسكن قاع الأرض بعيدا عن أيدي النشامى ، ويا لجبن اليهود وخستهم ، إنهم يخافوننا برغم أسلحتهم الفتاكة ، وينتقمون من كل ما هو فلسطيني حتى منا نحن الحجارة . لقد سمعنا مؤخرا أنهم هجروا بناء بيوتهم من الحجارة خوفا من أن تثور عليهم يوما وتقاتلهم كما يقاتلهم البشر ، ولكن وبرغم إخفائنا تحت التراب فإن الجبال مليئة بنا والتلال والسهول وجميع أنحاء الأرض وان تخلصوا منا فهناك أجيال أخرى ستقاتلهم وأطفالنا يكبرون .
... أنا الآن اقبع بعيدا عن أيديكم يا أحبائي وبقية إخواني يقاتلون معكم ، لقد انتهى خوفي وجبني وعرفت الحقيقة ، لقد عرفت أجوبة أسئلتي وحيرتي فالعدو ظالم مستعمر همجي لا يراعي حرمة لأحد وسفك الدماء عنده كشربة ماء ، ولتحقيق أهدافه يبيح لنفسه فعل أي شيء حتى ضرب النساء والأطفال والقتل العشوائي ونسف مدن وقرى بأكملها واستخدام الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا . وعرفت أننا الأرض والأرض لنا ولا بد أن نحررها ونعود إليها يوما ، فالثورة سائرة إلى الأمام وأجيال الحجارة بأيدي الصغير والكبير ، وظهر لنا نصير يقاتل معنا ، إنها السكاكين والأسلحة النارية التي تختلف عما يمتلكه عدونا بأنها أسلحة ثورية مقدسة وأنها تقاتل لإحلال العدل وإعادة الحق إلى أصحابه .
... فالعهد على استمرار الثورة حتى النصر واستعادة الأرض المغتصبة والعودة إليها... وعهدا على نفسي أن امضي قدما لأحررها من عبوديتها واخرج من تحت التراب لأكمل المشوار حتى التحرير أو الشهادة ... وليعلم كل إنسان أن الإيمان بقضية عادلة يتبعه الوعي بها يشكل جسرا آمنا لاستمرار العمل من اجلها للوصول إلى بر الأمان ، إلى النصر أو الخلود الأبدي في جنان الخالدين .


قديم 08-04-2016, 07:04 PM
المشاركة 2
سمير الاسعد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
اريد نقدا بناء


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: آهات حجر
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مهاة عربية أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 08-14-2023 08:14 AM
القلاع آهات والدفة إنكسار !! حسام الدين بهي الدين ريشو منبر البوح الهادئ 2 02-04-2016 01:54 PM
آهات بلا مجيب محمد سالم المصري منبر الحوارات الثقافية العامة 1 09-16-2012 09:07 PM
آهات من الفرات خالدالفرج منبر رواق الكُتب. 2 10-28-2011 10:12 PM
آهات متربة صوفيا منغور منبر البوح الهادئ 7 01-24-2011 09:42 AM

الساعة الآن 07:42 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.