قديم 10-19-2010, 08:10 AM
المشاركة 71
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
السيّد المجتبى
( إيليا أبو ماضي )


سلام على السيّد المجتبى
كقطر الغمام و نشر الكبا
و يا مرحبا بأمير السلام
و قلّ له قولنا مرحبا
قدومك بدّد عنّا الأسى
كما يكشف القمر الغيهبا
و أحيا المنى في فؤاد الفتى
وردّ إلى الشيخ عهد الصّبى
كأنّي " بأيّار " خير الشهور
أتاه البشير بذاك النّبا
فوشّى الرّياض ، و حلّى الحقول ،
وزان الوهاد ، وزان الرّبى
و قال لأغصانه صفّقي
و للطير في الأرض أن تخطبا
و للنسمات تجوب البلاد
و تملأها أرجا طيّبا
ورنت بأذني أغاريدها
فقلت لكفّي أن تكتبا
فهذا القريض حفيف الغصون
و شدو الطيور ، و نفح الصبا
******
طلعات فطال خفوق الفؤاد
كأنّ به هزّة الكهربا
و ليس به هزّة الكهرباء
و لكن رأى التّائه الكوكبا
و ألقت إليك مقاليدها
نفوس تخيّرت الأنسبا
فيا صاحب الشّيم الباهرات
و يا من تحلّ لديه الحبّا
تقوّل عنك صغار النفوس
لأمر فما أدركوا مأربا
و من يسلب الشمس أنوارها
و من ذا الذي يمسك الصيبا ؟
فأحسن إليهم و إن أخطأوا
و كن كالحيا يمطر السّبسبا
إذا لم تسامح و أنت الكريم
فمن ذا الذي يرحم المذبا ؟
******
لقد طرب التاج و الصولجان
و حقّ لهذين أن يطربا
فإن هنّأوك بما نلته
فإنّي أهنّي بك المنصبا

قديم 10-19-2010, 08:10 AM
المشاركة 72
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
الشاعر في السماء
( إيليا أبو ماضي )


رآني اللّه ذات يوم
في الأرض أبكي من الشقاء
فرقّ، واللّه ذو حنان
على ذوي الضرّ والعناء
وقال: ليس التراب دارا
للشعر، فارجع إلى السماء!
وشاد فوق السّماك بيتي
ومدّ ملكي على الفضاء
فالتفّت حول عرشي
وسار في طاعتي الضياء
وصرت لا ينطوي صباح
إلا بأمري ولا مساء
ولا تسوق الغيوم ريح
إلاّ ولي فوقها لواء
فالأمر بين النجوم أمري
لي الحكم فبيها ولي القضاء
...
لكنّني لم أزل حزينا
مكتئب الروح في العلاء
فاستغرب اللّه كيف أشقى
في عالم الوحي والسّناء
وقال: ما زال آدميّا
يصبو إلى الغيد والطّلاء
ومسّ روحي واستلّ منها
شوقي إلى الخمر والنساء
وظنّ أنّي انتعى بلائي
فلم يزدني سوى بلاء
واشتدّ نوحي وصار جهرا
وكان من قبل في الخفاء
وصار دمعي سيول نار
وكان قبلا سيول ماء
...
يا أيّها الشاعر المعنّى
حيّرني داوّك العياء
هل تشتهي أن تكون طيرا؟
فقلت: كلاّ، ولا غناء!
هل تشتهي أن تكون نجما؟
أجبت : كلاّ ولا بهاء!
هل تبتغي المال؟ قلت: كلاّ
ما كان من مطلي الثراء
ولا قصورا ، ولا رياضا
ولا جنودا ولا إماء
وليس ما بي ، يا ربّ، داء
ولا احتياجي إلى دواء
ولا حنيني إلى القناني
ولا اشتياقي إلى الظباء
ولا أريد الذي لغيري
ذا حكمة كان أم مضاء
لكن أمنية بنفسي
يسترها الخوف والحياء!
فقال: يا شاعرا عجيبا
قل لي إذن ما الذي تشاء؟
فقلت: يا ربّ، فصل صيف
في أرض لبنان أو شتاء
فإّنني هنها غريب
وليس في غربة هناء!
فاسضحك اللّه من كلامي
وقال: هذا هو الغباء
لبنان أرض ككلّ أرض
وناسه والورى سواء
وفيه شيء تشتاق فيه؟
فقلت: ما سرّني وساء
تحنّ نفسي إلى السواقي ،
إلى الأقاحي، إلى الشّذاء
الى الروابي تعرى وتكسي،
إلى العصافير والغناء
الى العناقيد ، والدوالي،
والماء، والنور، والهواء!
فأشرف اللّه من علاه
يشهد ((لبنان)) في الماء
فقال: ما أنت ذو جنون
وإنّما أنت ذو وفاء
فإنّ لبنان ليس طودا،
ولا بلادا،لكن سماء!

قديم 10-19-2010, 08:11 AM
المشاركة 73
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
الشاعر و الأمة
( إيليا أبو ماضي )


خير ما يكتبه ذو مرقم
قصة فيها لقوم تذكره
...
كان في ماضي اللّيالي أمّة
خلع العزّ عليها حبره
يجد النّازل في أكفانها
أوجها ضاحكة مستبشرة
و يسير الطرف من أرباضها
في مغان حاليات نضره
لم يقس شعب إلى أمجادها
مجده الباذج إلاّ استصغره
همّها في العلم تعلي شأنه
بينها ، و الجهل تمحو أثره
ما تغيب الشمس إلاّ أطلعت
للورى محمده أو مأثره
فتمنّى الصّبح تغدو شمسه
و تمنّى اللّيل تغدو قمره
و مشى الدّهر إليها طائعا
فمشت تائهة مفتخره
...
كان فيها ملك ذو فطنة
حازم يصفح عند المقدره
بعشق الأمر الذي تعشقه
فاذا ما استنكرته استنكره
بلغت في عهده مرتبة
لم تنلها أمّة أو جمهرة
فاذا أعطت ضعيفا موثقا
أشفقت أعداؤه أن تخفره
و إذا حاربها طاغية
كانت الظاّفرة المنتصره
مات عنها ، فأقامت ملكا
طائش الرأي كثير الثّرثره
حوله عصبة سوء ، كلّما
جاء إدّا أقبلت معتذره
حسّنت في عينيه آثامه
و إليه نفسه المستكبره
و تمادى القوم في غفلتهم
فتمادى في الملاهي المنكره
زحزح الأمّة عن مركزها
و طوى رايتها المنتشره
و رأت فيها اللّيالي مقتلا
فرمتها فأصابت مدبره
فهوت عن عرشها منعفره
مثلما ترمي بسهم قبّره
...
كان فيها شاعر مشتهر
ذو قواف بينها مشتهره
كلّما هزّت يداه وترا
هزّ من كلّ فؤاد وتره
تعس الحظّ ، و هل من
شاعر في أمّة محتضره ؟
يقرأ النّاظر في مقلته
ثورة طاهرة مستتره
ما يراه النّاس إلاّ واقفا
في مغاني قومه المندثر
حائرا كالريّح في أطلالها
باكيا و السّحب المنهمره
و هي في أهوائها لاهية
و كذلك الأمة المستهتره
ما رأت مهجته المنفطره
لا ولا أدمعه المنحدرة
فشكاه الشّعر مما سامه
و شكاه اللّيل ممّا سهره
ثمّ لمّا عبث اليأس
مزّق الطّرس وشجّ المحبره
...
مرّ يوما فرأى أشباحا
جلسوا يبكون عند المقبرة
قال ما لكم ؟ ... ما خطبكم
أيّ كنز في الثرى أو جوهره ؟
و من الثاوي الذي تبكونه
قيصر أم تبّه ، أم عنترة ؟
قال شيخ منهم محدوب
و دموع اليأس تغشى بصره
إنّ من نبكيه لو أبصره
قيصر أبصر فيه قيصره
كيف يا جاهل لا تعرفه
وحداة العيس تروي خبره ؟
هو ملك كان فينا و مضى
فمضت أيّامنا المزدهرة
و لبثنا بعده في ظلم
داجيات فوقنا معتكره
و الذي كان بنا " معرفة "
لصروف الدّهر أمسى " نكره "
فانتهى التّاج إلى معتسف
لم يزل بالتّاج حتى نثّره
كلّ ما تصبو إليه نفسه
معصر أو خمرة معتصره
مستهين باللّيالي و بنا
مستعين بالطّغام الفجره
كلّما جاء إليه خائن
واشيا قرّبه و استوزره
فإذا جاء إليه ناصح
شكّ في نيّته فانتهره
مستبد باذل في لحظة
ما ادّخرناه له و ادّخره
يهب المرء و ما يملكه
و على الموهوب أن بستغفره
هزأ الشّاعر منهم قائلا :
بلّغ السّوس أصول الشّجره
رحمة الله على أسلافكم
إنّهم كانوا تقاة بررة
رحمة الله عليهم إنّهم
لم يكونوا أمّة منشطره
إنّ من تبكون يا سادتي
كالذي تشكون فيكم بطره
إنّما بأس الألى قد سلفوا
قتل النّهمة فيه و الشّرة
فاحبسوا الأدمع في آماقكم
و اتركوا هذي العظام النّخره
لو فعلتم فعل أجدادكم
ما قضى الظالم منكم وطره
ما لكم تشكون من محتكم
رضتم ألسنكم أن تشكره ؟
و جعلتم منكم عسكره
و حلفتم أن تطيعوا عسكره ؟
كيف لا يبغى و يطغى آمر
يتّقي أشجعكم أن ينظره ؟
ما استحال الهرّ ليثا إنّما
أسد الآجام صارت هرره
و إذا اللّيث وهت أظفاره
أنشب السّنور فيه ظفره !!

قديم 10-19-2010, 08:12 AM
المشاركة 74
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
الشاعر و الملك الجائر
( إيليا أبو ماضي )


1
أمر السلطان بالشاعر يوما فأتاه
في كساء حائل الصّبغة واه جانباه
و حذاء أوشكت تفلت منه قدماه
قال : صف جاهي ، ففي وصفك لي للشعر جاه
إنّ لي القصر الذي لا تبلغ الطير ذراه
و لي الروض الذي يعبق بالمسك ثراه
و لي الجبش الذي ترشح بالموت ظباه
و لي الغابات و الشمذ الرواسي و المياه
و لي الناس ... و بؤس الناس منّي و الرفاه
إنّ هذا الكون ملكي ، أنا في الكون إله !
2
ضحك الشاعر ممّا سمعته أذناه
و تمنّى إنّ يداجي فعصته شفتاه
قال: إنّي لا أرى كما أنت تراه
إنّ ملكي قد طوى ملكك عنّي و محاه
***
ألقصر ينبيء عن مهارة شاعر
لبق ، و يخبر بعده عنّكا
هو الألى يدرون كنه جماله
فإذا مضوا فكأنّه دكّا
ستزول أنت و لا يزول جلاله
كالفلك تبقى ، إن خلت ، فلكا
***
و الرّوض ؟ إنّ الروض صنعه شاعر
سمح ، طروب ، رائق ، جزل
وشّى حواشيه وزيّن أرضه
بروائع الألوان و الظلّ
لفراشة تحيا له ، و لنحلة
تحيا به ، و لشاعر مثلي !
و لديمة تذري عليه دموعها
كيما تقيه غوائل المحل
و لبلبل غرد يساجل بلبلا
غردا ، و للنسمات و الطلّ
فإذا مضى زمن الربيع أضعته
و أقام في قلبي و في عقلي !
***
و الجيش معقود لواؤك فوقه
ما دمت تكسوه و تطعمه
للخبز طاعته و حسن ولائه
هو " لاته " الكبرى و " برهمه "
فإذا يجوع بظلّ عرشك ليلة
فهو الذي بيديه يحطّمه
لك منه أسيفه ، و لكن في غد
لسواك أسيفه و أسهمه
أتراه سار إلى الوغى متعلّلا
لولا الذي الشعراء تنظمه ؟
و إذا ترنّم هل بغير قصيدة
من شاعر مثلي ترنّمه ؟
***
و البحر ، قد ظفرت يداك بدرّه
و حصاه ، لكن هل ملكت هديره ؟
هو للدجى يلقي عليه خشوعه
و الصّبح يسكب ، و هو يضحك ، نوره
أمرجت أنت مياهه ؟ أصبغت أن
ت رماله ؟ أجبلت أنت صخوره
هو للرياح تهزّه و تثيره
و الشهب تسمع في الظلام زئيره
للطير هائمة به مفتونة
لا للذين يروّعون طيوره
للشاعر المفتون يخلق لاهيا
من موجة حورا و يعشق حوره
و لمن فيه رمز كيانه
و لمن يجيد لغيره تصويره
يا من يصيد الدرّ من أعماقه
أخذت يداك من الجليل حقيره
لا تدّعيه ... فليس يملك ، إنّه
كالرّوض جهدك أن تشمّ عبيره
***
و مررت بالجبل الأشمّ فما زوى
عنّي محاسنه و لست أميرا
و مررت أنت فما رأيت صخوره
ضحكت و لا رقصت لديك حبورا
و لقد نقلت لنملة ما تدّعي
فتعجّبت ، ممّا حكيت ، كثيرا
قالت : صديقك ما يكون ؟ أقشعما
أو أرقما ؟ أم ضيغما هيصورا ؟
أيحوك مثل العنكبوت بيوته
حوكا ؟ و يبني كالنسور و كورا ؟
هل يملأ الأعوار تبرا كالضّحى
و يردّ كالغيث الموات نضيرا ؟
أيلفّ كاللّيل الأباطح و الرّبى
و المنزل المعمور و المهجورا ؟
فأجبتها : كلّا ! فقالت : سمّه
في غير خوف " كائنا مغرورا ! "
3
فاحتدم السّلطان أيّ احتدام
و لاح حبّ البطش في مقلتيه
وصاح بالجلّاد : هات الحسام !
فأسرع الجلّاد يسعى إليه
فقال: دحرج رأس هذا الغلام
فرأسه عبء على منكبيه
***
قد طبع السّيف لحزّ الرّقاب
و هذه رقبة ثرثار
أقتله ...و اطرح جسمه للكلاب
و لتذهب الروح إلى النّار
***
سمعا و طوعا ، سيّدي !.. و انتضى
عضبا يموج الموت في شفرتيه
و لم يكن إلاّ كبرق أضا
حتّى أطار الرأس عن منكبيه
فسقط الشاعر معرورضا
يخدّش الأرض بكلتا يديه
كأنّما يبحث عن رأسه
فاستضحك السلطان من سجدته
ثمّ استوى يهمس في نفسه
" ذو جنّة " أمسى بلا جنّته
***
أجل ، هكذا هلك الشاعر
كما يهلك الآثم المذنب
فما غضّ في روضة طائر
و لم ينطفيء في السّما كوكب
و لا جزع الشّجر الناضر
و لا اكتأب المطرب
و كوفيء عن قتله القاتل
بمال جزيل وخدّ أسيل
فقال له خلقه السّافل :
ألا ليت لي كلّ يوم قتيل !
4
في ليلة طامسة الأنجم
تسلّل الموت إلى القصر
بين حراب الجند و الأسهم
و الأسيف الهنديّة الحمر
إلى سرير الملك الأعظم
إلى أمير البرّ و البحر !!
ففارق الدنيا و لمّا تزل
فيها خمور و أغاريد
فلم يمد حزنا عليه الجبل
و لا ذوى في الرّوض أملود
5
في حومة الموت و ظلّ البلى
قد التقى السّلطان و الشاعر
هذا بلا مجد ، و هذا بلا
ذلّ ، فلا باغ و لا ثائر
عانقت الأسمال تلك الحلى
واصطحب المقهور و القاهر
*
لا يجزع الشاعر أن يقتلا
ليس وراء القبر سيف و رمح
و لا يبالي ذاك أن يعذلا
سيّان عند الميّت ذمّ و مدح
6
و توالت الأجيال تطّرد
جيل يغيب و آخر يفد
أخنت على القصر المنيف فلا
الجدران قائمة و لا العمد
و مشت على الجيش الكثيف فلا
خيل مسوّمة و لا زرد
ذهبت بمن صلحوا و من فسدوا
و مضت بمن تعسوا و من سعدوا
و بمن أذاب الحبّ مهجته
و بمن تأكّل قلبه الحسد
و طوت ملوكا ما لهم عدد
فكأنّهم في الأرض ما وجدوا
و الشاعر المقتول باقية
أقواله فكأنّها الأبد
ألشيخ يلمس في جوانبها
صور الهوى و الحكمة الوله

قديم 10-19-2010, 08:12 AM
المشاركة 75
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
الشاعر والكأس
( إيليا أبو ماضي )


بات والكأس في الظلام
في حديث ولا كلام
هي في صمتها تضيء
وهو في صمته يضام
شاعر أنفق الصّبا
من غرام إلى غرام
ذاهل النفس بالرؤى
عن حطام وذي حطام
وعن الفقر والغنى ،
وعن الحرب والسلام
بالشفاه التي طفا
بين أهدابها الأوام
بالغواني تطيعه
والغواني لها احتكام
بالشّذى وهو فائح،
والشذى وهو بالكمام
بالسحاب الذي يسحّ
وبالخادع الجهام
بالأغاريد ، والبلابل،
والنور، والخزام
حوله الكون في وغى
وهو والكون في وئام
ما له الآن وحده
ساكن العرق كالنيام
ساهر غير أنه
خادر الروح والعظام
صامت مثل كتبه
وكدنيا بلا أنام
أترى عضّه الطوى؟
لا، ففي بيته طعام
لم تزل كأسه لديه
وفي كأسه مدام
وله تضحك البروق
ويبكي الحبا السجام
وله ترتعي الكواكب
في مسرح الظّلام
وله تلبس الرّبى
برد النور والغمام
وله يعبق الشّذى ،
وله تعصر المدام
وله يلمع النّدى ،
وله يسجع الحمام
وله الغادة المليحة
والفارس الهمام
كلّها ، كلّها له
وعلى غيره حرام
وهو ساه كأنما
بسواها له مرام
وجهه غير وجهه‍
أم على وجهه لشام
كالتماثيل حوله
من نحاس ومن رخام
لا اكتئاب ولا رضّى
لا بكاء ولا ابتسام
ليله ما أمرّها
ليلة اليأس ألف عام
بقي الحسن إنما
مات في الشاعر الهيام
فإذا الكون عنده
جدث كلّه رمام

قديم 10-19-2010, 08:13 AM
المشاركة 76
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
الشباب أبو المعجزات
( إيليا أبو ماضي )


سلام عليكم رجال الوفء
وألف سلام على الوافيات
ويا فرح القلب بالناشئين
ففي هؤلاء جمال الحياة
هم الزهر في الأرض إذ لا زهور
وشهب إذ الشهب مستخفيات
إذا أنا أكبرت شأن الشباب
فإنّ الشباب أبو المعجزات
حصون البلاد وأسوارها
إذا نام حرّاسها والحماة
غد لهم وغد فيهم
فيا أمس فاخر بما هو آت
ويا حبّذا الأمهات اللواتي
يلدن النوابغ والنابغات
فكم خلدت أمة بيراع
وكم نشأت أمة في دواة
أنا شاعر أبدا تائق
إلى الحسن في الناس والكائنات
أحبّ الزهور ، وأهوى الطيور، وأعشق ثرثرة الساقيات
ورقص الأشعة فوق الروابي،
وضحك الجداول والقهقهات
تطالع عيناي في ذا المكان
روائع فاتنه ساحرات
كأن الفضاء وفيه الطيور
بحور بها سفن سابحات
كأن الزهور ترقرق فيها
سقسط الندى أعين باكيات
ومن بلبل ساجع لمغنّ،
ومن زهرة غضة لفتاة
فما أجمل الصيف في الخلوات
وأروع آياته البينات
نضا الستر عن حسنات الوجود
وكانت كأسراره المضمرات
وأحيا رغائبنا الذابلات
فعاشت وكانت كأرض موات
ففي الأرض سحر، وفي الجوّ عطر،
فيا للكريم ، ويا للهبات
أمامكم العيش حرّ رغيد
ألا فاغنموا العيش قبل الفوات

قديم 10-19-2010, 08:14 AM
المشاركة 77
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
الشباب والحب
( إيليا أبو ماضي )


الشباب والحب
بكيت الصّبا من قبل أن يذهب
فيا ليت شعري ما تقول اذا ولّى؟
وهّمته يبقى اذا أنت صنته
عن الشفة الحمراء والمقلة الكحلا
وخلت الهوى جهلا فلم يكن الهدى
أخيرا سوى ا؟لأمر الذي خلته جهلا
خشيت عليه أن يطوحه الهوى
فألقاك هذا الخوف في الهوّة السفلى
أتلجم ماء النهر عن جريانه
مخاقة أن يفنى؟ اذن ، فاشرب الوحلا
سبيلى الصّبا مهما حرصت على الصبا
فدعه يذوق الحبّ من قبل أن يبلى
فما ديمة صبّت على الصخر ماءها
فما أنبتت زهرا ولا أطلعت بقلا
بأضيع من برد الشباب على امرىء
اذا استطعمته النفس أطعمها العذلا
فلا تك مثل الأقحوانة راعها
من الحقل أنّ تجنى فلم تكن الحقلا
وأعجبها الوادي فلاذت بقاعه
فجاء عليها السيل في الليل واستتلى
فما عانقت نور الكواكب في الدّجى
ولا لثمت فجرا ولا رشفت طلاّ
وزالت فلم يستشعر النور والندى
على فقدها غما كأن لم تكن قبلا
ولا تك كالصدّاح اذ خال أنه
اذا اذدخر الألحان أكسبها نبلا
فضنّ بها والشمس تنثر تبرها
وفضّتها والأرض ضاحكة جذلى
فلّما مضى نور الربيع عن الربى
ودبّ الى أزهارها الموت منسلاّ
تحفّز كي يشدو فلم يلق حوله
سوى الورق الهاوي كأحلامه القتلى

قديم 10-19-2010, 08:14 AM
المشاركة 78
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
الشجاع
( إيليا أبو ماضي )


لا أحبّ الإنسان يرضخ للوهم،
ويرضى بتاففهات الأماني
إنّ حيّا يهاب أن يلمس النور
كميت في ظلمة الأكفان
وحياة أمدّ فيها التوقّي
لا توازي في المجد بضع ثوان
ألشجاع الشجاع عندي من أمسى
يغنّي والدمع في الأجفان

قديم 10-19-2010, 08:15 AM
المشاركة 79
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
الشعر والشعراء
( إيليا أبو ماضي )


بعيشك هل جزيت عن القوافي
بغير ( أجدت) أو (لافضّ فوك)؟
جزاوّك من كريم أو بخيل
رقيقا كان شعرك أو ركيكا
كلام ليس يغني عنك شيئا
إذا لم يقتل الآمان فيكا
وربتما يمنّ عليك قوم
كأنك قد غدوت بهم مليكا
إذا أرسلت قافية شرودا
فقد أيقظت في الناس الشكوكا
وقد تبلى بأحمق يدعيها
فإن تغضب لذلك يدعيكا

قديم 10-19-2010, 08:16 AM
المشاركة 80
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
الصيف
( إيليا أبو ماضي )


عاد للأرض مع الصيف صباها
فهي كالخود التي تمّت حلاها
صور من خضرة في نضره
ما رآها أحد إلاّ اشتهاها
ذهب الشمس على آفاقها
و سواد اللّيل مسك في ثراها
و نسيم في أشجارها
و شوشات يطرب النهر صداها
و السّواقي فتن راقصة
ضحكها شدو و تهليل بكاها
و الأقاحي صور خلّابة
و أغاني الطير شعر لا يضاهى
إنّها الجنة لامريء
هو فيها و قليلا ما يراها
أيّها المعرض عن أزهارها
لك لو تعلم ، يا هذا ، شذاها
أيّها النائم عن أنجمها
خلق الله لعينيك سناها
أيّها الكابح عن لذّاتها
نفسه ، هيهات لن تعطى سواها
لا تؤجّل لغد ، ليس غد
غير يوم كالّذي ضاع و تاها
و إذا لم تبصر النفس المنى
في الضحى كيف تراها في مساها
هذه الجنّة فاسرح في رباها
و اشهد السّحر زهورا و مياها
و استمع للشّعر من بلبلها
فهو الشعر الذي ليس يضاهى
...
ما أحيلى الصيف ما أكرمه
ملأ الدنيا رخاء ورفاها
عندما ردّ إلى الأرض الصّبا
ردّ أحلامي التي الدهر طواها
كنت أشكو مثلما تشكو الضّنى
فشفى آلام نفسي وشفاها


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من شعراء العصر الحديث ( إيليا أبو ماضي )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من شعراء العصر الحديث ( عدنان الصايغ ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 33 01-11-2021 08:29 PM
من شعراء العصر الحديث ( عمر الفرا ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 12 06-24-2011 11:52 AM
من شعراء العصر الحديث ( محمود درويش ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 48 01-14-2011 08:53 PM
من شعراء العصر الحديث ( بدر بن عبد المحسن ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 20 10-19-2010 04:15 PM

الساعة الآن 05:52 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.