قديم 02-03-2017, 04:53 PM
المشاركة 21
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي شيماء والشجرة المباركة
محبة وتلبية لدعوة اقدم هذه القصة داعيا الله عز وجل ان تنال اعجابكم

شيماء والشجرة المباركة

رغم مرور شهر على زواج فراج ببدور الجميلة ابنة المرأة الصعبة شيماء، إلا آن هذا الحدث مازال محور حديث سكان البادية . لم يكن الحديث يتعلق بالقلوب التي أصابتها الحسرة وألام لخسارتها ، ولا لإندهاش وذهول الناس لموافقة شيماء على تزويج ابنتها الفاتنة لرجل فقير من عامة الناس ورفض أصحاب الجاه والمال
نعم لم يكن في الحسبان ، ولا حتى في الخيال أن تكون خاتمة القصة بهذه الطريقة... رغم وجود الكثير من القصص التي رسمها الخيال ، وأحبها الناس وصدقوها، لا .... لم تكن تلك هي الأسباب التي أبقت القصة حية يتداولها الجميع، بل كلام جارية شيماء كان هو السبب وراء انشغال الناس بهذه الحادثة حين أخبرت احد النسوة سراً بما حصل ، حيث قالت لها متعجبة :

لم يبقى رجل من أصحاب الجاه والمال سمعت به إلا وزارنا، فخلال ثمانية أشهر كان الشيوخ ، وأبناء الشيوخ يتوافدون على ظهور جيادهم من كل فج حاملين معهم الهدايا ، والهبات ، وبالطبع كانوا يأتون منفردين وقت الظهيرة حسب شروط سيدتي...

والعجيب في الأمر أن سيدتي كانت لا تعطيهم فرصة للحديث معها معللة ذلك بانشغالها وتطلب منهم انتظارها تحت شجرت السدر العظيمة !!

وكان الجميع يطيعها رغبة في إرضائها ، ويقف الواحد منهم كأنه صنم تحت الشجرة ، وبعد مضي ساعة بالتمام ، والكمال تأتي إليه وتعتذر منه بجملة واحده :" ما في نصيب " !!

وفي ظهيرة احد الأيام جاء إلينا خاطباً في مقتبل العمر كان الرجل أشعثاً رث الثياب يجر حماره الهزيل
وكالعادة اعتذرت منه سيدتي مبررة ذلك بانشغالها ، وطلبت منه الطلب المعهود :
- انتظرني تحت تلك الشجرة !

فتوجه ذلك الشاب إلى الشجرة وقام بتنظيف أرضيتها من الأشواك ، والأغصان اليابسة ، وجمعها في مكان واحد ثم قام بتكسير الغصون المتدلية الميتة ، واختار ارض ظليلة ، وابرم النار ، وانزل فِراشه واعد قهوته
كانت رائحة القهوة طيبه قوية انتشرت وعمت المكان وعلى غير العادة وقبل أن تنتهي ساعة الانتظار المحددة جاءته سيدتي ، وجلست بجانبه ، وطلبت منه سكب فنجان لها ، وبعدما أخذت رشفة منه سألته مبتسمة : اسمك؟
فقال : فراج.
فقالت : فُرجت يا فراج.
الله أعطاك يا بُني مبروك عليك بدور!!

هذا كل ما قالته الجارية .

فتساءل الناس عن مغزى طلبات شيماء الغريبة والعجيبة، لماذا تصر على كل من يريد التقدم لخطبة ابنتها أن يأتي إليها منفردا؟ !وأن تكون زيارته وقت الظهيرة والشمس في كبد السماء!؟ وما هو سر الشجرة !
لماذا فعلت ذلك ؟!!
فانقسم الناس إلى أحزاب كل يدلي برأيه :
حزب يقول :هنالك سحر في القهوة !
وحزب يقول: إن للشجرة المباركة دور في ذلك ، فهي من تختار !
وأخر يقول : أن للشمس دورا ، لذلك تصر شيماء أن تكون الزيارة وقت الظهيرة !
وحزب ثالث وهم قليلون ،عند سؤالهم فقط يبتسمون !!!!


قديم 02-03-2017, 05:40 PM
المشاركة 22
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ عبد العزيز

شكرًا لك على هذه المشاركة . قصة جميلة من الخيال السحري.
أنا اتصور انه لا يوجد سر هي كانت تراقب ما يفعل الشخص حينما يجلس تحت الشجرة... هو الوحيد الذي قام بالعمل المتوقع واعد لنفسه مكان وقهوة فهو عملي ولا خوف على ابنتها معه لكن تظل نهاية قصتك مفتوحه تبعث الأسئلة في نفوس المتلقين مما زادها سحرا على سحر .

شكرًا

ننتظر منك قصة كل اسبوع لا تقل سحرية عن هذه القصة

قديم 02-03-2017, 06:49 PM
المشاركة 23
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستار ياسر
قرات النص قراءة متانية وأظن انني استوعب الفكرة الان الحبكة هي قصة شاب وقع في غرام فتاة شرقية فتحمل المشاق حتى حصل على تصريح سفر الى بلدها وبلدها حسب وصف المكان اما سوريا او العراق لان فيها نهر دائم الجريان رغم انك تقول في مكان اخر ذاهب الى ارض النبوة وهنا افترضت ان تكون السعودية المكان المقصود لكن الوصف الاخر للمسلحين رجح ان تكون سوريا خاصة ان فيها كنائس، وهناك يتعرض للمساءلة والتحقيق وفي نهاية المطاف يلتقي بها لفترة وجيزة لكن بنادق المسلحين تقوم على قتلها ربما لظنهم انها تتعامل مع جهة أجنبية لكنهم يفرجون عنه هو في النهاية لان ميوله غربية حسب قائد المسلحين.

حتما السرد رائع لكن اظن ان هناك الكثير من الزخرفة اللغوية كما ان القصة لا تنطلق كرصاصة الى النهاية وهو ما جعل فهمها صعب على كمتلقي من القراءة الاولى.

اتصور انه بامكانك اختصار اللغة اكثر حتى لا يتوه المتلقي في احداث متشعبة ولا يعرف تحديدا الغاية التي يرمي اليها السرد كما اتصور انه كان من الافضل توضيح المكان بذكر اسمه او اضافة معالم معروفة للمتلقي مثل ان تقول زار الجامع الاموي لنعرف انها سوريا او زار الاهرام لنعرف انها مصر ...كما انني كنت افضل ان اعرف نهايته فهل عاد خائبا الى الغرب ؟ ام ماذا جرى له بعد موقف المقهى ؟ وهل هذا فصل من رواية ام هو قصة ؟

سرد جميل للغاية لكن فهم الغاية من النص لم يكن سهلا في تقديري وانا أميل شخصيا الى الوضوح في السرد والوصول الى نهاية واضحة لا تترك أسئلة في نفس المتلقي..

شكرًا لك ننتظر قصة الاسبوع الثاني راجيا ان تتقبل ملاحظاتي فالغاية في نهاية المطاف هو ان نتعرف على ادوات إبداع قصة ناجحة ومؤثرة ..وعسى ان ننتفع بمثل هذا الحوار والنقاش لتطوير مهاراتنا ..

*

قديم 02-03-2017, 08:46 PM
المشاركة 24
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
طبعا لا بد من التنوية بان المطلع على أدبيات السرد في مجال القصة القصيرة سواء في اللغة العربية او الانحليزية ربما يجد إجماع حول اهم عناصر القصة من حيث الشخصية والحدث والحبكة والمكان والزمان لكن من الصعب ان تجد إجماع حول اليات السرد فالبعض يرى بان القصة يجب ان تكون مثل الرصاصة اي ان تكون لغتها مباشرة ومكثفة ويتم بناء الحبكة لتصل الى قمة الحدث اي اللحظة المزلزلة climax دون تهاون او زخرفه، والبعض الاخر يفضل الزخرفة اللغوية والفذلكة اي استخدام لغة فخمة وتعابير سحرية حتى ولو جعلت النص متخم لغويا .

شخصيا لا احبذ اللغة المباشرة فالغرض من السرد الإمتاع وإيصال معلومة وللامتاع الأولوية ولذلك اجد ان المعيار الذي اقيم عليه القصة الناجحة هو الأثر الذي تتركه في نفسي كمتلقي.

فلا مناع لدي من ان تكون اللغة مزخرفة وغنية بالعبارات الرنانة اذا ما جعلت النص اكثر سحرية وجاذبية.

ولعلنا من خلال هذا المشروع نخلص لنتيجة حول التسخير اللغوي الامثل في القصة القصيرة ؟؟!

*

قديم 02-03-2017, 10:26 PM
المشاركة 25
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ما الذي يجعل القصة القصيرة قصة ناجحة ؟

تشرح املي ونستروم ومن واقع تجربتها كمحررة في موقع الكتروني ادبي مخصص لكتابة القصة القصيرة ، خمسة عوامل او عناصر مهمة لكتابة قصة ناجحة وتقول ان الكثير من الكتاب لا يهتمون بها او لا يعطوها بالا...وانا هنا اترجم ما تقوله عن الانجليزية بتصرف طبعا..

العنصر الاول : ككاتب قصة عليك ان تبرز الصراع مباشرة.
عند كتابتك قصة قصيرة ، لا تضيع وقت وانت تحاول رسم المشهد، او التحدث باسهاب عن بطل قصتك. اجذب المتلقي مباشرة الى قلب الصراع في القصة بشكل مباشر.

==
tip of the day

العنصر الثاني : اكتب فقط ما هو مهم جدا للحظة ..

كثير من كتاب القصة يلجأ الى التفصيل وسرد قصص خلفية للحدث، سواء كانت القصة خيالية او واقعية ، تأكد ان المتلقي لا يحتاج ان تقول له تفاصيل عن خلفية الحدث backstory او قصص خلفية للحدث الرئيسي، قل للمتلقي ما يريد المتلقي ان يسمعه فقط في الوقت المناسب لذلك ، ويجب حذف كل شيء اخر.


===
tip of the day
-
3-العنصر الثالث
: لا تتحذلق كثيرا.

يمكنك حشد كلماتك الرنانة وطروحاتك الفلسفية وتركيبات الجمل المتفذلكة، وجملك ذات المعاني المزدوجة في اي مكان تشاء لكن ليس في كتابة القصة القصيرة.

لا تتحذلق ولا تتفذلك...لان الحذلقة والفذلكة لا تولد فنا...فقط دون قصة جيدة.

واذا وجدت نفسك قد وقعت في غرم كلماتك وسردك فان ذلك مؤشر جيد، لكن انت تحتاج للعودة الى ذلك القسم وعمل تشذيب عليه لاحقا.
====



tip of the day
-

4- العنصر الرابع: طور الحبكة لتصل بها الى الذروة the climax بفعالية وكفاءة:

في كتابة القصة القصيرة يجب التركيز على كلمة قصيرة. عليك التحكم ف بناء الحبكة وان يتم تطوير الحدث بفعالية وكفاءة نحو الذروة. فكل فقرة وكل جملة وكل كلمة يجب ان تقرب المتلقي من الذروة. وان شعرت ان جزء من السرد لا يخدم هذا الغرض فعليك حذفه. فلا يوجد في القصة القصيرة مساحة للكلام الممطوط.

يتبع،،

قديم 02-04-2017, 03:03 AM
المشاركة 26
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سفر لا ينتهي

أحمل حقيبتي الفارغة، وأتجه نحو الغد،لا ألتقي وجوهاً ولا مسافرين..
القطارت تغطّ في نوم عميق..والطائرات معلّقة بين السماء والأرض..
تتحرك الحقيبة فجأة فتضيق بها أصابعي، يتدحرج منها الأمس بأوراقه، وصوره وبعض ربطات عنقه؛
فتتعثر قدمي اليسرى بتفاصيله المتعبة، أحاول الجري للخلف قليلاً ،فتمنعني قدمي اليمنى...
فجأة تعود السكك لعملها، وتفرح الغيوم باحتضان عباب الطائرات،وتعاود عيناي قراءة الوجوه وصناعة الصدف، لتستمر رحلة الحنين
...!

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 02-04-2017, 02:59 PM
المشاركة 27
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
استاذة صبا
شكرا على مشاركتك هذه المثيرة للدهشة والشجن. لا اعرف ان كان العنوان الذي اخترته لك مناسبا لهذا النص ولا اعرف ان كنت قصدت ان تتركيه من غير عنوان امعانا في ما يبعثه النص في المتلقي من شجن.

لا اعرف ماذا اقول بخصوص النص. هو مكتمل العناصر كقصة قصيرة حتما وشديد التكثيف وينطلق كما يقول يوسف السباعي كرصاصة لكنه شديد الغموض ايضا...وغير واضح ان كان نصا فلسفا او نفسيا..او هو وصف لحالة الضياع التي وجد بعض المسافرين انفسهم فيها كنتيجة لاجراءات كونيه غير مسبوقة من منع السفر.

اتصور ان النص يمكن تفسيرة من هذه الابعاد الثلاثة فمثلا يمكن القول ان الحبكة تحكي قصة فتاة انفصلت عن زوجها فحملت حقيبتها الفارغة وذلك دليل على بؤس الحال الذي تركت فيه، واتجهت نحو الحلم بغد مشرق، حيث لا يوجد مسافرين ولا وجوه، لانه سفر رمزي تعبر فيه الفتاة من حاضرها المر الى حلمها بغد مشرق.

والقطارات والطائرات الراكدة بلا حراك مؤشر اخر على ان الرحلة نفسية وليست واقعية، وحيث ان الفتاة اصبحت في لحظة جمود كنتيجة لما آلت اليه حالها لا تتقبل حركة الحقيبة التي تدعوها الى التخلص من الماضي، وبمجرد ان تتحرك الحقيبة تسقط منها ارواق الماضي وصوره وبعض الاشياء التي تذكرها بماضيها الصعب مع ذلك الرجل، فتتعثر قدمها بتفاصيل الماضي المتعب...

تحاول الفتاة ان تعود الى ماضيها اي احياء علاقتها التي انتهت من جديد لكن صراعا داخليا محتدما اوقف رجلها اليمين فمنعها من الحركة...

عندها وحيث حسمت امرها ان لا عودة للوراء تتحرك السكك والطائرات وذلك رمزية على ان الروح بدأت تدب فيها من جديد، ومؤشر ذلك ان عينا الفتاة تعود لهما الحياة فتعاودان قراءة الوجوه والحلم بمستقبل باهر...

لا اعرف حقيقة اذا كنت قد اقتربت من المقصود من النص لكنني حاولت ان استشف منه معنا اراه بين السطور ولا استطيع الامساك به...

على كل حال شكرا لك على هذا النص... ولعل الزملاء يلقون عليه مزيد من الضوء وفك رمزيته ...

قديم 02-05-2017, 12:20 AM
المشاركة 28
زياد وحيد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
حنيـــــن...



وحيدةٌ تجلس على الكرسي الامامي خلف سائق الحافلة .. تحمل كتابا بيدها، تضع حقيبة صغيرة في المكان المحاذي لها تريد أنْ تظل بمفردها في سفرها، ملامحها الكئيبة المعراة من تلك الاصباغ أظهرت جمالا طبيعيا فتانا و عيونا تائهة النظر، تبدو في الثلاثينات من العمر، حجبتْ الهموم نور وجهها القمري المخضب بندى الشباب سُحبا و أدخنة.
تنتقل الحافلة بتأني عبر منعرجات ريفية تطل على واد سحيق مكسو بأشجار كثيفة، تحدق بدون توقف الى تلك الطبيعة التي بعثَ فيها شهر تشرين الثاني شيئا من الحزن و الكآبة ثم ما تَلبثُ ان تعود ببصرها الى كتابها لتلتهم أوراقه القديمة و كأنها اختزلت طريقها في عالمها المنشطر بين رواية تقرأها بنهم و عالم خارجي تطل عليه عبر النافذة يشبه تفاصيل نفسها المستغرقة في التفكير و الصمت.
كان ينظر اليها عبر المرآة المقابلة التي عكست صورتها.. لقد دفعه فضوله لقراءة حركاتها و اسرارها المتخفية في عينيها الشاردتين بين كتابها التي تحمله بين يديها و كتاب الطبيعة الذي يتسارع هربا نحو الوراء..شيئا ما اختلج في نفسه، اراد ان يقترب من مقعدها، في تلك اللحظة أحست بعين تراقبها، أدارت بنظرها خلسة الى المرآة فرأت رجلا شابا في مثل سنها يلاحقها بتمعن، وقع بصرها على بصره، تراجع الى الخلف، تصبب العرق البارد على جبينه حياء، طأطأ رأسه ثم أشاح بوجهه نحو ذلك الفراغ المترامي ليكتفي بتلك المناظر المتلاحقة امام الحافلة التي جملتها النباتات المختلفة و الصخور المتهاوية و المنحدرات الخطرة و كأن شيئا لم يكن، انحرفت بتفكيرها عن نفسها إلى وجه ذلك الشاب و كأنها اكتشفت سرا من اسرار القصة التي تقرأها ..
تحدق في المرآة ..ترى خلفها رجلا طويل القامة بهي الطلعة، اسود الشعر و العينان ، اسمر الملامح تتفرس في ملامحه تارة و تنظر الى سطور روايتها تارة أخرى،كأنها عثرت على بطل قصتها منتصبا امامها كالقدر المباغت ظلت الطريق إليه و ها هي تلتقي به دون وعد سابق ، تدفعها الرغبة للاستدارة نحوه للتعرف عليه أكثر .. تتوقف عن النظر للمرآة لبرهة من الزمن، يرحل بها تفكيرها إلى براثن الحيرة، تتساءل مستغربة.. لمَ هذا الانقلاب الذي حدث في كياني فبعثر كبريائي و هوتْ له آخر قلاعي ..؟
شاب رأيته للتو شتتَ تفكيري و بدد تركيزي ...
إنها مجرد صدفة تحدثُ لكل واحد منا كل يوم .. تُتمتِم بينها و بين نفسها ..
يا إلهي ..ماذا جري لي ..؟؟
يَجـُرها الإحساس الجارف إليه عنوة ،يشتتها الذهول نحوه دون هوادة, تعاود التحديق الى وجهه رغبة منها لجلب انتباهه، ترتعش أطرافها، يحمر وجها ..تفلتُ منها شهقة أطاحت بها ...
لقد وقعتْ في الحب
أدرك الشابُ ما يجول في خاطرها ، هالهُ أمرها ، استغرب كل ذلك الانفعال الذي احدثه في وقارها، شَدتـْه تلك النظرات الشاعرية العامرة بالانعطاف و الحنين تسأله الاقتراب منها ، و في الوقت الذي اهم بالانتقال الى جوارها .. توقفتِ الحافلة في طريق طويل بلا إشارات و طلب السائق منها ..
هذا مكان نزولك أيتها الأستاذة ..
تشكره على مضض، تستجمع شتاتها ، تقوم بصعوبة من مكانها، تستدير الى الشاب تودعه بنظرة مملوءة بالحزن و الوجع و كأن روحها انسلت منها و تركتها هناك، خرجتْ من الحافلة تجر جسدها المنهك جراً .. وقف الرجل مندهشا لا يحرك ساكنا، راح يتحسّس خيالها، يتتبع ظلّها، يصرخ في داخله بقوة ...
توقفي ..توقفي لا ترحلي .. اريد ان اعرف من انتِ ..؟
انطلقتْ الحافلة بسرعة مبتعدة عن ذلك المكان .. ادرك السائق ان هذا الشاب الغريب الذي يطل على النافذة يرمق ذلك الجسم المتلاشي وراء الأشجار انما يريد أن يعرف من تكون تلك المرأة
همس في أذنه بعفوية قائلا ..
إنها أستاذة ثانوي يا سيدي..تُدَرِسُ في هذه المنطقة النائية منذ عقد من الزمن اختفى زوجها منذ ثلاث سنوات و لم يعثر له على خبر، يقال انه سافر للخارج .. كانت تعيش معه هنا في مسكنها الوظيفي لكنها أصبحت وحيدة بعد رحيله فعادت إلى بيت والدها المتوفي مما اضطرها للتنقل بين المدينة المجاورة و الثانوية كل يوم ذهابا و إيابا.
تمتم الشاب و الحسرة تقطع قلبه ..
يا لهذه المسكينة..!!
لقد أخطأتُ الظن لم تكن تراني بل زوجها مَنْ كانت ترى..!

قديم 02-05-2017, 01:51 AM
المشاركة 29
صفاء الأحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
فكرة رائعة

سأفتتح هذه الورشة بنص رغم أنه ليس وليد اللحظة .
----------
سحر الشرق


يقال أن الكاتب الجيد يستخدم الكلمة التي ترسلك إلى المعجم وتثري لغتك.
للأمانة قرأت النص أكثر من ثلاث مرات، أنا أحترم جدا هذا النوع من النصوص،
المحشوة بالكثير من المفردات التي من الصعب على متلقيها - المتواضع مخزونه من المفردات - استيعابها دفعة واحدة.
لكن هذا الأسلوب برأيي لا يجعل المتلقي ينسجم مع النص،
ويؤثر تركه قبل الوصول إلى الخاتمة.


شكرا كبيرة أستاذ ياسر.



أدرتُ ظهري للشفق ، وسرت بخطٍ موازٍ للنور ،
و كأنّ المغيب لا يعنيني !!


قديم 02-05-2017, 09:35 PM
المشاركة 30
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ زياد وحيد

صراحة قصتك "حلـــــم العودة" مكتوبة بمهنية عالية وسرد جميل للغاية، وحبكة كاملة، يتوفر فيها كل عناصر القصة الجميلة.

صحيح ان العنوان ينبئ بمجريات الحدث لكن النهاية مزلزلة، فان يموت البطل في باب المخيم يوم عودته فتلك نهاية لم اتوقعها ابدا...وهذا حسب لصالح النص.

القصة محيرة بعض الشيء من حيث نقطة تركيز السرد، هناك وصف جيد للمكان، ويمكن اعتبار القصة قصة مكانية، اي انها تجعل المكان محورا للاحداث، وهناك وصف جيد للشخصيات بطل القصة والام والحبيية لكنها ظلت شخصيات مسطحة في تصوري، وكان بالامكان تريكز الوصف على سمات البطل لجعله شخصية دائرية، وكذلك الحبكة متماسكة لكنها ليست محورية.

زمن القصة مناسب وقصير يمثل لحظات عودة البطل من الجزائر الى المخيم في سوريا وما لبث ان وقع صريعا برصاص تجار النكبة وتم تسخير الازمان الاخرى لخدمة هذا الزمن.

علاقة الحب بينه وبين عبير فيها بعض المبالغة فمن اين تجد فتاة بمثل هذا الاخلاص ان تنذر نفسها لخدمة امه لكي يذهب هو للدراسة في الجزائر؟

الصراع في القصة هو صراع من اجل الحياة والبقاء يسافر لكي يعيش حياة افضل فيموت يوم عودته نتيجة لصراع اخر هو صراع تجار النكبة ومصاصي الدماء...فالقصة تعالج ثيمة الحياة والموت وهذه من اهم القضايا التي يمكن للقصة معالجتها.

الفكرة وصف لمعاناة ابناء المخيمات في الشتات وما عانوه من الم كنتيجة للحروب ونتيجة لظروف البؤس التي عاش فيها الناس هناك من كل ناحية، ومحاولة للتخلص من تلك الظروف بتحسين المستوى التعلمي.

ربما كان من الافضل اختيار عنوان اخر للنص مثل " رصاصة طائشة " ولو انني اتفهم بأنه لا بد كان يحلم بالعودة من اجل امه وحبيبته والمكان الذي ولد وترعرع فيه، لكن سقوطه صريعا جعل التريكز على نهاية الحلم بالموت وهذا ما ارادت القصة ايصاله.

لكن في المحصلة القصة من حيث السرد جميلة اما اثرها على نفسي كمتلقي فلم يكن بتلك القوة ، فانا افضل ان يؤدي السرد الى حبس الانفاس، وزلزلة الكيان، وتسارع في النبض، وزيادة في حدة التشويق واتصور ان ذلك يتحقق باضافة محسنات بديعية تتمثل في ذكر ما لي :
1- الالوان.
2- الحواس.
3- الارقام
4- التضاد
5- التشخيص
6- والحركة.

هذه العناصر في تصوري تجعل اثر السرد اقوى، وحيث انك طلبت مني قراءة النص والتعليق عليه اظن انك لو اهتمت بتطعيم نصوصك بمثل هذه المحسنات من دون تكلف فسوف تجعل النص اعظم اثرا.

وفي هذا المشهد اسقطته صريعا بكل تلك البساطة ولم تستثمر المشهد تقول "لقد سقط صريعا على أبواب المخيم حين قادته أقداره في يوم العودة إلى أتون معركة حمى و طيسها و اشتدت حمية الانتقام بين مصاصي الدماء و تجار النكبة في سوريا الحبيبة".

كان بامكانك تطعيم المشهد بما يجعله اكثر إثارة وتشويق مثلا ان تقول "لم يمض على وصوله المخيم سوى دقائق حتى تطاير الرصاص في كل الاتجاهات وسمع دوي بعض القذائف من العيار الثقيل ، جثث بدات تتساقط هنا وهناك ، وارتوت الارض بدماء الضحايا الابرياء الحمراء ، وعجزت سيارات الاسعاف من الوصول الى المكان ، انطلق كالسهم ، حاول ان يحتمي خلف جدار ايل للسقوط، الا ان شظية عاجلتة ليخر صريعا قبل ان يكحل عيونه برؤية امه وحبيبته،....هذا مثلا او شي من هذا القبيل .

ما يجذبني في قصص ادجر الن بو هو انه يفاجئ المتلقي بسلسلة هائلة من العقد المتوالية قبل ان يصل الى الذروة فحينما تظن انت كمتلقي انك قد وصلت الى اهم عقدة في النص تجد ان النص ما يزال يشتمل على عقد اكثر تأثيرا وتعقيدا وكانه يفجر لغما في كل زاوية الى ان تصل في نهاية النص فتجده حقل الغام.

شكرا لك على النص الهادف لكشف معانات اهالي المخيمات في الشتات...

طبعا تعليقي هذا يأتي من باب كيف نكتب قصة ناجحة .. وكيف نحسن ونرفع من مستوى السرد لدينا من خلال الممارسة ودفع انفسنا لنكتب قصة كل اسبوع والاستفادة من الملاحظات حتى نصل الى امتلاك افضل اسلوب وأعظمها تأثيرا.
من هنا اقول ان السرد في هذه القصة لا غبار عليه بل هو جميل لكنه لا يترك ذلك الأثر المزلزل الذي أظن انه سر القصة الناجحة الاهم.؟!؟!



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مشروع قصة قصيرة كل اسبوع - شارك معنا في كتابة قصة قصيرة كل اسبوع
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(كتابة) قصة قصيرة. بقلم محمد فتحي المقداد محمد فتحي المقداد منبر القصص والروايات والمسرح . 2 07-21-2023 03:41 PM
قصص قصيرة عبدالحكيم ياسين منبر القصص والروايات والمسرح . 12 01-16-2015 07:29 PM
خبز / قصة قصيرة موسى الثنيان منبر القصص والروايات والمسرح . 3 04-20-2013 10:08 AM
قصص قصيرة جدا خا لد عبد اللطيف منبر القصص والروايات والمسرح . 6 09-01-2011 12:51 AM
بعث - قصة قصيرة ايوب صابر منبر القصص والروايات والمسرح . 16 08-07-2011 11:50 PM

الساعة الآن 11:26 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.