احصائيات

الردود
9

المشاهدات
3667
 
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي


محمد فتحي المقداد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
650

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7788
06-12-2014, 10:42 AM
المشاركة 1
06-12-2014, 10:42 AM
المشاركة 1
افتراضي الحاجز .. ( قصة قصيرة)
الحاجز ..


قصة قصيرة
بقلم ( محمد فتحي المقداد )*

فاجأ سائق الباص الركاب بإطفاء محرِّك المركبة، قبل الحاجز بكثير، فاتخذ مسافة عدّة أمتار عن آخر سيارة تصطف في الطّابور، بانتظار دورها في التفتيش، لاجتياز الحاجز اللعين، فلا رحمة لكبير أو صغير .. ولا لشيخ أو امرأة، مزاج العسكري هو الذي يتحّكم بالموضوع.
الحرارة تكاد أن تتجاوز الأربعين درجة، النوافذ مشرعة، و الباب مفتوح، سكون عجيب لنسيمات الهواء التي يتمنَّوْنها لاسترداد أرواحهم ، روائح التعرّق تمتزج بأنفاسهم، فتصدر خلطة عجيبة كانوا مجبرين على القبول بها، فالتأفف لا ينفع، وعقارب الزمان توقفت عند هذا الحدّ.
شابٌ ينظر إلى ساعته مطلقاُ تأففه :" أوف .. أف .. – بكلام مُغَمْغَمْ - ساعة مضت على توقفنا هنا"، يمسح العرق عن جبينه، ويعيد ترتيب نظارته السوداء، يتابع كلامه بسؤالٍ للسائق :" هل تعتقد أننا سنـتأخر كثيراُ.. ".
- السائق – يتنحنح نافثاً دخان سيجارته - :" إن شاء الله، لا ، هاهي السيارات تتقدم، بالصبر سنَصِلْ بأمان، نصحيتي أن تُبرِّد على أعصابك، إن بقي منها شيء، هذا قدرنا ولا مفر ..".
أعمارنا تتكسر على نِصَال عقارب الساعة، بلادنا غارقة في مجاهل بدائية، لا تعترف بقيمة الوقت، وهاهي حجارتنا تحطّم سيف الوقت بدم بارد.
طفلٌ يتلوى بين يديّ أمه، تهدهده وتهفّ عليه بدفتر العائلة، هواء حار يلفح وجهه الذاوي، تخرج ثديها فَتُلقمه إياه، وتغطي رأسه بمنديلها .
دخانٌ منبعثٌ من الجالسين في الكرسي الأخير، تتكوّم السُّحُب في جو مشحون باليأس المُمِلْ، موظفتان لم تنقطع ثرثرتهما، عن الجارات، و غداء اليوم المطبوخ ليلاً، شخيرُ أحدهم يأتي لتزداد حالة القرف و التذمر.
شابان دون العشرين، يحتضن أحدهما قفصاً يختفي مع محتوياته داخل كيس، استنشقوا أنفاسهم بارتياح، على صوت محرك الباص، وانتقاله إلى الأمام ليصبح أمام الحاجز مباشرة، السائق يطلب من الجميع تهيئة بطاقات هوياتهم وإيصالات الكهرباء المدفوعة حديثاً، لتجنب المزيد من التأخير، غمرتهم حالة من النشوة، فقد أخذ منهم التعب كل مأخذ، قتل فيهم الإحساس بالوقت.

***
تقدم عسكري للتفتيش، واضعاً جُعْبته على صدره، وعلى كتفه بندقيته، وعلى مسافة أمتار قليلة يقف عسكري آخر كمؤازرة إذا ما حدث شيء ما.
جمع السائق بطاقات الهوية مع إيصالات الكهرباء‘ وقام بتسليمها للعسكري الواقف من جهته،وقال له : " تفضل سيدي، لكنها ناقصة وصلاً واحداً، فذاك الشاب ليس معه وَصْله ".
نظر العسكري إلى الشاب بنظرة شزرة عابسة يتطاير الشرر منها، وقال : " ألا تعرف أنني سأعيدك من حيث أتيْت ولا أسمح لك بالمرور – هزّ رأسه كأنه يتوعده ، وأمره بخلع نظارته السوداء– ".
الحيرة تصيب الشاب، ويتلعثم لسانه : " سيدي – و الله – لا عِلْمَ لي بالأوامر الجديدة، كما أنني قدمتُ من دمشق، قاصداً مدينتي من أجل إجراء معاملة تأجيل دراسي في شعبة التجنيد، واستخراج قيد سجل مدني، من أجل التسجيل الجامعي" .
- " اخرس .. اخرس .. بلا علاك فاضي ".
بلع الشاب ريقه بصعوبة، وبدت ملامح الغضب المكبوت على وجهه المتورد، خجلاً لهذه الإهانة أمام الآخرين، رانَ صمتٌ ثقيل على الأجواء، بينما العسكري توجه للخيمة لفحص أسماء الركاب على اللابتوب، ومطابقتها مع قوائم المطلوبين، أمام الخيمة يربض رامي الرشاش خلف سلاحه متأهباً، وقريباً منه الحراس كل يتخذ زاوية تشرف على الميدان.
***
صراخ حاد صدر عن إحدى الموظفتين، انقلب الصمت إلى ساحة معركة، وبدأ كل حارس يطلق النار بشكل عشوائي، يخرج ضابط من الخيمة بملامحه الغاضبة صارخاً : " ما بكم ، وما الذي حدث؟". صوت جماعي للعساكر :" سيدي، صراخ في الباص ".
بينما انفلت باب القفص، خرج الجرذ الأبيض، الذي يستخدمه الشاب لسحب أوراق الحظ للراغبين، فيحصل على معاشه من ذلك، تلقى الجنود أمر الضابط بتطويق الباص وتفتيشه، بينما ينتهي هو من مطابقة الهويات.
- العسكري : " من الذي صَرَخ , وأحدث تلك الضجة؟ ألا تعلمون أنكم صدَّعتْم رؤوسنا".
- الموظفة :" سيدي ، جردون تسلق على رجلي، وحاول قرض كُنْدَرَتي ".
انخرط العساكر بنوبة ضحك هستيرية، آذانهم غير مصدقة ما سمعوه من السيدة الموظفة، كبير العساكر، يرفع حاجبه متعجباً ": من أين جاء الفأر إلى الباص؟ يا للغرابة ..!! هيّا انزلوا على الأرض، وابتعدوا إلى هناك، هيا بسرعة ".
***
جرت عملية تفتيش دقيقة للباص، وكاد أن يختفي أثر الجرذ، إلا أن أحدهم أدخل الحَرْبَة الموصولة بمقدمة البندقية، في فتحة صغيرة تحت كرسي السائق، ليخرج الجرذ مذعوراً، صرخ العساكر : " اقتله .. انتبه " هرب باتجاه الأرض، صوّب أحدهم رصاصة لتخترق الجرذ, وتخرج منه لتستقر في دولاب الباص الأمامي، ينزّ دمه بقطرات على الباب الأيمن ويرسم لوحة كئيبة بسريالية حزينة، تضاف إلى الدم السوري المهدور. ويأتي دور الشاب صاحب الجرذ، ليأكل نصيبه من الصفع و الرّكل، والضرب بأعقاب البنادق من المفتشين، وقع أرضاً ونزف الدم من أنفه، حملوه للباص فاقد الوعي. خرج العسكري من الخيمة ونادى على الشاب صاحب النظارة السوداء:" تعال بسرعة ". داخل الخيمة وقف أمام طاولة الضابط الذي راح يستجوبه عن اسمه ومواليده واسمَيْ والده ووالدته، ثم تحوّل لسؤاله عن مشاركته بالمظاهرات، نفى الشاب نفياً قاطعاً أي اشتراك له بالمظاهرات، ثم التقط له الضابط صورة بواسطة ( كام اللابتوب ) كي يقارنها بالصور المخزنة عنده، - مستخدماً برنامج عارض الصور بيزاكا الذي يصنف الوجوه حسب نقاط التشابه – بعد لحظات من عمليات البحث و المطابقة، أمره بالانصراف. خلال هذه الفترة قام السائق بتبديل الدولاب الذي اخترقته الرصاصة، وانطلقوا إلى وجهتهم.


تمّت


قديم 06-13-2014, 01:23 AM
المشاركة 2
فاتحة الخير
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله


وتستمر الناعورة
وكأن المشهد أصبح مألوفا، رصاص يتطاير، تمريغ كرامة إنسان تحت حذاء عسكري
و إلى هنا كل شيء عادي، ثم إصلاح ما أفسده الرصاص والانطلاق بحمد الله وشكره نحو الوجهة المقصودة
وتستمر الحياة تحت وطأة الحرب والانفلات الأمني والأخلاقي ...


أستاذ فتحي، ليتك تحاول أن تحدثنا ولو بإيجاز، عن أدب الوجع والمعاناة
وكيف يصبح الكاتب الذي يعيش المأساة والحزن والدمار واللا استقرار... معتقلا داخل أسوار هذا النمط الأدبي الذي يخرج من رحم الألم
وكيف ترى نفسك أستاذ فتحي مقداد وأنت تصارع أمواج هذا التيار الجارف الذي سواء شئت أم أبيت، وجدت نفسك مرغما على خوض غماره؟

قديم 06-13-2014, 10:06 AM
المشاركة 3
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله


وتستمر الناعورة
وكأن المشهد أصبح مألوفا، رصاص يتطاير، تمريغ كرامة إنسان تحت حذاء عسكري
و إلى هنا كل شيء عادي، ثم إصلاح ما أفسده الرصاص والانطلاق بحمد الله وشكره نحو الوجهة المقصودة
وتستمر الحياة تحت وطأة الحرب والانفلات الأمني والأخلاقي ...


أستاذ فتحي، ليتك تحاول أن تحدثنا ولو بإيجاز، عن أدب الوجع والمعاناة
وكيف يصبح الكاتب الذي يعيش المأساة والحزن والدمار واللا استقرار... معتقلا داخل أسوار هذا النمط الأدبي الذي يخرج من رحم الألم
وكيف ترى نفسك أستاذ فتحي مقداد وأنت تصارع أمواج هذا التيار الجارف الذي سواء شئت أم أبيت، وجدت نفسك مرغما على خوض غماره؟
دوماً أنت فاتحة خير..
*الناعورة .. ذُعِرَتْ .. نوْحُها لم يمنعها من الدوران من ذاك السواد إلى هذا العذابرغم أن الموقف أصبح مكروراً و مألوفاً لنا، لكن يا سيّدتي، هي حالة لا بد من تسجيلها بأقلامنا أولا لنا، ومن ثمّ لأولادنا ومن بعدهم، حتى لا ننساهم .. و الحياة تستمر بلا توقف.
*سيّدتي ، أيّ كاتب أو أديب أو شاعر، إذا حلّق خارج واقعه، أعتقد أنه لا قيمة لكلمته، بالنسبة للكثير من قارئيه، بقدر ما هي معبرة عن مخياله الشخصي.
فأجد نفسي مُلزماً بمحاكاة واقعنا المؤلم، لتوثيقه للقادم من الأيام، وكما هو معلوم فكل ما يكتب سيقرأ، إن لم يكن في حينه سيكون مستقبلاً. لو تأملت حالة نجيب محفوظ ( الذي وصل للعالمية )سجّل كلّ شيء عن المجتمع المصري بدقائق حياته وتفاصيلها، فكانت طريقاً لكل شخص من خارج مصر أن يتعرف على معالم القاهرة وهو لم يزرها في حياتها، فعرفنا الحلمية والأزبكية والحسين وميدان التحرير وقد استقرت في عقولنا حفرت مساربها، حتى أصابنا الحنين والشوق لزيارة تلك المعالم.
ولو تأملنا ( مائة عام من العزلة – و الكوليرا ) لماركيز الذي سلّط الأضواء على قضايا الفقر والبطالة و المرض والمخدرات في مجتمعه الكولومبي و ربما لا أكون مجازفاً إذا قلتُ أنه عبّر عن أمريكا الجنوبية القارة بأكملها، خلّد معاناة مئات الملايين فيها على مختلف انتماءاتهم العرقية.
أعتقد أنني أجتهد، علّ من قارئ يستفيد ويستذكر.
تحياتي بحجم السماء

قديم 06-13-2014, 02:31 PM
المشاركة 4
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
معاناتك أستاذي الفاضِل تئزّ من قلمك كلّ حين ...

و هذه وظيفة هذا القلم .. تعرية الواقِع .. تحنيط اللحظات ..

أ. محمد

أنتِظر تكملة دموع قلب ... و أكيد مناقشاتكم الجميلة ...

صافي الود

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..
قديم 06-14-2014, 12:42 AM
المشاركة 5
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
معاناتك أستاذي الفاضِل تئزّ من قلمك كلّ حين ...

و هذه وظيفة هذا القلم .. تعرية الواقِع .. تحنيط اللحظات ..

أ. محمد

أنتِظر تكملة دموع قلب ... و أكيد مناقشاتكم الجميلة ...

صافي الود

الجليلة الماجدة
أسعدك الله
تتعطش حروفي لمرورك ..
الله يعينن على تكملة النص
لأنه جزء من روايتي
الطريق إلى الزعتري ...
تحياتي

قديم 06-14-2014, 03:12 AM
المشاركة 6
فاتحة الخير
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله


شكرا لك أستاذ مقداد على رحابة صدرك
وسامحني على عودتي للأسئلة
صدقت فالتأريخ لأحداث أو عادات أو أماكن مهم جدا للأجيال القادمة، فهناك بعض الكتاب أرخوا طفولتهم بكل ما فيها من فرح وحزن وهناك من اختار طريق التعريف ببلده و بمناطق قديمة ربما لفظها الزمن فأعاد لها الروح من جديد وأدخلها التاريخ من أوسع الأبواب كما فعل " نجيب محفوظ"
لكن يبقى الأدب الأكثر انتشارا هو أدب المعاناة والألم ...فهناك من كتب سيرة ذاتية قمة في الصراحة بل قمة في الفضيحة التي اشمأز منها من يعرفه ومن لا يعرفه كما هي رواية " الخبز الحافي " للأديب الراحل محمد شكري، هذه الرواية التي تم ترجمتها لعدة لغات والتي تتحدث عن الفقر وعن معانات الكاتب ومغامراته الجنسية مما اعتبرها البعض عارا لأنها تتحدث عن المحظور وتكشف المستور في مجتمع مسلم
لذا استغرب، كيف ينتهي حبر الروايات العادية بسرعة بينما مداد الحزن والمآسي وحياة الحروب والثورات والميز العنصري... (وما نتج عنها من خراب نفسي ودمار شامل لكل جميل وقبيح أيضا لأنه مهما كان هناك من قبح تبقى مخلفات الاستبداد والطغيان هو الأفضع والأنكى بالروح قبل الجسد) يبقى غزيرا لا ينقطع
فنجد أغلبية كتاب المناطق الساخنة أو التي سبق وأن عانت ويلات الحرب، لا يحيدون عن هذا المسار أي الكتابة عن الجانب المأساوي في حياتهم وحياة أوطانهم
فماذا يميز هذا النمط الأدبي الذي أصبحنا نراه حاضرا بقوة خاصة في الساحة العربية عن غيره من الأنماط الأخرى؟
وهل أصبح من الواجب على الكاتب الذي يعاني هو أو بلده أيا كان نوع المعاناة، السير في نفق مظلم لأن هذه هي المصداقية لديه؟
أم أنها النفس البشرية الباحثة عن كل ما هو حزين ومؤلم؟
أليس من الخطر الانكباب على لون واحد من الكتابة هو نوع من الخطر يحدق بالأدب العربي الحالي ؟

قديم 06-15-2014, 10:08 AM
المشاركة 7
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله


شكرا لك أستاذ مقداد على رحابة صدرك
وسامحني على عودتي للأسئلة
صدقت فالتأريخ لأحداث أو عادات أو أماكن مهم جدا للأجيال القادمة، فهناك بعض الكتاب أرخوا طفولتهم بكل ما فيها من فرح وحزن وهناك من اختار طريق التعريف ببلده و بمناطق قديمة ربما لفظها الزمن فأعاد لها الروح من جديد وأدخلها التاريخ من أوسع الأبواب كما فعل " نجيب محفوظ"
لكن يبقى الأدب الأكثر انتشارا هو أدب المعاناة والألم ...فهناك من كتب سيرة ذاتية قمة في الصراحة بل قمة في الفضيحة التي اشمأز منها من يعرفه ومن لا يعرفه كما هي رواية " الخبز الحافي " للأديب الراحل محمد شكري، هذه الرواية التي تم ترجمتها لعدة لغات والتي تتحدث عن الفقر وعن معانات الكاتب ومغامراته الجنسية مما اعتبرها البعض عارا لأنها تتحدث عن المحظور وتكشف المستور في مجتمع مسلم
لذا استغرب، كيف ينتهي حبر الروايات العادية بسرعة بينما مداد الحزن والمآسي وحياة الحروب والثورات والميز العنصري... (وما نتج عنها من خراب نفسي ودمار شامل لكل جميل وقبيح أيضا لأنه مهما كان هناك من قبح تبقى مخلفات الاستبداد والطغيان هو الأفضع والأنكى بالروح قبل الجسد) يبقى غزيرا لا ينقطع
فنجد أغلبية كتاب المناطق الساخنة أو التي سبق وأن عانت ويلات الحرب، لا يحيدون عن هذا المسار أي الكتابة عن الجانب المأساوي في حياتهم وحياة أوطانهم
فماذا يميز هذا النمط الأدبي الذي أصبحنا نراه حاضرا بقوة خاصة في الساحة العربية عن غيره من الأنماط الأخرى؟
وهل أصبح من الواجب على الكاتب الذي يعاني هو أو بلده أيا كان نوع المعاناة، السير في نفق مظلم لأن هذه هي المصداقية لديه؟
أم أنها النفس البشرية الباحثة عن كل ما هو حزين ومؤلم؟
أليس من الخطر الانكباب على لون واحد من الكتابة هو نوع من الخطر يحدق بالأدب العربي الحالي ؟


فاتحة الخير
أسعد الله أوقاتك من جديد
من كمال سروري هو فتح باب النقاش المفيد لي أولاً. قبل كل شيء.
ويبدو لي أنك قارئة بوعي متمكنة من أدواتك ، و في الخبز الحافي، كما تفضلت جاء النقد لإشكالية الجنس الفاضح فيها، وفي الجانب الآخر، لو تأملنا العنوان، فهو يحكي لوحده’ قصة الفقر الموجع الكافر، المسبب للكثير من المشكلات الإجتماعية، منها هذه الإنحرافات التي جاءت نتيجة حتمية لمجتمعات تعاني من الفقر والبطالة، الكلُّ يجهد ويتعب ليُسْكِت عصافير بطنه.
ومن يوم هابيل وقابيل والبشرية تعاني من الآلام والويلات والأحزان، لذلك هي حبل معاناة ممتد، إلى نهاية الكون والحياة’ فمادامت هناك حياة هناك معاناة، والمعاناة ليست فقط المؤلمة، وإنما هناك آلام الرفاه والأموال، والسعي من أجل تحقيقها، وربما تكون أكثر فجوراً من آلام الفقر ومن ويلات الحروب، فالإنسان يستغل أخيه الإنسان ببشاعة وفظاعة، وأعود للخبز الحافي لنرى آثار الإستعمار على أوجهه المتعددة من إسبان وفرنسيس وإنكليز، أليسوا جاؤوا لبلادنا لنهب ثرواتها، في سبيل ترفيه شعوبهم على حسابنا؟.
فالكاتب الملتصق بقضايا أمته لا يمكن أن يحلق بعيداً عن واقعه، ليكون لسانهم الذي نقل معاناتهم للمسرح العالمي، كما حدث عندما ترجمت رواية الخبز الحافي على سبيل المثال، والكثير من الأعمال الأدبية للمبدعين العرب.
وليست المعاناة هي معيار النجاح للكاتب أو عدمه، لكنها جانب مهم في الحياة، تستحق الإلتفات إليها، وهي جزء من المستقبل، ومحالة للخروج من النفق، فكل كاتب له رؤيته وطريقته في طرح المشكلات وعند تصورات متعددة للحلول الناجعة ذات النفع العام.
ولكل شخص إمكانياته، فالكاتب شخص له جوانبه التي يشرق فيها، وجوانب أخرى لا يستطيع الإبحار فيها، فممكن أن يغرق في لجتّها وتضيع عليه معالم الطريق.
... ويبقى متسع للحديث ...
تحياتي معطرة بالريحان

قديم 06-15-2014, 01:37 PM
المشاركة 8
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جميل هذا الحوار المفيد
يبقى الأدب تعبير عن الواقع و عن المجتمع و عن التاريخ عن الأفكار عن الثقافة عن السياسة وغيرها من الموضوعات التي تهم الإنسانية ، فالأدب في النهاية هو ذلك الذي يمنح لكل مجموعة تلتف حول قضية إمكانية تقديم ذاتها بشكل مقبول .

قرأت روايتين في الماضي " Pleure, ô pays bien aimé" لكاتبها Alan paton التي تجسد بعض المعاناة في زمن الميز العنصري في جنوب أفريقيا ، فوجدت أن هذا الأدب ضروري للحفاظ على ذاكرة الإنسان ، كما أتذكر أيضا رواية أخرى باسم "La Rencontre de Santa Cruz " لكاتبها MAX-POL FOUCHET يتناول فيها الربيع الثوري و المد اليساري في بلاد أمريكا اللاتينية ، والفصال اليسارية شيوعيون واشتراكيون و ماويون و غيرها وصراعتها البينية وأيضا صراعها مع السلطة . ما يهم أن الأدب هو فن للتعبير يمتلك القدرة على حمل الرسالة وحفظ الذاكرة و في نفس الوقت يحمل المتعة و القيم والوعي والرؤى الفلسفية .
فيما يخص الخبز الحافي رغم ما تحمله من كم غير مبرر من الرفض ، فهي في قيمتها التاريخية تحمل ذلك الجزاء الذي لاقته منطقة الريف الصامدة في وجه الاستعمار من تدمير لقيمها الانسانية و تفتيت للحمة بنيانها وكذا تهجير أهلها ليبقوا عرضة للضياع ، مع العلم أن الاستعمار الاسباني يستنزف البلاد التي يستعمرها دون بناء و لو الحد الأدنى لاستمرارية الحياة .

أستاذ محمد فتحي المقداد
جميل ماقرأت هنا

كل التحية و التقدير .

قديم 06-15-2014, 01:37 PM
المشاركة 9
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جميل هذا الحوار المفيد
يبقى الأدب تعبير عن الواقع و عن المجتمع و عن التاريخ عن الأفكار عن الثقافة عن السياسة وغيرها من الموضوعات التي تهم الإنسانية ، فالأدب في النهاية هو ذلك الذي يمنح لكل مجموعة تلتف حول قضية إمكانية تقديم ذاتها بشكل مقبول .

قرأت روايتين في الماضي " Pleure, ô pays bien aimé" لكاتبها Alan paton التي تجسد بعض المعاناة في زمن الميز العنصري في جنوب أفريقيا ، فوجدت أن هذا الأدب ضروري للحفاظ على ذاكرة الإنسان ، كما أتذكر أيضا رواية أخرى باسم "La Rencontre de Santa Cruz " لكاتبها MAX-POL FOUCHET يتناول فيها الربيع الثوري و المد اليساري في بلاد أمريكا اللاتينية ، والفصال اليسارية شيوعيون واشتراكيون و ماويون و غيرها وصراعتها البينية وأيضا صراعها مع السلطة . ما يهم أن الأدب هو فن للتعبير يمتلك القدرة على حمل الرسالة وحفظ الذاكرة و في نفس الوقت يحمل المتعة و القيم والوعي والرؤى الفلسفية .
فيما يخص الخبز الحافي رغم ما تحمله من كم غير مبرر من الرفض ، فهي في قيمتها التاريخية تحمل ذلك الجزاء الذي لاقته منطقة الريف الصامدة في وجه الاستعمار من تدمير لقيمها الانسانية و تفتيت للحمة بنيانها وكذا تهجير أهلها ليبقوا عرضة للضياع ، مع العلم أن الاستعمار الاسباني يستنزف البلاد التي يستعمرها دون بناء و لو الحد الأدنى لاستمرارية الحياة .

أستاذ محمد فتحي المقداد
جميل ماقرأت هنا

كل التحية و التقدير .

قديم 06-15-2014, 03:00 PM
المشاركة 10
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جميل هذا الحوار المفيد
يبقى الأدب تعبير عن الواقع و عن المجتمع و عن التاريخ عن الأفكار عن الثقافة عن السياسة وغيرها من الموضوعات التي تهم الإنسانية ، فالأدب في النهاية هو ذلك الذي يمنح لكل مجموعة تلتف حول قضية إمكانية تقديم ذاتها بشكل مقبول .

قرأت روايتين في الماضي " pleure, ô pays bien aimé" لكاتبها alan paton التي تجسد بعض المعاناة في زمن الميز العنصري في جنوب أفريقيا ، فوجدت أن هذا الأدب ضروري للحفاظ على ذاكرة الإنسان ، كما أتذكر أيضا رواية أخرى باسم "la rencontre de santa cruz " لكاتبها max-pol fouchet يتناول فيها الربيع الثوري و المد اليساري في بلاد أمريكا اللاتينية ، والفصال اليسارية شيوعيون واشتراكيون و ماويون و غيرها وصراعتها البينية وأيضا صراعها مع السلطة . ما يهم أن الأدب هو فن للتعبير يمتلك القدرة على حمل الرسالة وحفظ الذاكرة و في نفس الوقت يحمل المتعة و القيم والوعي والرؤى الفلسفية .
فيما يخص الخبز الحافي رغم ما تحمله من كم غير مبرر من الرفض ، فهي في قيمتها التاريخية تحمل ذلك الجزاء الذي لاقته منطقة الريف الصامدة في وجه الاستعمار من تدمير لقيمها الانسانية و تفتيت للحمة بنيانها وكذا تهجير أهلها ليبقوا عرضة للضياع ، مع العلم أن الاستعمار الاسباني يستنزف البلاد التي يستعمرها دون بناء و لو الحد الأدنى لاستمرارية الحياة .

أستاذ محمد فتحي المقداد
جميل ماقرأت هنا

كل التحية و التقدير .


أستاذ ياسر علي
أسعدك الله
من فضائل النقاش، والأفضل منه برأيي هو الإستماع للآخرين وعدم التعصب للرأي، وهذا ما نفعله نحن، فالأدب عندما يأخذ صفته الإنسانية، سيزهر في حياتنا ربيعاُ، وينتشر بربيعه ليعمَّ البشرية، و المثمر منه هو الذي يستطيبه عُشّاقه ويتمَّلُونَ منه، بتبادليّة عجيبة.
والخبز الحافي هي مثلاً، رغم الانتقادات لها، ورفضها، لكن جوانبها التي تقرأ من الرافضين، هي الجدير بالقراءة كما تفضّلتَ أستاذ ياسر، فعندما نعبّر عن واقعنا الذي نعيشه، بكل تأكيد نحن نعبّر عن أنفسنا، وإن لم يكن بشكل سيرة ذاتية، فواقعنا جزء منا، جزء من حياتنا .. من تاريخنا.. لا نستطيع تجاهله، فإن حاولنا تجاهله.. ألحّ علينا ، وقادنا إلى رحابه بحبال متينة..
تحياتي أيها الجميل


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الحاجز .. ( قصة قصيرة)
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أبعـد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ توفيق الزراعي المقهى 10 09-13-2019 06:29 AM
مشروع قصة قصيرة كل اسبوع - شارك معنا في كتابة قصة قصيرة كل اسبوع ايوب صابر منبر القصص والروايات والمسرح . 156 08-22-2018 02:54 PM
قصص قصيرة عبدالحكيم ياسين منبر القصص والروايات والمسرح . 12 01-16-2015 07:29 PM
خبز / قصة قصيرة موسى الثنيان منبر القصص والروايات والمسرح . 3 04-20-2013 10:08 AM
بعث - قصة قصيرة ايوب صابر منبر القصص والروايات والمسرح . 16 08-07-2011 11:50 PM

الساعة الآن 05:19 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.