احصائيات

الردود
2

المشاهدات
2648
 
أ محمد احمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


أ محمد احمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,312

+التقييم
0.69

تاريخ التسجيل
Feb 2015

الاقامة

رقم العضوية
13657
04-19-2015, 09:55 PM
المشاركة 1
04-19-2015, 09:55 PM
المشاركة 1
افتراضي المعتصم بالله









بسم الله الرحمن الرحيم












أبو إسحاق محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور ثامن الخلفاء العباسيين، ولد سنة 179 هجرية وتوفي بمدينة سامراء في 18 من ربيع الأول سنة 227 هجرية (4 من فبراير سنة 842 ميلادية)، وكان في عهد أخيه المأمون واليا على الشام ومصر وكان المأمون يميل اليه لشجاعته فولاه عهده، وفي اليوم الذي توفي فيه المأمون بطرسوس بويع أبو اسحاق محمد بالخلافة ولقب بالمعتصم بالله في 19 من رجب سنة 218 هجرية (10 من أغسطس سنة 833 ميلادية)، وبحسب المؤرخين فقد كان يملك قوة بدنية وشجاعة مميزة، غير أنه كان محدود الثقافة وضعيف في الكتابة, وما ميز عهد المعتصم هو استعانته بالجنود الأتراك وذلك للحد من المنافسة الشديدة بين العرب والفرس في الجيش والحكومة.


صفاته

كان المعتصم أبيض أصهب اللحيه طويلها، مربوعا مشربا بحمرة، ذا شجاعة وهمة عالية، وقوة مفرطة،(كان يقرأ ويكتب قراءة ضعيفة، وكان مع ذلك فصيحا مهيبا، عالي الهمة، حتى قيل انه كان أهيب الخلفاء العباسيين).


توليه الخلافة

تولى أبو اسحق محمد المعتصم بالله الخلافة بعد أخيه المأمون، وقد بويع له بالخلافة يوم مات أخوه المأمون بـ"طرسوس


خلافته

استمرت عمليات الترجمة والنهضة العلمية في عهده كما افتتحها سلفه المأمون, غير ما ميز عهد المعتصم هو اهتمامه باقتناء الجنود الأتراك بجلبهم من مناطق آسيا الوسطى كسمرقند وخوارزم, ولقد ملأ الجنود الأتراك بغداد حيث بلغت أعدادهم ما يقارب بضعة عشر ألفا, أدى ذلك إلى التضييق بأهل المدينة, واضطر الخليفة نتيجة لذلك إلى الانتقال إلى مدينة سامراء التي بناها على بعد 100 كيلومتر شمالي بغداد لتكون عاصمة له ومقرا لجيوشه التركية من المماليك والأحرار, ويرى المؤرخون أن ميل المعتصم للأتراك يرجع إلى كون والدته تركية, كما أراد أن يحد من المنافسة الشديدة التي كانت قائمة بين العرب والفرس في الجيش والحكومة.


إخماد الفتن والثورات الداخلية

أكمل المعتصم خطوات أخيه المأمون في القضاء على الثورات الداخلية التي استعصت عليه، إذ تمكن من القضاء على ثورة الهنود الزط التي هددت مرافق الدولة في جنوب العراق تمكن من القضاء عليها القائد العربي عجيف بن عنبسة سنة 220 هجرية وأجلاهم المعتصم إلى الأناضول.

ولعلّ قضاءه على ثورة بابك الخرمي التي أسست دولة شاسعة في أذربيجان وجوارها منذ عهد المأمون كانت من أبرز أعماله؛ إذ إن بابك الخرمي قد مزج بين الإسلام والمجوسية وأسس دينًا هجينًا وعمد إلى إصلاحات اقتصادية واجتماعية جذرية ما ساهم في بقاءه عصيًا على الدولة العباسية عشرين عامًا، قضا عليها القائد حيدر بن كاوس "الافشين".

ثم قامت ثورة أخرى بقيادة محمد بن القاسم وهو شيعي على المذهب الزيدي، إذ كان مقيما بالكوفة ثم خرج منها إلى الطالقان بخراسان يدعوا إلى الرضا، فاجتمع اليه أناس كثر, فاهتم لأمره عبد الله بن طاهر بن الحسين أمير خراسان وبعث له جيوشا وقامت بين الفريقين وقعات بناحية الطالقان انتهت بهزيمة محمد بن القاسم وفراره إلى كور خراسان في مدينة نسا غير أن واليها أمسك به وبعثه إلى المعتصم فقام الخليفة بحبسه غير أنه تمكن من الفرار من السجن بمساعدة مجموعة من أنصاره، ولم يعرف عنه أي خبر بعد ذلك.


معركة عمورية

الامبراطور تيوفيل البيزنطي فرصة انشغال المعتصم في مطاردة الخرميين, وأغار على الحدود الإسلامية وهاجم مدينة زبطرة وهي أقرب الثغور الإسلامية إلى أراضي الدولة البيزنطية, فأحرقها وخربها وقتل رجالها وسبى نساءها وأطفالها, وقد غضب المعتصم لهذا الحدث خصوصا وأنه كان يعتز بهذه المدينة كونها مسقط رأس والدته, ويذكر ابن الأثير أن امرأة هاشمية أخذت تصيح عندما وقعت في أسر الروم "وا معتصماه" فلما بلغ ذلك المعتصم أقسم بأن ينتقم من الروم وأن يخرب مدينة عمورية مسقط رأس والد الامبراطور البيزنطي وأهم مدينة في آسيا الصغرى, ثم جمع المعتصم جيشا كبيرا بلغ تعداده خمسمائة الف جندى [9], تولى قيادته بنفسه كما ساعده كبار قواده كحيدر بن كاوس (الافشين) وأشناس, ويقال أن اسم عمورية كان منقوشا على درع كل جندي في الجيش. وتقدم المعتصم بجيوشه حتى التقى بجيش تيوفيل عام 838 م فقامت بين الجيشين معركة انتهت بانتصار جيش المعتصم, ثم توجه إلى مدينة عمورية وضرب حصارا عليها وبعد الحصار الشديد تمكن المعتصم من اقتحام عمورية عنوة وتخريبها وأسر من فيها. وقد وصف الشاعر أبو تمام انتقام المعتصم بالقصيدة :

السَّـيْـفُ أَصْــدَقُ أَنْـبَــاءً مِـــنَ الـكُـتُـبِ
فِـي حَــدهِ الـحَـدُّ بَـيْـنَ الـجِـد واللَّـعِـبِ

بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُـودُ الصَّحَائِـفِ فِـي
مُـتُـونِـهـنَّ جــــلاءُ الــشَّـــك والــريَـــبِ

والعِـلْـمُ فِــي شُـهُـبِ الأَرْمَــاحِ لاَمِـعَـةً
بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافِي السَّبْعَةِ الشُّهُبِ

أَيْــنَ الـروايَـةُ بَــلْ أَيْــنَ النُّـجُـومُ وَمَـــا
صَاغُـوه مِـنْ زُخْـرُفٍ فيهـا ومــنْ كَــذِبِ

تَــخَـــرُّصَـــاً وأَحَــادِيـــثـــاً مُــلَــفَّــقَـــةً
لَـيْـسَـتْ بِـنَـبْــعٍ إِذَا عُــــدَّتْ ولاغَــــرَبِ

عَـجَـائِـبـاً زَعَــمُـــوا الأَيَّـــــامَ مُـجْـفِـلَــةً
عَنْـهُـنَّ فِــي صَـفَـرِ الأَصْـفَـار أَوْ رَجَــبِ

وخَوَّفُـوا الـنـاسَ مِــنْ دَهْـيَـاءَ مُظْلِـمَـةٍ
إذَا بَــدَا الكَـوْكَـبُ الْغَـرْبِـيُّ ذُو الـذَّنَــبِ

وَصَــيَّــروا الأَبْـــــرجَ الـعُـلْـيــا مُـرَتِّــبَــةً
مَـــا كَـــانَ مُنْقَـلِـبـاً أَوْ غــيْــرَ مُـنْـقَـلِـبِ

يقـضـون بـالأمـرِ عنـهـا وهْــيَ غـافـلـةٌ
مـادار فِــي فـلـكٍ منـهـا وفِــي قُـطُـبِ

لــو بيَّـنـت قـــطّ أَمـــراً قـبْــل مَـوْقِـعِـه
لــم تُـخْـفِ مـاحـلَّ بـالأوثـانِ والـصُّـلُـبِ

فَـتْـحُ الفُـتـوحِ تَـعَـالَـى أَنْ يُـحـيـطَ بِـــهِ
نَظْـمٌ مِـن الشعْـرِ أَوْ نَثْـرٌ مِـنَ الخُـطَـبِ

فَـتْــحٌ تـفَـتَّــحُ أَبْــــوَابُ الـسَّـمَــاءِ لَــــهُ
وتَـبْـرزُ الأَرْضُ فِــي أَثْـوَابِـهَـا الـقُـشُـبِ

يَــا يَـــوْمَ وَقْـعَــةِ عَـمُّـوريَّـةَ انْـصَـرَفَـتْ
مِنْـكَ المُنَـى حُـفَّـلاً مَعْسُـولَـةَ الحَـلَـبِ

أبقيْـتَ جِـدَّ بَنِـي الإِسـلامِ فِــي صَـعَـدٍ
والمُشْرِكيـنَ ودَارَ الشـرْكِ فِـي صَبَـبِ

أُمٌّ لَــهُـــمْ لَـــــوْ رَجَـــــوْا أَن تُــفْــتَــدى
جَـعَـلُـوا فـدَاءَهَــا كُـــلَّ أُمٍّ مِـنْـهُـمُ وَأَب

وَبَــرْزَةِ الـوَجْــهِ قَـــدْ أعْـيَــتْ رِيَاضَـتُـهَـا
كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَـنْ أَبِـي كَـرِبِ

بِـكْــرٌ فَـمــا افْتَرَعَـتْـهَـا كَــــفُّ حَــادِثَــةٍ
وَلا تَــرَقَّـــتْ إِلَـيْــهَــا هِــمَّـــةُ الــنُّـــوَبِ

مِـنْ عَـهْـدِ إِسْكَـنْـدَرٍ أَوْ قَـبـل ذَلِــكَ قَــدْ
شَابَتْ نَواصِي اللَّيَالِي وهْيَ لَمْ تَشِبِ

حَـتَّـى إذَا مَـخَّـضَ اللهُ السـنـيـن لَـهَــا
مَخْـضَ البِخِيلَـةِ كـانَـتْ زُبْــدَةَ الحِـقَـبِ

أَتَـتْـهُـمُ الـكُـرْبَــةُ الــسَّــوْدَاءُ سَــــادِرَةً
مِنْـهَـا وكــانَ اسْمُـهَـا فَـرَّاجَـةَ الـكُــرَبِ

جَــرَى لَـهَـا الـفَـألُ بَـرْحَـاً يَـــوْمَ أنْـقِــرَةٍ
إذْ غُودِرَتْ وَحْشَـةَ السَّاحَـاتِ والرِّحَـبِ

لـمَّـا رَأَتْ أُخْتَـهـا بِـالأَمْـسِ قَــدْ خَـرِبَـتْ
كَـانَ الْخَـرَابُ لَهَـا أَعْــدَى مــن الـجَـرَبِ

كَـمْ بَيْـنَ حِيطَانِـهَـا مِــنْ فَــارسٍ بَـطَـلٍ
قَانِـي الـذَّوائِـب مــن آنــي دَمٍ سَــربِ

بسُنَّـةِ السَّـيْـفِ والخـطـي مِــنْ دَمِــه
لاسُـنَّـةِ الـديـن وَالإِسْـــلاَمِ مُخْـتَـضِـبِ

لَـقَــدْ تَـرَكــتَ أَمـيــرَ الْمُـؤْمـنـيـنَ بِــهــا
لِلـنَّـارِ يَـوْمـاً ذَلـيـلَ الصَّـخْـرِ والخَـشَـبِ

غَـادَرْتَ فيهـا بَهِيـمَ اللَّيْـلِ وَهْـوَ ضُحًـى
يَشُـلُّـهُ وَسْطَـهَـا صُـبْــحٌ مِـــنَ الـلَّـهَـبِ

حَـتَّـى كَــأَنَّ جَلاَبـيـبَ الـدُّجَـى رَغِـبَـتْ
عَـنْ لَوْنِهَـا وكَـأَنَّ الشَّـمْـسَ لَــم تَـغِـبِ

ضَــوْءٌ مِـــنَ الـنَّــارِ والظَّـلْـمَـاءُ عـاكِـفَـةٌ
وَظُلْمَةٌ مِنَ دُخَانٍ فِـي ضُحـىً شَحـبِ

فالشَّمْـسُ طَالِعَـةٌ مِـنْ ذَا وقــدْ أَفَـلَـتْ
والشَّمْـسُ وَاجِبَـةٌ مِــنْ ذَا ولَــمْ تَـجِـبِ

تَـصَـرَّحَ الـدَّهْـرُ تَـصْـريـحَ الْـغَـمَـامِ لَـهــا
عَـنْ يَــوْمِ هَيْـجَـاءَ مِنْـهَـا طَـاهِـرٍ جُـنُـبِ

لم تَطْلُعِ الشَّمْسُ فيـهِ يَـومَ ذَاكَ علـى
بــانٍ بـأهـلٍ وَلَــم تَـغْـرُبْ عـلـى عَــزَبِ

مَــا رَبْــعُ مَـيَّــةَ مَـعْـمُـوراً يُـطِـيـفُ بِـــهِ
غَيْـلاَنُ أَبْهَـى رُبـىً مِـنْ رَبْعِهَـا الـخَـرِبِ

ولا الْـخُـدُودُ وقــدْ أُدْمـيـنَ مِــنْ خـجَـلٍ
أَشهى إلى ناظِـري مِـنْ خَدهـا التَّـرِبِ

سَـمـاجَـةً غـنِـيَـتْ مِـنَّــا الـعُـيـون بِـهــا
عَـنْ كـل حُسْـنٍ بَــدَا أَوْ مَنْـظَـر عَـجَـبِ

وحُـسْــنُ مُـنْـقَـلَـبٍ تَـبْـقــى عَـوَاقِـبُــهُ
جَــاءَتْ بَشَاشَـتُـهُ مِــنْ سُــوءِ مُنْقَـلَـبِ

لَـوْ يَعْلَـمُ الْكُفْـرُ كَـمْ مِـنْ أَعْصُـرٍ كَمَنَـتْ
لَـهُ العَـواقِـبُ بَـيْـنَ السُّـمْـرِ والقُـضُـبِ

تَــدْبــيـــرُ مُـعْــتَــصِــمٍ بِاللهِ مُــنْــتَــقِــمٍ
للهِ مُــرْتَــقِــبٍ فِــــــي اللهِ مُــرْتَــغِــبِ

ومُطْـعَـمِ النَّـصـرِ لَـــمْ تَـكْـهَـمْ أَسِـنَّـتُـهُ
يـوْمـاً ولاَ حُجِـبَـتْ عَــنْ رُوحِ مُحْـتَـجِـبِ

لَـمْ يَـغْـزُ قَـوْمـاً، ولَــمْ يَنْـهَـدْ إلَــى بَـلَـدٍ
إلاَّ تَـقَـدَّمَــهُ جَــيْــشٌ مِـــــنَ الــرعُـــبِ

لَوْ لَمْ يَقُدْ جَحْفَـلاً ، يَـوْمَ الْوَغَـى ، لَغَـدا
مِنْ نَفْسِهِ ، وَحْدَهَا ، فِي جَحْفَلٍ لَجِبِ

رَمَــــى بِــــكَ اللهُ بُـرْجَـيْـهَـا فَـهَـدَّمَـهــا
ولَــوْ رَمَــى بِــكَ غَـيْـرُ اللهِ لَـــمْ يُـصِــبِ

مِــنْ بَـعْـدِ مــا أَشَّبُـوهـا واثـقـيـنَ بِـهَــا
والـلَّـهُ مِفْـتـاحُ بَــابِ المَعـقِـل الأَشِــبِ

وقــــال ذُو أَمْــرِهِــمْ لا مَــرْتَــعٌ صَــــدَدٌ
للسَّارِحـيـنَ ولـيْـسَ الــوِرْدُ مِــنْ كَـثَـبِ

أَمـانـيـاً سَلَـبَـتْـهُـمْ نُــجْــحَ هَـاجِـسِـهـا
ظُبَى السُّيُوفِ وأَطْـرَاف القنـا السُّلُـبِ

إنَّ الحِمَامَيْـنِ مِـنْ بِـيـضٍ ومِــنْ سُـمُـرٍ
دَلْـوَا الحياتيـن مِـن مَـاءٍ ومــن عُـشُـبٍ

لَـبَّـيْـتَ صَـوْتــاً زِبَـطْـرِيًّـا هَــرَقْــتَ لَــــهُ
كَـأْسَ الكَـرَى وَرُضَــابَ الـخُـرَّدِ الـعُـرُبِ

عَـداكَ حَــرُّ الثُّـغُـورِ المُسْتَضَـامَـةِ عَــنْ
بَـرْدِ الثُّغُـور وعَـنْ سَلْسَالِـهـا الحَـصِـبِ

أَجَـبْـتَــهُ مُـعْـلِـنـاً بـالـسَّـيْـفِ مُنْـصَـلِـتـاً
وَلَـوْ أَجَـبْـتَ بِغَـيْـرِ السَّـيْـفِ لَــمْ تُـجِـبِ

حتّـى تَـرَكْـتَ عَـمـود الـشـرْكِ مُنْعَـفِـراً
ولَــم تُـعَـرجْ عَـلـى الأَوتَـــادِ وَالـطُّـنُـبِ

لَمَّـا رَأَى الـحَـرْبَ رَأْيَ العـيـن تُوفَـلِـسٌ
والحَرْبُ مُشْتَقَّـةُ المَعْنَـى مِـنَ الحَـرَبِ

غَــــدَا يُــصَــرفُ بِــالأَمْـــوال جِـرْيَـتَـهــا
فَــعَــزَّهُ الـبَـحْــرُ ذُو الـتَّـيــارِ والــحَــدَبِ

هَيْـهَـاتَ ! زُعْـزعَـتِ الأَرْضُ الـوَقُـورُ بِــهِ
عَـن غَـزْوِ مُحْتَـسِـبٍ لاغــزْو مُكتـسِـبِ

لَــمْ يُنـفِـق الـذهَـبَ المُـرْبـي بكَـثْـرَتِـهِ
علـى الحَصَـى وبِـهِ فَقْـرٌ إلـى الذَّهَـبِ

إنَّ الأُسُـــودَ أســـودَ الـغـيـلِ هـمَّـتُـهـا
يَومَ الكَرِيهَةِ فِي المَسْلـوب لا السَّلـبِ

وَلَّــى، وَقَــدْ أَلـجَـمَ الخـطـيُّ مَنْطِـقَـهُ
بِسَكْتَـةٍ تَحْتَهـا الأَحْشَـاءُ فِــي صـخَـبِ

أَحْـذَى قَرَابينـه صَـرْفَ الـرَّدَى ومَضـى
يَحْـتَـثُّ أَنْـجـى مَطَـايـاهُ مِـــن الـهَــرَبِ

مُـــوَكـــلاً بِــيَــفَــاعِ الأرْضِ يُــشْــرِفُــهُ
مِـنْ خِفّـةِ الخَـوْفِ لامِـنْ خِفَّـةِ الـطـرَبِ

إنْ يَعْـدُ مِـنْ حَرهَـا عَـدْوَ الظَّلِيـم ، فَقَـدْ
أَوْسَعْـتَ جاحِمَهـا مِـنْ كَثْـرَةِ الحَـطَـبِ

تِسْعُـونَ أَلْفـاً كآسـادِ الشَّـرَى نَضِجَـتْ
جُلُودُهُـمْ قَـبْـلَ نُـضْـجِ التـيـنِ والعِـنَـبِ

يـــارُبَّ حَـوْبَــاءَ لـمَّــا اجْـتُــثَّ دَابِـرُهُــمْ
طابَتْ ولَوْ ضُمخَتْ بالمِسْـكِ لَـمْ تَطِـبِ

ومُغْضَـبٍ رَجَعَـتْ بِيـضُ السُّـيُـوفِ بِــهِ
حَيَّ الرضَـا مِـنْ رَدَاهُـمْ مَيـتَ الغَضَـبِ

والـحَـرْبُ قائـمَـةٌ فِـــي مـــأْزِقٍ لَـجِــجٍ
تَجْثُـو القِيَـامُ بِـه صُـغْـراً عـلـى الـرُّكَـبِ

كَـمْ نِيـلَ تحـتَ سَناهَـا مِـن سَنـا قـمَـرٍ
وتَـحْـتَ عارِضِـهـا مِــنْ عَــارِضٍ شَـنِـبِ

كَمْ كَانَ فِي قَطْـعِ أَسبَـاب الرقَـاب بِهـا
إلــى المُـخَـدَّرَةِ الـعَـذْرَاءِ مِـــنَ سَـبَــبِ

كَـمْ أَحْــرَزَتْ قُـضُـبُ الهـنْـدِي مُصْلَـتَـةً
تَهْـتَـزُّ مِــنْ قُـضُـبٍ تَـهْـتَـزُّ فِـــي كُـثُــبِ

بـيــضٌ ، إذَا انتُـضِـيَـتْ مِــــن حُـجْـبِـهَـا
رَجعَتْ أَحَقُّ بالبيض أتْرَاباً مِنَ الحُجُـبِ

خَلِيفَـةَ اللَّـهِ جـازَى اللَّـهُ سَعْـيَـكَ عَــنْ
جُرْثُومَـةِ الـديْـنِ والإِسْــلاَمِ والحَـسَـبِ

بَـصُـرْتَ بالـرَّاحَـةِ الكُـبْـرَى فَـلَـمْ تَـرَهـا
تُـنَـالُ إلاَّ عـلــى جـسْــرٍ مِـــنَ الـتَّـعـبِ

إن كـان بَيْـنَ صُـرُوفِ الدَّهْـرِ مِـن رَحِــمٍ
مَـوْصُـولَـةٍ أَوْ ذِمَـــامٍ غــيْــرِ مُـنْـقَـضِـبِ

فـبَـيْـنَ أيَّـامِــكَ الـلاَّتــي نُـصِــرْتَ بِـهَــا
وبَـيْــنَ أيَّـــامِ بَــــدْرٍ أَقْــــرَبُ الـنَّـسَــبِ

أَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ كاسْمِهـمُ
صُـفْـرَ الـوجُـوهِ وجـلَّـتْ أَوْجُــهَ الـعَـرَبِ


ويقال أن المعتصم كان يريد أن يواصل فتوحاته إلى القسطنطينية, غير أنه اكتشف مؤامرة دبرها ابن أخيه العباس مع القائد عجيف بن عنبسه الذي سبق أن قضى على ثورة الزط مما اضطر المعتصم لأن ينهي الحرب مع الروم ويقبض على العباس وعجيف فحبسهما ومنع عنهما الماء إلى أن ماتا.


وفاة المعتصم

احتجم المعتصم في أول يوم من محرم سنة 227 هجرية فأصيب عقب ذلك بعلته التي قضت عليه يوم الخميس لثماني ليال مضت من شهر ربيع الأول من تلك السنة ورثاه محمد بن عبد الملك الزيات.
ويقول السيوطي أنه لما احتضر جعل يقول :

« ذهبت الحيلة فليس لي حيلة »

« اللهم إنك تعلم أني أخافك من قبلي ولا أخافك من قبلك. وأرجوك من قبلك ولا أرجوك من قبلي »
كانت خلافته ثماني سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام، وهو ثامن الخلفاء من بنى العباس، وثامن أولاد هارون الرشيد، ومات عن ثمانية بنين وثماني بنات، وتولى الخلافة سنة ثمان عشرة ومئتين، وفتح ثمانية فتوح وتوفي وهو ابن ثمانية واربعين عاما فكان يلقب ب"المثمن" ، وكان معروفا بطيبة النفس، وكان من أعظم الخلفاء وأكثرهم هيبة.وإثر وفاته عام 842 م بويع بالخلافة ابنه الواثق بالله.











منقول


قديم 08-29-2018, 02:10 AM
المشاركة 2
زمزم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
قديم 08-31-2018, 09:35 PM
المشاركة 3
أ محمد احمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

كل الشكرو التقدير


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: المعتصم بالله
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عبد الله المستعصم بالله أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 08-30-2023 05:39 AM
يا اهل حلب لا تستغيثوا فقد مات المعتصم ولم يعقب ايوب صابر منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 0 12-15-2016 08:11 PM
لماذا نؤمن بالله مراقى محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 0 04-13-2014 04:07 AM
القصة كلها ! أنحن مسلمون لأننا نؤمن بالله تعالى ؟ أم نحن نؤمن بالله لأننا مسلمون خلوصي طالب النور منبر الحوارات الثقافية العامة 2 09-22-2011 07:15 AM

الساعة الآن 01:00 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.