احصائيات

الردود
2

المشاهدات
2290
 
مؤيد عبد الله
من آل منابر ثقافية

مؤيد عبد الله is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
56

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Sep 2016

الاقامة

رقم العضوية
14811
08-26-2018, 09:23 AM
المشاركة 1
08-26-2018, 09:23 AM
المشاركة 1
افتراضي عقولنا والمستقبل



بسم الله الرحمن الرحيم


كل ما في المقالة قد قيل بتفصيل وافٍ وعميق اقتطف منها واعرضها مشاركة مني في استجلاء بعضا من الظواهر الاجتماعية التي هي قديمة ولها تاريخ في ارضنا يمتد مع بديات نهوض حضارتنا العربية الاسلامية وقد تكون من الحوافز التي اشعلت النار في رؤوس المفكرين آنذاك وقدحت بها شرارة الابداع والعطاء ، لمست هذا وانا القارىء البسيط في ما قدمه فلاسفتنا ومفكرونا من المؤلفات الضخمة والموسوعات الكبيرة وهم يؤرخون لفكرنا العربي ويناقشون دعاوى واراء المستشرقين، لقد تكونت لدي فكرة واضحة ( وإن كانت صغيرة) عن الالحاد ومنشئه ورجال دعوته وعن تفصيلاته وموضوعاته وما اشبهها بدعاوى ملحدي اليوم الا من اختلاف ارى انه لا يمس جوهر الاشكال ، لقد جاء دعاة الالحاد اليوم في زيّ عصريّ اشبه بملابس رواد الفضاء ، ركبوا اجساما طائرة وكأنها آتية من السماء ، وفي ايديهم اجهزة متطورة وكتب تحكي عن انجازات وانتصارات وقوانين ومعادلات قلبت حال الغرب ورفعتهم الى اعلى الدرجات ولو جردتّهم منها لوجدتهم يجادلون بما جادل به القدماء ، مع تدنٍ واضح في ذكر بعض المبررات ، منها تخلفنا المزري وهمجيتنا وارهابنا وحروبنا وطائفيتنا ، وارى ان في هذا دلالة على عزوف مفكرينا ( اليوم ) عن المشاركة وخوض غمار هذه الملمات ، ارجو ان يوفقني الله للمواصلة وان يعذرني اصحاب العقول الكبير النيرة على مساهمة مبتدىء لا تسعفه قدراته ، وتحبسه امكانياته الا من رؤوس اقلام باهتة وتلميحات متعجلة ومبتسرة

عقولنا في المستقبل

احقا ان تقدم الحضارة وتطور العلوم لا ينهضان في المجتمع الديني الذي يؤمن بالله رب العالمين وخالق الكون العظيم وباعث الانبياء والمرسلين يعلمون الناس ويهدونهم الى صراط مستقيم ومجتمع سليم وحضارة متقدمة يحيون فيها مشاعر المحبة والائتلاف والتعاون لا احقاد فيها ولا تشدد ولا اقتتال ولا سفك للدماء ولا خراب ولا دمار .. قد يكون هذا جميلا واملا يملأ القلوب ويبهج الانظار ، لكن الذي قدموه على نقيض واختلاف فلا نراهم اليوم الا في تدهور وانحدار وانحطاط وخراب وموت حضاري وتدن اجتماعي وحروب ومعارك وتخلف وجهل انهم يموتون حضاريا ويتقهقرون ولا يتقدمون ، مستسلمون لا ينهضون ، متكلون وعاجزون عن مواجهة التحديات يؤثرون اللهو واللعب ويمجون الجد في الامر والسعي والتحصيل يرمون الحظ والنصيب بدعاوى الفشل والانكسار والاندثار ، انهم يقدمون للتاريخ صورة تبعث على التشاؤم والياس والالم
وهل حقا ان من شأن بُنى الدين ان تكبل العقول وتحبس الارواح وتميت الامل وتثبّط الهمم فلا ابداع في الافق ولا شجاعة تدفع الى اقتحام المجهول وتجربة المطروح من المشاريع والافكار .. ؟ فان على الشعوب المتطلعة الى الحال الافضل ان تنفض الغبار وتكسر القيود وتفك الاقفال وتنطلق بلا تردد لترتقي سلالم التطور الثقافي والتكنولوجي والحضاري ، لا خرافات فيها ولا اوهام .. ؟
وهل ان علماء الاحياء والفيزياء الساعون لايجاد اجوبة عن اصل الكون وما فيه هم ملاحدة اقحاح ، لايؤمنون باله خالق ولاعالم روحي ولا دين سماوي ولا جنان تنتظر الصالحين ونيران تلتهم الطالحين من الناس .. فان بين العلم والدين حواجز لاتخترق ونفور لا عودة فيه وهما على طرفي طريق ممدود ان اقترب الواحد من احدهما زاد بعدا عن الاخر ..؟

وهل يصح ان يكون العقل حجة الملحدين البالغة ، حجة بيّنة بتراء قاطعة .. ام هو الدليل الامين الى طمانينة القلب وراحة النفس وثقةٍ برحمة الله رب العالمين وهي
الاداة الصالحة التي اودعها الله الانسان يعمر بها الارض ويعبد خالقه
ان للعقل تفسيرين احدهما ذاك الذي امتطى ظهر اول خلية حية (المونيرا )ثم انتصب ، وصار موجودا وظَهر، ارتبط بالخلية هذه وعليها اعتمد ، ينمو بنموها ويتعقد ان تعقدت وتطورت ، فهو في نمو وتطور واكتمال ، مهما تقدم يبقى ناقصا لا يبلغ الكمال . وكأنه الكرة التي تدفع بها حشرة الارض السوداء ( من الخنافس ) .. اما الاخر فانه منحة الخالق للانسان به ينير طريقه ويعرف الحق وبه يدرك الايات وحكمة الرب في الخلق وبه يبني ويصنع ويطور ويبدع
ليس للملحد ان ينكر ان لاوليات العقل اسس لا تخضع للتجريب او الشك ، وان مجموع 1 الى 1 معلوم لا خطأ فيه ، والكل اكبر من الجزء وعلينا ان نلف و ندور لاثبات غير ذلك فهي مودعة في الرؤوس واوليات لا يتطرق اليها شك
العقل في ذاته لم ينضج نضجا ما بعده بعد ، فقد كتب عليه ان يحسن الامساك بزمام الخلية الحية الاولى في رحلتها الطويلة نحو افاق التخصص والتطور والاكتمال وليس له ان يطلق احكاما لم تستوف شروط التثبت والتحقق ، بل ان عليه ان لا يطلق حكما ولا يطمئن لتجربة ، لكننا نفكر ونجرب ونصنع ونبني وننتج وننتهي الى قوانين وقناعات ومسلمات
فمن اين لنا اليقين بان الحديد بالحرارة يسخن وبالطرق يتمدد ونحن لم نخضع الحديد كله ( الموجود على الارض والموجود في اجواز الفضاء ) للتجربة ..؟ احكام آمنا بصدقها ولا ضامن لنا فيها الا ( عقل اودعه الله فينا سبحانه ) .. ؟
اليس اذن ان ما يشهده العالم الغربي وما ينعم به في ظل حضارة متقدمة و تكنولوجيا متقدمة قد شُيّد وفق تصاميم مبنية على اسس عقلية لم تقدمها لنا التجارب بل اوليات اودعها الله في العقل ( وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ )
يشهد العالم اليوم بزوغ نجم الالحاد متوسطا عنان السماء ، تتطلع اليه الانظار وتانس ببريقه قلوب المفتونين بتطبيقات العلوم وانجازات العلماء ، وله في بلداننا شباب مبهورون باضوائه اللامعة وهداياه المفرحة ، ويؤمنون بصحة دعوته ونبل غايته ونجاح وصاياه ، وليس ادل على ذلك من الانجازات العلمية والتقدم الحضاري والتطور التكنولوجي الذي يشهده الغرب ( حاضن الالحاد ) وما يمنّه علينا من عطاياه التي لولاها لبقينا ننام في الخيام ونمتطي صهوات الجياد
امّا في اوطاننا ، فكثير من مفكرينا يرى ان دعوة الالحاد دعوة مغرضة ، تستبطن مؤامرة وتخفي اسرارا لو ادركها شبابنا لغيروا مواقفهم ونصروا ربهم وتمسكوا بدينهم .. وان جوهر المشكلة هو تاخر قاطرتنا الواضح عن اللحاق بمن قطع اشواطا كثيرة وآماد بعيدة بما يدفع الى مشاعر الاحباط والياس وفقدان الثقة بسلامة العيون ووضوح الرؤى وبنية العقل وفقدان الثقة بالدين .. وكذلك فان من جوهر المشكلة الربط بين التقدم العلمي وعقلية الملحد الذي يرى العالم وفق قوانين قابلة للتجريب ، وكذلك الربط بين التخلف وعقلية المؤمن بالهٍ لايُرى بالعين وارواح واشباح تمشي بين الناس وملائكة تملأ اقطار السماوات .. وهذا ربط غير لازم واستدلال زائف وخاطىء تكذبه التجارب وتشهد عليه الوقائع ، فان التقدم العلمي قد يحالف المؤمن كما يحالف الملحد .. اما عن تاخرنا الذي يؤلم النفوس ويدمي القلوب ويقضّ المضاجع فله اسباب اخرى حددها مفكرونا وعسى ان يوفق الله ساستنا الى ما يرأب الصدع ويصلح الحال ويعيد السفينة الى مسارها الصحيح .
للشك آلية في النفس ، متعلقة بكل طارىء يعرض للانسان واختيار بين اثنين ومجهول لاخبرة لنا به .. وهو حالة صحيحة ما لم يتأزم ويشتد ليصير مرضا يلزم العلاج .. ونحن نتساءل ان كان الخبر صادقا ام كاذبا وان كان الشخص الواقف امامنا صديقا محبا ام عدوا حاقدا ، وان كان اختيارنا صحيحا ام خاطئا ، وان كانت قناعاتنا موفقة ام خرقاء .. قد يكون في الالحاد بعض من هذا الشك استفحل وتعاظم وران على القلب . وقد تكون في الخواطر التي نحسبها وساوس شيطانية وما هي من الشيطان تكاد ان تزعزع اليقين وتحير العقل لكنها حركة عقلية غريزية يستوثق فيهاسلامة الموقف ويضع قدمه على الارض ثابتة ، فهي بهذا الفعل (محض الايمان)
وللانبياء والرسل ( صلى الله عليهم وسلم ) مواقف فيها من الاشارات والدلائل التي تستدعي الانتباه والتفكر ، تلك التي كانوا فيها مع الله في تواصل ملك الروح والجوارح والنفوس والقلوب والفكر ، فسألوه ان يريهم كيف يحيى الموتى او ينظروا اليه لتطمئن قلوبهم وما في قلوبهم شك في وجوده وقدرته سبحانه .. فهل ان من الاسئلة التي آرقت ابناءنا فراحوا يجدّون في البحث عن ادلة تثبت وجود الله سبحانه ، شيء من جنس حركة النفس وارتعاشة القلب ووثبة العقل السليم ، وشيء من الذي بان في طلب الانبياء صلى الله عليهم وسلم ... ؟
ومن الذي يدعيه بعض مفكرينا ان تطورا كبيرا في اساليب الهجمة ، قد استهدفت الروح الصافية والقلوب المؤمنة والعقول السليمة والشباب البريء .. خلطوا عليهم الافكار وبلبلوا العقول وزلزلوها زلزالا شديدا مسح الذكريات المخزنة في الراس وبدّل القناعات المستقرة في القلب فصار الدين عندهم حاضنة الارهاب وداعية التخلف وقاتل الرحمة بين البشر وخانق العقول ومكبل الحريات ومروج الخرافات التي تعمي العيون وتغط الرؤس في برك الاوهام ، ويصرفهم عن رؤية الواقع المعاش ويردهم الى الماضي المندثر .. لا ابداع يعود بالفوائد ولا رأي سديد يهدي الى سبل النجاة والنجاح
وهم يرون ان هجمتهم ممنهجة وبخطة مدبرة ورعاية مؤسسات خارجية متمكنة لها من الدراية والمعرفة والامكانات الهائلة ما يبعث الى اطمئنان دعاتها واحساسهم بالثقة والاقتدار والتحصن من الاخطار حتى لو افتضح امرهم وكشف سرهم وتنبه لخطرهم المسؤولون على حفظ الامن والاستقرار في البلد .. بل انهم (مفكرونا ) يظنون ان الفوضى والاضطراب والاقتتال والخراب الذي يكاد يغطي بلدان منطقتنا اجمع انما بتدبير يسعى الى انصراف ساسة بلداننا عنهم وتجنيد الذي عندهم ليتداركوا المصير المرعب ويتجنبوا الاخطار المهلكة المحيقة ببلدانهم . ملكوا وسائل اعلام مؤثرة ، مواقع اجتماعية تشد المتابع وتاسر قلبه ، محطات التلفزيون ومنصات المسارح وصفحات الجرائد ومؤلفات احاطوا بها الناس اينما التفتوا ، لقد درسوا الانسان واطباعه ورغباته وحاجاته واطماعه ومواطن قوّته وضعفه وثغرات يدخلون منها الى النفس واعماقها ، والعقول وآفاقها ، يسلبون الارادة ويجمدون العقول ويخدرون الضمائر .. فيضحون الامل المرتجى والثقة العالية والخبر المقبول بلا تردد
الحرب النفسية لعبتهم والتشويه والتشهير مهنتهم ومحاوطة الخصم والجام فمه وشل يده غايتهم .. يجوبون مواقع النشر ( منها الانترنيت ) يبحثون عن (اليرقات ) فيتابعونها ويرصدون انتاجها وتطورها ولا يفلت منهم الا من سار معهم ووافق امرهم او مات دونهم هذا ما فهمناه منهم ( مفكرينا ) وان لم يصرحوا به نصاً
لا يجانبنا الصواب لو رأينا ان في الموقف هذا كثير من المبالغة ومجانبة الحق .. تأسف له نفوس وتالم ، وتاباه عقول مفكرين افذاذ لا هم لهم بمتاع قليل ولا شهرة ومكانة مرموقة بين الناس ، وان جاءت اليهم فلانهم كفؤا لها وجديرين بها ، ربما صرحوا بالحادهم او اخفوه ، لكنهم يفخرون بما في سريرتهم من الاخلاص والصدق وجدّهم في البحث النزيه عما يرضي عقولهم ويطمئن نفوسهم ، و هؤلاء من جنس بناة الحضارة الصادقين سؤاء كانوا على ايمان او الحاد ، ومن جنس المبدعين والمخترعين والمكتشفين ، ومن الذين اذا مروا بغيرهم رثوا لحالهم وانكروا عليهم فعلهم
وعلى العكس منهم ، اولئك الذين لا همّ لهم ان كان الله ( تعالى ) موجودا او غير موجود ، وكل الذي يبغونه متعة الدنيا وما يؤمنها من المال .. ولا مانع لهم من تقديم خدماتهم واستعمال قدراتهم في اي جانب او اتجاه ، يسخرون ويضحكون ويرسمون وينحتون ويقفون على خشبات المسارح ويكتبون القصص وينظمون الاشعار (( مع الاحترام والتقدير والاعتذار لكل اديب وفنان )) .. وهؤلاء هم الطامة الكبرى ولا ادري ان كانوا هم ممن أُطلق عليم اسم ( كلاب المجتمع السائبة )



للحديث بقية ارجو ان يوفقني الله لكتابتها مجزءة بمقاﻻت منفردة
واشكر اساتذتنا واخوتنا في منتدانا الكريم واعتذر عن التلكؤ الذي ضيع مني كثيرا من الفرص ، ولي عزم على المواصلة والمداومة ..
وكل عام وانتم بالف خير
والحمد لله رب العالمين ,, اللهم انت حسبي ووكيلي ونعم النصير


قديم 08-28-2018, 05:30 PM
المشاركة 2
أماني عبدالعزيز
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أسجل إعجابي الشديد بملاحظاتك الجوهرية في استجلاء مظاهر التخطيط العميق ضد الأمة
مؤيد أنا سعيدة جدا بمروري على صفحتك

جمال البسمات يساوي جمال الحياة
قديم 08-29-2018, 09:10 PM
المشاركة 3
مؤيد عبد الله
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أسجل إعجابي الشديد بملاحظاتك الجوهرية في استجلاء مظاهر التخطيط العميق ضد الأمة
مؤيد أنا سعيدة جدا بمروري على صفحتك

بسم الله الرحمن الرحيم

استاذتنا الكبيرة اماني عبد العزيز المحترمة ..
اعتذر اوﻻ عن التاخر بالرد ، فلم يكن والله بقصد ، انما هي مشاغل الدنيا صرفتني عن متابعتي ومشاركتي ، والحمد لله فقد يسرها لي منذ بريهة من الوقت ، وسرني وافرحني وشرفني بمرورك الكريم وملاحظتك القيمة واشاراتك الواضحة وخوفك على روح هذه اﻻمة ..
ارجو ان يوفقني الله لما يرضاه واكون فيه عند حسن ظنكم بي ..

والسلام عليكم ورحمة الله

والف شكر


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: عقولنا والمستقبل
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل عقولنا متساوية ؟! سرالختم ميرغنى منبر الحوارات الثقافية العامة 4 07-11-2019 06:36 AM
اللغة والمتغير الثقافي .. الواقع والمستقبل - عبد الله التطاوي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-01-2014 03:01 PM

الساعة الآن 06:49 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.