الصبي ذو الغليون (بالإنجليزية: Boy with a Pipe ) هي لوحة زيتية على قماش من تأليف بابلو بيكاسو . تم رسمها عام 1905 عندما كان بيكاسو يبلغ من العمر 24 عامًا، خلال الفترة الوردية ، بعد وقت قصير من استقراره في منطقة مونمارتر في باريس . تصور اللوحة صبيًا باريسيًا مراهقًا يحمل غليونًا في يده اليسرى ويرتدي إكليلًا من الزهور على رأسه، محاطًا بزخارف نباتية. كان الموضوع صبيًا محليًا يُدعى "بيتي لويس" توفي في سن مبكرة. تم إدراج اللوحة كواحدة من أغلى اللوحات ، بعد بيعها في مزاد سوثبي مقابل 104 ملايين دولار في 5 مايو 2004. وهي حاليًا خامس أكثر اللوحات مبيعًا لبيكاسو.


الخلفية

في عام 1905، كان بيكاسو لا يزال فنانًا مكافحًا واستقر في مونمارتر في باريس. كان يعيش في فقر في مبنى فنان متهدم في 13 شارع رافينيان المعروف باسم لو باتو لافوار . لقد قام بيكاسو بالانتقال من الفترة الزرقاء المتشائمة السابقة وكان الآن في مرحلة جديدة أكثر تفاؤلاً تُعرف باسم الفترة الوردية .


الوصف

يصور Garçon à la Pipe صبيًا مراهقًا في وضعية الجلوس محاطًا بباقتين من الزهور. يرتدي وزرة زرقاء ويرتدي إكليل من الورود على رأسه. يحمل أنبوبًا في يده اليسرى بطريقة خاطئة. وصف أندريه سالمون ، وهو صديق لبيكاسو، في عام 1912 كيف ابتكر بيكاسو اللوحة، "بعد سلسلة مبهجة من الألعاب البهلوانية الميتافيزيقية، والراقصات مثل كاهنات ديانا، والمهرجين المبتهجين والهارليكينز الحزينين".

وبدلاً من ذلك، كان بيكاسو يركز الآن على صورة بسيطة لصبي باريسي صغير يرتدي الدنيم الأزرق.

كان الصبي المصور في هذه اللوحة يُعرف باسم "بيتي لويس" أو "لويس الصغير". وصفه بيكاسو بأنه "أحد "الأنواع المحلية، الممثلين، السيدات، السادة، الجانحين" الذين يترددون على الاستوديوهات في باتو لافوار. أدت الحياة القاسية لصبي الشارع إلى وفاته في سن مبكرة.

تُظهر الدراسات الأولية لهذه اللوحة الصبي في مجموعة متنوعة من الأوضاع المختلفة، بما في ذلك الوقوف والجلوس والاتكاء على الحائط أو إشعال الأنبوب أو الإمساك به بين يديه. اختار بيكاسو في النهاية تصوير نموذجه في وضع الجلوس الموضح في اللوحة النهائية، والتي عمل عليها بشق الأنفس في الدراسة التحضيرية. تختلف الدراسات عن اللوحة النهائية بتغيير الموضوع من صبي صغير إلى مراهق أكثر نضجًا. التأثير النهائي هو تصوير شخصية غامضة محاطة بكتل من الزهور تذكرنا بعمل أوديلون ريدون .

وصف أندريه سالمون كيف قام بيكاسو بتحويل ما كان في الأصل دراسة من الحياة إلى العمل الفني الحالي في ومضة مفاجئة من الإلهام.

في إحدى الليالي، هجر بيكاسو صحبة أصدقائه وأحاديثهم الفكرية. عاد إلى الاستوديو الخاص به، وأخذ القماش الذي تركه قبل شهر، وتوّج صورة الصبي الصغير المتدرب بالورود. لقد جعل هذا العمل تحفة بفضل نزوة سامية.

يحتوي عرض بيكاسو لـ "P'tit Louis" على عناصر من الفن الكلاسيكي . كان مستوحى بشكل خاص من أعمال الرسام الفرنسي الكلاسيكي الجديد إنجرس . مثل لوحة بيكاسو الفتاة الصغيرة مع سلة الزهور ، التي تم رسمها في نفس العام، تنقل لوحة Garçon à la Pipe صورًا متضاربة بين البراءة والخبرة. ووصف بيكاسو الصبي بأنه "ملاك شرير". في هذه اللوحة يرتدي الصبي إكليلاً من الورد على رأسه يرمز إلى دم القربان المقدس ، في إشارة إلى الانتقال من الشباب إلى النضج. يصور بيكاسو أيضًا التناقض بين حياة الشارع القاسية التي عاشها لويس وبراءة شبابه.

كان الوضع الغريب للأنبوب في يد الصبي موضوع التفسير. وبما أن الغليون كان يُستخدم بشكل شائع كرمز للتأمل الفكري في الرسم في القرنين التاسع عشر والعشرين، فإن موضع الغليون يكتسب أهمية خاصة. ويبدو الغليون وكأنه ممسوك من خارج اللوحة، وليس من الداخل، مما يوحي بمزيج من الواقع، حيث يكون الصبي انعكاسًا لبيكاسو نفسه.

اقترح جون ريتشاردسون أن اللوحة كان من الممكن أن تكون مستوحاة من قصيدة بعنوان جريمة حب بقلم بول فيرلين .

واحدة من أكثر الصور الشعرية في فترة الورد هي صورة الصبي ذو الغليون . إنها تستحضر قصيدة فيرلين "الجريمة أموريس" التي تتحدث عن قصر في إكباتانا حيث يهمل "الشياطين المراهقين" الحواس الخمس للخطايا السبع المميتة، باستثناء أجمل هؤلاء الملائكة الأشرار، والذي يبلغ من العمر ستة عشر عامًا تحت إكليله من زهور... ومن يحلم بعيداً وعيناه مليئتان بالنار والدموع.


المطالبة بالاسترداد والمصدر
ربما حصل بول فون مندلسون-بارتولدي على اللوحة في عام 1910. قبل وقت قصير من وفاته في عام 1935، كتب وصية أورثها لزوجته غير اليهودية، الكونتيسة إلسي مندلسون-بارتولدي كيسيلستيت (née Lavergne-Paguilhen) التي باعتها إلى والتر فيلشنفيلدت في عام 1949 . ثم حصل هاي ويتني على اللوحة في 13 يناير 1950 مقابل 30 ألف دولار.

في عام 2004، اعترض البروفيسور يوليوس إتش شويبس على بيع لوحة الصبي ذو الغليون عام 1949 بسبب ظروف تتعلق بالاضطهاد النازي للمالك اليهودي ومحاولاته حماية اللوحة من مصادرتها عن طريق زوجته غير اليهودية.

في 5 مايو 2004، بيعت اللوحة بمبلغ 104.168.000 دولار في مزاد سوثبي في مدينة نيويورك . لم تذكر Sotheby's اسم المشتري على الرغم من أن المصادر تقول إنه كان جويدو باريلا ، المالك المشارك لمجموعة باريلا .

وفي ذلك الوقت، حطم الرقم القياسي للمبلغ المدفوع مقابل لوحة بيعت بالمزاد (عندما يتم تجاهل التضخم ). ويشمل المبلغ، وهو 104 ملايين دولار، سعر المزاد البالغ 93 مليون دولار بالإضافة إلى عمولة دار المزادات البالغة نحو 11 مليون دولار. حصلت اللوحة على تقدير مسبق للبيع بقيمة 70 مليون دولار من قبل دار المزادات .


الأهمية والإرث

في عام 2004، علق تشارلز موفيت، المدير المشارك للفن الانطباعي والحديث في سوثبي، على أهمية اللوحة باعتبارها تحفة فنية.

إنها تتمتع بغموض مؤلم يضمن مكانتها كواحدة من أكثر صور بيكاسو شهرة لجمال المراهقين. إنها بلا شك واحدة من أجمل لوحات الفنان في الفترة الوردية وواحدة من أهم الأعمال المبكرة لبابلو بيكاسو.


الاستقبال

تم وصف Garçon à la Pipe بأنها تحفة فنية، إلا أن بيعها في مزاد عام 2004 بسعر 104 ملايين دولار أثار بعض الجدل بين نقاد الفن. ووصف خبير بيكاسو بيبي كارمل العمل بأنه "لوحة ثانوية" واعتبر أن سعر بيعها المرتفع يظهر "مدى انفصال السوق عن القيم الحقيقية للفن". بليك جوبنيك من واشنطن تايمز رأى أنه "على الرغم من أن كلمة" تحفة فنية "كانت موضع جدل كبير في الفترة التي سبقت المزاد، فمن غير المرجح أن يكون هناك مؤرخ فني واحد من شأنه أن يقيم صورة فترة الورد هذه."

في المقابل، لاحظت صحيفة نيويورك صن أن ""الصبي ذو الغليون" هي لوحة مثيرة سيستغرق جمالها مدى الحياة لاستنفاده".


في الثقافة الشعبية

تحتوي أغنية كالفن هاريس لعام 2017 " Slide " على كلمات "قد أفرغ حسابي البنكي وأشتري ذلك الصبي بالغليون". وأوضح المنشد فرانك أوشن أنها إشارة إلى "لوحة بيكاسو التي بيعت بمبلغ كبير من المال".