احصائيات

الردود
4

المشاهدات
2097
 
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبدالعزيز صلاح الظاهري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
378

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Jun 2015

الاقامة

رقم العضوية
13953
05-06-2018, 10:04 AM
المشاركة 1
05-06-2018, 10:04 AM
المشاركة 1
افتراضي أروع مجنونان
منذ عرفت الدنيا وأنا أتحاشى السير على الرصيف المحاذي لورشة عمي عمار ، أو منزل حماد – الرجل الغريب الذي لا احد يعلم من أين أتى ؟!
بل حتى أنني كنت أتحاشى الاقتراب منهما ،فهذان الرجلان دائماً بسبب وبدون سبب ترى شظايا الغضب تتطاير من عينيهما
ورغم حرصي هذا - إلا أن القدر ساقني إليهما وأنا في الثانية عشر من عمري
حصل ذلك عندما نجح عمي في إقناع أبي قائلاً :
إن ابنك لديه طاقة من النشاط ،و العين حق ،فأنت لا تراه إلا وهو يعدوا ، فمن الأسلم له العمل عندي في الورشة يتعلم حرفة يفرغ فيها طاقته بشيء مفيد ،خيراً له من الركض في الشوارع والأزقة أمام عيون الحاسدين ،فوافق أبي لا لقناعته بما قال عمي بل لأنه مقتنع بنظرية :-
" أن الاستثمار في التعليم بدون حرفة صفقة خاسرة "
وها قد جاءه عرض عمي على طبق من ذهب ....
وبذلك عملت كصبي في الورشة أنظفها وأقوم ببعض الأعمال المساندة ،وقد أُعجب عمي بسرعة تعلمي ونشاطي ،وكانت ظنون أبي في محلها - فرغم كلام عمي عن العين لم يمنعه ذلك من الاستفادة من خاصية نشاطي وسرعتي في الركض ،فكان يرسلني لجلب قطع الغيار من السوق ،ويتبعني بجملته التشجيعية "أسرع يا بطل" فأنطلق مسرعاً وأعود إليه بسرعة البرق ،واقف أمامه ألهث والسعادة تغمرني متمنيا أن يرسلني مشوار أخر، ككلب يطلب من صاحبه الذي يلوح له بعصاه معاودة الكرة ليحضرها
و في يوم من الأيام أرسلني لصديق له في المهنة كان محل صديقه قريباً جدا لكنه يمر بمنزل حماد المخيف ،فاضطررت إلى أن أسلك طريق آخر .....
تأخرت - فقلق عمي وما أن راني استدار والتقط اقرب مفك لديه ورماني به ،وفي محاولتي تفاديه تعثرت وسقطت على الأرض و نهضت محاولاً الهروب ،فهجم علي كحيوان مفترس ينقض على فريسته و اخذ يصرخ و يردد
أين كنت كل هذا الوقت ؟!
وعندما أخبرته عن الطريق الذي سلكته
ركلني وصرخ : أنت غبي ! ورشة عمك رضا لا تبعد 300 م تسلك طريقا طوله 2 كم لتصل إليها !
كان عمي يعلم أن منزل حماد – ذا الحيطان العالية هو السبب
لذا أصبح يرسلني لورشة صديقه لأتفه الأسباب محاولاً اجتثاث جذور الخوف من قلبي - فعمي الذي عاش جُل حياته صعلوكا مغامراً يكره الجبن والجبناء فكيف يراه في عيني ابن أخيه -
لذا كان يخرج من الورشة ممسكاً أُذني ويردد من هنا - من هنا يا غبي ......
وما أن يطلقني حتي أُحلق كصقر رُفع عنه برقعه ،ولا أتوقف إلا عند صديقه
وفي احد الأيام وأنا منطلق في زقاق الرعب استوقفني العم سالم الخضري وبدون مقدمات وضع على راسي كرتون كان يحمله مليء بالفواكه والخضار ، ودس في جيبي نقودا ،وقال: خذ هذا الكرتون لمنزل حماد
ماذا حماد ؟!
نعم حماد وأشار إلى بابه وتركني وغادر
وقفت كالصنم برهة من الزمن أسال نفسي :
ارمي الكرتون واهرب ؟
عيب
أعيده لعم سالم واعتذر منه
عيب
وضللت مدة من الزمن التفت يميناً وشمالاً وأسال نفسي ماذا افعل؟!
وأخيراً: عزمت أمري ودفعت قدمي المتصلبتان باتجاه المنزل الكبير ذا الحائط المرتفع والذي تزينت قمته بقطع متراصة من الزجاج كأسنان القرش تطل من خلفه أشجار عالية تتمايل مع اقل نسمة هواء مصدرة أصوات مخيفه ..
سحبت قدماي التي شلت لعدد من الأمتار ،ومع كل متر يقربني من الباب يزداد توتري وتنشل حركتي، ويظهر لي وجه مالكه حماد العبوس الذي لا يتحدث مع احد ويجد مشقة حتى في رد السلام
-وعيناه المخيفة وهي تبرز وتتحدث مع من يمر بجواره ,وشفتيه اللتان ترتفعان لتظهر صف أسنانه وكأنه متأهب للانقضاض على فريسة..
اقتربت من الباب وأخذت اجر قدمي جرا حتى وصلت إليه وقفت جمعت كل شجاعتي في أصبعي ولمست الجرس فسمعت صداه يتردد وسط المنزل المختفي خلف الحائط والأشجار
عندها فكرت في الهروب ولكن تأكدت أن العقاب سيكون اشد فوقفت ،كانت قدمي تهتز ويداي ترتعش وتهز الكرتون الذي تحيطان به ،فجأة فُتح الباب لتظهر فتاة في عمري كالبدر - رؤيتها أعمت بصري وأضاءت قلبي ،لم يكن بصري لديه ألقدره على هذا الصدام ،ولم تكن عيني مهيأة لهذا اللقاء ،وبابتسامة عذبه محاولة أن تهون علي سألتني بلطف: نعم ....؟
تلعثمت ، أنطوى لساني ،حاولت أن أتكلم ولكني لم استطع فجميع أجزاء جسمي تعطلت لم تعد تعمل ،شعرت بالإحراج وأنا واقف كالأحمق فلساني مربوط وعيني شاخصتان و يدي مرفوعتان ممسكتان بالكرتون كجندي مستسلم رافعا سلاحه ، فلم أجد حلا غير رمي هذا الكرتون والمغادرة فاندفعت كالمجنون ودخلت المنزل ، بينما كانتا عيني ملتصقة بتلك الملاك تستدير بلا وعي مني فتعثرت في عتبة الباب فسقطت على ظهري وارتفعت قدماي محلقة في الهواء وطار الكرتون عاليا وأرتطم بالأرض محدثاً دوياً وتناثر وتدافع ما بداخله وانتشر على أرضية الصالة
فأقبلت أمها مسرعة مفزوعة على صوت الضوضاء تصرخ : هند هند ...!
فلم تستطع هند إجابتها فقد كانت غارقة في الضحك ، فأشارت بيدها علي ،وعلى الفاكهة والخضار التي ملأت أرضية الصالون وبعضها يطل من تحت الكراسي والطاولات
فقمت واقفا منتصباً محاولاً جمع الفاكهة فتعثرت مرة أخرى مما زاد الطين بله فانفجرت الجميلة ضاحكة وأخذت تتلوى ،بينما كانت أمها تشير إليها لتتوقف وهي تبتسم إلي وتردد :لا عليك ،لا عليك اتركها سأقوم بتجميعها .
واتجهت إلى حقيبتها الملقاة على احد الكراسي ،وأخرجت منها نقوداً وضعتها في يدي ،فاعتذرت منها وأرجعتها إليها ،وخرجت ورنين ضحكات هند تودعني .......
وما أن خرجت من البوابة شعرت بيد غليظة تنحط على كتفي التفت لا إراديا - التقت عيني بعيني الوحش (حماد) مد يده يسلم علي ...
فسلمت بيد مرتعشة وابتسامة شاحبة ، وأخذت الدموع تنساب من عيني الشاخصتان بصمت !
نظر إلي بدهشة ،وسرح قليلا وقال :وقد تراقصت ابتسامة على شفتيه -: شكرا على إحضارك الفاكهة ... والآن هيا انطلق يا بطل أسرع يا بطل فعمك المجنون في انتظارك !


قديم 05-07-2018, 04:54 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قصة جميلة مكتوبة باسلوب سردي ممتع ومشوق. في النص كثير من الحركة مما جعله ينبض بالحياة. وفيه لحظتي انقلاب واحدة عندما شاهد بطل النص هند الفتاة التي مثل البدر والثانية عندما عامله حماد بلطف... لم تعجبني فكرةان الدموع اخذت تنساب من عيون بطل النص ففي الوصف مبالغة غير منطقية رغم انها ممكنة لولد في مثل سن البطل.

قديم 05-07-2018, 11:26 PM
المشاركة 3
أميمة محمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
قصة مشوقة وممتعة
الطفل بدا انقيادي جدا والأحداث مفاجئة وجميلة ولم أحب كذلك دموع الفتى ولكن راقتني القصة للنهاية
تقديري الأستاذ عبدالعزيز صلاح الظاهري

قديم 05-07-2018, 11:47 PM
المشاركة 4
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أستاذي الفاضل أيوب صابر
منابر ثقافية ليس لها طعم ولا نكهة بدونك
نعم المبالغة قد تفقد النص جماله ورسالته
ومالا تحبه أيضا لا أحبه فأنت أستاذي ويهمني رضاك
فرضاك يعني أنني امشي في الطريق الصحيح
فهذا المنتدى وأساتذته قدموا لي الكثير الكثير
وأنت واحد من هؤلاء شكرا أستاذي وفقك الله ورعاك

قديم 05-08-2018, 12:01 AM
المشاركة 5
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قصة مشوقة وممتعة
الطفل بدا انقيادي جدا والأحداث مفاجئة وجميلة ولم أحب كذلك دموع الفتى ولكن راقتني القصة للنهاية
تقديري الأستاذ عبدالعزيز صلاح الظاهري
اهلا اختي واستاذتي أميمة محمد
نعم الحشو الزائد يضر بالنص
نعم لم يكن هنالك داع لهذه الدموع خاصة وان حماد مد له يده لسلام
وقد بكون سبب ذكر الدموع ونسيابها بصمت شيء في النفس خرج خلسة بدون ان اشعر به
شكرا استاذي وفقك الله ورعاك


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أروع مجنونان
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أروع ما قال أبو العتاهية اعزاز العدناني المقهى 2 04-29-2022 07:13 AM
الحكم العطائية... من أروع ما قرأت آية أحمد منبر الحوارات الثقافية العامة 126 09-08-2014 01:35 PM
أروع ماقيل في الليبيين ليبيا محمد المقهى 0 05-26-2012 06:59 PM
أروع واغلى صــورة بالعالمـ ..*( أميرة الشمري منبر الفنون. 10 03-21-2011 09:57 PM

الساعة الآن 10:24 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.