قديم 03-13-2014, 11:02 AM
المشاركة 31
مباركة بشير أحمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
بداية أشكرك على تعقيبك الثري أستاذ ياسر علي ،و( لي الحق للدفاع عن قصتي) ،فهذ ه نصيحة زرعت طيف ابتسامة على شفتي ،لأننا هنا لسنا في "حرب باسوس والغبراء" إنما نتعاطى أفكارا ،فقد تصيب أو تخيب ،وفي كل ذلك يكمن الخير لنا أولغيرنا . فمهما طالت نواصينا سحائب الإبداع ،نظل بحاجة إلى تعليم ،فكلنا تلامذة في مدرسة الحياة .وإذا أنت تعتقد أن مقدمة القصة إشكالية لاتفي بغرض القص ،فالأستاذة فاتحة الخير ترى عكس ما أشرت إليه ،هو الصواب ، ولقد عرضتُ القصة في ملتقى يجمع كبار الأدباء ،سنا وتجارب قصصية ،ومامن أديب لمَح بأنها شبه خاطرة . فلقد أجمعوا على أنها قصة تستحق الإعجاب ،- ربما يجاملني ثلاثة أو أربعة- لكن مايزيد عن العشرين ،فتلك مسألة بحاجة إلى تمحيص ،فلستُ دكتورة هههه ولا ابنة سيادة الرئيس ،ومابين هذا وذاك ،يبقى الكاتب هو الناقد الحقيقي لنصوصه .
أما عن سلبية البطلة ، فمغنطيس الأشخاص على أرضية الواقع ،هومن يفرض على الكاتب ذواتهم ،ولا مقدرة له للإختيار ،ولربما سلبيتها المفرطة كانت سببا في اقتحامها مركز التخييل ،لتتشبت فيه بكل ما أوتيت من قوة .فأنا هنا لا أتحدث عن "جميلة بوحيرد" ولا عن "فاطمة نسومر" ،إنما عن "دمية" في عالم "الدمى" كما تلفظ به معنى توضيحيا صائبا ،الدكتور "زياد الحكيم" ،والقصة حقيقية ،بطلتها قريبة لي ، وليس لها صديقات كما عند العولم المتحضرة ،فنحن نقطن مدينة صغيرة ، تطغى على عقلية أهلها ،الشكوك ،والخوف من " كلام الناس" .ولا ملجأ للمطلَقة بعد تحررها من قيود الزوج ،إلا بيت أهلها ،،ثم أن المطلقة الشابة كانت بحاجة إلى البكاء في صدر أعزَ الناس إليها .والبكاء يعني الشعور بالمهانة ، ودعني أهمس إليك بمفهوم ربما لا يستوعبه الرجال : الطلاق بالنسبة للمرأة ،وإن بدا للجميع أنه منفذ للحرية ،يبقى طعنة غائرة في صدرها ،حتى ولو زوجها "إبليس" .إذن كان يجب علي تقمص شخصية البطلة السلبية ، و أعيش الدور بكل موضوعية ،وليس سهلا ذياك التعمق في الدواخل النفسية لنبرزها في الظاهر ،،،وهنا أعتقد يكمن سر الإختلاف بين كاتب وآخر . ومادامت السلبية في نظرك تنتقص من قيمة القص ، فأكاد أجزم لو عرضتُ عليك قصة " إمرأة مجنونة" ،والتي بطلتها تتميز بقدر واسع من السلبية ،فسيكون موقفك منها كما هذه القصة ،،،غير أنها قد توَجت بالمرتبة الثانية في مسابقة ولائية ،وحظيتُ فيها بجائزة ،وشهادة تقديرية. من لدن نقاد كبار ،لا تربطني بهم صلة قرابة أو زمالة.
وأخيرا ،شكرا لك أستاذ ياسر علي ،ولكل الأدباء الذين أدلوا بدلهم ،وضمَخوا حروف قصتي بعطور كلماتهم الراقية ،و شكرا لك أستاذ أيوب صابر، أن جعلت قصتي تحت مجهر النقد ،والإهتمام ،،،وهذا بطبيعة الحال يُشجعني على ماكنتُ عازمة عليه ، ولقد جمَعتُ صورا جميلة ،وإن شاء الله ، سأعمل جاهدة لإنشاء " فيديو" لقصة " أنت طلق" ،بالصوت والصورة ، وسأهديكم نسخة بالتأكيد ;)

قديم 03-13-2014, 11:27 AM
المشاركة 32
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
اشكرك استاذ ياسر
اولا على التثبيت والمداخلات الجميلة ومن ثم المساعدة في ادارة الورشة الخاصة بهذه القصة فقد اتضح ان المشاركات غزيرة وفيها الكثير من المعلومات...

وثانيا على دعوتك لكل رواد القصة ورواد منابر للمشاركة في هذه الوراشة وها انا اثني على دعوتك واكررها لعلنا نستفيد من خبرات الجميع.

قديم 03-13-2014, 11:48 AM
المشاركة 33
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاستاذ ياسر
شكرا لك من جديد على المداخلة التي تُعلق فيها على مدخل القصة...

تقول "المقدمة لم تستطع أن ترسم للبطلة طريقا صحيحا"...الا ترى بأن ذلك يخدم الموضوع؟

وتقول "هنا قتامة كبيرة ، كأن تلك البدايات وتلك الآمال زائفة كلية"...اليس هذا تصوير واقعي فالطلاق يعد خلاص بالنسبة للمطلقة من ظرف مأساوي ...لكن اين نجد الامل بالنسبة لمن وجدت نفسها في وضع المطلقة؟ وكأنك تريد من القاصة ان تكتب بغرض ايجاد حل لمشكلة الطلاق فهل هذا هو دروها؟

وتقول " فالمقدمة حاملة لتناقض غريب و لو أنه يتوارى خلف التعابير التي تضفي جمالية على النسج ". ...هل هذا التناقض الذي تتحدث عنه يعني وجود صراع؟ اليس الصراع احد اسس السرد الجميل؟ اليس الطلاق ابغض الحلال؟ فتكون المطلقة سعيدة بطلاقها لكنها حائرة في طريقها الى المجهول؟ اذا الا ترى بأن القاصة نجحت في نقل صورة الواقع كما هو؟

وتقول " لكنها في الأخير أظهرت ذلك التردد المخيف من الاحتفال بالطلاق لاشعوريا عند البطلة وهذا يحد من قدراتها الانفتاحية على واقعها الجديد و هذا ما جعل النص ينغلق ولا يقتحم المستقبل لبناء قصة كاملة "...كأنك تقول بأن النص اذا لم يحقق غاية اجتماعية اي انها اذا لم تمنح الامل مثلا تكون قصة منقوصة...فهل هذا صحيح من النواحي الفنية؟ الا ترى بأن تصوير الحالة بحد ذاته وترك النهاية مفتوحة يفي بالغرض بل هو يدفع كل متلقي ليفكر في المشكلة والحل؟

على كل حال دعنا نستمع الى مزيد من الاراء حول المقدمة او مدخل القصة وان كانت
ناجحة ام لا وشكرا لك جزيلا على هذه المدخلات القيمة..

فقط اردت ان اذكر الاخت مباركة ان الحديث هنا يقتصر على الشخوص في القصة وعلى المجتمع الافتراضي ضمن القصة ولا نتحدث هنا عن الشخوص الحققين الذين ربما بنيت القصة من واقع تجربتهم كونها قصة واقعية....فلا الدكتور زياد يتحدث عن الاشخاص الحقيقين ولا عن مجتمع الجزائر كون القاصة جزائرية ..ولا الاستاذ ياسر كذلك ولا اي مشارك في الورشة .... وانما الحديث كله يقتصر على شخوص القصة ومجتمع القصة لان للقصة عالمها وكيانها الخاص والذي قد يكون واقعي او متخيل او مزيج بين الاثنين.

قديم 03-13-2014, 12:10 PM
المشاركة 34
فاتحة الخير
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله


ما أدهشني فعلا في هذه المداخلات، أن حتى تلك السطور القليلة التي ساهمنا بها في - لن اقول نقد النص أو تحليله (وهنا أتحدث عن نفسي) بقدر ما حاولت التسلل إليه واقتناص صور وتعابير ساعدتني على إبداء رأيي البسيط - كانت هي الاخرى تحت المجهر و لم تسلم من عين الرقيب هههههههههه وهذا بجد اعجبني جدا، وفي نفس الوقت وضعني في الزاوية لن أقول ضيقة
( فرج الله عن أمتنا كل ضيق) بل سيجعلني أعيد قراءة ردودي على ضوء الأسئلة الجديدة التي ظهرت للأستاذ أيوب، وهنا أجد نفسي قد وفقت في قولي أنه نص عميق والذي مهما بحث المختصون فيه يبقى دائما يحمل الكثير.
شكرا لك أستاذ أيوب
سأعود لألتحق بالكوكبة فخففوا السير قليلا ههههههههههه

قديم 03-13-2014, 02:13 PM
المشاركة 35
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاستاذة مباركة
بخصوص ردك على مداخلات الدكتور زياد والاخ ياسر

اكرر بان الحديث هنا يقتصر على الشخوص في القصة وعلى المجتمع الافتراضي ضمن القصة ولا نتحدث هنا عن الشخوص الحققين الذين ربما بنيت القصة من واقع تجربتهم كونها قصة واقعية....فلا الدكتور زياد يتحدث عن الاشخاص الحقيقين ولا عن مجتمع الجزائر كون القاصة جزائرية ..ولا الاستاذ ياسر كذلك ولا اي مشارك في الورشة .... وانما الحديث كله يقتصر على شخوص القصة ومجتمع القصة لان للقصة عالمها وكيانها الخاص والذي قد يكون واقعي او متخيل او مزيج بين الاثنين ولو ان القصة مستوحاة من تجربة ذاتية او شخص قريب للقاص...

طبعا السبب وراء اختيار هذه القصة تحديدا للورشة هو انها اسطورية في لغتها وصورها وعميقة في معانيها وطرحها وتعالج موضوعا واقعيا ويمكن الحديث عن خصائص القصة من خلالها الى ما لا نهاية والغاية هو تعلم خواص القص الجميل من خلال الحوار والغاية نقد هذه المعزوفة تحديدا ...

تقولين " التناقض في البداية ، يا أستاذ ياسر علي، ليس وليد العشوائية أوالصدفة، إنما يدلل على صراع داخلي كابدته البطلة"...اتصور ان صاحب النص يكون عادة اقل الناس قدرة على النظر بموضوعية له واصدار احكام عليه لانه عمل على توليديه، ولذلك يكون دائما من الجميل ان نستمع لرأي الاخرين الذين يرون الامور بمنظار خبرتهم وتجاربهم الخاصة والاهم انهم ينظرون الي النص بموضوعية لا يمكن ان تتوفر لصاحبه مهما اجتهد في المحاولة..والغاية فقط من اجل ان نستنير برأيهم ولنا في نهاية المطاف ان نختار ونقول ما نشاء وكيف نشاء حتى لو اجمع الناس على عكس ما نرى...ولو ان جميس جويس استمع للنقاد لما كان لدينا الان نمط الكتابة المعروف بتيار الوعي stream of consciousness... لذلك نجد ان اختلاف وتمايز الاساليب هو الذي يأتي بجديد.

ايضا سيكون من الجميل ان نحصل على اجابات على اسئلتك المشروعة :
- أين يكمن الخلل الذي اشار اليه الاستاذ ياسر في مداخلته لكي نستشف خلاصة أنها غير كاملة؟
- وما الذي دفع الدكتور زياد للقول ان النص اقرب الى الخاطرة؟
- و إلى ماذا تحتاج القصة لتكون قصة كاملة، هل إلى حوار داخلي مثلا ؟ هل إلى نهاية مفتوحة ؟

هذه الاسئلة تضاف الى الاسئلة التي نطرحها ضمن الحوار وهذا العصف الذهني في هذه الورشة...

قديم 03-13-2014, 09:23 PM
المشاركة 36
فاتحة الخير
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة فاتحة الخير

كل الشكر على عودتك في هذه المداخلة الجديدة اتصور ان لديك الاستعداد والمعرفة للاشتغال على النصوص ونقدها بصورة ممتازة *

بل كل الشكر لك سيدي على ثقتك الكاملة

تصفين القصة بقولك" هذا النص العملاق وهو بالفعل كذلك سواء من الناحية التصويرية والأدبية وكذا الجمالية لهذا النص العميق والذي مهما بحث المختصون فيه يبقى دائما يحمل الكثير"...لكن الدكتور زياد يراه غير ذلك فهل لك ان تسهبي في توضيح اسباب اعتباره نصا عملاقا من النواحي الفنية وهل ترينه كذلك من ناحية البناء الفني ام فقط من حيث اللغة والتصوير ؟

عندما دخلت قصة ( أنت طالق) أول ما بهرني وشدني هو الأسلوب الرائع والصور البلاغية والتصويرية لحادثة الطلاق هذه، لكن القراءة الأولى كثيرا ما تكون غير مكتملة لذلك أتبعتها بثانية وثالثة، ساعتها ظهرت الحبكة الدرامية التي شيدت بها القصة، فهذا النص هو بناء متكامل من لغة راقية وعالية ومشاهد تصويرية دقيقة سلطت الضوء على أدق التفاصيل والحالة الجسدية التي تعبر عن الإعياء والكاهل المثقل بالأسى والحسرة على ما ألت إليه حياتها (توزع خطواتها على شارع المجهول)وكذا الحالة النفسي التي جسدتها بقولها (وقد استفردت بمخيلتها الهشة غربان الحيرة، تنعب في قفارها) يعني أن الكاتبة هنا الأستاذة امباركة حرصت على ان يكون القالب الدرامي مكتمل من جميع النواحي، فكثيرا من القصص المأساوية تركز الحالة النفسية والداخلية للبطل، رغم أن الحالة الخارجية أو الجسد وما يبرزه من حركات وتأوهات هي ايضا ضرورية لاكتمال الصورة.

وتقولين " بالنسبة لي أرى كقارئة بعين القارئة البسيطة وليس المتخصصة، أن الكاتبة اتخذت منحى ما يسمى ب"الفلاش باك" السؤال هل نجحت في استخدام هذا التكنيك وبما لا يؤثر على بناء الحبكة وتسلسل الحدث؟

لا اخفي عنك أنني من أشد المعجبين بكتاب ( الفلاش باك) وهذه الكتابة ليست سهلة، صحيح أنها تقدم لك بعض مشاهد النهاية على طبق من ذهب.
لكن من قال أن النهاية هي الأكثر أهمية في القصص فالمضمون الذي يلي معرفة النهاية مهم أكثر، وأهميته تكمن في براعة القاص في شد انتباه القارئ وجعله ينهي قراءة النص رغم معرفته بما سيحدث في آخر القصة. فطريقة تركيب الأحداث وتفصيل المشاهد وصعود "تيرموميتر "الحبكة الدرامية قد تؤدي إلى حبس الانفاس والتوتر وشتى الأحاسيس التي تنبعث من القارئ من خلال تجاوبه مع أحداث القصة بغض النظر عن نهايتها، هي قمة ما يصل إليه القارئ من استمتاع وتواصل مع بطل أو ابطال القصة

تقولين " والكاتبة هنا لم تخرج عن منطق الواقع"....اذا القصة معزوفة واقعية وربما ان هذه نقطة القوة الاهم في النص حيث يحاكي النص الواقع ولذلك يكون بالغ الاثر في المتلقي.

مهما صورت لنا القصص من مشاهد تخيلية ومهما صاغتها ولونتها بألوان تصويرية وفنية جميلة يبقى الواقع أعظم قصة نعيشها ونسمعها

وتقولين " إلا أن الكاتبة صورت لنا أروع صورة للمطلقة العربية، وهي الحيرة والتفكير في المجهول والتذبذب والصراع الداخلي حول إطلاق صرخة التحرر أو التقوقع داخل هوان الطلاق.
وهنا تكمن روعة النص" اذا ان تعتقدين انها نجحت ايما نجاح في بناء شخصية البطلة وتمكنت من جعلها شخصية دائرية round figure ؟

المطلقة العربية دائما ما يكون طلاقها مأساويا حتى لو هي من اختارت هذا الطلاق نظرا لنظرة المجتمع المشوهة للمرأة المطلقة وكذا ألأرملة وكأن الزوج هو الحامي المطلق للمرأة في الصورتين وكأنه هو من ينفث فيها الأخلاق الفاضلة ويغرس فيها الحياء والبعد عن الرذيلة.
فدائما ما تحظى المطلقة والأرملة على حد سواء من سوء الفهم لتصرفاتها بل تراها دائمة الخوف من الآخر ومن نظراته...

وتقولين " من ناحية المحسنات أرى أن النص كله عبارة عن صور إبداعية وجمل بلاغية وأسلوب غاية في العطاء الأدبي والشموخ التصويري، حيث ارتوى وشرب من شتى ينابيع الإبداع الحسي واللفظي " أنا شخصيا اتفق معك في هذا لكن ماذا تقولين في من يرى بأن ذلك اثر على جودة البناء السردي فكان النص اقرب الى الخاطرة؟

بصراحة لا أعرف كيف ستؤثر الصور الإبداعية والفنية التصويرية للنص في جودة بنائه السردي، فما افهمه أنا عن القصة انها كل هذه المؤثرات الهيكلية والحسية مجتمعة، كما وجود مكان وزمان وديكور صنع بإحكام لاحتواء أي عمل قصصي.

وتقولين "شيء اخير لو سمحت لي وهو اختيارك لعنوان " خناجر الألم" في رأيي أن هذا العنوان أيضا يلمح لمضمون النص وهو وجود ألم من البداية للنهاية، وربما عنوان " دوامة" سيكون الأقرب لمعانات بطلة قصتنا، أو ربما " تيه" "الضحية"...السؤال هو ما الغاية من العنوان ؟

يقولون أن الجواب يفهم من عنوانه، لكن بالنسبة للقصة ليس من الضروري أن يكون العنوان عاكسا لما يحتوي عليه نص القصة، بل ربما يكون نقطة فقط من نقاط ما يدور من أحداث أو ربما يكون مبهما لا يفهم إلا في نهاية القصة وربما يظهر الفكرة الأساسية للنص ويترك التشويق في التفاصيل المصاحبة للفكرة الرئيسية.

وتقولين "ربما سأسبق زمن التحليل، وأنوه بشدة على القفلة البارعة التي ولدت من رحم المآسي والتي أرى فيها بنظرتي المتواضعة لهذا النص العملاق، إرتماء الضحية في حضن الأم وكأن الكاتبة تريد أن تفتح لنا فجوة ولو ضيقة من ضوء وأمل في نهاية النص." لكن السؤال هو هل هذه النهاية الافضل من الناحية الفنية؟

لا أستطيع أن أقول أن هذه النهاية هي الأفضل، فأي عمل وكيف ما كان يبقى ما خفي ولم يدرج فيه هو الأفضل. لكن النهايات التي ترسم علامات استفهام، هي نهايات جيدة لأنها تجعل كل قارئ يرسم نهاية تليق بما وصل إليه من فهم وإدراك للقصة حيث يصبح القارئ ليس مجرد متلقي بل ايضا فاعلا في القصة.


شكرا لك استاذة فاتحة الخير

كل الشكر لك سيدي، وممتنة كثيرة بنعتي بالأستاذة رغم أنني أرى نفسي تلميذة في حضرة الكبار.

قديم 03-14-2014, 04:37 PM
المشاركة 37
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
شكرًا استاذة ريم على استاجبتك لدعوتي للمشاركة في ورشة العمل هذه وعلى المداخلة القيمة

تقولين " من حيث العنوان أرى أنه موفق جدا لأنه خلق نوعا من المفاجأة المطلوبة في القصة القصيرة بغرض إدهاش القارىء و كسر التوقع فعنوان " أنت طالق" يستدعي إلى ذهن المتلقي حكاية من البؤس و تبعات الطلاق و آثاره و الظلم الواقع على المرأة من خلاله لكن تفاجئنا الأستاذة مباركة بأن الطلاق إشراقة جديدة " ...
لكن الا ترين بان العنوان كشف المحتوى مبكرا واثر على الدافعية لمتابعة القراءة حيث يجد المتلقي نفسة يسال عند قراءة العنوان اي جديد يمكن ان تحتويه قصة تتحدث عن الطلاق ؟ صحيح ان الاشراقة تمثل لحظة انقلاب ربما هي غير معتادة لكن هل أوفت بالغرض؟

وتقولين " حفل النص بالكثير من الصور و التخييل و أعتقد أنه أرهق النص في بعص مفاصله و أعاق حركته مع أن هذه الصور نفسها في جنس أدبي آخر ستكون بديعة جدا كالشعر و الخاطرة مثلا " ...
ماذا تقصدين باعاقة حركة النص؟ وهل تتفقين بهذا القول مع د زياد والاستاذ ياسر بان النص اقرب الى الخاطرة ؟ الا تعتبر اللغة الشعرية احدى ميزات القصة القصيرة الناجحة ؟ ثم الا ترين بان النص يحتوى على كافة عناصر القصة القصيرة ؟

قديم 03-15-2014, 01:11 AM
المشاركة 38
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


بداية أعتذر للأشخاص الحقيقيين الذين انبنى النص على بعض تصرفاتهم و سيرهم و هذا أضعف الإيمان ، فالكتابة المستندة إلى أحداث واقيعية هي أصعب أنواع الكتابة ، إذ تتقلص مساحة التخيل ، و تدخل الرقابة الذاتية على عملية البناء و تكبل حرية التصرف بقيود الحدث ، و شخصيا لدي بعض المحاولات في هذا الأدب لكن لا أظنها يوما سترى النور لاعتبارات شتى ، ربما في العمل الروائي يمكن صياغة عمل واقعي وسيرة ذاتية نظرا لما تتيحه الصفحات من الاستطراد لجعل الشخصية قريبة من الجمهور و تجعل تصرفاتها مقبولة و لا يلفها الغموض .

و لكن بما أن هذه ورشة يقصد منها أساسا دراسة النص و الوقوف على سبب نجاحه أولا ثم الانطلاق منه لمعرفة أو تلمس ما يجعل النص القصصي موفقا ، و ما هي الأشياء التي تزيد من متانة العمل الإبداعي و تبوئه مكانة رفيعة فلا بأس من مواصلة قراءة هذا العمل ، و اعتباره عملا متخيلا و لو افتراضا .

من حيث نجاح النص فربما الكل يجمع أن نقطة القوة فيه هي اللغة و الصور الشعرية التي يحملها إضافة طبعا لما ذكره الأستاذ أيوب حول حركية النص و استحضار الحواس ، والتضاد ، وغيرها من المحسنات التي برعت الأستاذة مباركة بشير أحمد في صياغتها ، وهذا لن يتأتى إلا لأديب متمرس ماسك بناصية اللغة ، قادر على توظيف ألفاظها في متواليات زخرفية متناسقة ، بارع في توظيف الانزياح الدلالي و استدعاء استعارات مبتكرة ، يبصم بها خصوصيته الأدبية كماركة مسجلة باسمه .
وهذا لا يمنع أيضا من الوقوف عند نواقص النص التي يمكن أن يشتغل عليها الكاتب عامة لترفع من جودة بناء القصة ، لذلك ارتأيت أن أضع هنا بعض الملاحظات التي أراها نالت من النص و قضت استرخاءه على عرش الجودة . هذا طبعا في نظري المتواضع .

ـ ربما أن سلبية بطلة النص لا تحتاج إلى مزيد من الشرح ، فكونها لم تأت بفعل يقوي تواجدها في النص فلافاعليتها جعلت النص لا يشع بالحياة ، السلبية هنا ليست بمعناها الأخلاقي بل بمعناها الحركي فربما لو قلنا أنها استقلت سيارة أجرة و بادلت المارة التحية و غيرها من الأحداث لكانت حياتها فعلية .
ـ المقدمة أو مدخل النص لم تساعد النص وليس فيها صراع حقيقي ، بل محاولة على احتشام لإظهار الصراع ، فلربما لو خرجت البطلة من بيتها واستقرأت العالم حولها وأحست بولادة جديدة و بعد ذلك جاءها الشعور بالحيرة و هي تخطو نحو المجهول لكان الصراع واضحا .
ـ هناك سيطرة الفلاش باك على القصة دون أن تنتفض البطله و تستعيد اشراقتها و تقتنع بوضعها الحاضر ، كأنها فقط تسترجع الماضي لتبرر عجزها الحالي .

هذه نقاط سبق الإشارة إليها والآن أدخل إلى صلب البناء :

كان لايزال ربيع عمرها يدرج على سلالم النضوج الأنثوي، تلك الفاتنة، عندما تقاطرشهد السعادة من أنفاسها الملتهبة شوقا للقاء.

اللقاء هنا كلمة غريبة في هذه الجملة ، هل هو لقاء النضج أم لقاء الحبيب ، وكان الأحرى هنا توضيح هذا اللقاء ، أو لقاء بمعنى الزواج، والنضوج الانثوي هنا ثقيل يمكن اسبداله بكلمة الرشد .
نبيل....!عطرُ كلماته ها قد انفتحت قارورته المنسية في ثنايا الذاكرة، واقتحم أسوارها دون استئذان، لتجد نفسها منغرسة به طريقا ترامت مسافاته، ، وتعسَرت قراءة عناوين محطاته.

ربما كلمة نبيل مستقلة ومتبوعة بفراغ و علامة تعجب ، أعطت قيمة لهذه الشخصية ، لكن أن يغيب الحبيب عن ذاكرة امرأة وهي تعاني ظروف قاهرة في حياتها الزوجية ربما شيء يبدو غريبا بعض الشيء ، تعسرت عناوين محطاته زرعت الغموض في الجملة بعد أن كانت واضحة الانشراح .

ها هو ذا طيفه ينبعث من ردحات الماضي البعيد، ليغشى عينيها الناعستين، ويهرق الأمل صوب دواخلها المرتعشة، ويذكّرها بالوعد الذي كتب صحيفة بقائه السّرمدي بدماء قلبه النابض حبا وألما:
"رحمة ... مستحيل أن يأخذك غيري....مستحيل...!!"

التكرار يفيد التوكيد و هذا إصرار على عدم تذكر نبيل إلا في ذلك اليوم . ربما الاسم له دلالة جميلة بكونه يحمل معنى النبل ، لكن لا حدث في النص يبين هذا النبل بل هناك استسلام كامل و ربما الجملة الموالية بينت ذلك أكثر .

تلك كانت رواسب زفرات اشتعلت بها نيران غيرة هوجاء، حيال ما اكتشف المتيم أن حبيبته، وضياء عينيه، سينتشلها من بين يديه آخر، وأن لافتات الفراق ستُعلى هاماتها قريبا، في حين تتوارى الأحاسيس النازفة حرقة و ولها، وتركل بعيدا أمانيها على رصيف الأوهام، بقدم سلطة والدها، الذي أقسم أن زواجها سيتم ذات ليلة كُسرت فيها آخر الفوانيس للقيا الحبيب، واستبدلت بدخان خانق.

لا يزال اللقاء هنا غريبا هل هو لقاء تشكو فيه لحبيبها قرار الأب فقد حدث أم هو الزواج . ينتشلها هنا أعطيت دلالة النشل و السرقة و النزع ، لست أدري إن كانت قد استطاعت تحمل هذا الدلالة ، و خاصة لكونها موزونة صرفيا على الافتعال و لصق بها معنى الإيجابية في الاستعمال وهناك انتقال من هو إلى هي بشكل غير مريح .

ليلة فيها تبعثرت الرؤى، وتلعثمت خطى المشاعر، وانسدل ستار أسود معلنا عن النهاية، تحت وقع الدفوف، و زغاريد النساء، عندما زرعوها بذرة ورد غريبة بأرض تمادت مساحات جفافها وتعذر عليها استنشاق الهواء عبر مساماتها الضيقة، أين اجتثت جذور كرامتها وألقي بوريقاتها ذاوية في المتاهات
بين عشية وضحاها، أمست تلك الحورية الجميلة خادمة البيت، وجارية السيد العظيم.
شكواها لوالدتها لم تكن لتغير مستحيلا، أو تعبث بالتواءات خط رسمته لحياتها يد الجبروت..!
شريط من الأحداث السوداء توالت حلقات مسلسله، ناشبة أظافرهاعلى شجيرة عمرها الأخضر، وكاتمة على أنفاسها حدّ الهذيان .
- متى؟ كيف؟ هل من سبيل؟ تساءلت بمرارة، ورفعت راية الإحتجاج بصمت، إلى أن أغمي على أفكارها، وأعلنت الإستقالة من عالم الأحياء...!


رغم الرفض المطلق ربما كانت هناك محاولة للتأقلم مع الوضع الجديد و هنا يمكن زرع فعالية البطلة . و ليس فقط مجرد الاستفسار ؟


ثلاث سنوات مضت، تجدولت معاييرها بمسطرة الأنانية، والذكورة الضاربة جذورها في دركات التيه والغطرسة!
والدها الذي استحوذ على تأشيرة التحكم بقراراتها، لأنها ابنته من لحمه ودمه، ومضى يسخّن طبل عجرفته على جمر تأوهاتها ودمع التوسل الملتهب على وجنتيها، وزوجها "الحاج معمر" أحمق،و بخيل ، .قد نُسجت طباعه بغزل القسوة والتعنت...وله من النساء ثلاث...إلى أن سقطت منهارة لا تدرك لأبجديات واقعها الميؤوس منه أدنى التفاتة أو مفهوم صواب..!
وكم ذا تأفف واستشاط غضبا لمنظرها وهي تذوب على فراش المرض كقطعة سكر في بركة ماء، إلى أن تداركته إشراقة شمس دافئة، وهو يلقي بشحنة سخطه اللاذعة في مغاور صدرها، أفعى قاتلة، مربوط بذنبها خيط النجاة:
-"أف... لقد سئمت منك ومن مرضك هذا الذي لا ينتهي أبدا ..أنت طالق...
- طالق .!!؟؟
لم تكن هذه الكلمة ولاريب، إلاَ نسمة من شواطئ الأمل اخترقت جدار العتمة أخيرا، وخلّفت في زواياها المنحنية فوهة،بعثرت من خلالها أشواك المآسي ، ورشّت على عنفوانها الكاسر ترياق الطمأنينة بخاطرها. لم تدر كم من الوقت ارتشفته الدقائق المترامية خلفها، كما حبات خرز ملساء انقطع سلكها فجأة في حضن الزمان.


في هذه الفقرة هناك عودة إلى الأب في الغالب لا يقدم إضافة ، ليغلق النص عند كلمة أنت طالق تفاديا لتكرار حيرة المقدمة أو الاستغناء عن المقدمة ، وربما لإنعاش الفقرة يمكن تطعيمها بحوار من نوع ما منه يمكن استجلاء شخصية الزوج لانتشال النص من التقريرية و كسر رتابة السرد .


وشكرا للجميع



قديم 03-15-2014, 04:23 PM
المشاركة 39
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الأستاذ ياسر

تقول في مداخلتك بتاريخ 12/3/2014 : " رجوعا إلى المقدمة التي تعتبر مفتاح النص الإبداعي، فهي في المجمل تبين الحالة النفسية للبطلة ليأتي باقي القصة كتبرير لهذه الحالة النفسية كعقدة تحتاج إلى الحل وهذا ما جعل النص قريبا من الخاطرة... فالمقدمة لم تفتح النص على حدث معين.....والقصة تبنى بأحداث حقيقية يقوم بها البطل آنيا، و الفلاش باك مجرد استكمال للصورة و تفسير لتصرفات البطل" ....

- كأنك تقول في هذه المداخلة بأنه لا يوجد حدث في النص وان النص اقرب إلى الخاطرة لغياب الحدث ..فهل ذلك صحيح ..دعونا ندقق في المقدمة أكثر والنص ككل فماذا نجد؟

في الواقع نجد أن النص يروى لنا حدثا جلي الإبعاد ويتمحور حول ما حصل للبطلة ... فها هي تحمل حقائبها بعد أن وقع عليها الطلاق حيث طلقها زوجها العجوز كما يتبين لنا لاحقا وبذلك دخلت لائحة المطلقات لأنها أصبحت تحمل وشم الطلاق، والوشم عادة ما يستخدم لتمييز مجموعة من الأفراد عن غيرهم من الناس.


ونجد أن بطلة النص سارت بعد حصول الطلاق في دربين ربما متوازيين:


الدرب الأول: درب حقيقي وهو ذهابها إلى منزل والدتها لترتمي في حضن أمها التي يبدو أنها هي بدورها كانت قد وشمت بالطلاق أيضا...

والدرب الثاني: سير افتراضي في شارع المجهول... وفي ذلك كناية على الحالة النفسية التي وجدت البطلة نفسها فيها بعد حصول الطلاق وكنتيجة لما يصيب المرأة في المجتمع الشرقي...فالطلاق مثل نهاية الحياة الزوجية مع ذلك العجوز والذي هو بمثابة طريق مسدود وبذلك كان أيضا من الناحية النفسية وكأنه ارتماء في حضن المجهول..

وفي هذا الطريق الافتراضي الذهني شعرت البطلة بالحيرة والخوف والارتباك ( حيث استفردت في مخيلتها غربان الحيرة تنعب في قفارها ) لكنها ورغما مما أصابها وبهدف إيجاد مبرر نفسي يدفعها إلى الاستمرار (أخذت البطلة تقلب حجارة الواقع تبحث خلف جمودها عن ثورة عشق لم تكتمل) ..تلك هي قصتها مع الشاب نبيل ...

هنا وعند تلك اللحظة تروي لنا القاصة قصة البطلة مع ذلك الـ (نبيل) باستخدام تكنيك الفلاش باك حيث تعيدنا إلى الماضي وتروي لنا الذي حدث قبل الزواج ونجد انه وبمجرد أنها تذكرت حبيبها هذا ( نبيل ) انبعث الأمل في ثنايا الذاكرة، وغشي طيفيه عينيها الناعستين... وذلك بمجرد أن تذكرت البطلة كلماته ( عطر كلماته ها قد انفتحت قارورته ) حينما صاح باستحالة أن يتزوجها احد غيره ( نبيل....! عطرُ كلماته ها قد انفتحت قارورته المنسية في ثنايا الذاكرة، واقتحم أسوارها دون استأذان، لتجد نفسها منغرسة به طريقا ترامت مسافاته، وتعسَرت قراءة عناوين محطاته. ها هو ذا طيفه ينبعث من ردحات الماضي البعيد، ليغشى عينيها الناعستين، ويهرق الأمل صوب دواخلها المرتعشة، ويذكّرها بالوعد الذي كتب صحيفة بقائه السّرمدي بدماء قلبه النابض حبا وألما) ...

ثم تكمل القاصة رواية ما جرى للبطلة بعد ذلك اللقاء فتخبرنا بأنه وعلى الرغم من تمسك نبيل بها وغيرته الملتهبة عليها لكنها تزوجت ذلك العجوز وحسب مشيئة والدها ( بقدم سطلة والدها الذي اقسم ان زواجها يتم ذات ليلة كسرت فيها آخر الفوانيس للقيا الحبيب ) حيث انقطعت في تلك الليلة عن لقاء الحبيب ( نبيل)، ودخلت نفق الحياة الزوجية مع ذلك العجوز والتي شبهتها القاصة بدخان خانق...والذي زاد حدة قسوتها أن نهاية علاقتها من الحبيب حدثت في نفس ليلة زواجها وحيث انتهت قصة حبها تحت وقع الدفوف وزغاريد النساء ..فكان ذلك الزواج من العجوز أشبه بـ (بذرة ورد غريبة زرعت بارض تمادت مساحاتها جفافا وتعذر عليها استنشاق الهواء عبر مساماتها الضيقة ) وفي ذلك وصف للحالة النفسية الرهيبة التي أصبحت عليها البطلة...وما اجمله من وصف وتصوير...

وتخبرنا القاصة بعد ذلك عن طبيعة الحياة الزوجية حيث ( اصبحت خادمة البيت وجارية السيد العظيم)..وكان خروجها من تلك الحياة الكارثية مستحيلا كما ان شكواها لوالدتها لم يغير شيئا ثم توالت في حياتها سلسلة من الأحداث السوداء ( كمسلسل توالت حلقاته) ولم يكن بوسعها عمل شيء سوى رفع راية الاحتجاج الصامت ..ثم جاء مرضها ( واستقالتها من عالم الاحياء) كنوع من الاحتجاج الإضافي على واقعها المرير وقد استمرت في تلك الحياة ثلاث سنوات حتى جاء اليوم الذي استشاط فيه ذلك الزوج العجوز ( استشاط غضبا لمنظرها وهي تذوب في فراش المرض كقطعة سكر في بركة ماء ) فاسقط عليها الطلاق...


فكانت كلمة الطلاق (مثل نسمة هبت عليها من شواطئ الأمل) ...اخترقت (جدار العتمة) التي كانت تلفها فتبعثرت أشواك المآسي وشعرت هي بالطمأنينة ...

وبعد الطلاق نجدها قد سارت والأمل يملأ قلبها إلى منزل والدتها والتي عرفت لمجرد رؤيتها بمأساة الطلاق... وربما لانها هي نفسها كانت قد اختبرته او لان الطلاق أشبه بالوشم وهو يفضح مكنونات القلب والنفس...

وعلى الرغم من كل شيء وخلال لحظات انجذبت نحو أمها بمغناطيس الأمومة وهنا يكتمل الحدث...لكننا لا نعرف اين سوف تسير الامور فالنهاية الحقيقة تظل مفتوحة على كل الاحتمالات...

إذا :
- لدينا حدث متكامل له بداية ونهاية والحكاية كلها تروي لنا قصة فتاة أحبت شابا اسمه نبيل انفصلت عنه لتتزوج من رجل عجوز بأمر والدها عاشت معه حياة مريرة لمدة ثلاث سنوات وانتهى زواجها بالطلاق فعادت إلى منزل والدتها...وهذه حبكة مكتملة الأركان على الرغم من الأسلوب الذي استخدمته القاصة في رواية الحدث حيث بدأت من حيث يجب أن تنتهي أي أنها قدمت النهاية ثم روت لنا مجريات القصة لتكتمل الحبكة وربما أنها نجحت في هذا الأسلوب من جعل الحدث نفسه أكثر أهمية من النهاية ( الطلاق ) التي جاءت في المقدمة...

- البطلة ليست سلبية إلى ذلك الحد... صحيح أنها تعايشت مع زواج لا يحتمل لمدة ثلاث سنوات لكنها من ناحية اخرى تمارضت وصمتت فكان ذلك بمثابة حرب استنزاف شرسة تشنها ضد زوجها العجوز التي أجبرت على الزواج منه وحولها إلى خادمة وما الى ذلك... حرب استخدمت فيها سلاحي الصمت والمرض,,,, وقد أثمرت مقاومتها السلبية تلك بل حربها الشرسة في نهاية المطاف فدفعته لطلاقها بعد أن أعياه مرضها ..

- ما أن وجدت نفسها في لحظة ما بعد الطلاق حتى أخذت تبحث في ثنايا الذاكرة عن حبيبها الذي كان وبما يبعث في نفسها الأمل للاستمرار..وانطلقت نحو منزل والدتها ...

قصة رائعة بحق..ومخيلة عجيبة... ووصف وتصوير استثنائي شديد الابهار...يبدو سهلا لكنه ممتنع حتما...

قديم 03-16-2014, 12:16 PM
المشاركة 40
مباركة بشير أحمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
يقول الأستاذ ياسر علي :
بداية أعتذر للأشخاص الحقيقيين الذين انبنى النص على بعض تصرفاتهم و سيرهم و هذا أضعف الإيمان ، فالكتابة المستندة إلى أحداث واقيعية هي أصعب أنواع الكتابة ، إذ تتقلص مساحة التخيل ، و تدخل الرقابة الذاتية على عملية البناء و تكبل حرية التصرف بقيود الحدث ، و شخصيا لدي بعض المحاولات في هذا الأدب لكن لا أظنها يوما سترى النور لاعتبارات شتى ، ربما في العمل الروائي يمكن صياغة عمل واقعي وسيرة ذاتية نظرا لما تتيحه الصفحات من الاستطراد لجعل الشخصية قريبة من الجمهور و تجعل تصرفاتها مقبولة و لا يلفها الغموض .

وبداية أقول يا أستاذ ياسر علي : الواقع لا يقيَد الإبداع إنما يزيده مصداقية ،لأن خيال الإنسان مهما اتسع فلابد للضيق أن يثني بعضا من سيرورته ، واعتماد الكاتب " القاص" على الواقع ،ليس يعني أن خياله سيأخذ عطلة عن الإبداع ،وإلا فما الفرق بينه والصحفي ،ناقل الخبر بعين الكاميرا ؟
الله عزوجل يقص لنا أحسن القصص التي جرت على أرض الواقع ،لكن بأسلوب نوراني ،له أثره الجذاب في نفسية القارئ . ثم مارأيك في لوحة "الموناليزا" مثلا ، أليست ملامحها مجتثة من الواقع ؟ وفرضا لو ،مصورة تلك المرأة بآلة تصوير ،هل كانت ستنال أكبر قدر من الإعجاب ،رغم تعاقب الأجيال ؟



كان لايزال ربيع عمرها يدرج على سلالم النضوج الأنثوي، تلك الفاتنة، عندما تقاطرشهد السعادة من أنفاسها الملتهبة شوقا للقاء.

اللقاء هنا كلمة غريبة في هذه الجملة ، هل هو لقاء النضج أم لقاء الحبيب ، وكان الأحرى هنا توضيح هذا اللقاء ، أو لقاء بمعنى الزواج، والنضوج الانثوي هنا ثقيل يمكن اسبداله بكلمة الرشد


لقاء الحبيب طبعا . لكن المفهوم الذي يجذب خلفة الدهشة أجده ،أكثر تأثيرا .نعم يتساءل القارئ : لقاء من ؟ لكن بمجرد أن أذكر اسم نبيل ،تكتمل الصورة في ذهنه ،ثم أن الإنسان إلى من يشتاق ؟ إلى عدوَه مثلا ؟
ولماذا ترى ان كلمة نضوج أنثوي ،معنا ثقيلا ؟ فهي ليست بالطفلة ،التي لاتدرك معنى للحب ولا للهفة ،وليست في سن رشد ،فمابينهما ،أي في سن تتأرجح مابين الطفولة والنضج ،أقول الأنثوي ،وليس الفكري ،فالفتاة في هذه السن تغلب عليها العاطفة ،وإذا احبَت ،تكون شعلة من الوله ، والشوق إلى لقاء الحبيب ،يصل إلى أعلى درجاته – الحب الأول


نبيل....!عطرُ كلماته ها قد انفتحت قارورته المنسية في ثنايا الذاكرة، واقتحم أسوارها دون استئذان، لتجد نفسها منغرسة به طريقا ترامت مسافاته، ، وتعسَرت قراءة عناوين محطاته.

ربما كلمة نبيل مستقلة ومتبوعة بفراغ و علامة تعجب ، أعطت قيمة لهذه الشخصية ، لكن أن يغيب الحبيب عن ذاكرة امرأة وهي تعاني ظروف قاهرة في حياتها الزوجية ربما شيء يبدو غريبا بعض الشيء ، تعسرت عناوين محطاته زرعت الغموض في الجملة بعد أن كانت واضحة الانشراح .


نعم تغيب ذكرى الحبيب بالتجاهل ،ومحاولة النسيان ،ويزيدها القهر أو حب الزوج ،بعدا ،فكم من امرأة أحبت قبل زواجها ،ثم نسيت علاقتها مع حبيبها ، لكن ذكرى الحبيب تستيقظ أطيافها النائمة ،في حالة ما إذا توفرت الظروف المساعدة لاسترجاع الذكرى ، فالشابة المطلقة ، وفي طريقها إلى بيت والدتها ،أكيد أن الأماكن التي مرَت بها ،قذ ذكَرتها بحبيبها الغائب ،فقد يكون جارها مثلا ،ابن الحي الذي كانت تقطن فيه ،أوحتى غريبا عن ذلك الحي ،لكن اللقاء ،على مقربة من بيت اهلها ....ثم وباعتباره أول حبيب ،لابد أنها في تلك الحالة النفسية العصيبة ،كانت بحاجة إليه يكفف دمعها ،ويربَت على كتفها بحنان –أتحدث هنا عن الحب العذري-. .

ها هو ذا طيفه ينبعث من ردحات الماضي البعيد، ليغشى عينيها الناعستين، ويهرق الأمل صوب دواخلها المرتعشة، ويذكّرها بالوعد الذي كتب صحيفة بقائه السّرمدي بدماء قلبه النابض حبا وألما:
"رحمة ... مستحيل أن يأخذك غيري....مستحيل...!!"

التكرار يفيد التوكيد و هذا إصرار على عدم تذكر نبيل إلا في ذلك اليوم . ربما الاسم له دلالة جميلة بكونه يحمل معنى النبل ، لكن لا حدث في النص يبين هذا النبل بل هناك استسلام كامل و ربما الجملة الموالية بينت ذلك أكثر .

، أما عن اسم نبيل ،فلقد فرض نفسه في القصة ،بغير تدبير منَي ،و الأسماء ليس بالضرورة تدلل على أصحابها ،فكم من رجل اسمه محمد ،ولكنَه أبو جهل بسلوكاته المشينة. فلاتهتم كثيرا بتحليل معاني الأسماء

[color="navy"]تلك كانت رواسب زفرات اشتعلت بها نيران غيرة هوجاء، حيال ما اكتشف المتيم أن حبيبته، وضياء عينيه، سينتشلها من بين يديه آخر، وأن لافتات الفراق ستُعلى هاماتها قريبا، في حين تتوارى الأحاسيس النازفة حرقة و ولها، وتركل بعيدا أمانيها على رصيف الأوهام، بقدم سلطة والدها، الذي أقسم أن زواجها سيتم ذات ليلة كُسرت فيها آخر الفوانيس للقيا الحبيب، واستبدلت بدخان خانق.[/color]

لا يزال اللقاء هنا غريبا هل هو لقاء تشكو فيه لحبيبها قرار الأب فقد حدث أم هو الزواج . ينتشلها هنا أعطيت دلالة النشل و السرقة و النزع ، لست أدري إن كانت قد استطاعت تحمل هذا الدلالة ، و خاصة لكونها موزونة صرفيا على الافتعال و لصق بها معنى الإيجابية في الاستعمال وهناك انتقال من هو إلى هي بشكل غير مريح .

،لن تلتقى حبيبها ،فهذا يعني ،القضاء عليها ،سواء أشتكت إليه فعلة والدها بها ، أواكتفت بالنظر إليه باكية ،ومن شرب كأس الحب المرَ ،يدرك تماما ،مامعنى أن يُمنع الحبيب عن لقاء حبيبه .ينتشلها من بين يديه آخر ،بمعنى يسرقها منه ،أولانُسمي المرأة التي تأخذ زوج غيرها " خطافة الرجال "هههه


ليلة فيها تبعثرت الرؤى، وتلعثمت خطى المشاعر، وانسدل ستار أسود معلنا عن النهاية، تحت وقع الدفوف، و زغاريد النساء، عندما زرعوها بذرة ورد غريبة بأرض تمادت مساحات جفافها وتعذر عليها استنشاق الهواء عبر مساماتها الضيقة، أين اجتثت جذور كرامتها وألقي بوريقاتها ذاوية في المتاهات
بين عشية وضحاها، أمست تلك الحورية الجميلة خادمة البيت، وجارية السيد العظيم.
شكواها لوالدتها لم تكن لتغير مستحيلا، أو تعبث بالتواءات خط رسمته لحياتها يد الجبروت..!
شريط من الأحداث السوداء توالت حلقات مسلسله، ناشبة أظافرهاعلى شجيرة عمرها الأخضر، وكاتمة على أنفاسها حدّ الهذيان .
- متى؟ كيف؟ هل من سبيل؟ تساءلت بمرارة، ورفعت راية الإحتجاج بصمت، إلى أن أغمي على أفكارها، وأعلنت الإستقالة من عالم الأحياء...!


رغم الرفض المطلق ربما كانت هناك محاولة للتأقلم مع الوضع الجديد و هنا يمكن زرع فعالية البطلة . و ليس فقط مجرد الاستفسار ؟

رجل أحمق ،عجوز ،وله من النساء ثلاث ،حتى ولوحاولت التأقلم ،فالطرق أمامها مسدودة .فارق السن بينهما ، قسوته وجهله ،غيرة ضرائرها منها ...فهذه أشياء بديهية ،وإذا أضفينا عليها الخيال الإبداعي ، لن نستخلص إلا التشويه الذي سيؤثر سلبا على ملامح القصة. القارئ يفهم ذلك بالتأكيد ،فلماذا التوغل في الهوامش ؟ والقصة القصيرة لاتحتمل ،على عكس الرواية ،التي تستوجب التفصيل.

ثلاث سنوات مضت، تجدولت معاييرها بمسطرة الأنانية، والذكورة الضاربة جذورها في دركات التيه والغطرسة!
والدها الذي استحوذ على تأشيرة التحكم بقراراتها، لأنها ابنته من لحمه ودمه، ومضى يسخّن طبل عجرفته على جمر تأوهاتها ودمع التوسل الملتهب على وجنتيها، وزوجها "الحاج معمر" أحمق،و بخيل ، .قد نُسجت طباعه بغزل القسوة والتعنت...وله من النساء ثلاث...إلى أن سقطت منهارة لا تدرك لأبجديات واقعها الميؤوس منه أدنى التفاتة أو مفهوم صواب..!
وكم ذا تأفف واستشاط غضبا لمنظرها وهي تذوب على فراش المرض كقطعة سكر في بركة ماء، إلى أن تداركته إشراقة شمس دافئة، وهو يلقي بشحنة سخطه اللاذعة في مغاور صدرها، أفعى قاتلة، مربوط بذنبها خيط النجاة:
-"أف... لقد سئمت منك ومن مرضك هذا الذي لا ينتهي أبدا ..أنت طالق...
- طالق .!!؟؟

لم تكن هذه الكلمة ولاريب، إلاَ نسمة من شواطئ الأمل اخترقت جدار العتمة أخيرا، وخلّفت في زواياها المنحنية فوهة،بعثرت من خلالها أشواك المآسي ، ورشّت على عنفوانها الكاسر ترياق الطمأنينة بخاطرها. لم تدر كم من الوقت ارتشفته الدقائق المترامية خلفها، كما حبات خرز ملساء انقطع سلكها فجأة في حضن الزمان.


في هذه الفقرة هناك عودة إلى الأب في الغالب لا يقدم إضافة ، ليغلق النص عند كلمة أنت طالق تفاديا لتكرار حيرة المقدمة أو الاستغناء عن المقدمة ، وربما لإنعاش الفقرة يمكن تطعيمها بحوار من نوع ما منه يمكن استجلاء شخصية الزوج لانتشال النص من التقريرية و كسر رتابة السرد .


المرأة المطلقة ترجع إلى بيت والدها ،فلاغرابة ،لكن بدون هذا المشهد ، تعتبر القصة ناقصة ،والزوج هنا شخصية مهمشة ،لاترتكز عليها الأضواء ،يكفينا منه أن نطق بكلمة ،أنت طالق . وحتى شخصية الوالد ،قد ذابت شيئا فشيئا حتى تلاشت تماما ،لتشمل النهاية شخصيتين اثنتين ،الأم وابنتها ،ثم تذوب هاتين الشخصيتين ،كامراتين يائستين ، باكيتين ، وأركزُ في الأخير على وصف المجتمع بالتخلف،.

وشكرالك أستاذ ياسر علي ،على الحوار الماتع ،وشكرا للجميع .


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أنت طالق...!!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
* أنت طالق * محمد أبو الفضل سحبان منبر القصص والروايات والمسرح . 6 12-17-2021 04:40 PM
طالق بالثلاثة ناريمان الشريف منبر القصص والروايات والمسرح . 20 08-28-2021 02:32 AM

الساعة الآن 11:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.