احصائيات

الردود
4

المشاهدات
3921
 
أحمد النجار
مُـجـرّدُ إنسَـان

أحمد النجار is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
170

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Jun 2007

الاقامة

رقم العضوية
3671
04-02-2012, 11:55 PM
المشاركة 1
04-02-2012, 11:55 PM
المشاركة 1
Post ابقي مَعي ..
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


كان كثير الهروب من الأرضِ للبَحرِ عَبرَ التَمددِ لساعاتٍ على سَطحِ البَحر .!! يكرهُ المواجهة لا لأنه ضعيف ..بل لأنه يكرهُ أن يجرح كائناً منكان, يظلُ أشهراً يستجمع قواه للحياة في البر وينجحُ في ذلك ويخرج فيعاصرُالحياةَ وتعصره ...



فطيبته المُفرطة وحُسن نيته تجعل الأمور من حوله تتفاقمُ وتتعقد ُوتصلُ لنهاياتٍ مُغلقة فيهربُ إلى سطح الماء !!



ذات نهار وبعد جولة من جولاته الخاسرة في البر والتي ظل أشهراً يستجمع قواه لينتصر فيها عاد معصوراً لسطح البحر متألماً نازفاً, رمى بنفسه فوق سطح الماء رمية عنيفة , وظلَ يسبح ويسبح ولا يتوقف إلا ليخلع ( نظارة البحر) ليفرغها من دموعه !!


حتى ابتعد كثيراً عن الشاطئ فتوقف وأغمض عينيه وظل لوقتٍ طويلٍ ممدداً دون حراك حتى شعر بتحسن حالته فأقفل عائداً لمنطقة يرى فيها قاع البحر ...

ظل يسبح ببطء شديدٍ نحو الشاطئ وبدأ القاع يظهر له قليلاً قليلاً وماأن اتضحت الرؤية حتى رأى سمكة ضخمة تتحرك بعنف بجوار صخورٍ في القاع وكأنها عالقةٌ فيها !!!

استغربَ كيف تصُل سمكةٌ بهذه الضخامة إلى هذا المكان ؟!!
أخرج سكينه الحادة و ملأ رئتيه بالهواء ومال بجسده في الماء وبضربة من( زعانفه) كان بجوار السمكة , اقترب منها وكان توقعه صحيحاً فهي عالقةٌ بين الصخور... ففي فمها بقايا ( جَلبٍ ) لسنارة صيد ٍ تكشفُ أن صياداً هاوياً علقت السمكةُ بسنارته فلما قاومته قطعَ ( الجَلبَ ) وصلته بها !!! فلما مرت من عند الصخور عَلِقَ ( الجَلبُ ) بها ...
اقتربَ من السمكةِ وهي تزدادُحركةً ونفوراً وظَل يقتربُ ويقتربُ بحذرٍ شديدٍ جداً حتى اقتربَ بسكينه الحادة من جسدها واستطاع بكل مهارة واقتدار أن يقطع( الجلبَ) ويحررها, فانطلقت مبتعدة عنه وبكل سرعتها نحو العمقِ ولم تكلف نفسها حتى أن ترسل إليه ولو نظرة شكر !!! لكنه لم يغضب منها لأنه اعتاد هذه المواقف في البر كثيراً !!
شعر بسعادة بالغة وبراحة عميقة وكأنما هو من تحرر من الصخور

ورفع نفسه يريد السطح لكنه توقف فجأة فقد لمحَ شيئاً غريباً بين الصخور !!! , عاد لينظرَ بين الصخور.. فهل مايراه واقعاً أم أنه يحلم؟!!



ظل يحومُ حولَ الصخورِ ويُمعنُ النظرَ, وفي كل مرة يزداد دهشة وذهولاًواستغراباً فما رأه بين الصخور لم يره قط في حياته كلها!!



صعدَ إلى سطحِ الماء ليجدد الهواء في رئتيه وعاودَ الغوصَ ثانية إلى حيث الصخور و الدوران حولها والنظرفيما رأه بداخلها وقد سكنته الدهشةُ واستوطنهُ الذهول ..



قديم 04-02-2012, 11:56 PM
المشاركة 2
أحمد النجار
مُـجـرّدُ إنسَـان
  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة







فكر سريعاً واتخذ قراره وأعاد سكينه الحاد إلى غمده ودفع نفسه نحو السطح , فماذا لو مد يده نحو مارأه وأخرجه ثم جلبَ له المتاعبَ والمصاعبَ؟!!! فما لديه يُغنيه عن الجديد, ثم كيف وصل مارأه إلى هُنا؟!! وكيف وضِعَ بين الصخور بهذه الطريقة التي تدل على أن هناك من وضعه في ذلك المكان؟!!


عاد وتمدد على سطح الماء يُكمل التجول بناظريه في قاع البحرمتجهاً للشاطئ ليخرج من البحر ,أمتارٌ معدودة والتف مسرعاً عائداً لموقع الصخور , وماأن أصبح فوقها تماماً حتى انثنى مخترقاً الماء نحوها أمسك بصخرة كبيرة حتى لا يطفو للسطح مجدداً وظل يُمعن النظر في ذلك الشيء ,وفجأة مد يده داخل الصخور يريد أن يُخرج مارأه وماأن أدخل يده واقترب منه حتى شعر بألم عنيف يجتاح يده كلها ..!! ألمٌ كصعقة الكهرباء وأشد !! سحب يده بسرعة ودفع نفسه بقوة نحو السطح .. أزال( نظارة البحر) من على وجهه وأمسك يده المصابة فإذا بها قد أصبحت حمراء وبها نقاط سوداء كثيرة !! وتكاد تقتله من شدة الألم !!


ماحدث ليده كان كفيلاً بأن يجعل الكثير يصرفون النظر عما بين الصخور ولا يعاودون الكرة ثانية ..لكنه في البَحرِعنيدٌ وصعبُ المراس ولا يستسلم بسهولة وكلما أزداد الأمر صعوبة وتحدياً كلما أزدادعشقه له !!!




(( أين يذهبُ كل هذا في البر ومع البشر؟!! ))





اتجه ببصره وهو على سطح الماء إلى الشاطئ فحدد نقطة معينة وثابتة على الشاطئ ليحدد بها مكان الصخور ولما تحقق له ذلك خرج إلى الشاطئ ..لحظات و عاد إلى موقع الصخور وقد غطى ذراعه بغطاء من (( البلاستيك)) وانثنى مندفعاً نحو الصخوروأمسك بيده صخرة ثم أدخل اليد المغطاة بـ ((بالبلاستيك )) بين الصخور حتى وصلت إلى مارأه فوضع يده عليه وسحبه للخارج وأثناء ذلك لمح بين الصخور وفي نفس المكان قنديل بحرٍفعلم سرماأصاب يده في المرة الأولى فتبسم ونظر نحوه وكأنما يوجه إليه الحديث قائلاً في نفسه : بعد أذنك !!!!




واندفع عائداً على سطح الماء وسبح حتى وصل للشاطئ ومعه ماأخرجه واستقل سيارته عائداً إلى منزله, وضعَ ماأخرجه على المقعد المجاور له ثم ظل ينظر إليه باستغراب وتعجب !!!



مصباحٌ - كمصباح علاء الدين السحري - رائعٌ, تحفةٌ فنية , لم يرَ أجمل منه قط !!! كان وردي اللون محفور عليه زهور رائعة الشكل موزعة بطريقة رائعة أخاذة .., بصعوبة بالغة استطاع أن يُبعد عينيه عنه ويقود سيارته مسترقاً النظر للمصباح بين الفينة والفينة !!




دخل منزله حاملاً المصباحَ معه متجهاً إلى حجرته مباشرة وضع المصباح على مكتبه ورمى بنفسه على سريره ينظرُ للمصباح ...بعد فترة قال في نفسه ممازحاً : ماذا لو كان مصباحاً سحرياً أمسحُ عليه فيخرجُ منه ماردٌ جبار يقول لي بصوت جهور : ((شبيك لبيك طوع أمرك وبين يديك .. أمرك مجاب يامهاب ))



نظرَ إلى سقف حجرته وغرق في أحلام يقظة تدور حول هذاالمارد وماقد يطلبه منه!!

ثم نهض من على السريرِ متجهاً للمكتب وجلس على الكرسي وأخرج من درج مكتبه قطعة قُماشٍ ناعمة ورفع المصباح يريد تنظيفه وماأن بدأ بالمسح على المصباح بقطعة القماش حتى .......

قديم 04-02-2012, 11:57 PM
المشاركة 3
أحمد النجار
مُـجـرّدُ إنسَـان
  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


بدأ ضبابٌ كثيفٌ وردي اللون يخرج من فم المصباح ويملأ الحجرة عطرٌ رائعٌ أخاذ وماأن انقشع الضباب حتى رأى في حجرته فتاةً رائعة الجمال تنظر للأرض ولاتنبس ببنت شفة !!!


انتفض ورجع بكرسيه للخلف بسرعة و نهض على قدميه متجهاً نحو باب حجرته موجهاً الحديث للفتاة بصوت تملأه الدهشة ومزيجٌ من الخوف الاستغراب : من أنتِ ؟!!!



رفعت رأسها نحوه ونظرت إليه وقالت بصوتٍ عذبٍ :أنا التي أسألك من أنت ؟!!!
أخرجتني من بين الصخور رغم كل المصاعب والمخاطر ومسحت على المصباح حتى ظهرتُ لك وفي النهاية تسألني من أنتِ ؟!!
أجابها بصوت واضحٌ فيه عدم التصديق :نعم من أنتِ؟ !!!
أنا بشرٌ أعيش على الأرض ومثلي مليارات ولكن عندما يخرجٌ شخصٌ ما من مصباح كان بين صخورٍ في عمقِ البحر لابد أن نسأله من أنت ؟!! فمن أنتِ؟

أجابته : أنا مخلوقة من خلق الله ..فقاطعها قائلاً : تعيشُ في مصباح ؟!!!
أجابته: أمستغربٌ أنت من ذلك ؟!! قال : نعم ..

قالت : وأنا لاأجد موطن غرابة في كوني أعيش في مصباح ..

قال لها:كنتُ أظنُ أن قصص مصباح علاء الدين محض خرافات ولم أتوقع أنها قد تكون حقيقة في يومِ من الأيام !!


قالت: الآن علمت أنها حقيقة فمن أنت ؟ أجابها بصوت بدأ يُشحن بالغضب : بل من أنتِ ؟!!قالت : ولماذا أخرجتني من بين الصخور ولماذا مسحت على المصباح فأخرجتني منه إن كنت ستتوقف عند من أكون أنا ؟!!
قال : ما كنت أتوقع أنكِ موجودة في المصباح ..اعتقدته مجردمصباح رائع الشكل أخاذ أحببت أن اقتنيه فأخذته ..


قالت له : هل لو كنت تعلم أني في المصباح ماكنت أخرجتني من بين الصخور ؟ !!
سكت فترة ولم يعلم ماذايقول !!!
ثم عاود السؤال : بصوت جادٍ للغاية ونبرة توحي بنفاذ الصبر :من أنتِ ؟ قالت : أجبتك أنا مخلوقة من خلق الله ..فقال لها : وماذا تصنعين داخل المصباح ؟!!نظرت نحوه باستغراب وقالت :هل تعتقد أنه يحق لك أن تسألني مثل هذا السؤال ؟!!

قال : أقصد كيف أصبحتِ أسيرةالمصباح ؟


تبسمت ابتسامة عريضة وقالت له :كم أنت ذكي !! أنت تريد تذكيري بأنك أنقذت حياتي من عمق البحر ومن بين الصخور ومن داخل المصباح


..تبسم هو الآخر وشعر بنوع من الأمان والاطمئنان وقال لها :أليست هذه هي الحقيقة ؟!! أنا لاأمن عليكِ ولكن فعلاً هذا ماحدث , كنتِ أسيرة بين الصخور في أعماق البحر وفي مصباح وردي صغير وأنا من أخرجكِ من كل هذا ولولاي لكنتِ حتى اللحظة قابعةً بين الصخور في عُمقِ البحر في مصباح صغير الحجم لايستع حتى لفراشة !!


قالت: ومن قال لك أني كنت أسيرة المصباح ؟!! أنا فيه بكامل رغبتي ..


ضحك ضحكة عذبة وقال : وهذا ماكنت أريد معرفته وقد عرفته


...تبسمت ثم قالت له : استدرجتني حتى أجيبك على سؤالك ؟!!


وشَعرَ فجأة براحةٍ كتلك التي يشعرُ بها وهو على سَطحِ البَحرِ فقال : ليس بالضبط ..
أتأذنين لي بالجلوس ؟ قالت : هذه حجرتك وهذا منزلك أجلس ولا تستأذن ..شكرها وعاد إلى كرسيه وجلس وما أن جلسَ حتى قرص كف يده اليسرى بيده اليمنى ونظر نحوها وقال :إذن أنا لاأحلم وأنتِ حقيقة ؟!! قالت : نعم أنا حقيقة ..





فجأة نهض من على كرسيه معتذراً لها وسحب مقعداً في غرفته وقال لها: سامحيني أرجوكِ تفضلي بالجلوس ..تبسمت وجلست على المقعد ..


وخيم الصمت على الحجرة ..

ثم قطع الصمت صوته قائلاً بصوتٍ كله خجل :أنالاأريد أن أكون فظاً ولاأقصد بحديثي أي شيء أنتِ على الرحب والسعة ولكن ماذا أستطيع أن أقدم لكِ ؟




كيف أخدمكِ ؟

نظرت نحوه وقالت : هذه تعني أغربي من هنا بأسلوب مهذب ؟!!!

شخصت عيناه وقال بصوت جاد جداً :لالا والله ماقصدت ذلك بل على العكس تماماً أنا سعيدٌ بوجودكِ على الأقل أشعر بنوعٍ من الأمان لأنني لاأتعامل مع بشر ...

أم أنكم كالبشر ؟



قالت : أتعلم من أين أنا؟

قال : طالما أن قصتك تشبه قصة علاء الدين وأنتِ بداخل مصباح فأنت لابد جنية ..


قالت : نعم أنا جنية ..ولكن الجن مثل البشر تماماً..



سألها باستغراب : تماماً تماماً ؟!!

قالت :لافرق إلا في بعض القدرات والخصائص وإلا فنفس النفسيات ونفس القلوب..رمى بنفسه على كرسيه ونظر نحو السقف وتنهد وقال : أعانكِ الله أذن ..لاألومكِ أن اخترتِ البقاء داخل مصباح ...




تبسمت وقالت : استدرجتني مرة ولن تفعلها معي ثانية ....

تبسم وقال : ماقصدت ذلك والله ...قالت : طالما أنك أخرجتني من المصباح فلك عندي ثلاث أمنيات أساعدك على تحقيقها ثم لي عندك طلبٌ لابد أن تفعله لي


قال : أنا لاأريد منكِ شيئاً فقط قولي طلبكِ قالت : لا, لابد أن أحقق لك ثلاث أماني ثم أطلب منك طلبي ..



قال : وماذا تستطيعين أن تقدمي لي ؟ عمري بيد الله وكذلك رزقي

قالت : هل كل الأمنيات طول حياة أو مال ؟!!!




أتعلم : كم حي وهو محسوبٌ من الأموات وكم غني وهومحسوب من الفقراء !!!
الأماني أكثر من ذلك وأشمل بكثير..





أطرق إلى الأرض وغرق في تفكيرٍ عميق , وبعد فترة طويلة نظر إليها وقال : أتصدقين ؟ ليس عندي أماني !!! لأول مرة أكتشف أنني لاأملك أمنية أريد تحقيقها !!! يالله !! ألهذا الحد تجمدت حياتي ؟!!



أتمهلينني بعض الوقت ؟ قالت : معك كل الوقت , نهض من على كرسيه والتفت نحوها وقال : لم أُضَيفكِ سيدتي ..قالت : شكراً لك, لاأرغب في شيء , قال ممازحاً لها : ولا شعلةً من نار؟ تبسمت وقالت : ولاشعلةً من نار ...




مشى خطوات نحو النافذة في حجرته ورفع الستار عنها ونظر من خلالها للبعيد وظلَ يفكرُ في أمنية يقولها لسيدةالمصباح ...بعد فترة التفت نحوها متسائلاً :هل لكِ قدرة على قلوب البشر ؟فأجابته سريعاً: بالتأكيد لا ...ولا حتى على قلوب الجان , أشياء كثيرة أستطيع أن أفعلها ولكن التأثير على القلوب لاأستطيعه..

قال : نعم , هذا أمرٌ صعبٌ جد صعب .. يقولون :أنت تستطيع أن تذهب بالحصان للنهرِ ولكنك لاتستطيع إجباره على الشرب ..


تبسمت وقالت : نعم هذا صحيحٌ ..

ثُمَ تَنهدَ وقال: أنتِ بذلك قد جعلتِ الأماني تمر من ثقب إبرة !! سألها بعد صَمتٍ : ألا تكفي أمنية واحدة ؟ قالت : لا, بل ثلاث ...





عاد للنظر من خلال النافذة ثانية ومكث طويلاً يُفكر !!ثم التفت نحوها وقال :أمعقولٌ ألا أماني لدي ؟! ماذا حل بي؟! كيف وصلت إلى هذا الحال ؟!! هل إمعاني في الهروب من الماضي أنساني مستقبلي وأنهك حاضري؟! مالذي جعل حياتي سطحية جدا ؟!! حتى أني أستطيع تلخيصها لكِ في نصف ورقة !!! أين ذهبت أحلامي ؟!! أين ذهبت تلك الأماني العِذاب ماعدت حتى أذكرها ؟ ! يالله كم سُحقت !! يالله هل أصبحت مجرد كائن حي يأكل ويشرب ويتنفس وينام ..؟!

قاطعته وقالت : ويتمدد ساعات وساعاتٍ على سطح الماء ...
تبسم واتجه نحوها وقال لها :مكثتِ طويلاًبين الصخور !!

رفعت رأسها نحوه وقالت : فكر في أمانيك الثلاث ودعك مني ... أعتذر لها .. ثم عاد للتفكير
أهكذا فعلت بي الحياة؟
قالت : ماذنب الحياة ؟ أنت من صنع بنفسه ذلك ؟!! قال لها وبدأ صوته يميل للبكاء : كيف فعلت بنفسي ذلك ؟!!!!!
أنتِ لم تعاشري البشر .. لم تخالطيهم ... لم يمزقوا قلبكِ أرباً أرباً ...لم تعطي كل شيء لتحصلي على لاشيء , لم تُرسلي قلبكِ محملاً بورود الدنيا حباً وصدقاً ووفاء ويعود إليكِ ومافيه موطنٌ إلا ومغروسٌ فيه خنجر !!!!!!!
قالت : أخطأت الاختيار والتقدير ..فتحت قلبك على مصراعيه للجميع ودون استثناء وقد حدث لك ماحدث ...
قال : هل هو ذنبي أنني أحب الخير لكل الناس ؟!! هل الطيبة أصبحت جريمة ؟!!
هل الحب يعني ضوءاً أخضراً لقتلي؟!!
قالت : ليست المشكلة في الحب ... الحب أطهر وأعظم وأروع وأصدق وأجل مما نظن بكثير
المشكلة فيمن نحب ...
قال لها : وهل نملك الاختيار ؟!!!!
سكتت ولم تجبه ..
عاود السؤال: أنملك أن نختار من نُحب؟!! ليتنا نملك الاختيار .. ماكان حدث لي ماحدث ...ولاحتى تمددت على سطح الماء لساعات وساعات كما قلتِ أنتِ !!!!

قالت : يجب أن نتعلم كيف نسيطر على عواطفنا في زمن أصبحت العواطف فيه بوابةً للجراح !!!

قال لها : وأنتِ هل تعلمتِ ؟!!

لم تجبه

توجه نحو المصباح وحمله بين ذراعيه ونظر نحوها وقال : أليس هذا هو سطح الماء الذي تتمددين عليه ..؟!!

أنتِ مثلي ..
قاطعته بصوت جاد وقد وقفت على قدميها :أمانيك أرجوك ...أيعقلُ ألا أماني لديك ؟!!
صمت برهة ثم التفت نحوها وضع عينيه في عينيها وقال :أتأذنين لي بسؤال؟ قالت : تفضل, قال : ماذا لو تبادلنا الأدوار, ماذا ستكون أمانيك الثلاث ؟
قالت : دعني وشأني أرجوك ...أمانيك أنت هي ماأريد سماعها ..
قال هل يصلح أن ألبي طلبكِ قبل الأماني الثلاث ؟ قالت : لابالطبع هي في الأول ..

قال : والله لاأجد في بالي شيئاً محدداً ..اقترحي عليَّ أماني .. أي أماني ...



تبسمت وقالت : لابد أن تختارأمانيك بنفسك ..





خيم الصمت ثانية

عاد وجلس أمام مكتبه ووضع جبهته على راحته وطفق يمسحها بقوة ويفكر ...
ثم بدأ يفكر بصوتٍ عالٍ ويقول :ماذا أطلب ؟ ماذا أطلب ؟ ماذا أطلب ؟

ثم فجأة ضرب المكتب بيده بقوة وقال : نعم نعم وجدتها وجدتها ..



قديم 04-02-2012, 11:57 PM
المشاركة 4
أحمد النجار
مُـجـرّدُ إنسَـان
  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





امتلاك قدرة خارقة لرؤية دواخل البشر



قالت بلهجة ماكرة : أنت لاتقصدُ بالتأكيد رؤية ماتخفيه ثيابهم !!
ضحك ضحكة خفيفة وتبسمت هي, نهض من على كرسيه وتحرك في الغرفة وعاد للحديث:
ماعدتُ أقوى على أي جرحٍ جديد !!! ماعاد في مقدرتي الاحتمال أكثر
لو أملكُ تلك القدرة سأتمكن من خلالها التمييز يين الصدق والكذب , بين الحقيقي والمزيف ..لأصبحتُ أجيدُ التفريق بين ضحكة وضحكة بين بسمة وبسمة بين نظرة ونظرة لعلمتُ حينها إن كانت كلمة أحبك تحمل معناها أم يحملها ألف غرضٍ وغرض !!


قاطعته قائلة : أحقاً أنت لاتجيد ذلك ؟!!
رد يغضبٍ بالغٍ : للأسف لا !!!
توجه ناحية النافذة ونظر من خلالها وكرر ماقاله بغضبٍ بدأ يسافر نحو البكاء !!
للأسف لا .. للأسف لا
الصق جبهته بزجاج النافذة وانخرط في بكاء حار !!!!
سكت عندما شعر بيدٍ حنونة تربت على كتفه وجاهد ليحبس ماتبقى من براكين دموع !!
قالت له : أتعلم ؟
لم يجبها !!
قالت: أتعلم حُجرتك رائعة للغاية فيها ذوقٌ رفيعٌ جداً , اختيار الألوان , تناسق الأثاث ..
أوه !!! وتلك اللوحة الرائعة على الحائط أأنت من رسمها ؟!


رفع جبهته من على زجاج النافذة ومسح دموعه براحة كفيه ونظر نحو اللوحة وتبسم كالطفلِ وقال: نعم أنا .. استخدمتُ في رسمها الألوان الزيتية .. , والخط الأسود الذي يحيط باللوحة هو عبارة عن فحمٍ مسحوق وضعته بيدي على اللوحة..


توجهت نحو اللوحة ووضعت يدها ثانية على كتفه وأشارت بالأخرى نحو اللوحة وسألته :أهذه وردة ؟!!
قال : نعم تعمدتُ ألا تكون واضحة ولونها أصفر !! أخاف كثيراً من اللون الأصفر أشعر أنه لونٌ مزيف !!وهذه الوريقات البنية كان من المفروض أن تكون خضراء !! اللون البني يُشعرني بالاكتئاب ولا أعلم لماذا ؟ وردة كئيبة ومزيفة !!
سألته بكل اهتمام : والخلفية زرقاء ؟!!


تبسم ابتسامة عريضة ومد يده نحو اللوحة وأنزلها من على الحائط وتوجه نحو المكتب ووضعها فوقه وهو يقول :اللون الأزرق لونٌ مخادعٌ .. مع أني أُحب البحر لكني أخاف من لونه الأزرق !!


وضع اللوحةعلى الطاولة واسترسل قائلاً :كان من المفترض ألا أتركها على الحائط فترة طويلة .. سأرسم غيرها .. , وردة حمراء بوريقات خضراء على خلفية بيضاء ودون الإطارالأسود..


قاطعته وقالت :على الرغم من أنك تراها وردة مزيفة كئيبة مخادعة إلا أنك تلتمسُ لها العذر ولذلك رسمت هذا الإطار الأسود !!
فلعل أحدٌ ما أحاطها بالسواد حتى غدت كما رأيتها أنت ؟!!


فتح درج مكتبه أخرج منه دفتراً كبيراً وقال لها بلهجة مُصطنعة : هنا أيضاً رسوم أخرى لي رأيكِ يهمني كثيراً..


أخذت الدفتر من يده وجلست على الكرسي تُقلبُ الدفتر وقالت : منتهى الجمال أنت رائع !!
أخذ الدفتر منها وفتح على صفحة فيه وبدأبالحديث : هذه كانـ....
قاطعته :أمازلت تُحبها؟!!
سكت قليلاً وعاد للحديث عن اللوحة في الدفتر وكأنه لم يسمعها:هذه كانت لو.....
رفعت ذقنه براحتها ووضعت عينيها في عينيه وقالت :أما زلت تحبها ؟
انخرط في البكاء كالطفل وقال بصوت يكاد يخنقه البكاء : وسأموت أحبها ..
لكنها خدعتني مزقتني أحرقت بداخلي كل شيء أخضر !! هي كانت الوردة في اللوحة
مزيفة كئيبة مخادعة !! أعطيتها كل حياتي ... أحببتها – وما أزالُ – من كل قلبي أُحبها !!مارست دورها بكل اقتدار .. كانت ممثلة بارعة مقتدرة متمرسة !!!!


قاطعته :أمن أجل تلك التجربة تمنيت ماتمنيت ؟!!
قال بغضب :لم تكن تجربة .. لم تكن تجربة ..
كانت أحلامي التي تمزقت , حياتي التي تدمرت , عقلي تفكيري احترامي لنفسي وتقديري لذاتي .. لم تك قط تجربة ..
قالت : ولكن تخيل أنك تمتلك تلك المهارة وكل البشر أصبحوا أمامك كثوبٍ شفاف ترى كلما بداخله .. أتراك ستكون سعيداً ؟!!
قال : على الأقل لن أُجرح ثانية ..
قالت: ومن قال أن من يخدعك إنما يريد جرحك ؟!!البعض يخدعك ليجاملك والبعض يخدعك ليسعدك !!
قال: يخدعني ليسعدني ؟!!
قالت:نعم كالأم من فرط حبها لأبنها لاتنفك تُسمعَه بأنه الأفضل والأحسن والأذكى !!
منْ مِن البشر لايخادع ولو للحظات في حياته ؟!!!
أنت في بدايةحديثنا ألم تحاول خداعي لتعرف عني أكثر ؟!!
تبسم : ليس هذا الخداع الذيأقصده ..
قالت : فديتك ..كله خداع ..
صدقني من رحمة الله بنا أن لم يهبنا تلك القدرة وإلا لأصبحتِ الحياة لاتُطاق !!


عاد إلى كرسيه وقال مُتهرباً :صدقتِ تخيلتُ الآن حالي فسرتْ في جسدي قشعريرة رهيبة !!!
من الخير لنا ألا نملك هذه المقدرة حتى نقوى على الحياة مع البشر !!


أخذتْ اللوحة من على مكتبه وأعادتها إلى مكانها ومسحت عليه بيدها وقالت :
طالما أننا لانملكُ هذه القدرة فمن الأفضل أن نضع مايذكرنا بالخطأ حتى لانقع فيه ثانية .


خاطبها قائلاً :هل أسألكِ سؤالاً فيه من الوقاحة الشيء الكثير ؟
تبسمت وقالت : تفضل , قال: هل كنتِ تملكين تحقيق تلك الأمنية ؟
ارتسمت على شفتيها ابتسامة طفولية عريضة وهزت رأسها وقالت بطفولة :لا


ضحك وضحكت وقالت : أين الوقاحة في سؤالك ؟!!!
قال: ألم تتمني قط تلك الأمنية ؟
سكتت !!
أعاد السؤال ولم تجب !!!
جلست على الكرسي وطأطأت رأسها !!!
رفع ذقنها براحة يده وقال لها :
أما زلتِ تحبيه؟
أمسكت بيده ووضعتها على خدها وقالت له : أرجوك .. أمنيتك الثانية ..


سحب يده وأمسك بيدها بكلتا يديه واستحثها على النهوض معه فنهضت
تقدم نحو صندوق زجاجي وضع فيه أحجاراً جمعها من البحر .. مد يده داخل
الصندوق أخرج منه حجراً ألوانه رائعة أخاذة ..
قال : هذه أُمنيتي وأعطاها الحجر بيدها !!! أمسكت الحجر وسألت باستغراب : أن تكون حجراً؟!!!
أمسك بيدها ووضعه على صدره وعلى قلبه تحديداً وقال :لا ... هذاأريده أن يكون حجراً !!


لاأُريدُ من بعد أن اهتز لرؤية دمعة حزين .. ولاانكسار مكسور .. لاأريد أن أشعر بأحد, لابه ولا بهمومه ولا بأحزانه !!أريد أن أمر على القلوب مرور الكرام من الأحجار !!!!!
تعبت - والله - تعبت!!!!
ماعدت أقوى على حمل كل هذا !!!
أرجوكِ حققي لي هذه الأمنية فقط أرجوكِ ...


لم يسمع لها صوتاً فالتفت خلفه فوجدها منكسة الرأس وعيناها تذرف الدمع بغزارة !!
توجه نحوها وأمسك بيدها وأجلسها على الكرسي وقال لها بكل حنان :مابكِ ؟!!
لم أقصد – والله – شيئاً, مابكِ أرجوكِ ؟!!
قولي لي أي جزء من أمنيتي جرحكِ وأنا أتنازل عنه على الفور ..
سكتت واستمرت في البكاء !!
قال : كل أمنيتي سأتنازلُ عنها ماعدت أريدها فقط أخبريني مابكِ أرجوكِ ؟


جثا أمامها على ركبتيه وأمسك بيدها وضمها إلى صدره بكلتا يديه ونظر نحوها وقال :أرجوكِ ؟
سحبت يدها من يده , أعادت شعرها للخلف وقالت : من مثل هذه القلوب فضلتُ الحياة في مصباحٍ ضيقٍ مظلمٍ لامكان فيه لنسمة أملٍ حتى!!
لما أخرجتني شعرتُ بفرحة غامرة .. ولما تحدثتُ معك شعرتُ بنسائم الأمل تغزو قلبي المُغلف بالجمود منذ دهر !!!!!
والآن تطلب أن أحول قلبك بيدي إلى قلبٍ فررت من حياتي وأحلامي ومني هرباً منه ؟!!!
وعادت للبكاء
وقف على قدميه ومسح دموعها بيده وسحب كرسيه جلس بجوارها وقال ضاحكاً:
وهذه أمنية لاطاقة لكِ بها فتملصتِ منها !!
ووضع أنفه على أنفها وعينيه في عينيها وقال لها: صواب ؟
نظرت في عينيه وتبسمت وقالت: صواب ..
ثم تراجعت للخلف وقالت : أمنيتك الأخيرة لو سمحت..


فنظر نحوها وتمتم بكلامٍ غير مفهوم وبسرعة وسكت !!!
فقالت باستغراب: ماذا قلت ؟!!
قال : كأني قلتُ أمنية وكأنكِ حققتها لي حتى لاأُحرجكِ !!
وضحك وضحكت
وقالت : أرجوك ألا تستهين بقدراتي ..
قال : أُدعابكِ والله ..
تبسمت وقالت : أعلم ذلك .. هات أمنيتك الأخيرة ..


قال : لن أخبركِ بأمنيتي الأخيرة ولكن سأكتبها على ورقة وستفتحينها بعد أن تقولي لي طلبكِ..
أما قلتِ أن لي ثلاث أماني ولكِ طلبٌ واحد..؟
قالت : ولكن ..
قال : أرجوكِ , وسحب ورقة وقلماً وكتب فيها أمنيته وطبقَ الورقة ووضعها في يدها وقال: ماطلبكِ ؟


قالت بعد أن تبسمت : طلبي أن تُرجعني إلى المصباح وتُعيدني إلى المكان الذي أخرجتني منه ودون أن تناقشني في الأسباب أو تحاول إقناعي بغير ذلك فأنت لو فعلت ذلك فستضيع وقتك هدراً..


تبسم ونظر نحوها وقال: الآن افتحي الورقة


فتحتها واغرورقت عيناها بالدموع عندما قرأت


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



وفتحت فمها لتتحدث ..


*
*


رن جرس الهاتف انتفض كالمذعور وكأنما استيقظ من حلم !!


بعد رناتٍ رد جهاز الرد الآلي على المتصل جاء الصوتُ وقوراً :


(( مساء الخير ياأحمد أنا الدكتور سامي أعتذر على إزعاجك بحثتُ عنك كثيراًوهاتفك النقال مُغلق وأنت لم تحضر حتى الآن أربع جلسات متتاليات !!! وأنت تعلمُ أن العلاج النفسي يحتاج إلى الصبر والمتابعة والاستمرار ولا أُحَبِذُ أن تنقطع بعد أن قطعنا سوية –وبفضل الله – شوطاً كبيراً في حالتك.. أنتظرك في العيادة ياأحمد ..


الدكتور سامي ))


انتهى الاتصال, تلفت أحمد في الحجرة .. لم يجدالجنية واتجه مُسرعاً نحو المصباح , وجد مكانه قطعة حديد قديمة علاها الصدأ !!


ونظر إلى ذراعه فلم يجد تلك النقاط السوداء التي تسبب له بها قنديل البحر.!!!


ووجد على الطاولة دفتر رسوماته مفتوحاً والكرسي الذي جلست عليه الجنية موجوداً في نفس المكان الذي سحبه إليه !! ووجد الورقة التي كتب عليه بخط يده ابقي معي ..!!


مسح شعره بيده ورمى بنفسه على الكرسي ثم نهض متثاقلاً وتوجه نحو الهاتف وضغط على زر إعادة الأرقام فرن الهاتف من الجهة الأخرى فأجاب صوتٌ وقور :
أهلاً أحمد أتمنى أن تطلب مني أن نُحدد موعداً ؟!!
قال أحمد : نعم يادكتور سامي وأرجو أن يكون قريباً


أغلق الهاتف وأطرق نحو الأرض ثم رفع رأسه وتلفت في الغرفة
وبدل ملابسه وخرج ..


ولم ينتبه أن اللوحة التي على الجدار قد أصبحت لوحة فيها وردة حمراء بوريقات خضراء وخلفية بيضاء ودون إطارٍأسود !!!!


.
.
.




أحمد النجار


قديم 04-03-2012, 12:25 AM
المشاركة 5
أحمد النجار
مُـجـرّدُ إنسَـان
  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لَيتَكِ عندما رحَلتِ أخذتِ حُبكِ مَعكِ ...


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ابقي مَعي ..
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أسعد الكامل أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 2 11-29-2022 05:16 AM
تبع أسعد أبو كرب أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 4 02-15-2022 06:17 AM
ابقي على عهد ابتسامة عمرنا قبل الزوال أشرف حشيش منبر الشعر العمودي 0 08-07-2016 07:17 PM
أسعد الله قلبك .. إبراهيم عبدالله منبر الحوارات الثقافية العامة 3 10-11-2014 12:09 PM

الساعة الآن 08:28 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.