قديم 09-01-2010, 07:14 PM
المشاركة 361
علي بن حسن الزهراني
أديب وإعلامي سعودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أحبتي
في مقهى اللمة الحلوة
لكون الأستاد عبد السلام مواصلا ً غيبته
و باعتباري مساعدهُ لشؤون الحكايات
إليكم هذهِ الحكاية ...

[ الزوْجة ُ والأسد ]
-----------------------
جاءَت امرأة في إحْدى الْقُرىَ لأحَدِ العُلماء وَهيَ تظنّهُ ساحِرا ً وطلبَتْ مِنْهُ أنْ يعَْملَ لهَا عَمَلا ً سِحْريّا ً بحَيْث
يُحِبّها زوْجها حبّا ً لا ترى معهُ واحدة ٌ مِنْ نِساءِ العالَمْ ولأنهُ عالِمٌ ومُربّ ٍ قالَ لهَا :
إنّكَ تَطْلبينَ شيْئا ً ليْسَ بسَهْل لقدْ طلبْتِ شيْئا ً عَظيما ً فهلْ أنتِ مُسْتعدة لتحَمُّل ِ التكاليف ... ؟
قالتْ :
نعَمْ
قالَ لهَا :
إنَّ الأمْرَ لا يَتم إلاّ إذا أحْضرْتِ شَعْرة مِنْ رَقبةِ الأسَدْ
قالتْ :
الأسَدْ ؟ قالَ :
نعَمْ .
قالَتْ : كَيْفَ أسْتطيع ذلِك والأسَدُ حَيوان ٌ مُفترسٌ وَلا أضمَن أنْ يقتلني أليْسَ هُناكَ طريقة ٌ أسْهل وأكْثر أمْنا ً ... ؟
قالَ لهَا :
لا يُمْكن أنْ يتمّ لكِ مَا تريدينَ مِنْ مَحبَّة ِ الزّّوْج إلاّ بهذا وإذا فكَّرْتِ سَتجدين الطَّريقة المناسِبة لتحقيق ِالهَدَف
ذهَبتِ الْمَرأة وهْيَ تَضرب أخماسا ً بأسْداس تُفكِّر في كَيْفيَّةِ الْحُصول علىَ الشَّعْرة المَطْلوبة فاسْتشارتْ مَنْ تثق بحِكْمتهِ فقيلَ لهَا أنَّ الأسَدَ لا يَفترس إلا ّ إذا جاعَ وعَليْهَاأنْ تُشْبعهُ حَتّىَ تأمَن شرّه ..
أخذتْ بالنّصيحة وذهَبَتْ إلىَ الغابةِ القريبةِ مِنهُم وبدأتْ ترْمي لِلأسَد قِطَع الّلحْم وتبْتعِد ...
واسْتمرَّت في إلقاءِ الَّلحْم إلىَ أنْ ألِفت الأسَد وألِفها مَعَ الزَّمَن ..
وفي كُلّ مرَّة كانتْ تقترب مِنهُ قليلا إلىَ أنْ جاءَ اليْوم الَّذي تمَدَّدَ الأسَدُ بجانبها وهْوَ لا يشُكُّ في مَحَبَّتِهَا لَهُ ... فوَضعَت يَدَهَا عَلىَ رأسِه وأخذت تمْسَح بها عَلىَ شعْرهِ ورَقبتهِ بكُلِّ حَنان وبيْنما الأسد في هذا الإسْتمْتاع والإسْترْخاء لمْ يكُن مِنَ الصَّعْبِ أنْ تأخذ المرْأة الشعْرة بكُلِّ هُدوء ..
ومَا إنْ أحسَّتْ بتمَلُّكها للشَّعْرة ِ حَتَّىَ أسْرَعَتْ لِلعالِم ِ الَّذي تظنّهُ ساحِرا ً لِتُعطيهِ إيَّاها والفرْحة ُ تملأ نفسهَا بأنَّها المَلاك الذي سَيتربَّعُ علىَ قلْبِ زوْجها وإلىَ الأبد ..
فلمَّا رأىَ العالِم الشَّعْرة سَألَها :
مَاذا فعَلْتِ حَتَّىَ اسْتطعْتِ أنْ تَحْصلي عَلىَ هَذهِ الشَّعْرة ... ؟
فَشَرَحَتْ لهُ خطَّة ترْويض الأسدْ , والَّتي تلخَّصَتْ في مَعْرفة الْمَدْخل لِقلْبِ الأسَدْ أوَّلا ً وهْوَ البَطن ثمَّ الإسْتمْرار والصَّْبر علىَ ذلِكَ إلىَ أنْ يَحينَ وقتُ قطْفِ الثَّمَرَة .
حينهَا قالَ لهَا العالِم : يا أمة الله ... زوْجُكِ ليْسَ أكْثر شراسة مِنَ الأسَد ..
إفعلي مَعَ زوْجك مِثل مَا فعَلْتِ مَعَ الأسَدِ تمْلكيه ....
تَعَرَّفي علىَ الْمَدْخل لِقلبهِ وأشْبعي جوْعهُ تأسريه .. !!
وضعي الْخطَّة لِذلِكَ واصْبري .....

1 / 9 / 2010

هاااااااااااااااه سمعتوا يالحريم !
يالله ع المطبخ !
أنت خطير يا حميد..

زحمة وجوه وعابرين!
قديم 09-01-2010, 07:18 PM
المشاركة 362
علي بن حسن الزهراني
أديب وإعلامي سعودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ولكن؟!

<FONT color=#ff0000>لماc

زحمة وجوه وعابرين!
قديم 09-01-2010, 09:06 PM
المشاركة 363
حنان عرفه
الحـلــــــم

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ولكن؟؟

ولكن ايييييييييييييييييييه؟؟

اوعى تكون خايف من الصحون

هههههههههههههههه

قديم 09-01-2010, 10:18 PM
المشاركة 364
عادل بشير
المهندس اللطـيـف

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرا يا حميد
حكواتي من الاخر

المهندس اللطيف
adel010101@yahoo.com
قديم 09-02-2010, 12:25 AM
المشاركة 365
حنان عرفه
الحـلــــــم

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ولكن؟؟

ولكن ايييييييييييييييييييه؟؟

اوعى تكون خايف من الصحون

هههههههههههههههه

قديم 09-02-2010, 01:16 PM
المشاركة 366
وفاء لعرعري
عربية حتى الثمالة
  • غير موجود
افتراضي
اهلا بالصديقة وفاء
نورتي المقهى
مرحبا عادل

الله يبارك فيك على الترحيب

لم يهتم بزيارتي المقهى غيرك
:(

zhrh123qw

[SIGPIC][/SIGPIC]
قديم 09-02-2010, 04:58 PM
المشاركة 367
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أحببت أن اعرض لكم فنا ً أدبيا ً من الفنون الأدبية الجميلة وهو فن ( المقامات ) والمقامة اشتهرت في العصر العباسي وكان مؤلفها هو بديع الزمان الهمذاني .
وتعرف المقامة بأنها / حكاية تقال في مقام معين وتشتمل على الكثير من درر اللغة وفرائد الأدب ، والحكم والأمثال والأشعار النادرة التي تدل على سعة إطلاع وعلو مقام على طريقة السجع .

وهناك مقامات كثيرة منها

- المقامة النيسابورية
- مقامات الكدية
- المقامة المجاعية
- المقامة الخمرية
- المقامة الجاحظية

* * *
[ المقامة البغدادية ]
--------------------------
حَدَّثَنَا عِيَسى بْنُ هِشَامٍ قَالَ : اشْتَهَيْتُ الأَزَاذَ ، وأَنَا بِبَغْدَاذَ ، وَلَيِسَ مَعْي عَقْدٌ عَلى نَقْدٍ ، فَخَرْجْتُ أَنْتَهِزُ مَحَالَّهُ حَتَّى أَحَلَّنِي الكَرْخَ ، فَإِذَا أَنَا بِسَوادِيٍّ يَسُوقُ بِالجَهْدِ حِمِارَهُ ، وَيَطَرِّفُ بِالعَقْدِ إِزَارَهُ ، فَقُلْتُ :
ظَفِرْنَا وَاللهِ بِصَيْدٍ ، وَحَيَّاكَ اللهُ أَبَا زَيْدٍ ، مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ ؟ وَأَيْنَ نَزَلْتَ ؟ وَمَتَى وَافَيْتَ ؟ وَهَلُمَّ إِلَى البَيْتِ ، فَقَالَ السَّوادِيُّ :
لَسْتُ بِأَبِي زَيْدٍ ، وَلَكِنِّي أَبْو عُبَيْدٍ ، فَقُلْتُ : نَعَمْ ، لَعَنَ اللهُ الشَّيطَانَ ، وَأَبْعَدَ النِّسْيانَ ، أَنْسَانِيكَ طُولُ العَهْدِ، وَاتْصَالُ البُعْدِ ، فَكَيْفَ حَالُ أَبِيكَ ؟ أَشَابٌ كَعَهْدي ، أَمْ شَابَ بَعْدِي؟ فَقَالَ :
َقدْ نَبَتَ الرَّبِيعُ عَلَى دِمْنَتِهِ ، وَأَرْجُو أَنْ يُصَيِّرَهُ اللهُ إِلَى جَنَّتِهِ ، فَقُلْتُ :
إِنَّا للهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، وَلاَ حَوْلَ ولاَ قُوةَ إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيم ، وَمَدَدْتُ يَدَ البِدَارِ، إِلي الصِدَارِ، أُرِيدُ تَمْزِيقَهُ ، فَقَبَضَ السَّوادِيُّ عَلى خَصْرِي بِجِمُعْهِ ، وَقَالَ :
نَشَدْتُكَ اللهَ لا مَزَّقْتَهُ ، فَقُلْتُ : هَلُمَّ إِلى البَيْتِ نُصِبْ غَدَاءً، أَوْ إِلَى السُّوقِ نَشْتَرِ شِواءً ، وَالسُّوقُ أَقْرَبُ ، وَطَعَامُهُ أَطْيَبُ ، فَاسْتَفَزَّتْهُ حُمَةُ القَرَمِ ، وَعَطَفَتْهُ عَاطِفُةُ اللَّقَمِ ، وَطَمِعَ ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ وَقَعَ ، ثُمَّ أَتَيْنَا شَوَّاءً يَتَقَاطَرُ شِوَاؤُهُ عَرَقاً ، وَتَتَسَايَلُ جُوذَابَاتُهُ مَرَقاً ، فَقُلْتُ :
افْرِزْ لأَبِي زَيْدٍ مِنْ هَذا الشِّواءِ ، ثُمَّ زِنْ لَهُ مِنْ تِلْكَ الحَلْواءِ ، واخْتَرْ لَهُ مِنْ تِلْكَ الأَطْباقِ ، وانْضِدْ عَلَيْهَا أَوْرَاقَ الرُّقَاقِ ، وَرُشَّ عَلَيْهِ شَيْئَاً مِنْ مَاءِ السُّمَّاقِ ، لِيأَكُلَهُ أَبُو زَيْدٍ هَنيَّاً ، فَأنْخّى الشَّواءُ بِسَاطُورِهِ ، عَلَى زُبْدَةِ تَنُّورِهِ ، فَجَعَلها كَالكَحْلِ سَحْقاً ، وَكَالطِّحْنِ دَقْا ، ثُمَّ جَلسَ وَجَلَسْتُ ، ولا يَئِسَ وَلا يَئِسْتُ ، حَتَّى اسْتَوفَيْنَا ، وَقُلْتُ لِصَاحِبِ الحَلْوَى : زِنْ لأَبي زَيْدٍ مِنَ اللُّوزِينج رِطْلَيْنِ فَهْوَ أَجْرَى فِي الحُلْوقِ ، وَأَمْضَى فِي العُرُوقِ ، وَلْيَكُنْ لَيْلَّي العُمْرِ ، يَوْمِيَّ النَّشْرِ ، رَقِيقَ القِشْرِ ، كَثِيفِ الحَشْو ، لُؤْلُؤِيَّ الدُّهْنِ ، كَوْكَبيَّ اللَّوْنِ ، يَذُوبُ كَالصَّمْغِ ، قَبْلَ المَضْغِ ، لِيَأْكُلَهُ أَبَو َزيْدٍ هَنِيَّاً ، قَالَ :
فَوَزَنَهُ ثُمَّ قَعَدَ وَقَعدْتُ ، وَجَرَّدَ وَجَرَّدْتُ ، حَتىَّ اسْتَوْفَيْنَاهُ ، ثُمَّ قُلْتُ :
يَا أَبَا زَيْدٍ مَا أَحْوَجَنَا إِلَى مَاءٍ يُشَعْشِعُ بِالثَّلْجِ ، لِيَقْمَعَ هَذِهِ الصَّارَّةَ ، وَيَفْثأَ هذِهِ اللُّقَمَ الحَارَّةَ ، اجْلِسْ يَا أَبَا َزيْدٍ حَتَّى نأْتِيكَ بِسَقَّاءٍ ، يَأْتِيكَ بِشَرْبةِ ماءٍ ، ثُمَّ خَرَجْتُ وَجَلَسْتُ بِحَيْثُ أَرَاهُ ولاَ يَرَانِي أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ ، فَلَمَّا أَبْطَأتُ عَلَيْهِ قَامَ السَّوادِيُّ إِلَى حِمَارِهِ ، فَاعْتَلَقَ الشَّوَّاءُ بِإِزَارِهِ ، وَقَالَ :
أَيْنَ ثَمَنُ ما أَكَلْتَ ؟ فَقَالَ : أَبُو زَيْدٍ : أَكَلْتُهُ ضَيْفَاً ، فَلَكَمَهُ لَكْمَةً ، وَثَنَّى عَلَيْهِ بِلَطْمَةٍ ، ثُمَّ قَالَ الشَّوَّاءُ :
هَاكَ ، وَمَتَى دَعَوْنَاكَ ؟ زِنْ يَا أَخَا القِحَةِ عِشْرِينَ ، فَجَعَلَ السَّوَادِيُّ يَبْكِي وَيَحُلُّ عُقَدَهُ بِأَسْنَانِهِ وَيَقُولُ :
كَمْ قُلْتُ لِذَاكَ القُرَيْدِ ، أَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ، وَهْوَ يَقُولُ : أَنْتَ أَبُو زَيْدٍ، فَأَنْشَدْتُ :

أَعْمِلْ لِرِزْقِكَ كُلَّ آلـهْ *** لاَ تَقْعُدَنَّ بِكُلِّ حَـالَـهْ
وَانْهَضْ بِكُلِّ عَظِـيَمةٍ *** فَالمَرْءُ يَعْجِزُ لاَ مَحَالَه


2 / 9 / 2010

قديم 09-02-2010, 05:22 PM
المشاركة 368
علي بن حسن الزهراني
أديب وإعلامي سعودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ولكن؟؟

ولكن ايييييييييييييييييييه؟؟

اوعى تكون خايف من الصحون

هههههههههههههههه

ولكن !
لماذا نرمي بالتقصير دائما إلى الزوجة، ونبحث لها عن الطرق، والأودية، والسهول، للوصول إلى قلب الرجل؟!
وهل الطريق معبّد للرجل إلى قلب المرأة؟ أم أنه كــ"الثور" فقط "يرعى" من الأكل ولا يثني حتى على الزوجة التي صنعته من أجله؟!
للأسف ! عند أي مشكلة بين الزوجين ننسب التقصير (كلّه) إلى المرأة؛ بل ونبحث لها عن الطرق التي "ربما" أوصلتها إلى "الوحل" و"المستنقع" الرجل !!
أرجو أن لا يغضب مني الرجال، ولكن !
ترويض الأسد أرحم وأسهل وأقل مشقة..!
تحية تقدير للجميع..
تحية تقدير للأخت حنان عرفة..
أبو أسامة

زحمة وجوه وعابرين!
قديم 09-02-2010, 05:28 PM
المشاركة 369
علي بن حسن الزهراني
أديب وإعلامي سعودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحبا عادل

الله يبارك فيك على الترحيب

لم يهتم بزيارتي المقهى غيرك :(


zhrh123qw

أهلا بك وفاء..
نرجو أن يطيب لك المقام مع نائب فريق العمل في المقهى، شيخ الشباب، حميد..
تقبل الله منك الصيام والقيام في هذا الشهر الفضيل..
أبو أسامة

زحمة وجوه وعابرين!
قديم 09-02-2010, 05:41 PM
المشاركة 370
علي بن حسن الزهراني
أديب وإعلامي سعودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أحببت أن اعرض لكم فنا ً أدبيا ً من الفنون الأدبية الجميلة وهو فن ( المقامات ) والمقامة اشتهرت في العصر العباسي وكان مؤلفها هو بديع الزمان الهمذاني .
وتعرف المقامة بأنها / حكاية تقال في مقام معين وتشتمل على الكثير من درر اللغة وفرائد الأدب ، والحكم والأمثال والأشعار النادرة التي تدل على سعة إطلاع وعلو مقام على طريقة السجع .

وهناك مقامات كثيرة منها

- المقامة النيسابورية
- مقامات الكدية
- المقامة المجاعية
- المقامة الخمرية
- المقامة الجاحظية
* * *
[ المقامة البغدادية ]
--------------------------
حَدَّثَنَا عِيَسى بْنُ هِشَامٍ قَالَ : اشْتَهَيْتُ الأَزَاذَ ، وأَنَا بِبَغْدَاذَ ، وَلَيِسَ مَعْي عَقْدٌ عَلى نَقْدٍ ، فَخَرْجْتُ أَنْتَهِزُ مَحَالَّهُ حَتَّى أَحَلَّنِي الكَرْخَ ، فَإِذَا أَنَا بِسَوادِيٍّ يَسُوقُ بِالجَهْدِ حِمِارَهُ ، وَيَطَرِّفُ بِالعَقْدِ إِزَارَهُ ، فَقُلْتُ :
ظَفِرْنَا وَاللهِ بِصَيْدٍ ، وَحَيَّاكَ اللهُ أَبَا زَيْدٍ ، مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ ؟ وَأَيْنَ نَزَلْتَ ؟ وَمَتَى وَافَيْتَ ؟ وَهَلُمَّ إِلَى البَيْتِ ، فَقَالَ السَّوادِيُّ :
لَسْتُ بِأَبِي زَيْدٍ ، وَلَكِنِّي أَبْو عُبَيْدٍ ، فَقُلْتُ : نَعَمْ ، لَعَنَ اللهُ الشَّيطَانَ ، وَأَبْعَدَ النِّسْيانَ ، أَنْسَانِيكَ طُولُ العَهْدِ، وَاتْصَالُ البُعْدِ ، فَكَيْفَ حَالُ أَبِيكَ ؟ أَشَابٌ كَعَهْدي ، أَمْ شَابَ بَعْدِي؟ فَقَالَ :
َقدْ نَبَتَ الرَّبِيعُ عَلَى دِمْنَتِهِ ، وَأَرْجُو أَنْ يُصَيِّرَهُ اللهُ إِلَى جَنَّتِهِ ، فَقُلْتُ :
إِنَّا للهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، وَلاَ حَوْلَ ولاَ قُوةَ إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيم ، وَمَدَدْتُ يَدَ البِدَارِ، إِلي الصِدَارِ، أُرِيدُ تَمْزِيقَهُ ، فَقَبَضَ السَّوادِيُّ عَلى خَصْرِي بِجِمُعْهِ ، وَقَالَ :
نَشَدْتُكَ اللهَ لا مَزَّقْتَهُ ، فَقُلْتُ : هَلُمَّ إِلى البَيْتِ نُصِبْ غَدَاءً، أَوْ إِلَى السُّوقِ نَشْتَرِ شِواءً ، وَالسُّوقُ أَقْرَبُ ، وَطَعَامُهُ أَطْيَبُ ، فَاسْتَفَزَّتْهُ حُمَةُ القَرَمِ ، وَعَطَفَتْهُ عَاطِفُةُ اللَّقَمِ ، وَطَمِعَ ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ وَقَعَ ، ثُمَّ أَتَيْنَا شَوَّاءً يَتَقَاطَرُ شِوَاؤُهُ عَرَقاً ، وَتَتَسَايَلُ جُوذَابَاتُهُ مَرَقاً ، فَقُلْتُ :
افْرِزْ لأَبِي زَيْدٍ مِنْ هَذا الشِّواءِ ، ثُمَّ زِنْ لَهُ مِنْ تِلْكَ الحَلْواءِ ، واخْتَرْ لَهُ مِنْ تِلْكَ الأَطْباقِ ، وانْضِدْ عَلَيْهَا أَوْرَاقَ الرُّقَاقِ ، وَرُشَّ عَلَيْهِ شَيْئَاً مِنْ مَاءِ السُّمَّاقِ ، لِيأَكُلَهُ أَبُو زَيْدٍ هَنيَّاً ، فَأنْخّى الشَّواءُ بِسَاطُورِهِ ، عَلَى زُبْدَةِ تَنُّورِهِ ، فَجَعَلها كَالكَحْلِ سَحْقاً ، وَكَالطِّحْنِ دَقْا ، ثُمَّ جَلسَ وَجَلَسْتُ ، ولا يَئِسَ وَلا يَئِسْتُ ، حَتَّى اسْتَوفَيْنَا ، وَقُلْتُ لِصَاحِبِ الحَلْوَى : زِنْ لأَبي زَيْدٍ مِنَ اللُّوزِينج رِطْلَيْنِ فَهْوَ أَجْرَى فِي الحُلْوقِ ، وَأَمْضَى فِي العُرُوقِ ، وَلْيَكُنْ لَيْلَّي العُمْرِ ، يَوْمِيَّ النَّشْرِ ، رَقِيقَ القِشْرِ ، كَثِيفِ الحَشْو ، لُؤْلُؤِيَّ الدُّهْنِ ، كَوْكَبيَّ اللَّوْنِ ، يَذُوبُ كَالصَّمْغِ ، قَبْلَ المَضْغِ ، لِيَأْكُلَهُ أَبَو َزيْدٍ هَنِيَّاً ، قَالَ :
فَوَزَنَهُ ثُمَّ قَعَدَ وَقَعدْتُ ، وَجَرَّدَ وَجَرَّدْتُ ، حَتىَّ اسْتَوْفَيْنَاهُ ، ثُمَّ قُلْتُ :
يَا أَبَا زَيْدٍ مَا أَحْوَجَنَا إِلَى مَاءٍ يُشَعْشِعُ بِالثَّلْجِ ، لِيَقْمَعَ هَذِهِ الصَّارَّةَ ، وَيَفْثأَ هذِهِ اللُّقَمَ الحَارَّةَ ، اجْلِسْ يَا أَبَا َزيْدٍ حَتَّى نأْتِيكَ بِسَقَّاءٍ ، يَأْتِيكَ بِشَرْبةِ ماءٍ ، ثُمَّ خَرَجْتُ وَجَلَسْتُ بِحَيْثُ أَرَاهُ ولاَ يَرَانِي أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ ، فَلَمَّا أَبْطَأتُ عَلَيْهِ قَامَ السَّوادِيُّ إِلَى حِمَارِهِ ، فَاعْتَلَقَ الشَّوَّاءُ بِإِزَارِهِ ، وَقَالَ :
أَيْنَ ثَمَنُ ما أَكَلْتَ ؟ فَقَالَ : أَبُو زَيْدٍ : أَكَلْتُهُ ضَيْفَاً ، فَلَكَمَهُ لَكْمَةً ، وَثَنَّى عَلَيْهِ بِلَطْمَةٍ ، ثُمَّ قَالَ الشَّوَّاءُ :
هَاكَ ، وَمَتَى دَعَوْنَاكَ ؟ زِنْ يَا أَخَا القِحَةِ عِشْرِينَ ، فَجَعَلَ السَّوَادِيُّ يَبْكِي وَيَحُلُّ عُقَدَهُ بِأَسْنَانِهِ وَيَقُولُ :
كَمْ قُلْتُ لِذَاكَ القُرَيْدِ ، أَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ، وَهْوَ يَقُولُ : أَنْتَ أَبُو زَيْدٍ، فَأَنْشَدْتُ :

أَعْمِلْ لِرِزْقِكَ كُلَّ آلـهْ *** لاَ تَقْعُدَنَّ بِكُلِّ حَـالَـهْ
وَانْهَضْ بِكُلِّ عَظِـيَمةٍ *** فَالمَرْءُ يَعْجِزُ لاَ مَحَالَه


2 / 9 / 2010

وأضيف على كلام أخي وصديقي حميد..
إن من أهداف المقامة هو: هدف لغوي، وهدف اجتماعي..
والهدف اللغوي هو الأبرز، كما هو ظاهر في المقامة البغدادية، وأرجو من الأخ حميد أن يشرح لكم بعض المفردات الجميلة، أو ياذن لي بذلك؛ لأنني أدرسها لطلابي كل عام ضمن منهج الصف الثاني ثانوي، وتكون الحصة بعد صلاة الظهر، وأستمتع حقيقة باللعب على إثارة لعابهم، و(كروشهم) التي تكون قد خلت من الإفطار، فما أشرحه ليس "كروسان" جبن أو زعتر أو فلافل، بل شواء وحلواء ! ههههههههههههههههه تذكرتهم فقط..
تقديري للجميع.
أبو أسامة

زحمة وجوه وعابرين!

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 0 والزوار 18)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: المقهى العام لمنابر ثقافية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحب يركض في المقهى الفرحان بوعزة منبر القصص والروايات والمسرح . 10 02-19-2015 04:30 PM
اقتراب اعلان نتائج مسابقة منابر ثقافية للقصة القصيرة الاصدار الاول العام 2014 ايوب صابر منبر مختارات من الشتات. 0 01-29-2015 03:54 PM
أفتتاح المقهى الثقافي بالباحه وحضور المثقفين لتدشين المقهى جميل عبدالغني منبر مختارات من الشتات. 1 01-06-2011 03:06 PM

الساعة الآن 06:29 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.