احصائيات

الردود
7

المشاهدات
15342
 
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي


ماجد جابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
3,699

+التقييم
0.77

تاريخ التسجيل
Feb 2011

الاقامة

رقم العضوية
9742
08-08-2011, 01:56 AM
المشاركة 1
08-08-2011, 01:56 AM
المشاركة 1
افتراضي ستودع الله فى بغداد لى قــمـرٌ: لابن زريق البغدادي
لا تعــــذليه فان العـذل يؤلــمــهُ ** قد قلت حقـا ولكن ليس يســــمـــعــهُ

جاوزت فى لومـه حدا اضرَ بــه ** من حيثُ قدرتِ أن اللوم ينفـــعـهُ

فاستعملى الرفق فى تأنيبه بـدلا ** من عذله فهو مُضنى القلبُ موجَـعـهُ

قد كان مضطلعا بالخطب يحمله ** فضيقـــت بخطـــوب الدهـر أضلعـهُ

يكفيه من لوعـة التشتيت أن لـــه ** من النــــوى كل يومٍ ما يروعــهُ

كأنما هو فى حِـــل ومرتحــلُ ** موكلٌ بفــــضـــــاء الله يذرعــــهُ

وما مجـــــاهـدة الأنسـان توصـله ** رزقـا ولا دِعـة الانسـان تقطـــــعـــهُ

قد وزع الله بين الخلق رزقهـــمـو ** لم يخلق الله من خــلق يُضــّيعـهُ

لكنهم كلِفــوا حرصاً فلســت ترى ** مسترزقا وسوى الغايات تقــنــعــه

والحرص فى الرزق والارزاق قد قُسمت ** بغىٌ ألا ان بغى المــرء يُصرعهُ

والدهر يُعطى الفتى من حيث يمنعـه ** ارثا ويمنعــه من حيث يُطــــمعــه

**************************

استودع الله فى بغداد لى قــمـرٌ ** بالكرخ من فلك الأزرار مَطــلعـهُ

ودعــته وبودى لو يودعـنى ** صـفو الحياة وأنى لا أودعــهُ

وكم تشــــبث بى يوم الرحــــيـل ** وأدمعـــى مسـتهـلات وأدمعـهُ

لا أكذب الله ثوب الفراق منخـرقٌ ** عــنى بفرقـــتـه لكن أرقـعــهُ

رُزقت مُلكا فلم أحســـن سـياسته ** وكل من لا يسوس الـمُلك يخلعـهُ

ومن غدا لابسـاً ثوب النعيم بلا ** شـكرٍ عـــلــيه فان الله ينـزعـهُ

كم قائل لى : ذقت البين , قلت له: ** الذنب والله ذنبى لسـت أدفـــعـهُ

انى لأقـــــطع أيامى وأنفـدهـا ** بــحـسرة منى فى قلبى تقطُعـــهُُ

بمن اذا هجع النـــــوام بِتَ لــهُ ** بلوعة منه – ليلى لسـت اهجعهُ

لا يطمئن لجنبى مضجـــــعٌ وكـذا ** لا يطمئن له مذ بِنت مضجـعـهُ

ما كنت أحسب أن الـدهر يفجعنى ** بـه ولا أن بى الأيـام تفــــجُـعـه

حتى جرى البين فيما بيننـــا بيـدٍ ** عسـراء تمنعنى حظى وتـمنعــهُ

قد كنتُ من ريب دهرى جـــازعاً ** فلم أوقَ الذى قد كنت أجـــزعـه

بالله يامنزل العــيش الذى درَسَـت ** آثاره وعَـــفــّت مُذ بِنتَ أربعـهُ

هل الزمان معــــيدٌ فيــــك لــذتنــا ** أم الليـالى التى أمــضـته تُرجعـهُ

فى ذمـة الله من أصبحــت منزله ** وجادَ غـيثٌ على مرعاك يـُمرعـهُ

من عنــــــده لى عهدٌ لا أضيعـهُ ** كما له عهـد صـــــدقٍ لا أضيعـهُ

ومن يُصَـدِع قلــــــبى ذِكــرَهُ واذا ** جــرى على قلبه ذكرى يُصـدِعهُ

لأصـبرن لـــدهر لا يمتعـنى بــه ** ولا بى فى حـــال يـُمـــتـعــهُ

علما بأن اصطبارى معقبٌ فرجا ** فأضيق الأمـر ان فـكرت أوسعـهُ

عسى الليالى التى أضـنت بفرقتنا ** جسمى ستجمعُنى يوما وتجمعـهُ

وان تغـــــلُ أحـداً منـــــا منيّتــهُ ** فما الذى بقــــضـاء الله يصـنعـهُ


حياته :

هو شاعر قتله طموحه ، ولهذا الشاعرالعباسي مأساة تتلخص في ارتحاله عن موطنه الأصلي في بغداد، قاصداً بلاد الأندلس علّه يجد فيها من لين العيش وسعة الرزق مايعوضه عن فقره ، ويترك الشاعر في بغداد زوجة يحبها وتحبه كل الحب، ويخلص لها وتخلص له كل الإخلاص، من أجلها يهاجر ويسافر ويغترب ،وفي الأندلس كما تقول لنا الروايات والأخبار المتناثرة ، يجاهد الشاعر ويكافح من أجل تحقيق الحلم، لكن التوفيق لا يصاحبه والحظ لا يبتسم له ، فهناك يمرض ويشتد به المرض ثم تكون نهايته في الغربة .

ويضيف الرواة بعداً جديداً للمأساة فيقولون : إن هذه القصيدة (( قمر في بغداد )) التي لا يعرف له شعر سواها وجدت معه عند وفاته سنة أربعمائة وعشرين من الهجرة ، يخاطب فيها زوجته ويؤكد لها حبه حتى الرمق الأخير من حياته ،ويترك لنا نحن قراءه من بعده خلاصة أمينة لتجربته مع الغربة والرحيل ،من أجل الرزق وفي سبيل زوجته التي نصحته بعدم الرحيل فلم يستمع إليها، ثم هو في قصيدته نادم حيث لم ينفع الندم أو يجدي ، متصدع القلب من لوعة وأسى حيث لا أنيس ولا رفيق ولا معين .

والمتامل في قصيدة ابن زريق البغدادي لابد له أن يكتشف على الفور رقة التعبير فيها وصدق العاطفة وحرارة التجربة فهي تنم عن أصالة شاعرمطبوع له لغته الشعرية المتفردة وخياله الشعري الوثاب وصياغته البليغة المرهفة ونفسه الشعري الممتد والغريب ألا يكون لابن زريق غير هذه القصيدة .

يستهل ابن زريق قصيدته بمخاطبة زوجته يناشدها ألا تعذله أو تلومه، فقد أثر فيه اللوم وآذاه وأضر به بدلا من أن ينفعه ، وهنا يبسط بين يديها أسباب رحيله عنها وتركه لها ، طمعا في الرزق الفسيح والعيش الهانىء الوثير، وسرعان مايعلن عن ندمه، لأن ماأمله لم يتحقق، ومارجاه من رزق لم يتح له -

ثم يلتفت ابن زريق التفاته محب عاشق إلى بغداد حيث زوجته التي تركها دون أن يستمع إلى نصحها إنها مملكته التي أضاعها ولم يحسن تدبيرها وعرشه الذي خلع عنه --

وفي ختام القصيدة يصف ابن زريق في تعبير صاف مؤثر ونسيج شعري محكم واقع حاله في الغربة بين الأسى واللوعة والألم والندم وهنا ينفسح المجال للتأمل وينطلق اللسان بالحكمة التي أنضجتها التجربة ويشرق القلب بالدموع .


قديم 08-08-2011, 11:03 AM
المشاركة 2
عمر مسلط
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
إضاءات أدبية هادئة .. على ضجيج قصيدة مؤلمة ...

... فمن منا لم يستودع الله قمراً في عواصم الإغتراب ؟!


أخي / ماجد

أشكرك على إضاءاتك ...

وأستودعك الله قمراً في سماء الأدب ...

هذه تحياتي ...
تحيّاتي
أشكر لك أستاذنا القدير وأخي وعزيزي عمر مسلط مرورك الكريم ، وعذب كلماتك ، وتشجيعك المتواصل .
بوركت ، ووفّقك الله.

سَيدَتي ... أجمَلُ الوَرد .. هُو الذي تُغطيه الأوراق !
قديم 08-08-2011, 05:20 PM
المشاركة 3
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي
أشكر لك أستاذنا القدير وأخي وعزيزي عمر مسلط مرورك الكريم ، وعذب كلماتك ، وتشجيعك المتواصل .
ومنابر علوم اللغة ومشاركوها بحاجة لتشجيعك.
بوركت ، ووفّقك الله.

قديم 08-08-2011, 08:45 PM
المشاركة 4
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ربما الظروف التي أحاطت بابن زريق البغدادي منحته الحق في أن يبوح وجعه المكتوم في جنباته عبر قصيدة يتيمة لا يعرف عنه أنه قال غيرها ..
و لكن الشيء الملموس و الواضح أن الأدب القادم من بلاد الرافدين / العراق / له سمة مميزة تجعله الأقرب إلى النفس الإنسانية و هذا أيضا ينطبق على كل الفنون الآتية من شعب هذه الأرض / العراقيين/.
و لعل البيئة التي يعيشونها بما تحمله من مفردات الحنين و رقة الشعور تشكل عاملا مهما يقف وراء رقة الشعور و رهافة الحس
و البغدادي هنا إذ كانت قصيدته رسوله إلى قمره الماكث في بغداد ، بالمعنى الأعمق كانت رسوله إلى بغداد حاضرة المدن و زهوتها ..يمكننا أن نعتبر هذه القصيدة في مصاف الشعر الوطني
و قد انتبهت إلى هذا وزارات التعليم العربية في بداية عهود الاستقلال العربية في القرن الماضي و أدرجتها ضمن المناهج الدراسية لأنها تعزز حب الوطن و الاعتزاز به و الحنين إليه دوما
أ. ماجد جابر
أشكر لك هذا الانتقاء الرائع و التعريف بالقصيدة
تحيتي لك دوما

قديم 08-09-2011, 02:22 AM
المشاركة 5
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لقد كان عشقه قاتلاً . .
ويقال أنه بعد من كتابة القصيدة . .
وضعها تحت رأسه ونام . .
ولكنه توفي . . ولم يقم بعد ذلك . .
وبذلك صح المثل . .
ومن الحب ما قتل . .

العزيز الأستاذ ماجد جابر المحترم

أشكرك على حسن الاختيار والشرح . .
وهذه القصائد تحوي الكثير الممتع الذي نحتاج إلى دراسته والتعرف عليه . .

تقبل مني التحية والتقدير . .
دام يومك بهيجاً . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 08-09-2011, 02:57 PM
المشاركة 6
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ربما الظروف التي أحاطت بابن زريق البغدادي منحته الحق في أن يبوح وجعه المكتوم في جنباته عبر قصيدة يتيمة لا يعرف عنه أنه قال غيرها ..
و لكن الشيء الملموس و الواضح أن الأدب القادم من بلاد الرافدين / العراق / له سمة مميزة تجعله الأقرب إلى النفس الإنسانية و هذا أيضا ينطبق على كل الفنون الآتية من شعب هذه الأرض / العراقيين/.
و لعل البيئة التي يعيشونها بما تحمله من مفردات الحنين و رقة الشعور تشكل عاملا مهما يقف وراء رقة الشعور و رهافة الحس
و البغدادي هنا إذ كانت قصيدته رسوله إلى قمره الماكث في بغداد ، بالمعنى الأعمق كانت رسوله إلى بغداد حاضرة المدن و زهوتها ..يمكننا أن نعتبر هذه القصيدة في مصاف الشعر الوطني
و قد انتبهت إلى هذا وزارات التعليم العربية في بداية عهود الاستقلال العربية في القرن الماضي و أدرجتها ضمن المناهج الدراسية لأنها تعزز حب الوطن و الاعتزاز به و الحنين إليه دوما
أ. ماجد جابر
أشكر لك هذا الانتقاء الرائع و التعريف بالقصيدة
تحيتي لك دوما
تحيّاتي
أشكركِ أستاذتنا القديرة ريم بدر الدين على مرورك الكريم الذي نثمنه كثيرا.
وأرحِّب بمشاركاتكِ وموضوعاتكِ خاصة في منابر العلوم اللغوية .
بوركتِ، على الإضافة الرائعة كروعتكِ ، لافضّ فوكِ ، وبورك اليراع.
مع خالص مودتي.



قديم 10-10-2011, 01:40 PM
المشاركة 7
سها فتال
كاتبة وأديـبـة
  • غير موجود
افتراضي
رائعة هذه القصيدة
بوركت استاذي الفاضل على الانتقاء المميز


تحيّاتي
أشكر لك كاتبتنا القديرة سها فتال مرورك الكريم وكلماتك المنسابة انسياب الماء الرقراق.

بوركت ، وبورك اليراع وما خط .

قديم 10-31-2011, 07:57 PM
المشاركة 8
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لقد كان عشقه قاتلاً . .
ويقال أنه بعد من كتابة القصيدة . .
وضعها تحت رأسه ونام . .
ولكنه توفي . . ولم يقم بعد ذلك . .
وبذلك صح المثل . .
ومن الحب ما قتل . .

العزيز الأستاذ ماجد جابر المحترم

أشكرك على حسن الاختيار والشرح . .
وهذه القصائد تحوي الكثير الممتع الذي نحتاج إلى دراسته والتعرف عليه . .

تقبل مني التحية والتقدير . .
دام يومك بهيجاً . .

** أحمد فؤاد صوفي **
تحيّاتي
أشكر لك أستاذنا القدير وأخي وعزيزي أحمد فؤاد صوفي مرورك الكريم ، وعذب كلماتك ، وتشجيعك المتواصل ، وأعتذر لك عن تأخري في الرد .
ومنابر علوم اللغة ومشاركوها بحاجة لتشجيعك.
بوركت ، ووفّقك الله.





مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ستودع الله فى بغداد لى قــمـرٌ: لابن زريق البغدادي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في شعرية قصيدة النثر - عبد الله شريق د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 3 08-17-2019 01:57 PM
الأخنس بن شريق بن عمرو أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 3 06-23-2019 04:46 PM
معجم البلدان - ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي شهاب الدين أبو عبد الله د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-17-2014 09:29 PM
إلى أخي وليد البغدادي الحسين الحازمي منبر الشعر العمودي 18 07-12-2011 07:03 PM
الإعراب المفصل ل(بسم الله الرحمن الرحيم ) لابن خالويه عبدالأمير البكاء منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 14 01-04-2011 12:04 AM

الساعة الآن 04:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.