احصائيات

الردود
11

المشاهدات
2475
 
بثينة صالح
من آل منابر ثقافية

بثينة صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
249

+التقييم
0.15

تاريخ التسجيل
Aug 2019

الاقامة
لى كوكب وهمي

رقم العضوية
15891
02-15-2020, 08:54 PM
المشاركة 1
02-15-2020, 08:54 PM
المشاركة 1
افتراضي كُنْ رَجُلآ
كُنْ رَجُلآ
**
**
عاد لفيف من الأولاد إلى الحي الفقيرالمظلم .. والهدوء حولهم بدا كصمت القبور ..
خرجوا جميعا منذ الصباح يبحثون عن رحمة ملقاة في قلب رجل قد يتأثر ليتمهم .. لكنهم فشلوا في إيجاد ذلك الإنسان , بدت الرحمة لهم مجرد أسطورة .. والبشر تحولوا إلى كائنات لا تعترف بالإنسانية ..


كانوا يسيرون بانكسار وتعب .. يتعثرون .. فيركل أحدهم الحجارة المتسمرة في الطريق ..كم هي قاسية وغير عادلة هذه الحياة .. كيف يتخلى الحظ عن أربعة أيتام وأمهم المريضة ؟!

قطع أوسطهم الصمت بقوله : كان علينا أن لا نعود سريعآ إلى حياتنا التعيسة .. بعد قضاء ساعات في النور والدفء والثراء وجمال المكان ..
التفت إليه كبيرهم وكان يدعى طاهر فقال معترضا :
- العودة خير لنا من أن نكون عبيدا لرجل قبيح سكير ..
علق الثالث بحيرة : أنا لا أفهم لماذا لم يعطنا أجرنا بعد أن قمنا بتنظيف المنزل له .. ألم نتفق معه على هذا ؟؟
قال ذلك وهو يكز على أسنانه , بما صاح أصغرهم قائلا :
- إني جائع .. لو أكلنا .. ثم غادرنا .. هل رأيتم المائدة ؟ السمك واللحم والدجاج ؟
ولكن طاهر لم يوافقه فقال بأسى شاردا :
- لو أكلنا لما تركنا نرحل , إنه رجل شيطاني .. كان ينظر إلينا بطريقة مخيفة .. كوحش يريد الإنقضاض على فريسته .. حاول أن يقايضنا بالطعام مقابل العمل , والله وحده يعلم ما الذي دسه لنا في الطعام حتى نكون تحت رحمته ..!
عاد الصغير إلى البكاء : ولكني جائع .. أريد طعاما .. لم أكل منذ يومين ..
وبخه طاهر قائلا : كن رجلا .. لا ينبغي للرجال البكاء ..

حتى هو أيضا أصبح رجلا يبكي كثيرا في الحادية عشر من عمره .. هذا ما قاله طاهر لنفسه .. ومنذ أن حلت عليهم اللعنه في تلك الليلة .. لم يكن سوى رجل بلا حول أو قوة .. عاد الوالد يومئذ من عمله مرهقا شاحبا هزيلا .. يحمل في يده أرغفة الخبز وقليل من الجبن مقابل عمله الشاق في نقل الحديد في أحد المصانع .. كان في ذلك الوقت يتنفس بصعوبة .. فنادى طاهر وهمس إليه :
- أنت الآن رجل البيت يا طاهر .. اعتني بأمك واخوانك ..

لم يفهم ما قصده والده حتى جاء الصباح ووجد الأب ميتا في فراشه ...
اننبه من سطوة ذكرياته حين سمع فجأة صوت خطوات تقترب منهم فمسح دموعه وأمر الفتيان قائلا : صه .. هناك أحد .. اصمتوا ..
توقفوا حتى تناهى إليهم الصوت هامسآ : طاهر .. هل هذا أنت يا بني ؟
إنه صوت الأم .. هرع إليها طاهر أولا : أمي ما الذي أخرجكِ في الظلام ؟
قالت الأم فرحا : الحمدلله إنكم بخير ..
عاد طاهر لسؤالها ثانية : لماذا أنتِ هنا يا أمي .. هل حدث شيء ؟
قالت الأم مسرورة : أجل .. هل تذكرون السيدة نورة ؟
أجابها طاهر بحزن : نعم .. بالطبع نذكرها .. لقد وعدتنا بالمساعدة منذ أسابيع .. ولكنها لم تف وعدها ..

صاحت الأم بسعادة : بلى .. قد وفت بوعدها يا بني .. وأحضرت الكثير الكثير من الطعام والقناديل والأغطية وأيضا الدواء .. حتى القصص أحضرتها لكم ..
زتابعت يكاد أن يحنقها الدمع :
- سنعيش سعداء لمدة طويلة .. لن يكون الجوع رفيقنا بعد الآن .. كما أن السيدة نورة تعهدت أيضآ بأن لا تتخلى عنا حتى يشتد عودكم وتجد لكم عملا ..
صاحوا بفرح وأسرعوا يتراكضون إلى قبو المنزل القديم .. ليطردوا الثلاثي المخيف : الجوع والظلام والحزن ..
بثينة صالح


قديم 02-16-2020, 01:26 AM
المشاركة 2
تركي خلف
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: كُنْ رَجُلآ
كل القصص الإجتماعية التي تتعلق بالأطفال تأسر الألباب .. لا سيما حكايات اليتم والفقر والحرمان كلها ما تحرك مشاعرنا وتجعلنا نتعاطف معها .. وقصة طاهر الرجل الصغير جعلتنا نعيش همومه وانهزاماته وفقره .. حتى ظلام الحي والبيت الذي عاش فيهما استشعرناهما كأنهما حقيقة ماثلة لنا .. وكان أجمل ما في القصة هي النهاية السعيدة .. شكرا لكِ سيدتي ربي يبارك في قلمك وجمال خيالك
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الابتسامة هي قوس قزح الدموع

قديم 02-16-2020, 11:46 PM
المشاركة 3
فارس العمر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: كُنْ رَجُلآ
أحيانا سيدتي الرائعة بثينة لكثرة هذه المشاهد المأساوية في عالم الأطفال الواقعي تجعل الموضوع مكررا لدى الأدباء وإن اختلفت الشخصيات والفكرة ~ قصة جميلة غلب عليها الحوار الذي حمل أجزاء كبيرة من القصة ~ شكرا لكِ أستاذة بثينة لكِ مني تحية وسلاما

قديم 02-18-2020, 04:04 PM
المشاركة 4
محمد أبو الفضل سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الثالثة الألفية الثانية وسام الإبداع الألفية الأولى المشرف المميز الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 7

  • غير موجود
افتراضي رد: كُنْ رَجُلآ
الأستاذة بثينة طاهر
قصة رائعة بقلم أروع
تحية تقدير

قديم 02-19-2020, 10:13 AM
المشاركة 5
بتول الدخيل
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: كُنْ رَجُلآ
قصة رائعة استاذتي الكبيرة بثينة

باقة ودنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تدري وش صاب الخفوق!!..فيه بعض آثار شوق..وبه جروح وبه حروق..وبه سوالف لو تروق!!.وبه نزيف بالحنايا ..من فراقك .. يا هوى قلبي الصدوق

قديم 02-19-2020, 09:23 PM
المشاركة 6
هيثم المري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: كُنْ رَجُلآ
كم نحن بحاجة لعنوان القصة كي نزجر به بعضا من رجال هذا الوقت
وليس مراهقا أو طفلا عانى من الحرمان وعبر عن جوعه بالبكاء
يعطيك العافيه سيدتي للقصة التي كانت في قمة الروعه والابداع
سلمتِ وسلمت اناملك .. أرق التحايا وأعذبها لمقامك

قديم 02-25-2020, 09:08 PM
المشاركة 7
خالد الزهراني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: كُنْ رَجُلآ
الأستاذة الراقية والأخت المبدعة بقينة صالح
ما اجمل ما تعزفين لنا سيدتي من كلمات صادقة تعبرين بها
عن معاناة البشر وعن العتمة التي تسكن بيوت المساكين
دوما أتمنى لكِ التوفيق .. فتقبلي الاحترام
خالد الزهراني

و إذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقـم عليهـم مأتما و عويلا
قديم 02-26-2020, 04:00 AM
المشاركة 8
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: كُنْ رَجُلآ
لن يكون هذا الجيل أستاذتي بثينة التائه على أرصفة الحياة
إن لم يكن له خلق كخلق طاهر .. وحذر كحذر الأنقياء من الأذكياء
دارت بي قصتك في كل بقاع الدنيا وحطت بي منهكة أبتغي النوم
شكرا لهذا الجمال .. لكِ مني فائق الود والتقدير

وحيدة كالقمر
قديم 03-09-2020, 10:46 PM
المشاركة 9
مها عبدالله
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: كُنْ رَجُلآ
قصة رائعة سيدتي أوجزتي فيها حكاية الحرمان واليتم
التي يعاني منها كثير من الأطفال في عالمنا العربي والاسلامي
قصة محزنة بأدوات ابداعية ونهاية سعيدة متواضعة لطاهر وعائلته
شكرا لإبداعك .. مع أجمل المنى

قديم 03-11-2020, 05:41 PM
المشاركة 10
ممدوح الرفاعي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: كُنْ رَجُلآ
استاذتنا المتألقة بثينة قصتك ممتعة بحق وتحمل معان سامية


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: كُنْ رَجُلآ
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ويقولون : كُنْ سعيداً قبل أن تموت عبدالحليم الطيطي منبر البوح الهادئ 2 05-05-2023 08:38 PM
كُنْ سَمَكَة صفاء الأحمد منبر مختارات من الشتات. 4 01-19-2013 07:09 PM
كُنْ مُجَرَد إنسان .. أحمد النجار منبر الحوارات الثقافية العامة 6 08-27-2012 01:44 AM
كُنْ لَبيبًا ولا تَتحاذَقْ سالم بن زايد منبر الشعر العمودي 2 11-28-2011 07:51 AM
كُنْ ما اسْتَطعتَ مِنَ السَّفيهِ بِمَعْزِل عبدالفتاح الصيري منبر الشعر العمودي 4 11-12-2010 08:49 PM

الساعة الآن 05:24 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.