احصائيات

الردود
30

المشاهدات
16811
 
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6


ناريمان الشريف will become famous soon enoughناريمان الشريف will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
25,777

+التقييم
4.68

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6405
08-09-2010, 12:15 PM
المشاركة 1
08-09-2010, 12:15 PM
المشاركة 1
افتراضي حـتى لا ننســــى ...!!!
أحبتي ..
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وأسعد ربي أوقاتكم جميعاً

كان وما زال الاحتلال الاسرائيلي يسعى لطمس معالم فلسطين
وحتى لا ننسى ..
سأنقل لكم هذا الملف الكامل عن فلسطين بمدنها وقراها ومخيماتها والقرى القائمة والأخرى التي دمرتها اسرائيل ... وبعضاً من تراث الوطن
فأرجو من الله تعالى التوفيق وأرجو أن تعم الفائدة
والله المستعان



...... ناريمان


قديم 08-09-2010, 12:17 PM
المشاركة 2
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: حـتى لا ننســــى ...!!!
مدينة القدس


عاصمة فلسطين الابديه






تعريف المدينة:

الموقع الجغرافى :
تقع مدينة القدس على خط عرض 46 - 31 شمالا ، وعلى خط طول 14-35 شرقا .
مساحتها داخل الاسوار كيلومتر مربع واحد .
تحتل موقعا استراتيجيا هاما متوسطا على الجبال الفلسطينيية وتحيط بها الجبال من كافة الجوانب.
تربط بين المدن الفلسطينية الجبلية صفد، الناصرة، جنين ، نابلس ، رام الله ، بيت لحم، الخليل.
التضاريس الطبيعية :
تقع القدس على ارتفاع (720 - 780) متر فوق سطح البحر.
اراضيها تلال صخرية قليلة الارتفاع تحيط بها الاودية القليلة العمق مثل وادي جهنم من الشرق ووادى الحبانيين من الغرب، ووادى الربابة من الجنوب .
تحيط بها الجبال من جميع الجهات: جبل الزيتون من الشرق ، وجبل النبى صمويل من الغرب ، جبل المشارف من الشمال ، جبل المكبر من الجنوب.
مراحل تاريخية
من أقدم المدن التاريخية حيث يزيد عمرها عن 45 قرنا :
- نزح العرب الكنعانيون من الجزيرة العربية الى القدس قبل 5000 سنة
بناها اليبوسيون حوالى 2500 ق.م .
فتحها ( نبوخذ نصر) الكلدانى عام 586 ق.م.
احتلها الاسكندر المقدونى عام 332 ق.م ، وخلفه فيها البطالمة والسلوقيين .
دمرها القائد الرومانى ( بومبى) عام 63 ق.م.
احرقها القائد الرومانى ( تيتس ) عام 70 م.
احرقها مرة ثانية القائد الرومانى (هارديانوس) عام 135م، واسس مكانها مستعمرة (اليا كابيتولينا).
قامت والدته الامبراطورة هيلانا ببناء الكنائس فيها واعادت اليها اسم اورشليم.
بعد حصار دام ثلاثة اشهر فتح الخليفة عمر بن الخطاب مدينة القدس بعد ان تسلمها من البطريريك صفرنيوس عام 636 م.
اعطى الخليفة عمر بن الخطاب وثيقة الامان لسكان القدس (العهدة العمرية) والتى تدل على تسامح الدين الاسلامى مع الطوائف المسيحية.
احتلها الصليبيون سنة 1099 م ، وبقوا فيها 88 عاما .
تم تحريرها على يد البطل العربى صلاح الدين الايوبى يوم 2/10 / 1187 م، حيث دخل القدس وسمح للصليبيين بمغادرتها بسلام.
ظلت القدس تحت سيطرة المماليك حتى عام 1253 م.
دخلها العثمانيون عام 1516 وبقيت تحت سيطرتهم حتى عام 1917.
وقعت تحت الانتداب البريطانى ضمن فلسطين فى الحرب العالمية الاولى واستمر حتى عام 1948 م.
قام الانتداب البريطانى بتسليم مدينة القدس الغربية للصهاينة اليهود اثناء انسحابهم من فلسطين عام 1948.
احتلت اسرائيل القدس الشرقية فى 5/6/1967.
استمرت مقاومة الفلسطنيين المقدسيين ضد الاحتلال الاسرائيلى ومحاولات التهويد المستمرة وافراغ المدينة من سكانها العرب.
بلغت ذروة مقاومة تهويد المدينة باندلاع انتفاضة الاقصى عقب انتهاك اريل شارون لحرمة الحرم القدسى الشريف فى 28/9/2000 .
وما زالت الانتفاضة مستمرة وكل يوم يسقط المزيد من الشهداء والجرحى فداء لمدينة السلام . أهم اسماء المدينة عبر التاريخ :
1- سماهما العرب الكنعانيون اوروسالم ( مدينة السلام ) .
2- سماها العرب اليبوسيون ( ييوس ) نسبة اليهم .
3- سماها ادريانوس الرومانى ( ايليا كابتولينا ) .
4- سماها البيزنطيون والفرس ( ايليا ) .
5- سماها المسلمون العرب بيت المقدس - القدس - القدس الشريف ، وذلك عندما زارها الخليفة العباسي المأمون وقام بصك النقود باسم القدس بدلا من ايليا .
اهم الاماكن الاسلامية فى القدس :
الحرم الشريف : كان وما زال البؤرة الرئيسية فى تخطيط المدينة وتبلغ مساحتة (150)دونما.
يقع فى الطرف القبلى شرق مدينة القدس .
تحيط به اربعة اسوار:
السور الشمالى وطوله (321م)
السور الجنوبى وطوله (283م) والسور الشرقى وطوله (474م2)
السور الغربى وطوله (490م) ، وهو ما يسمى بحائط البراق ، وتحاول اسرائيل الاستيلاء عليه وتسميه حائط المبكى.
داخل اسواره يحتوى على عدة مبانى ومنشآت ومساجد اهمها المسجد الاقصى مسجد قبة الصخرة المشرفة ، المصلي المروانى ، كلية الدعوة واصول الدين المتحف الاسلامى، حائط البراق ، المدرسة العمرية،... الخ.
له عدة ابواب اهمها :
باب المغاربة يقع فى الجهة الغربية للمسجد الاقصى بمحاذاة حائط البراق ، وهو ما يسميه اليهود (حائط المبكى) وكانت هذه البوابة المدخل لحارة المغاربة ، ولقد ازالتها اسرائيل وطردت اهلها وتقوم على اثارة الان حارة اليهود .
باب السلسلة : هو اكبر مداخل المسجد الاقصى وتحتة يمر نفق ، (الحشمو نائيم) والذى شقتة اسرائيل و يبدأ من الجهة الجنوبية لحائط البراق وحتى الحد الشمالى الغربى من الاقصى .
باب الغوانمة - باب الاسباط - باب الرحمة - باب حطة - باب الناظرة - باب الحديد - باب القطانين - باب المطهرة - باب شرف الانبياء.
المسجد الأقصى المبارك :
يقع في الجهة الجنوبية من الحرم الشريف.
تبلغ مساحته 4400 متر مربع.
بناه الخليفة عبد الملك بن مروان سنة 693 م ، وأتمه الوليد بن عبد الملك سنة 705 ميلادي.
يبلغ طول المسجد حوالي 80 م وعرضه 55 م ويقوم على 53 عمودا من الرخام و 49 سارية مربعة الشكل.
عندما تم تحرير القدس من الصليبيين على يد البطل صلاح الدين الأيوبي في 2/10/1187م، قام بإصلاح المسجد، وجدد المحراب، كسا القبة بالفسيفساء، واتى بالمنبر الخشبي المرصع بالعاج والأبنوس من حلب ووضعه بالمسجد رمزا للنصر وبقي حتى تاريخ 12/8/1969 حيث قامت إسرائيل بحرق المسجد الأقصى.
تم ترميم المسجد الأقصى بعد الحريق مباشرة حيث أزيلت آثار الحريق ورممت القبة الداخلية، والكتابات القرآنية.




مسجد الصخرة المشرفة : -

بناه الخليفة عبد الملك بن مروان ما بين عام 66 - 72 هـ .
- يعد آية من الهندسة المعمارية الإسلامية على مر العصور .
- تميز بقبته التي يبلغ قطرها من الداخل 20.3 م وارتفاعها 20.48 م مثمنة الشكل. طول الجانب (67)قدما وارتفاع القبة (170)قدما مبنية على (4) دعائم و(12)عامودا ولها (4) أبواب.
- احتل الصليبيون القدس (1099م) وحولوا المسجد إلى كنيسة .
- عندما حرر البطل صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس عام (1187م) أعاد البناء إلى حاله القديم.








ملكية حائط البراق ( الحائط الغربي ) :

وهو الجزء الجنوبي الغربي من جدار الحرم القدسي الشريف بطول (47م) تقريبا وارتفاع (17م) . ويعتبر جزءا لا يتجزأ منه.
سمي بهذا الاسم لأنه المكان الذي ربط عنده الرسول (صلعم) براقة ليلة الإسراء والمعراج.
- يتخذه اليهود ألان معبدا لهم باعتباره جزء من الهيكل المزعوم وهذا مخالف للواقع والحقيقة والتاريخ في محاولة للاستيلاء عليه.
من اجله قامت ثورة البراق في 23/8/1929، وقتل فيها العشرات من العرب واليهود.
تم الاحتكام إلى عصبة الأمم المتحدة في حينه.
تم تشكيل لجنة دولية لتحديد حقوق العرب واليهود فى حائط البراق.
أقرت اللجنة أن للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي باعتباره جزءا لا يتجزأ من مساحة الحرم الشريف، كما تعود للمسلمين ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط.
أقرت اللجنة انه لا يجوز لليهود جلب أية أدوات عبادة او وضع مقاعد أو سجاد أو كراسي أو ستائر أو حواجز أو أية خيمة جوار الحائط لأنه ملكا للمسلمين (تقرير اللجنة المقدم لعصبة الأمم عام 1930).
أهم الأماكن المسيحية :


للمسيحيين في القدس أماكن مقدسة كثيرة أهمها :
كنيسة القيامة : تخص جميع الطوائف ما عدا طائفة البروتستانت .
بنتها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين عام 335م .
تم بناؤها فوق ( الجلجلة ) في الموضع الذي اكتشفت فيه الخشبة آلتي قيل أن السيد المسيح صلب عليها (دوام البناء) 270 سنة.
احرقها الفرس عندما احتلوا القدس في عهد كسرى ( عام 614 م ) واشترك اليهود مع الفرس في أعمال الحرق والتدمير .
أعاد بناءها الراهب مودسطى رئيس دير العبيدين فى ذلك الحين 617م .
- عندما فتح الخليفة عمر بن الخاطب القدس عام (636م) لم يصبها بأذى ، بل انه رفض ان يصلى فيها كيلا يتخذها المسلمون من بعده مسجدا ، ويطالبون بحق فيها .
- رممت الكنيسة بعد ذلك مرارا ولا سيما في عهد قسطنطين (1048 م ).
عندما احتل الصليبيون القدس عام (1099) جمعوا المعابد المتفرقة فى كنيسة واحدة وهى الكنيسة القائمة ألان.








درب الآلام:


هو طريق يعتقد أن " السيد المسيح " قد سلكه حاملا صليبه عندما ساقه جنود الرومان وإلى موقع صلبه.
ويتكون درب الآلام من 14 مرحلة تبدأ من مدرسة راهبات صهيون حيث الموقع الذي اصدر منه الحاكم الروماني "ثيوش" حكمه بصلب السيد المسيح وتتجه غربا إلى منطقة الواد وعقبة المفتى ثم عبر الطريق الذي تصل الواد بباب خان الزيت معقبة الخانقاة لتصل إلى القبر المقدس في كنيسة القيامة.
كنيسة سيدتنا مريم :
تقع الكنيسة في وادي قدرون في مكان متوسط بين سلوان وجبل الزيتون وباب الأسباط وتحتوي الكنيسة على قبور " مريم البتول " ووالديها وكذلك قبر يوسف النجار وقد بنيت بين عامي 450- 457 م .
كنيسة القديسة حنة :

وتقع الكنيسة شمالي الحرم القدسي قرب باب الأسباط، حيث أتى السيد المسيح في هذا الموقع بإحدى معجزاته وقد احترقت الكنيسة إبان الغزو الفارسي عام 614م فأعاد الصليبيون بناءها وتم تحويلها في عهد صلاح الدين الأيوبي إلى مدرسة للفقهاء الشافعيين ثم استلمها الفرنسيون من السلطان " عبد الحميد العثماني " عام 1855 م فأنشئوا بها مدرسة.
كنيسة الجثمانية :
تقع هذه الكنيسة في المنطقة بين سلوان وجبل الطور وباب الأسباط. كنيسة "سيدتنا مريم " وكان قد بناها اللاتين عام 1924 م ، حيث يعتقد أن الموقع شهد عملية القبض على السيد المسيح عندما وشى به " يهوذا الاسخريوطي.
كنيسة العلية ( دير صهيون ) :

يقع هذا الدير على قمة جبل صهيون بالقرب من باب الخليل ويعتقد بعض المسيحيين أن "السيد المسيح" تناول واتباعه في الدير عشاؤهم الأخير.
كنيسة الصعود:

بنيت على جبل الزيتون في المكان الذي يعتقد ان السيد المسيح صعد منه إلى السماء.
من ناحية أخرى تتحدد الممتلكات الدينية للأقباط في القدس في الوضع الحالي حسب الحصر التالي:
1 - دير السلطان وبه كنيسة الملاك
2 - دير مارانطونيوس شمال شرقي القيامة
3 - دير مارجرجس حارة الموارنة.
4 - كنيسة السيدة العذراء بجبل الزيتون.




5 - هيكل على جبل الزيتون
6 - كنيسة باسم ماريوحنا - خارج كنيسة القيامة
7 - كنيسة صغيرة باسم الملاك ميخائيل ملاصقة للقبر المقدس من الغرب.


.....يتبع

قديم 08-09-2010, 12:19 PM
المشاركة 3
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: حـتى لا ننســــى ...!!!
القدس

تمهيد





تتميز القدس عن سائر مدائن العالم بطابع حضـاري وتاريخي فريد اكتسـبته عبر آلاف السنين منذ أنشـأها اليبوسيون ، العرب الأقدمون .. وفى خلال هذه المسيرة الطويلة ، تبوأت المدينة منزلة رفيعة من جانب المؤمنين بالأديان السـماوية الثلاثة التي تتشارك في حضها على المساواة والإخاء بين الناس أجمعين على اختلاف أعراقهم وعقائدهم وألسنتهم ..
وقضية هذه المدينة، التي كانت ملتقى رائعا للثقافات والحضارات، وأصبحت اليوم في قلب الصراع العربي-الإسرائيلي ، تستحق إيلاءها كل اهتمام ورعاية ليس فقط من جانب الشعوب المعنية مباشرة بتاريخ القدس وواقعها المحزن ومستقبلها ، بل أيضا من جانب كل من يتطلعون إلى أن تظلل العالم قيم التسامح والإنصاف والإخاء بين البشر ..
ومن واقع معاصرتي لأهم تطورات مشاكل المنطقة ومتابعتي المتواصلة للأحداث ، واستخلاصا من قـراءتي للتاريخ ، فإنني على ثقـة تامة ، كما أكدت في أكثر من مناسبة ، بأن الحق العربي والفلسطيني في القدس لن يضيع مهما طال أمد الاحتلال ، وأن ما للعرب والفلسطينيين سيعود لهم . . فهذه هي العبرة المستقاة من التاريخ ، والحكمة المستفادة من توالى العهود والأيام . ومادمنا أصحاب حق ، وحق مشروع ، ومادمنا على عزمنا استرداد كافة حقوقنا بالوسائل المشروعة ، ومادمنا على إيماننا بهذه الحقوق وعدالتها، فلن تنأى عنا هذه الحقوق مهما طالت الأيام وقست الظروف .
إن القدس ، مع إرساء السلام العادل والشامل والمتكافئ في المنطقة على أساس الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي ، يمكن أن تصبح فعلا الأرض المباركة الطيبة التي تستنير بمصالحة تاريخية تحولها من نقطة صراع إلى منارة كبرى للتسامح والتعايش الخلاق ؛ ومن ثم ضرورة بذل كافة الجهود التي يمكن أن تنقذ عملية السلام من عثراتها الراهنة ، وهى العثرات التي نشأت نتيجة لسياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية ومواقفها
إن الأمل في أن تشهد المنطقة بزوغ فجر المصالحة التاريخية لم ينطفئ في نفسى رغم ما تعانيه عملية السلام حاليا من جمود .. ومبعث هذا الأمل القوى هو ثقتي في أن إرادة السلام سوف تكون لها الكلمة العليا في نهاية المطاف ، وسوف تتغلب على نزعات الصراع والظلم وسياسات الاستيطان والاستيلاء على الأراضي بالقوة .
وإذا كانت كل الأراضي مقدسة لأصحابها ، فإنه ليس هناك من مدينة كالقدس ، بحكم تاريخها و هويتها ، تستطيع أن تكون قبلة للمؤمنين بالسلام و العدل و الوئـام بين الشعوب و الثقافات ، و مصدر إشعاع للتعايش و التعاون الخلاق من أجل التنمية و الأمان و الاستقرار. و ليس هنالك من مقترب يقربنا من تحقيق هذا التطلع سوى انقاذ عملية السلام من ركودها الحالى توطئة لاستئناف مسيرة السلام للتوصل إلى سلام شامل و عادل يعيد الحقوق لأصحابها على أسس من القانون و الشرعية الدولية و مبدأ الأرض مقابل السلام .
دكتور/ أحمد عصمت عبد المجيد
الأمين العام
لجامعة الدول العربية
على بعد ثلاثين كيلومترا إلى الجنوب من العاصمة الأردنية عمان تقع بلدة فريدة في رونقها ، غنية بآثارها التي تعبق بذكريات ممالك العالم القديم.. إنهــا "مأدبا " التي تتوسطها كنيسة أثرية هي كنيسة الروم الأرثوذكس التي شيدت في القرن السادس الميلادي. وتتميز هذه الكنيسة بأرضية من الفسيفساء الرائعة... ها هنا تطل على الزائرين خريطة ليست كأي خريطة أخرى ، فهي أقدم خريطة أصلية للأرض المقدسة...و عمد الفنانون الذين أبدعوا رسمها و تشكيلها بالفسيفساء إلى وضع مدينة القدس ليس فقط في وسطها ، بل في نقطة المركز بالنسبة للعالم...
لم يأت هذا التصور على سبيل الخيال الفني، بل كان يعكس في واقع الأمر ما تبوأته هذه المدينة من منزلة خاصة على امتداد التاريخ المعـــروف للإنسان... و اليوم تمثل مدينة القدس، بواقعها الحالي، وبتاريخها، قضية مركزية، ليس فقط في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى سلام شـامل وعادل ودائم، بل أيضا كموضوع من الموضوعات محل الاهتمام والقلق الدوليين، بدليل ذلك العدد الكبير من القرارات الصادرة في هذا الشان عن الأمم المتحدة بكافة أجهزتها، وعن غيرها من المنظمات والتجمعات، دولية وإقليمية ..
النشــــــــأة


في مطلع العصر البرونزي ، كانت النشأة الأولى لمدينة القدس على أيدي العرب اليبوسيين الذين وصلوا إلى موقع القدس في موجة انتقال بشري وافدة من قلب شبه الجزيرة العربية إلى شماليها حوالي عام 2300 قبل الميلاد. ويؤكد المؤرخون والأثريون، و منهم كاثلين مارى كينيون ، الملقبة بـ " سيدة الأثريين في القرن العشرين " ، أن آهلي القدس في ذلك الوقت كانوا عربا ، أثبتت الحفريات وأعمال التنقيب عن الآثار وجود شواهد على أن حصون المدينة التي تحمل طابع هؤلاء السكان تعود في أقل تقدير، إلى عام 1800 قبل الميلاد، أي إلى ثمانمائة عام على الأقل قبل ظهور العبرانيين فيها..
وتقع هذه المدينة القديمة على ربوة تشرف على وديان عميقة من جميع الجهات إلا شماليها . ويبدو أن اختيار بناة المدينة الأول لهذا الموقع لم يأت من قبيل الصدفة أو الانتقاء العشوائي ، إذ أن هذا الموقع يطل على المنطقة التي كان يمر بها الطريق القديم الذي يصل فلسطين بمصر، وعلى مقربة كذلك من منطقة مفترق الطرق التي تربط نابلس بالخليل، والممر البري بين أريحا وشاطئ المتوسط ..
وأشار عالم الآثار الأمريكي، و.ف أولبرايت، في مصنفه عن آثارية فلسطين، الذي نشره في لندن عام 1967 ، إلى أن الحفريات التي يرجع تاريخها إلى عشرة آلاف عام مضت تنطبق عليها المواصفات الدقيقة للهيكل العظمي وشكل الجمجمة المميزين للقبائل الحامية والسامية، فيما أصبح من الثابت الآن أن منطقة شبه الجزيرة العربية كانت المخزن البشري الذي انطلقت منه الهجرات المتعاقبة باتجاه الشمال ، وتحديدا إلى المنطقة التي تعرف بالهلال الخصيب ..
وعن موجات الانتقال البشري اللاحقة لموجات 2300 قبل الميلاد، يقول مؤرخون أوروبيون محدثون، مثل دجيمز منتجمري ، أن قبائل المدينيين، والعماليق، وبني قديم، التي ورد ذكرها بالتوراة ، قد هاجرت إلى فلسطين في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وانهم كانوا عربا. ويذهب بعض الباحثين العرب، مثل جواد على، في كتابه : " تاريخ العرب قبل الإسلام "، إلى أن العماليق، تحديدا، كانوا من الطبقة الأولى من طبقات العرب، وإلى أنهم سكنوا فلسطين الوسطى والجنوبية وطور سينين قبل هجرة العبرانيين إلى فلسطين.
وإضافة إلى ذلك، فإن الأنبـاط الذين زاحموا الأدوميين في الأراضي الواقعة بين جنوبي كنعان من البحر الميت إلى الخليج الشـرقي للبحر الأحمر كانوا عربا هاجروا أصلا في حوالي عام 500 قبل الميلاد، من أواسط شبه الجزيرة العربية ، و استوطنوا المنطقة الواقعة بين الشام وبلاد العرب وتمتد من نهر الفرات إلى البحر الأحمر .
وهكذا نجد أن موجات الانتقال البشــري في عموم تلك المنطقة في العصور القديمة كانت موجات عربية، وان هذه الحركة البشرية العربية تؤكد الطابع العربي للمدن التي نشأت في تلك المناطق. وهذا ما تؤكده أيضا الأدوات التي عثر عليها الأثريون المنقبون، بما فيها أواني الطهي والسهام، والتي تشير جميعها إلى الأصول العربية للحياة والبشر في هذه المنطقة . ولهذا نجد الأستاذ / آب - توماس ، من جامعة بانجور في دوقية ويلز، يقول أن مدينة القدس وما حواليها كانت مأهولة منذ التاريخ الموغل في القدم، وأن الشواهد تدل على أن العموريين ، وهم اليبوسيين أجداد العرب، هم الذي قطنوها في العصر البرونزي. وتأسيسا على ذلك، يكون التواجد العربي في مدينة القدس و ما حولها أسبق بألفي أو ثلاثة آلاف عام من ظهور العبرانيين فيها ..
وعلى ذلك أيضا يتبين أن دخول العرب سلميا إلى مدينة القدس في عام 637 الميلادي لم يكن بالقطع أول ظهور عربي في المدينة لأن العرب كانوا هم بناة المدينة، وآهلوها، ومحصنوها..
وأهل القدس، عندما طالعهم عمر بن الخطاب ، كانوا عربا ينطقون باللغة العربية، أي أن عروبة المدينة كانت قائمة راسخة قبل الدخول السلمي العمري بأمد طويل. وإضافة إلى ما تقدم، فان الأثريين وجدوا آثارا تؤكد عروبة القدس مثل عين أم الدرج - عين أم العذراء - أسفل شمالي شرق المدينة، والبئر التي حفرها اليبوسيون للوصول إلى نبع الماء، كما عثروا على أجزاء كبيرة من الأسوار والاستحكامات اليبوسية القديمة .
كما ورد بالوثائق المنقوشة ذكر القدس باسمها القديم (أورشليم) في نصوص مصرية فرعونية ترجع إلى الأسرة الثانية عشرة (1991 قبل الميلاد. )، ومن هذه النصوص ما يؤكد أن القدس كانت عاصمة لمملكة تحت إمرة حاكم عربي، إما كنعاني أو عموري، وله صلة بالفرعون إخناتون (أمنحوتب الرابع) ووالده (أمنحوتب الثالث). وهذه النقوش بالخط المسماري ومدونة باللغة الآرامية عثر عليها في تل العمارنة سنة 1887 ، وبلغ عددها ثلاثمائة لوحة.
وفيما يتعلق بالأدلة اللغوية فان اسم (أورشليم) ليس عبريا ولا مشتقا من اسم عبري . فأصل التسمية كنعانية (أور سالم) والتي تعني الموقع المقدس (معبد الرب سالم) أي أن سالم رب كنعاني يبوسي قديم.
ويؤكد الدكتور/ يوسف النتشة، خبير الآثار الفلسطيني، أن جميع الحفريات الإسـرائيلية في القدس وحول المسجد الأقصى لم تصل إلى أي دليل على وجود الهيكل الذي دمره الرومان عام 70 ميلادية . ويشـرح الأثري الفلسطيني البارز أسباب فشل الإسرائيليين في العثور على الهيكل فيقول إن الثابت تاريخيا أن منطقة المسجد الأقصى، عندما دخل العـرب مدينة القدس عام 637 قبل الميلاد. ، كانت منطقة خراب و ركام بدليل أن الخليفة عمر بن الخطاب قام بتنظيفها .
ويحاول الإسرائيليون الآن البحث والتنقيب عن آثار الهيكل ولكنهم لا يجدون إلا الآثار العربية اليبوسة والعربية الإسلامية والعربية المسيحية.
وقد أثارت المحاولات الإسرائيلية لتغيير الطابع الثقافي للمدينة المقدسة قلق العالم كله على النحو الذي حدا باليونسكو إلى وضع كل القدس القديمة وأسوارها على القائمة التي أصدرتها عام 1972 للمواقع الأثرية المحفوفة بالخطر، واتبعتها في عام 1987 بنداء عالمي لصون المعـالم الثقافية للمدينة المقدسة ، وذلك في ضوء تصاعد الأعمال الإسرائيلية الرامية إلى طمس هذه المعالم .
لقد تواصل، على امتداد التاريخ المعروف، و قبل قيام دولة إسرائيل، الطابع العربي للمدينة والتواجد العربي فيها بدليل أنه يوجد بالقدس الشرقية الآن، فضلا عن المعالم والآثار القديمة، نحو مائتين وعشرين موقعـا يصنفها الأثريون مواقع ذات قيمة كبرى ، ومعظمها مبان أثرية يرجع تاريخ إنشائها إلى العصرين الأوسط والحديث، وشيدت في مراحل حكم الأمويين، فالأيوبيين، فالمماليك فالعثمانيين .. وتتميز هذه المعالم الأثرية بروعة التصميم الهندسي، إضافة إلى أنها تعتبر من آيات الجمال المعماري والإبداع الفني .
كما تواصلت السيادة العربية على المدينة المقدسة حتى عام 1099 ميلادية عندما سقطت أمام الجيوش الأوروبية فيما عرف بالحملة الصليبية، والتي وصفها قداسة البابا شنودة الثالث، بطريرك الإسكندرية والكرازة المرقسية، بأنها كانت حربا استعمارية ومن الخطأ وصفها بالصليبية لأن المسيحية تدين الحرب وتدين الاحتلال. وفي عام 1187 ميلادية ، أي بعد ثمانية وثمانين عاما، استعاد العرب القدس، واسترجعت المدينة هويتها العربية، و بدأت شيئا فشيئا تسترد رونقها العربي . وبعد خمس سنوات، توفى صلاح الدين فتولى ابنه الأكبر، علـى، الملقب بـ " الملك الأفضل" مسئولية استكمال إزالة آثار الحرب وتكثيف جهود الإعمار .
وهكذا بدأت مرحلة أخرى في تاريخ المدينة المقدسـة حظيت فيها بعناية كبرى من ملوك وحكام الأســرة الأيوبية حتى عام 1253 ميلادية، عندما وقـّع الأيوبيون والمماليك اتفاقــا نص على أن تؤول للمماليك الســيادة على الممالك الواقعـة غرب نهر الأردن، وأن يســتقل الأيوبيون بالأراضي الواقعة شرقه، وبذلك آلت الولاية على القدس إلى السلاطين المماليك في مصر الذين أخذوا في القيام بزيارات طويلة ومتكررة إلى المدينة في إشارة إلى اعتزازهم بمنزلتها، وأخذوا يرممون مبانيها التاريخية ويشيدون مباني جديدة كمقار تعليمية وعلمية ، وأسواق وحمامات. وبلغ اهتمام السلاطين المماليك بإعمار المدينة أن أوقفوا لها أوقافا خيرية خاصة . وظل هذا الوضع قائما إلى عام 1516 ميلادية عندما اشتبكت قوات السلطان العثماني سليم الأول مع قوات السلطان المملوكي قنصوه الغوري في موقعة مرج دابق التي انتهت بانتصار عثماني، وبذلك بدأت مرحلة جديدة في تاريخ القدس ظلت حتى سقوط الإمبراطورية العثمانية وما أعقبها من انتداب بريطاني.
الحق العربي الفلسطيني في هذه المدينة هو إذن حق لا ينازع تاريخيا، كما يبين العرض السابق، وقانونيا أيضا - باعتبار القدس جزءا لا يتجزأ من الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي الأرض الفلسطينية التي تنطبق عليها عشرات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تنص جميعها على عدم مشروعية ضم الأراضي بالقوة .
الواقـــع
" إن كلمة أورشليم معناها مدينة السلام .. لكن مدينة السلام صارت مدينة حرب .. وبعد ان صدحت فيها جوقات الملائكة يوم ميلاد السـيد المسـيح قائلة : " المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة"، تصاعدت فيها طلقات الرصاص وفرقعات القنابل ورشقات الصواريخ.. لا أعرف لماذا تتجاهل إسرائيل ان السلام مكسب لها وليس مكسبا للعرب فقط "
الأنبا موسى
أسقف عام بالكنيسة القبطية
الأورثوذكسية
في سبتمبر/ أيلول عام 1996 ، إفتتح إيهود ألمرت ، رئيس بلدية القدس الغربية نفق البراق وكان الإسرائيليون قد شرعوا في القيام بحفريات أسفل السور الغربي للحرم القدسي ، بزعم أن نفقا تحته هو من الآثار التي خلفها المكابيون ...لكن تبين من شهادات لأثريين مبرزين أن هذا النفق ليس مكابيا بل حفره الكنعانيون الأقدمون في جرف صخري عملا على تقوية دفاعـات المدينة التي أقاموها و ضمانا لصمود أهلها في وجه إغـارات المغيرين... و نقل عن أستاذ آثار في جامعة حيفا ، الدكتور/ رونى ريخ ، قوله إن الآثار المكتشفة تشير كلها إلى ذلك، خاصة و أنه تم اكتشاف المواقع و المرافق ذات الصلة ، مثل الحصن ، و البئر ، و بركة الماء . ودفع الفلسطينيون ثمن التصدي لمحاولة إعادة فتح النفق...خمسة و ستين مقدسيا منهم سقطوا قتلى . و لما تنقض ستة أشهر بعدها إلا و قد اندلعت مصادمات عنيفة أخرى ، هذه المرة في منطقة جبل أبى غنيم بالقدس ، حيث ظهرت الجرافات الإسرائيلية إيذانا بالعمل لبناء مستوطنة جديدة ، فكانت أحداث جبل أبى غنيم التي أفضت ، مع التراكمات ومع عوامل أخرى، إلى تعثر عملية السلام .
لقد وقعت أحداث النفق في عام 1996و ما تلاها في عام 1997من أحداث عند جبل أبى غنيم لتعيد إلى الأذهان ، وبقوة ، مسلسل الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية ، والتعسفية ، الرامية إلى تغيير الواقع على الأرض في محاولة للتأثيـر على مفاوضات الوضع النهائي، التي مازالت بدايتها معطلة بسبب السياسات الاستيطانية الإسرائيلية.
وهكذا فان حفر النفق واقامة مستوطنة أبي غنيم جاء بمثابة تصعيد للمحاولات الاستعمارية الإسرائيلية التي سبقتها لتغيير الخصائص الديموغرافية والطبيعية للمدينة المقدسة ولطابعها الثقافي العربي والتي كانت قد بدأت فور احتلال إسرائيل للقدس الشرقية عام 1967، وتكثفت مرورا بإعلان القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل في يونيو / حزيران 1976، فقرار الكنيست ضم القدس في عام 1980.
ويهدف المخطط الهيكلي لمستوطنة جبل أبي غنيم (هارحوما) إلى بناء - 6500 - وحدة سكنية لاسكان ثلاثين ألف يهودي بها ، وإنشاء هذه المستوطنة في المنطقة الجنوبية الشرقية من القدس يضع الشارع الواصل بين مدينة القدس ومدينة بيت لحم الواقعة على مشارف أبو غنيم ، تحت السيطرة الإسرائيلية تغلقه متى شاءت.
وبهذه الإجراءات غير القانونية ، و بالمخالفة لكافة القوانين و الأعراف الدولية ، وضعت إسرائيل يدها على قرابة 33% من مساحة القدس الموسعة ، و لترتفع هذه النسبة إلى نحو 40 % من إجمالي مساحة القدس، استنادا إلى الخرائط التي رسمتها إسرائيل بهدف تحجيم أعمال البناء العربي و كبح النمو السكاني للتجمعات العربية في القدس الشرقية والقرى المتاخمة. وترتب على هذه السياسات الإسرائيلية ارتفاع عدد السكان الإسرائيليين في القدس الشرقية من صفر في عام 1967 إلى 160 ألفا في عام 1993، إلى أكثر من ذلك في عام 1997.
ويلاحظ أن الاستيطان الإسرائيلي في المناطق العربية الفلسطينية إنما هو مقرون بنزع ملكية العرب، فقد نزعت إسرائيل حوالي 23 ألف دونم في القدس منذ عام 1967 وحتى عام 1994، كما صادرت عقارات أربعة أحياء عربية كاملة داخل سور المدينة ، وهدمت 720 عقارا عربيا، واشتمل مشروع القدس الكبرى على ضم اكثر من ستين قرية عربية وبعد ذلك أقرت مشاريع للاستيلاء على 4400 دونم اخرى من أراضي القدس لبناء مستوطنات جديدة.
وفي سياق هذه السياسات، جاء قرار إسرائيل في مطلع عام 1998 بالموافقة على بناء مستوطنة جديدة من 132 وحدة سكنية على مساحة تبلغ 14.7 دونما من الأراضي الفلسطينية في حي راس العمود في القدس وتحول الخطة في حال تنفيذها دون إقامة ممر بين منطقة أريحا والحرم القدسي الشريف ثم جاء قرار الخطة الاستيطانية المسماة (e.i) لتستهدف الربط بين القدس ومستوطنة (معاليه أدوميم) من خلال بناء والحيلولة دون وجود بناء عربي يمنع هذا الربط . وهناك أيضا خطة (أبوديس) لبناء أكثر من مائتي وحدة سكنية بهدف إيجاد ثقل يهودي بقرية (أبو ديس ) العربية لموازنة تواجد المؤسسات المركزية للسلطة الفلسطينية في هذه القرية العربية .
ومن هذا تتضح صورة الاستراتيجية الاستيطانية الإسرائيلية التي ترمي إلى إغلاق الحلقة الخارجية من الأحياء اليهودية التي كان قد تم بناؤها في القدس سنة 1967 ومنع امتداد بيت لحم في الفراغات.
وجدير بالذكر أن العمل في خطة بناء مستوطنة جديدة في باب العمود يجري في الوقت الذي تواصل فيه الجهات الإسرائيلية المعنية رفضها لخطة بناء فلسطينية لسكان حي العرب (رأس العمود) الذين يزيد عددهم عن أحد عشر ألفا . وقد استنكر العرب من أهل القدس هذا الموقف الإسرائيلي واعتبروه يهدف إلى تقسيم الحي الفلسطيني إلى قسمين وتخصيص أحدهما لمستوطنات جديدة.
وربما كان من أوضح السياسات الإسرائيلية استهدافا لتغيير واقع مدينة القدس وهي عمليات مصادرة أراضي الفلسطينيين لغرض بناء مستوطنات عليها . وقد صادرت إسرائيل ، منذ عام 1967 ، ما يصل إلى نحو 24 ألف كيلو متر مربع تشكل بنسبة 34% من إجمالي مساحة القدس الشرقية ، وبذلك أصبحت إسرائيل تسيطر الآن ، سواء بشكل ظاهر أو ضمني ، على نحو 74% من إجمالي مساحة القدس الشرقية.
وشملت هذه السياسات أيضا أعمال هدم العقارات المملوكة للعرب، وهي الأعمال التي شرعت فيها إسرائيل فور احتلالها للقدس الشرقية في يونيو 1967، فدفعت ، بعد أربعة أيام من وقف القتال ، بجرافاتها إلى الحي المغربي الذي يقع داخل أسوار المدينة فردمته بأكمله، ثم توجهت إلى أربعة وعشرين دارا أخرى بجوار هذا الحي فنسفتها. وتوالت أعمال هدم العقارات العربية وتشريد ساكنيها وذلك في سياق عملية منظمة لتغيير التركيبة السكانية للمدينة وطابعها المعماري وهويتها الحضارية .
وترتب على هذه السياسات ان بلغ إجمالي عدد الوحدات السكانية الاستيطانية التي شيدتها في القدس الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ الاحتلال المدينة في يونيو/حزيران 1967 وحتى نهاية عام 1997 أكثر من 77 ألف وحدة ، وارتفع عدد المستوطنات في نفس الفترة إلى ثلاث عشرة مستوطنة.
منذ وصول شارون الى الحكم ازدادت الاجراءات الاسرائيلية لتهويد القدس ومصادرة الاراضى المحيطة بها وبناء المستوطنات حولها والاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية ولاسيما مخططاتها ضد المسجد الاقصى لهدمه وبناء ما يطلق عليه هيكل سليمان .
فعلى صعيد النشاط الاستيطانى كشف النقاب عن خطة اعدتها شركة حكومية اسرائيلية تهدف لتوسيع " الحى اليهودى" فى البلدة القديمة ، وذلك من خلال بناء مئات الوحدات السكنية فى الحى اليهودى بتكلفة تصل الى 36 مليون دولار وايجاد تواصل يهودى بين القدس الغربية والحرم القدسى ، كما يهدف المخطط لبناء حى استيطانى جديد فى محيط جبل صهيون وتوسيع الوجود الاستيطانى فى حى سلوان وايجاد تواصل اقليمى اسيتطانى بين حى يمين موشيه ، وحديقة ماميلا ، والحرم القدسى الشريف .
اما على صعيد الاعتداء على المسجد الاقصى ، فقد اكد مكتب رئيس الوزراء شارون على تلقيه خطة لبناء كنيس يهودى فى ساحة المسجد الاقصى ، كما يدور الحديث عن مخططات اسرائيلية لاحداث تغييرات جذرية فى ساحة البراق وذلك من خلال اعادة إحياء اوهام الاحجار الكبيرة لحائط البراق . وكان الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية داخل الخط الاخضر قد كشف النقاب عن وجود 25 جماعة يهودية متخصصة فى العمل على هدم المسجد الاقصى من بين 120 جماعة يهودية تعمل لاعادةى بناء الهيكل المزعوم .
وفى اطار المحاولات الاسرائيلية لتكريس احتلال مدينة القدس والادعاء بالحقوق اليهودية فى الحرم القدسى ، اقامت السلطات الاسرائيلية قرب المسجد الاقصى وعلى انقاض اثار اسلامية متحفا يشكل نموذج لما يطلق عليه ( هيكل سليمان ) وفتحت المجال امام اليهود لدخوله .
ومنذ بدء انتفاضة الاقصى والسلطات الاسرائيلية تمنع جميع الرجال من تقل اعمارهم عن 25 عام من دخول المسجد الاقصى للصلاة ايام الجمعه ، ودأبت كذلك على اقتحام المسجد بصورة دورية واطلاق النار على المصلين ، واكدت مصادر اسرائيلية سياسية وثقافية على اصدار شارون اوامره بتقليص عدد المصلين الذين تسمح لهم السلطات الاسرائيلية بالصلاة فى الحرم القدسى ايام الجمع .
كما اشار تقرير الاغاثة فى ( بيت الشرق ) على تركيز السلطات الاسرائيلية على تفريغ المدينة من سكانها الاصليين من خلال هدم المنازل والغرامات الباهظة على المواطنين الفلسطينيين ، ووضع العراقيل امام اجراءات التراخيص لبناء او ترميم اى مبنى فلسطينى فى القدس الشريف ، وتتركز عمليات الهدم دون سابق انذار على مناطق جبل المكبر ، سلوان ، الشيخ جراح ، وبيت حنينا .
وعلاوة على عمليات بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي والعقارات تعرض العرب المقدسيون لإجراء آخر قصد به تغيير الطابع الديموغرافى للمدينة، وبالتالي إحداث تعديل جوهري في وضعها ، ويتمثل هذا الإجراء في سحب هويات المقدسيين سواء بحجة أنهم لم يكونوا متواجدين بالمدينة عند احتلالـها من جانب الجيش الإسرائيلي ، أو بدعوى السكن في مناطق خارج حدود بلدية القدس . و وفقا لتقديرات فيصل الحسيني ، مسؤول ملف القدس لدى السلطة الوطنية الفلسطينية ، فإن نحو سبعين ألفا من المقدسيين مهددون الآن بفقدان حقهم في الإقامة بالمدينة .
كما أن الواقع المعيشي و الحياتي ، بما يظهره من تفرقة و تمييز ، يدحض كل حديث لإسرائيل عن وحدة القدس ... فمظاهر التفرقة والتقسيم بادية في كافة مناحي الحياة اليومية والتعاملات الإدارية .. من التعليم حيث الفرض القسري لمناهج التعليم و تعريض رجال التعليم للمضايقات إلى وصلت في بعض الحالات إلى حد الإبعاد ، وفي خدمات الرعاية الصحية وخاصة من حيث تجهيزات المستشفيات و بنوك الدم، و كذلك بطاقات الهوية، في إصرار واضح على خنق التواجد العربي ودفع أهل المدينة العرب إلى التخلي عن حقوقهم التاريخية فيها.
وقد أقرت الأمم المتحدة في إحدى وثائقها بأن ثمانية آلاف من المقدسيين قد فقدوا صفة " مقيم" في القدس لمجرد انهم أخفقوا في إثبات وجودهم بالمدينة عندما كانت السلطات الإسرائيلية تقوم بإجراء تعداد للسكان عام 1967 . وتضيف الوثيقة إن الحصول على صفة " مقيم" لا يعني التمتع تلقائيا بحقوق المواطنة أو حتى ضمان الإقامة المستمرة .
كما ان الفلسطينيين الراغبين في السفر إلى الخارج يمنحون تصاريح خروج سارية المفعول لمدة تتراوح بين عام وثلاثة أعوام ، ويتعرض هؤلاء المسافرون لخطر الحرمان من حق العودة إلى مدينتهم فيما لو أخفقوا في تمديد التصاريح قبل نهاية صلاحيتها . ويواجه أيضا نفس الخطر ، أي خطر فقدان حق الإقامة في القدس ، أي مواطن فلسطيني يسافر إلى الخـارج ويقضى مدة تتعدى سبع سنوات أو يكون له مقر إقامة في الخارج . وقد شـهد عام 1996 حملة إسرائيلية واسعة النطاق من مصادرة لبطاقات الهوية للمقدسيين الفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر غير إسرائيلية ، الأمر الذي خلق حالة من القلق الشديد. وعلاوة على ذلك ، فإن زوجات المقدسيين اللائى يعشن بالخارج ، وأولادهم المقيمين في الخارج ، لا يتمتعن أو يتمتعون بحق الإقامة تلقائيا في القدس بل ينبغي عليهن أو عليهم التقدم بطلبات للإقامة في المدينة على أساس أنها طلبات التئام شمل عائلي ، وهي طلبات يخضع البت فيها لقيود جديدة ..
ومما يزيد أيضا من مصاعب الواقع الحياتي للفلسطينيين المقدسيين تلك الاغلاقات المتكررة للضفة الغربية وعزلها عن القدس ، وهي إجراءات تأتي في حقيقتها في إطار العقوبات الجماعية على الشعب الفلسطيني . وتنطوي هذه الاجراءات ، وبالنسبة للقدس ، على عزل الأحياء العربية عن بعضها البعض وعزل القدس عن الضفة الغربية وغزة بل انه عزل كل إنسان فلسطيني عن ممارسة حياته العادية.
وقد عملت سياسة الإغلاق هذه بالطبع على زيادة نسبة البطالة بالنسبة للمقادسة حتى ان مصادر الغرفة التجارية في القدس تقدر هذه النسبة بخمسة وستين بالمائة، بالإضافة إلى خسائر يومية تقدر بملايين الدولارات. منيتتبع الإجراءات والسياسات الإسرائيلية يجد أنها مناقضة لمبادئ القانون الدولي لأنها تغير الواقع على الأرض ، وهي في القدس كما هي ، في المناطق المحتلة الأخرى ، تتسم بعدم الشرعية . وجاءت قرارات الأمم المتحدة لتبرز هذه الحقيقة وتؤكد عدم مشروعية الضم والمصادرة وتدين إسرائيل على ما ترتكبه من أعمال عنف ضد الفلسطينيين في القدس.
وإزاء تصرفات إسرائيل غير القانونية جاء الموقف ارتضاه المجتمع الدولي متمثلا في إدانة إسرائيل والتردد أو الامتناع عن نقل البعثات الدبلوماسية من تل أبيب إلى القدس.

كما جاء الموقف الأوروبي معبرا بصدق عن موقف المجتمع الدولي، إن أصدر المجلس الوزاري للاتحاد الأوروبي بيانا في 27 فبراير/شباط 1997 جاء فيه :
" إن المبادئ التي احتواها قرار مجلس الأمن رقم 242 ، الصادر في الثاني وعشرين من نوفمبر/تشرين ثان 1967 ، تنطبق على القدس الشرقية، وخاصة مبدأ عدم جواز ضم الأراضي بالقوة . ومن ثم فإنها (القدس الشرقية) لا تقع تحت السيادة الإسرائيلية... وتنطبق اتفاقية جنيف الرابعة تمام الانطباق على القدس الشرقية، قدر انطباقها على الأراضي الأخرى الواقعـة تحت الاحتلال " .
رؤيــــة للمستقبل
تشير إحدى الوثائق الهامة الصادرة عن الأمم المتحدة في نهاية عام 1997، وهى الوثيقـة التي تحمل عنوان " وضع القدس " وأعدتها لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسـة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف ، إلى أن للقدس وضعا خاصا باعتبارها واحدة من أقدم مدن العالم ، وأنها كانت على امتداد التاريخ نقطة تلاق للثقافات والحضارات ، فضلا عن احتوائها على ثلاثة مشاعر هي : الحائط الغربي المعروف بحائط المبكى ، وكنيسة القيامة ، والمسجد الأقصى، وهى مشاعر مقدسة لمعتنقي الأديان السماوية الثلاثة .
وتستعرض الوثيقة ومراحل تطور قضية القدس ، مشيرة إلى قرار تقسيم فلسطين في 29/11/1947 ، وهو القرار الذي تضمن أيضا النص على وضع القدس كمدينة موحدة تحت نظام إدارة دولية تشمل بلدية القدس ، أي مدينة القدس بأكملها ، بأحيائها القديمة والجديدة ، وما يجاورها من قرى .
إلا أن نظام تدويل القدس لم ير النور لأن الجمعية العامة للأمم المتحدة لم تستطع إقرار مشروع النظام على النحو الذي أعده مجلس الوصاية ، وهو الذي أنيطت به المهمة، ومن ثم تعطلت فكرة التدويل، أن الأحداث المتعاقبة على القدس منذ عام 1948 الى استحالة تنفيذه .
كما ان ادعاء اسرائيل السيادة على القدس ، وضمها اليها وجعلها عاصمة لها ، هو إدعاء مرفوض سواء من قبل الموقف العربى ، ( كما تم التعبير عنه فى قرارات القمم العربية او قرارات مجلس الجامعة ) ، او من قبل الموقف الدولى الذى لا يعترف باستثناءات لا يعتد بها بضم اسرائيل للقدس ، كما ورد فى قرارات مجلس الامن رقمى 252 لعام 1968، و 267 لعام 1968 ، وغيرها .
وتؤكد الدول العربية عزمها على قطع العلاقات مع اى دولة تعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل او تنقل سفاراتها اليها كما ورد فى قرار قمة عمان عام 1980، والقمم اللاحقة ، اما بالنسبة للمقترحات الاخيرة حول موضوع السيادة على القدس والمسجد الاقصى ، بمعنى جعل السيادة فوق الارض للفلسطينيين وتحت الارض للاسرائيليين فهى مقترحات غير جادة ولايمكن ان يعتد بها من النواحى القانونية فضلا عن النواحى العملية .
ويرى مسؤول ملف القدس لدى منظمة التحرير الفلسطينية إن الحل الأمثل لمشكلة القدس هو " مدينة مفتوحة " يشعر فيها كل من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي انها عاصمة له.. عاصمة لإسرائيل وفلسطين . ويطالب فيصل الحسيني بتعاون الجميع من أجل أن تكون القدس عاصمة تعاون بدلا من أن تكون عاصمة إسرائيل معزولة .
ويؤكد المسؤول الفلسطيني إن منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية هي الهيئة الوحيدة التي تغلق الباب بوجه التطرف وتفتح الباب من أجل السلام .
إن القدس بما لها من مكانة تاريخية تميزها عن باقي المدن وتجعلها " زهــرة المدائن " ، يمكن أن تصبح - كما يقول أمين المجلس الوطني الفلسطيني ، مدينة سلام موحدة كما كانت طوال تاريخها الماضي من قبل الاحتلال ، وأن تشكل القاسم المشترك لجميع الثقافات والديانات، وأن تؤسس على أرضها المصالحة التاريخية في المنطقة . أما الإصرار على تهويد المدينة فهذا يعني امتداد الصراع إلى ما لا نهاية. ويضيف أمين المجلس الوطني الفلسطيني " إن حق الشعب الفلسطيني في السيادة على مدينته المقدسة حق لا ينازع، كونها جزءا لا يتجزأ من الضفة الغربية وغزة الأرض الفلسطينية ...
والواقع أن الفلسطينيين المقدسيين المرابطين الصادقين الشرفاء في زهرة المدائن يثبتون كل يوم صدق رغبتهم في السلام العادل على الأرض الطاهرة . والفلسطينيون لم يقصروا في الاتصال بالاسرة الدولية على النحو الذي ييسر الحوار من أجل السلام.
ولم يتوان المعنيون الفلسطينيون مضاعفة تشجيع إخوانهم المقدسيين على البقاء في المدينة المقدسة وعدم البحث عن عمل خارج مدينتهم سواء في الأراضي الفلسطينية أو خارجها.
ولم يقصر الفلسطينيون في محاولة استكشاف مقترحات ورؤى فلسطينية فيما يتعلق بمستقبل المدينة المقدسة .
ومع تحملهم لأقسى أنواع وصنوف الاضطهاد والملاحقة والعنف تنادي الفلسطينيون إلى انشاء هيئة للتنمية الحضارية في القدس الشرقية ولم يتوقف المهندسون الفلسطينيون عن العمل في اتجاه رفع البنية التحتية في القدس الفلسطينية إلى المستوى الذي تتمتع به القدس الإسرائيلية.
ولم يتوانوا عن التفكير في بذل الجهود لإقامة برنامج مكثف من الترميمات في البلدة القديمة وفي الأحياء العربية المجاورة المختلفة إلى جانب النظر في إمكانية تنمية المراكز التجارية بما يتناسب ومتطلبات البيئة وبما ييسر الانسجام الإنساني في المدينة، مع إدراكهم ، للمسؤولية الوطنيـة ، ان عملية البناء هذه لن تكون في بادئ الأمر ضخمة وفق المعايير الدولية من ناحية قيمتها المالية ، أما قيمتها الإنسانية والسياسية فإنها ستكون بلا شك بلا حدود.
صحيح ان إسرائيل منعت أو عرقلت تنفيذ كثير مما يخططون ولكنهم، اثبتوا للمجتمع الدولي انهم على طريق القدس المفتوحة ، وانهم طلاب سلام حقيقي في القدس.
لقد بدأ المجتمع الدولييدرك الآن إن قضية السلام في الشرق الأوسط تتطلب ألا تنفرد اسرائيل باجراءات من جانبها لتقرير مصير مدينة القدس. ومن واقع إحساس العالم للعدالة والرغبة في العيش في عالم متحضر حيث يتم التوصل إلى القرارات بالاتفاق لا بالقوة ، يصبح من المهم تهيئة الظروف الملائمة والضرورية لضمان مستقبل قابل للتحقق والاستمرار ، ومن ثم فإن من المهم أن تقتنع اسرائيل بالتراجع عن الإجراءات التي تتعارض مع القانون الدولي ، بما في ذلك التراجع عن ضم القدس الشرقية ، وان يدرك المسؤولون الإسرائيليون ان المستوطنين الذين حشدوا في القدس الشرقية ليسوا هم الجسر المستقبلي المناسب الذي يحمل علاقات اكثر انسجاما بين الإسرائيليين والفلسطينيين ، أي أن هؤلاء المستوطنين في القدس الشرقية لا يمثلون أفضل الوسائل لصياغة علاقات طبيعية في المستقبل.
وبالتالي فان على إسرائيل أن توقف جميع السياسات والإجراءات التي تؤثر على النتيجة النهائية للمفاوضات حول القدس ، وخاصة السياسات المتعلقة بالاستيطان والمستوطنين ، ومصادرة الأراضي الفلسطينية ، وشق الطرق الالتفافية.
وعندها، عند التزام إسرائيل بالسلام الحقيقي المنشود ، تصبح طموحات الذين يفكرون في حلول ممكنة لمشكلة القدس ليس أملا طوباويا ، ولكن أملا عمليا وممكنا ، مادام نشدان السلام الشامل العادل لدى الأطراف المتنازعة استراتيجية حقيقة.




.....يتبع

قديم 08-09-2010, 12:22 PM
المشاركة 4
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: حـتى لا ننســــى ...!!!
الأهمية الدينية للمدينة




من يدرس الأماكن المقدسة للديانات الثلاث في مدينة القدس يتعرف على تاريخ المنطقة سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية فهي المرآة التي عكست حضارة الشعوب التي أمتها على مر العصور. ولعل هذه المدينة والتي تعد من أقدم وأقدس المدن على ظهر الأرض والتي تمثل الروح بالنسبة للديانات الثلاث كانت محط أنظار البشرية منذ العصور الأولى، فهي مهد المسيحية وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالنسبة للإسلام .
فلا عجب أن يسطر التاريخ أعظم المعارك والملاحم البطولية التي عرفها العرب والمسلمون على أرض فلسطين ومن أجل القدس (عين جالوت واليرموك وحطين واجنادين ) فضلا عن عشرات المعارك والحروب التاريخية قبل الإسلام سواء كانت معارك محلية أم وثنية .

الأماكن الإسلامية :

مدينة القدس حافلة بالمباني الأثرية الإسلامية، حيث يوجد بها حوالي مائة بناء أثري منها المساجد والمدارس والزوايا والتكايا والترب والربط والتحصينات والعديد من المباني التي ذكرت في كتب التاريخ وقد زالت معالمها .
لقد أظهر الإسلام تعلقه واهتمامه بهذه المدينة منذ نشأته، نظرا لأهميتها وقيمتها الدينيتين في العقيدة الإسلامية، لهذا اهتم الملوك والولاة المسلمون على مر العصور بتشييد المباني الفخمة المزينة بالنقوش والزخارف الجميلة وإنشاء المباني العامة لخدمة الحجيج والمتعبدين والمقيمين بجوار المسجد بهدف نيل الخير الجزاء من الله سبحانه وتعالى.
1.المسجد الأقصى :
يقع مبنى المسجد الأقصى المبارك في الجهة الجنوبية من الحرم الشريف الذي تبلغ مساحته 150 دونما، أما مساحة مبنى المسجد الأقصى فتبلغ 4500 متر مربع، شرع في بنائه الخليفة عبد الملك بن مروان الأموي، و أتمه الوليد بن عبد الملك سنة 705 م، ويبلغ طوله 80 مترا، وعرضه 55 مترا، ويقوم الآن على 53 عمودا من الرخام و 49 سارية مربعة الشكل وكانت أبوابه زمن الأمويين مصفحة بالذهب والفضة، ولكن أبا جعفر المنصور أمر بخلعها وصرفها دنانير تنفق على المسجد، وفي أوائل القرن الحادي عشر أصلحت بعض أجزائه وصنعت قبته وأبوابه الشمالية
وعندما احتل الصليبيون بيت المقدس سنة 1599 جعلوا قسما منه كنيسة، واتخذوا القسم الآخر مسكنا لفرسان الهيكل، ومستودعا لذخائرهم، ولكن صلاح الدين الأيوبي عندما استرد القدس الشريف منهم أمر بإصلاح المسجد وجدد محرابه وكسا قبته بالفسيفساء ووضع منبرا مرصعا بالعاج مصنوع من خشب الأرز والأبنوس على يمين المحراب، وبقى حتى تاريخ 12/8/1969 وهو التاريخ الذي تم فيه إحراق المسجد الأقصى من قبل يهودي يدعى "روهان " ، حيث بلغ الجزء المحترق من المسجد 1500 م بما يعادل ثلث مساحة المسجد الإجمالية .
أبواب الحرم :
الأبواب المفتوحة :
1. باب الأسباط
2. باب حطة
3. باب شرف الأنبياء
4. باب الغوانمة
5. باب الناظرة
6. باب الحديد
7. باب القطانين
8. باب المتوضأ
9. باب السلسلة
10. باب المغاربة
الأبواب المغلقة :
1. باب السكنية
2. باب الرحمة
3. باب التوبة
4. باب البراق
النوافذ :
النوافذ عددها 137 نافذة كبيرة من الزجاج الملون.
القباب والمآذن :
1. قبة السلسة
2. قبة المعراج
3. قبة محراب النبي
4. قبة يوسف
5. قبة الشيخ الخليلي
6. قبة الخضر
7. قبة موسى
8. قبة سليمان
9. القبة النحوية
المآذن
1. مئذنة باب المغاربة
2. مئذنة باب السلسلة
3. مئذنة باب الغوانمة
4. مئذنة باب الاسباط
أروقة المسجد :
1. الرواق الممتد من باب حطة إلى باب شرف الأنبياء (باب فيصل
2. الرواق المحاذي لباب شرف الأنبياء .
3. الرواقان السفليان اللذان تحت دار النيابة شمال الحرم من الغرب .
4. رواقان فوقهما مسجدان .
5. الأروقة الغربية ( وتمتد من باب الغوانمة إلى بابا المغاربة ) .
6. الرواق الممتد من باب الغوانمة إلى باب الناظر .
7. الرواق الممتد من باب الناظر إلى باب القطانين .
8. الرواق الممتد من باب السلسلة إلى باب المغاربة .
9. الرواق الممتد من باب القطانين إلى باب المغاربة .
الأسبلة :
1. قد أنشئت سبل عديدة في جوانب الحرم للوضوء والشرب أكبرها
2. سبيل قايتباي
3. سبيل شعلان
4. سبيل باب الحبس
5. سبيل البديري
6. سبيل قاسم باشا
الزوايا
1.الزوايا النقشبندية :
وسميت بالأزبكية وتقع في حارة الواد بالقرب من زوايا الحرم الشمالية الغربية وعلى بعد بضعة أمتار من باب الغوانمة، بناها مؤسس الطريقة النقشبندية الشيخ محمد بهاء الدين نقشبند البخاري فوق ارض اشتراها لإيواء الغرباء و إطعام الفقراء من مسلمي بخارى وجاوة وتركستان ، سنة (1025هـ –1616 م ) وقد أضيف إليها فيما بعد بعض الغرف يوم تولاها الشيخ حسن بن الشيــخ محمـــــد الصالـح الأزبكي (1144هـ – 1731م).
2.زاوية الهنود :
أسسها بابا فريد شكر كنج من مسلمي الهند، وقد جاء إلى بيت المقدس قبل أربعة قرون بقصد العبادة، وهي واقعة في شمال المدينة بداخل السور عند باب الساهرة وفيها مسجد ولها وقف باب حطة .
3.الزاوية الادهمية :
وتقع هذه الزاوية إلى الشمال خارج السور على بعد مائتي متر منه بين باب العمود وباب الساهرة .
4.زاوية الشيخ جراح :
وتقع في حي الشيخ جراح وبها مسجد أوقفها الأمير حسام الدين الحسين بن شرف الدين عيسى الجراحي أحد أمراء الملك صلاح الدين ،توفي في صفر سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ودفن بزاويته المذكورة .
5.الزاوية الرفاعية :
وتسمى أيضا بزاوية (أبي السعود ) سميت بذلك لأن أكثر المنتمين إليها من العائلة المعروفة بآل أبي السعود وتقع بداخل الحرم القدسي إلى الشمال تحت مئذنة باب الغوانمة .
6.الزاوية اللؤلؤية :
أوقفها" بدر الدين لؤلؤ غازي "وتقع بباب العمود داخل السور .
7..الزاوية البسطامية :
أقيمت قبل سنة ( 770هـ-1368م ) أوقفها الشيخ عبد الله البسطامي وتقع في حارة المشارقة .
8.الزاوية القادرية :
وسميت بزاوية (الأفغان ) أيضا لكثرة المنتمين إليها منهم وتقع في حارة الواد على بعد بضعة أمتار من الزاوية النقشبندية إلى الجنوب الغربي .
9.الزاوية المولوية :
تقع في حارة السعدية ويقيم فيها المؤيدون لهذه الطريقة حيث دخلت هذه الطريقة بيت المقدس في أوائل الحكم العثماني (925هـ – 1519م ) .
10.زاوية الخانكي :
تقع هذه الزاوية في حارة النصارى ، سميت ( بالخانقاه الصلاحية )، أسسها صلاح الدين سنة (585هـ- 1189م ) حيث كانت قبل ذلك التاريخ منزلا لبطاركة الروم الأرثوذكس ودارا للقس وقد أخذها منهم الصليبيون ولما استرد صلاح الدين القدس منهم أرجعها إلى أصحابها الأولين وهم (الروم )، كما ارجع إليهم ممتلكاتهم الأخرى التي كان الصليبيون قد أخذوها منهم ومنها دار البطركية وفي غضون ذلك وافق الروم أن يقتطع صلاح الدين من منزل القسس والبطاركة جانبا فنزل فيه مدة إقامته في القدس ثم جعله جامعا ورباطا للعلماء الصوفيين وصارت في الإسلام دارا للمجاهدين .
11.الزاوية الجيدية :
وتقع في مقام النبي داود ،إلى الشمال من الضريح نفسه.
1. أبواب القدس :
لمدينة القدس سبعة أبوب ما زالت مستعملة و أربع أبواب مغلقة وهي :
أولا الأبواب المفتوحة :
1. باب العمود :
يقع في منتصف الحائط الشمالي لسور القدس تقريبا ويعود تاريخه إلى عهد السلطان (سليمان القانوني ) العثماني وتعلو هذا الباب قوس مستديرة قائمة بين برجين ويؤدي بممر متعرج إلى داخل المدينة، أقيم فوق أنقاض باب يرجع إلى العهد الصليبي .
ووجدت أثناء حفريات سنة 1936 وسنة 1966م بقايا بابين يعود أحدهما إلى زمن الإمبراطور (هادر يانوس ) الذي أسس مدينة "ايلياء كامبيتولينا " ما بين سنوات 133-137 م) على أنقاض المدينة التي دمرها الإمبراطور طيطوس .
أما الثاني هو " هيرودوتس اغريباس " في منتصف القرن الأول الميلادي وتظهر الكتابة فوق باب " هادريانوس " اسم المدنية الجديدة، والباب عبارة عن قوس ضخمة ترتكز على دعامتين من الحجارة القديمة المنحوتة نحتا ناعما والمزودة بإطار انعم نحتا وقد أضيف عمود داخل الباب في أيام الإمبراطور هادريانوس نفسه .
ويظهر العمود في خريطة الفسيفساء التي عثر عليها في الكنيسة البيزنطية في" مأدبا " وقد بقى هذا العمود حتى الفتح الإسلامي ولذلك سمى العرب الباب "باب العمود " وكان يدعى من قبل باب دمشق لانه مخرج القوافل إليها .
2.باب الساهرة :
يقع إلى الجانب الشمالي من سور القدس على بعد نصف كيلو متر شرقي باب العمود، وباب الساهرة بسيط البناء، حيث بنى ضمن برج مربع ،و يرجع إلى عهد السلطان سليمان العثماني وكذلك كان يعرف عند الغربيين باسم باب هيرودوتس .
3. باب الأسباط :
وسمي أيضا بباب القديس اسطفان لدى الغربيين ويقع في الحائط الشرقي ويشبه في الشكل باب الساهرة، ويعود تاريخه أيضا إلى عهد السلطان سليمان العثماني .
4. باب المغاربة :
يقع في الحائط الجنوبي لسور القدس ، وهو عبارة عن قوس قائمة ضمن برج مربع ، ويعتبر أصغر أبواب القدس .
5.باب النبي داود :
عرف لدى الأجانب باسم باب صهيون فهو باب كبير منفرج يؤدى إلى ساحة داخل السور، وقد أنشأ في عهد السلطان سليمان عندما أعاد بناء سور المدينة .
6. باب الخليل :
يقع باب الخليل في الحائط الغربي وسمي لدى الأجانب "بباب يافا "
7. الباب الجديد :
فتح في الجانب الشمالي للسور على مسافة كيلو متر تقريبا غربي باب العمود وهو حديث العهد يعود إلى أيام زيارة الإمبراطور الألماني(غليوم الثاني) لمدينـة القدس عـام 1898م.
ثانيا : الأبواب المغلقة :
1. باب الرحمة :
وسمى هذا الباب لدى الأجانب بالباب " الذهبي " لبهائه ورونقه ويقع على بعد 200 م جنوبي باب الأسباط في الحائط الشرفي للسور ويعود هذا الباب إلى العصر الأموي.
وهو باب مزدوج تعلوه قوسان ويؤدي إلى باحة مسقوفة بعقود ترتكز على أقواس قائمة فوق أعمدة كورنثية ضخمة .
وقد اغلق العثمانيون هذا الباب بسبب خرافة سرت بين الناس آنذاك، مألها أن الفرنجة سيعودون ويحتلون مدينة القدس عن طريق هذا الباب، وهو من أجمل أبواب المدينة ويؤدي مباشرة إلى داخل الحرم .
والأبواب الثلاثة المغلقة الأخرى تقع في الحائط الجنوبي من السور قرب الزاوية الجنوبية الشرقية وتؤدي جمعيها إلى داخل الحرم مباشرة و أولها ابتداء من زاوية السور الباب الواحد وتعلوه قوس، والباب المثلث وهو مؤلف من ثلاثة أبواب تعلو كلا منها قوس،والباب المزدوج وهو من بابين يعلو كل منهما سور، أنشئت هذه الأبواب الثلاثة في العهد الأموي عندما بنى الخليفة عبد الملك بن مروان قبة الصخرة .
مسجد قبة الصخرة:
بدأ العمل ببناء مسجد الصخرة في عام (66هـ – 685 م ) بأمر من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، حيث تم رصد ريع خراج مصر على مدار سبع سنوات لتغطية تكاليف نفقات البناء وتمويل المشروع .
وبعد الانتهاء من العمل بقى من المبالغ المخصصة مائة ألف دينار أمر الخليفة بصهر النقود وتفريغها على القبة والأبواب فجاءت القبة آية في الإبداع باحتوائها على النحاس المطلي بالذهب .
كما خلع على القبة أيضا كساء آخر ليقيها تقلبات الطقس وبرودة الشتاء إلا أن هذا الكساء أزيل في فترة ما من أواخر حكم العثمانيين.
ويعتبر مسجد الصخرة تحفة هندسية معمارية لما تحويه جدرانه و أعمدته و أروقته وسقوفه وقبته من نقوش فسيفسائية ومنحوتات فنية دفعت بالكثير من الباحثين الأجانب إلى اعتباره أجمل بناء في العالم بأسره وقد سمي المسجد بمسجد الصخرة المشرفة نسبة إلى الصخرة الجرداء التي تتوسط المسجد والتي يعتقد أنها تبعت الرسول إلى السماء في رحلة المعراج ولكنه أوقفها.
4.مسجد عمر بن الخطاب :
عندما دخل الخليفة عمر بن الخطاب القدس فاتحا لها في عام ( 15هـ – 636م ) وبينما كان لا يزال داخل كنيسة القيامة أذن المؤذن للصلاة فدعا البطريرك "صفرونيوس" الخليفة للصلاة داخل الكنيسة لكنه رفض العرض خوفا من اقتداء المسلمين له فيما بعد وتحويلهم الكنيسة إلى مسجد، مما يترتب عليه إيذاء مشاعر المسيحيين والنيل من حرية عبادتهم في المكان فتحول الخليفة عمر إلى مكان قريب خارج الكنيسة، حيث أدى فريضة الصلاة ليبني المسلون بعدها مسجدا في تلك البقعة سمى "بمسجد عمر ".
مقام النبي داوود :
مقام النبي داود من الأماكن الإسلامية التي يجوبها المسلمون في المدينة المقدسة، و يتألف المقام من ضريح النبي داود والمسجدين الملاصقين له .
ويقع المقام على ربوة مرتفع جبل صهيون، وتحيط به مباني كثيرة يقيم فيها أفراد (عائلة الدجاني ) المقدسية قبل عام 1948 م .
والمقام فضلا عن قدسيته وحرمته المشهورتين يعد من الأمكنة الأثرية العامة في فلسطين لا سيما المسجد العلوي منه وما يشتمل عليه من أقواس و أعمدة ضخمة .
والمقام الأعلى عبارة عن بناية حجرية قائمة في وسط الحي وهي مؤلفة من طابقين علوي وسفلي وفي الطابق السفلي مسجدان كبير وصغير وعلى جدرانها آيات من القرآن الكريم، وفي العلوي ردهة واسعة تقع فوق المسجد الكبير وهي ذات عقود مصلبة. و جدد تعمير هذا المكان الشريف السلطان محمود خان سنة ( 1233هـ- 1817م) .
6.حائط البراق :
يعتبره المسلمون من الأماكن الإسلامية المقدسة وجزءا من أجزاء الحرم الشريف، وهو الحائط الذي يحيط بالحرم من الناحية الغربية، ويبلغ طوله 47.5 م وارتفاعه 17م وهو مبنى من حجارة قديمة ضخمة يبلغ طول بعضها 4.8م، يسميه المسلمون البراق لاعتقادهم أنه المكان الذي ربط عند النبي " محمد " براقه ( الناقة ) ليلة الإسراء .
ويسميه اليهود حائط المبكى لاعتقادهم انه من بقايا هيكلهم القديم ذلك الهيكل الذي عمره هيرودوس (18ق.م) ودكه تيطس (70م) فراحوا منذ زمن قديم ينظرون إليه بعين التقديس وراحوا يزورونه ولا سيما في صباح يوم (تسعة آب) وعنده يبكون .
ويوجد أمام الحائط رصيف يقف عليه اليهود عندما يزورون الحائط بقصد البكاء، ويبلغ عرضه 3.35م ومساحته 11.28م2 مربعاً .
وهو وقف إسلامي من أوقاف ( أبى مدين الغوث ) أنشئ هو والأملاك المجاورة له في زمن السلطان صلاح الدين لمنفعة جماعة من المغاربة المسلمين، وقامت في الماضي خلافات شديدة بين المسلمين واليهود حول البراق، حيث قام المسلمون بمنع اليهود من جلب المقاعد والكراسي والستائر أو أيه أداة من الأدوات، ولم يسمحوا لهم بالوصول إلى المكان .
وفي زمن الانتداب جدد اليهود ادعاءاتهم بشان الحائط فقامت خلافات شديدة بينهم وبين المسلمين ،وقد أدى ذلك إلى قيام ثورة عارمة في فلسطين عرفت بثورة البراق وانتهت بالإقرار بأنه ليس لليهود سوى الدنو من المكان .
7.المساجد الأثرية في القدس :
لقد ازداد الاهتمام ببناء المساجد في القدس وفلسطين عقب الفتح الإسلامي مباشرة في عهد عمر بن الخطاب، فكلما فتحت مدينة أقيم فيها مسجد ولعل مسجد عمر في الحرم القدسي الشريف من أوائل هذه المساجد. وقد كانت المساجد الأولى بسيطة كل البساطة فكانت غالبا ما تتألف من ساحة يحيط بها سور من اللبن على أساس من الحجر كانت توضع جذوع النخل كأعمدة ويوضع عليها سقف من سعف النخيل أو الطين . وقد بنى قادة المسلمين الأولين المساجد في وسط المدن، وقرب المسجد كانت تبنى دار الإمارة على غرار بيت الرسول في مسجد المدينة.
وقد تطور بناء المساجد مع الوقت، ففي زمن الخليفة عثمان بن عفان استعملت الحجارة والجص في بناء جدران المسجد و أعمدته وتطور ذلك في عهد الأمويين، وبدأت تأخذ طابعها الجمالي والحضاري ومقدمتهما " المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة"
وترجع أغلبية المساجد الأثرية الباقية إلى عصور الأيوبيين والمماليك .حيث أدت المساجد خدمات جليلة في حفظ اللغة العربية والثقافة الإسلامية في فلسطين، وكانت مركزا للحياة السياسية والاجتماعية، ولا سيما في العصور الإسلامية الأولى فقد كان المسجد عبارة عن المدرسة الدينية وفيه كان يحكم الأمير ويحفظ بيت المال واستقبال رؤساء القبائل، وكانت المساجد مركزا للاحتفالات الدينية والقومية .
وبعد الاحتلال الإسرائيلي لم تسلم المساجد من انتهاكات الاحتلال لها فمنها ما تم هدمها وأخرى تحويلها إلى متاحف أو مرافق عامة والعديد من الانتهاكات الأخرى.
الجوامع والمساجد الأثرية في القدس
الرقم اسم الجامع الموقع ملاحظات
1. جامع بابا حطة يقع داخل الحرم بالقرب من باب حطة تقام فيه الصلوات
2. جامع بابا حطة يقع داخل الحرم بالقرب من باب حطة تقام فيه الصلوات
3. جامع كرسي سليمان يقع داخل الحرم في الجهة الشرقية تقام فيه الصلوات
04 جامع المغاربة يقع داخل الحرم بالقرب من باب المغاربة فيه الآن متحف ودار الكتب الإسلامية
05 جامع باب الغوانمة يقع داخل الحرم بالقرب من باب الغوانمة
06 جامع دار الإمام يقع داخل الحرم عند باب المجاهدين
07 جامع خان الزيت يقع خارج الحرم ،داخل السور في سوق خان الزيت تقام فيه الصلوات .
08 جامع حارة اليهود الكبير يقع خارج الحرم، في الجهة القبلية لحارة اليهود هدم عام 1967م
09 جامع حارة اليهود الصغير يقع خارج الحرم في الجهة الشمالية لحارة اليهود هدم عام 1967 م
10 جامع سويقة علون يقع خارج السور في سويقة علون
11 جامع القلعة يقع داخل القلعة بباب الخليل حول إلى متحف عام 1988م
12 جامع الخانقاة يقع خارج الحرم ،داخل السور إلى الشمال الشرقي من كنيسة القيامة تقام فيه الصلوات
13 جامع قمبز يقع خارج الحرم، داخل السور بالقرب من الباب الجديد
14 الجامع العمري ( مسجد عمر ) يقع خارج الحرم ،داخل السور بالقرب من كنيسة القيامة له مئذنة وتقام فيه الصلوات
15 الجامع اليعقوبي يقع خارج الحرم، داخل السور تجاه القلعة بباب الخليل
16 جامع بني حسن يقع خارج الحرم، داخل السور تجاه القلعة بباب الخليل
17 جامع حارة الأرمن
18 جامع طريق النبي داود يقع خارج الحرم، داخل السور على طريق النبي داود
19 جامع حارة الخوالدية خارج الحرم ،داخل السور أمام دير الفرنج . جددت عمارته أيام الملك المنصور قلاوون "(686هـ 1287م )
20 جامع الشيخ لولو خارج الحرم، داخل السور، بباب العمود
21 الجامع الصغير خارج الحرم، داخل السور بباب العمود
22 جامع البراق الشريف خارج الحرم داخل السور في حي المغاربة بجوار البراق . هدم عام 1967م
23 جامع خان السلطان خارج الحرم داخل السور في خان السلطان بسوق باب السلسلة
24 جامع القرمي خارج الحرم داخل السور في حارة القرمي
25 جامع حارة النصارى خارج الحرم ، داخل السور على طريق خان الزيت
26 جامع البازار خارج الحرم ، داخل السور في سوق البازار
27 جامع الزاوية النقشندية خارج الحرم ، داخل السور في الزاوية على طريق باب حطة .
28 جامع سعد وسعيد خارج السور، في حي سعد وسعيد
29 جامع الشيخ جراح خارج السور في حي الشيخ جراح
30 جامع حجازي خارج السور قرب باب الساهرة
31 جامع وادي الجوز خارج السور في حي وادي الجوز
32 جامع النبي داود خارج السور في حي النبي داوود
33 جامع عكاشة خارج السور في حي زخرون موشه اليهودي استولى عليه اليهود عام 1948م
34 جامع المطحنة خارج السور بين النبي داود وحارة الشرف هدم عام 1967م

بالإضافة إلى عشرات الجوامع الحديثة المنتشرة في كافة القرى والأحياء المحيطة بالمدينة المقدسة
الأضرحة والمقامات والترب الإسلامية في القدس
اشتهرت مدينة القدس بكثرة الفاتحين وكذلك الزائرين من علماء وباحثين و رجال دين ومهتمين، يرجح ذلك لمكانتها الدينية والدنيوية المميزة والمتفردة ،الأمر الذي دفع كثير من هؤلاء الزوار والرحالة والمشاهير والعظماء الذين زاروها أو أقاموا فيها أن يوصوا بأن يدفنوا فيها .
ففيها عاش العرب الأقدمون وتحت ترابها دفنوا دفاعا عنها ،وتمسكا بها، حيث لا تزال شواهدهم باقية ما بقى الزمن لتؤكد عروبة هذه المدينة عبر التاريخ .
الأضرحة والمقامات والترب الإسلامية الهامة
.1مقبرة ماملا : وتسمى أيضا مأمن الله وهي من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس، تقع غربي المدنية على بعد كيلو مترين من باب الخليل، وهي المكان الذي مسح فيه سيدنا سليمان ملكا 1015 ق .م . وفيه عسكر سنحاريب " ملك الآشوريين " عندما هبط القدس 710 ق. م وفيها ألقى الفرس بجثث القتلى من سكان المدينة عندما احتلوها سنة 614 م ، وفيها دفن عدد كبير من الصحابة والمجاهدين أثناء الفتح الإسلامي 636 م . كذلك عسكر فيها صلاح الدين يوم جاء ليسترد القدس من الصليبيين 1187م .
2 .مقبرة الساهرة : تقع عند سور المدينة من الشمال وعلى بعد بضعة أمتار من الباب المعروف بالساهرة وهي من المقابر الإسلامية الكبيرة قديمة العهد ومن أسمائها (مقبرة المجاهدين ) وذلك لان المجاهدين الذين اشتركوا في فتح القدس مع صلاح الدين وقضوا نحبهم أثناء الفتح دفنوا فيها .
.3 مقبرة باب الرحمة : تقع عند سور الحرم من الشرق وهي من المقابر الإسلامية المشهورة، فيها قبور عدد من الصحابة والمجاهدين الذين اشتركوا في فتح القدس أثناء الفتحين العمري والصلاحي .
4 .المقبرة اليوسفية : وتقع عند باب الأسباط والى الشمال من مقبرة باب الرحمة والذي عمّرها هو الأمير ( قانصوه اليحيا روي ) سنة ( 872هـ –1467م .(
.5 مقبرة النبي داوود : وتقع في حي النبي داود على جبل صهيون
. 6 مقبرة الإخشيديين : وتقع في مقبرة باب الأسباط وبها قبر " محمد بن طغيح الإخشيد " مؤسس الدولة الإخشيدية في مصر وقبر انوحور بن محمد الإخشيد وقبر على الإخشيد شقيق انوحور .
أهم الترب والأضرحة
ضريح الأمير محمد على الهندي : أحد أمراء الهند المعروفين، وكان أحد المناصرين لقضية فلسطين، توفي في بريطانيا في العام 1930 م، وقد نقل جثمانه إلى رحاب المسجد الأقصى المبارك ودفن هناك إلى جوار المدرسة الخاتونية .
ضريح أحمد حلمي عبد الباقي: أحد زعماء فلسطين المشهورين توفي في العام 1963م
ضريخ عبد القادر الحسيني : استشهد في معركة القسطل سنة 1948م ودفن الى جوار والده .
ضريح احمد عبد الحميد شومان :أحد اشهر رجالات فلسطين وهو صاحب ومؤسس البنك العربي توفي عام 1974 م .
تربة الأمير سيف الدين منكلي بغا : تقع في داخل المدرسة البلدية إلى الغرب من المدرسة الإشرافية السلطانية، أوقفها الأمير سيف الدين منكلي بغا، حيث توفي في عام 782هـ .
تربة تركان خاتون : تقع هذه التربة في طريق باب السلسلة حيث عمرتها " تركان خاتون " بنت الأمير " تسقطاي ابن سلجوطاي سنة ثلاثة وخمسين وسبعمائة ودفنت بها .
التربة الجالقية : تقع شمالي السلسة المتفرع منه طريق الواد ،وقد أنشأ هذه التربة "ركن الدين بيبرس الجالق الصالي" كبير أمراء دمشق الذي توفي عام 707هـ ، ودفن فيها
التربة الطازية : وهي تربة الأمير "سيف الدين طاز " أحد كبار رجال دولة المماليك زمن الملك المظفر "حاجي" ويقع الضريح في الطابق الأول من التربة الواقعة في باب السلسلة .
تربة الست طنشق المظفرية (خاصكي سلطان ) : عمرتها الست طنشق في العام 794هـ ، وتوفيت في القدس ودفنت فيها سنة 800هـ وتقع عقبة الست مقابل الدار الكبرى.
ضريح المجاهد سعد الدين الرصافي داخل تكية( خاصكي سلطان) .
تربة الأمير قنقباي الاحمدي : تقع هذه التربة في المدرسة البلدية وهي لأحد الأمراء المماليك "قنقباي الجابي الاحمدي" .
التربة السعدية : تقع هذه التربة في باب السلسلة على الجانب الشمالي من الشارع وقد وقف هذه التربة الأمير سعد الدين مسعود ابن الأمير الأسفهلار، في العام 711 هـ وتعرف هذه الدار اليوم بدار الخالدي .
تربة بركة خان : تقع هذه التربة في الساحة المفتوحة من مبنى المكتبة الخالدية الواقعة على طريق باب السلسة وهي عبارة عن ثلاث قبور متجاورة لبركة خان وولديه بدر الدين " وحسام الدين " .
تربة الشيخ القرمي : توجد في زاوية القرمي وهي لشمس الدين محمد بن عثمان التركماني المتوفى سنة 788 هـ والمدفون في هذه التربة .
ضريح الشيخ ريحان : والشيخ ريحان هو الصحابي أبو ريحانة، كان مولى رسول الله ويقع هذا الضريح في حارة السعدية في عقبة الشيخ ريحان داخل مسجد الشيخ ريحان
التربة الأوحدية : وتقع بباب حطة على يمين الداخل إلى الحرم الشريف .شيد هذه التربة الملك " الأوحد نجم الدين يوسف بن الملك الناصر صلاح الدين داود بن الملك عيسى بن العادل ، شقيق صلاح الدين الأيوبي .
ضريح حسين بن على : توفي في عمان سنة 1931 يقع الضريح إلى يسار باب المطهرة اسفل بناء المدرسة العثمانية والشرفية السلطانية .
ضريح فاطمة بنت معاوية : ويقع هذا الضريح في مقر الزاوية الوفائية، كانت في القرن الثامن عشر منزل الرحالة الشهير "مصطفى البكري الصديقي ".
تربة الأمير "علاء الدين بن ناصر الدين محمد " : نائب القلعة الصبيبية، وتقع هذه التربة داخل المدرسة الصبيبية شمالي الحرم .
ضريح الشيخ جراح: يقع شمالي القدس في حي الشيخ جراح، بالقرب من جامع الشيخ جراح الذي شيد في العام 1313هـ .ويعود الضريح إلى الأمير "حسام الدين الجراحي" أحد أمراء صلاح الدين الأيوبي وطبيبه ،وتوفي عام 598هـ ودفن في زاوية الشيخ جراح.
ضريح محمد بن عمر العلمي : يقع في مكان أسفل الزاوية الأسعدية في جبل الزيتون وقد شيد هذه الزاوية "اسعد أفندي التبريزي " مفتي الدولة العثمانية .
قبر الصحابيين شداد بن أوس وعبادة بن الصامت :
يقع هذان القبران في مقبرة الرحمة الواقعة إلى الشرق من سور الحرم القدسي الشرقي بالقرب من باب الرحمة ، حيث شهد هذان الصحابيان فتح بيت المقدس في العام 15هـ



........ يتبع

قديم 08-09-2010, 12:24 PM
المشاركة 5
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: حـتى لا ننســــى ...!!!
الأماكن المسيحية


أهم المقدسات المسيحية في مدينة القدس
1. كنيسة القيامة :
تحتوي كنيسة القيامة على قبر السيد المسيح ،كما تحتوي على قبور يوسف الراعي و أسرته بالإضافة إلى قبور أخرى تضم رفات بعض قادة الصليبيين .
و أول من بنى الكنيسة كانت الملكة "هيلانة " عام 335 م بعد اكتشاف الصليب الذي صلب فيه السيد المسيح في نفس الموقع .
وفي عام 614م احترقت الكنيسة على يد الفرس ليعيد بناءها الراهب " مود ستوس " بعد عامين من الحريق لكنها تعرضت لحريق آخر في عهد " الإخشيدي " سلطان مصر عام 965م وتم إعادة أعمارها عام 980م، ثم هدمت بكاملها وبنيت مرة أخرى حتى جاء الصليبيون فأجروا عليها الترميمات اللازمة ،ووحدوا أبنيتها ومعابدها وجمعوها في بناية واحدة .
ومن ناحيته لم يتعرض لها القائد صلاح الدين الأيوبي عندما حرر القدس ودحر الصليبيين ،بل حافظ عليها واحترم مكانتها الدينية .
وفي عام 1808م أتى عليها حريق كبير دمر جوانب فنية عديدة، حيث رممت فيما بعد وفي عام 1834 م ضربها زلزال كبير فيما تعهدت فرنسا وروسيا آنذاك بتمويل نفقات تعميرها على أن يتم ذلك تحت إشراف السلطات العثمانية وتبع ذلك زلزال آخر عام 1927 م أثر على أساساتها مما حذا بسلطات الانتداب البريطاني بوضع دعامات حديدية وخشبية لحمايتها من الكوارث الطبيعية.
2. درب الآلام :
هو طريق يعتقد أن " السيد المسيح " قد سلكه حاملا صليبة عندما ساقه جنود الرومان إلى موقع صلبه .
ويتكون درب الآلام من 14 مرحلة تبدأ من مدرسة راهبات صهيون حيث الموقع الذي أصدر منه الحاكم الروماني "ثيوش " حكمه بصلب السيد المسيح وتتجه غربا إلى منطقة الواد وعقبه المفتى ثم عبر الطريق الذي تصل الواد بباب خان الزيت معقبة الخانقاه لتصل إلى القبر المقدس في كنيسة القيامة .
وعلى درب الآلام وقع المسيح مغشيا عليه عدة مرات بفعل التعذيب الذي لاقاه وثقل الصليب الذي كان يحمله وتاج الشوك الذي كان يعلو رأسه.
3. كنيسة سيدتنا مريم :
تقع الكنيسة في وادي قدرون في مكان متوسط بين سلوان وجبل الزيتون وباب الأسباط وتحتوي الكنيسة على قبور " مريم البتول " ووالديها وكذلك قبر يوسف النجار وقد بنيت بين عامي 450- 457 م .
4. كنيسة القديسة حنة ( الصلاحية ) :
وتقع الكنيسة شمالي الحرم القدسي قرب باب الأسباط، حيث أتى السيد المسيح في هذا الموقع بإحدى معجزاته وقد احترقت الكنيسة إبان الغزو الفارسي عام 614م فأعاد الصليبيون بناءها وتم تحويلها في عهد صلاح الدين الأيوبي إلى مدرسة للفقهاء الشافعيين ثم استلمها الفرنسيون من السلطان " عبد الحميد العثماني " عام 1855 م فأنشاوا بها مدرسة .
5. كنيسة الجثمانية : تقع هذه الكنيسة في المنطقة بين سلوان وجبل الطور وباب الأسباط كنيسة "سيدتنا مريم " وكان قد بناها اللاتين عام 1924 م ، حيث يعتقد ان الموقع شهد عملية القبض على السيد المسيح عندما وشى به " يهوذا الاسخريوطي" .
6. كنيسة العلية ( دير صهيون ) : يقع هذا الدير على قمة جبل صهيون بالقرب من باب الخليل ويعتقد بعض المسيحيين أن "السيد المسيح" تناول واتباعه في الدير عشاؤهم الأخير.
7. كنيسة الصعود : بنيت على جبل الزيتون في المكان الذي يعتقد أن " السيد المسيح " صعد منه إلى السماء .
8. قبر البستان : يقع قبر البستان شمالي باب العامود وقد حفر القبر في الصخرة على هيئة جمجمة أصبحت مزارا مسيحيا وسياحيا ، حيث تعتقد طائفة من البروتستانت أن السيد المسيح صلب في حديقة تقع على مقربة من تلة كان اليهود يرجمون فيها المحكومين ويصلبونهم ويلقون بجثثهم منها إلى واد قريب ،ويعتقدون انه هو هذا المكان .
أماكن مسيحية أخرى
الإديرة الموقع ملاحظات
دير أبونا إبراهيم داخل السور ،ساحة القيامة من الجهة الجنوبية
دير مار يوحنا المعمدان داخل السور كنيسة بيزنطية
دير العذراء داخل السور ، جنوب كنيسة القيامة
دير قسطنطين داخل السور ،جنوب بطريكية الروم في حارة النصارى
دير الثبات مجاور لخان الأقباط من الجهة الشمالية
حبس المسيح في طريق الآلام ، داخل السور
دير ماركرا لامبوش يقع شرق الصلاحية ،داخل السور
دير السيدة على مقربة من الخانقاه الإسلامية ، داخل السور
دير العدس في حارة السعدية قرب حبس المسيح. داخل السور
دير مار جرجس بجوار دير اللاتين،داخل السور
دير الأرمن داخل السور
دير مارفحائيل شمال بطريك الروم، داخل السور
دير مار ديمتري يقع في حارة النصارى، داخل السور
دير مار نقولا داخل السور
دير مارتا بجانب الكازانوفا ، داخل السور
دير اليعازر خارج السور ، في العيزرية
دير أبي ثور خارج السور، محلة الثورى
دير القديس انوفريوس خارج السور في وادي الربابة بين جبل صهيون وجبل ابي ثور
دير القطمون خارج السور في القطمون
دير الجليل خارج السور فوق جبل الطور
دير مار الياس خارج السور على طريق القدس بيت لحم
دير المصلبة خارج السور ، المصلبة
دير مار سابا خارج السور ،بين بيت لحم و ومارسابا
دير مار سابا خارج السور قرب قرية سلوان
دير المخلص خارج السور ، دير اللاتين
المسكوبية خارج السور، قرب باب الخليل
كنيسة نياحة العذراء خارج السور ، جبل صهيون



.....يتبع

قديم 08-09-2010, 12:26 PM
المشاركة 6
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: حـتى لا ننســــى ...!!!
الحدود الجغرافية للمدينة عبر التاريخ


النشأة الأولى


ترسيم الحدود عام 1921

حدود عام 1946 -1948

حدود عام 1967

النشأة الأولى
نشأة النواة الأولى لمدينة القدس كانت على (تل أوفيل ) المطل على قرية سلوان التي كانت تمتلك عين ماء ساعدتها في توفير المياه للسكان ، إلا أنها هجرت وانتقلت إلى مكان آخر هو (جبل بزيتا ) ومرتفع موريا الذي تقع عليه قبة الصخرة . وأحيطت هذه المنطقة بالأسوار التي ظلت على حالها حتى بنى السلطــان العثماني ( سليمان القانوني ) سنة1542 م السور الذي لا يزال قائما ، محددا لحدود القدس القديمة جغرافيا، بعد أن كان سورها يمتد شمالا حتى وصل في مرحلة من المراحل إلى منطقة المسجد المعروف (مسجد سعد وسعيد )
وفي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، لم تعد مساحتها تستوعب الزيادة السكانية ،فبدأ الامتداد العمراني خارج السور، وفي جميع الجهات ظهرت الأحياء الجديدة التي عرفت فيما بعد بالقدس الجديدة، إضافة إلى الضواحي المرتبطة بالمدينة التي كانت ،وما زالت قرى تابعة لها ، وقد اتخذ الامتداد العمراني اتجاهين :أحدهما شمالي غربي والآخر جنوبي
ونتيجة لنشوء الضواحي الاستيطانية في المنطقة العربية، فقد جرى العمل على رسم الحدود البلدية بطريقة ترتبط بالوجود اليهودي ، إذ امتد الخط من الجهة الغربية عدة كيلومترات ، بينما اقتصر الامتداد من الجهتين الجنوبية والشرقية على بضع مئات من الأمتار، فتوقف خط الحدود أمام مداخل القرى العربية المجاورة للمدينة، ومنها قرى عربية كبيرة خارج حدود البلدية (الطور ، شعفاط ، دير ياسين ، لفتا ، سلوان، العيسوية ، عين كارم المالحة ، بيت صفافا ) مع أن هذه القرى تتاخم المدينة حتى تكاد تكون ضواحي من ضواحيها ثم جرى ترسيم الحدود البلدية في عام 1921
ترسيم الحدود عام 1921
حيث ضمت حدود البلدية القديمة قطاعا عرضيا بعرض 400م على طول الجانب الشرقي لسور المدينة ، بالإضافة إلى أحياء (باب الساهرة ، ووادي الجوز والشيخ جراح) من الناحية الشمالية، ومن الناحية الجنوبية انتهى خط الحدود إلى سور المدينة فقط ،أما الناحية الغربية والتي تعادل مساحتها أضعاف القسم الشرقي، فقد شملتها الحدود لاحتوائها تجمعات يهودية كبيرة، بالإضافة إلى بعض التجمـعات العربيـــة ( القطمون ، البقعة الفوقا والتحتا ، الطالبية ، الوعرية ، الشيخ بدر ، مأمن الله )
حدود عام 1946 -1948
أما المخطط الثاني لحدود البلدية فقد وضع عام 1946 ،وجرى بموجبه توسيع القسم الغربي عام 1931، وفي الجزء الشرقي أضيفت قرية سلوان من الناحية الجنوبية ووادي الجوز ، وبلغت مساحة المخطط 20.199 دونما ، كان توزيعها على النحو التالي :
-أملاك عربية 40%
-أملاك يهودية 26.12%
-أملاك مسيحية 13.86%
-أملاك حكومية وبلدية 2.9%
-طرق سكك حديدية 17.12% المجموع 100%
وتوسعت المساحة المبنية من 4130 دونما عام 1918 إلى 7230 دونما عام 1948، وبين عامي (1947 ، 1949 ) جاءت فكرة التقسيم والتدويل، لأن فكرة تقسيم فلسطين وتدويل القدس لم تكن جديدة فقد طرحتها اللجنة الملكية بخصوص فلسطين (لجنة بيل )، حيث اقترحت اللجنة إبقاء القدس وبيت لحم إضافة إلى اللد والرملة ويافا خارج حدود الدولتين (العربية واليهودية ) مع وجود معابر حرة وآمنة، وجاء قرار التقسيم ليوصي مرة أخرى بتدويل القدس. وقد نص القرار على أن تكون القدس (منطقة منفصلة ) تقع بين الدولتين ( العربية واليهودية ) وتخضع لنظام دولي خاص ، وتدار من قبل الأمم المتحدة بواسطة مجلس وصاية يقام لهذا الخصوص وحدد القرار حدود القدس الخاضعة للتدويل بحيث شملت (عين كارم وموتا في الغرب وشعفاط في الشمال ،وأبو ديس في الشرق، وبيت لحم في الجنوب )، لكن حرب عام 1948 وتصاعد المعارك الحربية التي أعقبت التقسيم أدت إلى تقسيم المدينة إلى قسمين
وبتاريخ 30/11/1948 وقعت السلطات الإسرائيلية والأردنية على اتفاق وقف إطلاق النار بعد أن تم تعيين خط تقسيم القدس بين القسمين الشرقي والغربي للمدينة في 22/7/1948 وهكذا ومع نهاية عام 1948 كانت القدس قد تقسمت إلى قسمين وتوزعت حدودها نتيجة لخط وقف إطلاق النار إلى :
-مناطق فلسطينية تحت السيطرة الأردنية 2.220 دونما 11.48%
-مناطق فلسطينية محتلة ( الغربية ) 16.261 دونما 84.13 %
-مناطق حرام ومناطق للأمم المتحدة 850 دونما 4.40 %
المجموع 19.331 دونما 100%
وهكذا ، وبعد اتفاق الهدنة تأكدت حقيقة اقتسام القدس بينهما انسجاما مع موقفها السياسي المعارض لتدويل المدينة
وبتاريخ 13/7/1951 جرت أول انتخابات لبلدية القدس العربية، وقد أولت البلدية اهتماماً خاصا بتعيين وتوسيع حدودها البلدية ،وذلك لاسيتعاب الزيادة السكانية واستفحال الضائقة السكانية وصودق على أول مخطط يبين حدود بلدية القدس ( الشرقية )بتاريخ1/4/1952 ، وقد ضمت المناطق التالية إلى مناطق نفوذ البلدية (قرية سلوان ، ورأس العامود ، والصوانة وأرض السمار والجزء الجنوبي من قرية شعفاط ) وأصبحت المساحة الواقعة تحت نفوذ البلدية 4.5كم2 في حين لم تزد مساحة الجزء المبني منها عن 3كم. وفي 12/2/1957 قرر مجلس البلدية توسيع حدود البلدية، نتيجة للقيود التي وضعها (كاندل ) في منع البناء في سفوح جبل الزيتون ، والسفوح الغربية والجنوبية لجبل المشارف (ماونت سكويس ) بالإضافة إلى وجود مساحات كبيرة تعود للأديرة والكنائس ، ووجود مشاكل أخرى مثل كون أغلبية الأرض مشاعا ولم تجر عليها التسوية (الشيخ جراح وشعفاط )، وهكذا وفي جلسة لبلدية القدس بتاريخ 22/6/1958 ناقش المجلس مشروع توسيع حدود البلدية شمالا حيث تشمل منطقة بعرض 500 م من كلا جانبي الشارع الرئيسي المؤدي إلى رام الله ويمتد شمالا حتى مطار قلنديا
واستمرت مناقشة موضوع توسيع حدود البلدية بما في ذلك وضع مخطط هيكل رئيسي للبلدية حتى عام 1959 دون نتيجة
حدود عام 1967
وفي عام 1964 ،وبعد انتخابات عام 1963 ،كانت هناك توصية بتوسيع حدود بلدية القدس لتصبح مساحتها 75كم ولكن نشوب حرب عام 1967 أوقف المشروع ، وبقيت حدودها كما كانت عليه في الخمسينات .أما القدس الغربية فقد توسعت باتجاه الغرب والجنوب الغربي وضمت إليها أحياء جديدة منها (كريات يوفيل، وكريات مناحيم ، وعير نحانيم ، وقرى عين كارم ، وبيت صفافا ، ودير ياسين ، ولفتا ، والمالحة ) لتبلغ مساحتها 38 كم2
أثر حرب حزيران على الحدود
بعد اندلاع حرب 1967 قامت إسرائيل باحتلال شرقي القدس، وبتاريخ 28/6/1967 تم الإعلان عن توسيع حدود بلدية القدس وتوحيدها، وطبقا للسياسة الإسرائيلية الهادفة إلى السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض مع أقل عدد ممكن من السكان العرب .
لقد تم رسم حدود البلدية لتضم أراضى 28 قرية ومدينة عربية، و إخراج جميع التجمعات السكانية العربية، لتأخذ هذه الحدود وضعا غريـبا ، فمرة مــع خطوط التسوية ( الطبوغرافية ) ومرة أخرى مع الشوارع، وهكذا بدأت حقبة أخرى من رسم حدود البلدية، لتتسع مساحة بلدية القدس من 6.5كم2 إلى 70.5 كم2 وتصبح مساحتها مجتمعة ( الشرقية والغربية 108.5 كم2 ) وفي عام 1995 توسعت مساحة القدس مرة أخرى باتجاه الغرب لتصبح مساحتها الآن 123كم2 .




.....يتبع

قديم 08-09-2010, 12:28 PM
المشاركة 7
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: حـتى لا ننســــى ...!!!
المكتشفات الأثرية





العصر الحجري القديم

العصر البرونزي المتقدم

العصر البرونزي الأوسط

العصر البرونزي المتأخر

العصر الحثي

حفريات عام 1961 وتشويه الحقائق التاريخية .

فيما يلي لمحة موجزة عن المكتشفات الأثرية ومكتشفات ما قبل التاريخ ، ففي الوقت الذي حصلت فيه هذه المكتشفات لم يعرف إلا القليل عن سياق ما قبل التاريخ حيث يتسنى وضعها في منظورها الصحيح، أما الآن فما يعرف هو أكثر بكثير ، لأن المكتشفات اللاحقة أضفت إيضاحات من حيث تقدير التواريخ ووصف الثقافات التي تنتمي إليها
ومن الجدير ذكره ، ومن خلال الحفريات الأثرية الأخيرة في القدس، وما صاحب ذلك من ظهور مفاجآت معلوماتية ثابتة قلبت كافة النتائج المشوهة التي نشرت في السابق بالاعتماد على ما نشر في التوارة
القدس في العصر الحجري القديم - 4000 ق.م
كشفت الحفريات في نزلات( وادي الكدرون )عن وجود آبار في الطبقة "21" من طبقات القدس الحضارية، وشكلت هذه الآبار الحلقة الأولى التي تربط ما بين القدس كموقع وجذور حضارتها الضاربة عميقا في التاريخ وتعود هذه المكتشفات الأثرية للعصر الحجري المتأخر ، حيث تطابقت مع الموجودات الأثرية المكتشفة في أريحا وشكيم ولاخيش وتل العجول "في غزة" ونتيجة ذلك -وبأعلى درجات من الدقة - حصلت البعثة التي تقوم على الحفريات على المعلومات التي حددت بها تاريخ القدس بستة آلاف عام من الحضارة، وأثبتت زيف وبطلان تاريخها بثلاثة آلاف عام فقط، والذي اعتمد على مقولة أنها مدينة داوود وأن بدايتها كانت في عصر داوود
القدس في العصر البرونزي المتقدم -3200 ق.م
في الموقع الذي كانت تلتقي فيه وديان وأنهار مدينة القدس ، وعند نقطة التقاء وادي الجوز مع وادي الكدرون تم اكتشاف المدينة التي تعود للعصر البرونزي الأول والمصنفة باعتبارها الطبقة العشرين من طبقات القدس الحضارية وتميزت هذه المدينة بالآتي :
-التخطيط المعماري الدائري في شكل البيوت
-إدخال الشكل المربع في الاحواش وحفر الآبار فيها
-الاعتماد على الأعمدة الكبيرة وسط البيوت
-الشكل الدائري للأسوار
وقد عثر فيما بعد على قواعد الأعمدة التي كانت تحمل سقوف الأبنية، إضافة إلى الموجودات الفخارية الدالة على حضارة تلك الحقبة كما دلت المكتشفات الأثرية على اهتمام الإنسان بالزراعة، حيث وجدت المواد والأدوات الزراعية الدالة على أن المنطقة كانت صالحة للزراعة، وقد فوجئ العلماء كثيرا بوجود سلم متواصل من الحضارة في الطبقات الأرضية للمدينة ينتمي لتلك الفترات المتباعدة
وقد أمكن من خلال دراسة هذا العصر تأريخ الموجودات الأثرية على قاعدة العلم الاستجرافي وليس على قاعدة الإشعاع الكربوني حسب جدول التناسب . ونتيجة ذلك توسعت الدراسات حتى شملت دراسة مخطوطات مصر في فلسطين والسجلات التي كانت تربط المدن الفلسطينية والمصرية وكذلك العلاقات الاقتصادية والتجارية العسكرية
العصر البرونزي الأوسط ( 2000-1550ق .م )
من مميزات العصر البرونزي الأوسط تداخل الدين مع التاريخ ، وظهور سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام بدأت أحداث هذا العصر في القرن العشرين ق.م أي قبل ظهور سيدنا إبراهيم بمائتين وخمسين عاما ، حيث نقرأ في سجلات الفراعنة التي كانت بمثابة أرشيف للمدن الكنعانية في فلسطين، الكثير من الحقائق عن الحياة العامة وسكانها وعلاقة السكان بحكام المدينة، ونقرأ أيضا عن أن موقع المدينة كان بلدة سلوان حاليا ، وحكمها في القرن العشرين قبل الميلاد "شاسان " "ويفارآم " لكن السجل الذي يخص المدينة في القرن التاسع عشر ق.م تحدث عن ملك القدس مؤرشفا حسب الأبجدية بحرفين فقط هما أ - ب ، وهذان السجلان هما الوحيدان اللذان تحدثا عن القدس في هذا العصر ، ولم نجد فيهما أدنى ذكر إلى أن سيدنا إبراهيم قام بزيارة القدس وقدم الضحية فيها ، كما أن المذبح الذي يتحدثون عنه يعـود للقرن العشرين ق. م لا لفترة سيدنا إبراهيم
دلت الموجودات الأثرية التي تعود للقرن الثامن عشر ق. م على توسيع المدينة نحو الشرق، وأهم هذه الموجودات هي السور وبوابته الكبيرة وبقايا الأبراج التي اكتشفت بالقرب من عين سلوان، وهذا يعني أن العين كانت داخل حدود المدينة في القرن الثامن عشر ق. م وحسب سجلات المدينة كانت البوابة المكتشفة تدعى (بوابة النبع )، وهي إحدى البوابات التي صمدت أمام هجمات نبوخذ نصر وهكذا كانت القدس مدينة كنعانية، لها من العراقة والأصالة والتحصين ما جعل لاسمها مكانا بين سجلات المدن التي استعصيت على الفتوحات التي شنها الفراعنة على فلسطين
العصر البرونزي المتأخر ( 1550-1200 ق . م )
من أهم الآثار التاريخية التي وثقت للعصر البرونزي المتأخر هي رسائل العمارنة المتبادلة آنذاك بين ملك القدس (عبده حبه ) والفراعنة والتي كتبت باللغة (الأكدية) كما يشتمل هذا العصر أيضا على الاتفاقات السياسية والعسكرية والتجارية التي جمعت بين مدن فلسطينية ثلاث هي : شكيم (نابلس ) - لاخيش ( تل أثري قرب الخليل ) -كيلة ( القدس ) ولعل الأهم في ذلك أن الرسائل الستة التي وجدت في سجل العمارنة وتحمل الأرقام ( 289-290-291-292-293-294) تنفي الوجود اليهودي في هذا العصر
ومن التفاصيل التي وردت في رسائل العمارنة
-علاقة مدينة القدس بملوك الفراعنة "امنحوتب الثالث" والرابع ( إخناتون )
-احتواء أرشيف العمارنة على ( 350 رسالة مكتوبة ) باللغة الأكدية أرسلت من ملوك المدن الكنعانية إلى امنحوتب الرابع ، وتتحدث في معظمها عن العلاقات بين الطرفين والمساعدات التي ترسل إلى تلك المدن من الحكومة المركزية في مصر
-تحدثت إحدى الرسائل عن اتفاقية حدود بين القدس وكل من جاراتها ( شكيم ) في الشمال و (بيت لحم ) في الجنوب ، حيث تنظم هذه الاتفاقية نقاط الحدود بين هذه الممالك
-وورد في إحدى هذه الرسائل كلمة (أفرى ) وتعني الغريب، وتنطبق هذه الكلمة على أولاد يعقوب، ومنها بدأت عملية التزوير التي أطلق بموجبها على الشعب اليهودي (العبري ) في حين كانت أشد ما تكون وضوحا في الرسالة
-ونلاحظ في رسائل أخرى عديدة اختلاف أو تعدد أسماء القدس
-عثر أثناء الحفريات أيضا على بقايا فرعونية في موقع كنيسة (الست اثنى ) وهي عبارة عن نصوص مكتوبة على لوح فخاري تدل على وجود معبد كانت تمارس به طقوس العبادة الفرعونية
-تعود معظم الأبنية والأنماط المعمارية لهذا العصر، حيث وجدت في موقع مدينة "أوفل " أي خارج سور باب المغاربة
-دلت الاساسات والبقايا والأنماط المعمارية التي اكتشفت في الأعوام(1961-1962-1963م) على وجود أسوار بلغ ارتفاعها حوالي عشرة أمتار، كما تدلل الكثير من الأبنية المكتشفة على وجود قصور وقلاع وحصون كانت قائمة في المدينة في تلك الحقبة
-ومن أعظم المواقع المكتشفة وأبدعها في هذا العصر هو دار الحكومة في الجهة الجنوبية، كما أن الكهوف التي اكتشفت في منحدرات جبل الزيتون ساعدت في التعرف على كثير من التماثيل والمواد الأثرية التي لم يتم نشرها ، بل حفظت في مجموعات توجد الآن في متحف لندن
العصر الحثي ( 1200 -1000 ق . م)
-الطبقتان الحضاريتان اللتان تخصان هذه الحقبة هما الخامسة عشر والرابعة عشر . حيث عرفت المدينة في هذا العصر باسم (يبوس ) و ( اريانه -نسبة لملكها آنذاك( اريان ) الذي حارب داوود وكان اسمه مشتق من اسم الإله ( أره ) وعرف في القدس من خلال طقوس العبادة التي عثر عليها في معبده في نزلات "وادي الكدرون "
حفريات عام 1961 وتشويه الحقائق التاريخية
حروب آريان مع داوود كانت طويلة ، انتصر فيها مرات وهزم مرة وعمل على تحصين أسوار المدينة وطوقها بالأبراج ودافع عنها بقوة، إلا أن سقوط المدينة على يد داوود كان من خلال سيطرته على أنفاق المياه ودخوله المدينة بواسطتها ، وتتواجد هذه الأنفاق جنوبي منطقة الأقصى، حيث دلت على ذلك الحفريات
أسماء القدس كما وردت في السجلات والوثائق التاريخية عبر العصور :
- إيفن
- مدينة الأنهار
- مدينة الوديان
- راشاليم
- يور شالم
- يور سلمايا
- يهوستك
- شهر شلايم
- نور مستك
- يبوس جلعاد
- نور السلام
- نور الغسق
- يارة
- كيلة
- اريانة
- جبستي
- يبوس
- اوفل
- ميلو
- اكرى
- انتوخيا
- ايليا كابتولينا
- ايليا كونستنبل
- ايليا
- بيت المقدس
- القدس
والأسماء المذكورة هنا وردت في وثائق وسجلات وجدت في أنحاء كثيرة من العالم ، مما يدل على اختلاط القدس بالحضارات المختلفة عبر العصور، وهذه الأسماء إما أن تكون كنعانية أو فارسية أو يونانية أو رومانية أو بيزنطية أو إسلامية .


...... يتبع

قديم 08-09-2010, 12:30 PM
المشاركة 8
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: حـتى لا ننســــى ...!!!
مدينة القدس عبر التاريخ




• ظهورالمسيحية
• الفتح الإسلامي
• الحروب الصليبية
• المماليك
• الفتح الإصلاحي
• سكان القدس في العهد العثماني


ظهور المسيحية
لقد أدى اعتناق "الإمبراطور قسطنطين" المسيحية في القرن الرابع الميلادي إلى تغيير جذري في تاريخ المدينة حيث أصدر قسطنطين سنة 313 م مرسوما يقضي بمنح المسيحيين حرية العبادة في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية ، وأصبحت أورشليم مقدسة عند المسيحيين إذ حج إليها السيد المسيح منذ صباه
لقد اهتم قسطنطين بالمسيحيين والديانة الجديدة وكذلك استطاعت أمه الإمبراطورة "هيلانة" هي والمطران "مكاريوس " أن تقيم من الأمكنة التي ارتادها المسيح ،وان تقيم كنيسة القيامة وأصبح لأورشليم أهمية منذ ذلك التاريخ فسعى إليها الحجيج من كل مكان وكثرة الكنائس ولا سيما في عهد الإمبراطورة "ايودكا "441-460 م وأصبحت الامبراطورية الرومانية تدين بالمسيحية ، إلا أن تغييرا حدث بعد مرور حوالي ربع قرن من الزمن على وفاة قسطنطين وهو تولي الإمبراطور "جوليان " العرش الروماني سنة 361 م ، وقد سمي بالمرتد لانحرافه عن المسيحية ورجوعه إلى الوثنية ولكنه قتل في حملته على بلاد الفرس في حزيران 363 م
وبموت جوليان تم تقسيم الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين غربي وشرقي وكانت فلسطين من القسم الشرقي البيزنطي لقد شهدت فلسطين بهذا التقسيم فترة استقرار دامت أكثر من مائتي عام، الأمر الذي ساعد على نمو وازدهار البلاد اقتصادياً وتجاريا وكذلك عمرانيا ، مما ساعد في ذلك مواسم الحج إلى الأماكن المقدسة، ولم تستمر هذه الفترة من الاستقرار ففي سنة 611 م دخل ملك الفرس "كسرى الثاني " (ابرويز ) في الفترة (590-638 م ) على سوريا، وامتدت الفتوحات حتى تم احتلال القدس في 614 م ، فدمر الكنائس والأماكن المقدسة ولا سيما كنيسة "القبر المقدس "ويذكر أن من تبقى من اليهود انضموا إلى الفرس في حملتهم هذه رغبة منهم في الانتقام من المسيحيين، وهكذا فقد البيزنطيون سيطرتهم على البلاد
ولم يدم ذلك طويلا، فقد أعاد الإمبراطور "هرقل " فتح فلسطين سنة 628 م ولحق بالفرس إلى بلادهم حيث استرجع الصليب المقدس ثم جاء الفتح العربي الإسلامي ليفتح المدينة، وكان ذلك في معركة اليرموك سنة 636 م ، وتبعتها الفتوحات العربية



الفتح الإسلامي

الفتح العمري
لقد شكلت فلسطين والقدس خط الدفاع الأول عن الإسلام وبلاد المسلمين لقد استمدت المدينة أهميتها الدينية عند المسلمين، ليس لأنها ذات أصول عربية كنعانية فحسب بل لأنها مهد الرسالات أيضا فمنها عرج رسول الله "محمد" صلى الله عليه وسلم إلى السماوات السبع و تكلم إلى ربه، وتم فرض الصلوات على المسلمين ثم العودة من السماوات العلى إلى بيت المقدس ومنها إلى مكة المكرمة
فلم يختر الله سبحانه وتعالى بيت المقدس مكانا لإسراء نبيه عبثا ولكنها مشيئة إلهية سماوية رسمت منذ ذلك التاريخ وإلى الأبد علاقة ملايين المسلمين بهذه البقعة المقدسة من الأرض وهي بالنسبة لهم من أقدس المقدسات، وهي المكان الذي يحجون إليه، فهو قبلتهم الأولى وثالث الحرمين الشريفين بعد الكعبة المشرفة ومسجد النبي في المدينة المنورة
لقد بدأ رسول الله " محمد " صلى الله عليه وسلم بعد الجهر بالدعوة الإسلامية وانتشارها بتوجيه أنظار المسلمين وقلوبهم إلى مدينة القدس، مدركا أهميتها الدينية والروحانية لدى المسلمين ، فبعث في جمادى الأول سنة ثمان للهجرة أول قوة إسلامية إلى بلاد الشام، وجعل على راس هذه القوة التي لا تزيد على ثلاثة آلاف مقاتل "زيد بن حارثة " سارت القوة إلى بلاد الشام للاشتباك بجيوش الروم، حيث علم المسلمون أن "هرقل "قد حشد في مؤاب بأرض كنعان مائة ألف من الروم وانضم إليهم مثل هذا العدد من القبائل العربية المجاورة فدب التوتر في نفوس قوة المسلمين وفكروا في أن يطلبوا النجدة من "محمد" إلا أنهم آثروا على الاشتباك بجيوش الروم إما النصر أو الشهادة في سبيل الله والجنة
فزحف المسلمون إلى الشمال حتى قابلتهم جموع الروم في مؤتة بالقرب من مدينة الكرك في الأردن ودارت رحى المعركة غير المتكافئة وما لبث أن انسحب جيش المسلمين لإنقاذ القوة من فناء أكيد، لقد كانت هذه الحادثة بمثابة الاختبار الأول للمسلمين و ارادتهم الشجاعة في تحرير بيت المقدس واستعدادهم التام للتضحية والفداء من أجل القدس
لقد أمر الرسول الكريم بتجهيز جيش يقوده " أسامة بن زيد " للانتقام لشهداء مؤتة، وانتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى وجيش أسامة يتأهب للسير شمالا، فأمر الخليفة أبو بكر الصديق أن يواصل جيش أسامه سيره ويحقق المهمة التي كلفه بها رسول الله ،واشتبك جيش أسامه مع القبائل العربية التي ساندت جيش الروم ضد قوة المسلمين و لقنوها درسا وعادوا إلى المدينة المنورة
فبعد أن انتهى الخليفة "أبو بكر الصديق " من حروب الردة وتدعيم أركان المسلمين بعد وفاة الرسول، أعد جيشا لغزو بلاد الشام وتحرير بيت المقدس، وقدر عدد الجيش بأربعة وعشرين ألفا من جنود المسلمين الأشداء، وزحف جيش المسلمين شمالا وحارب الروم في معارك جانبية إلى أن وصل مشارف دمشق في "حوران "
أما الروم فقد تجمعوا استعداداً للمعركة الحاسمة في وادي اليرموك الفاصل بين سورية والأردن بعدد يقدر عشرة أضعاف جيش المسلمين، ومن ناحية أخرى قدم خالد بن الوليد على رأس جيش مجهز مددا لجيش المسلمين وتوحد الجيش بقيادة "خالد بن الوليد " ودارت المعركة الفاصلة وكان النصر حليف المسلمين في اليرموك، وبعد ذلك اتجه جيش المسلمين إلى دمشق حيث حاصرها وتم لهم فتحها وقد هزم الروم شر هزيمة في بلاد الشام
الفتح العمري
وبعد أن فرغوا من بلاد الشام وجهوا جزءاً من قواتهم إلى فلسطين وفتحوا مناطق عديدة منها وحاصروا إيلياء زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، واستمات الروم في الدفاع عن بيت المقدس، بيد أن الدين الجديد وما يزرعه في نفوس قواته قد انتصر على عناد الروم ودب الضعف في نفوسهم، ولما اشتد الحصار لبيت المقدس 636 م ظهر البطريرك "صفرونيوس" من فوق أسوار المدينة وقال لهم : إنا نريد أن نسلم لكن بشرط أن يكون ذلك لأميركم فقدموا له أمير الجيش فقال: لا ، إنما نريد الأمير الأكبر أمير المؤمنين، فكتب أمير الجيش إلى عمر بن الخطاب
فخرج عمر بن الخطاب إلى مدينة القدس ولما أطل على مشارفها وجد المسلمين في استقباله خارج بابها المسمى بباب دمشق وعلى رأسهم البطريرك "صفرونيوس " وقد كان عمر على راحلة واحدة ومعه غلامه ، فظهر لهم وهو آخذ بمقود الراحلة وغلامه فوقها وكان عمر اشترط على غلامه أن يسير كل منهما نفس المسافة يركب واحد والآخر يسير على الأقدام بالتساوي، فعندما وصلا كان دور الغلام وعمر بن الخطاب يأخذ بمقود الراحلة
فبينما رأوه كذلك خروا له ساجدين فأشاح الغلام عليهم بعصاه من فوق رحلته وصاح فيهم
" ويحكم ارفعوا روؤسكم لا ينبغي السجود إلا لله، فلما رفعوا رؤوسهم انتحى البطريرك "صفرونيوس "ناحية وبكى، فتأثر عمر وأقبل عليه يواسيه قائلا :" لا تحزن هون عليك ، فالدنيا دواليك يوم لك ويوم عليك " فقال صفر ونيوس اظننتني لضياع الملك بكيت ؟ والله ما لهذا بكيت ، أنما بكيت لما أيقنت أن دولتكم على الدهر باقية ترق ولا تنقطع ….فدولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة ، وكنت حسبتها دولة فاتحين ثم تنقرض مع السنين
وتسلم ابن الخطاب مفاتيح القدس من البطريرك " صفر ونيوس " وخطب في تلك الجموع قائلا : " يا أهل ايلياء لكم مالنا وعليكم ما علينا . ثم دعا البطريرك لتفقد كنيسة القيامة، فلبى دعوته، و أدركته الصلاة وهو فيها فتلفت إلى البطريرك وقال له أين أصلى، فقال " مكانك صل " فقال : ما كان لعمر أن يصلي في كنيسة القيامة فيأتي المسلمون من بعدي ويقولون هنا صلى عمر ويبنون عليه مسجدا . وابتعد عنها رمية حجر وفرش عباءته وصلى ، وجاء المسلمون من بعده وبنوا على ذلك المكان مسجدا وهو قائم إلى يومنا هذا .
نص العهد الذي أعطاه الإسلام للقدس
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل ايلياء من الأمان ، أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم سقيمها وبريئها وسائر ملتها ، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ، ولا من صلبهم ، ولا من شئ من أموالهم ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم ،ولا يسكن بايلياء معهم أحد من اليهود
وعلى أهل ايلياء أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن ، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص . فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم . ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل ايلياء من الجزية ، ومن احب من أهل ايلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلى بيعهم وصلبهم ، فانهم آمنون على أنفسهم حتى يبلغوا مأمنهم ، ومن كان بها من أهل الأرض فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل ايلياء من الجزية ومن شاء سار مع الروم ومن شاء رجع إلى أهله ، لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم ، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية
شهد على ذلك كتب وحضر سنة 15 هـ عمر بن الخطاب
خالد بن الوليد عبد الرحمن بن عوف معاوية بن أبي سفيان




.....يتبع

قديم 08-09-2010, 12:31 PM
المشاركة 9
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: حـتى لا ننســــى ...!!!
الحروب الصليبية


استطاع الصليبيون في نهاية القرن الحادي عشر ، الإفادة من الانقسامات التي تعرض لها العالم الإسلامي الفترة التي دبت بين الشيعة والسنة في تلك الفترة، والعرب والترك في تلك الفترة، حتى أن الوزير الفاطمي الأفضل أرسل إلى الصليبيين سفارة عام 1098 م يعرض فيها محالفتهم ضد الأتراك السلاجقة
عقد الصليبيون العزم على أن يسيروا إلى بيت المقدس وذلك بعد الاستيلاء على انطاكية وتقدمت القوات الصليبية في 7 يونيه 1099م وحوصرت المدينة المقدسة من جميع الاتجاهات
وقد كانت المدينة مزودة بكميات كبيرة من المؤن والماء والأسلحة التي فاقت أسلحة الصليبيين ، كما دعمت الأبراج بالقطن والدريس لتصمد أمام قذائف منجنيقات العدو ، وصمدت القوات الإسلامية في المدينة وتعرض الصليبيون إلى هجمات المسلمين ونفذت مؤنهم وعانوا كثيراً من حرارة الشمس، وفشل الصليبيون في هجومهم الأول على المدينة. وحينما وصلت إليهم إمدادات جديدة وعتاد وعدة ،عاودوا الهجوم
لقد بلغ عدد قوات الصليبيين المحاصرة للمدينة 12ألفا من الراجلة، و1300 من الفرسان بالإضافة إلى معاونة حجاج مسيحيين لهم، وفي ليلة 14 يوليو 1099 م استطاع الصليبيون دخول المدينة خلال الأسوار عبر أبراج صنعت خصيصا لذلك
ودمر الصليبيون ما شاء لهم أن يدمروا ،ونهبوا الكثير، كما نهبوا بعض المعادن النفيسة التي كانت على المقدسات ولا سيما قبة الصخرة، وانطلق الصليبيون في شوارع المدينة والى المنازل والمساجد يذبحون كل من صادفهم من الرجال والنساء والأطفال ،وهكذا استطاع المسيحيون الاستيلاء على بيت المقدس
منذ ذلك التاريخ أصبحت قضية تحرير القدس التي ترمز إلى تحرير فلسطين هي القضية الأولى الأساسية على المستويين السياسي والديني لدى العرب والمسلمين
في غضون ذلك وصلت سفارة مصرية إلى بيت المقدس وطلبت من الصليبيين الرحيل من البلاد ، وتقدم " الوزير الأفضل " وزير مصر نحو فلسطين فوصل عسقلان في 4 أغسطس ، وخرج "جودفري " بجيشه من بيت المقدس لمواجهة جيوش المصريين في 9 أغسطس 1099 واحتشد الجيش الصليبي في سهل المجدل ( شمالي عسقلان ) حيث يعسكر الوزير الأفضل وفوجئ الأفضل بتلك الجموع وولى الأدبار إلى مصر بحرا ، وبذلك اصبح نصر الصليبيين لبيت المقدس مؤكدا ، ولم يلبث أن استولى الصليبيون على الجليل وطبريا وحيفا وقيسارية وغيرها
وعلى أثر ذلك أصبح "جودفري دي بويون " هو الحاكم الذي منح لقب المدافع عن كنيسة القيامة
وفي 11 نوفمبر عام 1100 م اصبح "بلدوين الأول " على رأس مملكة الصليبيين في بيت المقدس ، وقد استمرت هذه المملكة 87 سنة ولم يسمح للمسلمين ولا غيرهم بالإقامة داخل المدينة
لقد شعر الصليبيون في تلك الفترة بأنه بتوجب عليهم التخلص من الثقافة العربية في المنطقة وجعل تلك البقعة من الوطن العربي لاتينية، وكذلك القضاء على الأرثوذكسية التي كانت منتشرة فيها وقيل أيضا بأن الهدف الرئيسي لغزو الصليبيين كان تجارياً، حيث ساد نظام الإقطاع في الإدارة فكانت الأرض كلها للفرسان .


المماليك
وفي وسط الغمام الذي مر بالأمة الإسلامية ،ظهر "عماد الدين زنكي" فوحد قوى المسلمين في العراق والشام ، ولكن لم يعمر طويلا إذ قتله أحد صبيانه عام 1146 . وظهر بعد ذلك ولده البكر "نور الدين محمود" الذي حمل رسالة أبيه في حرصه على مصالح المسلمين حيث عمل على تنظيم صفوف المسلمين، كما استولى على دمشق ،الأمر الذي ساعد على توحيد البلاد، ثم امتد نفوذ نور الدين إلى مصر ، وولى صلاح الدين الوزارة الفاطمية في الحادية والثلاثين من عمره
كان لنجاح "نور الدين" في ضم مصر حاضرة الدولة الإسلامية أثره في قلق الصليبيين، فقد أصبحت قواتهم في بيت المقدس محاطة من الشمال الشرقي والجنوب الغربي . حتى أن "عموري الأول " ملك بيت المقدس أرسل سفارة إلى أوروبا يطلب النجدة وكذلك إلى الدولة البيزنطية
وعندما قامت الدولة الأيوبية في مصر على أنقاض الضعف والتحلل الذي أصاب الخلافة الفاطمية ، دبت الحياة والقوة كذلك في الجهة الغربية من جبهات المعركة ، وكان لإلتحام الجبهات وتوحيدها شرطا ضروريا ، حتى يتم محاصرة الكيان الصليبي الغريب الذي زرع في الجسد العربي الواحد ،وكانت هذه هي المهمة التي قام بها وقاد معاركها البطل العربي صلاح الدين الأيوبي
وفي العام التالي لقيام الدولة الأيوبية ،بدأ صلاح الدين الزحف على جنوب فلسطين وكان حصن "الكرك " الصليبي بجنوب فلسطين، يحكمه "ريجنالد" وهو من أقوى وأشرس أمراء الصليبيين وقد تعرض هذا الحصن المنيع لأربع غزوات من قبل صلاح الدين ، و أثناء الاستيلاء على القلعة في المعركة كان الأسطول المصري قد حقق انتصارا بحريا ضد الأسطول الصليبي في البحر الأحمر سنة 1182م الذي أجهض محاولة الصليبيين لتدمير الأماكن الإسلامية المقدسة في أرض الحجاز
وعندما غدر الصليبيون المسيطرون على حصن الكرك بالهدنة المعقودة بينهم وبين صلاح الدين أغاروا على القوافل العربية، وجاهروا بالاستعداد للزحف على مقدسات المسلمين في الحجاز، و كانت تلك اللحظات بمثابة الفرصة السانحة والمنظورة لاجتثاث الصليبيين من القدس، حيث شرع في السير نحو المعركة الفاصلة والهامة عبر التاريخ وهي معركة "حطين " معركة تحرير القدس. كانت القوة الصليبية قد لبثت حينا من الزمن وهي تحجم عن لقاء صلاح الدين في معركة فاصلة ، ولما أيقنوا بأن صلاح الدين لن يترك القدس في أيديهم بدأوا في توحيد صفوفهم وتجميع فرقتهم
فدعوا لاجتماع يتم التشاور فيه، حضروه و تناقشوا على ظهور الخيل حيث قال"ريموند " أمير طرابلس ، أن الخروج خارج القدس للقاء صلاح الدين خطأ كبير بل يجب التمركز داخل الأسوار للدفاع عن المدينة، ولكن رأى الأغلبية منهم أنه خير وسيلة للدفاع الهجوم وخرجوا إلى طبريا من أجل لقاء "صلاح الدين " هناك وعندما وصل جيش الصليبيين طبريا وعددهم 63 ألفاً من الفرسان وقفوا أمام جيش صلاح الدين ، رتب الصليبيون جيشهم في ثلاثة خطوط متراصة خلف بعضها وفي مقدمتها أمير طرابلس ومن خلفه جمهور عظيم يحيط بالصليب الخشبي الذي صلب عليه جسد المسيح، لكي يثير حماسهم ، ومن خلف هذا الصف يقف ملك أورشليم ومعه فرسان المعبد وجمهور من المتطوعين الذين جاءوا من أوروبا
وبالمقابل كان معسكر "صلاح الدين " الذي شهد تنقلات القائد حيث لم يغف له جفن، يطمئن على المؤن والتسليح وكذلك على جدول الماء الذي أصبح في حوزة العرب والذي حرم الصليبيون من الاستفادة منه كما بات يذكر الجنود بالمدينة الأسيرة ويثير فيهم الحماس
وفي يوم 1 تموز سنة 1187 م في ليلة الجمعة ، التحم الجيشان ودارت رحى المعركة حيث كان لجيش صلاح الدين قوة و إرادة وعناد واستبسال في القتال لم يعهد من قبل وبالمقابل أصاب العطش جيوش الصليبيين ،كما أصابتهم حرارة شمس تموز ، وحرارة النيران التي أشعلها العرب في الغابات
وفي يوم السبت 3 تموز ، ثالث أيام المعركة، بدا جلياً أن الحرب تحسم لصالح جيش المسلمين حيث انسحبت جموع الصليبيين إلى جبل "حطين " لتتخذ منه ظهرا في الدفاع والهجوم ، ولكن جيش المسلمين كان في أثرهم ،حتى نزل" صلاح الدين " من فوق حصانه ساجدا لله مقبلا للأرض" شكرا لله على هذا النصر" حيث كان ذلك إيذانا بحسم المعركة لصالح المسلمين حيث تم قتل 30 ألفا وآسر ما يقارب الثلاثين ألفا أيضا من أصل 63 ألفا
وفي اليوم التالي: الأحد 4 تموز استولى العرب على طبريا ومن ثم فتحوا عكا حيث جابوا كافة المدن والقرى الفلسطينية وصولا لاسوار المدينة المقدسة يوم الأحد 20 أيلول 1187 م ، وأحاط بالجانب الغربي من أسوارها، وعسكر في نفس المكان الذي فتحها منه الصليبيون عام 1099 م ومكث عدة أيام في دراسة أحوال المدينة من النواحي العسكرية تخللتها بعض المناوشات المتبادلة بين الطرفين حيث قرر الانتقال إلى جانب المدينة الشمالي .
في يوم الجمعة 25 أيلول بعد خمسة أيام من بدء الحصار بعث "صلاح الدين" إلى الصليبين رسولا يقول لهم على لسانه " إنني مثلكم أقدس هذه المدينة واعرف إنها بيت الله وأنا لم آت إلى هنا كي أدنس قداستها بسفك الدماء فإذا سلمتموها لي فإنني اخصص لكم قسما من خزائني أمنحكم من الأرض بمقدار ما تستطيعون القيام به من أعمال " وانتظر الرد ولكن الصليبيين كانوا قد جمعوا ستين ألفا من الفرسان وعقدوا اجتماع مشورتهم وجاء ردهم إلى "صلاح الدين" بالتالي :" إننا لا نقدر أن نسلمك مدينة قد مات فيها إلهنا بالجسد وبأكثر من ذلك نحن لا نقدر أن نبيعها "
بعد هذا الرد لم يكن أمام صلاح الدين سوى القتال حيث أمر بنصب المنجنيقات على المرتفعات وأعد العدة للحرب
واختار الصليبيون لقيادتهم في هذه المعركة الفاصلة القائــد " باليان ده ايبالين " أحد القلائل الذين تمكنوا من الهرب في معركة حطين وأخذوا بجمع سبائك الذهب والفضة ، ونزع زينة الكنائس وضرب عملة لتعينهم على أمور القتال
وبدأت المناوشات بين الجانبين، حيث أوشك المسلمون على اقتحام أسوار المدينة واكتسحوا الخنادق والتحصينات وعم الفزع السكان اللاتين، حيث ألقيت الأسلحة، وتم التضرع والبكاء ، حيث عقد الصليبيون مجلس شورى وقرروا طلب الأمان من صلاح الدين نظير التسليم، فرد صلاح الدين ذلك العرض، وقال لهم : كما أخذتم هذه المدينة بالسيف فلابد أن استردها بالسيف وسوف أبيد الرجال واستولى على الأموال. ولكنهم ألحوا ثانية في طلب الأمان وإزاء رفض "صلاح الدين " لذلك كشفوا عن مخطط كانوا قد اتفقوا عليه ، حيث قال "باليان " المبعوث الصليبي للسلطان صلاح الدين ، إننا إذ يئسنا من النجاة من سيوف جندك فإننا سنهدم المعبد والقصر المملوكي، وننقض حجارتها حتى الاساسات وسنحرق الأمتعة والكنوز والأموال في خزائن المدينة، كما سنهدم جامع عمر وقبة الصخرة ،اللذين هما موضوع ديانتك، وسنقتل ما لدينا من أسرى في سجون المدينة، منذ سنوات وعددهم خمسة آلاف رجل وسنذبح نسائنا وأولادنا بأيدينا حتى لا يقعوا في أسركم
وبعد أن تصبح المدينة رديما ومدفنا واسعا سنخرج للقتال قتال اليأس من الحياة ونحن ستون ألف مقاتل لن يفنى أحدا منا حتى يقتل واحدا من جنودك … فامنحنا الأمان نسلمك المدينة دون أن يمسها أحد من الطرفين بسوء ؟!
شهدت خيمة "صلاح الدين " مجالسا للمشورة ضمت الأمراء والقواد، ومنعا لسفك الدماء التي تحرك المزيد من الأحقاد ،ثم الاتفاق على أن تسلم المدينة مقابل أن يرحل منه كل اللاتين غير العرب الذين استوطنوها بعد الغزو الصليبي، وأن يكون رحيلهم في غضون أربعة أيام وان يكون لهم جميع ما يملكون من نفائس وأموال وذلك في نظير فدية قدرها عشرة دنانير للرجل وخمسة للمرأة ودينار واحد لكل طفل " وفي يوم الجمعة 3 تشرين أول سنة 1187 م الذي يوافق ذكرى الإسراء والمعراج، تم التوقيع على نسختي المعاهدة بالتسليم، ودخل العرب المسلمون المدينة المقدسة
انشغل اللاتين والصليبيون بجمع المال والمتاع استعدادا للرحيل ، وفي يوم الاثنين 5 تشرين أول أغلقت جميع أبواب المدينة و أقيم لصلاح الدين عرش عند هذا الباب كي تمر من بين يديه جموع الخارجين
وبهذا بدا حكم صلاح الدين وأحفاده للقدس جيلا وراء جيل ، حتى جاء المماليك المسلمون وحكموا القدس في 1489م وفي هذه الفترة انتشر الطاعون في القدس ،وبقى أربعة شهور، حتى كان يموت بسببه ما يقارب مائة شخص يوميا ،وقد أتى هذا المرض على القلة القليلة من اليهود والتي كانت موجودة في القدس
وكانت هذه هي نهاية مرحلة عظيمة من المتاعب والأحداث الهامة في القدس إلى ما بعد انتهاء الحكم العثماني .





.....يتبع

قديم 08-09-2010, 12:33 PM
المشاركة 10
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: حـتى لا ننســــى ...!!!

القدس تحت حكم العثمانيين
1516-1831م



بعد الانتصار الحاسم الذي حققه السلطان سليم الأول في مرج دابق "شمال سوريا"في أغسطس 1516 م دخل العثمانيون القدس بتاريخ 28ديسمبر 1516 (الرابع من ذي الحجة 922هـ)وبعد هذا التاريخ بيومين قام السلطان بزيارة خاصة للمدينة المقدسة حيث خرج العلماء والشيوخ لملاقاة "سليم شاه" وسلموه مفاتيح المسجد وقبة الصخرة. ومن ثم قدم السلطان الهدايا لاعيان البلد جميعا أعفاهم من الضرائب الباهظة وثبتهم في وظائفهم. وفي فترة حكم سليمان (1520-1566) نعمت القدس بازهى أيامها بدون اسوار، حيث كان سلاطين بني عثمان يكنون احتراما خاصا للقدس بوصفها ثالثه المدن المقدسة في الإسلام، وفي هذه الفترة بدأ التعمير بترميم شامل لقبة الصخرة بإيعاز من السلطان سليمان ومن جهة أخرى تم ترميم وبناء سور المدينة العظيم الموجود حتى الآن ، حيث بقيت المدينة بدون أسوار لمدة تتجاوز الثلاثمائة عام منذ دمر الملك "عيسى الأيوبي " أسوارها سنة 1219 .
وبلغ طول السور حوالي ثلاثة كيلومترات ومعدل ارتفاعه 12متراً، ويبلغ عدد أبراج السور في الوقت الحاضر 34 برجا وله سبعة أبواب مفتوحة تحمل ستة منها نقوشا تسجل تاريخ بنائها وأربعة أخرى مغلقة .
لقد استمر بناء السور خمس سنوات (1536-1540) واقتضى نفقات طائلة حيث كان هدف بناء وترميم السور يتمثل في حماية المدينة من الغزو الأجنبي وكذلك من غارات الغربان .
ومن جهة أخرى أولى السلطان مشكلة المياه المزمنة عناية كبرى فخصصت مبالغ كبيرة من المال لبناء المنشآت المائية و إصلاحها وصيانتها كالقنوات والبرك والأسيلة والحمامات. وفي أواسط القرن السادس عشر أقيمت في القدس مؤسسة مهمة هي تكية أو عمارة (رباط ومطبخ ) خاصكي سلطان ، وقد أنشأتها (خاصكي سلطان ) زوجة سليمان وهي روسية الأصل سنة 1551 وسرعان ما أصبحت من أهم المؤسسات الخيرية في فلسطين وكانت التكية مجمعا بنائيا ضخما يضم مسجدا وخانا ورباطا ومدرسة ومطبخا وكان المطبخ يقدم يوميا مئات الوجبات إلى ضيوف الرباط والصوفية والطلبة والفقراء بشكل عام . ومن الجدير ذكره أن مدينة القدس ورثت من زمن الأيوبيين والمماليك عددا كبيرا من الأوقاف الإسلامية والمرافق العامة ، حيث لقيت هذه الأوقاف الرعاية في الفترة العثمانية وازداد عددها ، حيث كان لهذا الوقف الإسلامي دور كبير في حياة القدس الاقتصادية فقد وجد وظائف لمئات الأشخاص وزود مئات المنتفعين بدخل ثابت كما أنه عمل على إنعاش كافة فروع الاقتصاد .
منذ بداية الفتح العثماني كانت القدس تتبع ولاية دمشق وهي إحدى ثلاث ولايات تألفت منها بلاد الشام في ذلك الوقت، وقد قسمت كل ولاية إلى عدد من السناجق ، وكان للقدس سنجقها الخاص الذي ضم الخليل والقرى المجاورة .وكان على رأس الإدارة حاكم اللواء (سنجق بك أو أمير لوا ) وكان هذا المنصب مقصورا على الأتراك العثمانيين تقريبا وكان الحاكم رجلا عسكريا تمثلت واجباته الرئيسية في قيادة القوا ت المسلحة في السنجق أثناء الحرب والمحافظة على النظام العام والإشراف على الإقطاعيات العسكرية وجباية الضرائب .
كان للحاكم نائب يدعى الكيخيا وكاتب يدعى يازجي ويتبعه عدد من التراجمة وكان الفرسان الإقطاعيون -السباهية -تحت إمرة الميرالاي أما قوات الشرطة فكان يرأسها (السوباشي ) وكان للقلعة قائد خاص يدعى "دزدار " يرتبط مباشرة بالحكومة المركزية ، وتألفت حاميتها من السباهية وغيرهم من الجنود ، إلا أن قوامها الرئيس هم الانكشارية الذين كان يرأسهم "أغا " .
أما الحكم الإداري "المدني " فكان على رأسه القاضي وكان عادة ما يكون تركيا يعين من استنبول لمدة سنة واحدة ، وكان منصب القاضي مقصورا على الأحناف (فالمذهب الحنفي كان المذهب الرسمي للدولة العثمانية ) وكان قاضي القدس من القضاة الكبار في الدولة .
والى جانب القاضي كان هناك ثلاث شخصيات دينية واجتماعية بارزة في القدس هي المفتي ونقيب الإشراف وشيخ الحرم، وكان هؤلاء الثلاثة من المقادسة الذين يعينهم السلطان .
فيما يتعلق بالحياة الاقتصادية في بداية فترة حكم العثمانيين: تدل سجلات المحكمة الشرعية إلى وجود خمسة فروع رئيسية من الصناع في مدينة القدس وهي
1. الصناعات الغذائية وتتمثل في ( استخراج الزيوت وطحن الحبوب وعصر الفواكه .
2. صناعات النسيج والصباغة.
3. الصناعات الجلدية .
4. صناعة الصابون .
5. الصناعات المعدنية( الحديدية ، والنحاسية ) .
و تخللت هذه الفترة حركة تجارية نشطة تمثلت في تصدير الصابون إلى مصر عبر ميناء غزة ، والحبوب إلى مصر ويوغسلافيا ( دوبرو فنيك)، أما المستوردات الرئيسية فكانت الأرز والمنسوجات من مصر ، والملابس والقهوة من دمشق ، وكذلك بعض المنسوجات من استنبول والصين والحجاز والعراق .
حيث كانت النشاطات الاقتصادية خاضعة لنظام ضرائبي وشملت .
- الأراضي الزراعية .
- المواشي
- ضرائب البيع
- الصناعات
إضافة إلى ضرائب كانت تجبى من المسيحيين واليهود (أهل الذمة ) وهي عبارة عن الجزية التي كانت تفرض على البالغين الذكور الأصحاء منهم وكانت أدنى فئات الجزية بالإضافة إلى رسوم الحجاج ،ورسوم الخفارة ،ورسوم زيارة الأماكن المقدسة ورسوم المواني
وفي الثلث الأخير من القرن السادس عشر بدأت تظهر تصدعات خطيرة في كيان الدولة العثمانية، وبدأت الدولة في التراجع دام أكثر من قرنين منذ أوائل القرن السابع عشر وتعمق هذا التراجع في القرن الثامن عشر و أوائل القرن التاسع عشر حيث أخذ نظام الإقطاع "السباهية" (أمراء الإقطاع) بالتدهور تدريجيا، ومع قرب انتهاء حروب التوسع وقلة الغنائم أخذ أمراء الإقطاع بالتوجه إلى الأرض والمزارعين للتعويض عن الغنائم التي خسروها، وتم استغلال الفلاحين استغلالا لا هوادة فيه، مما أدى إلى هبوط حاد في الإنتاج الزراعي ،وفتح باب أزمة الإمبراطورية على مصراعيه، بالإضافة إلى أسباب أخرى مثل اكتشاف الطريق البحري إلى الهند وتحويل الطرق التجارية عن آسيا و الازدياد الكبير للفضة في أسواق البحر الأبيض المتوسط مع اكتشاف أمريكا وكذلك ثورات الفلاحين في تركيا والولايات الأخرى
وكان لهزيمة العثمانيين في معركة ليبانتو البحرية سنة1571 م أمام أعضاء الحلف المقدس بمثابة الإنذار الأول ،وفي السنوات الأخيرة من القرن السادس عشر وبداية السابع عشركانت الدولة في حالة حرب مع كل من النمسا وبلاد فارس، وفي الوقت نفسه كانت هناك انتفاضة للفلاحين في الأناضول (1598-1605)
حيث حفلت السنوات الأخيرة من القرن السابع عشر بالانتكاسات المتلاحقة لما سببته الحروب مع النمسا من خسائر فادحة ، وهزيمة الجيش العثماني أمام أسوار فينيا ( 1683) وفي العقد الأخير من القرن اشتركت روسيا مع النمسا في حربها ضد العثمانيين ، وبعد الهزائم العسكرية عقد "صلح كارلوفيتس "في سنة 1699م، و أسفرت عن خسائر كبيرة في الأرض سواء في البلقان أو جنوبي روسيا واستغلت فرنسا صعوبات الدولة لفرض نسخة جديدة من الامتيازات الأجنبية عليها في سنة 1673
وكان لهذه التطورات آثار سلبية في القدس، حيث صاحب ذلك تدهور في الأمن العام وخصوصا على الطريق المؤدية للمدينة
وفي غضون ذلك صعد البدو هجماتهم على قوافل الحجاج وفرضوا عليهم الإتاوات حتى هاجمهم حاكم سنجق القدس "خذا وردي " والحق بهم هزيمة
ومن أجل حماية الأمن العام والمحافظة عليه أنشأت عدة قلاع وزودت بالرجال والأسلحة. وفي سنة 1630 بنى السلطان مراد الرابع (1622-1639) قلعة كبيرة عند برك سليمان لحماية الينابيع والبرك التي تزود القدس بالماء من قطاع الطرق ،حيث لا يزال مبنى القلعة إلى الآن
بيد أن هذه الإجراءات لم تنجح ويرجع السبب في ذلك إلى تورط الحكومة العثمانية في الحروب ولم تتمكن من تخصيص الأموال والقوات الكافية لذلك ، مما أدى إلى تخوف أهل القدس من عدم الاستقرار والمطامع الأوربية في المدينة، وانعكس هذا القلق في عريضة وجهت إلى السلطان "مصطفى الأول " سنة 1621 ، على غرار فرمان سلطاني صدر في تلك السنة بتعيين "سيودا رامون " قنصلا فرنسيا مقيما في القدس
وعندما تردت العلاقات بين الدولة وفرنسا إبان حكم "مراد الرابع " الذي طرد اليسوعيين من استنبول (بتحريض من السفيرين البريطاني والهولندي عام 1628) أصـدر "مراد الرابع" ثلاث فرمانات سنة 1634 منح بموجبها الروم حق التقدم على اللاتين في الاحتفالات الدينية في القبر المقدس و ألغيت هذه الفرمانات الثلاثة اثر تدخل "لويس الثالث عشر" ،وفي سنة 1673 نجحت فرنسا في تجديد الامتيازات الأجنبية وتأكيد دورها "كحامية للكاثوليك " ومن ناحية أخرى تدخلت النمسا وحصلت على امتيازات خاصة للاتين سنة 1642، وكذلك بولندا عملت على إرغام الحكومة العثمانية في معاهدة عقدتها مع الباب العالي سنة 1676 على إعادة الفرنسيين (الفرنسيسكان ) إلى القبر المقدس
ومن ناحية أخرى حصلت النمسا بموجب(اتفاقية كارلوفتس )سنة 1699 على حق تمثيل المصالح المسيحية فيما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس وقد لاقى العثمانيون صعوبات جمة في محاولتهم حل المطالب المتناقضة حول التقدم والأسبقية في الأماكن المقدسة للمسيحيين، حيث كانت المشجارات بين الطوائف غالبا ما تشتد وتتحول إلى صدامات دامية ولا سيما في سنوات 1666 ، 1669 ، 1674 من القرن السابع عشر والقرون التالية له
وبعد معاهدة (كارلوفيتس 1699) والتي أعقبتها سلسلة من الحروب والأزمات السياسية والهزائم التي منيت بها الحكومة العثمانية طوال القرن الثامن عشر ، في حروبها مع روسيا والنمسا والبندقية والفرس ومرة أخرى مع النمسا وروسيا، وبينما كانت الحروب مستمرة كان الضعف يدب باستمرار في أجهزة الدولة ، ومما ساعد على ذلك نظام الوراثة في الحكم والالتفات لقضاء الشهوات ، مما أدى إلى انتشار الفساد العام في أركان الدولة ، بينما كانت تنفق على الحروب وعلى ترف الحكام من خلال فرض الضرائب وزيادتها باستمرار مما أدى إلى إفقار الشعب وقتل حماس العمال والفلاحين الذي أدى إلى تشتتهم وتنظيمهم للثورات المسلحة
وفي القدس نفسها بدأ القرن الثامن عشر بانتفاضة كـان على رأسها نقيـب الأشراف " محمد بن مصطفى الحسيني " واستمرت سنتين ، وكانت بسبب سياسة التسلط والانتهازية في فرض الضرائب الباهضة على السكان والفلاحين ، حيث حمل الأهالي السلاح وهاجموا القلعة وأطلقوا سراح المساجين ، وبعد ذلك أرسل الوالي حوالي 2000 من الانكشارية والجنود إلى القدس ، وتمكنوا من احتلال المدينة سنة 1705 ، وتم اعتقال "النقيب " وأرسل إلى استنبول ونفذ فيه حكم الإعدام سنة 1707م
وفي أواخر القرن الثامن عشر و أوائل القرن العشرين واجهت الدولة العثمانية تهديدين رئيسيين الأول من مصر والثاني من البلقان، ففي عام 1798 غزا نابليون بونابرت مصر، وفي السنة الثانية زحف إلى سوريا وانتهت حملته بالفشل أمام أسوار عكا. حيث أثارت أنباء نزول الجيش الفرنسي في الإسكندرية الذعر والغضب في القدس وأدت إلى مهاجمة الأديرة وأخذ الرهبان كرهائن بيد أن والي الشام أمر بالتروي وبحماية الأديرة طالما أنهم يدفعون الجزية ولا يظهرون علامات الخيانة
وعندما سمع الوالي أنباء قيام الفرنسيين بإرسال بعض الرسائل إلى سكان القدس أمر بأن تسلم هذه الرسائل إلى السلطان على الفور والتفت أهالي فلسطين والقدس حول الحكومة العثمانية حيث أرسل الشيخ "موسى الخالدي" قاضي عسكر الأناضول منشورا إلى أهل فلسطين دعاهم فيه إلى القتال ضد نابليون
وفي سنة 1804 توفي الجزار والي الشام ووالي القدس بدوره ، حيث تلاه سليمان باشا (1804-1818) وتلاه عبدالله باشا (1818-1831) وبعد ذلك تولي القدس عدد من الحكام المحليين
ومن سنة 1808 إلى 1831(وهي نهاية الفترة الأولى في الحكم العثماني ) عاشت القدس سلسلة من الاضطرابات والثورات


سكان القدس في العهد العثماني
الأراضي

الإدارة


إن الأكثرية الساحقة من سكان مدينة القدس كانت تتألف من أهالي المدينة المسلمين العرب، ولكن كانت هناك نسبة صغيرة من المسلمين الذين اختاروا الإقامة في القدس بعد أن وفدوا إليها من أقطار إسلامية وعربية مختلفة مثل المغرب ومصر وسوريا والعراق وغيرها من دول أسيا الوسطى
أما المسيحيون -فلم تكن تعتبرهم الدولة - طائفة واحدة فقد كانوا منقسمين إلى عدد من الطوائف والقوميات : لاتين وروم وأرثوذكس وأرمن وأقباط وأحباش وصرب وسريان و كرج………………الخ ، غير أن الأكثرية منهم كان للروم الأرثوذكس العرب وكانت العلاقات بين الطوائف المسيحية طوال العهد العثماني وخصوصا في ا لقرن السابع عشر والقرون التالية مشحونة بالمنازعات والخصومات
أما اليهود فقد تمتعوا بقسط من الحرية الدينية في فترة الحكم العثماني لم يحظوا بمثله في أي من البلدان الأوربية ، ولم تتخذ ضدهم أية إجراءات تذكر من شأنها أن تساعد على التمييز بينهم وبين السكان، وقد نتج عن ذلك قيام علاقات متينة بينهم وبين الجاليات اليهودية الأخرى في الإمبراطورية العثمانية التي ازداد عددها بشكل ملحوظ بوصول الكثيرين من اليهود بعد إقصاءهم وتشريدهم عن أسبانيا والبرتغال سنة 1492 وبعد سماح السلطات العثمانية لهم بالعيش في فلسطين، وبحلول سنة 1522 أصبحت في القدس جالية يهودية "سفارادية" تزايد نموها خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر بوصول بضع مئات من اليهود "الحسيديم " من بولونيا سنة 1777م مما ساهم في تأسيس طائفة اشكانازية في المدينة إلى جانب الطائفة "السفارادية "وفي سنة 1806 أصبح عدد اليهود في القدس 2000 نسمة وقفز بحلول سنة 1819 إلى 3000 نسمة وتعززت هذه الجالية خلال العقدين التاليين بوصول العشرات من يهود صفد هجروا مدينتهم بسبب الهزات الأرضية التي تعرضت لها خلال السنوات 1834-1837
يبين هذا الجدول عدد سكان القدس طيلة القرن السادس عشر والمستند إلى دفاتر التحرير العثمانية

السنة يهود عرب المجموع
1525 1000 3700 4700
1538 1150 6750 7900
1553 1634 11.750 13.384
1562 1200 11.450 12.650
1596 100 7510 7610

ملاحظة : من الواضح أن هناك نقص في الدفتر رقم 515 من السجلات العثمانية لذلك يبدو نقص واضح في السنوات الأخيرة
الأراضي
وكان قد طرأ تحسن على مركز اليهود في الإمبراطورية العثمانية بشكل عام والقدس بشكل خاص، وتعزز ذلك بعد حصول " مونتفيوري " الثري اليهودي البريطاني وآخرون على فرمان من الحكومة العثمانية في تشرين أول /أكتوبر1840 ، يكفل حماية اليهود وحرية معتقداتهم الدينية ،وهكذا اعترفت الحكومة العثمانية بالحاخام السفارادي الأكبر " الحاخام باش" رئيسا للطوائف اليهودية في الإمبراطورية ومنحته صلاحية الموافقة على انتخاب حاخم سفارادي أكبر ليهود فلسطين "هاريشون لتسيون " تكون القدس مقرا له باعتباره رئيسا وممثلا لكل اليهود في فلسطين، ويمارس صلاحيات إدارة شؤونهم الدينية والدنيوية وتنفذ السلطات العثمانية الحاكمة قراراته ،وكذلك صلاحيات قضائية وسياسية، مما ركز دعائم الجالية اليهودية في فلسطين والقدس .
الإدارة
ومع منتصف القرن التاسع عشر برز ضعف الإمبراطورية العثمانية نتيجة لعدة أسباب أهمها:
نجاح ثورة محمد على 1831 التي لم تستطع استنبول قمعها إلا بمساندة الدول الغربية وكذلك خلال حرب القرم عام1856 مما أدى إلى ازدياد مطامع الغرب واهتمامهم بالمنطقة وتدخلهم في الشؤون العثمانية، من خلال توسيع نظام الامتيازات مما أدى إلى شعور المواطنين اليهود والمسيحيين بأنهم مواطنون للدول الأجنبية ويجب حمايتهم بواسطة قناصلها المنتشرين في إنحاء الإمبراطورية، وأدى ذلك إلى الاهتمام المتزايد من قبل الدول الغربية لفتح قنصليات جديدة في القدس لرعاية مصالحها وتقدم الحماية لرعاياها ولا سيما اليهود منهم، مما أدى إلى ازدياد عددهم باطراد .
وقد قدمت هذه القنصليات خدمات جليلة لليهود في القدس خاصة وفلسطين عامة ، وساعدتهم على تعميق جذورهم فيها، وذلك بواسطة ثني السلطات العثمانية عن تطبيق القوانين المرعية عليهم ، وساعدتهم على شراء الأرض واستيطانها . وعلى اثر الاضطهاد الذي تعرض له اليهود في روسيا القيصرية وبولندا سنة 1881م وما ترتب عليه من هجرة يهودية إلى فلسطين ارتفع عدد الجالية اليهودية في القدس من 6000 نسمة تقريبا سنة 1866، إلى ما يقارب 14000 نسمة سنة 1887، و20.000 نسمة سنة 1890، ليرتفع الى 2800 نسمة سنة 1895، وفي سنة 1912 قفز عددهم الى 48.000 ، وأصبحوا يشكلون أكثريه في القدس ، ولكن ما لبث أن هبط عددهم الى 21000 مع نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918 نتيجة للظروف الصعبة التي مرت بها البلاد أثناء الحرب.



.....يتبع


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: حـتى لا ننســــى ...!!!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هنية: مبارك تورط فى حصار غزة.. والربيع العربى يفتح صفحات الخلافة البرنس مودى منبر الحوارات الثقافية العامة 0 07-20-2012 11:22 PM
الفوائد المدنية قيمن يفتى بقوله من ائمة الشافعية هند عبد العزيز محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 0 06-12-2011 12:58 PM

الساعة الآن 05:06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.