قديم 09-13-2010, 07:41 PM
المشاركة 11
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


سابعا : نتج عن العزلة بين العلماء وبعض الدعوات المعاصرة - أقول البعض حتى لا نظلم الذين هم على الاستقامة - أن نشأت لبعض الدعوات

مناهج وأفكار وكتب ومؤلفات معزولة عن السنن ، وعن العلوم الشرعية بشموليتها . بل وحتى بتفصيلاتها .

وصارت كل طائفة تأخذ من العلوم الشرعية ما يناسب أوضاعها . وهذا أسلوب من الأساليب الخاطئة التي تخالف منهج السلف ،

وحتى نشأ للدعوة في العالم الإسلامي علم يشبه علم الكلام لدى الجماعات في ارتباطه بالأهواء والأشخاص ، لا بارتباطه بالسنة وبالأئمة .

وقد برزت في الآونة الأخيرة ، نتيجة لهذا الفصل بين الدعاة والعلماء دعوات كبرى ، قوامها وركائزها ، رؤساء ليسوا بعلماء ،

وتعتمد على أفكار وحركات محدثة ، تخالف هدي الإسلام ، وعلى عواطف لا تضبطها القواعد الشرعية ولا المصالح المعتبرة .

ثامنا : كما نتج عن هذا التقصير في طلب العلم الشرعي على أصوله وعلى مناهجه السليمة الصحيحة ، بل ونتج من ذلك عند أصحاب الدعوات

التي تفصل بين العلماء والدعاة الحيلولة بين أتباعها وبين تحصيل العلم من المشايخ .

بل كثيرا ما ترد إشكالات من بعض الشباب في شتى بلاد العالم الإسلامي ، ناتجة من صرف بعض الدعاة لأتباعهم عن العلماء بذرائع شتى ،

حتى أن بعضهم قد يعاقب الشاب الذي ينتمي إليه لماذا جلس يطلب العلم الشرعي على الشيخ فلان !!

ونتيجة لذلك حصل الخلل في المفهوم ، فقد فهم بعض الدعاة- هداهم الله- بسبب العزلة بينهم وبين المشايخ أن المشايخ خصوم أو أعداء للدعوة ،

أو أن لديهم ما يضر بالمنتسب للدعوة ، أو ما يشوش أفكاره عليها . وسبب ذلك أن في دعواتهم أمراضا ومصائب لا يرضاها العلماء ، وقد ينتقدونها .

ومن هنا تعللوا بصرف شبابهم عن العلماء وأهل العلم والفقه في الدين .

وفي الآونة الأخيرة لما رأى بعضهم عوار هذا النهج صاروا يوجهون شبابهم إلى المشايخ لأخذ العلم عنهم فقط دون ما يتعلق بالمناهج والقضايا

الدعوية والتربوية ونحوها ، وهذا من مسالك أهل الأهواء ، وهو مسلك خطير يجب ألا يستمر عليه من ينشد الحق والإصلاح ،

ولذلك وجب مناصحة أولئك الدعاة وبيان الحق لهم .

قديم 09-13-2010, 08:10 PM
المشاركة 12
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


تاسعا : في بعض الدعوات التي تسلك هذا المسلك ظهرت فئام من الجماعات والدعاة والشباب في البلاد الإسلامية وغيرها عددها ليس بالقليل ،

تجد قادتهم على قلة في الفقه وضعف في العلم ، أو تتلمذوا على الأقل علما واتخذوا شيوخهم من الأصاغر ، وقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم -

من ذلك حيث قال : ( إن من أشراط الساعة : أن يلتمس العلم عند الأصاغر ) وهذا - والله أعلم - يشمل الأصاغر في العلم والقدر والسن .

وكل ذلك حاصل في هؤلاء ومنهم طائفة يتخذون شيوخهم كتبهم ، وما يرشحونه من كتب فكرية أو ثقافية ، وأغلب ما تعتمد هذه الجماعات على

الكتب الفكرية والثقافية أكثر من الكتب الشرعية ، بل فيهم من يتنكر لكتب السلف الصالح .

ومنهم من جعلوا قادتهم- مع الأسف- جهالهم ، وأحكامهم أهواءهم ، مما أدى إلى الخلط وإلى الخبط والاضطراب عند بعض هؤلاء في العقائد وفي الأحكام ،

وفي المواقف ، وفي التعامل مع الاخرين ، وفي النظرة إلى قضايا الأمة الكبرى ، وفي التصرفات الطائشة التي تحدث من بعضهم ،

وفي صدور الأحكام المتعجلة ، ونحو ذلك من المظاهر التي نراها في فئة من الشباب ، وإن كانت والحمد لله قليلة ، لكن القليل في مثل هذه الأمور

لا ينبغي الاستهانة به ، بل ينبغي علاجه لأنه إذا كثر قد يصعب ، بل قد يستحيل علاجه .

قديم 09-14-2010, 01:43 PM
المشاركة 13
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


المسألة السادسة :


كلمـة إنصـاف

وسأتكلم فيها عن نوعين من الدعاة :

النوع الأول :

غالب الشباب من طلاب العلم الشرعي عندنا في هذه البلاد ، أشهد أني أرى عليهم علامات الرشد ، والالتفاف حول العلماء ،

والاسترشاد بأهل العلم والتلقي عنهم - وهذه ظاهرة سارة ، وهي الأصل ، وينبغي أن نشجع الشباب عليها ، وسائر طلاب العلم .

كما أني أرى من المظاهر السارة للشباب هنا : استقامة العقيدة ، واستقامة السلوك ، والحرص على تلقي العلم الشرعي بمناهجه وأساليبه الصحيحة

من مصادره الأصلية : كتب السلف المستمدة من الكتاب والسنة ، وتلقيه على أهله - وهم العلماء - أئمة الدين ، والمشايخ الذين هم القدوة ،

وهذه ظاهرة تبشر بالخير ، وهي نتيجة طبيعية لأخذ العلم الشرعي عن أهله ، لكن مع ذلك هناك بعض الظواهر التي أشرت إليها والتي هي - أحيانا -

قد تكون من النتائج التي تصحب مثل هذا الإقبال الكبير على الخير والحمد لله فإن غرس الله ظهر ، وريح الإيمان هبت ، وإقبال الشباب منقطع النظير

حتى يكاد يكون أكبر من أن يتحكم به بالإرشاد والتوجيه .

وهذا الإقبال على الخير والصحوة المباركة أمر يجب أن نفرح به ، وأن نستبشر به في الجملة ، وهي علامة خير ، ولله في ذلك حكمة يعلمها ،

ولا يمكن أن يكون هذا الإقبال على الخير مجرد ظاهرة اجتماعية ، أو مجرد رد فعل لأوضاع سيئة - كما يقال - الأمر أكبر من ذلك ،

الأمر هو من مراد الله ، ومن سننه التي لا تتبدل ولا تتخلف ، فقد بلغ السيل الزبد ، وقد طغى الزبد ، ولا بد أن يذهب الزبد جفاء ،

ولا يمكن ذهابه إلا بجهود بشر ، والبشر الذين يصطفيهم الله لا بد أن يكونوا على علم وفقه في الدين ، وأظن أن الله هيأ هذا الجيل الطيب ،

ليقوم بدور عظيم طالما تخلف عنه المسلمون في هذا العصر من نصرة الإسلام ونصرة الحق ، وهذا قدر الله وأمره ، وهو سنة الله - ولا راد لسنة الله -

لكن مع ذلك قد يأتي مع الخير بعض الشر وبعض الشذوذ مثل : التشدد في الدين ، أو الأهواء ونزعات الافتراق ، مصداقا لخبر النبي

- صلى الله عليه وسلم - لكن لا بد من علاج هذه الظواهر ، ، التي تنشأ بشكل طبيعي بين ثنايا الاتجاه العارم إلى الخير .

وقبل أن أخرج إلى مسألة أخرى ، أحب أن أنوه عن أمر آخر ، وهو أنه بحمد الله يوجد في هذا البلد من المشايخ الذين هم على السنة والاستقامة ،

من فيهم الخير والكفاية ، كما يوجد من طلاب العلم الذين يجمعون بين العلم والقدوة العدد الوافر الذي به ستسترشد وتستنير الدعوات - إن شاء الله - .

قديم 09-14-2010, 01:46 PM
المشاركة 14
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


النوع الثاني :


وهو الدعوات في العالم الإسلامي الآخر وخارجه ، لا بد من كلمة إنصاف في حقها ، لأني حين تكلمت عن بعض الظواهر المخالفة للسنة

فيها ولديها كان كلامي فيه شيء من العموم ، وكان من الأولى أن أنصفها ، بأن أقول أو أذكر الجوانب الإيجابية والخيرة في الدعوات

في سائر العالم الإسلامي ، لكن عذري أن الموضوع متعلق بمسألة معينة : وهي الفصل بين العلماء والدعاة ، فكان لا بد من إشعاركم

بهذه السمات أو الظواهر الخاطئة ابتداء .

أما الدعوات المعاصرة في شتى العالم الإسلامي وغير الإسلامي التي تحمل لواء الدعوة ، فإنه قد يوجد فيها من هو على السنة أفرادا وجماعات :

كأنصار السنة وأهل الحديث وأكثر الجماعات السلفية وغيرها ، إن فيها خيرا كثيرا برغم ما يعتريها من نواقص ومن خلل .

وإذا قارناها بأحوال المسلمين ، فإنها أصلح من أحوال عامة المسلمين ، ورجالها ودعاتها وشبابها لا شك أنهم أحسنوا حين قاموا بواجب قصر فيه غيرهم ،

ويكفيهم أنهم احتسبوا الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى - ورفعوا راياتها وتحملوا المشاق والعداء من أجل الإسلام ، وانتصروا للإسلام في قضاياه

الخارجية والداخلية ، كل منهم بقدر جهده وبأسلوبه .

وهذا فضل لهم لا بد أن يذكر ويشكر ، وحقهم علينا النصح والإرشاد والتسديد والعون على البر والتقوى والدعاء لهم بالغيب .

ثم إن الدعوات المعاصرة ليست كلها وقعت فيما ذكرت ، وإنما البعض منها ، وإلا ففيها من هو في الجملة على السنة والاستقامة في السلوك

والعمل والنهج ، وفيها من يتلقى من العلماء ، وفيها الأسوة ، وفيها القدوة ، لكنها ليست هي الكثير .

بل الأكثر من أصحاب الشعارات والدعوات الكبرى هم من ذكرت ممن تكثر فيهم الأخطاء ، وما هم فيه من أخطاء يستوجب التحذير منها أولا .

وثانيا يستوجب النصح لهم والإرشاد والبيان ، وأحسبهم إن شاء الله ممن يريد الحق ويسعى إليه ، لأنهم كما أحسبهم إن شاء الله

ما رفعوا لواء الدعوة إلا حسبة لله ، وإلا بحثا عن الحق ، ومن هنا أتعشم فيهم وأنتم كذلك أن يكونوا من رواد الحق وأن يقبلوا النصيحة .

قديم 09-14-2010, 01:53 PM
المشاركة 15
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


المسألة الأخيرة


هي الإشارة إلى الحل ، وإن كان الحل في نظري لا يمكن أن يبث فيه مثلي ، فأنا والله أحوج إلى النقد والنصح ، لكن لا بد من الإسهام

- ولو بمجرد رأي قابل للنقاش - ثم إن الحل ينبغي أن تتبناه جماعة المسلمين المتمثلة في علمائها وطلاب العلم فيها ،

أو طائفة منهم تنوب عن سائرهم وتتصدى للحل .

وأرى أن ترفع مثل هذه المشكلات المتعلقة بالدعاة والدعوات بعرض واف ومفصل لأهل العلم ، ونعرضها على العلماء بأفرادهم ومؤسساتهم

وبهيئاتهم في كل بلد بحسبه ، ولا مانع أن جميع أحوال العالم الإسلامي تعرض على علماء بلد معين أو أكثر إذا رؤي أنهم هم الأمثل ،

وأن منهجهم هو الأسلم . لكن مع ذلك لابد - وقد طرح الموضوع - أن نسهم جميعا في بيان بعض وجوه الخلل ، ونقترح الحلول - وإن كانت قابلة للنقاش -

وعليه فإني أرى أن من الحل لمثل هذه الظاهرة ، وهي الفصل والجفوة المفتعلة بين العلماء والدعاة ، أو بين العلم والدعوة ما يلي :

يتلخص الحل إجمالا :

بالالتفاف حول العلماء والصدور عن قولهم وتوجيههم ، والتفقه في دين الله تعالى ، ومناصحة ولاة الأمور ، وطرح الشعارات وعقد الولاء

على السنة والجماعة . أما تفصيلا فأشير إلى الاقتراحات التالية :

أولا : ضرورة اهتمام العلماء وطلبة العلم بهذا الأمر ، دراسة ومعالجة ، وأن تتفرغ طائفة من المشايخ من أهل العلم الشرعي وأهل الفقه في الدين لهذا ،

وتعكف على الحلول للنصح بها لهؤلاء الذين وقعوا فيها ومن ذلك : تأليف الكتب والرسائل التي تعالج هذه القضايا ، والإسهام بالمقالات وغيرها في

وسائل الإعلام المشروعة وغير ذلك .

ثانيا : أرى أنه لا بد أن تنتقل طائفة من العلماء وطلاب العلم المؤهلين في البلاد الإسلامية ، ليرشدوا الناس ، ويرشدوا الدعاة وإن كان

هذا هو خلاف الأصل ، فالأصل أن العلماء يسعى إليهم ويسافر إليهم من أجل أن يؤخذ العلم عنهم ، ولا يسعوا هم إلى الناس لكن أرى أنه

لا مانع في هذه الظروف العصيبة ، وفي هذا العصر والوضع الذي نعيشه ، أن تسافر طائفة من العلماء وتنتقل إلى شتى أقاليم المسلمين ،

بل وحتى إلى البلدان غير الإسلامية التي يوجد بها مسلمون ، ويوجد بها دعوة إلى الله .

لا بد أن تتحمل طائفة من العلماء أعباء السفر والذهاب إلى أولئك بل وربما الإقامة بينهم ، لتعليمهم أصول دينهم ، ولإرشادهم فيما يجب

أن يسترشد به في أمور دينهم ودنياهم ، خاصة في أمور الدعوة ، لأن ظروف المسلمين الآن لا تسمح بالتنقل والسفر من بلد إلى بلد إلا بصعوبة بالغة

وبأخطار ومشقات لا يتحملها أغلب الناس .

حيث صار التنقل من بلد الإسلام إلى بلد الإسلام يحتاج إلى إجراءات أصعب من التنقل في بلاد الكفار وإليها ، وهو أمر واقع . فحسبنا الله ونعم الوكيل .

فمن هنا أقول تقديرا لهذه الظروف : لا بد أن تسافر مجموعة من العلماء وطلاب العلم الذين عندهم فقه في الدين لإرشاد الدعاة والدعوات وعامة المسلمين ،

وحبذا لو أن بعض طلاب العلم احتسب الانتقال والإقامة الدائمة في البلاد التي هي أحوج إلى الفقه في الدين .

قديم 09-14-2010, 02:00 PM
المشاركة 16
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


ثالثا : يجب على جميع منتسبي الدعوات وخاصة الذين يتصدون للدعوة أن يتفقهوا في الدين ، ويطلبوا العلم على أهله وبالطرق الشرعية الصحيحة ،

وأن يكون هذا من مناهج الدعوات نفسها ، بأن تكثر من الدروس الشرعية ، ومن حلق الذكر ومن حلق العلم ، ولا تمنع منسوبيها من تلقي العلم

عن أهل الفقه في الدين ، بل تسعى إلى دفعهم إلى ذلك تحقيقا للخير الذي وعد الله به كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - :

( من يرد الله به خيراً ، يفقه في الدين ) رواه الترمذي

رابعا : إلغاء الولاء للجماعات والشعارات ، وترك الانتماءات والعودة إلى الأصل الشرعي ونهج السلف بعقد الولاء على الإسلام والسنة والجماعة فحسب .

خامسا : أرى ضرورة المناصحة المباشرة من كل من يرى خطئا في هذه الدعوات ، ومن ذلك ما أشرت إليه والمناصحة المباشرة لكل من نراهم

أو نستطيع أن نتصل بهم ولو بالمراسلة . نعم تجب مناصحة هؤلاء الدعاة من كل مسلم يرى هذه الأخطاء ولا ينبغي له السكوت عليها ،

لأن هؤلاء الدعاة بل وعامة المسلمين لهم حق على كل من يرى انحرافا أو خطأ ً فيهم وخاصة الأخطاء الخطيرة التي ربما تؤدي إلى الاختلاف والافتراق ،

ولا نأمن أن تكون فتنة على الجميع إذا تركت ، والمناصحة تكون بالأسلوب الشرعي الذي يحقق المصلحة وأقصد بهذا أن بعض

وجوه المناصحة القائمة الآن والتي لا تخلو من التجريح والتشهير أخشى ألا تجدي ولا تفيد ، بل ربما تؤدي إلى تمادي بعض الناس في الأخطاء ،

لأن أكثر وسائل النصح من المؤلفات والكتب التي كتبت وتكتب في نقد بعض الدعوات والدعاة فيها شيء من التهجم والقسوة والتجريح والسب

واللمز والحكم باللوازم والظنون وهذا لا أظنه أسلوب إصلاح ، فأسلوب الإصلاح هو أن نعرض عند المناصحة عما يثير في الخصم العناد ،

أو التمادي في باطله ، ونسلك المسالك التي هي أقرب إلى الإشفاق والنصيحة وحب الخير وحب الاستقامة للآخرين ، وهذا هو المنهج الذي

يحسن أن يسلك في تقويم الدعوات - جميعا - خاصة في هذا الوقت .

فالمناصحة يجب أن تتركز على النقد الهادف المنصف المشفق الناصح ، وأن يصحبها شيء من الرفق ، وإقامة الدليل ، وبيان الحجة دون الإشارة

إلى الخطأ الجارح ، أو اللمز به ، أو السب ، أو التجريح ، أو التخطئة أو اتهام النيات والقلوب أو الاستفزاز أو غير ذلك مما يفيد المنصوح ،

ولا يؤدي إلى استفزازه وإلى تماديه في خطئه ، ولا مانع عند البيان والتقويم العام من ذكر أخطاء الدعوات ، لكن بشرط ألا نشخص ولا نشهر

ولا نسمي لغير ضرورة ، وإنما على القاعدة الشرعية التي كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - ينصح بها وهي : ( ما بال أقوام ) البخاري .

فأسلوب المناصحة الشرعي يجب أن يكون بعيدا عن التهجم والقدح والتجريح أو الإلزام بما لا يلزم ، أو حتى الإلزام بالخطأ وإن كان واضحا صريحا .

إذا صرح المخالف بعدم التزامه .

قديم 09-14-2010, 02:03 PM
المشاركة 17
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


سادسا :
من الوسائل التي لعلها تنفع :

ينبغي على المشايخ وأهل العلم أن يعززوا من دور المؤسسات الخيرية ، والمنظمات الإسلامية الموثوقة ، والمراكز الإسلامية النزيهة ،

فإن فيها خيرا كثيرا - ولو أنها دعمت وسخرت لها بعض طاقات أهل العلم ، لتحقق من خلالها نفع كثير ، لأن لها صلة بكثير من المسلمين ،

وعندها من الإمكانات والتجارب والوسائل ما لا يوجد عند أفراد العلماء وطلاب العلم .

وأخيـرا ً:

فإنه لا بد من تصحيح المفاهيم وتقويم الأخطاء بكل وسيلة مشروعة : بالكتاب ، وبالكلمة ، وبالمناصحة الشخصية ، وبوسائل الإعلام ، وبالأشرطة .

وتصحيح الأخطاء يجب أن يبنى على الأسس الشرعية التي تهدف إلى الإصلاح ، وأن نتفادى فيها كل ما يحول بيننا وبين إصلاح أحوال الآخرين من إخواننا المسلمين .

والمناصحة كذلك لا بد أن تبنى على : العدل في القول ، والإنصاف في الحكم ، وحسن الظن وهو أن الأصل في المسلمين الخير ،

والأصل فيهم حسن القصد إلا من ثبت إصراره وعناده ، وهذا أساس التعامل بين المسلمين ، ثم بعد ذلك لا مانع من توجيه الخطأ والنصح فيه .

هذا وأسأل الله لي ولكم ولجميع المسلمين التوفيق لما فيه الخير ، وأن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ، ويذل فيه أهل المعصية ،

ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر ، كما أسأله - تعالى - أن يهيئ لجميع المسلمين من أمرهم رشدا .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: العلماء هم الدعاة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العلماء الربانيون عبدالله بن علي منبر الحوارات الثقافية العامة 0 09-30-2013 08:52 AM
مفاهيم خلافية بين العلماء عبدالله باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 2 05-09-2013 05:40 PM
كتاب: أخلاق العلماء هبة عبد المنعم منبر رواق الكُتب. 0 01-21-2013 01:49 PM
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ! عبدالسلام حمزة منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 10 09-11-2010 07:12 PM

الساعة الآن 09:32 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.