احصائيات

الردود
14

المشاهدات
6358
 
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي


محمد فتحي المقداد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
650

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7788
10-01-2014, 09:29 PM
المشاركة 1
10-01-2014, 09:29 PM
المشاركة 1
افتراضي جدتي منيفة .. ( أقصوصة )


جدتي منيفة



قصة قصيرة


بقلم ( محمد فتحي المقداد )*


شاءت الأقدار، أن تكتبَ صفحة مغايرة لحياتي الطبيعية، وأن تكون جدّتي لأمي - منيفة -، حاضنتي، بعد طلاق أمّي بشهرين من والدي، أمي تزوّجت وكنت يومها في عامي الخامس من عمري، حدث فراغ هائل، كأنه المجهول في حياتي.
- وأي حضن يعادل حضنك .. يا أمي، إلاّ حضنك .. يا جدّتي.
نبع حنان دافق بعطاء بلا حدود، عوّضني الكثير عما أحتاجه من دفء أحضان أمي ، وأغدقت عليّ من الأمان و الاستقرار الروحي والنفسي، من أنفاسها نسجت أحلامها بأن أشِبًّ على مدارج الشباب، ومن صفحات روحها البيضاء أضافتها إلى صفحتي ، فانتشَتْ التربة الصالحة لِنَبْتٍ مُعافى من التشرّد و الانحراف.
- شآبيبُ الرّحمة تُرطِّبُ تربة قبركِ .. يا نبع عطاء لم ينبض .. حتى وُوْرِيَ الجسدُ النحيل مثواه الأخير.
من القصص الأثيرة إلى نفسها، فلا تفتأ تتحدث بها، تُعيدها وهي لا تدري أننا حفظناها عن ظهر قلب، وكثيراً ما أتعمّد تذكيرها بها بقصد إدخال السرور على قلبها، و يحدُثُ ذلك على فترات متباعدة كنت أُذَكرّها بها، فتبتسم، وتغيب في سراديب ذاكرتها، لتصل إلى رحاب شبابها ولأولى سنوات عمرها المليئة بالحيوية و النشاط .. وتسردُ القصة نديةً ، كما سمعتُها منها لأول مرة في حياتي، نعرف أنّ زمنها غير زماننا بحياة مختلفة، ففي أيام الفلاحين و في الأرياف كان بساطة الحياة لدرجة كبيرة, كانت جدتي تذهب إلى مسجد فاطمة الأثري بجانب بيت جدي في كل وقت، هكذا على السجية، وفي ذات يوم كانت تتجاذب أطراف الحديث مع جارتها، التي يبدو أنها سمعت معلومة بأن لا يجوز خروج المرأة من البيت إلاّ بإذن الزوج، وهي بهذا تعتبر مثقفة وحالتها متقدمة على حالة جدتي، وتوجه سؤالها لجدتي
- فهل تأخذين إذن زوجك للمجيء إلى المسجد؟،
- قالت جدتي " لا والله، هذه أول مرة أسمع وأعرف ذلك"
- قالت لها الجارة :" إذا كان ذلك فإن صلاتك غير جائزة، عليك أن تأخذي الإذن من زوجك"
- هزّت جدتي منيفة رأسها مستغربة ما سمعت، وتأسفت على تعبها الذي ضاع في العبادة كونها لم تأخذ إذن جدّي. كان ذلك وقت صلاة الظهر.. وصممت فيما بينها بين نفسها، أن تسأل جدّي الإذن لها بذلك.. حان وقت العصر تهيأت للذهاب للمسجد، و عرّجت عل جدي وهو جالس في المضافة، فاتكأت على صرعة الباب، وقالت :" يا محمد أريد الذهاب للصلاة في المسجد ، فهل تأذن لي ؟ ".
- ضحك .. وأطلقها مجلجلة ..!! وقال لها :" لا مانع عندي طبعاً .. حتى لو ذهبت للصلاة في الُأُمويّ ".
وعند هذه النقطة تنفلت ضحكتها حتى يصعب عليها متابعة الكلام والإفصاح عن مشاعرها, و أقول لها يا جدتي :" هذا إذن مفتوح بلا قيد ولا شرط ".
تهزّ رأسها إيجاباً .. وكأن الموقف تجسّد أمام عينها الدامعتين .. وهي تجففهما بقطعة قماش ناعمة.. مربوطة بطرف منديلها..


قديم 10-02-2014, 08:20 AM
المشاركة 2
مها مطر مطر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
رروعه كلماتك الرقيقة والجميله سلمت يداك يا أخوي محمد

قديم 10-03-2014, 05:05 PM
المشاركة 3
فاتحة الخير
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله

بل انا من دمعت عيناه ولم أجد بم أجفف دموعي غير يدي، رحم الله جدتك وجدتي وكل موتى المسلمين
افترضت أن الأقصوقة واقعية وأنت بطلها، لذلك أريد أن أعرف شعور طفل في الخامسة من عمره، كيف وجد ابتعاد أمه عنه، بعد طلاقها وزواجها؟
وحسب ما سردت لنا أنك انتقلت للعيش مع جدتك بعد زواج أمك، وأنت هنا حددت الوقت " بشهرين" فهل يحوز للمرأة أن تتزوج بعد طلاقها بشهرين؟
بم شعرت الآن أستاذ مقداد وأنت تعرفنا بطفولتك وأنك لم تحظى بحنان الابوين؟ والحمد لله أنك وجدت من عندهما الحنان والعطف كله
ماذا خلف طلاق والديك في نفسك؟ أم ان جدتك استطاعت أن تملأ فراغ الأمومة والابوة في نفسك؟
دون أن أتحدث عن الإفتاء الذي كانت الأمة العربية غارقة فيه زمان، فالجارة ممكن أن نقول عنها أنها ربما امرأة لم تتعمق في الدين كثيرا، لكن ما بالك في أيامنا هذه والذي بات كل من هب ودب يفتي في كل شيء، وأصبح العلماء أكثر من تراب الأرض

سامحني أخي، إن كنت أطلت عليك

قديم 10-04-2014, 11:13 PM
المشاركة 4
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رروعه كلماتك الرقيقة والجميله سلمت يداك يا أخوي محمد

أستاذة مها
كل عام و أنت بخير
تحياتي وتقديري

قديم 10-04-2014, 11:14 PM
المشاركة 5
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله

بل انا من دمعت عيناه ولم أجد بم أجفف دموعي غير يدي، رحم الله جدتك وجدتي وكل موتى المسلمين
افترضت أن الأقصوقة واقعية وأنت بطلها، لذلك أريد أن أعرف شعور طفل في الخامسة من عمره، كيف وجد ابتعاد أمه عنه، بعد طلاقها وزواجها؟
وحسب ما سردت لنا أنك انتقلت للعيش مع جدتك بعد زواج أمك، وأنت هنا حددت الوقت " بشهرين" فهل يحوز للمرأة أن تتزوج بعد طلاقها بشهرين؟
بم شعرت الآن أستاذ مقداد وأنت تعرفنا بطفولتك وأنك لم تحظى بحنان الابوين؟ والحمد لله أنك وجدت من عندهما الحنان والعطف كله
ماذا خلف طلاق والديك في نفسك؟ أم ان جدتك استطاعت أن تملأ فراغ الأمومة والابوة في نفسك؟
دون أن أتحدث عن الإفتاء الذي كانت الأمة العربية غارقة فيه زمان، فالجارة ممكن أن نقول عنها أنها ربما امرأة لم تتعمق في الدين كثيرا، لكن ما بالك في أيامنا هذه والذي بات كل من هب ودب يفتي في كل شيء، وأصبح العلماء أكثر من تراب الأرض

سامحني أخي، إن كنت أطلت عليك

أستاذة فاتحة الخير
أسعد الله أوقاتك بكل الخير
وكل عام وأنت بخير
في الحقيقة هذا الواقع بما وصفت في أقصوصتي.
و قلت أن والدتي تزوجت عندما بلغت الخامسة من عمري،
بينما كان طلاقها بعد شهرين من مولدي ..
بالطبع لم يترك هذا الموضوع أثراً سيئا على نفسيتي وحياتي
والتفاؤل هو سبيلي في الحياة.. ولا أنظر للخلف كثيراً ...
وكانت جدتي رحمها الله .. عالماً فريداً بحد ذاتها.. بحنانها الباهر
وحرصها ومتابعتها لي ..
وهناك السلوكيات التي تصدر من بعض المتعالمين فلا نرتضيها
ووزرهم فتاواهم على أنفسهم أولاً, والمصيبة بمن يسمعون لهم ..
تقديري واحترامي

قديم 10-04-2014, 11:30 PM
المشاركة 6
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الجدّات عمد يرتفع عليه صرح الذاكرة ,فيبقين مقيمات به ينثرن الدفء عندما يجتاح الروح صقيع أيامنا .
لجدتك الرحمة ,ولروحها التي تسكنك ألف سلام .....
الأستاذ محمد فتحي المقداد تحية لوفائك وتقبل مروري مع خالص التقدير .

هبْني نقداً أهبك حرفاً
قديم 10-05-2014, 12:14 AM
المشاركة 7
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الجدّات عمد يرتفع عليه صرح الذاكرة ,فيبقين مقيمات به ينثرن الدفيء عندما يجتاح الروح صقيع أيامنا .
لجدتك الرحمة ,ولروحها التي تسكنك ألف سلام .....
الأستاذ محمد فتحي المقداد تحية لوفائك وتقبل مروري مع خالص التقدير .
أستاذ زياد
كل عام و انتم بخير
سعدت بمرورك الجميل كما أنت
تحياتي

قديم 10-06-2014, 10:56 AM
المشاركة 8
محمد الشرادي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أهلا أخي محمد
أحيك على هذا النص المغعم بالنوستالجيا للزمن القديم حيث كانت الجدة مؤسسة قائمة بذاتها، يجد فيها الأحفاد كل ما يبتغون: العطف و الحنان و القص الجميل المؤثر...
حركت في الحنين إلى زمن جدتي فتخيلتها بوجهها الصارم الذي لا يعبر عن رهافة قلبها. و وافر حبها.
تحياتي

قديم 10-06-2014, 03:24 PM
المشاركة 9
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا أخي محمد
أحيك على هذا النص المغعم بالنوستالجيا للزمن القديم حيث كانت الجدة مؤسسة قائمة بذاتها، يجد فيها الأحفاد كل ما يبتغون: العطف و الحنان و القص الجميل المؤثر...
حركت في الحنين إلى زمن جدتي فتخيلتها بوجهها الصارم الذي لا يعبر عن رهافة قلبها. و وافر حبها.
تحياتي

أستاذ محمد الشرادي
كل عام و أنتم بخير
الجدات ملح الحياة لنا ..
تحياتي أستاذنا . دمت بخير

قديم 10-06-2014, 04:23 PM
المشاركة 10
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كل الجدات أوتاد. ..

متى اهتز ..انهارت حياتنا كخيمة ...

آن لها أن تبيد!

أ. محمد

لكل منا جدة .. لها رائحة .. و منديل معقود .. نحيلة كعود

لها تلك الأرجوزة التي تجعلنا نهطل كل حين ....

اقصوصة جميلة بالفعل ...

فليرحمك الله يا جدتي ....


عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: جدتي منيفة .. ( أقصوصة )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أُسائل جدتي ياسَمِين الْحُمود منبر الشعر العمودي 13 01-07-2021 10:17 AM
قالت جدتي ياسر علي منبر القصص والروايات والمسرح . 7 02-20-2015 02:54 AM
بيت جدتي رشيد الميموني منبر القصص والروايات والمسرح . 6 07-20-2011 05:10 PM
〖جدتي ...و حِكايــــ الكَـانْ ـــــــات....〗 فاطمة جلال منبر البوح الهادئ 17 06-28-2011 06:43 PM
اسرار جدتي مرح علي المقهى 8 01-08-2011 11:52 AM

الساعة الآن 01:39 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.