قديم 03-20-2013, 05:34 PM
المشاركة 171
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
التعامل مع الدنيا
إن تعامل الناس بالنسبة إلى الدنيا ، على نوعين : هناك قسم توطدوا بالدنيا ، ورضوا بالمتاع العاجل . وبتعبير القرآن :
{ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا } . وهناك قوم انقطعوا إلى الآخرة، وأهملوا الدنيا؛ أي لا يشتغلون للدنيا، فهم غير فعالين فيها، ويغلب عليهم الذكر اللفظي مثلا، ولا يبالون لا بمجتمعهم ولا بأسرهم .
وهذه أيضا حالة مرفوضة.
إن الكلمة الفصل في هذا المجال لأمير المؤمنين ( عليهِ السَّلام ) :
( إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ) .
إنه تعبير رائع جدا !. فالمؤمن يستثمر كل ما لديه من طاقات وقدرات ، لتثبيت دعائم الحياة المادية . والمؤمن من اهتماماته في الدنيا ، أن يجمع مالا وفيرا ، ليوقف بها أمرا ماديا ، يكون له زادا في عرصات القيامة .
( إذا مات ابن آدم ، انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولدٍ صالح يدعو له ) . من هم أصحاب الصدقات الجارية ؟.
هم أصحاب المال ؛ فالمؤمن الفقير : رأس ماله الدعاء ، والصبر . أما المؤمن الغني : هو الذي بإمكانه أن يبني ما يكون له صدقة جارية ، وأن يتكفل الأيتام .

فإذن ، إن الدنيا مزرعة الآخرة . في عالم الزراعة : كلما اتسعت الرقعة المزرعة ، كلما زاد المحصول . وكلما زاد المحصول زادت الزكاة الواجبة لذلك المال .
وبالتالي ، فإن الدنيا إذا أصبحت في يد أمثال سليمان ، تصبح نعم العون على الآخرة !.

إن الإمام ( عليهِ السَّلام ) يقول : ( واعمل لآخرتك ، كأنك تموت غداً ) . إن المؤمن قد لا يخشع في صلاة الصبح ، وقد لا يخشع في صلاة الظهر؛ لأنه يكون في قمة الانشغال اليومي .
أما في خصوص صلاة العشاء ، فإن لها حالة خاصة . وذلك لأن الإنسان عندما يصلي صلاة العشاء ، يصلي صلاة المودع ، فهي آخر فريضة لهذا اليوم ، وبعدها سوف ينام ، والله تعالى يقول في كتابه الكريم :
{ اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى } ؛ فالموت والنوم أخوان قريبان .
من أين للإنسان الضمان أن الله يرجع له الروح بعد النوم ؟. ولهذا عندما يستيقظ من النوم ، يخر ساجدا لله ويقول : ( الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني ، وإليه النشور ) . فالعبارة حقيقية !.

إن بعض الحجاج مع الأسف يحجون حجة ، هم لا يرضون بها ، على أمل الحج السنة المقبلة !. من قال أنه سيوفق لذلك ؟. لذا عليه أن يحج حجة مودع ، وفي ليلة القدر كذلك عليه أن يقوم بأعمال مودع .
ومعنى قول الإمام ( عليهِ السَّلام ) : ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ) بعبارة أخرى : ( ليس الزهد ألا تملك شيئًا ، ولكن الزهد ألا يملكك شيء ) .
مثلا : هناك فقير له عصا وله سبحة ، ولكن قلبه متعلق بهما ؛ فهذا الإنسان عابد للدنيا . وهناك إنسان آخر عنده مصانع كثيرة ، ولكن قلبه غير متعلق بها ؛ فهذا الإنسان زاهد بالدنيا .
عاشق العراق
20 - 3 - 2013
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 03-23-2013, 04:59 PM
المشاركة 172
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
آدابُ التَّوْبةِ
أن التوبة من المعاصي أول طريق الســالكين إلى الله تعـــالى ، وهي رأس مال الفائزين ، ومفتاح استغاثة المريدين ، وأصل نجاة الناجين
وقد وردت الآيات والأخبار الصحاح في فضل ذلك ، ويكفي مدحاً لها قول أصدق الصادقين في كتابه الكريم :
{ إن الله يحب التوابين } . البقرة /222
وقول النبي الأكرم ِ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) : التائب من الذنب كمن لا ذنب لـه .
وقد ذكرتْ معان عديدة للتوبة ، فمنها :
المعنى الفقهي : وهو ترك المعاصي في الحال ، والعزم على الترك في الاستقبال ، وتدارك ما يمكن تداركه في المآل .
ومن معانيه : خلع لباس الجفاء ، ثم نشر بساط الوفاء .
ومن معانيه : مطلق الندم .
وعلى أي حال ، لا إشكال في وجوبه عقلاً وشرعاً بلا تأمل ، إذ لو علمت انحصار السعادة الحقيقية الأبدية في لقاء الله تعالى ، لعلمت أن المحجوب عنه شقي محترقٌ بنار الفراق في دار البوار ،
ومن المعلوم أن من أغلظ الحجب : حجاب اتباع الشهوات وارتكاب السيئات ، لكونه إعراضاً عن الله تعالى بمتابعة الشيطان والهوى ، بل بعبادتهما في الواقع ، لما روى من أنه : من أصغى إلى ناطق فقد عبده .
ولعلمت أيضا أن الانصراف عن طريق البعد للوصول إلى مقام القرب واجب ، ولا يتم الانصراف إلا بالأمور الثلاثة المذكورة في معنى التوبة ،
وقد تقرر في محله أن مقدمة الواجب واجبة عقلاً وشرعاً ، نظراً إلى الملازمة بينهما ، كما أن وجوبه أيضا فوري كما لا يخفى .
فكما أن شارب السم لا بد له من إخراج السم من بدنه فوراً بقيءٍ أو بغيره وإلا سبّب له الهلاك الدائم ،
فكذلك الأمر في سموم المعاصي ، فلو تساهل في التوبة منها ، فسيحل عليه الهلاك ويختم له بالشر ، وقد كانت عمدة خوف الأنبياء والأولياء من سوء الخاتمة.
فالبدار البدار !. يا إخوان الحقيقة وخلان الطريقة إلى التوبة الحقيقية ، قبل أن تعمل سموم الذنوب في روح الإيمان بما لا ينفع بعده الاحتماء ، وينقطع عنه تدابير الأطباء ، ويعجز عن التأثير فيه نصح العلماء ، وتكونوا من مصاديق قوله تعالى :
{ وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون } . يس/9
ثم اعلموا أيها اأخوة أنكك لا تخلو من المعصية في جــوارحك من : الغيبــة ، والإيـذاء ، والبهتـان ، وخيـانة البصـر وغيـرها من صنـوف المعاصي ،
ولـو فـرض خلـوك منها ، فإنك لا تخلو عن الرذائل في نفسك والهمّ بهـا ، وإن سلِمت منها فلا أقل من الخواطر المتفـرقة المذهلة عن ذكر الله ،
ولـو سلِمت منها أيضاً فلا أقـل من الغفلة والقصـور في معـرفة الله وصفات جمـاله وجلاله وعجائب صنعه وأفعـاله ،
ولا ريب في أن كل تلك الأمور ، من موجبـات النقص التي ينبغي تداركهـا ، ولذلك وجبت التوبة في كل آنٍ من الآنات . إذ قــال أشرف المخلوقات صلى الله عليه وآله :
إنه ليغان على قلبي ، حتى استغفر الله في اليوم والليلة سبعين مرة .
فإذا عرفت معنى التوبة وضرورتها ، والتفت إلى أن تركها يعني الإصرار على الذنب ، فاعلم أن الله تعالى إنما يقبل التوبة الصحيحة بشروطها ،
ومنها غسل وسخ القلوب بالدموع ، بعد اشتعال نيران الندامة فيها .
وكلما زادت نيران الندم اشتعالا كلما تحقق الأمل بتكفير الذنب ، وبذلك تتحقق علامة الصدق في التوبة.
وعليه فلا بد من تبديل حلاوة الشهوات بمرارة الندم ، ليكون علامة على تبدل السيئات بالحسنات .
ومن هنا قالوا أنه لا بد من إذابة اللحم الذي نبت على الحرام ، فهو لحمٌ فاسد ومفسد للصحيح .
ولا بد من تعلق قصده بترك كل مُحرّم ، وأداء كل واجب في الحال وفي الاستقبال إلى أن يلقى ربه ، كما أنه لا بد من تدارك ما قد فاته في سالف أيامه .
إن على التائب أن يستقصي في نفسه عالم ما قبل البلوغ وحين البلوغ وبعد البلوغ ، لينظر إلى تصرفاته في أموال الآخرين ،
سواء كانت بعمد أم خطأ ، مكلفاً كان أو غير مكلف .
فإذا كان حقـاً ماليـاً ووجـد صاحبه - ولو كان وارثا - استحل منه ، وإلا رد تلك المظلمة حين القدرة والاستطاعة .
ثم ينظر في الطاعــات ، فمـا ترك منهـا يلتزم بقضائها وكفارتها .
ثم ينظـر إلى الحقـوق الشرعية كالخمس والزكاة وما في ذمته ، فيوصـلها إلى مصارفهـا الشرعية لئـلا يبقى في حياته ما يحتاج إلى تداركٍ وتعويض ، فإنه لو مات على تلك الحالة أُبتلى بالعذاب الأليم .
عاشق العراق
23 - 3 - 2013

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-08-2013, 02:16 PM
المشاركة 173
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الحضورُ فرعُ الإحضار
إن حضور القلب في الصلاة فرع ( إحضاره ) ، وهو فرع سيطرة الإنسان على القلب بما فيه من هواجس وخواطر .
وهذا الأمر لا يحصل إلا بالرياضة والمجاهدة ، وحبس النفس - فكرا وإرادة وميلا - على ما يقتضه العقل المستسلم لإرادة الحق المتعال .
وليُعلم أن ضبط الخواطر والسيطرة عليها من أصعب الأمور ، لأنها تتوارد على القلب بغير حساب .
وطرد الخاطرة - وخاصة الملحّة منها - عسير بعد تمكنها في القلب ، ولطالما ترسخت الخواطر السيئة وصارت مادة ( لمـيل ) النفس ،
ثم ( إرادة ) ما تقتضيه الخاطرة ، ثم ( سوق ) البدن لتحقيق تلك الخاطرة التي وردت على القلب من دون سابق تفكير .
وهذا سبيل من سبل خذلان العبد ، لسوء فعله المستوجب لذلك .
عاشق العراق
8 - 4 - 2013
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-11-2013, 06:40 PM
المشاركة 174
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ا[size="7"بارك الله فيك
سيدى / حميد الشيخ صالح
وجعل منبرك
في صحائف حسناتك
ونفعنا بما فيها من انوار
واضاءات للحياري
في مسالك الحياة
وكن بالف خير[/size]

قديم 04-11-2013, 07:49 PM
المشاركة 175
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ا[size="7"بارك الله فيك
سيدى / حميد الشيخ صالح
وجعل منبرك
في صحائف حسناتك
ونفعنا بما فيها من انوار
واضاءات للحياري
في مسالك الحياة
وكن بالف خير[/size]
أسعدني كثيراً مرورُكَ أ.حسام الدين وتواجدكَ معي هنا , لنتزود من مائدة المولى الكريم بما ينفعنا في مسيرتنا الطويلة إليه .
أسأله سبحانه أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه لنا , إنه نعم المولى ونعم النصير
بوركتَ أستاذي وجزاكَ الكريم خيراً
عاشق العراق
11 - 4 - 2013
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 05-01-2013, 04:09 PM
المشاركة 176
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عاشق العراق
1 - 5 - 2013
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 05-09-2013, 04:09 PM
المشاركة 177
آية أحمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
اللهم ألهم نفوسنا تقواها أنت خير من زكّاها.

قديم 06-05-2013, 05:18 PM
المشاركة 178
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الحسنة مُضاعفة والسيئة بمثلها
أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن فضل الله تعالى وكرمه :
أن العبد إذا هم بحسنة فعملها تكتب له عشر حسنات ، إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعاف كثيرة ، وإن هم بها ولم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ،
وبالعكس السيئة : فإن العبد إذا هم بها فعملها كتبت عليه سيئة واحدة ، وإن هم بها ولم يعملها كتب له حسنة كاملة .
ومصداق هذا ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما :
عن النبي صلى الله عليه وآلهِ وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال :
( قال الله سبحانه : إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك ، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآلهِ وسلم: قال الله عز وجل إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة ، فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعملها ، فإذا عملها ، فأنا أكتبها بعشر أمثالها ، وإذا تحدث بأن يعمل سيئة ، فأنا أغفرها له ما لم يعملها ، فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها )
وقال رسول الله صلى الله عليه وآلهِ وسلم : ( قالت الملائكة : رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة ، وهو أبصر به ، فقال : ارقبوه ، فإن عملها فاكتبوها بمثلها ، وإن تركها فاكتبوها له حسنة ، إنما تركها من جرائي )
وقال رسول الله صلى الله عليه وآِله وسلم : ( إذا أحسن أحدكم إسلامه ، فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها حتى يلقى الله عز وجل )
وقد أرشد صلى الله عليه وآلهِ أمته إلى أمور إذا فعلها العبد كتب الله له بسببها الأجر العظيم ، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه :
أن رسول الله صلى الله عليه وآلهِ وسلم قال :
( من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة ،
كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ،
ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر )
وعن مصعب بن سعد قال : حدثني أبي قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآلهِ وسلم قال :
( أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟ فسأله سائل من جلسائه : كيف يكسب أحدنا ألف حسنة ؟ قال : يسبح مائة تسبيحة ، فيكتب له ألف حسنة ، أو يحط عنه ألف خطيئة ) .
وفي الصحيحين وغيرهما من السنن والمسانيد أحاديث كثيرة ،
كلها تدل على كتابة الملائكة الحسنة بعشر أمثالها إلى ما يشاء الله من التضعيف ، والسيئة ب
مثلها . وهذا ما قرره القرآن الكريم :
قال تعالى : مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [ الأنعام : 160 ]
وغيرها من الآيات : كالآيات التي ذكرها الله في مضاعفة ثواب الصدقات ، وهي كثيرة في القرآن الكريم .
بل تكرم الله تعالى بما هو فوق هذا كله ،
حيث أنه يأمر باستمرار الكتابة في صحيفة حسنات العبد المؤمن الذي يشغله عن عبادته التي كان يعتادها سفر أو مرض أو أي شاغل آخر .
كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآلهِ وسلم : ( إذا اشتكى العبد المسلم ، قيل للكاتب الذي يكتب عمله ، اكتب له مثل عمله إذا كان طليقاً ، حتى أقبضه أو أطلقه )
وفي هذه الأحاديث التي عرضناها دلالة صريحة على كتابة كل ما يصدر عن العبد , وتسجيله في سجله الخاص خيراً كان أم شراً ،
فإذا جاء يوم القيامة ورأى ما لم يسره في كتابه ، أخذ يجادل , ويجحد , وينكر ما كتبه الحفظة رادًّا شهادتهم عليهم .
منقول بتصرف
------------------------------------------------------------------------------
عاشق العراق
5 - 6 - 2013
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 06-09-2013, 08:58 PM
المشاركة 179
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الترغيبُ في إكرامِ الْجارِ
والإحسانِ إليهِ
إن إكرام الجار والإحسان إليه من الإيمان ومن آكد أبواب الإحسان ، فقد أوصى الله سبحانه وتعالى في كتابه بالجار ، فقال :
" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا " { النساء : 36 }
وأكد على هذا النبي صلى الله عليه وآلهِ وسلم في أحاديث كثيرة ، ففي الصحيحين عن أبي شريح العدوي قال : سمعت أذناي وأبصرت عيناي حين تكلم النبي صلى الله عليه وآلهِ وسلم فقال :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ... الحديث .
وإكرام الجار لا يقتصر على حسن ضيافته أو التصدق عليه إن كان فقيرا - وإن كان هذا مطلوبا - بل هو أعم من ذلك ، فيشمل :
الإحسان إليه وعدم إيذائه ، وتفقد أحواله ، والسلام عليه ، وعيادته إذا مرض ، والإهداء له ولو لم يكن محتاجا ، وحسن ضيافته إذا زارك ، وإقراضه إن احتاج ،
وكف الأذى عنه ، والصبر على أذاه إن حصل ، وتهنئته إن أصابه خير ، ومواساته إن أصابه مكروه ، بل ومن إكرام الجار ما يكون حتى بعد موته وذلك باتباع جنازته ،
ولعظم حق الجار ، قال صلى الله عليه وآلهِ وسلم : ما زال يوصيني جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه .
رواه البخاري ومسلم .
------------------------------------------------------------------------------
عاشق العراق
9 - 6 - 2013

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 06-12-2013, 03:32 PM
المشاركة 180
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شهر شعبان ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، أما بعـد :
فقد روى أبو داود والنسائي وابن خزيمة من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : قلت :
يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم في شعبان ؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم : ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ،
وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم . والحديث حسنه الألباني .
وعلى هذا ؛ فإن الأعمال ترفع إلى الله تعالى في شهر شعبان كما صرح بذلك الحديث الشريف .
والذي لا شك فيه أن النبي صلى الله عليه وآلهِ وسلم كان يكثر من الصيام فيه ؛ كما في الصحيحين
والله أعلم .
-------------------------------------------------------------
عاشق العراق

12 - 6 - 2013

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين كلّ من "البِشْر" و"الهشاشة" و"البشاشة" : ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 4 04-11-2022 08:23 PM
الفرق بين " الوَقـْر " بالفتح . و" الوِقْـر " بالكسر " دكتور محمد نور ربيع العلي منبر الحوارات الثقافية العامة 19 05-15-2021 07:12 PM
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ) عبدالعزيز صلاح الظاهري منبر الحوارات الثقافية العامة 0 05-26-2017 11:42 PM
التحليل الأدبي لقصيدة"ملاكي" للأديبة "فيروز محاميد" بقلم: ماجد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 09-04-2012 11:11 PM

الساعة الآن 01:28 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.