قديم 09-28-2010, 02:53 PM
المشاركة 381
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
أبو حسن صالح أبو ملح


بقلم الشيخ ابو سلمان فؤاد سويد
لم يشهد تاريخ البقيعة شخصيةً دينيةً مرموقةً قريبة إلى الله وأنبيائه، كشخصية المرحوم سيدنا الشيخ أبو حسن صالح أبو ملح (ر), وربما قصرت الكلمات عن سبر أعماق أو توضيح تلك الشخصية التوحيدية، التي خدمت وضحت، والتي وهب الله بها أبناء هذه البلدة. وعن حصر الأعمال الخيِّرة المقدسة المباركة التي أنجزها وعمل بها المرحوم سيدنا الشيخ، وكل ذلك صورة صادقة ومشرقة لروحانيته النورانية الصافية وعلو مقامه ومنزلته وشفافيته وفهمه لمذهب التوحيد. وقد غرس وترك، رحمه الله، بسيرته العطرة، كرامات لا تمحى ومناقب لا تنسى وجذور عميقة وأسس وذكريات توحيدية، يتوارثها أبناء البلد جيلاً بعد جيل، وهي محفوظة ومطبوعة في أفكارهم وقلوبهم على مر السنين، يقتدون بها ومن خلالها يتقربون إلى الله ورسله الأكرمين.

ولادته:
ولد العارف بالله الزاهد في الدنيا وحطامها، الساهر في مرضاة خالقه، الشيخ أبو حسن صالح أبو ملح، رضي الله عنه في قرية البقيعة-الجليل الأعلى. والده المرحوم الشيخ صالح عامر الملقب أبو ملح, ومنذ ذلك الوقت يُعرفون بعائلة أبو ملح. نشأ، رحمه الله، منذ صغره على الدين، قليل الكلام في غير ذكر الله، لا يرى بهجة إلا بربه، ولا يلتفت إلا لمرضاة خالقه، إذا تكلم أفاد، وإذا سكت استفاد.
توفي والده، رحمه الله وهو صغير السن، تاركا إياه مع ثلاثة أخوة غيره: يوسف, علي واحمد وأخت واحدة, فقام الشيخ صالح بأودهم وخدمتهم حتى كبروا، براءةً لذمته، ثم تركهم وتوجه إلى المحل الأزهر الشريف، البياضة في لبنان، للتعمق في كتاب الله العزيز, فختمه سريعاً ثم طرح الدنيا واشتغل بعبادة الرحمن فتفرس فيه الأعيان، وقالوا الشيخ صالح الجرماني الأول في سوريا ولبنان والشيخ صالح أبو ملح الأول في شيوخ آل أبي تراب. فعاد إلى قريته مزوداً, عالماً, معلماً ومفيداً حاذقاً، فبادر إليه المشايخ والإخوان للاستفادة. وكان، رحمه الله ذو سابق مودة مع أعيان البلاد، منهم الشيخ الجليل المرحوم أبو محمد خليل طافش من قرية كفر سميع، والشيخ الجليل المرحوم أبو قاسم محمد الفرهود من قرية الرامة، والشيخ الجليل المرحوم أبو علي محمد فارس من قرية حرفيش، وغيرهم من الأعيان. فكان رحمه الله من عظم صفاء جوهره، ونقاء سريرته وانطباع حكمة الله في قلبه، وتنوير بصيرته، يكشف الأمور ويعلمها غيباً, فكل من كان يفقد غرضاً أو يُسرق له شيء، فيقصد سيدنا الشيخ صالح للمعرفة فيدله ويقضي حاجته, وكان عنده استطلاعات ومكاشفات مستقبلية يُخبّر فيها عن الأحداث قبل وقوعها .. وكل هذا لقربه من الله وصفيه. كان سيّداً كاملاً وأديبا عاقلاً وبالحق ناطقاً وللباطل داحضاً وللمسكين أبا شفوقاً محفوظاً بالصبر ذا رأيٍ كاملٍ، قائماً بحدود الله، متجنباً لمعاصي الله يحاسب نفسه على ما فات, مستبشراً بما هو آتٍ ومراقباً لله في الخلوات.

تأهُّله:
فلما أمده الله تعالى من نوره وأفاضه عليه من حكمته، صار مرجعاً للقاصد، وعنواناً للآيِب وبيته مركزاً للإخوان, فعلم أن لا بد له من زوجة تعينه وتقوم بأود ضيوفه. فتأهل رحمه الله في حياته ثلاث مرات زواج نظري وليس من اجل التناسل .
الزواج الأول: من أخت تدعى حِسِن مهنا ولم تكن على خاطره في تصرفاتها فطلقها.
الزواج الثاني: من أخت تدعى فاخرة زين الدين فكانت تطالبه بإنجاب أولاد مع الاتفاق الذي كان بينهم, فلما يئس منها طلقها ثم ذهب إلى أخيها محمد علي زين الدين وقال له: "لقد حصل فراق بيني وبين أختك فاخرة, فتفضل خذ نصف الأغراض ..", فلما شاهد أخيها هذا المسلك الدقيق قال:"إني سامحتك ولا أريد شيئاً ويوجد عندي أختي ندى وابنتي نفجَّة التي تريدها تكون حليلتك", فاختار الست ندى لتكون الزوجة الثالثة فكانت نِعم الزوجة ونِعم القرينة حيث خدمت سيدنا الشيخ حتى آخر عمره.

كراماتُهُ:
فمن مبتدى عمره بانت وأشرقت منه رحمه الله الفضائل العفية والكرامات الفيضية, ولو جئنا نحصي كل ما سمعناه سابقاً ولاحقاً من المشايخ الثقات لضاق بنا الوقت، فاقتصرنا على بعض ما سمعناه ووعيناه, فمن كراماته رحمه الله يُروى:"أن ابنة عمه حِسِن وجدت في فصل الشتاء (كانون الثاني) كوز صبر رجعي جنب احمر وجنب اخضر فنظفته واتت به إلى سيدنا الشيخ لتختبره وأخفته وراء ظهرها, وقالت له: إذا عرفت ما بيدي تأخذه..فقال رحمه الله: جئتِ تختبريني بكوز صبر جنب اخضر وجنب احمر".
وكان رحمه الله يتعبد في مغارة على سفح الجبل, وكان الشيخ علي زين الدين رحمه الله يحضر له الطعام, فقال له سيدنا الشيخ: يا علي انظر إلى هذه الصخور العظيمة سيأتي زمن تباع هذه الصخور بأموال هائلة ويأتي زمن تمشي آلات حديدية فوق البلد..فكان مثل ما تفضل الشيخ بأن قاموا ببناء محجر بجانب المغارة التي كان يتعبد بها , ثم بيعت الصخور بأموال باهظة ثم انشق شارع فوق البلد حيث انه لم يزل حتى يومنا هذا معبراً للسيارات.
من مناقبه الحميدة انه قال في احد الأيام لابنة عمه ندى: قومي اغسلي البلاطة عشان ناكل كبة حجل, مبعوث لنا ديك حجل من قرية يانوح.. فما أتمت التحضير إلا والرسول يطرق الباب وديك الحجل بيده فتحقق ما قاله سيدنا الشيخ.
ومن كراماته أيضاً: أراد ذات يوم إعداد فحم للوقود في ارض الجبل, فحضر الحطب وأشعله ثم نام قريباً منه حرصاً على المشحرة, استأنس به نمر ونام بجانب المكان فقام بعض البدو من قبيلة المواسي المجاورة للبلد بسرقة قمح من قمح سيدنا الشيخ فذهب النمر وافترس بقرة من قطيعهم, في اليوم الثاني سرقوا وفي اليوم الثالث كذلك.. فكلما سرقوا يقتل لهم النمر بقرة فعرفوا أن ذلك نتيجة سرقتهم لقمح الشيخ. فعادوا إلى الشيخ واسترضوه وطلبوا أن يبعد نمره عنهم معتقدين أن ذلك النمر ملكه, لكنهم بقوا على حقدهم وعقدوا نيتهم على خراب المشحرة فعلم النمر بذلك وتبعهم إلى أن ولوا هاربين, أما المرحوم فأمر النمر بان لا يقتل لهم بقراً لأنهم تأسفوا منه وطلبوا المعذرة.

رحيله إلى بلدة كسرى المجاورة :
لقد نشأ رحمه الله بمسلك دقيق فشيد أركان الدين ورفع منار التوحيد، فأمسى علماً هادياً ومذكراً آمراً ناهياً وبالحق صادعاً يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر, فلم تجْرِ الأمور على خاطره من حيث مسلكه الدقيق فانتقل ليكمل رسالته في بلدة كسرى ويسكن فيها, فالتف حوله الإخوان من كل مكان وصار فيها ملجأ القاصدين وكهف الواردين. وكان رحمه الله ينسخ المصحف الشريف ويبيعه وينجد الفراش لكسب لقمة الحلال, وكان خطيباً ماهراً في تعليم الأولاد وابنة عمه ندى تسهر على خدمته وخدمة ضيوفه فهذا كان مصدر معيشته.

خبر وفاته:
مما رواه بعض الثقات الشيخ أبو حسين فندي مهنا نقلاً عن المرحوم الشيخ أبو علي فارس عبد الله (من قرية كسرى) :" قبل وفاته بثلاثة أيام زاره الشيخ أبو علي فارس، فوجده يمشي في الخلوة وينشد شعر فراقي, فسأله عن غير عادة انك تنشد شعراً حزيناً فأجابه رحمه الله: بعد ثلاثة أيام سأفارق هذه الدنيا الفانية وتكون وفاتي. لأنه قال من كان قلبه وفكره مع الله دلّه الله على كل شيء, فكان سيدنا الشيخ يعلم من الله بالأمور قبل أن تحدث حتى ساعة وفاته.
فكان الأمر كما قال في اليوم الثالث كانت وفاته حيث نقله الله إلى جواره العزيز سنة 1324 ه, فنزل خبر وفاته كالصاعقة على الناس حيث توافدت الوفود من كل البلاد للمشاركة بذلك اليوم المشهود وحضور جنازة الشيخ الطاهر العفيف الديّان المتبتل, وعندما حان موعد دفنه طالب بدفنه أهل قرية كسرى في بلدهم وتحيزت معهم بعض القرى بحجة انه عاش آخر عمره في كسرى وتوفي فيها, فما كان من المرحوم الشيخ أبو نايف خير الصالح خير من قرية البقيعة حيث تقدم وقال: المرحوم الشيخ أوصاني وأمنني أن ادفنه على ابني نايف في مسقط رأسه البقيعة.
فلما سمع المشايخ أعيان البلاد حديث الشيخ خير رحمه الله بالنسبة للوصية، استجابوا لكلامه وما قاله, وقد تم الاتفاق بان ينقل الجثمان الطاهر المبارك إلى قرية البقيعة مسقط رأسه، ويدفن بجانب أقاربه وقد روى بعض الثقات انه عندما رفعت الجنازة لينقلوها فقد غصت الأرض بالازدحام من حضور المشيّعين الأفاضل وكان ذاك الوقت الطقس حاراً جداً وسيتم نقل الجنازة سيراً على الأقدام. فقد حصلت كرامة تليق بذلك الجسد الطاهر الشريف الذي طالما صام وصلّى وسجد وركع وتضرع وبكى إلى الله وأنبيائه حيث أظلت وغطّت ذلك الموكب الرهيب سحابة لتمنع عنهم الشمس الحارة فرافقتهم وهي فوق رؤوسهم من بلدة كسرى إلى بلدة البقيعة موقع دفن الجثمان الطاهر.
وقد تم دفنه على تلميذه المرحوم الشيخ نايف خير احتراماً وتقديرًا للوصية وقبولاً لخاطر أعيان البلاد, وقد أقاموا له حجرةً تليق بمقامه الرفيع. وكثيراً ما وفد إليه أصحاب هموم ومشاكل والذين خصّهم الله بأمراض, فينتفعون جميعاً من زيارته والتبرّك بلثم ضريحه فنسأل الله بخير رسول وأفضل مبعوث أن ينفعنا ببركاته ويمدنا بصالح دعواته..آمين.


قديم 09-29-2010, 11:04 AM
المشاركة 382
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الحسن بن أحمد عاكش

(1219-1290هـ)
اسمه و لقبه وأسرته:
هو الحسن بن أحمد بن عبدالله بن عبدالعزيز بن الحسن بنالحسين بن محمد بن يحيى بن محمد (الضمدي) بن علي بن عمر بن محمد بن يوسف بن عمر بنابراهيم بن بن عثمان بن محمد بن أبي بكر بن عبدالله بن عبدالواحد بن محمد بن أبيبكر (العواجي) بن علي بن محمد بن سليمان بن عبدالله بن ميشن بن سليمان بن شراحيل بنكعب بن عبس بن الخمخم بن عوف بن سفيان بن سلهم بن الحكم بن سعد العشيرة.أماكنيته فهي "أبو محمد", و محمد هو أكبر أولاده, وأما لقبه فهو "عاكش" و هولقب لم يسبق لأحد من أفراد أسرته أن تلقب به و كان هو أول من لقب بهذا اللقب و قدحمله من بعده أبناؤه وأحفاده الى يومنا هذا فيطلق عليهم "آل عاكش" أو "العواكشة". ومعنى عاكش في اللغة فإنه يدور حول الألتفاف والإلتفات و قد لقب بهذا اللقب لعطفهعلى أسرته وذويه.

ينحدر الحسن عاكش من أسره علمية مشهورة, توارثت العلموالأدب كما يتوارث الناس المال والجاه, وأطلق عليها: "العمريون" أو "بني عمر" نسبةإلى جدهم عمر بن محمد بن يوسف الملقب ب"سراج الدين", ذكره صاحب كتاب "العقيقاليماني" في حوادث سنة 920هـ حين قال: "وفيها توفي الفقيه سراج الدين عمر بن محمدبن يوسف و نعت بالصلاح والتقوى, وأن قبره معروف بقرية خضيرة"

نشأته:
نشأ الحسن يتيماً فقد توفي أبوه وهو صغير لم يتجاوز سنالثالثة فكفله عمه الحسن بن عبدالله الضمدي, وأشرف على تربيته و رعاه رعاية فائقة, فكان يحثه على العلم والحرص على طلبه. فعندما بلغ عاكش سن الدراسة التمس عمه فيهالنبوغ, فعهد به إلى العلامة أحمد بن عبدالله بن علي النعمان, ليعلمه القرآنالكريم, فقرأ عليه و أتقنه في فترة وجيزة بجامع الشريف حمود بن محمد أبي مسمار فيأبي عريش.
و بعد إتقانه للقرآن بدأ رحلته في طلب العلم في ذلك الجو الزاخربالعلماء, مستغلاً تفرغه من كل شاغل يشغله عنه فأخذ ينهل من مختلف العلوم العقلية والنقلية حتى برع على أقرانه و أدهش أساتذته, فكانه يلمسون منه الذكاء الوقاد. وكانالشريف حمود في ذلك الزمن يشجع التعليم و قد أسس المدارس فكانت أبي عريش كخلية نحلتعج بالطلاب و الحلقات والمدارس في زمن كانت معظم أرجاء الجزيرة العربية تعيش فيغياهب الجهل.
أرتحل إلى بيت الفقية و أخذ عن علماءها و من بينهم الشيخ عبدالرحمنبن أحمد البهكلي. كما رحل الى عدد من مراكز العلم كزبيد و صبيا و مكة وأخذ عنعلماءها و قد استمر طلبه للعلم ثلاثين سنة !! حتى أخذ بكل فن بتعمق, مستوعباًأصولها و هاضما لفروعها, وأتقنها أيما إتقان, حتى وصل به الإتقان أن ألف في أغلبهاكتباً و رسائل, كانت خير شاهد على استيعابه لتلك الثقافة.

آثاره المطبوعة:
1-
إنسكاب السحاب على رياضالأحباب, نظم قواعد الإعراب:
هي رسالة ألفها عاكش, شرح بها نظم "القواعدالصغرى " لابن هشام, والشرح والنظم كلاهما لعاكش. من نماذج هذا النظم:
وبـعـد إنهــذه مـنـظـومـــــــــة *** ضـمّـنـتـها القواعد الموسومة
أعني بها الصغرىلواحد الورى *** ابـن هشـام من غـدا مشـتـهرا
من صـنـف "المـغـني" للألـبـاب *** و من أتـى بالعـجب العـجـاب
ولــم أكــن لمــثـل هـذا أهــــــلا *** لـكــنتـطـفـلــت عـليه جهــلا
والـلـــه أرجــوه بـهــا يـنـفـعـني *** وكل طـالـب ومـن بـها عنـي

2
-تكملة "نفح العود"
وهو كتابألفه عاكش, أكمل به كتاب "نفح العود في سيرة دولة الشريف حمود" لشيخه عبدالرحمن بنأحمد البهكلي و كانت الفترة التي أرخ لها البهكلي في "نفح العود" من سنة 1215 – 1225 هـ و جاء عاكش وأرخ للفترة من 1226 – 1233 هـ.

3-
حدائق الزهر في ذكر الأشياخ أعيان الدهر:
هو كتاب ألفه عاكشفي تراجم شيوخه و زملائه, مخلداً ذكراهم فيه, وفاءً بحقهم, وبراً بهم.
القسمالأول: تحدث فيه عن أساتذته وأشياخه الذين أخذ عليهم العلم و عددهم ثمانية وثلاثونعالماً.

4-
الدّر الثمين في ذكر المناقب الوقائع لأميرالمسلمين محمد بن عائض:
و هو كتاب ألفه عاكش في آخر عمره وهو عن سيرةالأمير محمد بن عائض بن مرعي المغيدي من سنة 1273-1288هـ.

5-
الديباج الخسرواني في أخبار أعيان المخلاف السليماني:
هوكتاب ألفه عاكش مؤرخاً به أحداث المخلاف السليماني و سير رجاله في الفترة من 1217هـ (1802 م) الى 1271 هـ (1854 م). و لم يقتصر في هذا المؤلف على التأريخ السياسيفحسب وإنما تعداه الى القاء الضوء على النشاط الأدبي والعلمي وكذلك الظروفالإجتماعية والأحداث اليومية والظواهر الفلكية و غير ذلك مما شهدته المنطقة خلالالفترة المذكورة. و قد حقق الكتاب الدكتور إسماعيل بن محمد البشري (عميد جامعةالشارقة حاليا).

6-
رسالة إخوية:
هي رسالةأرسلها عاكش يعزي فيها الشريف محمد بن ناصر بن حسن الحازمي, عندما توفي له ولدان, وهما في عودتهما من رحلة الحج, و هي رسالة قيمة, ذات أسلوب أدبي بديع. بدأها عاكشبهذا البيت:
ليــــس حي على المنــون بـبـــــــاق *** غـــــيـــر وجــــــهالمُــــسَــــــبّح الخــــــــلاّق

7-
كشف الستارة عنوجوه الأقوال المختارة في نظم معاني الإستعارة:
وهو كتاب ألفه عاكششارحاً به نظم العلامي عبدالله بن عمر الخليل الزبيدي, و هو في علم الاستعارة ومعانيها.

8-
مناظرة أحمد بن إدريس مع فقهاء عسير 1248هــ
و هو كتاب ألفه الحسن عاكش, يتحدث فيه عن وقائع تلك المناظرة التيوقعت بين طلاب العلم العسيريين الذين وفدوا إلى صبيا, للقراءة على علماء المخلافالسليماني, و بين أحمد بن إدريس المغربي.

9-
وجوب قراءةالفاتحة على المأموم:
هي رسالة ألفها عاكش إجابة على سؤال ورده من أحدطلاب العلم, يسأله فيه عن حكم قراءة المأموم للفاتحة.

آثاره المخطوطة:

1-
فتح المنان بتفسيرالقرآن:
وهو كتاب ألفه عاكش في تفسير القرآن الكريم, و قدّم له بمقدمةرائعة أبان فيها مقصده من تأليفه قائلا: أما بعد, فلمّا كانت تفاسير القرآن العظيمكثيرة العدد, طويلة المدد ما بين بسيط و مختصر, و كل من المفسرين قد بذل المجهود فيبيان التدراسة و تخريج الرواية بما ظهر لكل عارف واشتهر, و لم يبقوا بعدهم كلامالقائل من صيغ الأنواع, وفننوا العبارات باختلاف الدلالات بطريف البيان والإبداع. ومع ذلك فلم يحيطوا علماً بكنه القرآن, ولا يحيط بكلامه سبحانه الا هو عظيم الشان, وكنت قد اشتغلت برهة من الزمان بالقراءة في كثير من كتب التفسير, و عرفت مدّ ذلكالبحر الذي الخوص فيه لمثلي غير يسير, و لم أزل أكرر استخارة الله تعالى في تأليفتفسير لطيف, قريب المرام, أوضح عبارته على طرف الثمام, ليشترك في فهمه الخاصوالعام, و مع تزاحم الأشغال التي استغرقت التسويف قاطع عن بلوغ الآمال أقدمت علىذلك ... هذا مع اعترافي بالعجز والتقصير... و قصدي بذلك نفع نفسي و من أراد اللهتعالى من أهل الصلاح, إذ ليس في كل وقت يمكن للإنسان مراجعة ما يحتاج إليه في كتبالتأويل, ولا الاتصال في كل زمان بمن يكشف له ما أشكل من حقائق التنزيل".

2-
فتح الغفّار على حدائق الأفكار:
وهو كتاب ألفه عاكش فيسيرة المصطفى عليه افضل الصلاة واتم التسليم. شرح به منظومته المسماة ب"حدائقالأفكار في الإشارة الى عيون سيرة المختار".

3-
عقودالدرر في تراجم علماء القرن الثالث عشر:
وهو كتاب انتهى من تأليفه عاكشبعد سنة 1287 هـ و ترجم فيه لعلماء وأعيان المخلاف السليماني و عسير واليمن فيالقرن الثالث عشر و قد أبرز فيه عاكش الكثير من الحوادث التاريخية التي لم يشرإليها غيره من المؤرخين ناهيك عن أن الكتاب يعد سجلا حافلا بحياة الحسن عاكشالشخصية.

4-
خريدة العرائس و بهجة المجالس:
وهي مقامة ألفها الحسن عاكش في مراحل حياته الأولى, و ذلك قبل سنة 1248 هـ والذيقرّضها بمقامة أخرى هو شيخه عبدالرحمن بن أحمد البهكلي و كلا المقامتين موجودة فيالجامع الكبير بصنعاء.

5-
شرح قصيدة في مدح الحسين بن عليبن حيدر.

قديم 09-29-2010, 11:06 AM
المشاركة 383
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
صالح السلوم

الشيخ القاضي صالح بن سليمان بن محمد بن سلوم، من أُسرة السلّوم أهل القراين بالوشم والدوادمي من من بني سعد بن زيد مناة من بني تميم، وُلد في بلدة غسلة بالقرائن حوالي سنة 1312، وتوفي والده وهو لم يبلغ السابعة من عمره، وتوفيت والدته بعد ذلك بسنة أو سنتين، فعاش يتيم الأبوين، ونشأ في بلدة غسلة بالقرائن تحت كفالة الشيخ محمد بن إبراهيم بن سلّوم، ودرس في بلدته على يد إمام جامعها الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد الكريم إلى أن بلغ الثالثة عشرة من عمره، ثم ذهب للرياض وطلب العلم على يد علمائها مثل الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ، والشيخ حمد بن عتيق، والشيخ ابن فارس، والشيخ إسحاق آل الشيخ، والشيخ ابن محمود، والشيخ ابن سحمان، وأتقن حفظ القرآن في هذه الفترة خلال أربعة أشهر، واستمر في الدراسة حتى جاوز العشرين من عمره، ثم عاد إلى بلدته وحج فرضه تلك السنة، ثم رحل للرياض مرة أخرى للدراسة ومكث فيها ثلاث سنوات ثم ذهب للمجمعة بإشارة من الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ ودرس على يد الشيخ عبد الله العنقري أربع سنين، وتخرّج مع الأفواج الأولى الذين كان يتم تعيينهم من قِبل الحكومة قضاة في نجد، ثم أشار إليه الشيخ عبد الله العنقري أن يذهب للداهنة ويدرس على يد الشيخ عبد الله بن زاحم وكان ذلك لمدة ثلاث سنين وصار إماماً لأحد مساجد الداهنة، ثم عيّنه الملك عبد العزيز قاضياً في عرجاء سنة 1341 ومكث قاضياً فيها إلى سنة 1344هـ، ثم رجع إلى بلدته غسلة بالقرائن، ثم أمره الملك عبد العزيز بالذهاب للشمال للإرشاد هو والشيخ (عثمان بن سليمان) وأرسل معهما بعض المرافقين، فذهبوا إلى الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي فأرسلهم على بعض مدن الشمال وزادهم بعض المرافقين، وجلسوا تسعة أشهر هناك للإرشاد ونفع الله بهما خلقاً كثيراً، ثم رجعوا للأمير عبد العزيز بن مساعد في حائل فجاء أمر من الملك عبد العزيز برجوع الشيخ عثمان بن سليمان وبقاء الشيخ صالح بن سلوم في الشمال في بلدة (الصنينة) فبقي فيها إلى عام 1347، وكان له دور في الإرشاد والتعليم في غزو السبلة ثم أثناء حادثة الدهينة، ثم رجع بعدها وحضر اجتماع الشعراء، ثم رجع إلى عرجاء إلى سنة 1350 ثم عيّن قاضياً للشعراء والدوادمي وما يتبعهما في عالية نجد سنة 1350، فقد تأسست المحكمة الشرعيّة بالدوادمي سنة 1350 وكان الشيخ أول قاضٍ فيها وخلفه في القضاء الشيخ محمد بن هليّل - رحمه الله - ، وكان يلقي بعض الدروس في جامع الدوادمي، كما كان له درس علمي في بيته بعد صلاة المغرب يومياً، وكان ممن يحضر ذلك المجلس: الشيخ إبراهيم بن سعد بن ناصر، وأخوه الشيخ عبد العزيز، والشيخ فهد الصميت، والشيخ عبد الله الصميت، والشيخ عبد الله الغيهب، والشيخ عبد الله بن صقيران وغيرهم، واستمر على هذه الحال حتى توفي في الدوادمي في منتصف شهر شعبان سنة 1363، وصلي عليه في الجامع الكبير بالدوادمي وأمّ المصلين الشيخ عبد الله بن صقيران - رحمه الله - ، وزوجته - رحمها الله - هي ابنة عبد الله بن عبد الرحمن العمار، وله ثلاثة أبناء من الذكور: أكبرهم الشيخ محمد رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالدوادمي سابقاً منذ افتتاحها عام 1370 حتى عام 1384 ثم انتقل بعدها إلى المحكمة، وهو إمام الجامع الكبير بالدوادمي سابقاً، وهو الآن في الدوادمي أمدّ الله عمره بالصحة والعافية، ثم الشيخ سليمان فهو رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالدوادمي سابقاً بعد أخيه الشيخ محمد عام 1384 حتى تقاعد عام 1411، وهو إمام مسجد اللوح سابقا،ً وهو موجود الآن في الدوادمي أمدّ الله عمره بالصحة والعافية، ثم الشيخ عبد الله إمام جامع الرفايع سابقاً من عام 1370 حتى توفي - رحمه الله وغفر له - سنة 1380 وعمره لم يتجاوز 36 سنة، وكلهم لهم أبناء يسكن بعضهم الدوادمي ويسكن بعضهم الرياض، وغيرها من المدن لغرض الدراسة أو الوظيفة.
للمزيد من المعلومات, انظر Wikipedia.org...

قديم 09-29-2010, 11:07 AM
المشاركة 384
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
عمر دفاف

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

عمر دفاف:(1960م-)من مواليد 29 ماي1960م بالأخضرية البويرة، عاش يتيم الأب واهتم بالكتابة منذ صغره ولقب بـ صديق الأطفال لكثرة كتابته واهتمامه بالطفولة. باشر مهنة التعليم بعد فترة تكوينية بالمعهد التكنولوجي.
مؤلفاته
· -الحديقة الغناء (مجموعة شعرية للأطفال)،
· - نجمة وهلال (قصة في جزئين).
· - صالح في الغابة،
· -سامي في الفضاء،
· - سليم والمخلوقات العجيبة،
· -وله مؤلفات أخرى في الشعر والرواية.



هذهبذرة مقالة عن حياة شخصيةجزائرية تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة فيتحريرها.






هذهبذرة مقالة عن مؤلف أو كاتب تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة فيتحريرها.











هذهبذرة مقالة عن حياة شخصيةجزائرية تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة فيتحريرها.





هذهبذرة مقالة عن مؤلف أو كاتب تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة فيتحريرها.








{{{{{4}}}}}




قديم 09-29-2010, 11:09 AM
المشاركة 385
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
توماس مان

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

بول توماس مان (بالألمانية: Thomas Mann) هو أديب ألماني ولد في 6 جوان 1875 وتوفي في 12 اوت 1955 في زيورخ. تحصل على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1929.
لمان العديد من الروايات الشهيرة، مثل موت في البندقية، والتي قام لوتشانو فيسكونتي سنة 1971 بتحويلها لفيلم حمل نفس الاسم.


نشأة توماس مان
ولد الكاتب توماس مان بمدينة لوبيك الألمانية الواقعة على شاطيء بحر البلطيق. كان أبوه من كبار تجار الغلال، وتبوأ منصب عمدة لوبيك مرتين، فضلا على أنه كان عضوا في مجلس الشيوخ. أما أم توماس، فكانت ابنة أحد أصحاب المزارع الكبرى في البرازيل، وكانت تجري في عروقها الدماء البرتغالية الممتزجة بالدماء الألمانية وأخيه الكبير هاينريش مان هو أيضا أديب روائي >
كره توماس مان المدرسة ولم يحصل على شهادة الثانوية، وأثناء دراسته كان يستمد متعته من المسرح الصغير الذي أقامه إخيه الكبير في البيت وأقبل على قراءة حكايات هانز كريستيان أندرسون، وأساطير هوميروس.
وما أن بلغ توماس الخامسة عشر من عمره حتى توفى أبيه وإضطرت اسرته إلى غلق المؤسسة التجارية التي تركها، وإلى بيع المنزل بما فيه من أثاث. ونزحت الأم الأرملة بأولادها الصغار إلى مدينة ميونخ، بينما بقى توماس مع أخيه هاينريش ليستكمل دراسته في لوبيك.
وفي تلك الفترة بدأ توماس بنظم الشعر العاطفي وتقليد جوته وشيلر وهاينه. وعند بلوغه التاسعة عشرة من عمره، نزح هو الآخر لميونخ، حيث توجه للدراسة في الجامعة التقنية، وحصل على عمل بإحدى شركات التأمين ومارس الصحافة في مجلة أسبوعية كان يصدرها أخوه. وبعد ذلك بعامين سافر مع أخيه إلى إيطاليا حيث مكث فيها عامين، وهناك بدأ كتابة أول رواية له بعنوان "آل بودنبركس".
في الثاني عشر من كانون الأول/ ديسسمبر من سنة 1929 تلقى توماس مان خبرا سارا من ابنته إليزابيث وولده مايكل عن طريق رسالة تلغراف تفيد بأن والدهما حاز على جائزة نوبل للأدب. لكن الأديب الألماني أخذ الأمر بهدوء تام وأجاب بطريقة متكبرة: "كنت انتظر ذلك." وقد قدم الكاتب الألماني الشهير هذه الجائزة إلى شعبه بعبارة "سأقدم هذه الجائزة العالمية التي تحمل بالصدفة اسمي لشعبي ولبلدي." وكانت الرواية الأولى الرائعة للكاتب الشهير السبب المباشر في منحه هذا الشرف العظيم. فقد تم نشرها للشاب المنحدر من عائلة ألمانية كبيرة والمولود في مدينة لوبيك عندما كان عمره 26 عاما. ويعتبر الكتاب والذي يحكي قصة عائلة بودنبروكس Buddenbrooks لتوماس مان من أشهر الكتب قراءة ومبيعا، حيث كانت هذه الرواية بمثابة اعتراف أدبي له. ويذكر أنه تم حتى اليوم بيع أكثر من أربعة ملايين نسخة منها باللغة الألمانية وحدها. من ناحية أخرى فإن كتب توماس مان ترجمت لأكثر من 40 لغة.

علاقته مع القيصرية
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: حتى ترجمات توماس مان حازت على الجوائز القيمة عمل الروائي الشهير على دعم الأفكار الراديكالية للنظام القومي بداية القرن العشرين، وخاصة في دعمه للحرب العالمية الأولى، إلا أنه تراجع عن هذا الدعم سنة 1918، ليعتبر أن الأدب نوع من فنون الزهد في الدنيا، وأن النظرة إلى الكاتب يجب أن تكون على اعتبار "أنه مستقل في ذاته ولا يقوم بتقييمات سياسية." وهذا الأمر أدى في النهاية إلى خصام بينه وبين أخيه الأكبر هاينرش، الذي رأى بأن الكاتب يجب أن يقوم أيضا بذلك. وكان لخطابه الذي ألقاه سنة 1922 الذي لعن فيه القيصرية والنظام القومي في ذلك الوقت سببا مباشرا لإنهاء الخصام مع أخيه. حيث وصف مان في خطابه هذا النظام بـ "الديك الرومي الذي لا يرى إلا نفسه كعرق أفضل من الأعراق الأخرى." ووصف الكاتب الألماني كذلك هذا النظام "بالبربرية الرومنسية". ليخرج في النهاية بنموذج جديد يحمل اسم اللبرالية والإنسانية.

الهجرة وسحب الجنسية
Bildunterschrift: حامل جائزة نوبل للأدب أثناء إقامته في لوس أنجلوس
بعد نجاح هتلر في انتخابات الرايخ الألمانية سنة 1930 كان من السهل على توماس مان التعرف على الأخطار التي تهدد الديمقراطية الوليدة، حيث طلب تشكيل جبهة من البرجوازيين والاجتماعيين الديمقراطيين لمواجهة المتشددين اليمينيين. وقام الكاتب الألماني في نفس العام بالإشارة إلى "التحذير من الجور والانقلاب على الحياة البرلمانية عن طريق الكيان الدكتاتوري في كتابه ماريون والساحر. وبعد وصول الحزب النازي إلى الحكم سنة 1933 لم يبق أمامه غير الهجرة. بعد ذلك قام النازيون بسحب الجنسية عنه سنة 1936. وبعد أن قضى بضع سنوات في السويد اضطر مجدداً للهجرة إلى الولايات المتحدة والاقامة فيها مع عائلته. ومن هناك توجه إلى الشعب الألماني بعد اندلاع الحرب عبر الراديو بهدف إيضاح آثار الحرب المدمرة وجرائم الحكم النازي بحق شعبه.
السير على خطى غوته
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: كتاب توماس مان "الجبل الساحر"

سار الكاتب الشهير الذي أطلق عليه أبناؤه اسم (الساحر) على خطى أبو الأدب الألماني غوته (Goethe). وقد ساعده ذلك على النجاح الأكبر في الحياة الأدبية. وكان لهذا الاقتداء السبب المباشر لاعتبار توماس مان أحد أبرز الأشخاص الكلاسيكيين في عصر الأدب الألماني الحديث. وعلى هذا قامت أشهر الجامعات العالمية بتكريمه من خلال دعوتها له ليكون بمثابة استاذ ضيف فيها إضافة إلى منحها إياه لدرجة الدكتوراه الفخرية. ومن بين أعرق الجامعات التي كرمته جامعتي برينسيتون وجامعة وأوكسفورد. ورغم أن جسم الأديب بعيداً عن وطنه، إلا أن روحه بقيت معلقة ببلاده وشعبه. وكانت عبارته في آخر عمل قدمه تحت عنوان رجل وحيد رفع يده إلى السماء: "ربي كن رحيما بروحي الفقيرة وبصاحبي وببلدي."

قديم 09-29-2010, 11:11 AM
المشاركة 386
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مصطفى جواد


أستاذ اللغة العربية في العراق وأحد أهم اللغويين العرب في القرن العشرين. ولد الدكتور مصطفى جواد في محلة (عقد القشل) ببغداد عام 1904م، ووالده جواد الخياط ابن مصطفى بن إبراهيم، وأصل أسرته من دلتاوه. درس العلوم الابتدائية في مدارس دلتاوه (الخالص بمحافظة ديالى حاليا) في عهد الدولة العثمانية. وبعد وفاة والده بدلتاوه في أوائل الحرب العالمية الاولى، عاد إلى مسقط رأسه بغداد.
دخل دار المعلمين الابتدائية عام 1921م، و تخرج منها بعد ثلاث سنوات فعين مدرسا للمدارس الابتدائية عام 1924م، ومارس التعليم في المدارس تسع سنوات (1924 - 1933)م، متنقلا بين الناصريةوالبصرة و الكاظمية و دلتاوه.
وسافر إلى فرنسا، وأكمل دراسة الماجستير والدكتوراه في جامعة السوربون ونشبت بعدها الحرب العالمية الثانية فعاد إلى بغداد، قبل أن يناقش الرسالة وعاد معه الدكتور ناجي معروف، والدكتور سليم النعيمي، وهما مثله كانوا بإنتظار مناقشة الرسالة.
ثم عين كاتبا للتحرير في وزارة المعارف و نقل بعد ذلك معلما في المدرسة المأمونيةببغداد، و منها نقل إلى المدرسة المتوسطة الشرقية ببغداد. و تعرف خلال هذه المدة على الأب أنستاس الكرملي فلازمه وكتب في مجلته (لغة العرب). وكتب الكثير من الأبحاث والكتب عن اللغة العربية وتحديثها وتبسيطها. وكان له برنامج مهم في التلفزيونالعراقي بعنوان "قل ولا تقل" . شغل منصب المشرف على الأساتذة الخصوصيين الذين أشرفوا على تدريس وتثقيف الملك فيصل الثاني ملك العراق.
ومن اللطائف التي تروى عنه ركوبه إحدى سيارت الأجرة في بغداد وفي الطريق شغل السائق المذياع فأذيع برنامجه من الإذاعة ( قل ولا تقل)، فضجر السائق وأغلق المذياع وقال باللهجة العراقية العامية: ( أسكت كواد). فطلب مصطفى جواد التوقف ونزل من السيارة وهمس في أذن السائق :(قل قواد ولا تقل كواد). فسارع السائق للأعتذار منه وقبل مصطفى جواد إعتذاره وضحك. لقد كانت له روح فكاهة، مع طيبة قلب ويروي عنه البغداديون الكثير من النكات.


من مؤلفاته
· دليل خارطة بغداد المفصل - (بالمشاركة مع الدكتور أحمد سوسة)- مطبعة المجمع العلمي العراقي - 1958م.
· جاوان القبيلة الكردية المنسية / المجمع العلمي العراقي.
وفاته
توفي في عام 1969م.
ذكراه
عندما رحل اللغوي النبيل مصطفي جواد الي دنياه الاخري قال يرثيه الشاعر الكبير مصطفي جمال الدين: ياحارس اللغة التي كادت علي

صدأ اللهي ان لايرن لها صدي
هبت عليها الحادثات، فلم تدع
غصناً بعاصف حقدها متأودا
عربي طبع لايتعتع نطقه
حصر علي النبت الغريب تعودا
وكأن الشاعر الكبير أراد ان يلخص في قصيدته إجماع الكبار علي اهمية مصطفي جواد في حياة العرب.. في انه حرس الفصحي بأمانة القديس من الراطنين بها، والذين يعلمونها في المعاهد والجامعات ودور العبادة، فقد بذل اربعة عقود وهو يمسك بقلم التصحيح، يصحح كتب اللغات وأساليب الكتاب الكبار بلياقة الكبار، ويصحح ويصوب ويشذب ويهذب مافسد في وسائل التعبير عند اساتذة التاريخ والجغرافية والاقتصاد، وما رافقها من عجمة وتغريب، وتحمل كل ماصدر عن الاساتذة الكبار من ردود افعال انفعالية بحوصلته الجميلة التي رزقها الله طول النفس واعاجيب الصبر، وكان يقول لهم: (أحبائي انتم كبار وتبقون كباراً لكن السهو يجب ان يزال) ولم يقل الخطأ او الغلط بل قال لهم السهو تجملاً وتحبباً ، فكم كان لطيف الطوية!

وبعض الكبار شاغب عليه واتهمه بـ (الماسونية) لانهم يخشون من لسانه اذا جلسوا بقربه في المجمع العلمي العراقي، حتي طه حسين وهو المنبر الذي لايضاهي كان يتبرم من وجوده في ايام الاجتماعات السنوية في مجمع اللغة بالقاهرة، وكتب العقاد مقالة يذم بها مصطفي جواد لان راعي اللغة العراقي نبش ابحاثه فكشف عن اخطاء لغوية ونحوية واملائية ما كان ينبغي ان يقع فيها أديب عملاق كالعقاد! كان لايبالي بتهم تقذف عليه جزافاً ، وكأنه كان منذوراً للغة الضاد او منتدباً لحراستها من عبث الصغار او الكبار او من اولئك الذين يدعون العصمة في ادمغتهم، ومرة خاطب الزعيم عبد الكريم قاسم: (أرجو يا ايها الزعيم لاتقل: (الجمهورية) بفتح الجيم، بل قل الجمهورية بضم الجيم) وتقبل الزعيم النصيحة لكنه تساءل عن السبب، فقال له مصطفي جواد: (وذلك لان المأثور في كتب اللغة هو (الجمهور) بضم الجيم ولان الاسم اذا كان علي هذه الصيغة وجب ان تكون الفاء اي الحرف الاول مضمومة لان وزنه الصرفي هو فعلول كعصفور). وليس كل الناس متواضعين علي سياق تواضع الزعيم قاسم في تقبل نصائح العلماء، فيوم صنع له تمثالا في ديالي صعد اليه من يهشم يده التي فيها القلم، فهو لم يسلم من الاذي حتي وهو ميت، لان الاقدار دائماً تترصد عباقرة العصور احياء او موتي ، وكان يعرف رصيده من ذلك قائلا:

رشحتني الاقدار للموت لكن
اخرتني لكي يطول عذابي
ومحت لي الالام كل ذنوبي،
ثم اضحت مدينة لحسابي
عقله اللغوي
واننا ابتداء من طفولته ينبغي ان نتساءل هل ثمة عوامل معينة ساعدته علي ان يكون مستودعاً للغة ولتراث اللغة، وهل كان لاختصاصه الاخر في علم التاريخ اثر في التكوين اللغوي فيه، والي اي مورد استند في تخريج مصادر اللغة، وهذه هي محطاته:

سيرته
عراقي تركماني
التركمان شريحة مثقفة واعية من الشعب العراقي الأصيل صاحب أقدم الحضارات الإنسانية على الأرض، حضارة وادي النهرين. قدموا خدمة جليلة للعراق وفي كافة المجالات الحياتية وخصوصا علوم اللغة والفقه والفلسفة والثقافة والفنون منها. فكما كان للتركمان علماء وفلاسفة وعباقرة من أمثال الفارابي والبيروني وغيرهما من القادة العظام الذين دافعوا عن حياض الوطن العراقي الغالي، من أمثال البطل عمر عليومصطفى راغب باشاوغازي الداغستانيوعبد الله عبد الرحمنويالجين عمر عادلوعصمت صابر. كذلك كان للتركمان أدباء وكتاب ولغويين كثيرين خدموا اللغة العربية بنتاجاتهم الثقافية الإبداعية ومؤلفاتهم الكتابية واللغوية. فكان للتركمان شعراء وكتاب كثيرين ألفوا قصائدهم وكتبوا قصصهم وكتاباتهم بالعربية أيضا إضافة إلى لغتهم الأم التركمانية، وفنانين كبار إحترفوا فن الخط العربي وأبدعوا فيها أكثر من الخطاطين العرب أنفسهم، وقراء المقامات العراقية المشهورين والموسيقيين. فهناك المئات من أمثال عماد الدين نسيمي البغداديوفضوليوهجري ده دهوخضر لطفيومحمد صادقوشاكر صابر ضابطوالملا طه كركوكليورشيد كوله رضاوعز الدين نعمتومحمد عزة الخطاطوعبد المجيد لطفي ينكجي الخلوصي الادواقاتي.
انه من عمالقة اللغة العربية البارزين في العراق خدموا اللغة العربية وأسسوا قواعدها. فالمرحوم مصطفى جواد كان ولا زال رمزا تركمانياً خالداً خدم العراق وشعبه طيلة حياته فكان معلما ومربيا ورائدا وأديبا وفنانا وفيلسوفا وعبقري، وكان رجلا بكل معنى الكلمة وللتركمان حق بالافتخار به. فبالرغم من كونه تركمانيا علم العرب لغتهم وقال كلمته المشهورة " جئت لأعلم العرب لغتهم" فرحمه الله كان موضع فخرنا واعتزازنا. وسيبقى كذلك للأجيال التركمانية القادمة.
عرف العراقيون الذين عاصروا الفقيد مصطفى جواد من خلال برنامجه الإذاعي المشهور (قل ولا تقل). ذلك البرنامج اللغوي الشيق والذي كان يتابعه الصغار والكبار. ذلك البرنامج الذي كان فيه المرحوم يبسط اللغة العربية للمستمع العام وللمختص اللغوي وبحرفة الكتابة في آن واحد. فكان من أبرز أعلام اللغة العربية في القرن العشرين. وكان عضوا نشيطا في المجاميع اللغوية والمجالس الثقافية ومحققا لغويا ومؤرخا ثقة في نتاجاته ودراساته في شتى اختصاصات اللغة العربية وتاريخها. وكما كان من رافعي مشاعل النهضة الأدبية وموسوعة معارف في اللغة والبلاغة.

النشأة
ولد المرحوم مصطفى جواد عام 1904 من أبوين تركمانيين في محلة شعبية في الجانب الشرقي من بغداد. وتنقل طفولته بين بغداد وقضاء الخالص التابعة لمحافظة ديالى. وتعلم في الكتاتيب ومن بعد في المدارس قارئا القرآن الكريم وحافظا له. ودرس في المدرسة الجعفرية ومدرسة باب الشيخ بعد دخول الإنكليز العراق محتلين. وبعد تخرجه من دار المعلمين عام 1924 تعين معلما في مدرسة الناصرية ثم البصرة وبعدها في مدرسة الكاظمية ببغداد. وبعدها سافر إلى فرنسا لإكمال دراساته العليا هناك والعودة عام 1939 بعد نيل شهادة الدكتوراه مدرسا في معهده الذي تخرج منه وساهم في التدريس فيه وأيضا في كلية التربية التي ورثت المعهد بعد تأسيس جامعة بغداد. وفي عام 1962 أنتدب للتدريس في معهد الدراسات الإسلامية العليا وعين عميداً للمعهد المذكور بعد عام.

توفي أبوه (جواد بن مصطفي بن إبراهيم) في مدينة الخالص في اوائل الحرب العالمية الأولي وعاد ابنه مصطفي الي بغداد مسقط رأسه بعد الاحتلال البريطاني فكفلة اخوه (كاظم بن جواد) وكان يعد من ادباء بغداد في التراث الكلاسيكي وهو الذي أسهم ببناء قاعدة العشق اللغوي في شقيقه الاصغر ، فدرس النحو ومعاني الكلمات وأعطاه قاموساً في شرح مفردات العربية واوصاه بأن يدرخ عشرين مفردة، في اليوم الواحد، ودرخ أكثر من عشرين حتي نشات فيه حافظة مؤدرخة.
واكمل بقية الدراسة الابتدائية في المدرسة الجعفرية، وكان لشقيقه كاظم صلة تعارف مع مدير المدرسة (الشيخ شكر البغدادي- 1855-1938 الذي بدوره ألزم التلميذ مصطفي جواد بحفظ الاجرومية في النحو فحفظها في ثلاثة ايام فدهش الشيخ شكر وقام واهداه كتاب (شرح قطر الندي) واتقن مضامينه امام الشيخ، وشاع أمره بين طلاب الجعفرية فسمي :(العلامة النحوي الصغير)، هو اذا كان يتغذي الطفولة اللغوية في مدرسة البيت وهي الاصل في التنشئة الروحية والايحائية الاولي في ترسيخ الموهبة، وكان علي يد الشيخ العالم الفقيه شكر البغدادي يتلقي دروساً في صقل هذه الموهبة وفي جعلها تتفتح علي الذات الكامنة، وكان القدر يهيء له المنافذ منذ بدايته..!
وفي 1921- 1924 أكمل دراسته في دار المعلمين الابتدائية وفي هذه الدار وجد اثنين من اساتذته يعتنيان بموهبته وهما طه الراوي (1890- 1946) حيث اهداه كتاب المتنبي لما وجده يحفظ له قصيدة طويلة بساعة واحدة بصوت شعري سليم بأوزانه، واستاذه الاخر ساطع الحصري (1880- 1968) حيث اهداه قلماً فضياً بعد ان وجد قابليات تلميذه تتجاوز مساحة عمره الي اقصي الحدود، وكان اساتذته يقولون له: (انت أفضل من استاذ، فهو يكمل عجز البيت الشعري اذا توقف الاستاذ عن ذكره، ويحلل القصيدة ويتصيد الاخطاء ويشخص المنحول بقدرة استقرائية غير مستعارة من أحد..!
تخرج في دار المعلمين وعين معلماً في البصرة والناصرية وديالي والكاظمية، ولما اكتشف فيه المفتشون انه أكثر قابلية منهم في طرق التدريس (وبفصحي لامثيل لها) رحل الي تدريس المتوسطة، وخلال تسع سنوات في التعليم قرأ المطولات في الشعر والتاريخ والتراث، وكانت مكتبته ترافقه حيثما حل، وفي هذه الحقبة ذاتها نشر ابحاثه اللغوية في الدوريات المحلية والعربية ولاسيما تلك الصادرة في مصر ولبنان، وطبع كتابين في التحقيق التراثي، وفي اثناء عطلاته اخذ يتردد علي مجالس بغداد ويدخل معارك ادبية حول فنه الذي مافارقه (التصحيح اللغوي) الذي ألزمه بان يدرخ كثيرا ويعلل الدرخ ويقرنه بمزيد من الاسانيد والشواهد مما اتاح لذاكرته بان تتوسع بخزن المتراكم طبقة فوق طبقة..!
وفي هذه المدة (1925) تعرف بالعلامة اللغوي الاب انستاس الكرملي (1866-1947) وكان للكرملي مجلس ادب ولغة في الكنيسة اللاتينية يؤمه ادباء الدرجة الاولي في بغداد، وفي جلسته الاولي اثار مصطفي جواد معركة حامية حول العامية والفصحي، وكان يبزهم في الادلة والبراهين، ومال اليه الكرملي منذ لحظته الاولي: (اريدك يا اخ اللغة ان تحضر مجلسي كل اسبوع) وعند حضوره في الاسبوع الثاني كلفه الكرملي بان يهندم مكتبته علي التنظيم العصري وكانت من خيرة مكتبات بغداد، فنظمها وجعل لها فهارس واخرج منها العابث والمكرر، ثم اقترح عليه الكرملي الكتابة في مجلته (لغة العرب) الشهيرة، فكتب ابحاثا لغوية ونقداً في التراث اللغوي وزاوية خاصة بـ (التصويبات اللغوية) وهذه جعلته علي الالسنة بين اخذ ورد وجدل وانتقاد وكانت معاركه تسمع في القاهرة وبلاد الشام، وهذه وحدها جعلته يمتد في الذاكرة اللغوية وجعلته ايضا ان يكون سيداً في ارجاع ما يشاع بانه فصحي الي العامية وبالعكس وكان الكرملي مثله سيدا في اللغة ومثله تعرض لخصومات جيرانه التي ارادت ان تبطش به لولا دفاع مصطفي جواد عن جواهره وانجازاته في لغة العرب، وكتب مقالة بحق الكرملي في مجلة (السياسة) المصرية في الثلاثينات كان بها ينهي خصومة الكرملي، وهو القائل علي قبره:
ياسائراً، ووجيب القلب صاحبه
لنا ببغداد من بين القسوس أب
أب عزيز وذو علم ومعرفة
قضي السنين بشوق العلم يكتسب
وفي 1934- 1939 حصل علي بعثة لتطوير دراساته في باريس، فقضي سنة كاملة في القاهرة لتعلم الفرنسية وهناك التقي رواد الثقافة طه حسين والعقاد والزيات وباحثهم وجادلهم في اخطائهم ولم يذعنوا لانهم كما يقول مصطفي جواد (مدارس وقدرات) ولايجوز انتقادهم ، ثم رحل الي السوربون بجامعة باريس يدرس دكتوراه الادب العربي فنالها عن اطروحته (الناصر لدين الله الخليفة العباسي) وفي باريس افاد ذاكرته التراثية من ملازمته لمجلس (الميرزا محمد القزويني) ومكتبته التراثية فنسخ منها عشرات المحفوظات العربية النادرة، وعشرات مثلها من المكتبة الوطنية الفرنسية، ومهمة النسخ هذه ساعدته علي اتساع خياله التراثي وارجاع الفرع الذي قرأه في الكتب الحديثة الي الاصل الذي هو في الكتب الاولي وهذه المراجعة والمذاكرة مع الذات تمهد له الطريق لاكتشاف المزيد من حقائق اللغة التراثية وتجعل ذهنه ذهنا مقارنا حيوي التخريج..!
وعاد الي بغداد وهو مزود بقراءتين: القديمة التي في المراجع والمصادر الرئيسة والحديثة وهي الاكاديمية التي تنفتح علي العصر، وجاء بهاتين القراءتين الي دار المعلمين العالية التي عين فيها استاذا للادب العربي، وكان في الدار اساتذة كبار امثال محمد مهدي البصير (1896- 1974) وصفاء خلوصي (1917- 1995) ومحمد الهاشمي (1910- 1996) وحينما اضيف اليهم مصطفي جواد صار في الدار مجلس تراث لغوي تثار فيه كل شاردة وواردة في اللغة وتحسم فيه مواقف الادب الا ان الشهرة كانت لمصطفي جواد لانه اكثرهم تذكرا ومذاكرة واكثرهم قدرة علي تخيل الصحيح في القواميس وهو ايضا افاد منهم في جعل حافظته تتمرن علي الاعادة، واتمام النقص في مسائل التحقيق التراثي.
وفي سنة 1942 انتقل ملاحظا فنيا في مديرية الاثار العامة، وفي مدة اخري، رفع في هذه المديرية الي درجة اختصاصي في التراث حتي سنة 1948.. وبعدها عاد الي دار المعلمين العالية وكان في مديرية الاثار يجرد ذاكرته اللغوية في مكتبة المتحف العراقي، ثم يطبق ويقارن بين قراءاته في الكتب وماعايشه علي ارض الاثار، وتلك المشاهدة والمقارنة اعطته خبرة جديدة في الكشف عن الغامض في تراثنا، وهذا البحث عن الغامض هو الذي دفعه الي الاجتهاد، اذ كان يذهب بنفسه الي مواقع الاثر القديم ويجتهد في التوصل الي الحقيقة اولا والي اليقين التراثي ثانيا ، لذلك رأيناه يكثر من كلمة (أقرر) وكلمة (أجزم) في مقالاته وابحاثه في التراث لغة وتاريخا ومعرفة ومن تلك الوثوقية التي استبدت به ألف ووضع مع احمد سوسة (خريطة بغداد قديماً وحديثاً) و(دليل خريطة بغداد) ومثل ذلك التأليف يحتاج الي قوة استذكارية عميقة الابعاد، ذكية الارصاد مثلما هي بحاجة الي عقل مقارن تراثي النكهة..!
وقضي شطراً طويلاً من حياته في متابعة ومشاهدة الافلام السينمائية، وسئل عن اسباب دوافعه لرؤية الشاشة، قال : (ليس للتسلية بل حب لمعاينة الهارب في الافلام البوليسية) اين ذهب واين اختبأ ومتي يقبض عليه، والمطاردة في الافلام البوليسية تشبه المطاردة في تحقيق الكتب التراثية: من المؤلف ومتي حبر الكتاب وأي نقص يختفي بين الاسطر والصفحات، وهذه المطاردة حتماً ستقوده في يوم او في زمن الي الكشف عن الغنيمة اي الحقيقة..!
وواصل النشر والكتابة والبحث في تلك السنوات رغم اشتداد آلام مرض القلب عنده والذي طال به. وتوفي في بغداد التي ولد فيها تاركا خلفه كنزا ثمينا من آثاره ومؤلفاته المختلفة في شتى ميادين المعرفة. وبلغت مجموعها 46 أثراً، نصفها مطبوع ونصفها الآخر مازال مخطوطا. وفضلا على ذلك فكان للمرحوم العديد من المؤلفات المشتركة ومقالات ودراسات منشورة لم تجمع بعد. وبالإضافة لكونه من عباقرة اللغة العربية وموسوعة معارف في البلاغة والسير والأخبار والآثار، كان مؤرخا معروفا وله مصادر تاريخية موثوقة يرجع إليها الباحثين والمهتمين في شؤون التاريخ. فكانت حياته الثقافية حافلة بالإبداعات في البحث والتنقيب والتخصص في اللغة وتاريخها فألف وحقق ما يثريها ويعمق من معرفتها والتمعن بها، باذلاً جهوده في الإحاطة بها وتدريسها لأكثر من خمس وأربعين سنة.
انجازاته
وبمجموع هذه المحطات انجز لنا:
1- قواعد جديدة في النحو العربي كبدائل لقواعد نحوية قديمة. 2- قواعد وقوانين جديدة في تحقيق المخطوطات التراثية. 3- انزل الفصحي الي العامة باسلوبه السلس ذي الجرس الانيس. 4- نبه اساتذة الجامعات الي اعتماد لغة سليمة في ابحاثهم لان اللغة كما قال لهم عنصر مهم من عناصر الشخصية. 5- علم الباحثين طريقة الاستناد الي الشواهد شعراً ونثراً وسواء كانت الشواهد من القرن الاول الهجري ام التي من العصر الحديث، وبذلك حررهم من الجمود الفكري.
قل ولاتقل
لكنه بلغ الشهرة أكثر فأكثر في موضوع (قل ولاتقل) اي قل الصحيح وانبذ الخطأ الشائع، وطبع له من هذا الموضوع جزآن (1970- 1988) وربما استعار عنوان كتابه من الدراسات اللغوية الفرنسية التي شاعت في اثناء دراسته في جامعة باريس.

وابتدأ بنشر موضوعه منذ عام 1943 في مجلة (عالم الغد) فكان يذكر اولا الصحيح او الفصيح ويشفعه بالغلط او الضعيف، وكان يرتب ذلك علي حروف المعجم. اما الاسباب التي دعته الي تأليف موضوعة (قل ولاتقل) فهي:
1. استهانة طبقة من المترجمين باللغة العربية، وقد امتاز منهم بهذا الاثم اللغوي مترجمو البحوث العسكرية.
2. ان كثيراً من الكتاب والشعراء يكتبون كلما غير مشكول، واللحن في غير المشكول لايظهر، وبعضهم يكسر المفتوح ويفتح المضموم وينون الممنوع من الصرف ويكسر المضموم.
3. وهناك طبقة من الممثلين يفسدون اللغة.
4. وفي (تحريرات) الدوائر ودواوين الحكومة تكثر الاغلاط ولاسيما في الاعلانات والتعليمات.
5. وكذلك تكثر الاغلاط عند مترجمي الافلام السينمائية . والهدف الرئيس وراء صيحاته ليس طعن من يخطيء انما يريد ان ينبه علي الغلط ويذكر الصواب، وانما يعيب علي المصريين علي الخطأ خطأهم، ويقول في ذلك: (ليست اللغة ميراثا لهم وحدهم فيعملوا بها مايشاؤون من عبث وعيث)..!

كتبه وأبحاثه
أول كتاب صدر له سنة 1932 تحت عنوان (الحوادث الجامعة) واخر كتاب طبعه وهو تحت عنوان (رسائل في النحو واللغة) سنة 1969، وبلغت كتبه المطبوعة عشرين كتابا بين تأليف وتحقيق ونقد، وبلغت كتبه الخطية أكثر من عشرة كتب وأهمها : (مستدرك علي المعجمات العربية)، وله ديوان شعر اسماه (الشعور المنسجم) وله ايضا كتب مترجمة عن الفرنسية ، ونقد شعره مرارا لانه شعر علماء يغلب فيه المنطق علي الوجدان، اما مقالاته في المجلات فتقدر بألف مقالة تتركز في علم التحقيق وفي علم المخطوطات وفي التاريخ والاثار العباسية وفي النقد اللغوي.
من كتب الأستاذ العلامة المرحوم مصطفى جواد والتي أعادت دار المدى بدمشق نشرها كتاب (الضائع في معجم الأدباء). وبتقديم تلميذه الوفي له الدكتور عناد غزوان. حيث كتب الدكتور بحق المرحوم مصطفى جواد قائلا " يقف مصطفى جواد علماً بارزاً من أعلام النهضة العربية في ثقافتنا وحضارتنا وفكرنا وتاريخنا الإنساني. فقد كان - - عاشقا طبيعيا للحقيقة، مخلصا لها، مترصدا إخلاصه فيها، عائما بها ولذاتها. تلك الحقيقة هي حبه العميق للغة العربية لغة الحضارة والفكر الإنسانيين. كان موسوعة معارف، في النحو والخطط والبلدان والآثار، (أعانه على ذلك حافظة قوية وذاكرة حادة، ومتابعة دائمة، حتى غدا في ذلك مرجعا للسائلين والمستفتين، فنهض بما لا ينهض به العصبة أولو القوة. فكان أمة كاملة في رجل. وعالما في عالم، ومدرسة متكاملة قائمة بنفسها). وخدم اللغة العربية أكثر من لغة أمه التركمانية وقضى عمره في كتابة قواعدها الصحيحة وكتابة التاريخ العراقي والعربي. حيث ألف كتب ومصادر مهمة وموثوقة يستند الباحثون والكتاب وذوي الفكر عليها. فكان عالماً، عبقرياً، لغوياً، كاتباً، شاعراً ومؤرخاً عظيماً رفع رؤوسنا عالياً بين أشقائنا العرب واستحق فخرنا واعتزازنا الكبير به فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
العلامة العراقي الفقيد مصطفى جواد أشهر من أن يعرف بعد ان كان على لسان كل من سمع برنامجه الاذاعي الناجح (قل ولا تقل) والذي بسط فيه اللغة العربية للمستمع العام وللمختص بحرفة الكتابة واللغة. ولا يختلف عليه اليوم أحد من انه أحد ابرز اعلام اللغة العربية في القرن الماضي.
ومن كتبه التي اعادت دار المدى بدمشق نشرها كتاب: الضائع من معجم الادباء، بتقديم الدكتور عناد غزوان، تلميذه الوفي له ولدراسة الادب واللغة والنقد الادبي، بحثا وتدريسا واهتماما وسهرا على ما غرسه العلامة الراحل بنفوس محبي لغتهم وتراثها الإنساني من خصال يتحسر المرء عليها اليوم.
كتب الدكتور غزوان: يقف مصطفى جواد علما بارزا من اعلام النهضة العربية في ثقافتنا وحضارتنا وفكرنا وتاريخنا الإنساني. فقد كان - - عاشقا طبيعيا للحقيقة، مخلصا لها، مترصدا اخلاصه فيها، عائما بها ولذاتها. تلك الحقيقة هي حبه العميق للغة العربية لغة الحضارة والفكر الإنسانيين. كان موسوعة معارف، في النحو والخطط والبلدان والاثار، (اعانه على ذلك حافظة قوية وذاكرة حادة، ومتابعة دائمة، حتى غدا في ذلك مرجعا للسائلين والمستفتين، فنهض بما لا ينهض به العصبة اولو القوة. فكان رجالا في رجل. وعالما في عالم، ومدرسة قائمة بنفسها). واشار الدكتور غزوان (إلى ان استاذه جواد كان قد استمد قدرته الفائقة في الدرس والبحث والاجتهاد الفردي من بيئته واساتذته ومجالس العلماء الذين التقاهم واطلع على مكتباتهم العامرة بمصادر اللغة والادب العربي والتاريخ الإسلامي فضلا عن موهبته النادرة في الاستقراء واستنباط الاحكام واستقراء الرأي، تلك الموهبة التي صيرها اجتهاده الذاتي وجده المتواصل موسوعة علمية ليس من السهل مضاهاتها، موسوعة يفخر بها البحث العلمي اصالة وابتكارا وابداعا).
ترك الاستاذ الدكتور مصطفى جواد اثارا ثقافية مختلفة في ميادين المعرفة التي احبها وافنى عمره فيها تقدر باكثر من 46 اثرا نصفها مطبوع ونصفها الاخر مازال مخطوطا، فضلا عن المؤلفات المشتركة ومقالات ودراسات منشورة لم تجمع بعد، تشير كلها إلى طول باعه وجليل علمه وحجة لغته وثبت تاريخه ومرجعية ما نشره وأبدع أو اجتهد فيه.
وقيم الدكتور غزوان هذا الجهد العلمي لأستاذه الفقيد بانه جهد علمي رصين يوضح بجلاء الدقة في استقراء الخبر وتثبيت الحقائق وايراد الرواية واثبات الوفيات وذكر التصانيف والتأكد من صحة الاخبار والانساب، توضيحا يظهر مصطفى جواد عالما ثبتا ومؤرخا اديبا امينا ومحققا صادقا في ضوء ما عثر عليه من ترجمات جديدة اهتدى اليها من خلال مطالعاته وتصفحاته البارعة والذكية فتكون لديه هذا البحث الذي نلحظ فيه اهتمام مصطفى جواد بالادباء وحب العلم والطلب مشغوفا باخبارهم متطلعا إلى انبائهم واحوالهم ومصنفاتهم واقوالهم واشعارهم، كل ذلك بروح العالم المدقق والمحقق المنصف الامين..
وفي تقديمه للكتاب المخطوط قبل أن يتولى الاستاذ غزوان تقديمه كتب الاستاذ مصطفى جواد صورة عن عمله ومصدرها، تعريفا وتقديرا وتوضيحا لعمله ودوره فيما قام فيه، مبيناً ان ارشاد الاريب إلى معرفة الاديب المعروف أيضا بمعجم الادباء كان قد شرع في طبع ما وجده المستشرق المشهور (د.س مرغليوث) سنة 1907 وهو يومئذ استاذ الادب العربي في جامعة اوكسفورد بانجلترا. وكان الطبع في مطبعة هندية بشارع المهدي بالازبكية من القاهرة. وقد اخرج الجزء الأول سنة 1907 أيضا، ثم اخرج الجزء الثاني سنة 1910 وكان ناقصا. وفي بحثه فيه اكتشف نقصه وما لم يكمله المحقق أو الناشر واضاف له ما هو اصح واقرب إلى الحقيقة منه. ويؤكد الباحث جمال الدين فالح الكيلاني ان الاستاذ القدير الدكتور سالم الألوسي حدثه قبل سنين في اتحاد المؤرخين العرب ان العلامة جواد كان من المعجبين بشخصية الشيخ عبد القادر الجيلاني وهو من الموثقين لنسبه الحسني وهذامعروف ومشهور ومن يراجع تحقيقاته مثل تكملة اكمال الاكمال في الهامش يقرا هامش طويل لجواد يؤكد به النسب الحسني للشيخ عبد القادر الجيلاني وأنه من ولادة جيلان العراق بين خانقينوجلولاء، لا جيلان طبرستان وهذا مانقله العلامة حسين علي محفوظ عنه.
وكتاب المختصر المحتاج اليه من تاريخ بغداد وغيره العديد وان دل على شى فيدل على رسوخ علمية الرجل ويراجع جريدة الصباح البغدادية موضوع جواد والكيلاني
وبيّن انه عثر عليه في مطالعاته وقراءاته الكثيرة والمتفحصة لكتب التراث واللغة واضاف له ما يكمله واحرى به حسب منهجه الذي ثبته في تقديمه: وقد فات ياقوتا ذكر فريق من الادباء، فمنهم من لم يطلع على تراجمهم، كما يدل عليه كتاب (بغية الوعاة) للسيوطي، ومنهم من لم يجدهم حريين بان يذكروا في معجمه مع انه نبه على ادبهم في معجم البلدان بحسب مواضع بلدانهم، فالمهملون استخمالا منه أو غفلة منه عنهم ليسوا في عداد الذين عقدت هذا البحث في ذكرهم، وانما عقدته فيما ضاع من التراجم من معجم الادباء حسب، وعثرت عليه في مطالعاتي وتصفحاتي، واضفت اليه اشياء أخرى للافادة، وهو تراجم لـ (ست واربعين) علماً جديداً فاتت على ياقوت الحموي، الذي كان من اعظم الجغرافيين العرب المسلمين في عصره بين القرنين السادس والسابع للهجرة، في ذلك العصر الذي كادت فيه المادة العربية والإسلامية توشك ان تضيع في طوفان الفتن المتلاحقة والمصائب المتتابعة، وهو اديب موسوعي في ترجماته واسفاره آثر الاختصار والاعجاز في نهاية الاجاز على حد تعبيره في تأليفاته الموسوعية، والتي اضاف لها مصطفى جواد ما اعتبره ضائعا من معجم الادباء ارشاداً للأجيال الجديدة وحفاظاً على موروث ثمين لابد من التواصل معه واستمرار ما يغني الأمة ويتابع المهمة.

قديم 09-29-2010, 11:16 AM
المشاركة 387
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
علي وفا
العارف بالله
أحد رجال سلسلة الطريقةالشاذلية

هو علي بن محمد بن محمد بن وفا بن النجم محمد، أبو الحسن السكندري الأصل المصري الشاذلي الصوفي المالكي ، اشتر بابن وفا ؛ أحدرجال الطريقة الشاذلية ذكره ابن عجيبة في أيقاظ الهمم [ ص 14 ، طبعة دار الخير ] ،فهو أحد الرجال الذي يمر به إسناد الطريقة الشاذلية .

ولد في القاهرة سنة 759 ومات أبوه وهو صغير فنشأ وهو وأخوه ومات أبوه وهو صغير فنشأ هو وأخوه في كفالةوصيهما الشيخ محمد الزيلعي فأدبهما وفقههما [ الضوء اللامع 21 / 6 ]

ولمابلغ سبع عشرة سنة جلس مكان أبيه وعمل الميعاد وشاع ذكره وبعد صيته وانتشر أتباعهوبالغ اتباعه بحبه حتى جعلوا رؤيته عبادة قال المقريزي في درر العقود الفريدة : (( وتعددت أتباعه وأصحابه ودانوا بحبه واعتقدوا رؤيته عبادةواتبعوه في أقواله وأفعاله وبالغوا في ذلك مبالغة زائدة وسموا ميعاده المشهد وبذلواله رغائب أموالهم . هذا مع تحجبه وتحجب أخيه التحجب الكثير إلا عند عمل الميعاد أوالبروز لقبر أبيهم أو تنقلهم في الأماكن ، فنالا من الحظ مالا ناله من هو فيطريقتهم... الخ )) [ 474 / 2 ]

قال الشعراني : (( كان في غاية الظرف، والجمال لم ير في مصر أجمل منه وجهاً، ولا ثياباًوله نظم شائع، وموشحات ظريفة سبك فيها أسرار أهل الطريق وسكرة الخلاع رضي اللهعنه )) [ الطبقات الكبرى ص 315 ]
وقال الحافظ ابن حجر في إنباءالغمر بأنباء العمر : (( وكان يقظاً حاد الذهن اشتغل بالأدبوالوعظ وحصل له أتباع وأحدث ذكراً بألحان وأوزان يجمع الناس عليه وكان له نظم كثيرواقتدار على جلب الخلق مع خفة ظاهرة )) [ ص 255 – 256 / 5]

لميقف غلو اتباعه له عند حد اعتبار رؤيته عبادة بل كفروا الحافظ ابن حجر لأنه أنكرعليهم قال الحافظ ابن حجر في إنباء الغمر : (( اجتمعت به مرةف ي دعوة فأنكرت على أصحابه إيماءهم إلى جهته بالسجود، فتلا هو وهو في وسط السماعيدور " فأينما تولوا فثم وجه الله " فنادى من كان حاضراً من الطلبة كفرت كفرت فترك المجلس وخرج هو وأصحابه)) [ ص 256 / 5 ]

وله من المؤلفات : الباعث على الخلاص في أحوال الخواص، والكوثر المترع في الأبحر الأربع ، والوارداتالإلهية المسمى بالوصايا .

عقيدة علي وفا
إن العارف علي وفا كان له معتقدات كثير وغالبها لا تخرج عن معقدات ابن عربي أو ما يطلقهم عليهم أهل وحدة الوجود ومن طالع كتاب الوصايا أو الواردات الإلهية علم ذلك حتى قال الشعراني في الطبقات : ((وله كلام عال في الأدب، ووصايا نفيسة نحو مجلدات،وردت عليه فأملاها في ثلاثة أيام رضي الله عنه فأحببت أن ألخصها لك في هذه الأوراقبذكر عيوبها الواضحة، وحذف الأشياء العميقة عن غير أهل الكشف لأن الكتاب يقع في يدأهله، وغير أهله )) [ ص 315 ] ، ويصرح هنا الشعراني أنه في هذا الكتابأمور لا يصرح بها إلا لأهلها وقد حصلت على هذا الكتاب وسوف أنقل بعض العبرات التيربما تعمد الشعراني حذفها وكذلك بعض العبارات التي نقلها الشعراني .


ملاحظة : انتظروا مقالي الجديد والذي يقوم على دراسة اثر اليتم في تكوين ائمة الصوفية

قديم 09-29-2010, 11:18 AM
المشاركة 388
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
رابعة العدوية
رابعة العدوية وتكنى بأم الخـير، عابدة ومتصوفة تاريخية وأحد الشخصيات المشهورة في عالم التصوف الإسلامي، وتعتبر مؤسسة أحد مذاهب التصوف الإسلامي وهو مذهب العشق الألهي.

أصلها ونشأتها
رابعة العدوية هي رابعة بنت إسماعيل العدوي، ولدت في مدينة البصرة، ويرجح مولدها حوالي عام (100 هـ -718م)، وكانت لأب عابد فقير، وكانت الأبنة الرابعة لوالدها ولهذا يرجع اسمها رابعة.
وقد توفي والدها وهي طفلة دون العاشرة ولم تلبث الأم أن لحقت به، لتجد رابعة واخواتها أنفسهن بلا عائل يُعينهن علي الفقر والجوع والهزال، فذاقت رابعة مرارة اليتم الكامل دون أن يترك والداها من أسباب العيش لها سوى قارب ينقل الناس بدراهم معدودة في أحد أنهار البصرة كما ذكر المؤرخ الصوفي فريد الدين عطار في (تذكرة الأولياء).
كانت رابعة تخرج لتعمل مكان أبيها ثم تعود بعد عناء تهون عن نفسها بالغناء وبذلك أطلق الشقاء عليها وحرمت من الحنان والعطف الأبوي، وبعد وفاة والديها غادرت رابعة مع أخواتها البيت بعد أن دب البصرة جفاف وقحط أو وباء وصل إلى حد المجاعة ثم فرق الزمن بينها وبين أخواتها، وبذلك أصبحت رابعة وحيدة مشردة، وأدت المجاعة إلى انتشار اللصوص وقُطَّاع الطرق، وقد خطف رابعة أحد اللصوص وباعها بستة دراهم لأحد التجار القساة من آل عتيك البصرية، وأذاقها التاجر سوء العذاب، ولم تتفق آراء الباحثين على تحديد هوية رابعة فالبعض يرون أن آل عتيق هم بني عدوة ولذا تسمى العدوية.

شخصية رابعة العدوية
أختلف الكثيرون في تصوير حياة وشخصية العابدة رابعة العدوية فقد صورتها السينما في الفيلم السينمائي المصري الذي قامت ببطولته الممثلة نبيلة عبيد والممثل فريد شوقي في الجزء الأول من حياتها كفتاة لاهية تمرّغت في حياة الغواية والخمر والشهوات قبل أن تتجه إلى طاعة الله وعبادته، في حين يقول البعض أن هذه صورة غير صحيحة ومشوهة لرابعة في بداية حياتها، فقد نشأت في بيئة إسلامية صالحة وحفظت القرآن الكريم وتدبَّرت آياته وقرأت الحديث وتدارسته وحافظت على الصلاة وهي في عمر الزهور، وعاشت طوال حياتها عذراء بتولاً برغم تقدم أفاضل الرجال لخطبتها لأنها انصرفت إلى الإيمان والتعبُّد ورأت فيه بديلاً عن الحياة مع الزوج والولد.
ويفند الفيلسوف عبد الرحمن بدوي قي كتابه شهيدة العشق الآلهي أسباب أختلافه مع الصورة التي صورتها السينما لرابعة بدلالات كثيرة منها الوراثة والبيئة، بالإضافة إلى الاستعداد الشخصي. وكان جيران أبيها يطلقون عليه العابد، وما كان من الممكن وهذه تنشئة رابعة أن يفلت زمامها، كما أنها رفضت الزواج بشدة
رسالة رابعة لكل إنسان كانت: أن نحب من أحبنا أولاً وهو الله.
شعر رابعة العدوية
أنعم الله علي رابعة بموهبة الشعر وتأججت تلك الموهبة بعاطفة قوية ملكت حياتها فخرجت الكلمات منسابة من شفتيها تعبر عن ما يختلج بها من وجد وعشق لله وتقدم ذلك الشعر كرسالة لمن حولها ليحبوا ذلك المحبوب العظيم. ومن أشعارها في أحد قصائدها التي تصف حب الخالق تقول:
ومن أدعية رابعة العدوية
  • اللهم اجعل الجنة لأحبائك..والنار لأعدائك..أما أنا فحسبي أنت.
  • اللهم إن كنت أعبدك خوفا من نارك فاحرقني بنار جهنم وإذا كنت أعبدك طمعا في جنتك فاصرفني منها.. أما إذا كنت أعبدك من أجل محبتك فلا تحرمني من رؤية وجهك الكريم.
  • إلهي.. إن رزقي عندك وما ينقصني أحد شيئا ولا يسلبه مني إلا بقضائك.. والرزق منك.. فاللهم أسألك الرضا بعد القضاء.
  • إلهي.. هذا الليل قد أدبر.. والنهار قد أسفر.. فليت شعري.. هل قبلت مني ليلتي فأهنأ أم رددتها على فأعزى، فوعزتك هذا دأبي ما أحييتني وأعنتني.
وفاتها
لقيت رابعة ربها وهي في الثمانين من عمرها، وقد ظلت طوال أيام وليالي حياتها مشغولة بالله وحده متعبدة في رحابه طامحة إلى حبه، وكانت تدعوه دون أن ترفع رأسها إلى السماء حياء منه.
تقول دائرة المعارف الإسلامية في الجزء11 من المجلد التاسع: " رابعة تختلف عن متقدمي الصوفية الذين كانوا مجرد زهاد ونساك، ذلك أنها كانت صوفية بحق، يدفعها حب قوي دفاق، كما كانت في طليعة الصوفية الذين قالوا بالحب الخالص، الحب الذي لا تقيده رغبة سوى حب الله وحده.

قديم 10-13-2010, 01:42 PM
المشاركة 389
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
عمرو بن قميئَة (560 م)

عمرو بن قميئَة بن ذريج بن سعد بن مالك بن ضُبيعة بن قيس بن تعلبة بن عُكابة ابن صعب بن على بن بكر بن وائل.
كان من اقدم شعراء بكر في الجاهلية.
مات أبوه وتركه صغيراً؛ فكفله عمه مرثد بن سعد وكان يحبه حباً شديداً.

وكان شاباً جميلاً حسن الوجه مديد القامة حسن الشِعْرة. كان عند مرثد بن سعد بن مالك عم عمرو بن قميئة امرأة ذات جمال فهويت عمراً وشغفت به ولم تُظهر له ذلك.
وعندما غاب مرثد أرسلت تطلب عمراً باسم عمه الغائب. وطلبت من الرسول أن يأتي به من وراء البيوت. ولما دخل البيت أنكر شأنها فوقف ساعة ثم راودته عن نفسه. فقال: لقد جئت بأمر عظيم وما كان مثلي ليُدعى لمثل هذا والله لو لم امتنع من ذلك وفاءً لعمي لا متنعّن منه خوف الدناءة والذكر القبيح الشائع عني في العرب. قالت: والله لتفعلن أو لأسوأنك. قال: إلي المساءة تدعينني. ثم قام فخرج من عندها. وخافت أن يُخبر عمه بما جرى فأمرت بجفنة فكفئت على اثر عمرو، فلما رجع عمه وجدها متغضبة. فقال لها: مالك. قالت ان رجلاً من قومك قريب القرابة جاء يستامني نفسي منذ خرجت. قال: من هو؟ قالت: أما أنا فلا أسميه؛ لكن قم فافتقد اثره تحت الجفنة. فلما رأي الأثر عرفه. وكان لمرثد سيف يسمى ذا الفقار، فأتى ليضرب به عمراً، فهرب، فأتى إلي مصارى الحيرة، فكان عند اللخميين، ولم يكن يقوى على بني مرثد لكثرتهم. وفحصوا أمره. ومدح عمه بدل أن يهجوه واعتذر له. إنه مثل يوسف بن يعقوب إلي حد ما.

قديم 10-17-2010, 11:17 AM
المشاركة 390
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ادورد مورفي

Edward Regan Murphy

الطول :1.78 m
تاريخ الولادة :April 3, 1961


ايدي ميرفي ولد في بروكلين في نيويورك مات والده عنــدما كــان صغــيرا ً . . ربته امــه وزج امه هو واخوه وولد زوج امه . . امه الي تشتغل في شركة هاتف وزوجها الي يشتغل مدير عمال مصنع . . موهبته الكوميدية بدأت واضحة له وهو في سن الصغر . . فــعندمــا كــان فـي عمر ال 15 كــان يكتب ويؤدي مقاطع هزلية يؤديها في اماكن خاصة غير معروفة . .وايضــا في مســرح المدرسة . . صحابان نادي من النوادي Robert Wachs و Richard Tienken كانا معجبان جداً بأداء ميرفي . . وافقوا على ادارة وتمويل مهنته كممثل نجح ميرفي تقديم حلقة في برنامج Saturday Night Live وهكــذا كانت بداية شهرته ونجاحه الى طريق العــالمية !. .

اذاً .. هو ممثل نجــح بفــضل برنامج ساترداي نايت لايف .. الآن لنستعرض
لكم أفضل افلام الزاحــف ميرفي . .



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 28 ( الأعضاء 0 والزوار 28)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية. ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 1499 11-11-2017 11:55 PM
ما الذي يصنع القائد العسكري الفذ؟؟!! دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 108 12-09-2015 01:17 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 09:44 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.