قديم 03-11-2011, 12:01 AM
المشاركة 41
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الشمس



lesoleil





على طول الضاحية القديمة



وفي الأكواخ



التي أسدلت مغاليق نوافذها



لتستر خفايا الفجور



وعندما تصبّ الشمس المحرقة



شعاعها اللاهب



على المدينة والحقول والقمح والسّطوح



أذهب وحدي لأتمرّن



على لعبة المسايفة *



أستلهم القوافي



في كل الزوايا والأركان



أتعثر بالكلمات كما يتعثر السائر بالبلاط



وأرتطم أحياناً بأبيات



كنت قد حلمت بها طويلاً



الشمس ـ هذا الأب الحاني ـ



تهزأ بالضعيف



وتوقظ في الحقول الدود والورود



وتبخر في الجو الهموم



وتفتح العقول وتملأ الخلايا بالعسل



تخلع الشباب على الشيوخ العاجزين



فتملؤهم بالمرح والحلاوة



كالصبايا اليافعات



وتأمر المواسم بأن تنمو وتنضج



في القلب الخالد



الذي يريد إزهاراً دائماً



وعندما تنزل كما ينزل الشاعر



في رحاب المدن



ترفع من قدر أتفه الأشياء وأدناها



وتنزل ملكة دون ضجيج ولا حاشية



على كل المشافي وكل القصور






___________


* ما يدعى في الرياضة اليوم بسيف الشيش





ترجمها عن الفرنسية



حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-11-2011, 12:05 AM
المشاركة 42
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
العميان



les aveugles





تأمليهم يا نفسي إنهم حقاً بشعون



كأنهم تماثيل لعرض الأزياء



بالتخمين مضحكون



مخيفون كالسائرين



في نومهم شاذون



لا يُعرف إلى أين بحدقاتهم



المظلمة يتوجهون



وكأن عيونهم التي خبت



فيها الشعلة الإلهية



تبقى مرتفعة إلى السماء



كأنما للبعيد يتطلعون



لا أحد يراهم أبداً



برؤوسهم المثقلة الحالمة



نخو الأرض ينحنون



ويجتازون هكذا الظلام اللامحدود



هذا الشقيق الخالد للصمت



فيا أيتها المدينة



بينما أنت تضحكين حولنا



وتغنين وتصرخين



يستغرقك السرور حتى الشراسة



انظري إليّ



كيف أجر نفسي أنا أيضاً



وبأكثر مما يفعلون ذهولاً وأقول:



عن أي شيء يبحث في السماء



كل هؤلاء العميان






ترجمها عن الفرنسية



حنّا الطيّار- جورجيت الطيّار

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-11-2011, 12:08 AM
المشاركة 43
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إلى عابرة (2)




a une passante





كان الشارع الذي يصمّ الآذان



من حولي يولول



ومرت حسناء نحيلة فارعة القد



مجللة بالسواد يلفها حزن مَهيب



ترفع وتحرك بيد مترفة



أذيال ثوبها المطرّز



تتسم بالنبل والرشاقة



وتحظى بساقي تمثال



وأنا كنت أعب كمن أخذه الهذيان



من عينيها .. تلك السماء الداكنة



الحلاوة الساحرة واللذة القاتلة



يا للألق الذي يعقبه الليل



أيتها الحسناء الهاربة



التي جعلتني نظرتها



أخلق فجأة من جديد



أفلن أراك أبداً إلا في الأبدية



أفلن أراك في مكان بعيد من هنا



بعد فترة طويلة



أو قد لا أراك مطلقاً



لأني لا أعرف إلى أين تهربين



وأنت لا تعرفين إلى أين أذهب



يا أنت التي كان من الممكن أن أحبها



يا أنت التي تعرفين ذلك






ترجمها عن الفرنسية



حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-11-2011, 12:12 AM
المشاركة 44
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شفق المساء



le crepuscule du soir






أقبل المساء الفاتن صديق القاتل



إنه يزحف كالمجرم بخطوات مكتومة



والسماء توصد أبوابها ببطء كمخدع كبير



فينقلب الإنسان النافد الصبر وحشاً ضارياً



أيها المساء ـ المساء الحبيب الأثير على



من تستطيع يداه أن تقولا غير كاذبتين



عَمِلنا اليوم ـ



إاه المساء الذي يُعزّي النفوس



التي تنهشها أقسى الآلام



ويعزّي العالِم العنيد الدؤوب



المثقل الجبهة



والعامل الذي يعود إلى فراشه



محنيّ الظهر



في المساء تستيقظ الشياطين



المفسدة في الأجواء



متثاقلة كأنها رجال الأعمال



وتصطدم وهي تطير



بالمصاريع والأفاريز



عبر الأضواء التي تعصف بها الريح



ويحتدم العُهْر في الشوارع .. قرى النمل



يفتح منافذه ويشق لنفسه في كل مكان



طريقاً خفياً كالعدو المهاجم



ويتحرك كالدود في قلب مدينة الوحول



يغتصب من الإنسان قوته



وفي المساء يُسمع هنا وهناك



صفير المطابخ



وصراخ المسارح وصخب الموسيقا



وتمتلئ موائد الضيوف بالعاهرات



ومن تواطأ معهن من النصابين واللصوص



ليستأنفوا عملهم بلا وازع من ضمير



فيدهمون برفق الصناديق والبيوت



ليؤمِّنوا عيشهم لبضعة أيام



ويوفروا لخليلاتهم الكساء



فاستغرقي يا نفسي في التأمل



في هذه اللحظة العصبية



وأصمي أذنيك عن هذا الهدير



فهذه هي الساعة



التي تشتدّ فيها آلام المرضى



لأن الليل المظلم يأخذ بخناقهم



فتنتهي أيامهم ويندفعون



إلى الهُوّة المشتركة



بعد أن تمتلئ المشافي بآهاتهم



ولن يأتي أكثرهم لتناول الحساء اللذيذ



قرب النار إلى جانب من يحب



لأن الكثيرين لم يعرفوا مطلقاً



حلاوة الالتفاف حول الموقد



ولا حلاوة العيش الحقيقي







ترجمها عن الفرنسية



حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-11-2011, 09:01 AM
المشاركة 45
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



روح الخمر


l'ame du vin




أنشدت روح الخمر ذات مساء


في القوارير


إليك أيها الإنسان العزيز المحروم


أطلق من جسمي الزجاجي وختمي الذهبي


نشيداً مليئاً بالضياء والإخاء


أنا أعرف الجهد الذي تحتاجه


الربوة الملتهبة


من الكدح والعرق والجهد


وأشعة الشمس المحرقة


حتى أولد وتدبّ في كياني شعلة الحياة


لكني لن أكون عاقه ولا شريرة


لأني أشعر بغبطة عظيمة


وأنا أنحدر في حلق إنسان


أنهكه العمل


فإن صدره الدافئ سيكون لي قبراً


أحلى وأمتع من الكهف البارد


الذي كنت فيه


هل تسمع صوت تراتيل الأحد تتردد


والامل الذي يزغرد في صدري الخافق


فعندما تشمّر عن ساعديك


لتضعهما على المنضدة


سوف تمجدّني وتشعر بالفرح


سأسكب اللهب في عيني زوجتك المفتونة


وأعيد لولدك قوته وتورّد خدّيه


وسأكون للرياضيّ الذي أوهنت ذراعيه


أعباء الحياة


الزيت الذي يشدّ من عضلات الكادحين


وفي جوفك سأسقط رحيقاً نباتياً


وحبة ثمينة ألقى بها الزارع الأزلي


كي يُنبت حبنا شعراً


يتصاعد نحو العرش الإلهي


كزهرة نادرة






ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار- جورجيت الطيّار




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-11-2011, 09:04 AM
المشاركة 46
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




خمر لقاطي الخِرَقَ


le vin des chiffonniers




على ضوء مصباح الشارع المحمرّ


الذي تتلاعب بفتيله الريح


وتصفع فيه الزجاج


وفي قلب ضاحية قديمة


تشبه المتاهة الموحلة


فيها يزدحم الناس بصخب


وضجيج عاصفين


يقبل لقاط الخرق وهو يهزّ رأسه


ويصطدم بالجدران ويضربها كأنه شاعر


دون أن يلقي بالاً إلى الوشاة من أتباعه


ليسكب ذوب قلبه في مشاريع مجيدة


فيقسم الإيمان ويملي أسمى القوانين


يصرع الخبثاء ويأخذ بيد الضحايا


وتحت السماء الممتدة كالسرادق المعلق


ينتشي بروائع فضائله الشخصية


أجل إن هؤلاء الذين أرهقتهم


هموم العائلة وطحنهم الكدح


وعذبتهم السنون


وقصمت ظهورهم المحنية


تحت أكداس النفايات


التي قذفتها باريس الهائلة من جوفها


سيعودون وقد ضمّختهم عطور الدّنان


يتبعهم رفاق بيّضت نواصيهم المعارك


تتدلى شواربهم كأعلام قديمة


وتنتصب أمامهم


البيارق والزهور وأقواس النصر


باحتفال سحري


وفي ضجيج هذه العربدة المتلألئة


للأبواق والشمس والصراخ والطبول


سيأتون بالمجد للشعب المنتشي بالحُبّ


هكذا تنثر الخمر عن طريق حلق الإنسان


وعبر مسيرة الإنسانية العابثة اللاهية


الذهب من منبعه الساحر


يفني مآثره ويسود بعطاءاته


سيادة ملك حقيقي


والله الذي أدركه الندم


صنع النعاس ليغرق فيه أحقاده


هؤلاء العجائز المنبوذين ويهدهد


أحلامهم


فأضاف الإنسان إلى ذلك الخمرة


تلك الابنة المقدسة للشمس





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-11-2011, 09:08 AM
المشاركة 47
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





خمرة القاتل


le vin de l'assassin




أنا حر فزوجتي ماتت وأستطيع إذاً


أن أشرب حتى الثمالة


حين كنت أرجع إليها خالي الوفاض


كان صراخها يقطع نياط قلبي


أنا سعيد الآن كملك


فالهواء نقيّ والسماء رائعة


لقد كان لنا مثل هذا الصيف


عندما وقعت في حبها


الظمأ الرهيب يمزقني


وحتى أرتوي أحتاج


إلى سعة قبرها من الخمر


وهذا ليس بالشيء القليل


لقد قذفتها في جوف بئر


وفوقها ألقيت


بكل ما على حافتيه من أحجار


وسأنساها إن استطعت


رجوت منها موعداً عند المساء


على طريق مظلمة


باسم ما يربطنا من حنان


وقسَم لا فكاك منهما


وحتى نعيد الصفاء بيننا


كما في الأيام الجميلة من غرامنا


وأتت .. المخلوقة الحمقاء


ونحن هكذا يعترينا أحياناً الجنون


كانت بعدُ جميلة بالرغم من تعب السنين


وأنا كنت مولعاً بها ولهذا قلت لها:


اخرجي من هذه الدنيا


لا أحد يستطيع فهمي


هل من واحد


من هؤلاء السكارى المجانين


يفكر في لياليه السقيمة


أن يصنع من الأكفان خمراً؟


هذه الفاجرة المحصنة


كقضبان سكك الحديد


لم تعرف الحب الحقيقي يوماً


لا في صيف ولا شتاء


على الرغم من سحرها الأسود


وموكب ذعرها الجهنمي


وقوارير سُمّها ودموعها


وصليل سلاسلها وعظامها


ها إني حرّ وحيد


سأسكر هذا المساء


حتى أفقد الوعي


ثم أرقد لأنام على الأرض كالكلب


دون خوف ولا ندم


وباستطاعة العربة الثقيلة


الملأى بالطين والحجارة


وكذا القاطرات الشديدة السرعة


أن تسحق رأسي المجرم


أو تشطرني نصفين


سيان إني لأهزأ بالجنة والجحيم


وبالمائدة المقدسة





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار- جورجيت الطيّار





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-11-2011, 09:11 AM
المشاركة 48
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




خمرة العشاق


le vin des amants





الفضاء اليوم مشرق زاه


فلنسافر على جواد من خمر


بغير رَسَن ولا شكيم ولا مهماز


إلى سماء سحرية رائعة


ولنقتفِ أثر السّراب البعيد


في زرقة الصباح الصافي


كملاكين يسوقهما قدر محتوم


مهدهدين برفق فوق جناحي


زوبعة غير هوجاء


وسنسبح يا شقيقة روحي


بجنون مواز


بلا راحة ولا هدنة


إلى فردوس أحلامي





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-11-2011, 09:13 AM
المشاركة 49
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




الهدم


la destruction






يضطرب الشيطان


بغير انقطاع إلى جانبي


يسبح من حولي كهواء لا يمكن لمسه


فأبتلعه وأحس به يلهب رئتي


ويملؤها شهوة آثمة أزلية


وأحياناً ينتهز حبي الكبير للفن


فيتخذ شكل امرأة بارعة الحسن والجمال


ويتذرع بحجج خادعة من الهموم


ليعوّد شفتي على مشروبات كريهة


وهكذا يقودني بعيداً عن نظر الله


لاهثاً محطماً من التعب


إلى أعماق سهول الضجر


المترامية القاحلة


ويقذف في عينيّ الممتلئتين حَيْرة


خِرَقاً ملوثة وجراحاً فاغرة


وآلة للهدم مضرّجة بالدم





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-11-2011, 09:15 AM
المشاركة 50
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




ينبوع الدم


la fontaine de sang






يخيّل لي أحياناً بأن دمي يجري هدّاراً


كينبوع إيقاعيّ النحيب


وأسمعه يسيل بخرير متصل


لكني عبثاً أتفحص نفسي لأجد جرحي


وعبر المدينة يندفع كأنه في حقل فسيح


ليحوّل البلاط إلى جزر صغيرة


وليروي ظمأ كل مخلوق


ويلوّن الطبيعة بالحمرة


وغالباً ما طلبت من الخمور الخادعة


أن تُسَكّن ولو ليوم واحد


الرعب الذي يستأكلني


فالخمر يجعل العين أكثر صفاء


والأذن أدق سمعاً


وبحثت في الحُبّ


عن إغفاءة بلا هواجس


لكن الحب لم يكن لي


سوى فراش من قتاد


وُجد ليروي ظمأ تلك الفتيات


اللواتي هن بغير قلب





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: شارل بودلير .. Charles Baudelaire
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأعمال الشعرية الكاملة - شارل بودلير د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-17-2014 09:57 PM
ll~ شارل بودلير / Charles Baudelaire ~ أغنية الخريف أمل محمد منبر الآداب العالمية. 6 09-18-2013 08:36 PM
||~ Charles Baudelaire / شارل بودلير أمل محمد منبر الآداب العالمية. 11 05-11-2012 06:47 PM
شارل بودلير عبدالله باسودان منبر الآداب العالمية. 0 12-12-2011 06:37 AM

الساعة الآن 09:09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.