قديم 03-10-2011, 10:10 PM
المشاركة 21
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



إلى سيدة خلاسية


aunedamecreole




في بلد معطر الأجواء تداعبه الشمس


تعرفت تحت قبة من الأشجار


الأرجوانية والنخيل


الذي يتساقط منه الكسل فوق العيون


على سيدة خلاسية مجهول المفاتن


لونها شاحب دافئ


تلك السمراء الساحرة


وعلى جيدها يبدو تكلف مترفع


هيفاء فارعة القوام تخطر كقناصة


في عينيها اطمئنان


وفي ابتسامتها هدوء


لو أنك سيدتي تذهبين


إلى بلاد المجد العريق


على ضفاف السين


أو اللوار الأخضر


لكنت جديرة أن تكوني


زينة القصور القديمة


وفي الخلوات الظليلة ستكونين


الوحي الذي ينبت في قلوب الشعراء


آلاف القصائد


وعيناك الواسعتان ستجعلان منهم


أتباعاً أكثر خضوعاً


من عبيدك السود





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-10-2011, 10:12 PM
المشاركة 22
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



الشبح


lerevenant




كالملائكة ذات العيون الوحشية


سأعود إلى مخدعك


وأتسلل إليك بغير جلبة مع ظلام الليل


وسأمنحك يا سمرائي


قبلاً باردة كالقمر


ومداعبات أفعوان يسعى حول وكره


وعندما يعود الصباح الكئيب


ستجدين مكاني فارغاً


وسيستمر بارداً حتى المساء


وكما يحب بعضهم أن يسيطروا


بالحب على حياتك وشبابك


أنا أريد أن أسيطر بالرعب




ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار







هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-10-2011, 10:15 PM
المشاركة 23
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



الملاح المحنك




يا موت !.. أيها الملاح المحنك


الموكل بسفر الأرواح


آن الأوان فأرفع المراسي


وهيئ لنا الرحيل


مللنا المقام هنا – يا موت


فعجل الرواح


وإن يكن .. أيها الملاح


قد أدلهم


أمامك البحر والسماء


فإن نفوسنا التي ألمت بها


يشع منها الضياء


- - - - -






الباطروس




لكي يزجون أوقات فراغهم


يتلهى رجال البحر


بطيور الباطروس


تلك المخلوقات البحرية الضخمة


المرافقة الكسولة لجوابي البحار


حينما تشق سفنهم


عباب البحر وأجاج الملح


وما أن تحط قدميها على سطح سفينة


حتى تجر ملوك للآفاق هذى


في رعونة تدعو للرثاء


أجنحتها الضخمة البيضاء


كما تنجر المجاذيف على جانبي قارب


....


يا له من أخرق وضعيف


هذا المسافر المجنح


لقد كان قبل وقت وجيز يكسوه البهاء


وهو الآن قبيح ومثير للضحك وللرثاء


أحدهم يمعن في مضايقته


بمداعباته السخيفة المؤذية


والآخر يومىء إليه ويتبعه


هازئاً من عجزه المهيض


....


إن الشاعر شبيه بأمير الآفاق هذا


يرتاد العواصف

ويهزأ من نبل الصياد


منفي في الأرض


وبين الساخرين الأوغاد


يعوق خطاه ثقل جناحيه


الضخمين المجرورين





ترجمة: الدكتور عمر عبد الماجد








هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-10-2011, 10:18 PM
المشاركة 24
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



إلى عابرة




الشارع الصاخب كان من حولي يعوي


وعبرت امرأة، طويلة، نحيلة


ترفل في الحداد، والألم المهيب


وبيد باذخة ترفع


وتوازن الأكليل والهدب


....


رشيقة ونبيلة، لها ساق تمثال


وأنا، في عينيها في السماء الداكنة


حيث هب الإعصار


كنت أشرب متشنّجاً كممسوس


العذوبة التي تفتن


واللذة التي تقتل


....


وميض... ثم الليل!


أيها الجمال الهارب


بنظرته التي جعلتني أولد من جديد


هل أراك بعدُ إلا في الأبدية؟


في مكان آخر، بعيداً جدّاً


بعد فوات الأوان


وربما أبداً


فأنا لا أدري أين هربت


وأنت تجهل أين مضت بي قدماي


أنت الذي أحببته


وكنت تعرف هذا





ترجمة: أحمد عبد المعطي حجازي


منشورات الخازندر




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-10-2011, 10:21 PM
المشاركة 25
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



الإنسان والبحر




أيها الإنسان الحرّ


سيظلّ البحر عزيزاً على قلبك


البحر مرآتك


تتأمّل بإعجاب روحك

في تموّجاته الأبدية


ونفسك ليست أقلّ عمقاً من أغواره


يحلو لك أن تغوص

في أحضان صورتك


وتعانقها بعينيك وبذراعيك


بينما يلهو قلبك


أحياناً عن أهوائه


بالاستماع إلى صخب


وهدير أمواج البحر، العاتية


أنتما الاثنين، غامضان ومتكتّمان


أيها الإنسان


لم يستطع أحد سبر خفايا نفسك


أيها البحر


لا يعرف أحد كنوزك الخفيّة


لشدة حرصكما، على كتمان أسراركما


ومع ذلك، فقد مرّت قرون لا تحصى


وأنتما تتصارعان، دون ندم ولا شفقة


لفرط ما تحبّان المجازر والموت


فيا لكما من متصارعين أبديين


أيها الأخوان المصرّان

على الشراسة والعناد




موسوعة الآداب العالمية






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-10-2011, 10:23 PM
المشاركة 26
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



تواصل




الطبيعة معبد يزخر بالأعمدة الحيّة


التي تطلق أحياناً كلاماً مبهما


والإنسان يمرّ عبر غابات من الرموز


التي تراقبه بنظرات أليفة


وكالأصداء البعيدة التي تختلط ببعضها


عبر وحدة غامضة وعميقة


واسعة الأرجاء كالليل وكالضياء


تتجاوب العطور، الألوان والأصوات


هنالك عطور ناعمة كبشرة الأطفال


عذبة كألحان المزامير


خضراء كالبراري في الربيع


وهنالك عطور أخرى


فاسدة، قويّة وغالبة


تشبه بانتشارها ما هو لا نهائي


كالمسك والعنبر


عطر الشّرق والبخّور


التي تنشد تحليق الأرواح والحواسّ





موسوعة الآداب العالمية








هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-10-2011, 10:26 PM
المشاركة 27
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الشاعر والطائر





كثيراً ما يمسك بحّارة السّفن


وهم يلهون


بعض طيور "القوطرس"


تلك الطيور البحرية الضخمة


التي تتبع السفن ماخرة العباب


وترافقها محلّقة بخمول


ولا يكاد البحّارة يضعونها


على ظهر السفينة


حتّى تترك هذه الطيور


التي كانت ملوك الأجواء


أجنحتها الكبيرة تتدلى


كالمجاذيف وتزحف على جانبيها


هذه الطيور المهاجرة


كم تبدو عند ذلك


ضعيفة وفاقدة الحيلة


هي التي كانت في الجوّ


ساحرة الجمال


لكم أصبحت مضحكة وقبيحة


يلهو بها البحّارة


هذا بمشربه


وذاك بتقليده الطائر العاجز عن الطيران


وأنت، أيها الشّاعر


مثلك في ذلك مثل أمير الأجواء


هذا الذي يتحدّى العاصفة في الجوّ


ويهزأ بالصيّاد


ولكنّه عندما يقع على الأرض


منفيّاً تعيق ذلك العملاق


أجنحته الضخمة


وتمنعه من المشي





موسوعة الآداب العالمية

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-10-2011, 10:30 PM
المشاركة 28
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




القارورة




ظلت تنام


ألف بنات أفكار


في خدر حزين


ترتعش بهدوء


في الظلمات الكثيفة


التي تنفض جناحها وتنطلق


مموهة باللازورد


مصقولة بالورد


مزركشة بالذهب


ها هي الذكرى النشوى التي تختلج


في الهواء المضطرب


تنغلق عيناي


يأخذ الدوار نفسي المنهزمة


ويدفعها بيدين اثنتين


عبر هوة مظلمة


من الأبخرة الإنسانية العفنة


....


كذلك عندما أصبح تائها في الذاكرة


عندما أُرى مرمياً في زاوية مرآة مشؤومة


هناك رجال


أيتها القارورة الشائخة المحزونة


الفانية المغبرة، القذرة


الخسيسة، اللزجة، المشقوقة


....


سأصبح نعشك أيتها النتانة الودود


شاهد قوتك وشدتك


عزيزي السم الذي يضنيني


يا حياة وموت قلبي



- - - - - -



(القارورة) "أزهار الشر" شارل بودلير




ترجمة محمد الإحساين








هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-10-2011, 10:33 PM
المشاركة 29
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



الدعوة إلى السفر



القصيدة*



ولدي، أختي


أحلمْ بطريقة لطيفة


أحلْم بأن نذهب إلى هناك


لنعيش جميعاً


أرغب في الراحة


أحب ومْت


في البلد الذي يشبهك


شموُسه المبللة


من هذي السماوات الملبدة


من أجل روحي لها المفاتنُ


المكتنفة كثيرا بالأسرار


مفاتن عينيك الخائنتين


تلمعان عبر دموعهما


هناك.. كل شيء ليس إلا نظاماً وجمالاً


فخامة، هدوءاً، واشتهاء حسياً


....


سوف يزين غرفتنا


أثاث متوهج


صقلته السنون


الزهور النادرة جداً


تمتزج أرائجها


بروائح العنبر الملتبسة


[وإذا لقيت، هناك، لقيت]


السقوف الباذخة


والمرايا العميقة


والتألق الشرقي


كل شيء سوف يتحدث هناك


إلى النفس سراً


لغة مسقط رأسه العذبة


....


هناك .. كل شيء ليس إلا نظاماً وجمالاً


فخامة، هدوءاً واشتهاء حسياً


أطلي على هذه القنوات


حيث تنام هذه البوارج


مزاجها شارد


ومهما تبحر من أقصى العالم


فلكي تشبع أقل رغبتك


الشموس الراقدة


تكسو الحقول


والقنوات، والمدينة كاملة


بالياقوت الأحمر وبالذهب


وينام العالم


في ضوء ساخن


هناك .. كل شيء ليس إلا نظاماً وجمالاً


فخامة، هدوءاً واشتهاءً حسياً




ترجمة : محمد الإحساين


- - - - - -

نشر بودلير، "الدعوة إلى السفر"، ثلاث مرات (1857، 1861، 1862) وهنا القصيدة.

Baudelaire les Fleurs du Mal. Spleen de Paris et Idéal*

(l’Invitation au voyage- p.p 136, 138




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-10-2011, 10:37 PM
المشاركة 30
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



نشيد الخريف


sonnetd'automne




عيناك الصافيتان كالكريستال تقولان لي


أيها العاشق الغريب الأطوار


ما هي مزيتي في نظرك؟


كوني فاتنة والزمي الصمت


فقلبي الذي يثيره كل شيء


ما خلا براءة الوحش القديم


لا يود إطلاعك على سرّه الجهنمي


ولا على أسطورته السوداء المكتوبة باللهب


أيتها المرأة التي تدعوني


يداها المهدهدتان للنوم


إني أكره الوجد ويوجعني الفكر


دعينا نتحاب في هدوء


فالحب في كوخه المظلم الآمن


يوتر قوسه المشؤومة


وأنا عليم بذخائر مسالحه القديمة


إنها الجريمة والعرب والجنون


يا زهرتي الشاحبة


ألست مثلي شمساً خريفية


يا لؤلؤتي التي لا أبرد


ولا أشدّ منها بياضاً





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: شارل بودلير .. Charles Baudelaire
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأعمال الشعرية الكاملة - شارل بودلير د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-17-2014 09:57 PM
ll~ شارل بودلير / Charles Baudelaire ~ أغنية الخريف أمل محمد منبر الآداب العالمية. 6 09-18-2013 08:36 PM
||~ Charles Baudelaire / شارل بودلير أمل محمد منبر الآداب العالمية. 11 05-11-2012 06:47 PM
شارل بودلير عبدالله باسودان منبر الآداب العالمية. 0 12-12-2011 06:37 AM

الساعة الآن 02:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.