قديم 02-11-2011, 12:54 AM
المشاركة 21
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



3



أحيانا أعجب ما إذا كان هذا ماعناه كريشنا


ـ بين أشياء أخرى ـ أو أنها طريقة


لقول نفس الشيئ


أن المستقبل أغنية باهتة


وردة ملكية أو رذاذ عطري


تثير مشاعر الأسف على أولئك الذين لم يعودوا هنا ليأسفوا


مضغوطة بين أوراق كتاب صفراء لم تفتح أبداً


والطريق الى أعلى هو الطريق إلى أسفل


وإلى الأمام هو إلى الخلف


لا يمكنك أن تواجهها مباشرة، ولكن من المؤكد


أن الزمن لبس طبيباً شافياً، فالمريض لم يعد هنا


حين يقوم القطار ويكب المسافرون


على الفاكهة والمجلات وخطابات الأعمال


(وأولئك الذين ودعوهم قد تركوا الرصيف)


تنتقل سحناهم من الحزن إلى الراحة


مستسلمة للايقاع النعسان لساعات مئة


سافروا قدماً يا راحلين


لا أنتم هاربين من الماضي


إلى حياة أخرى أو إلى مستقبل آخر


لستم نفس الناس الذين تركوا المحطة


أو الذين سوف يصلون إلى أي نهاية


بينما القضبان التي تضيق تنزلق خلفكم


وعلى سطح المركبة الداقة


تراقبون السهول التي تتسع ورائكم


فلا تظنوا أن الماضي قد انتهى


أو أن المستقبل أمامنا


ففي الغسق صوت يترنم في الحبال والصواري


(قوقعة الزمن الهامسة ولكن ليس إلى الأذن


ولا بأي لغة)


سافروا قدماً يا من تظنون أنكم تسافرون


لستم أولئك الذين رأوا المرفأ يتباعد


ولا هؤلاء الذين سوف يحطون رحالهم


بين الشاطئ الأدنى والشاطئ الأبعد


بينما ينفلت الزمن، تأملوا فى المستقبل


والماضي بعقل واحد


واللحظة التى لا هي في حركة ولا في سكون


تستطيعون أن تتقبلوا هذا "على أي مدار من الكينونة


فعقل الإنسان سوف يكون مجتهداً ساعة الموت"


وهذه هي الحركة الوحيدة


(وساعة الموت هي كل لحظة)


والتي سوف تثمر في حياة الآخرين


فلا تفكروا في ثمار الحركة


سافروا قدماً يا مسافرين يا ملاحين


يا من يأتون إلى المرفأ ويا من أجسادهم


سوف تعاني حكم البحر وقضائه


أو أية نوائب


تلك هي وجهتكم الحقيقية


مثلما قال كريشنا ناصحاً آرجونا فى ساحة الوغى:


"لاسفراً سعيداً ..


بل سفراً قدماً يا مسافرين".





يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-11-2011, 12:57 AM
المشاركة 22
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



4



سيدتي يا من يقوم محرابك فوق الأكمة


صلي لأولئك الذين في السفن


وأولئك الذين يعملون بالسمك


وأولئك الذين يعملون في كل سفر مشروع


وأولئك الذين يقودونهم


وصلي أيضا للنسوة اللائي شهدن أزواجهن


وأبنائهن يرحلون ولم يعودوا


ياابنة ابنك يا ملكة السموات


وصلي أيضا لأولئك الذين كانوا في الفلك


وأنهوا حياتهم على الرمال في شفاه البحر


أو في الحلق المظلم الذي لن يلفظهم


أو حيث لا يصلهم صليل جرس البحر


وجرس صلاة البشارة الدائمة






يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-11-2011, 01:01 AM
المشاركة 23
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



5



للاتصال بالمريخ ومخاطبة الأرواح


للإبلاغ عن سلوك وحش البحر


ووصف حظ الأفلاك والكهانة والتقصي


واستنتاج الأمراض من التوقيعات


واستنباط الحياة من تجاعيد الكفوف


والمآسي من الأصابع


وإطلاق الفأل من تنوة البن أو أوراق الشاي


وحل ألغاز المحتوم بأوراق اللعب


والعبث بالخماسيات أو بأحماض الباربيتوريك


أو تشريح الصورة المتغيرة إلى أهوال ما قبل الوعي


لاستكشاف الرحم أو القبر أو الأحلام


كل هذا اعتيادي


تضييع وقت ومخدرات وموضوعات للصحافة


ـ وسوف تكون دائماً ـ حين تغشى الأمم المحن والحيرة


سواء على شطآن آسيا أو في إدجواير رود


إن فضول الناس ينقب في الماضي والمستقبل


ويتعلق بذلك البعد


ولكن فهم النقطة التى تفصل اللازمني عن الزمن


هي وظيفة القديس وليست حتى وظيفة


ولكن شيئاً يمنح ويمنع في فناء حياة بأكملها


في الحب والشوق والتفاني والتسليم


وليس هناك لمعظمنا سوى اللحظة المنفصلة


اللحظة داخل الزمن وخارجه


ونوبة الذهول في شعاع من ضوء الشمس


والزعتر البري لا يرى


أو برق الشتاء أو مساقط المياه


أو الموسيقى التي تسمع بعمق حتى أنها لا تسمع بتاتاً


ولكنك أنت الموسيقى طالما عزفت الموسيقى


هذه ليست سوى إشارات وتخمينات


إشارات تتبعها تخمينات والبقية صلاة


وملاحظة ونظام وفكر وحركة


فإذا انتصف تخمين الإشارة


وإذا انتصف فهم المنحة فهو التجسد


وهنا يصبح الاتحاد المستحيل لمدارات الوجود واقعاً


هنا ينهزم الماضي والمستقبل ويتصالحان


حيث لم يكن الفعل سوى حركة


لما يدفع وليس فيه مصدر لحركة


تسوقه قوى شيطانية ممسوسة


والفعل الصحيح هو الحرية


من الماضي والمستقبل معاً


ولمعظمنا فهذا هو الغرض


الذي لم نعد هنا لنتعرف عليه


فنحن لم نهزم لأننا واظبنا على المحاولة


ونرضى في النهاية


إذا ماغذي تحول رفاتنا الزمني


(غير بعيد من شجرة السرو)


حياة تربة خصيبة




ترجمة :عمر الفاروق عمر






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-11-2011, 01:04 AM
المشاركة 24
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




ترجمة أخرى للقصيدة


الرباعية الأولى - نورتن المحترقة


-المقطع الثاني-



الثوم وحجر الصفيّر في الطين


(هامش: حجر كريم)


يشكلان أساس جذع الشجرة


ارتعاش الدم المتدفق


يغني تحت الندوب المتأصلة


ليهدئ المعارك الطويلة المنسية


الرقص عبر الشريان


دوران السائل اللمفاوي


صوِّرا في حركة الكواكب


لنرتقي للصيف في الشجرة تحركنا فوقها


وكانت هي تتحرك بالضوء عند الأوراق المتكاثفة


وبالصوت فوق الأرض المبللة


تحركنا تحت الدب الأكبر والدب الأصغر


اللذان يتابعان مسارهما كالمعتاد


لكنهما متصالحان بين النجوم


في النقطة الساكنة للعالم المتقلب


لا من يكسوه اللحم ولا من لا يكسوه


لا من هنا ولا نحو هناك


في النقطة الساكنة.. هناك يوجد الرقص


لكن لا الكبح ولا الحركة


ولا تسمي ذلك استقراراً


حيث الماضي والمستقبل يجتمعان


لا الحركة من هنا ولا الحركة إلى هناك


ولا الإرتقاء ولا التدهور


فقط في تلك النقطة.. النقطة الساكنة


لن يكون هناك رقص.. وسيكون هناك الرقص فقط


أستطيع فقط أن أقول.. هناك كنا


لكن لا أستطيع أن أقول أين


ولا يمكنني أن أقول.. كم بقينا


لأن هذا سيحدده في الزمن


الحرية الداخلية المنبعثة من الرغبة الواقعية


التحرر من العمل والمعاناة


يحرر من الداخل ومن إكراه المحيط الخارجي


لكنه محاصر بنعمة الإحساس


ضوء أبيض ساكن ويتحرك


تأهيل بلا حركة, تركيز


بلا إقصاء.. كلاهما عالم جديد


والوضوح الموجود منذ القدم


مفهوم جيداً في تحيّز انجذابه التام


وفي تحيّز رعبه المقرر


رغم ذلك فإن الماضي والمستقبل يأسران


بشق طريق عبر ضعف الجسد المتبدل


لحماية البشرية من النعيم واللعنة


لكن الجسد لا يتحمل ذلك


الزمن الماضي والزمن الآتي


يسمحان بقليل من اليقظة فقط


أن تكون يقضا يعني أنك غير موجود في الزمن


لكن فقط في الزمن تتمكن اللحظة في حديقة الورود


اللحظة في العريشة حيث ينبض المطر


اللحظة في هبوب الهواء الإلهي البارد عبر دخان الجمرة


أن تتورط مع الماضي والمستقبل


فقط عبر الزمن.. يُقهر الزمن




ترجمة: أفراح الكبيسي





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-18-2011, 10:53 PM
المشاركة 25
عبد المجيد عامر محمد جابر
عضو
  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي
أشكركِ أستاذة رقيّة على هذا الجهد الواعي الذي لا يعرف الكلل.
بوركتِ، وبورك حرفك.
تحيّاتي ،وودّي....

http://odaba2.blogspot.com

قديم 02-18-2011, 11:55 PM
المشاركة 26
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي
أشكركِ أستاذة رقيّة على هذا الجهد الواعي الذي لا يعرف الكلل.
بوركتِ، وبورك حرفك.
تحيّاتي ،وودّي....

http://odaba2.blogspot.com



أخي العزيز المربي الفاضل
أ.عبد المجيد جابر

تغمرني الفرحة في كل مرة تعبر منبر الآداب
ولا تفيك كلمات الشكر حقك في الحضور
عظيم شكري وباقة امتنان لروحك النقية
دمت بألف خير


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: توماس ستيرنز إليوت
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ت.س. إليوت عبدالله باسودان منبر الآداب العالمية. 3 11-12-2021 12:18 AM
من روائع ت. س. إليوت عبدالله باسودان منبر الآداب العالمية. 4 10-18-2020 07:44 PM
أربعاء الرماد – للشاعر ت.س. إليوت العنود العلي منبر الآداب العالمية. 25 10-18-2020 07:28 PM
تي إس إليوت – د. زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر الآداب العالمية. 2 12-28-2016 06:33 PM
توماس إديسون أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 2 01-12-2016 08:33 PM

الساعة الآن 12:12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.