قديم 01-03-2011, 11:28 PM
المشاركة 31
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


سونيت 56



أيها الحب الغالي، جدد قواك، حتى لا يقال


إن قوتك الروحية أضعف من رغبتك الحسية


التي ما زالت حتى اليوم راضية بما يُشْبِعُها


لكنها ستعود غداً إلى حدتها السابقة


....


لتكن أنت أيضاً كذلك، أيها الحب، فمع أنك اليوم


تشبع عينيك الجائعتين حتى تغمضان ممتلئتين


أُنظرْ إلى الغد مرة أخرى


ولا تقتلْ روح الحب بالإغفال المتواصل


....


دَعْ هذه الحقبة المؤسفة التي تشبه المحيط


عندما يشق الأرض التي يقف عليها حبيبان تعاهدا مؤخراً


إنهما يجيئان كل يوم إلى الضفاف


لعل روعة المشهد تزداد عندما يشاهدان الحب العائد


....


كأنها الشتاء، كلما زادت برودته القارسة


ازداد شوقنا لمجيء الصيف أضعافا مضاعفة




ترجمة: بدر توفيق




LVI




Sweet love, renew thy force; be it not said


Thy edge should blunter be than appetite


Which but to-day by feeding is allay'd


To-morrow sharpened in his former might


So, love, be thou, although to-day thou fill


Thy hungry eyes, even till they wink with fulness


To-morrow see again, and do not kill


The spirit of love, with a perpetual dulness


Let this sad interim like the ocean be


Which parts the shore, where two contracted new


Come daily to the banks, that when they see


Return of love, more blest may be the view


As call it winter, which being full of care


Makes summer's welcome, thrice more wished, more rare





سونيت 57




ما دمت عبداً لك، فما الذي يمكنني سوى الانتظار


مرتقباً الساعات والأزمنة التي تحمل رغبتك


ليس لدي وقت ثمين لأنفقه


ولا خدمات أؤديها حتى تطلبها أنت


....


كما أنني لا أجرؤ على توبيخ الدنيا التي تمد ساعاتها المضجرة بلانهاية


بينما أنا، يا مليكي، أرقبُ الساعة في انتظار مجيئك


دون أن أجرؤ على التفكير في مذاق غيابك المر


حينما قلت لخادمك ذات يوم كلمة الوداع


....


ولا أجرؤ أيضاً على مناقشة أفكاري الغيورة


أين يمكن أن تكون، أو كيف هي أحوالك المفترضة


لكنني، كالعبد الحزين، أبقى ساكنا ولا أفكر بشيء


سوى أن المكان الذي أنت فيه، يفيض منك بالفرح على من فيه


....


مجنون حقاً هو الحب، فمهما رغبت وكيفما أردت


فهو لا يفكر بالسوء في أيّ شيء فعلتَ




ترجمة: بدر توفيق





LVII




Being your slave what should I do but tend


Upon the hours, and times of your desire


I have no precious time at all to spend


Nor services to do, till you require


Nor dare I chide the world without end hour


Whilst I, my sovereign, watch the clock for you


Nor think the bitterness of absence sour


When you have bid your servant once adieu


Nor dare I question with my jealous thought


Where you may be, or your affairs suppose


But, like a sad slave, stay and think of nought


Save, where you are, how happy you make those


So true a fool is love, that in your will


Though you do anything, he thinks no ill

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-03-2011, 11:32 PM
المشاركة 32
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


سونيت 58




أدعو الله الذي جعلني لك منذ البداية عبداً


أن يحرم على التفكير في السيطرة على أوقات نشوتك


أو ان أصبو إلى محاسبتك على كيفية إنفاقك للساعات


فما دمت أسير نعمتك، عليّ أن أنتظر وقت فراغك


....


ولأبق إذن في معاناتي، طالما بقيتُ رهن أمرك


سجينَ الغياب الذي تحياه حراً


الصبرُ الذي صار أليف المعاناة، يحتمل كل كبح


دون أن يدينك لأيّ جرح


كن حيثما تشاء، فإن صفاتك بالغة القوة


لتكون أنت بنفسك ميزة لعصرك


فالشيء الذي ترغب فيه، يصبر حقاً لك


فتغفر لنفسك الجرائم التي تقترفها


....


عليّ أن أنتظر، رغم أن الانتظار على هذا النحو جحيم


بلا لوم لمسراتك سواء كانت في الاثم أو في الفعل الحكيم




ترجمة: بدر توفيق




LVIII




That god forbid, that made me first your slave


I should in thought control your times of pleasure


Or at your hand the account of hours to crave


Being your vassal, bound to stay your leisure


O! let me suffer, being at your beck


The imprison'd absence of your liberty


And patience, tame to sufferance, bide each check


Without accusing you of injury


Be where you list, your charter is so strong


That you yourself may privilege your time


To what you will; to you it doth belong


Yourself to pardon of self-doing crime


I am to wait, though waiting so be hell


Not blame your pleasure be it ill or well





سونيت 59



لو لم يكن هناك شيء جديد سوى ما كان من قبل


فيا للخداع الذي استولى على عقولنا


وهي تكدُّ في اختراعاتها، تحمل بطريقة خاطئة


حملها الثاني للطفل الذي جاء من قبل


....


لو أن ذلك السجل يستطيع بنظرة إلى الوراء


حتى ولو لخمسمائة عام تحت مدار الشمس


أن يريني صورتك في واحد من كتب القدماء


مذ دَوَّنَ العقلُ أفكاره بالحروف


....


حتى أرى ما قيل في العالم القديم


عن هذه الروعة في تكوينك


هل صورتنا نحن الأفضل أم صورتهم


أم أنَّ دورة السنين تستعيد نفسها


....


إني لواثق من أن مفكري الأزمنة الزائلة


امتدحوا بإعجاب أشخاصاً أدنى منك منزلة




ترجمة: بدر توفيق





LIX




If there be nothing new, but that which is


Hath been before, how are our brains beguil'd


Which labouring for invention bear amiss


The second burthen of a former child


Oh that record could with a backward look


Even of five hundred courses of the sun


Show me your image in some antique book


Since mind at first in character was done


That I might see what the old world could say


To this composed wonder of your frame


Whether we are mended, or where better they


Or whether revolution be the same


Oh sure I am the wits of former days


To subjects worse have given admiring praise

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-03-2011, 11:36 PM
المشاركة 33
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

سونيت 60




مثلما تتلاحق الأمواج نحو الشاطئ المفروش بالحصى


تسرع أيضاً دقائقنا إلى نهاياتها


تحل كل منها مكان التي مضت قبلها


في جهد متتابع وتنافس بينها جميعاً في حركتها إلى الأمام


....


بعدما يأتي الوليد إلى نور الحياة


يحبو حتى ينضج، فإذا ما تَوَّجَتْهُ الأيامُ


أنشبت مخالبُ الخسوف الخرابَ فيما له من البهاء


والزمن الذي وَهَبَ، يدمر الآن ما له من العطاء


....


يستلب الزمانُ زهرة الشباب من نطاقها


ويحفر خطوط التجاعيد المتوازية في جمال الجبين


يقتات بالكائنات النادرة التي بَلَغَتْ في الطبيعة حدّ الكمال


ولا شيء ينهض لمواجهة منجله القهار


....


لكن الأمل في الأزمنة المقبلة يشحذ شعري بالتحمل


مُثنياً على فضائلك، رغم يده القاسية




ترجمة: بدر توفيق




LX




Like as the waves make towards the pebbled shore


So do our minutes hasten to their end


Each changing place with that which goes before


In sequent toil all forwards do contend


Nativity, once in the main of light


Crawls to maturity, wherewith being crowned


Crooked eclipses 'gainst his glory fight


And Time that gave doth now his gift confound


Time doth transfix the flourish set on youth


And delves the parallels in beauty's brow


Feeds on the rarities of nature's truth


And nothing stands but for his scythe to mow


And yet to times in hope, my verse shall stand


Praising thy worth, despite his cruel hand





سونيت 61



أهي إرادتك أن تبقي صورتك جفنيّ مفتوحين


أمام هذا الليل الأليم؟


أأنت الذي ترغب في ذود النوم عن عينيّ


بينما الظلال التي تشبهك تسخر من مشهدي


....


هل هو شبحك الذي بَعَثْتَ به من داخلك


إلى أقصى مكان في موطني للتلصص على أفعالي


واكتشاف المخازي وساعات الصعلكة في حياتي


في رؤى غيرتك وتسلطها


....


لا، فرغم حبك الوافر، فهو ليس عظيما


إن حبي لك هو الذي يُبقي عينيّ يقظتين


حبي أنا الصادق هو الذي يدمر راحتي


ليلعب دور الحارس من أجلك إلى الأبد


....


من أجلك أبقى ساهراً عليك، بينما تسهر أنت في مكان آخر


شديد البعد عني، مع آخرين في غاية القرب منك




ترجمة: بدر توفيق




LXI




Is it thy will, thy image should keep open


My heavy eyelids to the weary night


Dost thou desire my slumbers should be broken


While shadows like to thee do mock my sight


Is it thy spirit that thou send'st from thee


So far from home into my deeds to pry


To find out shames and idle hours in me


The scope and tenor of thy jealousy


O, no! thy love, though much, is not so great


It is my love that keeps mine eye awake


Mine own true love that doth my rest defeat


To play the watchman ever for thy sake


For thee watch I, whilst thou dost wake elsewhere


From me far off, with others all too near

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-03-2011, 11:40 PM
المشاركة 34
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

سونيت 62




خطيئة حب النفس تستحوذ على كل ما تراه عيني


وروحي كلها، وكل جزء في كياني


وليس لهذه الخطيئة أيّ شفاء


فهي راسخة تماماً في أعماق قلبي


....


أعتقد أنه ليس هناك وجه يسر القلب مثل وجهي


ولا شكل صادق إلى هذا الحد، ولا صدق بهذه الدرجة


من أجل نفسي أحدد قيمتي الخاصة


لأنني أفوق الآخرين كلهم في جميع القيم


....


لكن مرآتي عندما تعكس نفسي على حقيقتها


مُنْهَكَةً مُغَضَّنَةً معروقةً بالكِبَرْ


فإنني أطالع حبي لذاتي على نحو مختلف تماماً


وأدرك أن حب النفس لذاتها هو الخطيئة


....


أنت نفسي التي أمدحها لنفسي


وأنا ألوّن عمري بجمال أيامك




ترجمة: بدر توفيق




LXII




Sin of self-love possesseth all mine eye


And all my soul, and all my every part


And for this sin there is no remedy


It is so grounded inward in my heart


Methinks no face so gracious is as mine


No shape so true, no truth of such account


And for myself mine own worth do define


As I all other in all worths surmount


But when my glass shows me myself indeed


Beated and chopp'd with tanned antiquity


Mine own self-love quite contrary I read


Self so self-loving were iniquity


'Tis thee, myself, that for myself I praise


Painting my age with beauty of thy days






سونيت 63



حتى لا يصير حبيي إلى نفس حالتي الراهنة


منسحقاً مستهلكاً بيد الزمن الجارح


وقد استنزفت دماءه الساعات


وملأتْ جبينه بالخطوط والتجاعيد


....


حين يكون فجر شبابه قد ارتحل إلى هاوية العمر المظلمة


وكل هذا الجمال الذي هو الآن مَلِكٌ عليه


في طريقه للزوال، أو يكون قد اختفى من مرأى العين


منتبهاً كنز ربيعه إلى مكان بعيد


....


لمثل هذا الزمن أقيم الآن هذه التحصينات


ضد سكين العمر القاسية المدمرة


حتى لا تستطيع أن تقتطع من الذاكرة


جمال حبي الغالي، رغم حياته الفانية


....


سيكون جماله في هذه السطور السوداء مرئياً للأنظار


لأنها ستبقى حية، وسيبقى هو فيها دائم الإخضرار




ترجمة: بدر توفيق




LXIII




Against my love shall be as I am now


With Time's injurious hand crush'd and o'erworn


When hours have drain'd his blood and fill'd his brow


With lines and wrinkles; when his youthful morn


Hath travell'd on to age's steepy night


And all those beauties whereof now he's king


Are vanishing, or vanished out of sight


Stealing away the treasure of his spring


For such a time do I now fortify


Against confounding age's cruel knife


That he shall never cut from memory


My sweet love's beauty, though my lover's life


His beauty shall in these black lines be seen


And they shall live, and he in them still green

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-03-2011, 11:44 PM
المشاركة 35
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


سونيت 64



حين رأيتُ يد الزمن الباطشة


شَوّهتْ الآثار المحتالة الباذخة للأزمنة البالية الدفينة


والأبراج التي كانت ذات يوم شاهقة منيعة تهوي إلى الحضيض


والشواهد النحاسية التي لا تبلى تسحقها الثورة الداهمة


....


عندما شاهدتُ المحيط النهم


يحتال على مملكة الشاطئ


وما تجنيه الأرض الصلدة من عرض المحيط


يزداد الرصيد بقدر الخسائر والخسائر بقدر الرصيد


....


حين رأيت هذه التحولات المتبادلة


والأمم نفسها وقد سقطت في براثن الفناء


علمني الخراب ما دفعني لهذه التأملات


سيأتي حتما الزمن الذي يأخذ حبيبي بعيداً


....


هذه الفكرة كالموت تماماً، لا تملك معها أن تختار شيئاً


سوى أن تبكي على امتلاك ما تخاف أن تفقده




ترجمة: بدر توفيق




LXIV




When I have seen by Time's fell hand defac'd


The rich proud cost of outworn buried age


When sometime lofty towers I see down-raz'd


And brass eternal slave to mortal rage


When I have seen the hungry ocean gain


Advantage on the kingdom of the shore


And the firm soil win of the watery main


Increasing store with loss, and loss with store


When I have seen such interchange of state


Or state itself confounded to decay


Ruin hath taught me thus to ruminate


That Time will come and take my love away


This thought is as a death which cannot choose


But weep to have that which it fears to lose






سونيت 65



لا النحاس ولا الأحجار ولا الأرض ولا البحار اللانهائية


إلا ويطيح الفناء الأليم بقوتها


فكيف أمام هذا الغضب الماحق يلتمس الجمال الرحمة


وهو الذي لا تزيد قوته عن قوة الزهرة


....


كيف تصمد أنفاس الصيف الممتعة


ضد الحصار المدمر للأيام الساحقة


حين تكون الصخور المنيعة أقل ثباتاً


والبوابات الصلب ليست قوية بما يكفيها لمجابهة الزمن الذي يفنيها


....


يا للتأملات المخيفة! أين؛ واأسفاه


هل تثوي لؤلؤة الزمن المثلى خبيئة عن صدر الزمن


وأيّ يد قوية يمكنها أن تمسك قدمه السريعة عن الحركة


أو من ذا يمنعه عن تخريب الجمال


....


ويلاه، لا أحد، إلا إذا أتيحت القوة لهذه المعجزة


فيبقى حبي مشعاً بالضوء وهو في الحبر الأسود




ترجمة: بدر توفيق





LXV




Since brass, nor stone, nor earth, nor boundless sea


But sad mortality o'ersways their power


How with this rage shall beauty hold a plea


Whose action is no stronger than a flower


O! how shall summer's honey breath hold out


Against the wrackful siege of battering days


When rocks impregnable are not so stout


Nor gates of steel so strong but Time decays


O fearful meditation! where, alack


Shall Time's best jewel from Time's chest lie hid


Or what strong hand can hold his swift foot back


Or who his spoil of beauty can forbid


O! none, unless this miracle have might


That in black ink my love may still shine bright

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-03-2011, 11:48 PM
المشاركة 36
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سونيت 66




مُتْعَباً من كل ذلك، أصبح طالباً الموت المريح


حين ألاحظ مثلاً أن المثوبة تقدم كالشحاذة


والناس التافهين داخل إطار من البهجة الصاخبة


وأصدق الإيمان يقسم به تضليلاً


....


والشرف الرفيع يتخذ بالخزي مكاناً غير مكانته


والفضيلة العذراء تصير بالوقاحة بغياً


والكمال الصحيح تلحقه الإساءة بالعار


والقوة تصبح بالتراخي مُعَوّقه


....


والفن بالسلطة مُلْجَمَ اللسان


والغباء - وكأنه ديكتاتور - يَحْكُمُ الذكاء


والحقيقة الواضحة بالسذاجة تسمى زوراً


والخير أسير تحت حراسة الشر الخطير


....


متعباً من كل هذا، كم أتمنى أن أنطوي بعيداً


لولا أني حين أموت، أترك من أحبه وحيداً




ترجمة: بدر توفيق





LXVI





Tired with all these, for restful death I cry


As to behold desert a beggar born


And needy nothing trimm'd in jollity


And purest faith unhappily forsworn


And gilded honour shamefully misplac'd


And maiden virtue rudely strumpeted


And right perfection wrongfully disgrac'd


And strength by limping sway disabled


And art made tongue-tied by authority


And folly, doctor-like, controlling skill


And simple truth miscall'd simplicity


And captive good attending captain ill


Tir'd with all these, from these would I be gone


Save that, to die, I leave my love alone





سونيت 67




لماذا عليه إذن أن يعيش بهذه العلة


ويعفو وجوده عن هذا العقوق


حتى تجد الآثام فيه فرصة لتحقيق مأربها


عاقدة لنفسها الرباط بعالمه؟


....


لماذا يقلد الرسم الكاذب وجنتيه


ويسوق الرؤية الميتة من رحيق حياته


ولماذا يبحث الجمال المسكين بطريقة ملتوية


عن زهور الظل، مادامت له وردته الصادقة


....


لماذا عليه إذن أن يعيش بعدما صارت الطبيعة مفلسة


خاوية من الدم الذي يندفع خلال العروق الحية


لأنها لا تملك الآن أي مورد سواه


والكثير مما تختال به، يستمد الحياة مما لديه


....


يا لها! إنها تختزنه لتظهر قدر الثروة التي كانت تملكها


منذ زمان بعيد، قبل مجيء هذا الزمن الأخير الشديد السوء




ترجمة: بدر توفيق






LXVII





Ah! wherefore with infection should he live


And with his presence grace impiety


That sin by him advantage should achieve


And lace itself with his society


Why should false painting imitate his cheek


And steal dead seeming of his living hue


Why should poor beauty indirectly seek


Roses of shadow, since his rose is true


Why should he live, now Nature bankrupt is


Beggar'd of blood to blush through lively veins


For she hath no exchequer now but his


And proud of many, lives upon his gains


O! him she stores, to show what wealth she had


In days long since, before these last so bad

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-03-2011, 11:55 PM
المشاركة 37
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سونيت 68




هكذا تبدو وجنته مثل خريطة من سالف الزمان


حين كان الجمال يحيا ويموت كما تفعل الزهور الآن


قبل ميلاد هذه السمات الزنيمة للحسن


أو الجفاف الذي صار مقيماً في الجبين الحيّ


....


قبل أن تصبح ضفائر الميت الذهبية


حقاً للمقبرة، تم قصها


لتعيش حياة ثانية على رأس أخرى


في العصر القديم لم يُستخدم أبداً شعر جميل


لأحد الموتى في صناعة جمال آخر


....


تلك الأيام القديمة المباركة يمكن رؤيتها فيه


بذاتها وصدقها، بلا زينة من أي نوع


فهو لا يصنع صيفاً من خضرة الغير


ولا يسرق شيئاً قديماً ليلبس جماله شيئاً جديداً


....


لهذا تختزنه الطبيعة كالخريطة المرسومة


حتى يرى الفن المزيف كيف كان الجمال في العصور القديمة




ترجمة: بدر توفيق





LXVIII





Thus is his cheek the map of days outworn


When beauty lived and died as flowers do now


Before these bastard signs of fair were born


Or durst inhabit on a living brow


Before the golden tresses of the dead


The right of sepulchres, were shorn away


To live a second life on second head


Ere beauty's dead fleece made another gay


In him those holy antique hours are seen


Without all ornament, itself and true


Making no summer of another's green


Robbing no old to dress his beauty new


And him as for a map doth Nature store


To show false Art what beauty was of yore





سونيت 69




تلك الأجزاء التي تراها عين العالم منك


لا ينقصها في خواطر القلوب شيء يمكن تقويمه


جميع الألسنة التي تعبر عما في الروح توفيك في ذلك ما يجدر بك


تنطق بالحقيقة العارية، التي يعترف بها الأعداء كذلك


....


هكذا يُتوج المديح الخارجي هيئتك الخارجية


لكن نفس هذه الألسنة التي تعطيك ما هو حق لك


تُفسد هذا المديح نفسه بمقولات أخرى


حين ترى أبعد مما يبدو للعين


....


إنهم ينظرون إلى جمال عقلك


ويقيسون من خلال أعمالك ما كانوا يقدرونه بالحدس


ورغم نظرتهم الطيبة، فإن أفكار هؤلاء السوقة


تربط ما بين زهرتك البديعة والرائحة الكريهة للأعشاب الضارة


....


أما سبب التناقض بين جوهرك ومظهرك


فإنه يكمن في هبوطك إلى مستوى عامة الناس




ترجمة: بدر توفيق





LXIX





Those parts of thee that the world's eye doth view


Want nothing that the thought of hearts can mend


All tongues, the voice of souls, give thee that due


Uttering bare truth, even so as foes commend


Thy outward thus with outward praise is crown'd


But those same tongues, that give thee so thine own


In other accents do this praise confound


By seeing farther than the eye hath shown


They look into the beauty of thy mind


And that in guess they measure by thy deeds


Then, churls, their thoughts, although their eyes were kind


To thy fair flower add the rank smell of weeds


But why thy odour matcheth not thy show


The soil is this, that thou dost common grow

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-04-2011, 12:01 AM
المشاركة 38
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

سونيت 70




ذلك اللوم الذي وقع عليك لم يكن لنقص فيك


لأن القذف يهدف دائماً إلى تشويه الجمال


ومن علامات الجمال أن يكون موضع الظن


مثل الغراب الذي يحلق في أعذب أجواء السماء


وما دمت طيب الخلق، فكل ما يؤكده الافتراء عليك


أن منزلتك هي الأعلى، رغم شرور العصر التي نالتك


لأن الديدان تقضي على البراعم الرقيقة التي تحبها


بينما تقدم أنت صورة الشاب النقي المهذب



لقد عبرت في كمين الأيام الشابة الأولى


وسواء لم يهاجمك أحد، أو أنك انتصرت عندما هوجمت


فإن مديحي لك لن يوفيك حقك


ليوقف الحسد الذي يزداد دائماً لك


....


لو لم يصنع بعض الظن السيء قناعاً يخفي طلعتك


لكنت وحدك الجدير بالسيادة على ممالك القلوب




ترجمة: بدر توفيق





LXX




That thou art blamed shall not be thy defect


For slander's mark was ever yet the fair


The ornament of beauty is suspect


A crow that flies in heaven's sweetest air


So thou be good, slander doth but approve


Thy worth the greater being wooed of time


For canker vice the sweetest buds doth love


And thou present'st a pure unstained prime


Thou hast passed by the ambush of young days


Either not assailed, or victor being charged


Yet this thy praise cannot be so thy praise


To tie up envy, evermore enlarged


If some suspect of ill masked not thy show


Then thou alone kingdoms of hearts shouldst owe





سونيت 71



لا تواصل البكار عليّ عندما أموت


لمدى أبعد من سماعك الجرس المؤكد الجهْم


حذّر الناس بأنني قد هربت


من سُكنى هذا العالم المفترس، وديدانه الأشد افتراساً


....


ليس هذا فحسب، فلو قرأت هذا السطر، لا تتذكر


اليد التي دونته، لأنني أحبك إلى حد بعيد


إلى حد وجوب نسياني من أفكارك الطيبة


لو كان التفكير فيّ يسبب الآلام لك


....


لو أنك، أوّاه، أقول، لو أنك نظرت إلى هذه الأشعار


ربما ، بعدما أصير ممزجاً مع الطين


لا ترددها كثيراً كإسمي المسكين


بل دع حبك يذوي سوياً مع حياتي التي ذوت


....


كيلا ينعم العالم العاقل النظر في مبكاك


ويسخر منك بسببي بعدما أكون قد رحلت




ترجمة: بدر توفيق





LXXI




No longer mourn for me when I am dead


Than you shall hear the surly sullen bell


Give warning to the world that I am fled


From this vile world with vilest worms to dwell


Nay, if you read this line, remember not


The hand that writ it, for I love you so


That I in your sweet thoughts would be forgot


If thinking on me then should make you woe


O! if, I say, you look upon this verse


When I perhaps compounded am with clay


Do not so much as my poor name rehearse


But let your love even with my life decay


Lest the wise world should look into your moan


And mock you with me after I am gone

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-04-2011, 12:06 AM
المشاركة 39
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


سونيت 72



لئلا يتحداك العالم أن تذكر له شيئاً


عن المزية التي عاشت داخلي واستوجبت حبك


بعد موتي، أيها الحبيب الغالي، فلتنسني تماماً


لأنك لن تجد لديّ شيئاً يستحق البرهان


....


ما لم تلجأ إلى بعض الأكاذيب الفاضلة


لتفعل من أجلي أكثر مما تستحقه ذاتي


وتضفي مزيداً من الإطراء على شخصي الفاني


أكثر مما تقوى الحقيقة البائسة على البوح به


....


ولئلا يبدو حبك الصادق في هذا الشأن كاذباً


فتتحدث عني بسبب الحب حديثاً طيباً ليس صادقاً


سيكون اسمي مدفوناً حيثما يدفن جسدي


ولن يكون بعد ذلك حيا ليلحق العار لا بي ولا بك


....


لأنني خجلان مما أكتبه الآن وفيما بعد


وهذا ما يجب عليك أنت كذلك


حين تحب الأشياء التي لا قيمة لها




ترجمة: بدر توفيق





LXXII




O! lest the world should task you to recite


What merit lived in me, that you should love


After my death,--dear love, forget me quite


For you in me can nothing worthy prove


Unless you would devise some virtuous lie


To do more for me than mine own desert


And hang more praise upon deceased I


Than niggard truth would willingly impart


O! lest your true love may seem false in this


That you for love speak well of me untrue


My name be buried where my body is


And live no more to shame nor me nor you


For I am shamed by that which I bring forth


And so should you, to love things nothing worth





سونيت 73



ذلك الفصل من فصول السنة، يمكن أن تراه في مشاعري


حين يكون الورق الأصفر، أو القليل، أو لاشيء


عالقاً على تلك الغصون، التي تهز في مجابهة البرد


آلات عزف عارية محطمة، غنت عليها الطيور الأثيرة ذات يوم


....


في كياني ترى الشفق الذي كان في ذلك اليوم


يذوي في الغرب مثل الشمس بعد الغروب


تأخذها الليلة الظلماء رويداً رويداً إلى مكان بعيد


حيث الوجه الآخر للموت الذي يطوي الجميع في هدوء


....


وترى في وجودي توقد ذلك اللهب


الذي يتمدد الآن على رماد شبابه


كأنه على سرير الموت، حيث لا بد أن ينتهي


مستهلكاً بنفس الشيء الذي اقتات عليه


....


أنت تعي هذا الشيء الذي يجعل حبك قوياً إلى حد بعيد


ويجعلك تحب بشكل أفضل، هذا الذي ستفارقه حتماً عما قريب




ترجمة: بدر توفيق




LXXIII




That time of year thou mayst in me behold


When yellow leaves, or none, or few, do hang


Upon those boughs which shake against the cold


Bare ruined choirs, where late the sweet birds sang


In me thou see'st the twilight of such day


As after sunset fadeth in the west


Which by and by black night doth take away


Death's second self, that seals up all in rest


In me thou see'st the glowing of such fire


That on the ashes of his youth doth lie


As the death-bed, whereon it must expire


Consum'd with that which it was nourish'd by


This thou perceiv'st, which makes thy love more strong


To love that well, which thou must leave ere long

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-04-2011, 12:11 AM
المشاركة 40
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سونيت 74





كن راضيا حينما أقع في قبضة القدر


التي ستأخذني بعيداً مجرداً بلا رجعة


سيبقى لحياتي بهذه القصيدة بعض المشاركة


وستبقى دائما للذكرى معك


....


وحين تعيد قراءة هذه القصائد، سترى يابن التراب من جديد


نفس الجزء الذي كرسته لك:


فالتراب لا يجني سوى التراب الذي يستحقه


إن روحي ملك لك، وهي أفضل جزء في كياني


....


هكذا ترى إنك لم تفقد شيئاً سوى سقط متاح الدنيا


فريسة الديدان، جسدي الذي يكون ميتاً


الغزو الجبان لسكين ذلك التعس


إنه شيء أشد وضاعة من أن تذكره


....


قيمته في الروح التي تعيش فيه


وهي في هذه القصيدة التي تحيا معك




ترجمة: بدر توفيق






LXXIV





But be contented when that fell arrest


Without all bail shall carry me away


My life hath in this line some interest


Which for memorial still with thee shall stay


When thou reviewest this, thou dost review


The very part was consecrate to thee


The earth can have but earth, which is his due


My spirit is thine, the better part of me


So then thou hast but lost the dregs of life


The prey of worms, my body being dead


The coward conquest of a wretch's knife


Too base of thee to be remembered


The worth of that is that which it contains


And that is this, and this with thee remains





سونيت 75




هكذا أنت لأفكاري مثل الطعام للحياة


أو مثل الأمطار العذبة الموسمية للأرض


ومن أجل السلام الذي تمنحني إياه أواصل هذا النضال


الذي يشبه النضال الناشب بين البخيل وثروته


....


الآن وهو مزهر كمن يستمتع بالأمر


سرعان ما يخاف من العمر المتسلل كاللص أن يسرق كنزه


الآن أرى أنه من الأفضل أن أكون وحدي معك


فيرتقي شعوري لأن العالم سوف يرى سعادتي


....


أحياناً حين أصير ممتلئاً باستغراقي في طلعتك


ورويداً رويداً أموت جوعاً لنظرة إليك


لا أمتلك ولا ألاحق شيئاً من السرور


سوى ما لا يمكن أن يؤخذ إلا منك فقط


....


هكذا يتناوبني التوق الشديد والشبع المفرط يوماً بعد الآخر


ما بين وجودك الشامل معي، وبعدك الكامل عني




ترجمة: بدر توفيق






LXXV





So are you to my thoughts as food to life


Or as sweet-season'd showers are to the ground


And for the peace of you I hold such strife


As 'twixt a miser and his wealth is found


Now proud as an enjoyer, and anon


Doubting the filching age will steal his treasure


Now counting best to be with you alone


Then better'd that the world may see my pleasure


Sometime all full with feasting on your sight


And by and by clean starved for a look


Possessing or pursuing no delight


Save what is had, or must from you be took


Thus do I pine and surfeit day by day


Or gluttoning on all, or all away






يتبع
.
.
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: (سوناتا) لـ وليم شكسبير (William Shakespeare)
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
William faulker عبدالله علي باسودان منبر الآداب العالمية. 3 12-27-2019 04:22 PM
سوناتا في الشتاء القادم الشاعر خالد البيطار منبر الشعر العمودي 5 08-15-2019 02:23 PM
Shall I Compare Thee....?By William Shakespear غادة قويدر منبر الآداب العالمية. 6 12-09-2011 11:22 PM
وليم شكسبير ريم بدر الدين منبر الآداب العالمية. 11 09-19-2010 12:10 AM

الساعة الآن 08:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.