احصائيات

الردود
0

المشاهدات
3473
 
علي ابريك
صحفي وقاص ليبي

علي ابريك is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
21

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Oct 2005

الاقامة

رقم العضوية
544
01-05-2013, 12:10 AM
المشاركة 1
01-05-2013, 12:10 AM
المشاركة 1
Post الطلاق وعودة الوعي ...( خربشات على الرصيف)
قبل ولوجي باب المقهى وقفت لأرد على هاتف مزعج من زوج بنت عمي .. الرجل طلب مقابلتي وحرمني من خلوتي بنفسي في مقهي النادي .. وقبل حضوره كان علي أن أجلس نصف ساعة أتدبر فيها كتابة مقال حول التطرف الديني ومفهوم الاخلاص للدين و التطرف له .. وقبل أن أبدأ.. وصل إلى حيث جلست في ركن المقهى جاري طبيب الأسنان .. ولعلمي فهو لا وقت لديه للاستراحة ببيته وجلوس المقهى شيء لم يعرف عنه .. فهو يعتبر العمل عبادة أهم من العلاقات الاجتماعية ، و مواصلة الجيران.
دعوته لاحتساء القهوة فلبّى دعوتي وهو يتظاهر بضيق الوقت ..!! وعرفت منه أنّه يريد مني أن أتدخل لدي الزملاء بالصحيفة لكي يقوم بالإعلان عن عيادته الجديدة التي يعتقد بأنها الأفضل و الأقدر على تقديم الخدمات .. غير أنّ المبلغ الذي يطلبونه للدعاية لمدة أسبوع رقم خيالي كما يظن هو ..!! وعدته بأن أراجع الأمر مع الأخوة بالصحيفة فقام و ودعني قبل أن يشرب من القهوة التي كانت من نصيب زوج بنت عمي ..!!
كان وجهه الشاحب يدل على تعبه وقلقه من ترك زوجته لبيتها هذا الصباح .. قال وهو يتلعثم :
- لقد تركت البيت وهي تقول لي أنّ إخوتها لن يسمحوا لي بالبقاء في البيت .. فالبيت للحاضنة .. وأنّه علي أن أطلقها قبل أن ألتقي بهم .. وأنا لا أخفيك الأمر فأنا لا أريدها زوجة .. ولكن الشقة هي كل ما لدي ، وهي بأربعة غرف.. أقصد أنه يمكن تحويرها إلى شقتين .. و يمكننا أن نتقاسمها من دون أن أطلقها ..!!
- حسنا لما لا تذهب إلى أهلها .. أقصد إخوتها.. وتناقش الموضوع معهم..؟!!
- لقد سبق لي المحاولة وأخيها أسلومة كاد أن يحطم ذقني .. إنه كالكبش رأسه يرسله ليفجر به الأهداف المعادية ..!! إنّه يقوم بنطحي كل مرة نتشاجر و أخته ..
- حسنا لما لا تشتكيه .. فهو عنيف وله سوابق ..؟!
- إنه يظن أنني كأسامة بن لادن جاء افعانستان مقاتلا فحولها معسكرا لصنع الموت و أنّني أريد بيع الشقة لأنّ لدي خططي ومآرب مشبوهة .. لذا علي أن أمضي حياتي مطاردا ..تصور كان يقول لي سنجعل الشقة كأفغانستان ميدان حرب .. والقوات الحليفة يقصد إخوته العشرة سوف ينتصرون لقضية الحرية .. إنها شقتي و أدفع أجارها من مرتبي ومع ذلك يريدون رميي خارج حدودها ..!!
- أنت تحتاج لمجلس الأمن وليس لي .. فأنا لحسن الحظ لم أتزوج إلى الآن..و هولاء الشباب يفضلون حل المشاكل بالسيوف والهراوات وهو ما لا أستطيع تحمله ..!!
- كنت أعتقد أنك محبوب لديهم .. فهم يعتقدون أنك مثقف .. ورجل عاقل ..
- نعم ، نعم .. أنا من كبار هذه العائلة و لدي حل لمشكلتك .. سأذهب لهم وأخبرهم بأنّه عاد الوعي لك .. وأنك عرفت أين هي مصلحتك .. و أنك لا تريد هذه الحرب .. وأنا سأضمن لهم حسن سلوكك ..!!
- لا تقل لهم حربا بل قل معركة .. لأنهم يريدون رأس بن لادن و لا يريدون نهاية الحرب .. إنهم أقويا جدا يا صديقي .. إنهم يرهبونني في كل مرة اختلف مع زوجتي .. ستكون مهمتك كمهمة الوفد الذي ألتقى الشيخ عمر ، لم ينقذه من قدره المحتوم .. كان عليه أن يهرب ويترك ما تبقى من أفغانستان ..!!

في صباح اليوم التالي دخل مكتبي بالصحيفة السيد سلومة .. يبدو لي إنه متوترا ومنزعجا .. وعصبيته كان سببها طلبي له الحضور لمناقشة موضوع الحرب بينهم وزوج بنت عمي .. قلت له ممازحا :
- لقد أرعبت الرجل لم ينم منذ يومين .. ليس حزنا لفراق زوجته والاطفال ،ولكن خوفا منك..!
- "هذا موضوع مصير وليس مقال صحيفة يا استاذ فألتزم الجد لكي نتفاهم .."

صمتُّ مكرها لبعض الوقت .. ثمّ عرضت عليه الاتفاق الذي توصلت إليه مع زوج اخته .. غير أنه رفض لكون الزوجة لم تعد تريد زوجها ..
- فبادرته متسائلا " وما الحل يا أسلومة ..؟!! "
- الحل الطلاق ثمّ يختفي من حياتها .. وإذا أشتكانا للشرطة أقسم أن أجعله قعيدا طوال حياته ..
- هل تعلم أنّ العنف لا ينهي المشاكل بل يزيدها تعقيدا ..؟!!
- نحن لها .. و لا نمانع أن يمضي أحدنا إلى السجن بعد تصفية صديقك ..
- لقد ندم وهو يرى أنّ ضغوط العمل وصعوبة المعيشة هو ما دفعه للطلب ببيع الشقة لكي يبحث عن بيت أصغر إذ أنّه كان يريد شراء سيارة بما يوفره.. و .. ( وهنا قاطعني قائلا )..
- أنا أتيت لكي تقوم أنت بتوصيل الرسالة التالية له .. لديه يومان لتطليق أختي و إلاّ سوف أدق رأسه على سلالم العمارة التي يتردد عليها ..!! هل فهمت ..؟!

بعد مغادرة أبن عمي لمكتبي ، حاولت جاهدا أن كتب عن موضوع التطرف الديني ، ولكني شعرت بأنّ هناك تطرفا في مجتمعنا العربي ، العادات والتقاليد الاجتماعية يجتاحها التطرف .. بدءا من اللباس إلى الأكل ومناسباتنا هي معركة التطرف الذي لم تحسم فيه الغلبة ، بل نظل نبحث عن المشاكل و نختلق الإختلاف حول كل شيء ، سياسيا ودينيا و اقتصاديا.. نحن نخوض معارك تشدنا عن الموضوع الأهم .. نجتر بطولات أجدادنا و لا نقيم وزناً للمحبة والبساطة و حسن المعاملة .. نعتمد على قبضاتنا في حل مشاكل يمكن أن تنتهي بأختيار الحلول الوسط ..

لقد أكتشفت أنّ حرب أفغانستان أقل ضراوة من معركة صديقي الذي كان حادا في طرح و جهة نظره لزوجته .. وطلاق طلبان لشعب أفغانستان لن يتم .. كما أنّ الغرب كأبناء عمي أقوياء ومن الصعب هزيمتهم من دون خراب الشقة .. سحبت ورقة بيضاء من المظروف الملقى أمامي .. كتبت عليها (الأرهاب و عودة الوعي ).. ثمّ عدت وكتبت تحتها (الطلاق و ضياع الشقة) .. وأخير في السطر الثالث كتبت (إرهاب الطلاق .. بين نطحة أسلومة وضياع الشقة ..) وقبل أن أرمي الورقة دخل صديقي ، وقد علت الابتسامة وجهه .. لقد توصل إلى حل لمشكلته مع القوى العظمى .. فقد قرر أن يترك أفغانستان .. فالتمسك بالشقة تطرفا لايحبذ نتائجه ..!!

بقلم / علي ابريك المسماري



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الطلاق وعودة الوعي ...( خربشات على الرصيف)
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خربشات.. رنا محمود المحاميد المقهى 7 01-05-2017 10:59 PM
الطلاق الديمقراطي ....!!! ناريمان الشريف منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 9 10-14-2013 12:44 AM
فهد ابو خضرة وعودة الى الورد نبيل عودة منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 3 01-29-2013 09:04 PM
روحي ...تطلب الطلاق!! مازن الفيصل منبر البوح الهادئ 15 08-06-2012 09:58 AM
دراسة عن أزمة الحداثة وعودة ديونيزوس رقية صالح منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 10 08-01-2011 08:09 PM

الساعة الآن 11:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.