احصائيات

الردود
6

المشاهدات
5178
 
إلهام محمد
من آل منابر ثقافية

إلهام محمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
11

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة

رقم العضوية
10459
11-05-2011, 11:31 AM
المشاركة 1
11-05-2011, 11:31 AM
المشاركة 1
افتراضي من خواطر د/ عبدالدائم الكحيل
بحثت طويلاً في كتاب الله تعالى عن سرّ استجابة الله لدعاء أنبيائه. وبدأتُ أتساءل: لماذا ندعو الله تعالى أحياناً ولا يُستجاب لنا؟ ولماذا لا نحسّ بوجود الله عز وجل قريباً منا؟ لماذا نضع ثقتنا بمن حولنا من البشر وننسى خالق البشر جل وعلا؟
لقد بدأتُ ألاحظ شيئاً في القرآن عندما بحثتُ في "الإخلاص" فقد ارتبط الإخلاص بالعبادة أحياناً وبالدعاء أحياناً أخرى. ولكن في كلتا الحالتين كان الإخلاص مرتبطاً بالله عز وجل. فهذه آية يحدثنا بها سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) [الزمر: 11].
ومعنى (مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) أي مخلصاً له العبادة، فكان سجود رسول الله صلى الله عليه وسلم خالصاً لله، وركوعه لا يبتغي به إلا وجه الله، وكل كلمة ينطق بها لا يريد من ورائها إلا رضوان الله تعالى، وهذا هو الإخلاص الذي أمره الله به، ولكن أين نحن من هذا الإخلاص؟!
الإخلاص مفتاح الإجابة
إن الإخلاص في العبادة لا بدّ أن يؤدي إلى الإخلاص في الدعاء، وهذا ما أمرنا الله به في قوله: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [غافر: 14]. فنحن عندما ندعو الله يجب أن يكون دعاؤنا فقط له هو، وعندما ندعو ملحداً للإيمان يجب أن يكون عملنا ذا هدف واحد ألا وهو رضاء الله تعالى.
في هذه الحالة أخي المؤمن أضمن لك الإجابة في الدعاء بإذن الله تعالى. وهذا هو سيدنا يونس عليه السلام عندما ابتلعه الحوت ونزل به في ظلمات البحر: ماذا فعل؟ لقد دعا الله بإخلاص فقال: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87]. ولكن هل استجاب الله دعاءه أم تخلى عنه في هذا الظرف الصعب؟
لقد استجاب الله له على الفور فقال: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء: 88]. لقد كانت الاستجابة سريعة، حتى إن الله تعالى استخدم حرف الفاء في كلمة (فَاسْتَجَبْنَا) ونحن نعلم من العربية أن هذا الحرف يشير إلى سرعة تعاقب الأحداث بعكس واو العطف التي تحمل شيئاً من التباطؤ في توالي الأحداث.
ما هو سرّ استجابة الله لأنبيائه؟
ولكن هذه الاستجابة السريعة لسيدنا يونس لها سرّ! وعندما بحثت عن هذا السر وجدته في الآيات التي تلي هذه الآية في حديث الله عن أنبيائه واستجابته لهم الدعاء، لماذا يا ربّ؟ ماذا كانوا يفعلون حتى نجّيتهم وهم في أصعب مراحل حياتهم؟
والجواب: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90]. إذن السر يكمن في المسارعة في الخيرات، والدعاء رغبة بما عند الله من نعيم وجنات، ورهبة من عذابه وعقابه، والخشوع لله وحده
ولكن الذي لفت انتباهي أثناء البحث آية تتحدث عن أناس يدعون الله بإخلاص، وتصف لنا هذه الآية المشاعر الدقيقة التي يمر بها هؤلاء في أصعب ظروف حياتهم وهم في وسط البحر بين الأمواج العاتية.
يقول تعالى: (وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) [لقمان: 32]. في هذا الموقف والسفينة تشرف على الغرق يكون الإنسان في حالة من الإخلاص التام لله عز وجل.
هذا ما تصفه لنا الآية، فماذا يقول العلم في ذلك؟ لقد غرقت العديد من السفن على مر الزمن، وربما يكون آخرها عبّارة غرقت في البحر الأحمر وتوفي أكثر من ألف إنسان، ونجا أقل من نصف هذا العدد. لقد قام بعض العلماء بدراسة للمشاعر التي مرّ بها هؤلاء الناجون من الموت المحتم.
لقد أكّد الجميع وبلا أي استثناء أن اللحظة التي أشرفوا فيها على الغرق كانت أهم لحظة في حياتهم، وكان التوجه فيها إلى الله تعالى في قمة الإخلاص، حتى إنهم يؤكدون بأنهم رأوا عشرات الغرقى قد ماتوا أمامهم وكانت آخر كلمة نطقوا بها هي "يا ربّ"!
وهنا أقول لك يا أخي المؤمن إذا أردت أن يستجيب الله دعاءك فأخلص هذا الدعاء، وإذا أردته أن يتقبل عبادتك فأخلص هذه العبادة لله، هكذا أمر الله نبيّه بقوله: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) [الزمر: 2].

وسوف أختم هذه الخاطرة بحادثة على زمن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عندما جاءه أعرابي وقال له: يا رسول الله أوصني ولا تكثر لأحفظ؟ فقال له الحبيب صلى الله عليه وسلم: (أخلص دينك لله يكفك العمل القليل)، أي أخلص عبادتك لله فمهما كان عملك قليلاً تجده عند الله كثيراً. فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين...


عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك ,
عش بالإيمان ,
عش بالأمل ,
عش بالكفاح , وقدر قيمة الحياة.
قديم 11-05-2011, 11:52 PM
المشاركة 2
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أستاذتنا الواعية إلهام محمد هذا الموضوع الرائع وذوقك الرفيع في الاختيار الهادف ، ونحن نتابع إبداعاتك الفنية الجميلة وما اخترت من روائع الفنون الإبداعية، كما أدعو قلمك السامق بمشاركتك في منابر العلوم اللغوية ، فهي بحاجة لقلم ماتع كقلمك .
وكل عام وأنت بألف خير.
بوركت ، لا فضّ فوك .

قديم 11-06-2011, 12:26 AM
المشاركة 3
إلهام محمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
وعليكم السلام والرحمة والبركة والإكرام
أشكرك أخي الفاضل على مرورك العطر
وأعدك بإذن المولى بتلبية دعوتك.
لك مني أزكى تحية

عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك ,
عش بالإيمان ,
عش بالأمل ,
عش بالكفاح , وقدر قيمة الحياة.
قديم 11-06-2011, 07:04 AM
المشاركة 4
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أختي المؤمنة إلهام محمد
أسعدَ اللهُ تعالى أيامكِ
عيدٌ مبارك
و كل عام وأنتِ بخير
موضوعكِ قيمٌ و مفيدٌ تماما ً
بخصوص الإخلاص في عبادة الخالق الجليل
الله سبحانه و تعالى
أنَّ اللهَ مولانا الحكيم أمرنا بإن نكونَ مخلصين لهُ فقط في عبادتنا
و أن نتجهُ له جلَّ و علا لا لغيره عندما ندعوه
و هذا من أبرز دواعي الإستجابة للدعاء
كما قالَ اللهُ تعالى :
[ ادعوني أستجب لكم ]
فاللهُ قريبٌ يُجيبُ دعوة الداعي إذا دعاه
شكرا ً لكِ أختي إلهام
بانتظار المزيد
أخوكِ حميد
6 _ 11 _ 2011

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 11-06-2011, 02:47 PM
المشاركة 5
إلهام محمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أشكرك أخي حميد على مرورك .

عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك ,
عش بالإيمان ,
عش بالأمل ,
عش بالكفاح , وقدر قيمة الحياة.
قديم 11-11-2011, 10:39 PM
المشاركة 6
أحمد النواوى
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
Thumbs up
الأخت إلهام
موضوعك جميل وإختيار موفق
فالإخلاص هو سر العلاقة بين العبد وربه
والقرأن يحدثنا عن كلام إبليس اللعين لرب العالمين
( لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين )
سورة الحجر .

وفي قصة سيدنا يوسف عليه السلام نجد أن سبب نجاته من الفتنة إنه كان من المخلصين

(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) سورة يوسف


اللهم إجعلنا من عبادك المخلصين ...


لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين




قديم 11-13-2011, 08:42 AM
المشاركة 7
إلهام محمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أشكرك أخي أحمد على مرورك.

عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك ,
عش بالإيمان ,
عش بالأمل ,
عش بالكفاح , وقدر قيمة الحياة.

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من خواطر د/ عبدالدائم الكحيل
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خواطر من نور موسى المحمود المقهى 6 02-11-2023 05:38 PM
خواطر أدبية عمر عبدالله المقهى 1 04-21-2021 11:17 PM
خواطر من سورة يوسف ناريمان الشريف منبر الحوارات الثقافية العامة 20 11-27-2019 12:11 PM
هل الأرض تدور ... وصحة كلام من أنكر ذلك ... د / عبدالدائم الكحيل. . حمود أحمد منبر الحوارات الثقافية العامة 1 07-22-2018 01:52 AM
خواطر اسلامية خلف الشبلي منبر الحوارات الثقافية العامة 1 02-05-2015 06:46 PM

الساعة الآن 07:40 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.