احصائيات

الردود
3

المشاهدات
2062
 
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي


عبدالحكيم ياسين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
155

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Sep 2007

الاقامة

رقم العضوية
3999
06-27-2019, 08:00 PM
المشاركة 1
06-27-2019, 08:00 PM
المشاركة 1
افتراضي قصة وجدتها أقرب للخواطر
يافرحتي......
فصة بقلم:عبدالحكيم ياسين
------------------------------------------
يافرحتي أخيرا قبضت راتبي التقاعدي..عن عدة أشهر..
وبت أستطيع تسديد بعض الديون التي أراها
ملحة..ومنها الديون التي أقرضتني إياها زميلتي في المدرسة..بعد أن شكت لها صاحبة
الدكان الذي يبيعنا الخبز من استدانتنا ربطة خبز في أحد الأيام..العظاءة التي تقف خلفي على الجدار
أصدرت صوتا غريبا..التفت إليها ولاحظت أنها تومئ إلى آخر ماكتبته..وتغمز بعيونها ..آه..
فهمت..تقصدين أنه ليس من اللائق أن أذكر هذا الأمر..لابأس معك حق..سأقوم باستبدال عبارة
ربطة خبز..بعبارة قالب كاتو..لالا..انتظري..طالما أن طمس الحقيقةجاز عندك..لماذا لاأقول
علبة كافيار..انفرجت أسارير العظاءة التي لاتميز بين الجد والهزل..وأعجبها التعديل..
على كل حال الحمد لله..قبضت مايكفي لاستعادة بعض الكرامة..والآن يجب أن أتصل بزميلتي..التي تعيش
على راتبها وتعيل أمها العجوز..وقد قبلت منها القرض لأنها أقسمت أنه فائض عن حاجتها
الآن وهو من أخيها المغترب..وأنها ستنفقه على كماليات لاتحتاجها وأنه عندي سيكون في مأمن
من ضعفها تجاه هوس التسوق الذي تعاني منه..المهم..سأعيد المبلغ اليوم قبل الغد..وسأزيح
همه عن كاهلي..ولكن لماذا أحتاج أساسا لقرض وأنا موظف قديم..من المسؤول عن تأخير رواتب
المتقاعدين بهذه الصورة المهينة..إذا كان الأمر خاطئا فلماذا يتكرر..ألا يكفي أن يحدث الخلل
لمرة واحدة حتى نبتكر له حلا جذريا..عطست العظاءة..وغمزت..آآ..فهمت..هناك أعذار..لاأعرفها..
العقد الاجتماعي يقضي باحتمال بعض المعاناة لأن حكمة ما تختبئ في زاوية لايراها غير قلة من
المطلعين على التفاصيل..طيب ياسيدتي..سامحينا هذه المرة..ودعينا ننجز الأمر..نتصل..نبشر..
ونترك المخلوقة تنام وهي تعرف أن المال عاد إليها..ضغطت على اسمها وعلى زر الاتصال..وهممت
برفع الهاتف الى أذني ثم ارتعدت خوفا وسارعت الى إلغاء الاتصال..ياإلهي..أخشى أن يكون الهاتف
قد رن..اليوم يوم امتحان..ولاشك أنها كعادتها نسيت هاتفها في جيبها..سيرن..وسيسمعه المسؤول
عن سلامة الامتحان وسيصادر الهاتف ويقترح عقوبة ما..وسينقلب عملها الخير الى شر مؤكد لها ولي..
هي ستخسر هاتفها الذي أهداه لها أخوها المغترب مع مبلع كبير من المال أقرضتني بعضه..
وأنا سأكون الملام أمام نفسي وأمامها ..ماذا سأفعل الآن..نظرت إلى كأس الشاي الذي أمامي..وبجانبه..
كيس صغير من الفستق ..اليوم كنت سعيدا سعادة خالصة..فالمال توفر..وذهني أصبح صافيا لدرجة
أنني اكتشفت طريقة رائعة للاستفادة من الزيوت العطرية التي في أعشابي..ومنعها من التطاير..
إذ وضعت اللافندر في إناء زجاجي له غطاء قابل للإغلاق بإحكام وصببت فوقه الشاي المغلي والمغسول
بالماء في مصفاة قبل غليه..وكان طعم العطر رائعا والشاي بالغ الصفاء..وكان الجو ساحرا..
ونبتة الغاردينيا متفتحة قرب الكرسي المستند لجدار سطح المطبخ..وثمة زهرة فل متفتحة لأول
مرة هذا العام اشتريتها البارحة من مشتل أحد الأصدقاء..ورغم أنها ماتزال صغيرة جدا إلا أنني
أعتبرها وحدها كافية لجعلي متفائلا..ولكن مانفع كل هذا الكلام..لقد وقع الفأس في الرأس..وانتهى الأمر..
علي الآن أن أنتظر انتهاء الامتحان لأعرف نتائج خطئي..مسكينة ماذا سيكون شعورها..هل سترى اسم المتصل..
أم أن المسؤول لن يسمح لها مطلقا بلمس الموبايل..سيصادره ويسجل الواقعة وستشتم في قرارة
نفسها من اتصل..لالا لن تشتم..ولكن فلتشتم..هل سيغير ذلك من الأمر شيئا..لو كان سيغير..
فلتضرب..أنا أقبل..أستحق..أن أعاقب..ولكن ماجدوى العقاب هنا..إنه خطأ غير مقصود..بل إن
النية الحسنة خالصة للخير..هل أضرع إلى الله..ليتدخل..
ومن قال إنه لم يتدخل,,إنه يسيطر على كل شيء..
ولديه سنن وقوانين صارمة لايقبل تبديلها..وعلينا أن نتحمل نتائح سلوكياتنا بكل أنواعها..ونصبر..
هذا ماقاله عقلي..ولكن عواطفي تحركت وصاحت..انذر نذرا ما..صدقة لمستحق..عون لمحتاج..وتوسل
بدعائه..وهمست ..حسنا..سأتصدق بألف ليرة..لمحتاج ما..ويارب نجني من تبعات هذا الخطأ..
ونج زميلتي السكينة..وفجأة عطست العظاءة من جديد..التفت إليها..وهمست..شيء غريب..لم أسمعهن
يعطسن من قبل..هل تسخر من ضآلة المبلغ الذي نذرته..هل تقول لنفسها ياله من بخيل..لاأظن..
فهي مجرد عظاءة بلهاء تنتظر دويبة أرض زاحفة أو طائرة لتشبع جوعها..ربما كانت تحسدني على الكرسي
والشاي والفستق..كان الوقت قد مر بطيئا جدا عندما رن هاتفي..نظرت الى الاسم..إنه زميل لي مازال
على رأس عمله..ودار بيننا حديث مقتضب عن أحواله وأحوالي وأخيرا سألته..هل كنت في الامتحان اليوم وكيف
الأمور..قال نعم كنت ولايوجد ماهو غير عادي إلا حادثة مزعجة حصلت مع معلمة لم أعرف من هي حتى الآن..
وأخشى أن تكون واحدة من زميلاتنا في المدرسة..قلت له وقد ارتعدت فرائصي وخفق قلبي بقوة..
وماالحادثة..قال:مصادرة موبايل..قلت له:مع معلمة..قال نعم مع معلمة..وليست لدي أية تفاصيل..
شكرته وذهبت فورا إلى فراشي أختبئ فيه من نفسي وأحاول النوم..ياإلهي..كأن هذه الحادثة
حدثت معي قبل الآن..ورحت أحاول التذكر..كنت مشوش الفكر..وراغبا في الغرق في نوم طويل..ولاحت لعيني
مشاهد من احتفال عائلي صغير ..وبيدي ملعقة آكل بها نوعا من الحلويات وضع لي خصيصا..فقد كنت
ضيفا غاليا على المحتفلين..وفي لحظة نحس كما يقال عطست وتحركت يدي حركة لاإرادية وبالملعقة
ضربي عين الطفلة المدللة التي جاءت وجلست بجانبي وراحت تضحك بسعادة بالغة..كانت تعبر عن
فرحة غامرة عندما تراني..وكنت أرى فيها كل عالم الذكاء والبراءة والحيوية..كانت الضربة مؤلمة جدا..
وكنت في غاية الإحراج..ولكن الله لطف بي..فقد كان مجرد حلم..كابوس متحرك..يطاردني كلما ارتكبت
خطأ بحق أحدهم..يلخص كل شيء..وكيف أننا لانملك دائما السيطرة على الأحداث..وتساءلت يومها..لماذا
يارب..هل يحدث ذلك لأننا نكون قد أهملنا التحسب لكل الاحتمالات.هل يحدث لكي نضرع ونتذكر..
لاأعلم..المهم أنه يكن أن يحدث في أي وقت..والدواء هو الصبر والتسليم..والآن.سأتصل بها..
وأزيل الشك باليقين..سأستسلم لقدري..وأعترف وأعتذر وأدعو أن يقدرني ربي على التعويض..
اتصلت من الهاتف الأرضي ..رن الهاتف ولم يرد أحد..أعدت الاتصال..وردت هي هذه المرة..
صوتها غير طبيعي وهي تلهث..قالت لاتؤاخذني عندي مشكلة أحاول حلها..قلت بارتباك شديد..
خيرا ..قالت:لم أذهب اليوم بسببها إلى الامتحان..فتنفست الصعداء..وانزاح عن صدري جبل من الغم..
وهمست لنفسي..يالي من أناني..أحزنتني مشكلتي وهاأنذاأبتهج لمشكلتها..قلت ماالأمر طمنينا..
قالت :مصرف المياه مسدود وأنا أحاول تسليكه..والمياه تغمر أرضية المطبخ..قلت لها..ألم
يخطر لك الاتصال بعامل صيانة..قالت بصراحة خطر لي ولكنني أخجل من دخوله إلى المنزل..
قلت:سأحضرعاملا وسآتي على الفور..حملت نقود القرض..ونقود النذر بعد مضاعفته عدة مرات وانطلقت..
--------------------------------------------------------------------------
القصة لم تجر تماما على هذا النحو..وليست مع زميلتي ..
--------------------------------------------------------------------------
هذه القصة ليست محاولتي الأولى لكتابة قصة خيالية مطعمة بالواقع..
انا أمهد بهذا النوغ من القصص لكتابة روايتي الأولى...
--------------------------------------------------------------------------
مع تحيات عبدالحكيم ياسين



قديم 06-27-2019, 08:19 PM
المشاركة 2
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: قصة وجدتها أقرب للخواطر
منذ السطر الأول والقصة ترتدي معاناة نماذج منتشرة في عالمنا العربي
كان السرد أستاذي القدير يومئ على قلمك بسرد جميل
والنهايات السعيدة مطلوبة كي يشحن القارئ بالأمل حين تصعب الحياة
ندرك جيدآ أن كل كاتب لا يكتب قصته لكنه قد يضع فيها واقعية حياته اليومية
شكرآ لقلمك الذي بعث الإبتسامة فينا مع الختام
تقبل تحياتي وتقديري

وحيدة كالقمر
قديم 06-27-2019, 09:34 PM
المشاركة 3
تركي خلف
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: قصة وجدتها أقرب للخواطر
برأيي المتواضع سيدي العزيز أن الخواطر تكون أقصر ومبهمة .. لكني أراها قصة مكتملة الأركان .. قرأتها لا أخفيك على عجل وراقتني .. مشكور على هذه الروائع في الأدب والقصة .. دام قلمك ربي يحفظك

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الابتسامة هي قوس قزح الدموع

قديم 06-29-2019, 01:30 PM
المشاركة 4
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: قصة وجدتها أقرب للخواطر
قصة
تحكى واقعا
نراه كل يوم
أبدعت


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قصة وجدتها أقرب للخواطر
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أقرب الناس من أبليس اعزاز العدناني منبر الحوارات الثقافية العامة 2 02-27-2022 11:22 AM
القبر أقرب خطوة منا أشرف حشيش منبر الشعر العمودي 9 07-05-2014 06:01 PM
كل رمضان وأنتم إلى الله أقرب عبدالله باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 2 07-27-2012 10:53 PM

الساعة الآن 02:25 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.